علي مرتضى
27-11-2008, 04:03 PM
أولاً: مذهب أهل السنة يصون القرآن من التحريف[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn1)[1]
إنّ المعروف من مذهب أهل السُنّة هو تنزيه القرآن الكريم عن الخطأ والنقصان، وصيانته عن التحريف، وبذلك صرّحوا في تفاسيرهم وفي كتب علوم القرآن، إلاّ أنّه رويت في صحاحهم أحاديث يدلّ ظاهرها على التحريف، تمسّك بها الحشوية منهم، فذهبوا إلى وقوع التحريف في القرآن تغييراً أو نقصاناً، كما أشار الى ذلك الطبرسي في مقدمة تفسيره [2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn2)[2]، وقد تقدّم قوله في تصريحات أعلام الإمامية.
ولا شكّ أنّ ما كان ضعيفاً من هذه الأحاديث فهو خارج عن دائرة البحث، وأمّا التي صحّت عندهم سنداً، فهي أخبار آحاد، ولا يثبت القرآن بخبر الواحد، على أنّ بعضها محمولٌ على التفسير، أو الدعاء ، أو السُنّة، أو الحديث القدسي، أو اختلاف القراءة، وأمّا ما لا يمكن تأويله على بعض الوجوه، فقد حمله بعضهم على نسخ التلاوة، أي قالوا بنسخه لفظاً وبقائه حكماً، وهذا الحمل باطلٌ، وهو تكريسٌ للقول بالتحريف. ونفاه بعضهم، وذهبوا إلى تكذيب وبطلان هذه الأحاديث لاستلزامها للباطل، إذ أنّ القول بها يفضي إلى القدح في تواتر القرآن العظيم.
يقول عبد الرحمن الجزيري: (أما الأخبار التي فيها أن بعض القرآن المتواتر ليس منه، أو أنّ بعضاً منه قد حُذف، فالواجب على كل مسلم تكذيبها بتاتاً، والدعاء على راويها بسوء المصير)[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn3)[3].
ويقول ابن الخطيب: (على أن هذه الأحاديث وأمثالها ، سواء صحّ سندها أو لم يصحّ فهي ـ على ضعفها وظهور بطلانها ـ قلّةٌ لا يُعتدّ بها، ما دام إلى جانبها إجماع الاُمّة، وتظاهر الأحاديث الصحيحة التي تدمغها وتظهر أغراض الدين والمشرع بأجلى مظاهرها)[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn4)[4].
وجماعة منهم قالوا بوضع هذه الأحاديث واختلاقها من قبل أعداء الإسلام المتربّصين به، يقول الحكيم الترمذي: (ما أرى مثل هذه الروايات إلاّ من كيد الزنادقة).
ويقول الدكتور مصطفى زيد: (وأما الآثار التي يحتجّون بها.. فمعظمها مروي عن عمر وعائشة، ونحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في الكتب الصحاح، وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتّفق ومكانة عمر وعائشة ، ممّا يجعلنا نطمئن إلى اختلاقها ودسّها على المسلمين)[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn5)[5]
ثانياً: السنة ونسخ التلاوة
هذا وإن وافق أهل السنة ما ذهب إليه الإمامية في صيانة القرآن الكريم من التحريف إلا أن الكلام في تخريجهم الفني لروايات التحريف. فمع ورود روايات التحريف في صحاح أهل السنة، صار أهل السنة بين مأزقين، فإما التسليم بروايات التحريف والحكم عليها بالصحة مما يعني تحريف القرآن، وإما الطعن في صحة الروايات وتكذيبها مما يستلزم الطعن في صحاحهم التي لا تصل إليها أظافر الخدشة.
ولذلك ذهب بعضهم لعلاج بعض الروايات الواردة في شأن التحريف بحملها على نسخ التلاوة. حيث أنهم قسموا النسخ في الكتاب العزيز إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: نسخ الحكم دون التلاوة، وهذا هو القسم الذي نطق به محكم التنزيل، وهو المشهور بين العلماء والمفسرين، وهو أمر معقول مقبول، حيث إنّ الأحكام لم تنزل دفعة واحدة، بل نزلت تدريجياً لتألفها النفوس وتستسيغها العقول، فنسخت تلك الأحكام وبقيت ألفاظها، لأسرار تربوية وتشريعية، يعلمها الله تعالى.
