المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اريد لمحه عن الزهراء عليها السلام


محمد السواحره
17-12-2008, 11:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

اريد لو سمحتوا اجوبه لاسئلتي المتواضعه :

1.في اي عام انجبت ام المؤمنين السيده خديجه عليها السلام فاطمه الزهراء عليها السلام ؟

2.في اي عام تزوج الامام علي الزهراء عليهما السلام ؟

3.لماذا سميت بالزهراء ؟

شمر كفعل ابيك يابن عمارة

يوم الطعان وملتقى الاقران


وانصر عليا والحسين ورهطه

واقعد لهند وابنها بهوان


ان الامام اخى النبي محمد

علم الهدى ومنارة الايمان

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

المستبصر الفلسطيني ...

باكي الامام حيدر

محب أهل البيت ع
17-12-2008, 03:25 PM
السلام عليكم

1. في أي عام أنجبت أم المؤمنين السيده خديجة عليها السلام فاطمة الزهراء علسها السلام ؟

من العجب الاختلاف الواضح في تاريخ ولادتها، وأنها هل كانت قبل المبعث أو بعده؟ فإنك تجد طائفة كبيرة من الأحاديث تصرِّح بولادتها بعد المبعث بخمس سنين أو ثلاث سنين، وتجد عدداً من الأقوال التي تلحّ وتركز على ميلادها قبل المبعث بخمس سنين، وتجد القول الأول للشيعة مروياً عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ويوافقهم بعض علماء العامة.
والقول الثاني خاص بعلماء العامة ومحدّثيهم، وإليك بعض تلك الأحاديث حول ميلادها بعد المبعث:
1 - الكافي (للكليني): ولدت بعد النبوة بخمس سنين وبعد الإسراء بثلاث سنين، وقبض النبي ولفاطمة يومئذٍ - ثماني عشرة سنة!.. الخ.
2 - المناقب (لابن آشوب): ولدت فاطمة بعد النبوة بخمس سنين، وبعد الإسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادى الآخرة، وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين ثم هاجرت.. الخ.
3 - في البحار عن الإمام الباقر (عليه السلام): ولدت فاطمة بنت محمد بعد مبعث رسول الله بخمس سنين، وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً.
4 - روضة الواعظين: ولدت فاطمة بعد مبعث النبي بخمس سنين.. الخ.
5 - إقبال الأعمال: قال الشيخ المفيد في كتاب (حدائق الرياض): يوم العشرين من جمادى الآخرة كان مولد السيدة فاطمة الزهراء سنة اثنتين من المبعث.
6 - مصباح الكفعمي: ولدت في العشرين من جمادى الآخرة يوم الجمعة سنة اثنتين من المبعث، وقيل سنة خمسٍ من المبعث.
7 - المصباحين: في اليوم العشرين من جمادى الآخرة يوم الجمعة سنة اثنتين من المبعث كان مولد فاطمة (عليها السلام) في بعض الروايات، وفي رواية أخرى: سنة خمس من المبعث، والعامة تروي أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين.
8 - دلائل الإمامة عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ولدت فاطمة في جمادى الآخرة العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي... إلخ(1) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/5.htm#1).
هذه نبذة من أقوال أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقدماء علماء الشيعة (رحمهم الله) حول ولادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعد المبعث.

وأما أقوال علماء العامة:
1 - معرفة الصحابي لأبي نعيم: إن فاطمة كانت أصغر بنات رسول الله سنَّاً، ولدت وقريش تبني الكعبة.
2 - مقاتل الطالبيين لأبي الفرج: كان مولد فاطمة قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة.
3 - ابن الأثير في (المختار من مناقب الأخيار).
4 - الطبري في (ذخائر العقبى).
5 - السيوطي في (الثغور الباسمة).
هذا ولعل الباحث يجد هذا القول في أكثر كتب العامة حول مولد الزهراء.
وقد مرت عليك طائفة من الأحاديث المروية عن كتب العامة حول انعقاد نطفتها من طعام الجنة.
بعد الإطلاع على هذه الأحاديث ولو بصورة موجزة يتضح لنا أنَّ ولادة السيدة الزهراء كانت قبل المبعث. إذ لم يكن قبل المبعث معراج ولا هبوط جبرئيل ولا ميكائيل على النبي بالوحي، وبهذا ينكشف لنا تزوير الأقوال المصرحة بولادتها قبل المبعث بخمس سنين وأن القائلين بذلك لهم غاية تدفعهم، وهدف يدعوهم إلى اختلاق هذا القول، وهو نسف الأحاديث الواردة عن نزول الطعام من السماء وانعقاد نطفة السيدة فاطمة من أطعمة الجنة وثمارها.
وهدف آخر: وهو أنَّهم يحاولون أن يثبتوا أن فاطمة الزهراء كان مزهوداً فيها، ولا يرغب فيها أحد، ولهذا بلغت من العمر ثمانية عشر سنة (على زعمهم) ولم يخطبها أحد في خلال تلك الفترة.
وسيأتي مزيد من القول حول هذا الموضوع في المستقبل في فصل البحث عن زواجها.
وعلى كلٍّ فقد روى الطبري في (ذخائر العقبى) والصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) والقندوزي في (ينابيع المودة) عن خديجة (عليها السلام) قالت: فلما قربت ولادتي أرسلت إلى القوابل من قريش فأبين عليَّ لأجل محمد (صلى الله عليه وآله) فبينما أنا كذلك إذ دخل عليَّ أربع نسوة، عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت إحداهن: أنا أُمكِ حواء. وقالت الأُخرى: أنا آسية. وقالت الأُخرى: أنا أُم كلثوم (كلثم) أُخت موسى، وقالت الأُخرى: أنا مريم، جئنا لنلي أمرك.
الرواية بصورة أُخرى:
فلما أرادت خديجة أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأْتينها فيلين منها ما تلي النساء ممن تلد، فلم يفعلن، وقلن لا نأْتيك، قد صرت زوجة محمد.
فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة، عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت لها إحداهن: أنا أُمُّكِ حواء، وقالت الأُخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأُخرى: أنا كلثم أُخت موسى وقالت الأُخرى: أنا مريم بنت عمران (أُم عيسى). جئنا لنلي من أمرك ما يلي النساء. قال: فولدت فاطمة.
فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.
وروى هذا الحديث (بصورة مفصلة) المفضل بن عمرو عن الإمام الصادق (عليه السلام) رواه المجلسي في أول الجزء العاشر من البحار.
وروى ابن عساكر في التاريخ الكبير.. وكانت خديجة إذا ولدت ولداً دفعته لمن يرضعه، فلما ولدت فاطمة لم ترضعها أحد غيرها.
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية

