ابن الولايه
30-11-2008, 01:57 AM
نّواب النفاق... في برلمان العراق!
في كل الدول التي تحترم فيها الحكومة نفسها وشعبها ويحترم فيه البرلمان وضعه القانوني والدستوري وتمثيله للشعب الذي انتخبه، تتصرف السلطتان التشريعية والتنفيذية بدرجة عالية من المسؤولية والتناغم مع متطلبات شعوبها لدرجة ان اي مسؤول فيها يقطع اجازته الشخصية في حال تعرّض بلده لاي عارض طبيعي ناتج عن التقلبات الجوية، ناهيك عن تعرض البلاد لاية هزة اقتصادية او اجتماعية او سياسية.
وشاهدنا جميعنا كيف قطع الرئيس الاميركي اجازته حينما تعرّض بلده لاعصار كاترينا. كما رأينا كيف قطع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اجازته وعاد ادراجه الى لندن حال سماعه خبر اكتشاف مرض الحمى القلاعية في احدى مزارع الماشية في واحدة من القرى النائية في جنوب غرب العاصمة البريطانية لندن. ووصل الامر برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ان قطع اجازته وعاد الى بلده لمجرد تعرّضه لبعض الانتقادات المحلية التي استهجنت قضاءه لاجازته في ضيافة "مطرب شعبي" هو الاميركي روبن جيب.
الوضع في العراق الفيدرالي الديمقراطي طبعا لا يقع ضمن هذه التوصيفات الانسانية والحضارية لأسباب عديدة اهمها ان نوابنا الكرام يؤمنون بالله فيصلّون الصلوات الخمسة وما يتضمنها من ركوع وسجود ويصومون شهرا كاملا ويحجّون لبيت الله الحرام بل ان البعض منهم يعكف على صلاة الليل والتهجّد وقراءة القرآن وكل ذلك طبعا يأخذ وقتا وجهدا منهم حتى ان الواحد منهم لا يكاد يجد فرصة للنوم الى حينما تعقد جلسات مجلس النواب تحت القبة الموقّرة، بينما لا يجد البعض الاخر فرصة للقاء ربه والاختلاء لتقوية ايمانه الا حينما يأتي شهر رمضان فترى جلّ نوّابنا في عطلة شهر رمضان يتبعها أيام التشريق وأسابيع التدقيق وليالي التفريق وساعات التمزيق والقاق والقيق!
وما أن ينتهي النائب الموقّر من مراسيم العيد وما يرافقها "أعانه الله" حتى يدخل في التحضير لحج بيت الله الحرام في كل عام "تقبّل الله" وهي مواظبة انما تدلل على مدى ورع النائب فضلا عن اضافة لقب اخر له فيشار اليه بالبنان "النائب الحجي".
والحال كذلك على مدار العام من مناسبات دينية ووطنية وعطل وتعطيل لا يجد "النائب الحجي" الوقت الكافي لمراجعة القوانين والتشريعات التي تنتظر "ختمه الشريف" فلا يسعفه الوقت فيكر راجعا الى مكة لاداء مناسك العمرة والحج معا هذه المرة.
ففي المرة الماضية لم يكن لديه الوقت الكافي لاداء العمرة!
وأغلب الظن فان هذا هو ما حدث مؤخرا مع بعض النوّاب في البرلمان العراقي حيث لم تشكّل المعاهدة الامنية بين العراق واميركا اية أهمية لديهم فضربوا مصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط وذهبوا الى حج بيت الله وقلوبهم عامرة بالإيمان بأن الله سيتقبّل منهم هذه الشعيرة مؤكدين انهم لم يأتوا عن طريق الانتخاب المباشر وانما أتت بهم المحاصصة الحزبية في عنوان التمترس الطائفي والقومي وبالتالي فليس لأحد من سلطة على هؤلاء النوّاب طالما انهم قد حصلوا على اذن الذهاب من رئيس الكتلة ولي النعمة!
حالة التشرذم التي يمر بها البرلمان العراقي والانفصام التي يعاني منها النوّاب، والتشرذم في مفاصل الدولة وما يتخلل ذلك من تردي الخدمات وتفشي الفساد واستشراء المحسوبيات كل ذلك يؤدي في نهاية المطاف الى ان يلعق "النائب الحجّي" وعوده وينسى عهوده فلا يكون مع هذه الحال خوف ولا وجل ولا حياء ولا استحياء فيصبح الكذب صدقا وتتحوّل الخيانة الى أمانة في وقت ينسى الجميع فيه ان اية المنافق ثلاث "اذا حدّث كذب واذا وعد أخلف واذا أؤتمن خان"!
