نووورا انا
21-12-2008, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب(عليه السلام):
لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أميرالمؤمنين، فأخبرني بهنّ.
فقال(عليه السلام):
إنّ أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزّى.
والثانية: أنّي لم أشرب الخمر قطّ.
والثالثة: أنّ رسولاللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.
والرابعة: أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.
والخامسة: أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
والسادسة: أنّي كنت آخر الناس عهداً برسولاللَّه، ودليته في حفرته.
والسابعة: أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.
و الثامنة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.
التاسعة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عزّوجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.
العاشرة :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.
وأمّا الحادية عشرة: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.
وأمّا الثانية عشرة :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.
وأمّا الثالثة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّوجلّ.
وأمّا الرابعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسولاللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.
وأمّا الخامسة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسولاللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.
وأمّا السادسة عشرة: فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.
وأمّا السابعة عشرة: فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبوبكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسولاللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.
وأمّا الثامنة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّوجلّ من حساب الخلائق.
وأمّا التاسعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّوجلّ يوم القيامة.
وأمّا العشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّوجلّ.
وأمّا الحادية والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.
وأمّا الثانية والعشرون :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.
وأمّا الثالثة والعشرون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أعطاني خاتمه-في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.
وأمّا الرابعة والعشرون: فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!
وأمّا الخامسة والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّاً قبلي؛ بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة.
وأمّا السادسة والعشرون: فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد.
وأمّا السابعة والعشرون: فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.
وأمّا الثامنة والعشرون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك وصيّاً، وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.
وأمّا التاسعة والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ، ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي وشيعتك، فتقول: رووا رواءً مرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.
وأمّا الثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون هذه الاُمّة، وهو معاوية. والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص. والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري. والرابعة مع أبيالأعور السلمي. وأمّا الخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم. ثمّ يقول اللَّه تبارك وتعالى للأربعة ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) ، وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي، فينادي هؤلاء أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.
وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول: لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ يستشفون به.
وأمّا الثانية والثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي.
وأمّا الثالثة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عزّوجلّ ذلك إليّ على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(
وأمّا الرابعة والثلاثون: فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، فكانت نفسي نفس رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ والنساء فاطمة(عليها السلام) ؛ والأبناء الحسن والحسين. ثمّ ندم القوم، فسألوا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء، فأعفاهم. والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير.
وأمّا الخامسة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (وجّهني يوم بدر فقال: ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثمّ شممتها، فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها، فرمى بها وجوه المشركين، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا، لم يكرم اللَّه عزّوجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد.
وأمّا السادسة والثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: ويل لقاتلك؛ إنّه أشقى من ثمود، ومن عاقر الناقة، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك، فأبشر يا عليّ فإنّك في زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين.
وأمّا السابعة والثلاثون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى قد خصّني من بين أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاصّ والعامّ، وذلك ممّا منّ اللَّه به عليَّ وعلى رسوله. وقال لي الرسول (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا علىغّ إنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن اُدنيك ولا اُقصيك، واُعلّمك ولا أجفوك، وحقّ عليَّ أن اُطيع ربّي، وحقّ عليك أن تعي.
وأمّا الثامنة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعثني بعثاً، ودعا لي بدعوات، واطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه، قال: لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله، فشرّفني اللَّه عزّوجلّ بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(.
وأمّا التاسعة والثلاثون :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً؛ لا يجتمع حبّي وحبّه إلّا في قلب مؤمن. إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل أهل حبّي وحبّك-يا عليّ-في أوّل زمرة السابقين إلى الجنّة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أوّل زمرة الضالّين من اُمّتي إلى النار.
وأمّا الأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني في بعض الغزوات إلى رَكيٍ فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم. فقال، ائتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلّم فيه، ثمّ قال: ألقِه في الركيّ، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب الركيّ، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفّقت يا عليّ، وببركتك نبع الماء. فهذه المنقبة خاصّة بي من دون أصحاب النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم ).
وأمّا الحادية والأربعون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمّد إنّ اللَّه تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيّك والمؤدّي عنك.
وأمّا الثانية والأربعون :فإنّي سمعت رسول اللَّه يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى علّيّين. قلت: يا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وما أعلى علّيّون؟ فقال: قبّة من درّة بيضاء، لها سبعون ألف مصراع، مسكن لي ولك يا عليّ.
