ابو زينب القوشجي
17-12-2008, 05:48 AM
إطالة اللحية عند الوهابية خارج الحدود الشرعية
قال الزمخشري : وسمعت العرب ينادون الطويل اللحية : يا أبا الطويلة.
وقال الشاعر :
إذا عرضـت للفتـى لحيـة وطالـت وصـارت إلى سرتـه
فقد ضاع عقل الفتى عندنـا بمقـدار مـا زاد مـن لحيتـه
وقال أبن الرومي :
إن تطل لحية عليك وتعرض فالمخالي مخلوقة للحمير
علق الله في عذاريـك مخلاة ولكنهـا بغيـر شعيـر
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال (ج3 ص438) : (وقيل لخالد الطحان : دخلت الكوفة فلم لم تكتب عن مجالد ؟ قال : لانه كان طويل اللحية) ، فنجد رواة الحديث لا تقبل روايتهم إذا كانوا طويلي اللحى أكثر من الحد الشرعي.
غير أن بعضهم كان يتساهل في رواية الحديث عن المغفلين ، فيقول عريب بن سعد القرطبي في كتابه (صلة تاريخ الطبري) ص49 : (وفى هذه السنة مات مصعب بن إسحاق بن إبراهيم يوم الاحد سلخ شعبان وقد بلغ سنا عالية وصلى عليه الفضل بن عبد الملك إمام مكة وكان آخر من بقى من ولد إسحاق بن إبراهيم وانتهت إليه وصيته وكان أعيا الناس لسانا وأكثرهم في القول خطلا وكان طويل اللحية مغفلا إلا أنه كان صالحا وكتب الحديث ورواه) !
وقال المناوي في فيض القدير ج5 ص246 : (وقال النخعي : عجبت للعاقل كيف لا يأخذ من لحيته فيجعلها بين لحيتين فإن التوسط في كل شئ حسن ولذلك قيل كلما طالت اللحية تشمر العقل كما حكاه الغزالي) ،
وقال أيضاً في نفس الموضع : (قال الحسن بن المثنى : إذا رأيت رجلا له لحية طويلة ولم يتخذ لحيته بين لحيتين كان في عقله شئ.
وكان المأمون جالسا مع ندمائه مشرفا على دجلة يتذاكرون أخبار الناس فقال المأمون : ما طالت لحية إنسان قط إلا ونقص من عقله بقدر ما طالت منها وما رأيت عاقلا قط طويل اللحية فقال بعض جلسائه : ولا يرد على أمير المؤمنين أنه قد يكون في طولها عقل فبينما هم يتذاكرون إذ أقبل رجل طويل اللحية حسن الهيئة فاخر الثياب فقال المأمون : ما تقولون في هذا فقال بعضهم : عاقل وقال بعضهم : يجب كونه قاضيا فأمر المأمون بإحضاره فوقف بين يديه فسم فأجاد فأجلسه المأمون واستنطقه فأحسن النطق فقال المأمون : ما اسمك قال : أبو حمدويه والكنية علويه ، فضحك المأمون وغمز جلساءه ثم قال : ما صنعتك قال : فقيه أجيد الشرع في المسائل فقال : نسألك عن مسألة ما تقول في رجل اشترى شاة فلما تسلمها المشتري خرج من استها بعرة ففقأت عين رجل فعلى من الدية قال : على البائع دون المشتري لأنه لما باعها لم يشترط أن في استها منجنيقا فضحك المأمون حتى استلقى على قفاه ثم أنشد : ما أحد كالت له لحية * فزادت اللحية في هيئته إلا وما ينقص من عقله * أكثر مما زاد في لحيته).
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج2 ص47 : (وروي عن أبي دوس الأشعري أنه قال كنا عند معاوية جلوسا إذ أقبل رجل طويل اللحية ، فقال معاوية أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول اللحية فسكت القوم ، فقال معاوية لكني أحفظه ، فلما جلس الرجل قال له معاوية أما اللحية فلسنا نسأل عنها ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ، ونقش خاتمه وكنيته ، فما كنيتك ؟ قال أبو كوكب ، قال فما نقش خاتمك ؟ فقال وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ، فقال معاوية وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا).(صاحبكم يشهد عليكم يا وهابية)
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج1 ص450 : (نظر علي بن حجر إلى لحية أبي الدرداء قال وهو طويل اللحية فانشأ يقول :
ليس بطول اللحى يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا فالتيس عدل رضا
قال ومكتوب في التوراة لا يغرنك طول اللحى فإن التيس له لحية).
الوهابية والتشبّه بعثمان بن عفان :
من الواضح ان إصرار الوهابية على إطلاق لحاهم أكثر من الحد الشرعي إنما يعود إلى إصرارهم على التشبه بالخليفة عثمان بن عفان ، حيث ورد في السنن والتواريخ أن عثمان كان طويل اللحية حتى أن إطلاق خصومه عليه أسم نعثل إنما كان لأنه كان يشبه رجلاً مصرياً طويل اللحية.
