عادل الكاظمي
21-12-2008, 11:56 AM
قالوا تغزّلْ قلـتُ: هذي كربـلا = تركـتْ فـؤاديَ للنّـوازلِ مَنـزِلا(1)
لم تُبقِ لـيْ ممـا يَـروقُ لناظـرٍ = مَرأى فقلبـي باللواعِـجِِ مُصطلى
نَسختْ بها في ناظـريّ مدامعي = سُـوَراً تلاهـا العاشقـونَ تَبتّـلا
فمرابعُ اللـذاتِ قَفْـرٌ رُغْمَ مـا = فيها بمـا يُهنيـكَ عيشاً مُخضِلا
فإذا ذكرتُ منـازلاً أبكى شَجَـاً = لديارِ أحمدَ حين طاف بهـا البِلى
وإذا ذكرتُ العيسَ تجتابُ السّـرى = وَخْـداً يُبلّغهـا الدَّخـولَ فحَوْمَـلا
يجري بعيني القلبُ أذكـرُ ظعنَهُمْ = من مكّـةَ الغَـرَا لـوادي كربـلا
ساروا وما سـارت بهـم آمالُهُـمْ = إلا وكـان المـوتُ أسنـى مَأمَـلا
وإذا أفـاض المُستهـامُ بزيـنـبٍ = أو حـبّ ليلـى والربـابِ تغـزُّلا
أبكي لهنّ لما لقيـنَ من الأسى = يومَ الطفوفِ وما لقينَ مـن البَـلا
أبكي الرّبـابَ وفقدَهـا لرضيعِهـا = ظـامٍ سقـوهُ دمـاهُ حتـى أنْهَـلا
ولِذِكْـرِ ليلى أسبلـتْ عَبَراتِهـا = عيني كماء المُـزْنِ أنـدبُ مُعـوِلا
تبكي عليـاً إذ أحـاط بـه العِدى = من كلِّ صَـوْبٍ ثائـراً مُستبسِلا
شِبْـهُ النبيّ بخَلـقِـهِ وبخُلـقِـهِ = أضحى لظامئةِ المواضـي مَنْهَـلا
أوَ مـا رَعَـوا حـقّ النبـي بآلـه = وبَنيـهِ أربـابِ المكـارمِ والعُـلا
وإذا أتى ذكـرٌ لزينبَ أمطـرت = عيني بما أذوى الخـدودَ وأمْحَـلا
أيّ المصائبِ لـم تجـد بفؤادِهـا = معنىً يُفَصّـلُ للرّزايـا مُجْمَـلا
حملتْ بوادي الطـفِّ كـلَّ رَزِيّـةٍ = أزْرَتْ بما للشّيب ضُـرّاً أشعـلا
يوماً ترى سبطََ الرسولِِ على الثرى =- من دونِ رأسٍ - بالدماءِ مُغسّـلا
ملقىً على الرّمضاءِ تصهرُ جسمَهُ = شمسُ الظهيـرةِ عافِـراً مُتجـدّلا
والرأسُ فوق الرُّمحِ طافَ به العِدى = وبـ (أمْ حَسِبْتَ..) من المواعظِ رتّلا(2)
وكأنّ أهلَ الكهفِ أعجـبُ مَخْبَـراً = من رأسِ سبطِ محمّدٍ رمحـاً عَـلا
ماذا يُري الرّحمـنُ مـن إعجـازِهِ = قوماً بهم جـدّ الضـلالُ فأوغـلا؟
يـا مُدّعي سَفَهـاً مَـودّةَ أحمـدٍ = أ بقتلِـهِ تبغي إلـيـه تـوسُّـلا؟
هـذا حسيـنٌ للنبـي المصطفـى = مَثَـلٌ بـه الذكرُ الحكيـمُ تمثّـلا
لـولا مودتُـهُ لمـا نـال الهدى = عبدٌ أ يغدو بالطفـوفِ مُرمّـلا؟
مـاذا يُقـالُ لأحمـدٍ يـومَ الجّـزا = أ يُقالُ: فِعْـلُ يزيـدَ كـان تـأوُّلا؟
أ يَسُـرُّ أحمـدَ قتـلُـهُ وقتـالُـهُ؟ = يا قومُ أم سـاءَ النبـيَّ المُرسَـلا؟
حَـمْـداً لك اللهمَّ أذ أوليتَـنـا = حبَّ الحسيـنِ فلم نُشايـعْ نََْعثـلا
فأميّـةٌ هـي رأسُ كـلِّ خطيـئـةٍ = عادوا النبـيَّ وآلَـهُ خيـرَ المَـلا
إني بـريءٌ مـن جميـعِ فعالِهـم = وكلعـنِ آخرِهِـم لعـنـتُ الأوّلا
فالعنْ إلهي كـلَّ من والاهُـمُ = واسلكْ بهمْ في النارِ مَهْوىً أسفلا
واغفـرْ إلهي بالحسيـنِ ذنوبَنـا = فسواهُ لم نملكْ هنالكَ مَوْئِـلا
ولوالـديَّ اغـفـرْ فـأني وارثٌ = من طيبِ ذاتِهما مواريثَ الـوِلا
..
.
(1) النوازل: مفردها نازلة وهي المصيبة.
(2) أم حسبتَ أنّ أصحاب الكهف والرقيم إنهم كانوا من آياتنا عجبا. سورة الكهف.
عادل الكاظمي
لم تُبقِ لـيْ ممـا يَـروقُ لناظـرٍ = مَرأى فقلبـي باللواعِـجِِ مُصطلى
نَسختْ بها في ناظـريّ مدامعي = سُـوَراً تلاهـا العاشقـونَ تَبتّـلا
فمرابعُ اللـذاتِ قَفْـرٌ رُغْمَ مـا = فيها بمـا يُهنيـكَ عيشاً مُخضِلا
فإذا ذكرتُ منـازلاً أبكى شَجَـاً = لديارِ أحمدَ حين طاف بهـا البِلى
وإذا ذكرتُ العيسَ تجتابُ السّـرى = وَخْـداً يُبلّغهـا الدَّخـولَ فحَوْمَـلا
يجري بعيني القلبُ أذكـرُ ظعنَهُمْ = من مكّـةَ الغَـرَا لـوادي كربـلا
ساروا وما سـارت بهـم آمالُهُـمْ = إلا وكـان المـوتُ أسنـى مَأمَـلا
وإذا أفـاض المُستهـامُ بزيـنـبٍ = أو حـبّ ليلـى والربـابِ تغـزُّلا
أبكي لهنّ لما لقيـنَ من الأسى = يومَ الطفوفِ وما لقينَ مـن البَـلا
أبكي الرّبـابَ وفقدَهـا لرضيعِهـا = ظـامٍ سقـوهُ دمـاهُ حتـى أنْهَـلا
ولِذِكْـرِ ليلى أسبلـتْ عَبَراتِهـا = عيني كماء المُـزْنِ أنـدبُ مُعـوِلا
تبكي عليـاً إذ أحـاط بـه العِدى = من كلِّ صَـوْبٍ ثائـراً مُستبسِلا
شِبْـهُ النبيّ بخَلـقِـهِ وبخُلـقِـهِ = أضحى لظامئةِ المواضـي مَنْهَـلا
أوَ مـا رَعَـوا حـقّ النبـي بآلـه = وبَنيـهِ أربـابِ المكـارمِ والعُـلا
وإذا أتى ذكـرٌ لزينبَ أمطـرت = عيني بما أذوى الخـدودَ وأمْحَـلا
أيّ المصائبِ لـم تجـد بفؤادِهـا = معنىً يُفَصّـلُ للرّزايـا مُجْمَـلا
حملتْ بوادي الطـفِّ كـلَّ رَزِيّـةٍ = أزْرَتْ بما للشّيب ضُـرّاً أشعـلا
يوماً ترى سبطََ الرسولِِ على الثرى =- من دونِ رأسٍ - بالدماءِ مُغسّـلا
ملقىً على الرّمضاءِ تصهرُ جسمَهُ = شمسُ الظهيـرةِ عافِـراً مُتجـدّلا
والرأسُ فوق الرُّمحِ طافَ به العِدى = وبـ (أمْ حَسِبْتَ..) من المواعظِ رتّلا(2)
وكأنّ أهلَ الكهفِ أعجـبُ مَخْبَـراً = من رأسِ سبطِ محمّدٍ رمحـاً عَـلا
ماذا يُري الرّحمـنُ مـن إعجـازِهِ = قوماً بهم جـدّ الضـلالُ فأوغـلا؟
يـا مُدّعي سَفَهـاً مَـودّةَ أحمـدٍ = أ بقتلِـهِ تبغي إلـيـه تـوسُّـلا؟
هـذا حسيـنٌ للنبـي المصطفـى = مَثَـلٌ بـه الذكرُ الحكيـمُ تمثّـلا
لـولا مودتُـهُ لمـا نـال الهدى = عبدٌ أ يغدو بالطفـوفِ مُرمّـلا؟
مـاذا يُقـالُ لأحمـدٍ يـومَ الجّـزا = أ يُقالُ: فِعْـلُ يزيـدَ كـان تـأوُّلا؟
أ يَسُـرُّ أحمـدَ قتـلُـهُ وقتـالُـهُ؟ = يا قومُ أم سـاءَ النبـيَّ المُرسَـلا؟
حَـمْـداً لك اللهمَّ أذ أوليتَـنـا = حبَّ الحسيـنِ فلم نُشايـعْ نََْعثـلا
فأميّـةٌ هـي رأسُ كـلِّ خطيـئـةٍ = عادوا النبـيَّ وآلَـهُ خيـرَ المَـلا
إني بـريءٌ مـن جميـعِ فعالِهـم = وكلعـنِ آخرِهِـم لعـنـتُ الأوّلا
فالعنْ إلهي كـلَّ من والاهُـمُ = واسلكْ بهمْ في النارِ مَهْوىً أسفلا
واغفـرْ إلهي بالحسيـنِ ذنوبَنـا = فسواهُ لم نملكْ هنالكَ مَوْئِـلا
ولوالـديَّ اغـفـرْ فـأني وارثٌ = من طيبِ ذاتِهما مواريثَ الـوِلا
..
.
(1) النوازل: مفردها نازلة وهي المصيبة.
(2) أم حسبتَ أنّ أصحاب الكهف والرقيم إنهم كانوا من آياتنا عجبا. سورة الكهف.
عادل الكاظمي