2. في أي عام تزوج الإمام علي الزهراء عليها السلام ؟
كانت السيدة فاطمة الزهراء (عليه السلام) قد بلغت من العمر تسع سنوات، ولكنها كانت تتمتّع بالنمو الجسمي، بل الكمال الجسماني، وكانت تمتاز من صغر سنِّها بالنضج الفكري والرشد العقلي المبكر، وقد وهب الله لها العقل الكامل والذهن الوقاد، والذكاء الذي لا يوصف، ولها أوفر نصيب من الحس والجمال والملاحة، خلقةً ووارثة، فمواهبها كثيرة وفوق العادة وفضائلها الموروثة والمكتسبة تمتاز عن كل أنثى وعن كل ابن أنثى.
وأما ثقافتها الدينية والأدبية فحدِّث ولا حرج، وسيتضح لك أنها أعلم امرأة وأفضلها في العالم كله، ولم يشهد التاريخ امرأة حازت الثقافة والعلم والأدب بهذا المستوى، مع العلم أنها لم تدخل في مدرسة ولم تتخرج من كلية سوى مدرسة النبوة وكلية الوحي والرسالة.
فلا عجب إذا خطبها مشاهير أصحاب النبي، وكان النبي يعتذر إليهم ويقول: أمرها إلى ربها، إن شاء أن يزوِّجها زوَّجها.
وروى شعيب بن سعد المصري في (الروض الفائق): (فلما استنارت في سماء الرسالة شمس جمالها، وتم في أفق الجلالة بدر كمالها، امتدت إليها مطالع الأفكار وتمنّت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار، وخطبها سادات المهاجرين والأنصار، ردَّهم (المخصوص من الله بالرضا) وقال: إني أنتظر بها القضاء).
وخطبها أبو بكر وعمر فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إنها صغيرة(8) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#8) وخطبها عبد الرحمن بن عوف، فلم يجبه النبي بل أعرض عنه.
بعد الانتباه إلى هذه الجملة وهي قوله (صلى الله عليه وآله): (أنها صغيرة) يتضح لنا تزوير الأقوال المروية بولادتها قبل المبعث بخمس سنين، إذ لو كان الأمر هكذا لكان عمرها يومذاك ثمانية عشر سنة كيف تكون صغيرة؟ وقد تزوَّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عائشة وعمرها على أكثر التقادير عشر سنوات، ولم يعتبرها الرسول صغيرة فكيف تكون ابنته الشابة صغيرة لا تصلح للزواج؟
ثم لو كان الأمر كما يزعمون وإنها ولدت قبل المبعث بخمس سنين لكان عمرها يوم كانت في مكة - قبل الهجرة - بين السادسة عشرة والسابعة عشرة، وهذه الفترة من العمر أحسن أوقات الزواج، فكيف لم يخطبها أحد في مكة، لا من بني هاشم ولا من غيرهم بل لم يُسمع أنها كانت في مظنة الخطبة والزواج؟؟
وقد روى علي بن المتقي في كتابه: (كنز العمال ج2 ص99) عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقِدَمي في الإسلام وأني وأني.. قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة. فسكت عنه أو قال: فأعرض عنه، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال: هلكتُ وأهلكت. قال: وما ذاك قال: خطبت فاطمة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأعرض عني قال عمر: مكانك حتى آتي النبي فأطلب منه مثل الذي طلبت. فأتى عمر النبي (صلى الله عليه وآله) فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقِدَمي في الإسلام وأني وأني.. قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة. فأعرض عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها.
وروى الهيثمي في (مجمع الزوائد): أن كُلاً من أبي بكر وعمر أمر ابنته أن تخطب فاطمة من رسول الله، فذكرت كل واحدة منهما فاطمة لأبيها، فأجابها رسول الله: حتى ينزل القضاء، فتمنَّت كل واحدة منهما أنهما لم تكن ذكرت للنبي شيئاً.
ولعل الرسول ما يكن يحب أن يصارحهم بأنه يدخرها لكفوها، وما أحب أن يصارحهم بأنهم ليسوا بأكفاء لها أو يفاجئهم بأن مستوى ابنته فوق المستويات.
كان الرسول يرى أن تجري الأشياء على مجراها الطبيعي، وكان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد نزل في بيت سعد بن معاذ (على قول) منذ وصوله إلى المدينة، فجاء إليه سعد بن معاذ وهو في بعض بساتين المدينة وقال: ما يمنعك أن تخطب فاطمة من ابن عمك؟
وفي (منتخب العمال): انطلق عمر إلى علي رضي الله عنه فقال: ما يمنعك من فاطمة فقال: أخشى أن لا يزوِّجني! قال: فإن يزوِّجك فمن يزوج؟ وأنت أقرب خلق الله إليه.. إلخ.
إن علياً لم يذكر فاطمة طيلة حياته لأي أحد، ولم يذكر رغبته حياءً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم ظروفه الاقتصادية يومذاك كانت قاسية جدّاً، فما كان يملك من حطام الدنيا أموالاً ولا يملك في المدينة داراً ولا عقاراً، فكيف يتزوج؟ وأين يتزوج؟ وأين يسكن؟
وليست السيدة الزهراء بالمرأة التي يستهان بها في زواجها!
ولكن، لما كان المقصود من الزواج تشكيل البيت الزوجي وتأْسيس الصرح العائلي، ولم تكن قضية الجنس في طليعة الهدف بل كانت في ضمن الزواج فقد جاء الإسلام ليفتح الأغلال والتقاليد التي حبست على الناس سنّة الزواج، وشدّدت عليهم هذا الأمر الذي يعتبر من ضروريات الفطرة، ومن لوازم نظام البقاء والحياة الزوجية والعائلية.
فقد أصبح الزواج - بفضل الإسلام - أمراً سهلاً مستسهلاً، فالتعصب القِبَلي والعنصري قد أشرف على الزوال، وكان الرسول في دَور التكوين، وهو القدوة والأسوة للمسلمين، وحركاته وسكناته، وأعماله وأفعاله ستكون حجة ودليلاً عند المسلمين، فكان الرسول يحارب تقاليد الجاهلية وعادات الكفر باللسان واليد، قولاً وفعلاً.
فقد أتاه علي يخطب منه ابنته فاطمة، والنبي (صلى الله عليه وآله) له الولاية العامة على جميع المسلمين والمسلمات، وعلى ابنته ومن عداها، ولكنه (صلى الله عليه وآله) حفظ لفاطمة كرامتها، ولم يعلن موافقته للزواج قبل الاستئذان من فاطمة، وبعمله هذا أعلن أنه لابد من موافقة البنت لأنها هي التي تريد أن تعيش مع زوجها، وتكون شريكة حياته، ويكون شريك حياتها.
إن تزويج البنت بغير إذنها أو موافقتها إهدار لكرامتها وتحقير لنفسيتها، وتحطيم لشخصيتها، وتصريح عملي لها أنها لا يحق لها إبداء رأيها حول انتخاب الزوج فكأنها بهيمة أو داجنة تباع وتوهب بلا إذن منها أو موافقة.
فقال الرسول: يا علي قد ذكراها قبلك رجال، فذكرت ذلك لها، فرأيت الكراهة في وجهها، ولكن على رِسلك حتى أخرج إليك.
قام الرسول وترك علياً جالساً ينتظر النتيجة. ودخل على ابنته فاطمة، وأخبرها بأن علياً جاء يطلب يدها؛ ربما يحتاج الأب إلى أن يخبر ابنته عمن جاء يخطبها ويذكر لها أوصافه من حيث العمر والمهنة وبقية الخصوصيات إذا لم يكن معروفاً، لتكون البنت على علم وبصيرة.
ولكن هنا لا حاجة إلى ذلك، فعليّ (عليه السلام) أعرف من أن يعرّف، وفاطمة تعرف علياً وتعرف سوابقه ومواهبه وفضائله، ولا تجهل شيئاً. فاكتفي الرسول بأن قال: يا فاطمة إن علي بن أبي طالب مَن قد عرفتِ قرابته وفضله وإسلامه، وإني قد سألت ربي أن يزوِّجك خير خلقه، وأحبَّهم إليه، وقد ذكر عن أمرك شيئاً، فما ترين؟
فسكتت، ولم تولّ وجهها، ولم ير فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراهة، فقام وهو يقول: الله أكبر! سكوتها إقرارها.
اعتبر الرسول سكوتها موافقة ورضي منها على الزواج، إذ لا ينتظر من الفتاة البكر الحييّة (ذات الحياء) أن تصرّح بموافقتها، بل ينتظر منها التصريح بالمخالفة والرفض عند عدم الموافقة، لأن الحياء يمنع التصريح بالموافقة، ولا يمنع التصريح بالرفض.
ورجع النبي إلى علي وهو ينتظر، فأخبره بالموافقة، وسأله عن مدى استعداده لاتخاذ التدابير اللازمة لهذا الشأن، إذ لابد من الصداق ودويّ على مر الأجيال، فلابدّ من رعاية جميع جوانبه، ولا يصح إهمال أي ناحية منه مع رعاية البساطة:
فقال النبي لعلي: هل معك شيء أزوجك به؟
فقال علي: فداك أبي وأمي! والله لا يخفى عليك من أمري شيء، أملك سيفي ودرعي وناضحي!!(9) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#9).
هذه ثروة علي، وجميع ما يملكه من حطام الدنيا وهو مقبل على الزواج.
تلقّى كلامه برحابة صدر، وقال: يا علي! أما سيفك فلا غنى بك عنه، تجاهد به في سبيل الله، وتقاتل به أعداء الله، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك، وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك، بِع الدرع وائتني بثمنه!!
كان علي (عليه السلام) قد أصاب هذه الدرع من مغانم غزوة بدر كان كما ذكره العسقلاني في (الإصابة ج4 ص365) وقد كان النبي أعطاه إياها، وكانت تسمَّى (الحطمية) لأنها كانت تحطِّم السيوف أي تكسِّرها، كما في (لسان العرب).
باع علي (عليه السلام) الدرع بأربعمائة وثمانين أو بخمسمائة درهم، وجاء بالدراهم إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وطرحها بين يديه، وتمَّ الوفاق على أن يكون ثمن الدرع صداقاً لأشرف فتاة في العالم، وأفضل أنثى في الكون، وهي سيدة نساء العالمين، وبنت سيد الأنبياء والمرسلين وأشرف المخلوقين!!
زوَّج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته الطاهرة من علي بن أبي طالب بهذه البساطة والسهولة ليفكِّك أغلال التقاليد التي قيَّد الناس بها أنفسهم، لقد صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما صنع ليقتدي به الناس الذين هم دونه في الشرف والمنزلة بملايين الدرجات.