في كل الدول التي تحترم فيها الحكومة نفسها وشعبها ويحترم فيه البرلمان وضعه القانوني والدستوري وتمثيله للشعب الذي انتخبه، تتصرف السلطتان التشريعية والتنفيذية بدرجة عالية من المسؤولية والتناغم مع متطلبات شعوبها لدرجة ان اي مسؤول فيها يقطع اجازته الشخصية في حال تعرّض بلده لاي عارض طبيعي ناتج عن التقلبات الجوية، ناهيك عن تعرض البلاد لاية هزة اقتصادية او اجتماعية او سياسية.
وشاهدنا جميعنا كيف قطع الرئيس الاميركي اجازته حينما تعرّض بلده لاعصار كاترينا. كما رأينا كيف قطع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اجازته وعاد ادراجه الى لندن حال سماعه خبر اكتشاف مرض الحمى القلاعية في احدى مزارع الماشية في واحدة من القرى النائية في جنوب غرب العاصمة البريطانية لندن. ووصل الامر برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ان قطع اجازته وعاد الى بلده لمجرد تعرّضه لبعض الانتقادات المحلية التي استهجنت قضاءه لاجازته في ضيافة "مطرب شعبي" هو الاميركي روبن جيب.
الوضع في العراق الفيدرالي الديمقراطي طبعا لا يقع ضمن هذه التوصيفات الانسانية والحضارية لأسباب عديدة اهمها ان نوابنا الكرام يؤمنون بالله فيصلّون الصلوات الخمسة وما يتضمنها من ركوع وسجود ويصومون شهرا كاملا ويحجّون لبيت الله الحرام بل ان البعض منهم يعكف على صلاة الليل والتهجّد وقراءة القرآن وكل ذلك طبعا يأخذ وقتا وجهدا منهم حتى ان الواحد منهم لا يكاد يجد فرصة للنوم الى حينما تعقد جلسات مجلس النواب تحت القبة الموقّرة، بينما لا يجد البعض الاخر فرصة للقاء ربه والاختلاء لتقوية ايمانه الا حينما يأتي شهر رمضان فترى جلّ نوّابنا في عطلة شهر رمضان يتبعها أيام التشريق وأسابيع التدقيق وليالي التفريق وساعات التمزيق والقاق والقيق!
وما أن ينتهي النائب الموقّر من مراسيم العيد وما يرافقها "أعانه الله" حتى يدخل في التحضير لحج بيت الله الحرام في كل عام "تقبّل الله" وهي مواظبة انما تدلل على مدى ورع النائب فضلا عن اضافة لقب اخر له فيشار اليه بالبنان "النائب الحجي".
والحال كذلك على مدار العام من مناسبات دينية ووطنية وعطل وتعطيل لا يجد "النائب الحجي" الوقت الكافي لمراجعة القوانين والتشريعات التي تنتظر "ختمه الشريف" فلا يسعفه الوقت فيكر راجعا الى مكة لاداء مناسك العمرة والحج معا هذه المرة.
ففي المرة الماضية لم يكن لديه الوقت الكافي لاداء العمرة!
وأغلب الظن فان هذا هو ما حدث مؤخرا مع بعض النوّاب في البرلمان العراقي حيث لم تشكّل المعاهدة الامنية بين العراق واميركا اية أهمية لديهم فضربوا مصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط وذهبوا الى حج بيت الله وقلوبهم عامرة بالإيمان بأن الله سيتقبّل منهم هذه الشعيرة مؤكدين انهم لم يأتوا عن طريق الانتخاب المباشر وانما أتت بهم المحاصصة الحزبية في عنوان التمترس الطائفي والقومي وبالتالي فليس لأحد من سلطة على هؤلاء النوّاب طالما انهم قد حصلوا على اذن الذهاب من رئيس الكتلة ولي النعمة!
حالة التشرذم التي يمر بها البرلمان العراقي والانفصام التي يعاني منها النوّاب، والتشرذم في مفاصل الدولة وما يتخلل ذلك من تردي الخدمات وتفشي الفساد واستشراء المحسوبيات كل ذلك يؤدي في نهاية المطاف الى ان يلعق "النائب الحجّي" وعوده وينسى عهوده فلا يكون مع هذه الحال خوف ولا وجل ولا حياء ولا استحياء فيصبح الكذب صدقا وتتحوّل الخيانة الى أمانة في وقت ينسى الجميع فيه ان اية المنافق ثلاث "اذا حدّث كذب واذا وعد أخلف واذا أؤتمن خان"!