القسم الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم، وقد مثّلوا له بآية الرجم، فقالوا: إنّ هذه الآية كانت من القرآن ثمّ نسخت تلاوتها وبقي حكمها. وستأتي الإشارة إلى روايات آية الرجم المزعومة.
القسم الثالث: نسخ التلاوة والحكم معاً، وقد مثّلوا له بآية الرضاع. وستأتي الإشارة إليها.
ولهذا حمل بعضهم الروايات التي دلت على نقصان بعض آيات الكتاب، على أن تلك الآيات نسخت تلاوتها وبقيت أحكامها، أو نسخت تلاوة وحكماً، وذلك تحاشياً من التسليم بها الذي يفضي إلى القول بتحريف القرآن، وفراراً من ردّها وتكذيبها الذي يؤول إلى الطعن في الكتب الصحاح و المسانيد المعتبرة، أو الطعن في الأعيان الذين نُقلت عنهم. هذا وإن كان بعضهم لم يقبل ما سمي بنسخ التلاوة.
وقفة مع نسخ التلاوة
ولا شكّ أن القسمين الأخيرين من النسخ هو عين القول بالتحريف: وهو باطل لما يلي:
الأمر الأول: يستحيل عقلاً أن يرد النسخ على اللفظ دون الحكم، لأنّ الحكم لا بدّ له من لفظ يدل عليه، فإذا رفع اللفظ ما هو الدليل الذي يدلّ عليه؟ فالحكم تابع للفظ، ولا يمكن أن يرفع الأصل ويبقى التابع.
الأمر الثاني: النسخ حكم، والحكم لابدّ أن يكون بالنصّ، ولا انفكاك بينهما، ولا دليل على نسخ النصوص التي حكتها الآثار المتقدّمة وسواها، إذ لم ينقل نسخها ولم يرد في حديث عن النبي(صلى الله عليه وآله)في واحد منها أنّها منسوخة، والواجب يقتضي أن يبلّغ الاُمّة بالنسخ كما بلّغ بالنزول، وبما أنّ ذلك لم يحدث فالقول به باطل.
ثالثاً: نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنّة والجواب عليها
نذكر هنا جملة من الروايات الموجودة في كتب أهل السنّة، ونبيّن ما ورد في تأويلها، وما قيل في بطلانها وإنكارها، وعلى هذه النماذج يقاس ما سواها، وهي على عدة طوائف نذكر منها طائفتين:
الطائفة الاُولى:
الروايات التي ذكرت سوراً أو آيات زُعِم أنها كانت من القرآن وحُذِفت منه، أو زعم البعض نسخ تلاوتها، أو أكلها الداجن، نذكر منها:
الف ـ الآيات والسور
1 ـ أنّ سورة الأحزاب تعدل سورة البقرة:
رُوي عن عمر واُبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس: )أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة، أو هي أطول منها، وفيها كانت آية الرجم).[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn6)[6]
وعن حذيفة : (قرأتُ سورة الأحزاب على النبي(صلى الله عليه وآله)فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn7)[7](
وقد حمل ابن الصلاح المدّعى زيادته على التفسير، وحمله السيوطي وابن حزم على نسخ التلاوة، والمتأمّل لهذه الروايات يلاحظ وجود اختلاف فاحش بينها في مقدار ما كانت عليه سورة الأحزاب، الأمر الذي يشير إلى عدم صحّة هذه النصوص وبطلانها.
2 ـ لو كان لابن آدم واديان...
رُوي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال لقرّاء البصرة: «كنّا نقرأ سورة نُشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فانسيتها، غير أنّي حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn8)[8]
وقد حمل ابن الصلاح هذا الحديث على السنّة، قال: «إنّ هذا معروف في حديث النبي(صلى الله عليه وآله)، على أ نّه من كلام الرسول، لا يحكيه عن ربّ العالمين في القرآن، ويؤيّده حديث روي عن العباس بن سهل، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لو أنّ ابن آدم اُعطي واديان...» وعدّه الزبيدي الحديث الرابع والأربعين من الأحاديث المتواترة وقال: (رواه من الصحابة خمسة عشر نفساً)[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn9)[9]» ورواه أحمد في المسند عن أبي واقد الليثي على أنّه حديث قدسيّ[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn10)[10].
أمّا إخبار أبي موسى بأنّه كان ثمّة سورة تشبه براءة في الشدّة والطول، فلو كانت لحصل العلم بها، ولما غفل عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والصحابة وكُتّاب الوحي وحُفّاظه وقُرّاؤه.