وزوَّج ابنته وهي سيدة نساء العالمين بمهر قليل كي لا تستنكف الفتاة المسلمة أن تتزوج بمهر قليل.
وغير ذلك من الحِكَم والفوائد التي لا مجال لذكرها هنا، فقد جرى كل هذا في الأرض.
ولكن الله تعالى حفظ لسيدة النساء كرامتها، فقد زوَّج الله فاطمة الزهراء من علي بن أبي طالب قبل أن يزوِّجها أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من علي، وليس ذلك ببعيد، فقد زوَّج الله من هي دون فاطمة الزهراء بدرجات ومراتب كثيرة، أليس الله قد زوَّج زينب بنت جحش من رسول الله بقوله تعالى: (فلما قضى زيد منها وطراً زوّجناكها).
أليس الله قد زوج رسوله امرأة مؤمنة وهبت نفسها للنبي؟ فما المانع أن ينعقد مجلس العقد أو حفلة القِران في السماوات العلى، ويحضرها الملائكة المقرّبون كما صرَّحت بذلك الأحاديث؟
كل ذلك كرامة لها ولأبيها، وبعلها وبنيها الذين سيولدون منها، وهم حجج الله على الخلق أجمعين.
كانت حفلة القِران التي أقيمت في السماء الرابعة عند البيت المعمور وحيدة من نوعها فريدة بمزاياها، لم يشهد الكون مثلها، فقد اجتمع ملائكة السماوات كلها في السماء الرابعة ونُصب منبر الكرامة، وهو منبر من نور، وأوحى الله تعالى إلى مَلَكِ من ملائكة حُجُبه يقال له: (راحيل) أن يعلو ذلك المنبر، وأن يحمده بمحامده، ويمجِّده بتمجيده، وأن يثني عليه بما هو أهله، وليس في الملائكة أحسن منطقاً ولا أحلى لغةً من راحيل المَلَك، فعلا المنبر وقال:
(الحمد لله قبل أزليَّة الأولِّين، الباقي بعد فناء العالمين، نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين، وحَجَب عنا النهم للشهوات، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه).
الباسط رحمته، الواهب نعمته، جلَّ عن إلحاد أهل الأرض من المشركين وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين ثم قال - بعد كلام -:
اختار الله الملك الجبار صفوة كرمه، وعبد عظمته لأمَته سيدة النساء، بنت خير النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين، فوصل حبله بحبل رجل من أهله، صاحبه المصدّق دعوته، المبادر إلى كلمته، على الوَصول بفاطمة البتول ابنة الرسول.
ثم أعقبه جبرئيل عن الله تعالى قوله: (الحمد ردائي، والعظمة كبريائي، والخلق كلهم عبيدي وإمائي، زوّجت فاطمة أمَتي من علي صفوتي اشهدوا يا ملائكتي)(10) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#10).
وقد روى هذا الحديث جمع من علماء العامة منهم:
عبد الرحمن الصفوري في (نزهة المجالس ج2 ص223) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: دخلت أم أيمن على النبي (صلى الله عليه وآله) وهي تبكي، فسألها عن ذلك، فقالت: دخل عليَّ رجل من الأنصار وقد زوَّج ابنته، وقد نثر عليها اللوز والسكر، فتذكرت تزويجك فاطمة ولن تنثر عليها شيئاً. فقال: والذي بعثني بالكرامة، وخصني بالرسالة إن الله لما زوج علياً فاطمة وأمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش، فيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وأمر الطيور أن تغني، فغنّت، ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض مع الزبرجد الأخضر مع الياقوت الأحمر.
وفي رواية: إن الزواج عند سدرة المنتهى ليلة المعراج وأوحى الله إليها أن أنثري ما عليك فنثرت الدر والجوهر والمرجان.
وذكر الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء ج5 ص59): عن عبد الله بن مسعود.. ثم أمر الله شجرة الجنان فحملت الحلي والحلل، ثم أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة.
ورواه جماعة كالخوارزمي في (مقتل الحسين)، والعسقلاني في (لسان الميزان) و(تهذيب التهذيب) والقندوزي في (ينابيع المودة).
وفي نزهة المجالس عن أنس بن مالك رضي الله عنه: بينما النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد إذ قال لعليِّ: هذا جبرئيل أخبرني أن الله قد زوَّجك فاطمة؛ وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملَك، وأوحى إلى شجرة طوبى أن أنثري عليهم الدرَّ والياقوت والحلي والحلل، فنثرت عليهم، فابتدرت الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت والحلي والحلل، فهم يتهادونه إلى يوم القيامة. ورواه السيوطي في (تحذير الخواص).
وأجرى الرسول (صلى الله عليه وآله) صيغة العقد في المسجد وهو على المنبر، بمرأى من المسلمين ومسمع، وهكذا سنَّ رسول الله الإعلان والإشهاد في عقد النكاح، وكميَّة الصداق كي يقتدي به المسلمون فلا يغالوا في الصداق وقال (صلى الله عليه وآله): (لا تغالوا في الصداق فتكون عداوة). وجعل النبي (صلى الله عليه وآله) المهر الذي جرت عليه السنَّة خمسمائة درهم، وتزوَّج رسول الله بزوجاته بهذا المبلغ من الصداق وكذلك الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) كانوا لا يتعدون هذا المبلغ في الزواج.
باع عليّ (عليه السلام) الدرع، وجاء بالثمن للرسول، فقسّم النبي (صلى الله عليه وآله) المبلغ أثلاثاً: ثلثا لشراء الجهاز، وثلثا لشراء الطيب والعطر للزفاف، وثلثا تركه أمانة عند أم سلمة ثم ردّه إلى عليٍ قبيل الزفاف إعانةً ومساعدة منه إليه لطعام وليمة الزفاف.
من الطبيعي أن زواج علي (عليه السلام) من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كان سبب هياج الحسد والعداء في بعض القلوب، وخاصة وأن بعضهم كان قد خطب فاطمة من أبيها فرفض طلبه، وأعرض عنه، فلا عجب إذا جاء إلى الرسول أناس من قريش فقالوا: إنك زوّجـــت عـــلياً بمــهر خـــسيس فقــــال لهــــم: ما أنا زوّجت علياً، ولكن الله زوَّجه ليلة أسرى بي عند سدرة المنتهى.. الخ(11) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#11).
وقال (صلى الله عليه وآله): إنما أنا بشر مثلكم، أتزوج فيكم وأزوِّجكم إلاَّ فاطمة، فإن تزويجها نزل من السماء(12) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#12).
ودفع الرسول شيئاً من المال لأبي بكر ليشتري لفاطمة متاعاً لبيتها الزوجي وبعث معه بلالاً، وسلمان ليُعيناه على حمل ما يشتري، وقيل: أردفه بعمار بن ياسر وجماعة، وقال لأبي بكر: اشترِ بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها.
قال أبو بكر: وكانت الدراهم التي أعطاني إياها ثلاثة وتسعين درهماً، فحضروا السوق فكانوا يعترضون الشيء مما يصلح، فكان ما اشتروه:
1 - فراشان من خيش مصر، حشو أحدهما ليف، وحشو الآخر من جز الغنم.
2 - نطع من أدم (جلد).
3 - وسادة من أدم حشوها من ليف النخل.
4 - عباءة خيبرية.
5 - قربة للماء.
6 - كيزان (جمع كوز) وجرار (جمع جرة) وعاء للماء.
7 - مطهرة للماء مزفّتة.
8 - ستر صوف رقيق.
9 - قميص بسبعة دراهم.
10 - خمار بأربعة دراهم.
11 - قطيفة سوداء.
12 - سرير مزمّل بشريط.
13 - أربعة مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر (نبات معروف).
14 - حصير هجري.
15 - رحى لليد.
16 - مخضب من نحاس.
17 - قعب للبن.
18 - شنٌّ للماء.
حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع وحمل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الباقي، فلما عرض المتاع على رسول الله وكان في حجرة أم سلمة جعل يقلّبه بيده ويقول: بارك الله لأهل البيت. وفي رواية: رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم بارك لقوم جُلُّ آنيتهم الخزف..
هذا جميع الأثاث والمتاع الذي اشتروه لابنة سيد الأنبياء، وهي أشرف أنثى، وسيدة نساء العالمين.
نعم، إن السعادة الزوجية لا تحصل عن طريق البذخ والترف والسرف، فإن الملابس الفاخرة، والكراسي الثمينة، والأحجار الكريمة وأواني الذهب والفضة، والفرش الغالية والستائر القيمة، والقصور الشاهقة والسيارات الضخمة، ووسائل التنوير والتبريد والتدفئة، وغيرها ليست من أسباب السعادة الزوجية التي يتصورها البسطاء من الناس.
فكم من امرأة ترفل في ثيابها وبدلاتها، وتجلس على فراش وثير، وتتلألأ الحلي - المرصّع بالمجوهرات - على جيدها ومعصميها، وشحمة أذنيها، ومع ذلك كله تشعر بأنها في جحيم، وتعتبر نفسها شقية في الحياة غير سعيدة في دنياها.
وكم من امرأة تعيش في كوخ أو بيت متواضع، تطحن وتعجن وتخبز وتغسل وتكنس وترضع وتتعب وتعيش بكل بساطة، محرومة عن مئات الوسائل مع ذلك تشعر بأنها سعيدة في حياتها، وكأن بيتها الصغير الضيّق البسيط جنة عدن.
ونفس هذا الكلام يجري في الرجال، فترى القصر المنيف المشيَّد الشامخ جحيماً على الرجل، يدخله كرهاً، وكأنَّه في قفص، ويحاول الخروج منه ساعة قبل ساعة.
وترى البيت المتواضع الحقير يأوي إليه الرجل بكل شوق ورغبة، ولا يحب مغادرة بيته حينما يرى البيت الزوجي مبنياً على أسس السعادة والخير.
ولكن مع الأسف أن ملايين الفتيان والفتيات يتصورون أن السعادة الزوجية والحياة السعيدة تحصل عن طريق الثروة والأثرياء، ويعتبرون البساطة في المعيشة من وسائل الشقاء وعلائم الحرمان.
فيبقى هؤلاء المساكين غير متزوجين وغير متزوجات، ينتظرون السعادة الزوجية تطرق باب دارهم!!

