أحمد إبراهيم الربيعي
26-12-2008, 12:06 PM
العفالقة وآمال العودة
كنا نعتقد أن صفحتهم السوداء طويت بعد أن سيق سيدهم إلى مصيره الأسود ليستقر في جهنم وبئس المصير وفي مزابل التاريخ، خصوصاً بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وأصبحت جحران الجرذان لا تسعهم بعد أن فروا مذعورين يجرون أذناب الخيبة والخسران وهم يتابعون بندمٍ وحسرة لقطات صنمهم الذي كانوا عليه عاكفين وهو يهوي إلى الأرض، ولكن مع شديد الأسف أتضح أن اعتقادنا هذا ليس بمحله، نعم لقد تم استئصال جزء كبير من تلك الأورام السرطانية الخبيثة وولى جزء آخر إلى مواطن عفلق وعبد الله صالح ليعيدوا تنظيماتهم هناك، ولكن كان الجزء الأكبر قد بقي هنا في العراق يتخفى ويظهر بين الفينة والأخرى ويتحينون الفرص التي يستطيعون من خلالها العودة إلى دولة وأيديولوجية ما قبل 9/4/2003 وكانوا يراهنون على شعاراً كانوا يقدسونه ويعتقدون به كل الاعتقاد وهو (أن البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد) وكانت لهم دلالات وشواهد حسب ما يعتقدون على رجاحة هذا الشعار ، فهم يطبقونه ليس فقط على ما يسمونه بفترة النضال السلبي ولا على عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بل أصبحوا يطبقونه على نكستهم الكبرى التي تلت سقوط صنمهم البغيض ، فبدءوا يقنعون رفاقهم أن الأحداث التي مرت بهم بعد تاريخ 9/4/2003 عندما طوردوا في الفلوات كالكلاب المسعورة إنما كان بداية التضحيات في فترة ما بعد سقوط صدام الهدام وأن هذه التضحيات ستليها فائدة أكيدة وسعادة مضمونة لا محالة. وقد تبين مع مرور الأيام صحة هذا الاعتقاد، فبدء رفاق الأمس يسرحون ويمرحون في أهم دوائر ومؤسسات الدولة ويتنقلون من منصب إلى آخر، وبالخصوص في الوزارات والدوائر الحكومية المهمة الأمنية منها والخدمية ليعودوا للتسلط على رقاب أبناء هذا الشعب المظلوم كما كانوا في السابق. ولو ناقشنا الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه العواقب الوخيمة لوجدناها أسباب كثيرة لم يولها أصحاب القرار من أحرار الشعب شيء من اهتماماتهم، ولعل من أهم هذه الأسباب هي تسلق هؤلاء الأراذل إلى تلك المناصب والتي لا تعدوا ثلاثة أوجه:-
الأول: - تبني بعض الكيانات السياسية الدفاع عن هذه الشريحة العفنة والمطالبة باستعادة حقوقهم كاملة وإشراكهم في العملية السياسية والتفريق بينهم وبين السلطة الحاكمة، وكأن صدام الهدام كان يراقب بعينه ويكتب التقارير بيده ويعدم الأبرياء بنفسه لا هؤلاء المجرمين الذين ركنوا إليه وأسسوا إمبراطورية الإجرام والتعسف .
الثاني:- تبني بعض الكيانات السياسية التي كانت تتبنى في البداية محاربة العفالقة واجتثاثهم إلى تغيير سياستها بمحاولة احتواء الشخصيات القيادية والمؤثرة فيهم، وذلك لأنها تفتقر إلى وجود قواعد جماهيرية لها في الداخل لتتسلق إلى السلطة من خلال قواعد البعث وفلوله الخبيثة المندحرة.
الثالث:- من خلال أقاربهم ومعارفهم ممن أأتمنهم الشعب ووثق بهم لتمثيله لا لتذليله وبواسطة هؤلاء الذين لم يرقبوا في أبناء هذا الشعب المظلوم إلاً ولا ذمة .أجل لقد ركن من مكن العفالقة إلى العودة إلى المصالح الفئوية المقيتة والعنصرية الضيقة ومكنوا حثالات البعث من العودة من جديد إلى مصادر القرار ليشدوا قبضتهم على السياط السلطوية من جديد ويجلدوا بها خيرة أبناء هذا الشعب المظلوم.
ولكنها بعونه تعالى سوف تبقى مجرد آمال وأحلام وسوف تنقلب عليهم إلى وبال وكوابيس وإلا فأن دماء ملايين المؤمنين من أبناء شعبنا الجريح لن تذهب سدى ومن شاء فليراجع تنبؤات السيد الشهيد الصدر لأول (رض) فيهم، نعم قد تنجوا منهم مجموعة وتتسلق إلى القمة ولكنها في النهاية سوف تسقط إلى الهاوية وتفتضح تلك الحثالات التي دافعت عنها ومكنتها من الصعود مجدداً لتنال من أبناء شعبنا الجريح. قال تعالى:
(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).