3 ـ الثالث: آية الرجم:
روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطاب، قال: (إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم.. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم. فإنّا قد قرأناها[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn11)[11].(
وأخرج ابن أشتة في المصاحف عن الليث بن سعد، قال: )إنّ عمر أتى إلى زيد بآية الرجم، فلم يكتبها زيد لأنّه كان وحده)[12] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn12)[12].
وقد اضطربت كلماتهم في توجيه روايات آية الرجم، وكان من الأولى بها ردها جميعاً.
فقد حمل ابن حزم آية الرجم في المحلّى على أنّها ممّا نسخ لفظه وبقي حكمه، وهو حملٌ باطلٌ، لأنّها لو كانت منسوخة التلاوة لما جاء عمر ليكتبها في المصحف، وأنكر ابن ظفر في الينبوع عدّها ممّا نسخ تلاوة، وقال: (لأنّ خبر الواحد لا يُثبت القرآن[13] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn13)[13].(
وحملها أبو جعفر النحاس على السنّة، وقال: (إسناد الحديث صحيح، إلاّ أنّه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة، ولكنها سُنّة ثابتة، وقد يقول الإنسان كنت أقرأ كذا لغير القرآن، والدليل على هذا أنّه قال: لولا أ نّي أكره أن يقال زاد عمر في القرآن لزدته)[14] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn14)[14].
4 ـ آية الجهاد:
رُوي أنّ عمر قال لعبد الرحمن بن عوف: (ألم تجد فيما اُنزل علينا، أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرة، فأنا لا أجدها؟ قال: اُسقطت فيما اُسقط من القرآن[15] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn15)[15].(
نقول: ألم يرووا في أحاديث جمع القرآن، أنّ الآية تُكتب بشهادة شاهدين من الصحابة على أنّها ممّا أنزل الله في كتابه؟ فما منع عمر وعبد الرحمن بن عوف من الشهادة على أنّ الآية من القرآن وإثباتها فيه؟ فهذا دليل قاطع على وضع هذه الرواية، وإلاّ كيف سقطت هذه الآية المدّعاة عن كُتّاب القرآن وحُفّاظه في طول البلاد وعرضها، ولم تبق إلاّ مع عمر وعبد الرحمن بن عوف؟
الأمر الخامس: آية الرضعات أكلها داجن البيت
روى مالك في الموطأ بإسناده عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: كانت فيما أنزل من القرآن: " عشر رضعات معلومات يحرّمن" ثم نسخت بـ " خمس معلومات" فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن.[16] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn16)[16]
الطائفة الثانية:
الروايات الدالّة على الخطأ والتغيير.
روي عن ابن عباس في قوله تعالى: (حتّى تستأنسوا وتسلّموا [17] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn17)[17](قال: «إنّما هو (حتّى تستأذنوا) وأنّ الأول خطأٌ من الكاتب[18] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn18)[18].
وهذه الرواية مكذوبة على ابن عباس ولا تصحّ عنه، لأن مصاحف الإسلام كلّها قد ثبت فيها (حتّى تستأنسوا) وصحّ الإجماع فيها منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله)وإلى الآن، فلا يعوّل على مثل هذه الرواية، قال الرازي: «إعلم أنّ هذا القول من ابن عبّاس فيه نظر، لأ نّه يقتضي الطعن في القرآن الذي نُقل بالتواتر، ويقتضي صحّة القرآن الذي لم يُنقل بالتواتر، وفتح هذين البابين يطرق الشكّ في كل القرآن، وإنّه باطل[19] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn19)[19].
الخلاصة: أن أهل السنة والجماعة كما الإمامية قائلون بصيانة القرآن الكريم من التحريف. نعم، هناك نظر عند الإمامية في ما أسموه (نسخ التلاوة) ببيان قد تقدم. والحمد لله رب العالمين.
[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref1)[1] في رحاب أهل البيت، أسطورة تحريف القرآن، ص46
[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref2)[2] مجمع البيان: 1/83
[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref3)[3] الفقه على المذاهب الأربعة: 4/ 260
[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref4)[4] الفرقان: 163
[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref5)[5] النسخ في القرآن: 1/ 283
[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref6)[6] الإتقان: 3/82، مسند أحمد: 5/132، المستدرك : 4/359، السنن الكبرى: 8/211، تفسير القرطبي: 14/113، الكشاف: 3/518، مناهل العرفان: 2/111، الدر المنثور: 6/559.