وأمّا الثالثة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ رسخ حبّي في قلوب المؤمنين، وكذلك رسخ حبّك-يا عليّ-في قلوب المؤمنين، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين؛ فلا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلّا منافق كافر.
وأمّا الرابعة والأربعون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، ولا من العجم إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سَلقلقيّة .
وأمّا الخامسة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) دعاني وأنا رَمِد العين، فتفل في عيني، وقال: اللهمّ اجعل حرّها في بردها، وبردها في حرّها، فوَاللَّه، ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة.
وأمّا السادسة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب، وفتح بابي بأمر اللَّه عزّوجلّ. فليس لأحد منقبة مثل منقبتي.
وأمّا السابعة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في وصيّته بقضاء ديونه وعِداته، فقلت: يا رسول اللَّه، قد علمت أنّه ليس عندي مال! فقال: سيعينك اللَّه. فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلّا يسّره اللَّه لي، حتى قضيت ديونه وعِداته، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً، وبقي بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها.
وأمّا الثامنة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أتاني في منزلي، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام، فقال: يا عليّ، هل عندك من شيء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيّام، فقال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا فاطمة، ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئاً؟ فقالت: خرجت الساعة! فقلت: يا رسول اللَّه، أدخله أنا؟ فقال: ادخل باسم اللَّه. فدخلت، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر، وجفنة من ثريد، فحملتها إلى رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال: يا عليّ، رأيتَ الرسول الذي حمل هذا الطعام؟ فقلت: نعم. فقال: صِفه لي. فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر. فقال: تلك خطط جناح جبرئيل(عليه السلام) مكلّلة بالدرّ والياقوت. فأكلنا من الثريد حتى شبعنا، فما رأى إلّا خدش أيدينا وأصابعنا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من بين أصحابه.
وأمّا التاسعة والأربعون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّ نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالنبوّة، وخصّني النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالوصيّة، فمن أحبّني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء(عليهم السلام ).
وأمّا الخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعث ببراءة مع أبي بكر، فلمّا مضى أتى جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فوجّهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه، فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك.
وأمّا الحادية والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أقامني للناس كافّة يوم غدير خمّ، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين.
وأمّا الثانية والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، ألا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل(عليه السلام) ؟! فقلت: بلى. قال: قل: يا رازق المقلّين، ويا راحم المساكين، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أرحم الراحمين، ارحمني وارزقني.
وأمّا الثالثة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى لن يذهب بالدنيا حتى يقوم منّا القائم، يقتل مبغضينا، ولا يقبل الجزية، ويكسر الصليب والأصنام، ويضع الحرب أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة، ويعدل في الرعيّة.
وأمّا الرابعة والخمسون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، سيلعنك بنو اُميّة، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة.
وأمّا الخامسة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: سيفتتن فيك طوائف من اُمّتي؛ فيقولون: إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لم يخلّف شيئاً، فبماذا أوصى عليّاً؟ أوَليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد اللَّه عزّوجلّ!! والذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبداً. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.
وأمّا السادسة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّني بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته، وجعلني وارث محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ فمن ساءه ساءه، ومن سرّه سرّه -وأومأ بيده نحو المدينة-.
وأمّا السابعة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) كان في بعض الغزوات، ففقد الماء، فقال لي: يا عليّ، قم إلى هذه الصخرة، وقل: أنا رسول رسول اللَّه، انفجري لي ماء. فوَاللَّه الذي أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة، فاطلع منها مثل ثدي البقر، فسال من كلّ ثدي منها ماء، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأخبرته، فقال: انطلق ياعليّ، فخذ من الماء، وجاء القوم حتى ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم، وسقوا دوابّهم، وشربوا، وتوضّؤوا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.
وأمّا الثامنة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في بعض غزواته-وقد نفد الماء-فقال: يا عليّ، ائتني بَتْور . فأتيته به، فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور، فقال: انبع، فنبع الماء من بين أصابعنا.
وأمّا التاسعة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني إلى خيبر، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً، فزعزعته شديداً، فقلعته ورميت به أربعين خطوة، فدخلت، فبرز إليّ مرحب، فحمل عليَّ وحملت عليه، وسقيت الأرض من دمه. وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين.
وأمّا الستّون :فإنّي قتلت عمرو بن عبدودّ، وكان يعدّ بألف رجل.
