المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة غديرية: شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبتْ خَجْلى


عادل الكاظمي
17-12-2008, 05:03 AM
قلتُ مخاطباً يومَ الغدير

شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبت خَجْلى ** وسِـرتَ مـع الأيـام مُفتقِـداً مِثْـلا

حملتَ لواءَ المكرمـاتِ فـلا المـدى ** يُحَـدُّ ولا فكـرٌ يطيـق لهـا حَمْـلا

لأنّـك وحـيُ الحـقِّ فيهـا وجامـعٌ ** لأضدادها لولاكَ ما جُمعـتْ شَمْـلا

ورددّتها في فُسحـةِ الدهـرِ سـورةً ** على مَسْمَعِ الأجيـالِ مُحْكَمَـة تُتْلـى

فطوّقتَ جِيـدَ الفخـر أغلـى لئالـئٍ ** تحاكيكَ في وصفٍ وجوهرُكَ الأغلى

وقالوا: غديـرٌ، قلـتُ: بحـرٌ تأمّـهُ ** بحارُ السما والأرضِ راجيـةً نَهْـلا

وقالوا: بخمٍّ، قلُت: ما الكـونُ دونـه ** سوى رملةٍ بالعـدِّ ساجلـت الرّمْـلا

تناهى اليـه المجـدُ إذ ضـمَّ عالَمـاً ** تضيق بـه السبـعُ الشّـدادُ إذا حـلا

وما فضلُ كلِّ الخلق في بحر جودِهِ ** سوى قطرةٍ باللطفِ يوسعهـا فَضْـلا

وحارت بـه الأَفهـامُ حتـى تباينـت ** فمِنْ غارفٍ علماً ومِنْ غـارقٍ جَهْـلا

ومِنْ عارفٍ حقاً ومَـنْ فـي متاهـةٍ ** يظـنُّ بـه ربـاً فجـاز بـه العقـلا

وإنّ عُزيـراً والمسيـحَ بـنَ مريـمٍ ** لقد ظُـنَّ فيهـم للألوهـةِ مُسْتَجْلـى

وما اختلفت في مثلـه النـاسُ بعـده ** وما اختلفت في غيـره أبـداً قَبْـلا

فهـا هـو فـي قـومٍ إلـهٌ مقـدّسٌ ** وفي غيرهـم ثـأرٌ يؤرّقهـم ذَحْـلا

وهـا هـو فينـا آيـةٌ يُهتـدى بهـا ** وتحيي الورى رشداً طريقتُها المثلـى

ولسـت مغـالٍ لا يغالـي محـمـدٌ ** بأنْ خصّـه دون الأنـام لـه عِـدْلا

وفي (قل تعالـوا) شاهـدٌ لا يُزيغـه ** عن الصدق إن راب الأنامُ به دَغْـلا

وفي (هل أتى) ما أعجزَ المدحَ لم يدع ** لـه تاليـاً إلا وكـان لـه أصـلا

فتىً خصّه المختارُ مـن بيـن قومِـهِ ** وكـان لـه فـي كـلّ سابقـةٍ ظِـلا

وكان لـه سيفـاً إذا شبّـت الوغى ** فيخمـد أنفاسـاً بطعنـتِـهِ النَّـجـلا

ويحيي نفوساً أخمد الخوفُ صوتَهـا ** ليبعثَهـا مـن بعـد ميتَتِهـا الأولى

متى شُمتَهُ تلقى مـن الديـن شِرْعَـةً ** على الأرض تمشي لا تَحيفُ ولا تَكْلا

له عَبْرةٌ في الليلِ مـن خـوفِ ربّـهِ ** تُذيـب كدمـعِ العاشقيـنَ إذا هَــلا

ولم يفترشْ ليلاً فَراشـاً ولا اجتبـى ** أدامـاً سـوى خبـز يعالجـهُ أكْـلا

وجاءت له الدنيا علـى غيـر موعـدٍ ** فما روعيت أهلاً ولا وطئـت سَهْـلا

وألقـت إليـه السِّلْـمَ تهـوى تقرّبـاً ** إليه فمـا رامـت مجاهِـدَةً وَصْـلا

وهل تُصطفـى ممـن رآهـا حقيقـةً؟ ** وكم سالمت قومـاً لترديهـم قتلـى

وما حالُها يخفى على مـن ترجّلـت ** لهيبتـهِ الأمـلاكُ أنْ قصـدت نَيْـلا

وهل تخدعُ الدنيا فتىً جـاء منجـداً ** بنيها وكان المصطفى المثلَ الاعلـى؟

وإنّ الـذي ربّـاه طـفـلاً محـمـدٌ ** تُرى يجتبي الدنيـا ويطلبهـا كَهْـلا؟

وقد كان طودَ العلم أمّـت رحابَـهُ الـ ** علومُ وقد ألقـت بحضرتـه الرَّحْـلا

فإنْ قيـل أقضاهـم أقـول: مكانَكـم ** دعوا أفعُلَ التفضيل واختصروا القولا

فإنّ الـذي فـي يـوم خـمٍّ تسابقـت ** الى مدحِهِ الآياتُ قـد سبـق الكُـلا

غـداة التقـى الجمعـان والله شاهـدٌ ** عليهم لما قال الرسـولُ ومـا أملـى

على قفرةٍ سَجْراءَ كـادت جسومُهُـمْ ** بلفحِ هجير الشمس من لهبٍ تُصلى

وقـام خطيبـاً فيهـمُ خيـرُ مرسـلٍ ** على منبرٍ مـن كـلّ سامقـةٍ أعلـى

وناداهـمُ والنـاسُ عيـنٌ ومسـمـعٌ ** وقالوا بنا فأنظـرْ فأنـت بنـا أولـى

فقال: جزاكـمْ خالـقُ الكـونِ أمـةً ** رعت حقّ هاديهـا ويمَّمـت العَـدْلا