[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref7)[7] الدر المنثور: 6/559
[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref8)[8] صحيح مسلم 2: 726 / 1050
[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref9)[9] مقدمتان في علوم القرآن: 85 ـ 88
[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref10)[10] مسند أحمد: 5/219.
[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref11)[11] المستدرك: 4/359 و 360، مسند أحمد: 1/23 و 29 و 36 و 40 و 50، طبقات ابن سعد: 3/334، سنن الدارمي: 2/179. راجع
[12] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref12)[12] الاتقان: 3/206.
[13] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref13)[13] البرهان للزركشي : 2/43.
[14] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref14)[14] الناسخ والمنسوخ: 8.
[15] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref15)[15] الإتقان: 3/84، كنز العمال: 2 حديث 4741.
[16] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref16)[16] تنوير الحوالك، ج2، ص118 آخر كتاب الرضاع، نقلاً عن صيانة القرآن من التحريف للعلامة محمد هادي معرفة
[17] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref17)[17] سورة النور، 27
[18] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref18)[18] الإتقان : 2/327، لباب التأويل : 3/324، فتح الباري: 11/7.
[19] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref19)[19] التفسير الكبير: 23/196.
--
إني لاكتـم مـن علمي جـواهـره ** كيلا يرى الحق ذو جهـل فيفتتنـا
وقـد تقـدم فـي هـذا أبـو حســن ** إلى الحسين ووصى قبله الحسنا
يا رب جوهرُ علمٍ لـو أبـوحُ بـهِ ** لقيـل لـي أنت ممـن يعبـدُ الوثنـا
ولاستحل رجالٌ مسلمون دمي ** يـرون أقبـح مـا يأتــونـهُ حسنـا
إنّ المعروف من مذهب أهل السُنّة هو تنزيه القرآن الكريم عن الخطأ والنقصان، وصيانته عن التحريف، وبذلك صرّحوا في تفاسيرهم وفي كتب علوم القرآن، إلاّ أنّه رويت في صحاحهم أحاديث يدلّ ظاهرها على التحريف، تمسّك بها الحشوية منهم، فذهبوا إلى وقوع التحريف في القرآن تغييراً أو نقصاناً، كما أشار الى ذلك الطبرسي في مقدمة تفسيره [2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn2)[2]، وقد تقدّم قوله في تصريحات أعلام الإمامية.
ولا شكّ أنّ ما كان ضعيفاً من هذه الأحاديث فهو خارج عن دائرة البحث، وأمّا التي صحّت عندهم سنداً، فهي أخبار آحاد، ولا يثبت القرآن بخبر الواحد، على أنّ بعضها محمولٌ على التفسير، أو الدعاء ، أو السُنّة، أو الحديث القدسي، أو اختلاف القراءة، وأمّا ما لا يمكن تأويله على بعض الوجوه، فقد حمله بعضهم على نسخ التلاوة، أي قالوا بنسخه لفظاً وبقائه حكماً، وهذا الحمل باطلٌ، وهو تكريسٌ للقول بالتحريف. ونفاه بعضهم، وذهبوا إلى تكذيب وبطلان هذه الأحاديث لاستلزامها للباطل، إذ أنّ القول بها يفضي إلى القدح في تواتر القرآن العظيم.
يقول عبد الرحمن الجزيري: (أما الأخبار التي فيها أن بعض القرآن المتواتر ليس منه، أو أنّ بعضاً منه قد حُذف، فالواجب على كل مسلم تكذيبها بتاتاً، والدعاء على راويها بسوء المصير)[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn3)[3].
ويقول ابن الخطيب: (على أن هذه الأحاديث وأمثالها ، سواء صحّ سندها أو لم يصحّ فهي ـ على ضعفها وظهور بطلانها ـ قلّةٌ لا يُعتدّ بها، ما دام إلى جانبها إجماع الاُمّة، وتظاهر الأحاديث الصحيحة التي تدمغها وتظهر أغراض الدين والمشرع بأجلى مظاهرها)[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn4)[4].
وجماعة منهم قالوا بوضع هذه الأحاديث واختلاقها من قبل أعداء الإسلام المتربّصين به، يقول الحكيم الترمذي: (ما أرى مثل هذه الروايات إلاّ من كيد الزنادقة).