وأمّا الحادية والستّون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي مثل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه.
وأمّا الثانية والستّون :فإنّي كنت مع رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في جميع المواطن والحروب، وكانت رايته معي.
وأمّا الثالثة والستّون: فإنّي لم أفرَّ من الزحف قطّ، ولم يبارزني أحد إلّا سقيت الأرض من دمه.
وأمّا الرابعة والستّون :فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) اُتي بطير مشويّ من الجنّة، فدعا اللَّه عزّوجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه، فوفّقني اللَّه للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير.
وأمّا الخامسة والستّون: فإنّي كنت اُصلّي في المسجد فجاء سائل، فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فيَّ: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (
وأمّا السادسة والستّون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحد من اُمّة محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) غيري.
وأمّا السابعة والستّون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري.
وأمّا الثامنة والستّون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: أين سيّد الأنبياء؟ فأقوم، ثمّ ينادي: أين سيّد الأوصياء؟ فتقوم، ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنّة، ويأتيني مالك بمقاليد النار، فيقولان: إنّ اللَّه جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك، ونأمرك أن تدفعها إلى عليّ بن أبيطالب، فتكون-يا عليّ-قسيم الجنّة والنار.
وأمّا التاسعة والستّون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين.
وأمّا السبعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) نام ونوّمني وزوجتي فاطمة وابنيَّ الحسن والحسين، وألقى علينا عباءة قُطوانيّة، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فينا: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، وقال جبرئيل(عليه السلام) : أنا منكم يا محمّد، فكان سادسنا جبرئيل(عليه السلام).
قال تعالى :
( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله...)
(وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ..)
( قل هل يستوي الخبيث والطيب ..)
نسالكم الدعاء
منقول
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب(عليه السلام):
لقد علم المستحفظون من أصحاب النبيّ محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّه ليس فيهم رجلٌ له منقبة إلّا وقد شركتُه فيها وفضلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحدٌ منهم. قلت: يا أميرالمؤمنين، فأخبرني بهنّ.
فقال(عليه السلام):
إنّ أوّل منقبة لي: أنّي لم اُشرك باللَّه طرفة عين، ولم أعبد اللات والعزّى.
والثانية: أنّي لم أشرب الخمر قطّ.
والثالثة: أنّ رسولاللَّه استوهبني عن أبي في صبائي، وكنت أكيله وشريبه ومونسه ومحدّثه.
والرابعة: أنّي أوّل الناس إيماناً وإسلاماً.
والخامسة: أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي.
والسادسة: أنّي كنت آخر الناس عهداً برسولاللَّه، ودليته في حفرته.
والسابعة: أنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجّاني ببرده، فلمّا جاء المشركون ظنّوني محمّداً(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأيقظوني، وقالوا: ما فعل صاحبك؟ فقلت: ذهب في حاجته، فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه.
و الثامنة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) علّمني ألف باب من العلم، يفتح كلّ باب ألف باب، ولم يعلّم ذلك أحداً غيري.
التاسعة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، إذا حشر اللَّه عزّوجلّ الأوّلين والآخرين نُصب لي منبر فوق منابر النبيّين، ونُصب لك منبر فوق منابر الوصيّين فتر تقي عليه.
العاشرة :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، لا اُعطى في القيامة إلّا سألت لك مثله.
وأمّا الحادية عشرة: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت أخي وأنا أخوك، يدك في يدي حتى تدخل الجنّة.
وأمّا الثانية عشرة :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي كمَثل سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق.
وأمّا الثالثة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عمّمني بعمامة نفسه بيده، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء اللَّه، فهزمتهم بإذن اللَّه عزّوجلّ.
وأمّا الرابعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها، فقلت: يا رسولاللَّه، بل امسح أنت. فقال: يا عليّ، فعلك فعلي. فمسحتُ عليها يدي، فدرّ عليَّ من لبنها، فسقيت رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شربة، ثمّ أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها، فقال رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : إنّي سألت اللَّه عزّوجلّ أن يبارك في يدك، ففَعل.
وأمّا الخامسة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أوصى إليّ وقال: يا عليّ، لا يلي غسلي غيرك، ولا يواري عورتي غيرك؛ فإنّه إن رأى أحدٌ عورتي غيرك تفقّأت عيناه. فقلت له: كيف لي بتقليبك يا رسولاللَّه؟ فقال: إنّك ستعان، فوَاللَّه ما أردت أن اُقلّب عضواً من أعضائه إلّا قُلب لي.
