المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة غديرية: مُحيّاكِ يُزري بالرّياضِ النّواضرِ


عادل الكاظمي
18-12-2008, 09:08 AM
مُحيّاكِ يُزري بالرّياضِ النّواضرِ = فما كان إلا قرّةً للنواظر

تخيّرتَهُ دونَ الشــــــموسِ ودونَهُ = معــــانٍ تجلّتْ آيةَ للبصائر

ومحرابُ حبٍّ أمَّهُ القلبُ تائباً = لما بُحْتُ من سرٍّ ومثلُكِ عاذري

فيا قِبلةَ العُشّاقِ هلا بقُبْلَةٍ = تُكَفّرُ عني مُفضِعاتِ الجرائـــــــــر

وخلّي فَماً في طاعةِ الحبِّ ناطقاً = يطوفُ ويسعى بين ثغرٍ وناظر

رأيتُكِ أجلى من بيانٍ أصوغُهُ = جمالاً وأحلى من رقيقِ المشاعر

ويُسعدني الشوقُ الذي شفّ مهجتي = ويسعفني الجمرُ الذي في مَحاجري

حَنانَيْكِ لا أسطيعُ صبراً على النّوى= فما بين أضلاعي سوى قلبِ شاعر

رعى الحبَّ ديناً لا يًدينُ بغيرِهِ = يرى تركَهُ من أمّهـــــاتِ الكبائر

وما كلُّ حُبٍّ يُبلغُ النفسَ سؤلَها = ولا كلُّ حبٍّ قدّستْهُ مشاعري

سوى حبِّ من غُذّيتُ من ثدي بَرَّةٍ = مُهذّبةٍ حتى غدا من مَآثِري

فقلتُ به شعراً إذا قمتُ شاعراً = فيسمعني نَشْوانَ زاكي السرائر

ويوسعني شَتْماً جَهولٌ مُغرّرٌ = وأنّى تُضير الطَّوْدَ هوجُ الأعاصر؟

رأيتُ سبيلَ الحقِّ صَعْباً مَسيرُهُ = فأذللتُهُ بالصبرٍ رُغْـــــمَ الدَّياجر

وما كان تقليداً فلستُ مُضللاً = يُرَدَّدُ ما بين الحصى والجواهر

وما سرتُ إثْرَ الوالدينِ مُقلّداً = وإنْ كلّ ما قالوهُ عينُ البصائر

ولكنني للذِّكْرِ يممّتُ وُجْهَتي = لأسرارِهِ مُسْتَجْلياً كلَّ خافِر

وطالعت أسفارَ المذاهبِ جلَّها = وما كنتُ يوماً عن هداهُ بحائر

فكان الذي خصّ الرّسالةَ أحمداً = يَخصُّ علياً بالعُلا والمَفاخر

وفي آيةِ التبليغِ تُغني دِلالةً = وَلايتُهُ دِرْءاً لقــــولِ المكابر

وكان بخُمٍّ للنبوّةِ موقفٌ = جَليٌّ كَرَأْدِ الشّمسِ عند الهَواجر

ينادي فمن مولاهُ كنتُ فإنما = عليٌّ له مولى وزيري وناصري

ومن شدَّ عَضْدي يومَ فلّوا سواعداً = عن الحربِ خوفاً من ركوبِ المخاطر

وأكرمَ من حاز المكارمَ فازدهتْ = أوائلُها مُزْدانــةً بالأواخـــــر

فبايعَهُ ذاك الرّعيلُ - وفيهـــــــمُ = عَديٌّ وتَيْمٌ - رافلاً بالبشـــــائر

ومن بعدِ ذاكَ العهدِ أنكر معشرٌُ = وصيّةَ حقٍّ غالها كفُّ غادر

أردوا لها شورى فخيّب ظنَّها = مقالٌ كذاك الشرُّ واهي الزّوافر

وقد قاله الثاني: (وقى الله شرّها) = أيا فلتةً أدّت لشرِّ المصائر

وهذا أخو تَيْمٍ عَديّاً مُخَلِّفـــاً = على الناسِ لا شورى ولا قولَ هاجر

أ كان أبو بكرٍ يَضَنُّ على الهدى = مَخافةَ أنْ يودى بإمرةِ فاجر