مِنْ صدَاقِ فَاطِمَة (عليها السلام) الشّفَاعَة يَوْم القيَامَة
إن كانت السيدة فاطمة (عليها السلام) قد تزوّجت بهذا المهر القليل نزولاً عند رغبة أبيها الرسول - حتى يقتدي به المسلمون - وتحقيقاً لأهدافه الحكيمة، فليس معنى ذلك أن تنسى السيدة فاطمة نفسها، أو تنسى عظمتها، بل لابدّ من المحافظة على مقامها الأسمى وحقيقتها الشريفة، ومكانتها العليا، وطموحها نحو الفضائل والقيم، ولهذا فقد روى أحمد بن يوسف الدمشقي في: (أخبار الدول وآثار الأول) قال: (وقد ورد في الخبر أنها لما سمعت بأن أباها زوّجها وجعل الدراهم مهراً لها فقالت: يا رسول الله إن بنات الناس يتزوّجن بالدراهم فما الفرق بيني وبينهن؟ أسألك أن تردها، وتدعو الله تعالى أن يجعل مهري الشفاعة في عصاة أمتك، فنزل جبرئيل (عليه السلام) ومعه بطاقة من حرير مكتوب فيها: (جعل الله مهر فاطمة الزهراء شفاعة المذنبين من أمة أبيها) فلما احتضرت أوصت بأن توضع تلك البطاقة على صدرها تحت الكفن. فوضعت، وقالت: إذا حشرت يوم القيامة رفعت تلك البطاقة بيدي وشفعت في عصاة أمة أبي(13) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#13).
إن هذا الحديث - كما تراه - يدل على ما كانت تتمتع به السيدة فاطمة الزهراء من علو الهمة وسموّ النفس، وعظمة الشخصية، وبُعد المدى، وجلالة القدر، فإنها تطلب من أبيها الرسول أن يدعو الله تعالى أن يمنحها هذا الحق العظيم وهو الشفاعة في يوم القيامة. وأستجيب دعاء الرسول ونفِّذ طلبه، ونزل صك من السماء إجابة لهذا الطلب، وستبرز السيدة فاطمة ذلك الصك عند الحاجة، كما روى الصفوري في (نزهة المجالس) قال: قال النسفي: سألت فاطمة رضي الله عنها النبي (صلى الله عليه وآله) أن يكون صداقها شفاعة لأمته يوم القيامة، فإذا صارت على الصراط طلبت صداقها.
وقد وردت روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حول أن الله تعالى جعل الشفاعة يوم القيامة من صداق السيدة فاطمة الزهراء.

