المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة وتكامل الفرد والمجتمع


خادم البضعه
29-11-2008, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد
وعجل فرج قائم ال محمد

بحوث اخلاقيه لسماحة ايه الله العظمى السيد محمود الحسني **دام ظله **


B]
النفس الباقية:[/b]

الثابت عقلاً وشرعاً أن النفس المجردة باقية أبداً بعد مفارقتها للبدن ، ونتيجتها أما متنعمة دائما أو معذبة دائما ، والتذاذها وتنعمها يتوقف على ما تحصل عليه من الكمال والسمو ، ومراحل كمالها :

1- من الناحية النظرية :

هي الإحاطة بحقائق الموجودات ثم الترقّي منها إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والوصول إلى مقام التوحيد الخالص .

2- من الناحية العملية:

هي التخلّي عن الصفات الرديئة والرذيلة والتحلّي بفضائل الأخلاق المرضية ثم الترقّي منه إلى الإيمان بالغيب بصورة مطلقة وعملية وتطهير السر عما سوى الله سبحانه وتعالى .
وهذا معناه أن النفس لا تكون مستعدة للترقي في مقامات الفيوضات الإلهية ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلّية عن الرذائل والتحلية بالفضائل فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة ، وقد أشار الشارع المقدس إلى ذلك في موارد كثيرة نذكر منها :

1- قوله تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء (*) تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلّهم يتذكّرون (*) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار(*) }إبراهيم/آية24-25-26


2- قوله تعالى:{ ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ( *) الذين يؤمنون وبالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (*)000 ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (*) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون (*) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون (*) … أولئك الذين اشتروا الضـلالة بالهـدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }
البقرة /آية (2- 3)…(8-9-10)...(16)


3- ما ورد عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) :{ لولا أن الشياطين يحرمون إلى قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض } .

أرجوان
30-11-2008, 04:08 AM
السلام عليكم
بارك الله بك..
جميل جدا ..

علي العراقي1
08-12-2008, 12:42 AM
بارك الله فيك اخي وعزيزي ** خادم البضعه **
وفقنا الله واياكم لتبيان الاسلوب الصحيح
للسير نحو التكاملات الاخلاقيه
للوصول الى مراتب العز والكمال

وان شاء الله نكمل ما نقلته من بحوث اخلاقيه اسلاميه ايمانيه لسماحة السيد الجليل السيد الحسني ** دام ظله **

علي العراقي1
19-12-2008, 11:58 PM
الإيـمان غريزة طبيعية

والمعلوم إن الإنسان آمن بالله تعالى منذ أبعد الأزمان ،
وعبده واخلص له وأحسّ بارتباط عميق به ،
وهذا الإيمان يعبر عن نزعة أصلية وغريزة طبيعية في الإنسان للتعلق بخالقه ، ويمثل وجداناً راسخاً يدرك بفطرته علاقة الإنسان بربه ومخلوقاته .
ولكن مع هذا فإن الإيمان كغريزة لا يكفي ولا يضمن تحقيق الارتباط بالمعبود بصورته الصحية الصحيحة ،
لأن صورة وكيفية الارتباط تعتمد وترتبط بدرجة كبيرة ورئيسة مع طريقة إشباع تلك الغريزة الإيمانية ,
ومع كيفية وأسلوب الاستفادة منها ،
فالتصرف السليم والصحيح في إشباعها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للإنسان وارتباطه بالخالق المطلق بالكيفية الصحيحة المناسبة .
والثابت إن أي غريزة تنمو وتتعمق إذا كان السلوك موافقا لها ،
فبذور الرحمة والشفقة مثلاً ،
تنمو في نفس الإنسان من خلال التعاطف العملي المستمر مع الفقراء والبائسين والمظلومين ،
أما لو كان السلوك مخالفاً ومضاداً للغريزة فإنه يؤدي إلى ضمورها وخنقها , فبذور الرحمة والشفقة مثلاً ،
تضمر وتموت في الإنسان من خلال التعامل والسلوك السلبي من الظلم وحب الذات .
وعليه فالإيمان بالله والشعور الغريزي العميق بالتطلّع نحو الغيب والإنشداد للمعبود لا بد لها من توجيه وتسديد وتحديد الطريق والسلوك المناسب لإشباع هذا الشعور وتعميقه وترسيخه ،
لأنه بدون التوجيه سيضمر الشعور وينتكس ويمنى بألوان من الانحراف والشبهات مما يؤدي إلى ارتباط غير صحيح ليس له حقيقة فاعلة ومنتجة في حياة الإنسان ولا يكون قادراً على توجيه طاقاته الصالحة الدينية والأخلاقية والعلمية .

ام الخضر
22-12-2008, 10:23 AM
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك

علي العراقي1
09-02-2009, 11:23 PM
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك

وبارك الله بكي وشكرا لكي على المرور

علي العراقي1
09-02-2009, 11:42 PM
تعميـق الإيـمان



لقد تصدى الشارع المقدس لتعميق ذلك الشعور والإيمان بجعل العبادات التي تمثل التعبير والوجه العملي والتطبيقي لغريزة الإيمـان ، وقد نجحت هذه العبادات في المجال التطبيقي في تربية أجيال من المؤمنين على مر التأريخ الذين جسدت عبادتهم من صلاة وصيام وزكاة وغيرها في نفوسهم الارتباط العميق والصحيح بالله تعالى ، ورفض كل قوى الشر المادية والمعنوية .
ولتعمق وتأكيد الإيمان بدرجة أكبر جعل الشارع المقدس بعض النقاط والأفعال في العبادات مبهمة وغيبية بحيث لا يمكن للإنسان أن يعي سرها وتفسيرها تفسيراً مادياً محسوساً ، ومن الواضح انه كلما كان عنصر الانقياد والاستسلام في العبادة أكبر ، كان أثرها في تعميق الربط بين العابد وربه أقوى , أما إذا كان العمل واضح الغرض والمصلحة في كل تفاصيله تضائل فيه عنصر الاستسلام والانقياد وطغت عليه دوافع المصلحة والمنفعة .