ويقول الدكتور مصطفى زيد: (وأما الآثار التي يحتجّون بها.. فمعظمها مروي عن عمر وعائشة، ونحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في الكتب الصحاح، وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتّفق ومكانة عمر وعائشة ، ممّا يجعلنا نطمئن إلى اختلاقها ودسّها على المسلمين)[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn5)[5]
ثانياً: السنة ونسخ التلاوة
هذا وإن وافق أهل السنة ما ذهب إليه الإمامية في صيانة القرآن الكريم من التحريف إلا أن الكلام في تخريجهم الفني لروايات التحريف. فمع ورود روايات التحريف في صحاح أهل السنة، صار أهل السنة بين مأزقين، فإما التسليم بروايات التحريف والحكم عليها بالصحة مما يعني تحريف القرآن، وإما الطعن في صحة الروايات وتكذيبها مما يستلزم الطعن في صحاحهم التي لا تصل إليها أظافر الخدشة.
ولذلك ذهب بعضهم لعلاج بعض الروايات الواردة في شأن التحريف بحملها على نسخ التلاوة. حيث أنهم قسموا النسخ في الكتاب العزيز إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: نسخ الحكم دون التلاوة، وهذا هو القسم الذي نطق به محكم التنزيل، وهو المشهور بين العلماء والمفسرين، وهو أمر معقول مقبول، حيث إنّ الأحكام لم تنزل دفعة واحدة، بل نزلت تدريجياً لتألفها النفوس وتستسيغها العقول، فنسخت تلك الأحكام وبقيت ألفاظها، لأسرار تربوية وتشريعية، يعلمها الله تعالى.
القسم الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم، وقد مثّلوا له بآية الرجم، فقالوا: إنّ هذه الآية كانت من القرآن ثمّ نسخت تلاوتها وبقي حكمها. وستأتي الإشارة إلى روايات آية الرجم المزعومة.
القسم الثالث: نسخ التلاوة والحكم معاً، وقد مثّلوا له بآية الرضاع. وستأتي الإشارة إليها.
ولهذا حمل بعضهم الروايات التي دلت على نقصان بعض آيات الكتاب، على أن تلك الآيات نسخت تلاوتها وبقيت أحكامها، أو نسخت تلاوة وحكماً، وذلك تحاشياً من التسليم بها الذي يفضي إلى القول بتحريف القرآن، وفراراً من ردّها وتكذيبها الذي يؤول إلى الطعن في الكتب الصحاح و المسانيد المعتبرة، أو الطعن في الأعيان الذين نُقلت عنهم. هذا وإن كان بعضهم لم يقبل ما سمي بنسخ التلاوة.
وقفة مع نسخ التلاوة
ولا شكّ أن القسمين الأخيرين من النسخ هو عين القول بالتحريف: وهو باطل لما يلي:
الأمر الأول: يستحيل عقلاً أن يرد النسخ على اللفظ دون الحكم، لأنّ الحكم لا بدّ له من لفظ يدل عليه، فإذا رفع اللفظ ما هو الدليل الذي يدلّ عليه؟ فالحكم تابع للفظ، ولا يمكن أن يرفع الأصل ويبقى التابع.
الأمر الثاني: النسخ حكم، والحكم لابدّ أن يكون بالنصّ، ولا انفكاك بينهما، ولا دليل على نسخ النصوص التي حكتها الآثار المتقدّمة وسواها، إذ لم ينقل نسخها ولم يرد في حديث عن النبي(صلى الله عليه وآله)في واحد منها أنّها منسوخة، والواجب يقتضي أن يبلّغ الاُمّة بالنسخ كما بلّغ بالنزول، وبما أنّ ذلك لم يحدث فالقول به باطل.