الزّفَافُ وَمُقدّمَاتُه
وقعت فترة بين العقد والزفاف بدون قصد بل إن علياً (عليه السلام) كان يستحي أن يطالب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزوجته، وكان الرسول أيضاً يحافظ على كرامة السيدة فاطمة فما ينبغي له أن يزف ابنته قبل مطالبة زوجها ذلك.
وطالت تلك الفترة شهراً أو شهوراً، وبقي الأمر مسكوتاً عنه، وأخيراً جاء عقيل إلى علي يسأله عن سبب السكوت والقعود، ويستنهضه للقيام بمقدمات الزفاف وكان علي (عليه السلام) يستحي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يطالبه أن يزفّ السيدة فاطمة ولكن عقيلاً ألح عليه، فخرجا يريدان الدخول على الرسول للمذاكرة حول الموضوع.
التقت أم أيمن بهما، وسألت منهما عدم التدخل مباشرةً، وتكفّلت هي إنهاء الأمر، ولهذا ذهبت إلى أم سلمة فأعلمتها بذلك، وأعلمت نساء النبي، فاجتمعن عند الرسول وكان في بيت عائشة فأحدقن به، وقلن: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله! قد اجتمعنا لأمر لو أن خديجة في الأحياء لقرَّت بذلك عينها!!
فلما سمع النبي اسم خديجة بكى، ثم قال: خديجة وأين مثل خديجة؟ صدَّقتني حين كذّبني الناس، وآزرتني على دين الله، وأعانتني عليه بمالها!!
إن الله عز وجل أمرني أن أبشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد، لا صخب فيه ولا نصب.
قالت أم سلمة: فقلنا: فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله إنك لم تذكر من خديجة أمراً إلاَّ وقد كانت كذلك، غير أنها مضت إلى ربها، فهنَّأها الله بذلك، وجمع بيننا وبينها في درجات جنته ورضوانه ورحمته.
يا رسول الله! هذا أخوك في الدنيا، وابن عمك في النسب، علي بن أبي طالب يحب أن تُدخل عليه زوجته فاطمة تجمع بها شمله.
وفي رواية: إن المتكلمة هي أم أيمن قالت: يا رسول الله! لو أن خديجة باقية لقرَّت عينها بزفاف فاطمة، وإن علياً يريد أهله، فقرِّ عين فاطمة ببعلها، واجمع شملهما، وقرِّ عيوننا بذلك.
فقال (صلى الله عليه وآله): فما بال علي لا يسألني ذلك؟
قالت: الحياء منك يا رسول الله!!
فقال - لأم أيمن -: انطلقي إلى علي فائتيني به.
خرجت أم أيمن، فإذا علي ينتظر ليسألها عن جواب رسول الله، وحضر علي (عليه السلام) عند الرسول (صلى الله عليه وآله) وجلس مطرقاً رأسه نحو الأرض حياءً منه، فقال له: أتحب أن تدخل عليك زوجتك؟ قال: نعم، فداك أبي وأمي! قال: نعم، وكرامة، أدخلها عليك في ليلتنا هذه أو ليلة غد إن شاء الله.
هيئ منزلاً حتى تحوِّل فاطمة إليه.
قال علي: ما هاهنا منزل إلاَّ منزل حارثة بن النعمان، فقال النبي: لقد استحينا من حارثة بن النعمان، قد أخذنا عامة منازله!!
وصل الخبر إلى حارثة، فجاء النبي وقال: يا رسول الله! أنا ومالي لله ولرسوله والله ما شيء أحبّ إلي مما تأخذه، والذي تأخذه أحب إليَّ مما تتركه!!
يا لروعة الإيمان بالله والرسول.
يا لجمال الاعتقاد بالآخرة والأجر والثواب!!
جعل حارثة أحد منازله تحت تصرّف علي، وقام علي بتأثيث حجرة العروس وتجهيزها، فقد بسط كثيباً (رملاً) في أرض الحجرة، ونصب عوداً يوضع عليه القربة واشترى جرّة وكوزاً، ونصبوا خشبة من حائط إلى حائط للثياب!!، وبسط جلد كبش، ومخدّة ليف!
هذا جميع ما كان يتمتع به علي (عليه السلام) من متاع الحياة الدنيا وزخرفها!! لقد مرّ عليك أن الصداق الذي استلمه النبي من علي قسّمه أثلاثاً: ثلثاً اشترى به المتاع، وثلثاً للطيب بمناسبة الزفاف، وثلثاً تركه أمانة عند السيدة أم سلمة، استرجع النبي الثلث الأخير من الصداق، وسلَّمه إلى علي كمساعدة، حيث أنه في مقتبل حياة جديدة، والحاجة ماسَّة إلى المال كما لا يخفى، وقال: يا علي إنه لابدّ للعروس من وليمة:
يا لشرف الإنسانية!!
يا لعظمة الأخلاق!!
يا لصدق المحبة والعاطفة!!
وتقدّم بعض الأصحاب إلى علي ببعض الهدايا، وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) علياً أن يصنع طعاماً فاضلاً، أمره بالوليمة لأن الله تعالى يحب إطعام الطعام، لأن الوليمة فيها خير كثير، وفائدة عامة ومنافع جمة، فهي إشباع البطون الجائعة، وغرس المحبة في القلوب، وقبل كل شيء فيها رضى الله سبحانه.
ولكننا - يا للأسف - استبدلنا الوليمة بحفلة القِران واستبدلنا الإطعام بتناول بعض المرطبات والحلويات التي لا تسمن ولا تغني من جوع!!
ومن الضروري أن لا ننسى أن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) قد ضربت الرقم القياسي في الإنفاق في سبيل الله، والإيثار ابتغاء وجه الله، ولعلك لا تجد مثيلة لهذه المكرمة في تاريخ النساء! فقد روى الصفوري في (نزهة المجالس ج2 ص226) عن ابن الجوزي أن النبي (صلى الله عليه وآله) صنع لها قميصاً جديداً ليلة عرسها وزفافها وكان لها قميص مرقوع وإذا بسائل على الباب يقول: أطلب من بيت النبوة قميصاً خَلِقاً، فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقوع، فتذكرت قوله تعالى: (لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون). فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف نزل جبرئيل قال: يا محمد! إن الله يقرؤك السلام، وأمرني أن أسلِّم على فاطمة، وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر.. الخ.
لقد تهيأ طعام الوليمة، فلقد طبخ اللحم، وحضر الخبز، والتمر والسمن، وأقبل رسول العظمة (صلى الله عليه وآله) وحسر عن ذراعيه، وجعل يشدخ التمر في السمن ليكونا بمنزلة الحلويات والفطائر، وأمر النبي علياً أن يدعو الناس إلى وليمته.
أقبل علي (عليه السلام) إلى المسجد، والمسجد غاص بالمسلمين وهناك أهل الصَّفة وهم المهاجرون الذين ما كانوا يملكون يومذاك شيئاً. وهناك أهل المدينة من الأنصار وغيرهم وليسوا من الأغنياء، فما يصنع علي بهذا العدد الكثير مع الطعام القليل؟
ونفسيته الطاهرة الشريفة لا تسمح له أن يدعو قوماً ولا يدعو قوماً آخرين فالكل يحبون أن يأكلوا من وليمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والجميع يرغبون إلى الحضور في تلك المأدبة المباركة.
لكن إيمان علي بقدرة الله تعالى، واعتقاده ببركات يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله) هوَّن عليه كل شيء، فصعد على مكان عال، يسمعه كل أحد، ونادى: (أيها الناس أجيبوا إلى وليمة فاطمة بنت محمد).
وصل صوت علي حتى إلى بساتين المدينة ومزارعها، وأقبل الناس رجالاً ونساءً وحتى أهل البساتين، يأكلون ويشربون، ويحملون معهم من ذلك الطعام.