وأمّا السادسة عشرة: فإنّي أردت أن اُجرّده، فنوديت: يا وصيّ محمّد، لا تجرّده فغسِّله والقميص عليه، فلا واللَّه الذي أكرمه بالنبوّة وخصّه بالرسالة ما رأيت له عورة، خصّني اللَّه بذلك من بين أصحابه.
وأمّا السابعة عشرة: فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجني فاطمة، وقد كان خطبها أبوبكر وعمر، فزوّجني اللَّه من فوق سبع سماواته، فقال رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : هنيئاً لك يا عليّ؛ فإنّ اللَّه عزّوجلّ زوّجك فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وهي بضعة منّي. فقلت: يا رسولاللَّه، أوَلستُ منك؟ فقال: بلى، يا عليّ وأنت منّي وأنا منك كيميني من شمالي، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة.
وأمّا الثامنة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: يا عليّ، أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق منّي مجلساً، يبسط لي، ويبسط لك، فأكون في زمرة النبيّين، وتكون في زمرة الوصيّين، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة، يحفّ بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ اللَّه عزّوجلّ من حساب الخلائق.
وأمّا التاسعة عشرة: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فمن قاتلك منهم فإنّ لك بكلّ رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك. فقلت: يا رسول اللَّه، فمن الناكثون؟ قال: طلحة والزبير، سيبايعانك بالحجاز، وينكثانك بالعراق، فإذا فعلا ذلك فحاربهما؛ فإنّ في قتالهما طهارة لأهل الأرض. قلت: فمن القاسطون؟ قال: معاوية وأصحابه. قلت: فمن المارقون؟ قال: أصحاب ذي الثُديّة، وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فاقتلْهم؛ فإنّ في قتلهم فرجاً لأهل الأرض، وعذاباً معجّلاً عليهم، وذخراً لك عند اللَّه عزّوجلّ يوم القيامة.
وأمّا العشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول لي: مَثلك في اُمّتي مَثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره اللَّه عزّوجلّ.
وأمّا الحادية والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، ولن تُدخل المدينة إلّا من بابها. ثمّ قال: يا عليّ، إنّك سترعى ذمّتي، وتقاتل على سنّتي، وتخالفك اُمّتي.
وأمّا الثانية والعشرون :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق ابنيَّ الحسن والحسين من نور ألقاه إليك وإلى فاطمة، وهما يهتزّان كما يهتزّ القرطان إذا كانا في الاُذنين، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف. يا عليّ، إنّ اللَّه عزّوجلّ قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحداً ما خلا النبيّين والمرسلين.
وأمّا الثالثة والعشرون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أعطاني خاتمه-في حياته- ودرعه ومنطقته وقلّدني سيفه وأصحابه كلّهم حضور، وعمّي العبّاس حاضر، فخصّني اللَّه عزّوجلّ منه بذلك دونهم.
وأمّا الرابعة والعشرون: فإنّ اللَّه عزّوجلّ أنزل على رسوله: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فكان لي دينار، فبعته عشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أصّدّق قبل ذلك بدرهم، وواللَّه ما فعل هذا أحدٌ من أصحابه قبلي ولا بعدي؛ فأنزل اللَّه عزّوجلّ: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ) الآية، فهل تكون التوبة إلّا من ذنب كان!!
وأمّا الخامسة والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: الجنّة محرّمة على الأنبياء حتى أدخلها أنا، وهي محرّمة على الأوصياء حتى تدخلها أنت. يا عليّ، إنّ اللَّه تبارك وتعالى بشّرني فيك ببشرى لم يبشّر بها نبيّاً قبلي؛ بشّرني بأنّك سيّد الأوصياء، وأنّ ابنيك الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة يوم القيامة.
وأمّا السادسة والعشرون: فإنّ جعفراً أخي الطيّارُ في الجنّة مع الملائكة، المزيّن بالجناحين من درّ وياقوت وزبرجد.
وأمّا السابعة والعشرون: فعمّي حمزة سيّد الشهداء في الجنّة.
وأمّا الثامنة والعشرون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه تبارك وتعالى وعدني فيك وعداً لن يخلفه، جعلني نبيّاً وجعلك وصيّاً، وستلقى من اُمّتي من بعدي ما لقي موسى من فرعون، فاصبر واحتسب حتى تلقاني، فاُوالي من والاك، واُعادي من عاداك.