ثالثاً: نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنّة والجواب عليها
نذكر هنا جملة من الروايات الموجودة في كتب أهل السنّة، ونبيّن ما ورد في تأويلها، وما قيل في بطلانها وإنكارها، وعلى هذه النماذج يقاس ما سواها، وهي على عدة طوائف نذكر منها طائفتين:
الطائفة الاُولى:
الروايات التي ذكرت سوراً أو آيات زُعِم أنها كانت من القرآن وحُذِفت منه، أو زعم البعض نسخ تلاوتها، أو أكلها الداجن، نذكر منها:
الف ـ الآيات والسور
1 ـ أنّ سورة الأحزاب تعدل سورة البقرة:
رُوي عن عمر واُبي بن كعب وعكرمة مولى ابن عباس: )أنّ سورة الأحزاب كانت تقارب سورة البقرة، أو هي أطول منها، وفيها كانت آية الرجم).[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn6)[6]
وعن حذيفة : (قرأتُ سورة الأحزاب على النبي(صلى الله عليه وآله)فنسيتُ منها سبعين آية ما وجدتها[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn7)[7](
وقد حمل ابن الصلاح المدّعى زيادته على التفسير، وحمله السيوطي وابن حزم على نسخ التلاوة، والمتأمّل لهذه الروايات يلاحظ وجود اختلاف فاحش بينها في مقدار ما كانت عليه سورة الأحزاب، الأمر الذي يشير إلى عدم صحّة هذه النصوص وبطلانها.
2 ـ لو كان لابن آدم واديان...
رُوي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال لقرّاء البصرة: «كنّا نقرأ سورة نُشبّهها في الطول والشدّة ببراءة فانسيتها، غير أنّي حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn8)[8]
وقد حمل ابن الصلاح هذا الحديث على السنّة، قال: «إنّ هذا معروف في حديث النبي(صلى الله عليه وآله)، على أ نّه من كلام الرسول، لا يحكيه عن ربّ العالمين في القرآن، ويؤيّده حديث روي عن العباس بن سهل، قال: سمعت ابن الزبير على المنبر يقول: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لو أنّ ابن آدم اُعطي واديان...» وعدّه الزبيدي الحديث الرابع والأربعين من الأحاديث المتواترة وقال: (رواه من الصحابة خمسة عشر نفساً)[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn9)[9]» ورواه أحمد في المسند عن أبي واقد الليثي على أنّه حديث قدسيّ[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn10)[10].
أمّا إخبار أبي موسى بأنّه كان ثمّة سورة تشبه براءة في الشدّة والطول، فلو كانت لحصل العلم بها، ولما غفل عنها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والصحابة وكُتّاب الوحي وحُفّاظه وقُرّاؤه.
3 ـ الثالث: آية الرجم:
روي بطرق متعدّدة أنّ عمر بن الخطاب، قال: (إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم.. والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها، الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم. فإنّا قد قرأناها[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn11)[11].(
وأخرج ابن أشتة في المصاحف عن الليث بن سعد، قال: )إنّ عمر أتى إلى زيد بآية الرجم، فلم يكتبها زيد لأنّه كان وحده)[12] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn12)[12].
وقد اضطربت كلماتهم في توجيه روايات آية الرجم، وكان من الأولى بها ردها جميعاً.
فقد حمل ابن حزم آية الرجم في المحلّى على أنّها ممّا نسخ لفظه وبقي حكمه، وهو حملٌ باطلٌ، لأنّها لو كانت منسوخة التلاوة لما جاء عمر ليكتبها في المصحف، وأنكر ابن ظفر في الينبوع عدّها ممّا نسخ تلاوة، وقال: (لأنّ خبر الواحد لا يُثبت القرآن[13] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn13)[13].(
وحملها أبو جعفر النحاس على السنّة، وقال: (إسناد الحديث صحيح، إلاّ أنّه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة، ولكنها سُنّة ثابتة، وقد يقول الإنسان كنت أقرأ كذا لغير القرآن، والدليل على هذا أنّه قال: لولا أ نّي أكره أن يقال زاد عمر في القرآن لزدته)[14] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn14)[14].
4 ـ آية الجهاد:
رُوي أنّ عمر قال لعبد الرحمن بن عوف: (ألم تجد فيما اُنزل علينا، أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرة، فأنا لا أجدها؟ قال: اُسقطت فيما اُسقط من القرآن[15] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn15)[15].(
نقول: ألم يرووا في أحاديث جمع القرآن، أنّ الآية تُكتب بشهادة شاهدين من الصحابة على أنّها ممّا أنزل الله في كتابه؟ فما منع عمر وعبد الرحمن بن عوف من الشهادة على أنّ الآية من القرآن وإثباتها فيه؟ فهذا دليل قاطع على وضع هذه الرواية، وإلاّ كيف سقطت هذه الآية المدّعاة عن كُتّاب القرآن وحُفّاظه في طول البلاد وعرضها، ولم تبق إلاّ مع عمر وعبد الرحمن بن عوف؟
الأمر الخامس: آية الرضعات أكلها داجن البيت
روى مالك في الموطأ بإسناده عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: كانت فيما أنزل من القرآن: " عشر رضعات معلومات يحرّمن" ثم نسخت بـ " خمس معلومات" فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن.[16] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn16)[16]
الطائفة الثانية:
الروايات الدالّة على الخطأ والتغيير.