وهنا ظهرت بركة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أن الطعام لم ينفذ، بل وكأنه لم ينقص، ودعا رسول الله بالأواني فملئت بالطعام، ووجَّه بها إلى بيوت زوجاته وأخذ صفيحة (آنية) وقال: هذه لفاطمة وبعلها!!
وغابت الشمس من ذلك اليوم، واقترب زفاف السيدة فاطمة إلى دار زوجها.
فهنا اتخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جميع التدابير اللازمة لزفاف ابنته فاطمة وبالرغم من أن زواج السيدة فاطمة كان يمتاز بالبساطة والسهولة والابتعاد عن التكليف والترف، وما أشبه ذلك إلاَّ أنه كان محاطاً بآيات العظمة والجلالة والجمال حتى روى الهيثمي في مجمع الزوائد عن جابر أنه قال: حضرنا عرس علي وفاطمة رضي الله عنهما فما رأينا عرساً كان أحسن منه.. الخ.
أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوجاته بتزيين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) استعداداً للزفاف، فقامت النسوة فضمَّخنها بالطيب، وألبسنها الحلي، فكانت إحداهن تمشط شعرها، والأخرى بتزيينها ولبست الحلَّة التي جاء بها جبرئيل من الجنة، وكانت الحلَّة لا تُقوَّم بقيمة، ولا تثمَّن بثمن.
وإنما بذل الرسول (صلى الله عليه وآله) هذه العناية الخاصة، وخصَّ ابنته السيدة فاطمة الزهراء بعواطفه الغزيرة دون سائر بناته لأسباب، منها:
فضائلها الشخصية، ومزاياها النفسية.
وأن زوجها علي بن أبي طالب صاحب المواهب والسوابق وهو ابن عم الرسول، ولم يكن في أصهاره من له تلك القرابة القريبة والمنزلة الخصيصة.
وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعلم أن ابنته الطاهرة ستشملها آية التطهير وآية المباهلة والقربى.
وأنها أم اللأئمة الطاهرين إلى يوم القيامة.
لقد جاءت تلك الليلة التي ستشعر السيدة فاطمة بأنها يتيمة، وتشعر بفقدان أمها خديجة، والأم لها دور مهم في ليلة عرس ابنتها، ولكن أين خديجة هذه الليلة؟
ولما انصرفت الشمس نحو الغروب دعا الرسول بابنته الطاهرة ودعا بصهره العظيم فأقبلت السيدة فاطمة وقد لبست ثوباً طويلاً، تجرّ ذيلها على الأرض، وقد تصبّبت عرقاً حياءً من أبيها سيد الأنبياء.
وقد شاء الله تعالى أن يكون زواج السيدة فاطمة ممتازاً من جميع الجوانب والنواحي وهكذا أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا تشعر ابنته العزيزة باليتم، ولهذا، ولغير ذلك أتى النبي ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي.
وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) سلمان أن يقود البغلة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسوقها(14) (http://ebook/www.14masom.com/14masom/02/mktba2/book03/7.htm#14).
بالله عليك - أيها القارئ - هل سمعت أو قرأت في تاريخ عظماء الدنيا - من أنبياء وملوك ووزراء وسلاطين - أن بنتاً تزف إلى دار زوجها، وسيِّد الأنبياء يسوق بغلتها؟
نعم، لقد اشترك أهل السماء مع أهل الأرض في زفاف الإنسية الحوراء فقد روى الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج5 ص7) والحمويني في (درر السمطين) والذهبي في (ميزان الاعتدال) والعسقلاني في (لسان الميزان) والقرماني في (أخبار الدول) والقندوزي في (ينابيع المودة) عن ابن عباس أنه قال:
لمّا زفت فاطمة إلى علي كان النبي (صلى الله عليه وآله) قُدامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه حتى طلع الفجر.
وهكذا اجتمع رجالات بني هاشم يمشون في موكب السيدة. وأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بنات عبد المطلب (عماته) ونساء المهاجرين والأنصار أن يرافقن فاطمة في تلك المسيرة وكانت زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) يمشين قُدَّامها، ويرجزن فكانت أم سلمة تقول:
سِرنَ بعــــــون الله جاراتــي واشكــــرنه فــي كل حالات
واذكرن مـن أنعم رب العــلى من كشف مكـــــروه وآفات
فقد هدانا بــــــعد كــفر، وقد أنعشــــنا ربّ السمـــــاوات
وسرن مع خير نساء الورى تُفدى بعــــــمَّاتٍ وخــــالات
يا بنت من فضـــله ذو العلى بالوحي مــــــنه والرسالات
ثم قالت عائشة:
يا نســــــوة استــــــــترن بالمعاجز واذكـــــرن ما يحسن في المحاضر
واذكرن ربِّ الــــــناس إذ يخـــصنا بديــــــنه مــــــع كـــــل عبد شاكر
والحمد لله عــــــلى أفـــــــــــضاله والشــــــكر لله العـــــــزيز القـــادر
سرن بها فالله أعــــــطى ذكـــــرها وخصّها مـــــــنه بطــــــــهر طاهر
ثم قالت حفصة:
فاطــــــمة خير نساء الـبشر ومــن لــها وجه كوجه القمر
فضَّلك الله علــى كل الـورى بفــضل مــن خصَّ بآي الزمَّر
زوَّجــك الله فتــــــىً فاضـلاً أعني علياً خير من في الحضر
فَســــــرن جـاراتي بها إنـها كريـــــمة بــنت عظيم الخطر
ثم قالت معاذة أم سعد بن معاذ:
أقول قـــــولاً فـــــيه ما فيه وأذكــــــر الخـــــير وأبديه
محمد خــــــير بــــــني آدم ما فيه مــــــــن كبرٍ ولا تيه
بفضله عــــــرَّفنا رشــــدنا فالله بالخــــــــير يجــــــازيه
ونحن مع بــنت نبي الهدى ذي شرف قـــــــد مكنت فيه
في ذروة شامـــــخة أصلها فما أرى شـــــيئاً يــــــدانيه
وكانت النسوة يرجّعن أول بيت من كل رجز، ودخلن الدار، ثم أنفذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي ودعاه ثم دعا فاطمة فأخذ يدها ووضعها في يد علي وقال: بارك الله في ابنة رسول الله.
يا علي! هذه فاطمة وديعتي عندك!
يا علي! نعم الزوجة فاطمة!
ويا فاطمة! نعم البعل علي!!
اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في سبيلهما، اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
ثم دعا بماءٍ فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثم مجها في القعب، ثم صبّها على رأس فاطمة وعلى صدرها وبين كتفيها ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها.
وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) النساء بالخروج فخرجن، وبقيت أسماء بنت عميس، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرج رأى سواداً فقال: من أنت؟ قالت: أسماء بنت عميس! قال: ألم آمرك أن تخرجي؟ قالت: بلى يا رسول الله! فداك أبي وأمي، وما قصدت خلافك، ولكني أعطيت خديجة عهداً - وحدثَتْه - فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ هاجت عواطفه من حديث خديجة، وإنها كانت تتفكر حول تلك الليلة، وأن فاطمة - الليلة - منكسرة القلب.
فقال لها: بالله لهذا وقفت؟ قالت أسماء: نعم، والله! فقال (صلى الله عليه وآله): يا أسماء، قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة.