وأمّا التاسعة والعشرون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يا عليّ، أنت صاحب الحوض، لا يملكه غيرك. وسيأتيك قوم فيستسقونك، فتقول: لا ، ولا مثل ذرّة، فينصرفون مسودّة وجوههم. وسترد عليك شيعتي وشيعتك، فتقول: رووا رواءً مرويّين، فيروون مبيضّة وجوههم.
وأمّا الثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: يُحشر اُمّتي يوم القيامة على خمس رايات؛ فأوّل راية ترد عليَّ راية فرعون هذه الاُمّة، وهو معاوية. والثانية مع سامريّ هذه الاُمّة، وهو عمرو بن العاص. والثالثة مع جاثليق هذه الاُمّة، وهو أبوموسى الأشعري. والرابعة مع أبيالأعور السلمي. وأمّا الخامسة فمعك يا عليّ، تحتها المؤمنون، وأنت إمامهم. ثمّ يقول اللَّه تبارك وتعالى للأربعة ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابُ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) ، وهم شيعتي ومن والاني، وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة وهم شيعتي، فينادي هؤلاء أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُواْ بَلَى وَلَاكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِىُّ حَتَّى جَآءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ* فَالْيَوْمَ لَايُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِىَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ). ثمّ ترد اُمّتي وشيعتي فيروون من حوض محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل.
وأمّا الحادية والثلاثون : فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(يقول: لولا أن يقول فيك الغالون من اُمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك قولاً لا تمرّ بملأ من الناس إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك؛ يستشفون به.
وأمّا الثانية والثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: إنّ اللَّه تبارك وتعالى نصرني بالرعب، فسألته أن ينصرك بمثله، فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي.
وأمّا الثالثة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) التقم اُذني وعلّمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق اللَّه عزّوجلّ ذلك إليّ على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(
وأمّا الرابعة والثلاثون: فإنّ النصارى ادّعوا أمراً، فأنزل اللَّه عزّوجلّ فيه( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )، فكانت نفسي نفس رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ والنساء فاطمة(عليها السلام) ؛ والأبناء الحسن والحسين. ثمّ ندم القوم، فسألوا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الإعفاء، فأعفاهم. والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لو باهلونا لمُسخوا قردة وخنازير.
وأمّا الخامسة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (وجّهني يوم بدر فقال: ائتني بكفّ حصيات مجموعة في مكان واحد، فأخذتها ثمّ شممتها، فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك، فأتيته بها، فرمى بها وجوه المشركين، وتلك الحصيات أربع منها كنّ من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كلّ حصاة مائة ألف ملك مدداً لنا، لم يكرم اللَّه عزّوجلّ بهذه الفضيلة أحداً قبل ولا بعد.
وأمّا السادسة والثلاثون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: ويل لقاتلك؛ إنّه أشقى من ثمود، ومن عاقر الناقة، وإنّ عرش الرحمن ليهتزّ لقتلك، فأبشر يا عليّ فإنّك في زمرة الصدّيقين والشهداء والصالحين.
وأمّا السابعة والثلاثون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى قد خصّني من بين أصحاب محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعلم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاصّ والعامّ، وذلك ممّا منّ اللَّه به عليَّ وعلى رسوله. وقال لي الرسول (صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا علىغّ إنّ اللَّه عزّوجلّ أمرني أن اُدنيك ولا اُقصيك، واُعلّمك ولا أجفوك، وحقّ عليَّ أن اُطيع ربّي، وحقّ عليك أن تعي.
وأمّا الثامنة والثلاثون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعثني بعثاً، ودعا لي بدعوات، واطلعني على ما يجري بعده، فحزن لذلك بعض أصحابه، قال: لو قدر محمّد أن يجعل ابن عمّه نبيّاً لجعله، فشرّفني اللَّه عزّوجلّ بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم(.
وأمّا التاسعة والثلاثون :فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً؛ لا يجتمع حبّي وحبّه إلّا في قلب مؤمن. إنّ اللَّه عزّوجلّ جعل أهل حبّي وحبّك-يا عليّ-في أوّل زمرة السابقين إلى الجنّة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أوّل زمرة الضالّين من اُمّتي إلى النار.