كنا نعتقد أن صفحتهم السوداء طويت بعد أن سيق سيدهم إلى مصيره الأسود ليستقر في جهنم وبئس المصير وفي مزابل التاريخ، خصوصاً بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وأصبحت جحران الجرذان لا تسعهم بعد أن فروا مذعورين يجرون أذناب الخيبة والخسران وهم يتابعون بندمٍ وحسرة لقطات صنمهم الذي كانوا عليه عاكفين وهو يهوي إلى الأرض، ولكن مع شديد الأسف أتضح أن اعتقادنا هذا ليس بمحله، نعم لقد تم استئصال جزء كبير من تلك الأورام السرطانية الخبيثة وولى جزء آخر إلى مواطن عفلق وعبد الله صالح ليعيدوا تنظيماتهم هناك، ولكن كان الجزء الأكبر قد بقي هنا في العراق يتخفى ويظهر بين الفينة والأخرى ويتحينون الفرص التي يستطيعون من خلالها العودة إلى دولة وأيديولوجية ما قبل 9/4/2003 وكانوا يراهنون على شعاراً كانوا يقدسونه ويعتقدون به كل الاعتقاد وهو (أن البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد) وكانت لهم دلالات وشواهد حسب ما يعتقدون على رجاحة هذا الشعار ، فهم يطبقونه ليس فقط على ما يسمونه بفترة النضال السلبي ولا على عهد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بل أصبحوا يطبقونه على نكستهم الكبرى التي تلت سقوط صنمهم البغيض ، فبدءوا يقنعون رفاقهم أن الأحداث التي مرت بهم بعد تاريخ 9/4/2003 عندما طوردوا في الفلوات كالكلاب المسعورة إنما كان بداية التضحيات في فترة ما بعد سقوط صدام الهدام وأن هذه التضحيات ستليها فائدة أكيدة وسعادة مضمونة لا محالة. وقد تبين مع مرور الأيام صحة هذا الاعتقاد، فبدء رفاق الأمس يسرحون ويمرحون في أهم دوائر ومؤسسات الدولة ويتنقلون من منصب إلى آخر، وبالخصوص في الوزارات والدوائر الحكومية المهمة الأمنية منها والخدمية ليعودوا للتسلط على رقاب أبناء هذا الشعب المظلوم كما كانوا في السابق. ولو ناقشنا الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه العواقب الوخيمة لوجدناها أسباب كثيرة لم يولها أصحاب القرار من أحرار الشعب شيء من اهتماماتهم، ولعل من أهم هذه الأسباب هي تسلق هؤلاء الأراذل إلى تلك المناصب والتي لا تعدوا ثلاثة أوجه:-
الأول: - تبني بعض الكيانات السياسية الدفاع عن هذه الشريحة العفنة والمطالبة باستعادة حقوقهم كاملة وإشراكهم في العملية السياسية والتفريق بينهم وبين السلطة الحاكمة، وكأن صدام الهدام كان يراقب بعينه ويكتب التقارير بيده ويعدم الأبرياء بنفسه لا هؤلاء المجرمين الذين ركنوا إليه وأسسوا إمبراطورية الإجرام والتعسف .
الثاني:- تبني بعض الكيانات السياسية التي كانت تتبنى في البداية محاربة العفالقة واجتثاثهم إلى تغيير سياستها بمحاولة احتواء الشخصيات القيادية والمؤثرة فيهم، وذلك لأنها تفتقر إلى وجود قواعد جماهيرية لها في الداخل لتتسلق إلى السلطة من خلال قواعد البعث وفلوله الخبيثة المندحرة.
الثالث:- من خلال أقاربهم ومعارفهم ممن أأتمنهم الشعب ووثق بهم لتمثيله لا لتذليله وبواسطة هؤلاء الذين لم يرقبوا في أبناء هذا الشعب المظلوم إلاً ولا ذمة .أجل لقد ركن من مكن العفالقة إلى العودة إلى المصالح الفئوية المقيتة والعنصرية الضيقة ومكنوا حثالات البعث من العودة من جديد إلى مصادر القرار ليشدوا قبضتهم على السياط السلطوية من جديد ويجلدوا بها خيرة أبناء هذا الشعب المظلوم.
ولكنها بعونه تعالى سوف تبقى مجرد آمال وأحلام وسوف تنقلب عليهم إلى وبال وكوابيس وإلا فأن دماء ملايين المؤمنين من أبناء شعبنا الجريح لن تذهب سدى ومن شاء فليراجع تنبؤات السيد الشهيد الصدر لأول (رض) فيهم، نعم قد تنجوا منهم مجموعة وتتسلق إلى القمة ولكنها في النهاية سوف تسقط إلى الهاوية وتفتضح تلك الحثالات التي دافعت عنها ومكنتها من الصعود مجدداً لتنال من أبناء شعبنا الجريح. قال تعالى:
(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ).