نووورا انا
18-12-2008, 04:57 AM
قبل خمسين عاماً تقريباً سافر العالم التقي الشيخ النمازي إلى حج بيت الله الحرام في حملة في إيران ولم تكن في ذلك الزمان وسيلة من الوسائل الحديث للنقل إلا حافلات الباص.
يقول سماحة الشيخ غفاريان (حفظة الله) تحركت الحافلة بركابها الأربعين شخصاً تقريباً ففي الطريق بين مكة والمدينة ضيع السائق طريق مكة فزج بالحافلة في طريق صحراوي وعر حتى نفد وقودها وغرست إطاراتها في التراب فلم يروا من جهاتهم الأربع أثراً يدلهم إلى مكة المكرمة تحيروا في أمرهم وراحوا يندبون إلى الله تعالى واستمرت هذه الحالة بهم إلى حدود أسبوع حتى نفد زادهم (الماء والطعام) وأوشكوا على الموت الذي كانوا يرونه بالقرب منهم فأخذوا يحفرون قبوراً لأنفسهم لكي يناموا فيها عند الإحساس بالنهاية.
وفي هذه اللحظات المأساوية تذكر الشيخ النمازي لماذا لم تتوسل بالمنقذ الموعود الحجة بن الحسن المهدي (ع) فقام باستنهاض الإمام وأخذ في حضور الجمع اليائس يدعو ويتضرعون ويقسم على الله تعالى بحق القائم من آل محمد، ثم استولى عليهم الضعف فافترشوا الأرض ساعة بعد ذلك وإذا الشيخ يرى بعيراً عليه ورجالاً ومن بينهم رجل وسيم متميز بنورانيته عن الباقين فجاؤوا حتى بلغوا عندنا فتقدم الشيخ النمازي إلى ذلك الرجل وسأله! هل أنتم من هذه المناطق؟.
فأجابه الرجل: نعم أيها الشيخ النمازي- هكذا سماه باسمه ولكن الشيخ لم يدرك! فسأله الشيخ: إن كنت تعرف الطريق أرشدنا أيها العربي فقد تهنا في الصحراء تيهاً أو شكنا على الموت كما ترى حالنا.
فقال الرجل: لا بأس عليكم ولكن أولاً كلوا واشربوا مما عندنا.
يقول الشيخ النمازي: فأكلنا من التمر وشربنا الماء حتى استعدنا قوانا البدنية ثم أمرنا أن نركب حافلتنا المعطلة فركبنا جمعياً ونادى الرجل (العربي) سائقنا باسمه: تعالى وقد سيارتك لأدلك الطريق. فجلس الرجل بيني وبين السائق وقال له: شغل فشغلها وتحركت السيارة دون أن نتذكر أن السيارة خالية من الوقود وغارسة في التراب!
فما تحركنا من ذلك المكان حتى ارتفعت أصوات الركاب بالصلاة على محمد وآل محمد. ولم يكن أحد منا يعرف عمق الحالة هذه وشخصية الرجل هذا، أخذنا إلى طريق مكة ورأينا سيارات أخرى في الطريق ولكن طلب أن نعيده إلى بعيره وأصحابه فرجعنا وكنت أشكره على إحسانه وإنقاذه لنا. وهو أخذ يسألني كيف حال الخراسانين وأوضاع الزراعة والزراع؟ فأجيبه: جيده ولله الحمد فكلما كنت أقول هذا في جوابه كان يعلق قائلاً: إنه من فضلنا أهل البيت إلى أن سأل كيف حال الشيخ حسين. وهو المرجع الديني اليوم المعروف بالوحيد الخرساني فقد كان في الزمان شاباً يرتقي المنبر الحسيني في مناطق خراسان...
فقلت له: تقصد الشيخ وحيد؟
قال: نعم ذلك الخطيب الحسيني.
قلت: صحته جيده ولله الحمد.
قال: إنه موضع تأييدنا.
وإلى هنا يقول الشيخ لم أدرك شخصية الرجل العربي هذا رغم أسئلته العجيبة الدالة على معرفته بنا واهتمامه بأوضاعنا.
فلما وصلنا إلى أصحابه ودعنا وقال: لقد عرفتم الطريق فارجعوا إليه رجعنا بعض المسافة وفجأة تذكرت من يمكن أن يكون هذا الرجل؟ أين عرف هذا الصحاري من قضايانا وأسمائنا؟
فرجعنا لأسأله عن اسمه فلم نجد له أثراً في امتداد أنظارنا هناك أدركت أنه لم يكن سوى الإمام المهدي (ع) وقد كان معنا وإلى جنبنا ويحدثنا ونحن نجهله رغم كل القرائن والعلامات والإشارات خاصة كلمته التي كان يكررها (هذا من فضلنا أهل البيت).