بأكثرَ ممّن أنزل اللهُ دينَهُ = عليه فما هذا ســـــــوى قولِ كافر؟

تقمّصَها هذا ليُخلي سبيلَها = إلى ذاك مذ غابت حُلومُ الأكابر

وعاد عليٌّ بالخطوبِ ولم يجد = نصيراً له من بين تلك المعاشر

رأى حقَّه نهباً فأوفى بعهدِهِ = وما ضاع عهدٌ خلفَهُ حِلْمُ صابر

وإنَّ الذي عاشَ الحياةَ مُجاهداً = عن الدين لا يُعطيهِ صَفْقَةَ خاسر

ولو قاتلتْهُ العُرْبُ رُغْمَ عَديدِها= لقاتلَها والحــــــــقُّ خيرُ مُناصر

ولكنّه بالصبرِ لاذ فخُيّبتْ = لأعدائِهِ آمالُ خُبْثِ الضّمائر

ولو أنه بالسيفِ قام لَهُدّمت = مباني الهدى من بعد شدّ الأواصر

وإذ كان بدرَ الحقِّ في الأفق مفرداً = غدا سَفَها يُنمى لتلك النّظائر

وإنَّ الذي أحيى المنابرَ وَعْظُهُ = يُسَبُّ جِهاراً فوق تلك المنابر

وإنَّ الذي أرسى الرّسالةَ سيفُهُ = غدا عِرْضُهُ نَهْباً بكفِّ العواهر

أبا حسنٍ يا من وُلِدْتَ بمكّّةٍ = وفي زمزمٍ فاضت دموعُ البشائر

لقد نَقِموا منكَ الرّقابَ بَرَيتَها= ببدرٍ وأُحْدٍ بالحُســــــــامِ المُبادر

وكونُكَ نفسَ المصطفى ونصيرَه= إذا عزَّ في يومٍ وفاءُ المُنافِر

وسيفُك يومَ الرّوع يمتارُهُ الرّدى = ليَصْدُرَ رِيَّ الصدرِ من كلّ ناحر

ولولاكَ ما قام الهدى في ربوعِهِمْ = وهل ينعمُ المَوْتورُ في ظلِّ واتِر؟

لك الخلدُ رُغْمَ المُرجفينَ وإن طغت = ضغائِنُهُمْ فالفضلُ خَيْرُ الذّخائر

وإنَّ ظلامَ الليلِ يزدادُ عُتْمَةً = فتألقُ أنوارُ النّجومِ الزّواهِـــــــــر

فيا منجدَ الإسلامِ من لُؤْمِ غاشِمٍ = ويا مُنقذَ المظلومِ من لَوْمِ جائر

رجوتُكَ يومَ الحشرِ خيرَ وسيلةٍ = إلى الله إنْ تبلو هناك سرائري

وقد أثقلتْ ظهري الذنوبُ وليس لي = سواكَ مُجيرٌ من عظيمِ جَرائري

عليك سلامُ اللهِ يا آيةَ الهُدى = وناشرَهُ في كلِّ بـــــادٍ وحاضِـــــــر

عادل الكاظمي

علي أسعد أسعد
18-12-2008, 02:15 PM
حياك الله


وجعلها في ميزان حسناتك


...

عادل الكاظمي
19-12-2008, 05:28 PM
شكراً أخي الفاضل علي أسعد
على هذا المرور العاطر

ودمتم

عاشقة النجف
22-12-2008, 10:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيا قِبلةَ العُشّاقِ هلا بقُبْلَةٍ = تُكَفّرُ عني مُفضِعاتِ الجرائـــــــــر


اخي الكريم
طيب الله انفاسكم دوما وسلم اناملكم الولائيه اللتي مابرحت تخط لنا اجمل الابيات
موفقين لكل خير ولاعدمنا تواجدكم ومشاركاتكم اللتي تضفي على القسم رونقا جميلا
دعواتي لكم بالسداد ..

عادل الكاظمي
24-12-2008, 08:41 PM
هذا كله بفضل جهودكم أختي عاشقة النجف المحترمة
فتعليقتك تضيف للمشاركة معنى آخر

أتمنى أن لا أكون ضيفاً ثقيل الظل

وشكراً على مروركم الكريم الطيب

ودمتم