قال أبن عساكر في تاريخ دمشق ج93 ص327 : (قال ابن الكلبي إنما قيل له نعثل لأنه كان يشبه برجل من أهل مصر اسمه نعثل وكان طويل اللحية فكان عثمان إذا نيل منه وعيب يشبه بذلك الرجل لطول لحيته لم يكونوا يجدون عيبا غير هذا).
وقال الجوهري في الصحاح ج5 ص1832 : (النعثل : الذكر من الضباع . ونعثل : اسم رجل كان طويل اللحية ، وكان عثمان رضى الله عنه إذا نيل منه وعيب شبه بذلك الرجل لطول لحيته).
وقال أبن منظور في لسان العرب ج11 ص669 : ( نعثل : النعثل : الشيخ الأحمق . ويقال : فيه نعثلة أي حمق) ، وقال أيضاً : (ونعثل : رجل من أهل مصر كان طويل اللحية ، قيل : إنه كان يشبه عثمان ، رضي الله عنه ، هذا قول أبي عبيد ، وشاتمو عثمان ، رضي الله عنه ، يسمونه نعثلا . وفي حديث عثمان : أنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه ، فوذأه ابن سلام فاتذأ ، فقال له رجل : لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته ، وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها بالرجل المصري المذكور آنفا . وفي حديث عائشة : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا تعني عثمان ، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة ، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بهذا الرجل المصري لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيبا غير هذا).
أقوال علماء العربية في تسمية طويل اللحية :
قال الفراهيدي في كتاب العين ج2 ص109 : (يقال : رجل عثول ، أي : طويل اللحية ، ولحية عثولة : ضخمة).
وقال أبن منظور في لسان العرب ج51 ص243 : (ورجل ألحى ولحياني : طويل اللحية) ، وقال ايضاً : (يقال : رجل لحيان إذا كان طويل اللحية ، يجرى في النكرة لأنه يقال للأنثى لحيانة).
ملاحظة :
اللحية الشرعية التي لا يعرفها الوهابية ، هي مقدار قبضة اليد ، وهذا المقدار لا يكفي الوهابية فيتجاوزوه لحمقهم الكثير.
قال أبن عثيمين في إحدى فتاويه عن اللحية : من قص منها شيئاً فقد عصى الله ورسوله !
قال الزمخشري : وسمعت العرب ينادون الطويل اللحية : يا أبا الطويلة.
وقال الشاعر :
إذا عرضـت للفتـى لحيـة وطالـت وصـارت إلى سرتـه
فقد ضاع عقل الفتى عندنـا بمقـدار مـا زاد مـن لحيتـه
وقال أبن الرومي :
إن تطل لحية عليك وتعرض فالمخالي مخلوقة للحمير
علق الله في عذاريـك مخلاة ولكنهـا بغيـر شعيـر
وقال الذهبي في ميزان الإعتدال (ج3 ص438) : (وقيل لخالد الطحان : دخلت الكوفة فلم لم تكتب عن مجالد ؟ قال : لانه كان طويل اللحية) ، فنجد رواة الحديث لا تقبل روايتهم إذا كانوا طويلي اللحى أكثر من الحد الشرعي.
غير أن بعضهم كان يتساهل في رواية الحديث عن المغفلين ، فيقول عريب بن سعد القرطبي في كتابه (صلة تاريخ الطبري) ص49 : (وفى هذه السنة مات مصعب بن إسحاق بن إبراهيم يوم الاحد سلخ شعبان وقد بلغ سنا عالية وصلى عليه الفضل بن عبد الملك إمام مكة وكان آخر من بقى من ولد إسحاق بن إبراهيم وانتهت إليه وصيته وكان أعيا الناس لسانا وأكثرهم في القول خطلا وكان طويل اللحية مغفلا إلا أنه كان صالحا وكتب الحديث ورواه) !
وقال المناوي في فيض القدير ج5 ص246 : (وقال النخعي : عجبت للعاقل كيف لا يأخذ من لحيته فيجعلها بين لحيتين فإن التوسط في كل شئ حسن ولذلك قيل كلما طالت اللحية تشمر العقل كما حكاه الغزالي) ،
وقال أيضاً في نفس الموضع : (قال الحسن بن المثنى : إذا رأيت رجلا له لحية طويلة ولم يتخذ لحيته بين لحيتين كان في عقله شئ.