الأقَوالُ حَوْلَ سَنَةِ زَوَاجهَا
اختلف المؤرخون والمحدثون في تاريخ سنة زواج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقد روى السيد ابن طاووس في الإقبال بإسناده إلى الشيخ المفيد: إن زواجها كان ليلة إحدى وعشرين من المحرم سنة ثلاث من الهجرة.
وفي المصباح: في أول يوم من ذي الحجة، وروي أنه كان يوم السادس منه.
وفي الأمالي: أن زواجها كان بعد وفاة رقية زوجة عثمان بستة عشر يوماً وذلك بعد رجوعه من بدر، وذلك لأيام خلت من شوال.

3. لماذا سمية الزهراء ؟
الزّهرَاء
في العاشر من البحار عن أمالي الصدوق (عليه الرحمة) عن ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها (جل جلاله) زهر نورها لملائكة السماوات كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
وبهذا الحديث اتضح لنا سبب تسميتها (عليها السلام) الزهراء، وهناك أحاديث أخرى بهذا المضمون، وإنها كانت تتمتع بوجه مشرق مستنير زاهر، وفيما ذكرنا كفاية.
ولسيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أسماء غير التي مرّت عليك وكل اسم يدل على فضيلة ومزية امتازت بها السيدة الزهراء منها: البتول، العذراء الحانية (من الحنان) بسبب كثرة حنانها على أولادها، وكنيتها، أم أبيها، وهي من أفضل كناها.

