محمدي
03-08-2006, 06:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما فلسفة المحلل؟
السؤال :
اذا طلق الرجل زوجته طلاقاً بائناً ثلاث مرات , ثم أراد تزوجها , كان لزاماً على المرأة أن تتزوج من رجل غيره بعنوان محلل , ما السرّ في ذلك ؟
الجواب :
اتفق علماء الاسلام قاطبة تبعاً للقرآن الكريم على أنه لو طلق الرجل زوجته ثلاث طلقات وفقاً لشروط خاصة , لا يمكنه تزوجها مرة أخرى إلا بعد زواجها من رجل آخر , واذا ما طلقها الثاني عن طيب خاطر أمكنها التزوج من الأول للمرة الرابعة , وطالما لم يحصل زواج المحلل تظل هذه المرأة حراماً على زوجها الأول .
فلسفة هذا الشرط واضحة ؛ لأن الاسلام يرمي من وضعه التقليل من عدد مرات الطلاق والحؤول دون جعله لعبة بيد الزوجين ( يتزوجان متى ما شاءا ويتطلقان متى ما رغبا ) , وبعبارة أخرى : جعله للأسباب التالية :
أولاً : حينما يريد الرجل الاقدام على الطلاق الثالث , فربما يعزف عنه فيما لو علم أن زواجه الرابع من هذه المرأة متوقف على زواجها من رجل غيره ثم طلاقها منه ؛ ذلك أن مبادرة الرجل والمرأة الى الطلاق يكون عادة مصحوباً بأمل الرجوع الى بعضهما , وهذا الأمل ينتفي بالمرة في الطلاق الثالث , لعدم قدرة أي جهة – مهما علت – على إرغام الشخص الثاني على طلاق زوجته , لاحتمال حصول التوافق والمواءمة بينهما ؛ فيرغبان بمواصلة هذه العلقة الزوجية , أو على أقل التقادير يحجم الزوج الثاني ( المحلل ) عن الطلاق .
إن لمجرد التفكير بموضوع احتمال عدم طلاق المحلل للمرأة تأثيراً نفسياً كبيراً في نفسية الأفراد , وكثيراً ما يحول دون وقوع الطلاق منهم .
ثانياً : لزوم المرور بمرحلة المحلل في الزواج الرابع طالما حركت مشاعر وغيرة وشهامة الرجل ليقلع عن التفكير بالطلاق فضلاًَ عن القيام به ؛ حيث إن عاطفة الزواج تحول دون القبول بتسليم المرأة التي قضى الرجل منها وطراً – حتى بعد الزواج بالطرق الشرعية طبعاً – الى الآخرين , فالاسلام يبغي من طرح مسألة المحلل في الزواج الجديد إثارة عواطف الرجل تجاه المرأة بغية المحافظة على علقة الزوجية وتقليل نسبة الطلاق الى أدنى حدّ ممكن بطريقة صحيحة ومعقولة .
ثالثاً : وختاماً ينبغي التنويه الى النقطة التالية : يضاعف الزواج من شخص آخر – أحياناً – ميول المرأة لزوجها الأول ؛ لأن الزواج الثاني قد لا يطابق رغبات المرأة مما يجعلها تفقد الرغد والهناء الذي كانت تنعم به في بيت زوجها الأول , ونتيجة ذلك ربما تتغير مشاعرها تجاه زوجها الأول ايجاباً , وبعد اجرائها لمقارنة بسيطة تحصل لها حالة انقلاب نفسي , فتعي قيمة حياتها الضائعة , وتندم وتتحسر لما فاتها , وتصمم – فيما لو عاد بها الزمن وتزوجها زوجها الأول – على المحافظة على دفء محيط أسرتها واتقاد شمعة حياتها قدر الامكان , فتعزف عن التذرع بحجج واهية , وتنهي حقبة من عدم الوئام بالصبر والثبات والاستحكام .