روي عن ابن عباس في قوله تعالى: (حتّى تستأنسوا وتسلّموا [17] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn17)[17](قال: «إنّما هو (حتّى تستأذنوا) وأنّ الأول خطأٌ من الكاتب[18] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn18)[18].
وهذه الرواية مكذوبة على ابن عباس ولا تصحّ عنه، لأن مصاحف الإسلام كلّها قد ثبت فيها (حتّى تستأنسوا) وصحّ الإجماع فيها منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله)وإلى الآن، فلا يعوّل على مثل هذه الرواية، قال الرازي: «إعلم أنّ هذا القول من ابن عبّاس فيه نظر، لأ نّه يقتضي الطعن في القرآن الذي نُقل بالتواتر، ويقتضي صحّة القرآن الذي لم يُنقل بالتواتر، وفتح هذين البابين يطرق الشكّ في كل القرآن، وإنّه باطل[19] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftn19)[19].
الخلاصة: أن أهل السنة والجماعة كما الإمامية قائلون بصيانة القرآن الكريم من التحريف. نعم، هناك نظر عند الإمامية في ما أسموه (نسخ التلاوة) ببيان قد تقدم. والحمد لله رب العالمين.
[1] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref1)[1] في رحاب أهل البيت، أسطورة تحريف القرآن، ص46
[2] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref2)[2] مجمع البيان: 1/83
[3] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref3)[3] الفقه على المذاهب الأربعة: 4/ 260
[4] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref4)[4] الفرقان: 163
[5] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref5)[5] النسخ في القرآن: 1/ 283
[6] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref6)[6] الإتقان: 3/82، مسند أحمد: 5/132، المستدرك : 4/359، السنن الكبرى: 8/211، تفسير القرطبي: 14/113، الكشاف: 3/518، مناهل العرفان: 2/111، الدر المنثور: 6/559.
[7] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref7)[7] الدر المنثور: 6/559
[8] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref8)[8] صحيح مسلم 2: 726 / 1050
[9] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref9)[9] مقدمتان في علوم القرآن: 85 ـ 88
[10] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref10)[10] مسند أحمد: 5/219.
[11] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref11)[11] المستدرك: 4/359 و 360، مسند أحمد: 1/23 و 29 و 36 و 40 و 50، طبقات ابن سعد: 3/334، سنن الدارمي: 2/179. راجع
[12] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref12)[12] الاتقان: 3/206.
[13] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref13)[13] البرهان للزركشي : 2/43.
[14] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref14)[14] الناسخ والمنسوخ: 8.
[15] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref15)[15] الإتقان: 3/84، كنز العمال: 2 حديث 4741.
[16] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref16)[16] تنوير الحوالك، ج2، ص118 آخر كتاب الرضاع، نقلاً عن صيانة القرآن من التحريف للعلامة محمد هادي معرفة
[17] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref17)[17] سورة النور، 27
[18] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref18)[18] الإتقان : 2/327، لباب التأويل : 3/324، فتح الباري: 11/7.
[19] (http://us.mc464.mail.yahoo.com/mc/showMessage?fid=Inbox&sort=date&order=down&startMid=0&.rand=310362910&da=0&midIndex=4&mid=1_112438_AMzHtEQAAL%2FLSS5G7gVDNgJRpk4&prevMid=1_111076_AMDHtEQAAIQ5SS5FxwXlc0veunY&nextMid=1_105776_AMnHtEQAAEbjSSx0Ownx#11dd8913822e 9a5c__ftnref19)[19] التفسير الكبير: 23/196.
--
إني لاكتـم مـن علمي جـواهـره ** كيلا يرى الحق ذو جهـل فيفتتنـا
وقـد تقـدم فـي هـذا أبـو حســن ** إلى الحسين ووصى قبله الحسنا
يا رب جوهرُ علمٍ لـو أبـوحُ بـهِ ** لقيـل لـي أنت ممـن يعبـدُ الوثنـا
ولاستحل رجالٌ مسلمون دمي ** يـرون أقبـح مـا يأتــونـهُ حسنـا