وأمّا الأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني في بعض الغزوات إلى رَكيٍ فإذا ليس فيه ماء، فرجعت إليه فأخبرته، فقال: أفيه طين؟ قلت: نعم. فقال، ائتني منه، فأتيت منه بطين، فتكلّم فيه، ثمّ قال: ألقِه في الركيّ، فألقيته، فإذا الماء قد نبع حتى امتلأ جوانب الركيّ، فجئت إليه فأخبرته، فقال لي: وفّقت يا عليّ، وببركتك نبع الماء. فهذه المنقبة خاصّة بي من دون أصحاب النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم ).
وأمّا الحادية والأربعون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ جبرئيل أتاني فقال لي: يا محمّد إنّ اللَّه تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمّك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك، فجعله وصيّك والمؤدّي عنك.
وأمّا الثانية والأربعون :فإنّي سمعت رسول اللَّه يقول: أبشر يا عليّ؛ فإنّ منزلك في الجنّة مواجه منزلي، وأنت معي في الرفيق الأعلى في أعلى علّيّين. قلت: يا رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وما أعلى علّيّون؟ فقال: قبّة من درّة بيضاء، لها سبعون ألف مصراع، مسكن لي ولك يا عليّ.
وأمّا الثالثة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ رسخ حبّي في قلوب المؤمنين، وكذلك رسخ حبّك-يا عليّ-في قلوب المؤمنين، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين؛ فلا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلّا منافق كافر.
وأمّا الرابعة والأربعون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لن يبغضك من العرب إلّا دعيّ، ولا من العجم إلّا شقيّ، ولا من النساء إلّا سَلقلقيّة .
وأمّا الخامسة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) دعاني وأنا رَمِد العين، فتفل في عيني، وقال: اللهمّ اجعل حرّها في بردها، وبردها في حرّها، فوَاللَّه، ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة.
وأمّا السادسة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أصحابه وعمومته بسدّ الأبواب، وفتح بابي بأمر اللَّه عزّوجلّ. فليس لأحد منقبة مثل منقبتي.
وأمّا السابعة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في وصيّته بقضاء ديونه وعِداته، فقلت: يا رسول اللَّه، قد علمت أنّه ليس عندي مال! فقال: سيعينك اللَّه. فما أردت أمراً من قضاء ديونه وعِداته إلّا يسّره اللَّه لي، حتى قضيت ديونه وعِداته، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفاً، وبقي بقيّة أوصيت الحسن أن يقضيها.
وأمّا الثامنة والأربعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أتاني في منزلي، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيّام، فقال: يا عليّ، هل عندك من شيء؟ فقلت: والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيّام، فقال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : يا فاطمة، ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئاً؟ فقالت: خرجت الساعة! فقلت: يا رسول اللَّه، أدخله أنا؟ فقال: ادخل باسم اللَّه. فدخلت، فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر، وجفنة من ثريد، فحملتها إلى رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فقال: يا عليّ، رأيتَ الرسول الذي حمل هذا الطعام؟ فقلت: نعم. فقال: صِفه لي. فقلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر. فقال: تلك خطط جناح جبرئيل(عليه السلام) مكلّلة بالدرّ والياقوت. فأكلنا من الثريد حتى شبعنا، فما رأى إلّا خدش أيدينا وأصابعنا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من بين أصحابه.
وأمّا التاسعة والأربعون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّ نبيّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالنبوّة، وخصّني النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالوصيّة، فمن أحبّني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء(عليهم السلام ).
وأمّا الخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعث ببراءة مع أبي بكر، فلمّا مضى أتى جبرئيل(عليه السلام) فقال: يا محمّد، لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك. فوجّهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه، فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك.
وأمّا الحادية والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أقامني للناس كافّة يوم غدير خمّ، فقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فبُعداً وسحقاً للقوم الظالمين.
وأمّا الثانية والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، ألا اُعلّمك كلمات علّمنيهنّ جبرئيل(عليه السلام) ؟! فقلت: بلى. قال: قل: يا رازق المقلّين، ويا راحم المساكين، ويا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أرحم الراحمين، ارحمني وارزقني.
وأمّا الثالثة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى لن يذهب بالدنيا حتى يقوم منّا القائم، يقتل مبغضينا، ولا يقبل الجزية، ويكسر الصليب والأصنام، ويضع الحرب أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسويّة، ويعدل في الرعيّة.
وأمّا الرابعة والخمسون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، سيلعنك بنو اُميّة، ويردّ عليهم ملك بكلّ لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة.