وكان المأمون جالسا مع ندمائه مشرفا على دجلة يتذاكرون أخبار الناس فقال المأمون : ما طالت لحية إنسان قط إلا ونقص من عقله بقدر ما طالت منها وما رأيت عاقلا قط طويل اللحية فقال بعض جلسائه : ولا يرد على أمير المؤمنين أنه قد يكون في طولها عقل فبينما هم يتذاكرون إذ أقبل رجل طويل اللحية حسن الهيئة فاخر الثياب فقال المأمون : ما تقولون في هذا فقال بعضهم : عاقل وقال بعضهم : يجب كونه قاضيا فأمر المأمون بإحضاره فوقف بين يديه فسم فأجاد فأجلسه المأمون واستنطقه فأحسن النطق فقال المأمون : ما اسمك قال : أبو حمدويه والكنية علويه ، فضحك المأمون وغمز جلساءه ثم قال : ما صنعتك قال : فقيه أجيد الشرع في المسائل فقال : نسألك عن مسألة ما تقول في رجل اشترى شاة فلما تسلمها المشتري خرج من استها بعرة ففقأت عين رجل فعلى من الدية قال : على البائع دون المشتري لأنه لما باعها لم يشترط أن في استها منجنيقا فضحك المأمون حتى استلقى على قفاه ثم أنشد : ما أحد كالت له لحية * فزادت اللحية في هيئته إلا وما ينقص من عقله * أكثر مما زاد في لحيته).
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج2 ص47 : (وروي عن أبي دوس الأشعري أنه قال كنا عند معاوية جلوسا إذ أقبل رجل طويل اللحية ، فقال معاوية أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طول اللحية فسكت القوم ، فقال معاوية لكني أحفظه ، فلما جلس الرجل قال له معاوية أما اللحية فلسنا نسأل عنها ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ، ونقش خاتمه وكنيته ، فما كنيتك ؟ قال أبو كوكب ، قال فما نقش خاتمك ؟ فقال وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ، فقال معاوية وجدنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا).(صاحبكم يشهد عليكم يا وهابية)
وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج1 ص450 : (نظر علي بن حجر إلى لحية أبي الدرداء قال وهو طويل اللحية فانشأ يقول :
ليس بطول اللحى يستوجبون القضا
إن كان هذا كذا فالتيس عدل رضا
قال ومكتوب في التوراة لا يغرنك طول اللحى فإن التيس له لحية).
الوهابية والتشبّه بعثمان بن عفان :
من الواضح ان إصرار الوهابية على إطلاق لحاهم أكثر من الحد الشرعي إنما يعود إلى إصرارهم على التشبه بالخليفة عثمان بن عفان ، حيث ورد في السنن والتواريخ أن عثمان كان طويل اللحية حتى أن إطلاق خصومه عليه أسم نعثل إنما كان لأنه كان يشبه رجلاً مصرياً طويل اللحية.
قال أبن عساكر في تاريخ دمشق ج93 ص327 : (قال ابن الكلبي إنما قيل له نعثل لأنه كان يشبه برجل من أهل مصر اسمه نعثل وكان طويل اللحية فكان عثمان إذا نيل منه وعيب يشبه بذلك الرجل لطول لحيته لم يكونوا يجدون عيبا غير هذا).
وقال الجوهري في الصحاح ج5 ص1832 : (النعثل : الذكر من الضباع . ونعثل : اسم رجل كان طويل اللحية ، وكان عثمان رضى الله عنه إذا نيل منه وعيب شبه بذلك الرجل لطول لحيته).
وقال أبن منظور في لسان العرب ج11 ص669 : ( نعثل : النعثل : الشيخ الأحمق . ويقال : فيه نعثلة أي حمق) ، وقال أيضاً : (ونعثل : رجل من أهل مصر كان طويل اللحية ، قيل : إنه كان يشبه عثمان ، رضي الله عنه ، هذا قول أبي عبيد ، وشاتمو عثمان ، رضي الله عنه ، يسمونه نعثلا . وفي حديث عثمان : أنه كان يخطب ذات يوم فقام رجل فنال منه ، فوذأه ابن سلام فاتذأ ، فقال له رجل : لا يمنعنك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته ، وكان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها بالرجل المصري المذكور آنفا . وفي حديث عائشة : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا تعني عثمان ، وكان هذا منها لما غاضبته وذهبت إلى مكة ، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بهذا الرجل المصري لطول لحيته ولم يكونوا يجدون فيه عيبا غير هذا).
أقوال علماء العربية في تسمية طويل اللحية :
قال الفراهيدي في كتاب العين ج2 ص109 : (يقال : رجل عثول ، أي : طويل اللحية ، ولحية عثولة : ضخمة).
وقال أبن منظور في لسان العرب ج51 ص243 : (ورجل ألحى ولحياني : طويل اللحية) ، وقال ايضاً : (يقال : رجل لحيان إذا كان طويل اللحية ، يجرى في النكرة لأنه يقال للأنثى لحيانة).
ملاحظة :
اللحية الشرعية التي لا يعرفها الوهابية ، هي مقدار قبضة اليد ، وهذا المقدار لا يكفي الوهابية فيتجاوزوه لحمقهم الكثير.
قال أبن عثيمين في إحدى فتاويه عن اللحية : من قص منها شيئاً فقد عصى الله ورسوله !