وقـال رسـولُ الله فيهـمْ وأمــرُهُ ** جليٌّ كما شمس الظهيـرة أو أجلـى

فمـن كنـتُ مـولاهُ فبعـدي وليّـهُ ** عليٌّ إماماً قـد رضيـتُ بـه مولـى

أخي وابنُ عمـيّ والوِقـاءُ لدعوتي ** ومن بأسُهُ خاض الحروبَ وما كَـلا

وقد بايع الجمعانِ هذا على الهدى ** وهذا علـى الأعقـابِ مُنقلبـاً وَلّـى

دعاهم إلـى أمـرٍ وعَتْهـا حلومُهُـم ** ولكنْ هوىً للنفس عن رَشَـدٍ ضَـلا

وكانوا على علـمٍ بـأنّ خلافـةَ الـ ** سماءِ به قامـت وكـان لهـا أهْـلا

وما آمنوا والمصطفى الطهـرُ فيهـمُ ** فهل آمنوا مـن بعـد غيبتـه فِعْـلا؟

ولم يعبدوا رباً سـوى العجـلِ بعـده ** كما قومُ موسى بعده عبـدوا العِجْـلا

ومـا آمنـوا والسامريّـون كـذّبـوا ** وكادوا بهارونٍ وقد قطعـوا الحَبْـلا

وإنّ أخـا موسـى دعاهـمْ لديـنـهِ ** فلم يلـقَ إلا مـن يريـد لـه قَتْـلا

وجاؤا بها شوهاءَ لا يعرف الورى ** سبيـلاً لهـا الا المتاهـةَ والجهلا

فما بيـن شـورى لا بُليتـم بمثلهـا ** فقد غادرت حقـاً وفرّقـت الشّمْـلا

ومـا بيـن تعييـنٍ أقيمـت أصولُـهُ ** على منكَرٍ بالأمسِ لو عرفوا الأصْلا

غـدت تمـلأ الآفـاقَ ظلمـاً أميّـةٌ ** ولو صَدَقوا المختارَ لأمتـلأت عَـدْلا

ولـو أنّهـمْ خلّـوهُ يُملـي صحيفـةً ** ولم يُرْمَ بالإهجارِ ما افترقـوا سُبْـلا

ولـو أنّهـم والـوا عليـاً وبـعـده ** بنيه الألى - كالدين - قد ذهبوا قتلـى

لما أصبح الاسلامُ فـي كفِّ غاشـمٍ ** كمروانَ لـم يَـرْعَ الذّمـام ولا الإلا

وهل أمةٌ للنـاسِ بالعـدلِ أُخرجـت ** يسودُ بهـا جِلْـفٌ ويُلبسهـا الـذُلا؟

ويُزوى الذي عن حُكْمِهِ الحـــقُّ ناطقٌ ** ومن كان للرّحمـن أولَّ من صلّى

أبا حسنٍ ما زلـتَ للمـدحِِ مَوْئِـلاً ** وما زلـتَ للأفكـارِ تُرهقُهـا شُغْـلا

وما زلتَ للعافيـنَ حِـرْزاً ومَفزعـاً ** فكنْ شافعي فالذنـبُ أجهدنـي ثِقْـلا

فيا رحمةََ الرّحمنِ جُدْ لي بنفحـةٍ ** ففضلُك لا يخفى وجـودُكَ لا يَبلـى

عادل الكاظمي

عاشق الامام الكاظم
17-12-2008, 05:40 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
اخي الغالي جزيت كل خير ما خطته اناملك من سحر ولائي حيدري
تقبل مرووورري

عاشقة النجف
17-12-2008, 05:53 PM
ماشاء الله ماشاء الله

كل الحروف تفنى الا الحروف اللتي تتغنى بحب علي ,,
جميل ماخطته اناملكم اخي الكريم وبارك الله بكم دوما ان شاء الله
موفق لكل خير ياااارب
ودعنا نرى لك الجديد والاجمل
..
دعواتي لكم بالموفقيه ,,

ربيبة الزهـراء
17-12-2008, 07:01 PM
السلام عليكم
متباركين بعيد الغدير
ماشاءالله القصيده في غاية الروعه
موفقين بحق الزهراء ع

عادل الكاظمي
18-12-2008, 01:38 AM
كم هو جميل أن ننشغل هذه الأيام
بعيد الغدير

دعوا حادثة الزيدي حتى لا تزاحم ذكرى الغدير العطرة


الأخ الحب إحساس المحترم

شكراً على مرورك الكريم
وجعلك من شفعاء الامير
عليه السلام

ودمتم

يابعدهم كلهم22
18-12-2008, 05:08 AM
كلمات رائعة
أبيات درية
أثابكم الله بكل حرف ألف جنة
ومتباركين بعيد الولاية
أدامنا الله وإياكم موالين محبين لآل بيت رسوله الكريم صلى الله عليه وآله

علي أسعد أسعد
18-12-2008, 02:32 PM
اللهم صلي على محمد وآله الأطهار



جميل جدا ً

عادل الكاظمي
21-12-2008, 11:41 AM
الأخت عاشقة النجف
الأخت ربيبة الزهراء

مروركما شرف لي
ومشاركة منكما في ثواب القصيدة

دمتما للخيرات

عادل الكاظمي
21-12-2008, 11:45 AM
الأخ يا بعدهم المحترم

جزاك الله على هذا الدعاء
بما هو أهله وجعلك من عتقاء
الأمير عليه السلام

ودمتم

عادل الكاظمي
21-12-2008, 11:46 AM
الأخ علي أسعد المحترم

مرورك يزيدني شرفاً

ودمتم