وأمّا الخامسة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي: سيفتتن فيك طوائف من اُمّتي؛ فيقولون: إنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لم يخلّف شيئاً، فبماذا أوصى عليّاً؟ أوَليس كتاب ربّي أفضل الأشياء بعد اللَّه عزّوجلّ!! والذي بعثني بالحقّ لئن لم تجمعه بإتقان لم يجمع أبداً. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.
وأمّا السادسة والخمسون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى خصّني بما خصّ به أولياءه وأهل طاعته، وجعلني وارث محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ فمن ساءه ساءه، ومن سرّه سرّه -وأومأ بيده نحو المدينة-.
وأمّا السابعة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) كان في بعض الغزوات، ففقد الماء، فقال لي: يا عليّ، قم إلى هذه الصخرة، وقل: أنا رسول رسول اللَّه، انفجري لي ماء. فوَاللَّه الذي أكرمه بالنبوّة لقد أبلغتها الرسالة، فاطلع منها مثل ثدي البقر، فسال من كلّ ثدي منها ماء، فلمّا رأيت ذلك أسرعت إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأخبرته، فقال: انطلق ياعليّ، فخذ من الماء، وجاء القوم حتى ملؤوا قِرَبهم وأداواتهم، وسقوا دوابّهم، وشربوا، وتوضّؤوا. فخصّني اللَّه عزّوجلّ بذلك من دون الصحابة.
وأمّا الثامنة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمرني في بعض غزواته-وقد نفد الماء-فقال: يا عليّ، ائتني بَتْور . فأتيته به، فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور، فقال: انبع، فنبع الماء من بين أصابعنا.
وأمّا التاسعة والخمسون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وجّهني إلى خيبر، فلمّا أتيته وجدت الباب مغلقاً، فزعزعته شديداً، فقلعته ورميت به أربعين خطوة، فدخلت، فبرز إليّ مرحب، فحمل عليَّ وحملت عليه، وسقيت الأرض من دمه. وقد كان وجّه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين.
وأمّا الستّون :فإنّي قتلت عمرو بن عبدودّ، وكان يعدّ بألف رجل.
وأمّا الحادية والستّون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: يا عليّ، مَثلك في اُمّتي مثل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؛ فمن أحبّك بقلبه فكأنّما قرأ ثلث القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنّما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبّك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنّما قرأ القرآن كلّه.
وأمّا الثانية والستّون :فإنّي كنت مع رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في جميع المواطن والحروب، وكانت رايته معي.
وأمّا الثالثة والستّون: فإنّي لم أفرَّ من الزحف قطّ، ولم يبارزني أحد إلّا سقيت الأرض من دمه.
وأمّا الرابعة والستّون :فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) اُتي بطير مشويّ من الجنّة، فدعا اللَّه عزّوجلّ أن يدخل عليه أحبّ خلقه إليه، فوفّقني اللَّه للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير.
وأمّا الخامسة والستّون: فإنّي كنت اُصلّي في المسجد فجاء سائل، فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فيَّ: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (
وأمّا السادسة والستّون: فإنّ اللَّه تبارك وتعالى ردّ عليَّ الشمس مرّتين، ولم يردّها على أحد من اُمّة محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) غيري.
وأمّا السابعة والستّون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أمر أن اُدعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته، ولم يطلق ذلك لأحد غيري.
وأمّا الثامنة والستّون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: أين سيّد الأنبياء؟ فأقوم، ثمّ ينادي: أين سيّد الأوصياء؟ فتقوم، ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنّة، ويأتيني مالك بمقاليد النار، فيقولان: إنّ اللَّه جلّ جلاله أمرنا أن ندفعها إليك، ونأمرك أن تدفعها إلى عليّ بن أبيطالب، فتكون-يا عليّ-قسيم الجنّة والنار.
وأمّا التاسعة والستّون: فإنّي سمعت رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم (يقول: لولاك ما عُرف المنافقون من المؤمنين.
وأمّا السبعون: فإنّ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) نام ونوّمني وزوجتي فاطمة وابنيَّ الحسن والحسين، وألقى علينا عباءة قُطوانيّة، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى فينا: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، وقال جبرئيل(عليه السلام) : أنا منكم يا محمّد، فكان سادسنا جبرئيل(عليه السلام).
قال تعالى :
( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله...)
(وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج ..)
( قل هل يستوي الخبيث والطيب ..)
نسالكم الدعاء
منقول