وهكذا لما عرفنا حقيقة الأمر جلسنا مكاننا وبكينا نادبين الإمام وشاكرين ربنا سبحانه على تلك النعمة العظيمة.
منقول
يقول سماحة الشيخ غفاريان (حفظة الله) تحركت الحافلة بركابها الأربعين شخصاً تقريباً ففي الطريق بين مكة والمدينة ضيع السائق طريق مكة فزج بالحافلة في طريق صحراوي وعر حتى نفد وقودها وغرست إطاراتها في التراب فلم يروا من جهاتهم الأربع أثراً يدلهم إلى مكة المكرمة تحيروا في أمرهم وراحوا يندبون إلى الله تعالى واستمرت هذه الحالة بهم إلى حدود أسبوع حتى نفد زادهم (الماء والطعام) وأوشكوا على الموت الذي كانوا يرونه بالقرب منهم فأخذوا يحفرون قبوراً لأنفسهم لكي يناموا فيها عند الإحساس بالنهاية.
وفي هذه اللحظات المأساوية تذكر الشيخ النمازي لماذا لم تتوسل بالمنقذ الموعود الحجة بن الحسن المهدي (ع) فقام باستنهاض الإمام وأخذ في حضور الجمع اليائس يدعو ويتضرعون ويقسم على الله تعالى بحق القائم من آل محمد، ثم استولى عليهم الضعف فافترشوا الأرض ساعة بعد ذلك وإذا الشيخ يرى بعيراً عليه ورجالاً ومن بينهم رجل وسيم متميز بنورانيته عن الباقين فجاؤوا حتى بلغوا عندنا فتقدم الشيخ النمازي إلى ذلك الرجل وسأله! هل أنتم من هذه المناطق؟.
فأجابه الرجل: نعم أيها الشيخ النمازي- هكذا سماه باسمه ولكن الشيخ لم يدرك! فسأله الشيخ: إن كنت تعرف الطريق أرشدنا أيها العربي فقد تهنا في الصحراء تيهاً أو شكنا على الموت كما ترى حالنا.
فقال الرجل: لا بأس عليكم ولكن أولاً كلوا واشربوا مما عندنا.
يقول الشيخ النمازي: فأكلنا من التمر وشربنا الماء حتى استعدنا قوانا البدنية ثم أمرنا أن نركب حافلتنا المعطلة فركبنا جمعياً ونادى الرجل (العربي) سائقنا باسمه: تعالى وقد سيارتك لأدلك الطريق. فجلس الرجل بيني وبين السائق وقال له: شغل فشغلها وتحركت السيارة دون أن نتذكر أن السيارة خالية من الوقود وغارسة في التراب!
فما تحركنا من ذلك المكان حتى ارتفعت أصوات الركاب بالصلاة على محمد وآل محمد. ولم يكن أحد منا يعرف عمق الحالة هذه وشخصية الرجل هذا، أخذنا إلى طريق مكة ورأينا سيارات أخرى في الطريق ولكن طلب أن نعيده إلى بعيره وأصحابه فرجعنا وكنت أشكره على إحسانه وإنقاذه لنا. وهو أخذ يسألني كيف حال الخراسانين وأوضاع الزراعة والزراع؟ فأجيبه: جيده ولله الحمد فكلما كنت أقول هذا في جوابه كان يعلق قائلاً: إنه من فضلنا أهل البيت إلى أن سأل كيف حال الشيخ حسين. وهو المرجع الديني اليوم المعروف بالوحيد الخرساني فقد كان في الزمان شاباً يرتقي المنبر الحسيني في مناطق خراسان...
فقلت له: تقصد الشيخ وحيد؟
قال: نعم ذلك الخطيب الحسيني.
قلت: صحته جيده ولله الحمد.
قال: إنه موضع تأييدنا.
وإلى هنا يقول الشيخ لم أدرك شخصية الرجل العربي هذا رغم أسئلته العجيبة الدالة على معرفته بنا واهتمامه بأوضاعنا.
فلما وصلنا إلى أصحابه ودعنا وقال: لقد عرفتم الطريق فارجعوا إليه رجعنا بعض المسافة وفجأة تذكرت من يمكن أن يكون هذا الرجل؟ أين عرف هذا الصحاري من قضايانا وأسمائنا؟
فرجعنا لأسأله عن اسمه فلم نجد له أثراً في امتداد أنظارنا هناك أدركت أنه لم يكن سوى الإمام المهدي (ع) وقد كان معنا وإلى جنبنا ويحدثنا ونحن نجهله رغم كل القرائن والعلامات والإشارات خاصة كلمته التي كان يكررها (هذا من فضلنا أهل البيت).
وهكذا لما عرفنا حقيقة الأمر جلسنا مكاننا وبكينا نادبين الإمام وشاكرين ربنا سبحانه على تلك النعمة العظيمة.
منقول