من موقع سماحة الشيخ آية الله
مكارم الشيرازي 000
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما فلسفة المحلل؟
السؤال :
اذا طلق الرجل زوجته طلاقاً بائناً ثلاث مرات , ثم أراد تزوجها , كان لزاماً على المرأة أن تتزوج من رجل غيره بعنوان محلل , ما السرّ في ذلك ؟
الجواب :
اتفق علماء الاسلام قاطبة تبعاً للقرآن الكريم على أنه لو طلق الرجل زوجته ثلاث طلقات وفقاً لشروط خاصة , لا يمكنه تزوجها مرة أخرى إلا بعد زواجها من رجل آخر , واذا ما طلقها الثاني عن طيب خاطر أمكنها التزوج من الأول للمرة الرابعة , وطالما لم يحصل زواج المحلل تظل هذه المرأة حراماً على زوجها الأول .
فلسفة هذا الشرط واضحة ؛ لأن الاسلام يرمي من وضعه التقليل من عدد مرات الطلاق والحؤول دون جعله لعبة بيد الزوجين ( يتزوجان متى ما شاءا ويتطلقان متى ما رغبا ) , وبعبارة أخرى : جعله للأسباب التالية :
أولاً : حينما يريد الرجل الاقدام على الطلاق الثالث , فربما يعزف عنه فيما لو علم أن زواجه الرابع من هذه المرأة متوقف على زواجها من رجل غيره ثم طلاقها منه ؛ ذلك أن مبادرة الرجل والمرأة الى الطلاق يكون عادة مصحوباً بأمل الرجوع الى بعضهما , وهذا الأمل ينتفي بالمرة في الطلاق الثالث , لعدم قدرة أي جهة – مهما علت – على إرغام الشخص الثاني على طلاق زوجته , لاحتمال حصول التوافق والمواءمة بينهما ؛ فيرغبان بمواصلة هذه العلقة الزوجية , أو على أقل التقادير يحجم الزوج الثاني ( المحلل ) عن الطلاق .
إن لمجرد التفكير بموضوع احتمال عدم طلاق المحلل للمرأة تأثيراً نفسياً كبيراً في نفسية الأفراد , وكثيراً ما يحول دون وقوع الطلاق منهم .
ثانياً : لزوم المرور بمرحلة المحلل في الزواج الرابع طالما حركت مشاعر وغيرة وشهامة الرجل ليقلع عن التفكير بالطلاق فضلاًَ عن القيام به ؛ حيث إن عاطفة الزواج تحول دون القبول بتسليم المرأة التي قضى الرجل منها وطراً – حتى بعد الزواج بالطرق الشرعية طبعاً – الى الآخرين , فالاسلام يبغي من طرح مسألة المحلل في الزواج الجديد إثارة عواطف الرجل تجاه المرأة بغية المحافظة على علقة الزوجية وتقليل نسبة الطلاق الى أدنى حدّ ممكن بطريقة صحيحة ومعقولة .
ثالثاً : وختاماً ينبغي التنويه الى النقطة التالية : يضاعف الزواج من شخص آخر – أحياناً – ميول المرأة لزوجها الأول ؛ لأن الزواج الثاني قد لا يطابق رغبات المرأة مما يجعلها تفقد الرغد والهناء الذي كانت تنعم به في بيت زوجها الأول , ونتيجة ذلك ربما تتغير مشاعرها تجاه زوجها الأول ايجاباً , وبعد اجرائها لمقارنة بسيطة تحصل لها حالة انقلاب نفسي , فتعي قيمة حياتها الضائعة , وتندم وتتحسر لما فاتها , وتصمم – فيما لو عاد بها الزمن وتزوجها زوجها الأول – على المحافظة على دفء محيط أسرتها واتقاد شمعة حياتها قدر الامكان , فتعزف عن التذرع بحجج واهية , وتنهي حقبة من عدم الوئام بالصبر والثبات والاستحكام .
من موقع سماحة الشيخ آية الله
مكارم الشيرازي 000