يا أخي محمد السواحره إذا أردت أن تعرف المزيدة عن الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها صلوات الله ، يمكن أن تستعين بكتاب (( فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد )) للمؤلف : السيد محمدكاظم القزويني رحمه الله ، فإنه كتاب مفيد جداً و يمكنك من خلاله التعرف على الكثير من حياة فاطمة الزهرا عليها صلوات الله
إليك هذا الموقع يمكنك من خلاله أن تطلع على هذا الكتاب http://www.alfrkaden.com/islamic/play.php?catsmktba=1246
أذهب إلى كلمة للحفظ الموجود للأسفل ثم أضغط عليها ثم أحفظ المكتاب

سفير المنتدى
18-12-2008, 02:43 AM
شكرا كبير للمساعد هنا


تحياتي لك

alsaffar33
14-01-2009, 03:24 PM
* سلام من الله *


بسم الله الرّحمــــن الرّحيـــم

الصديقة فاطمة عليها السلام

أشهر الألقاب : الزهراء سيدة نساء العالمين
أشهر الكنى : أم أبيها ـ أم الأئمة
محل الولادة : مكة المكرمة
ولادتها-- الجمعة 20 جمادى الاخر8 قبل الهجرة
الأب : محمد
الأم : خديجة بنت خويلد
خاتمها : أمن المتوكلون
العمر الشريف : 18 سنه وأشهر
عدد البنون : 3
عدد البنات : 2
شهادتها--الاثنين أو الثلاثاء 13 جمادى الأول 11 هـ
السبب : عصر الباب وإسقاط الجنين وكسر الضلع
محل الدفن : المدينة المنورة ـ الروضة الشريفة أو بيتها أو البقيع
وقال- السيد في البقيع بجانب و لدها ---

والعلم عند الله سبحانه

منقول



الحاج \ الصفار

السلامي
14-01-2009, 11:03 PM
بارك الله فيك اخي الكريم على هذه الاسئلة المهمة
واشكر الاخوة الذين شاركوا في هذه المشاركة
بخصوص ولادة الزهراء (عليها السلام) وردت ثلاث طوائف أو ثلاث روايات رئيسية ...روايتان عن الخاصة أتباع مذهب أهل البيت وسنة جدهم المختار ( عليهم الصلاة والسلام ) , و رواية عن أهل السنة....
1 - السنة الخامسة بعد البعثة الشريفة ::
روي عن أهل البيت (عليهم السلام) إن ولادة جدتهم فاطمة (عليها السلام ) كانت في السنة الخامسة بعد البعثة.....
2- السنة الثانية بعد البعثة الشريفة ::
روي عن المعصومين ( عليهم السلام ) إن ولادة الزهراء ( عليها السلام ) كانت في السنة الثانية بعد البعثة ....

3 - السنة الخامسة قبل البعثة ::
ورد عن إخواننا أهل السنة أن ولادة الزهراء ( عليها السلام ) كانت في السنة الخامسة قبل البعثة ...وهذا ما يمكن الاستفادة منه خلال البحث لإثبات بعض الأمور والاحتجاج بها ... كإثبات طول الفترة الزمنية التي واجهتها وكانت فيها المعاناة والشدة والظلم والضيم الذي وقع عليها ... واثبات أهمية وقدسية الزهراء عليها السلام بحيث يحتفل النبي الأكرم ( عليه الصلاة والسلام ) بميلادها قبل البعثة في عصر جاهلي مقيت يكره ويبغض النساء ويقتلها
اما تاريخ زواج الزهراء عليها السلام
في اليوم الأول من شهر ذي الحجَّة ، من السنة الثانية للهجرة
اما التسمية
سال ا حد الاشخاص الامام الصادق يا بن رسول الله !
لم سُميت الزهراء زهراء ؟
فقال
لأنها تزهر لأمير المؤمنين (ع) في النهــار ثلاث مرات بالنور
كان يزهر نور وجهها صلاة الغداة والناس في فراشهم فيدخل
بــياض ذلك النور إلى حجراتهم بالمدينة ، فتبــيضّ حيطانهم
فيعجبون من ذلك
فيأتون النبي (ص) فيسألونه عما رأوا فيرسلهم إلى منزل فاطمة ع
فيأتون منزلها فيرونها قاعــدة في محرابها تصــلي والــنوريسطع من محرابها من وجهها فيعلمون أن الذي رأوه كان من نور فاطمة
فإذا انتصف النهار وترتبت للصلاة ، زهر نور وجهها (ع) بالصفرة
فتدخل الصفرة في حجرات الناس فتصفر ثيابهم وألوانهم
فيأتون النبي (ص) فيسألونه عما رأوا
فيرسلهم إلى منزل فاطمة (ع) فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر
نور وجهها صــلوات الله عليــها وعلى أبيــها وبعلها وبنيها
بالصفرة فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجهها
فإذا كان آخر النهــار وغربت الشــمس ، احمرّ وجه فاطــمة فأشـرق
وجهها بالحمرة فرحا وشكرا لله عز وجل ، فكان تدخل حمرة وجهها
حجرات القوم ، وتحمرّ حيطانهم فيعجبون من ذلك
ويأتون النبي (ص) ويسألونه عن ذلك فيرسلهم إلى منزل فاطمة ع
فيرونها جالسة تسبّح الله وتمجده ، ونور وجــهها يزهر بالحمرة
فيعلمون أن الذي رأوا كان من نور وجه فاطمة ع
فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين (ع) فهو يتقلب في
وجوهنا إلــى يوم القيامة في الأئمة منا أهــل البيت