melika
09-11-2006, 05:19 PM
السلام عليکم
خبراء التربية يؤكدون على أهمية إخبار الطفل بهذه الحقائق ببساطة واختصار , إلا أنهم يحذرون الآباء من إشراك أطفالهم في مشاكلهم الزوجية لأنهم يسيئون بذلك الى تشكيل شخصياتهم مستقبلاً – ولكي نكون أكثر وضوحاً سنأتي بمثال من واقع الحياة .
شعرت مدرسة هناء بالقلق عليها , فقد بدت الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها شاحبة , حزينة , منطوية على نفسها , فاتصلت بوالدتها لتحضر الى الحضانة حتى تبحث معها عن أسباب تلك الأعراض المرضية التي بدت على ابنتها .
علمت المدرسة من الأم أن هناء تعيش في جو أسري مضطرب , بسبب خلافات شديدة بين والديها وصلت الى حد الطلاق , وعندما سألت المدرسة الأم : - هل أخبرت هناء باختصار عما بينك وبين والدها من مشاكل .. وأنكما تنويان على الطلاق ؟ . نظرت الأم بدهشة الى المدرسة وقالت : لا لم أخبرها بالطبع , فهي أصغر من أن تفهم .
وكان واضحا للمدرسة عندما تحدثت مع سارة أنها كانت تعاني من اضطراب نفسي شديد بسبب خلافات والديها , وأنها كانت تعتقد أنها هي السبب في تلك المشاكل . لقد كان من الأفضل لو شرحت الأم باختصار لابنتها حقيقة ما يجري بينها وبين زوجها , مؤكدة لها أن لاعلاقة لها بهذه الخلافات , وأنهما لن يتوقفا عن حبها ورعايتها حتى لو انفصلا بالطلاق , إلا أن على الأم لاتشرك ابنتها في تفاصيل تلك المشاكل ,وجعلها طرفاً مؤيداً لها , إذ أنها تضر ابنتها كثيراً بذلك التصرف لأنها ستكره والدها , ومادام من الطبيعي أن تحب الابنة والدها , فإنها ستسير بذلك في طريق معاكس لما يجب أن تسير عليه مشاعرها , وسيؤدي ذلك بها الى أن تشعر بتأنيب الضمير , وقد يجعلها ذلك الكره تنفر من الزواج مستقبلاً .
كيف نتصرف إذا كان الطفل على وشك إجراء عملية جراحية ؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها ؟ , الواقع أننا يجب أن نخبره باختصار عن الألم الذي سيشعر به , وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول , أي نعده ليواجه التحدي الذي سيقابله , ولايضر أن يحتج الطفل ويبكي معبراً عن خوفه , فإن ذلك أفضل من أن يذهب الى المستشفى مسروراً ضاحكاً , ليخرج منها باكياً مجروحاً ممن كان يثق بهما وهما والداه , وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب الى الطبيب مستقبلاً .
إذن , يمكننا أن نقول الحقيقة لطفل العاشرة قبل أسبوعين من حدوث العملية , ونخبر طفل الخامسة قبل أيام قليلة , وإذا شعر الطفل بالخوف واحتج رافضاً إجراءها , فإن بإمكان الأم أن تقول لابنها :
* أعلم أنك خائف .. وهذا أمر طبيعي .. لكن يجب أن تجري العملية .. وستعطى مسكنا يخفف عنك الألم الذي لن تشعر به أكثر من يومين .
ومن المهم هنا أن ندع الطفل يشعر بمشاعره الحقيقية .. فلا نقول له : - أنت أكبر من أن تبكي كالأطفال الرضع . لأن من حقه أن يعبر عن خوفه .. ألا نبكي نحن عندما نكون حزينين أو خائفين ؟ إننا عندما لانسمح للطفل أن يعبر عن مشاعره الحقيقية .. فإنه سيصاب بأعراض جانبية تضر بصحته النفسية .
ترى هل نقول للطفل حقيقة مرض أخيه إذا كان مصابا بسرطان الدم ؟ أو أن جده على وشك الموت ؟ أو أن أخاه مريض وبحاجة الى إجراء عملية له ؟
علينا أن نخبره باختصار لو سأل .. لأننا إذا لم نجب على سؤاله فإنه سيشعر بالخوف لأنه يرى كل من حوله حزيناً وقلقاً .. كما أننا يجب أن نؤكد له أنه غير مسؤول عما يحدث .. لأن الطفل مثلما ذكرت سابقا يلوم نفسه على مايحدث من أذى لمن حوله إذا كان لايعلم بالحقيقة ..مثلما حدث لعلي البالغ من العمر سبع سنوات عندما اضطرت أخته الى إجراء عملية جراحية , إذ أصبح كما وصفته أمه , يبكي لأتفه الأسباب .. وأهمل دراسته , وعندما حاولت الأم معرفة سبب مايحدث له , علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته .. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائماً معها , إلا أن أمه شرحت له الحقيقة بااختصار قائلة :
* كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضاً , إلا أن ذلك لادخل له بالنسبة دخول أختك المستشفى , فهي قد ولدت بقلب ضعيف , ونحن مضطرون أن نجري لها هذه العملية لتشفى .ولم تنسَ الأم علامات الارتياح التي ارتسمت على وجه طفلها عندما قالت له ذلك .
ترى , هل نقول للطفل الحقيقة إذا توفى أحد أفراد العائلة ؟ وإذا سأل أين ذهب جسده , هل نخبره أننا قمنا بدفنه في التراب ؟ , المثال الذي سأسرده يوضح لنا أهمية قول الحقيقة للطفل :
افتقد طفل في الخامسة من عمره أخته عندما غابت عنه لعدة أيام , سأل والدته سبب غيابها .. فقالت له إنها توفيت لأن قلبها كان ضعيفاً .. وعندما سألها:
* وأين ذهب جسدها ؟.
أجابته : سأخبرك عندما تكبر .
إلا أن أمه لاحظت على ابنها أنه أصبح يخاف من البقاء وحده في غرفته , أو أن يفتح دولاب ملابسه , ثم بدأ يستفرغ طعامه , واكتشفت تلك الأم فيما بعد بمساعدة طبيب ابنها النفساني أنه كان يخاف وجود أخته المتوفاة في أي مكان في البيت .. لأن والدته لم تخبره بأن أخته قد دفنت في المقبرة .. وعندما أخبرت الأم ابنها بالحقيقة , شعر بالاطمئنان وزال خوفه .إن من الخطأ أن نفكر في توفير الإحساس بالمعاناة عن أطفالنا , لأنهم جزء من حياتنا ولابد أن يواجهوها يوماً , مايحتاجه أطفالنا فعلاً أن نساعدهم على التكيف مع المآسي التي تقع لهم , وهو يتعلمون ذلك منا , إذا أخفينا دموعنا , ووضعنا على وجوهنا قناع الشجاعة .. لن يفكروا هم في البكاء للتخفيف عن أحزانهم , رغم أن البكاء وسيلة صحية للنفس والجسد في مواجهة الأحزان , فلماذا ننكره على أنفسنا وأولادنا ؟
** سلوى المؤيد
خبراء التربية يؤكدون على أهمية إخبار الطفل بهذه الحقائق ببساطة واختصار , إلا أنهم يحذرون الآباء من إشراك أطفالهم في مشاكلهم الزوجية لأنهم يسيئون بذلك الى تشكيل شخصياتهم مستقبلاً – ولكي نكون أكثر وضوحاً سنأتي بمثال من واقع الحياة .
شعرت مدرسة هناء بالقلق عليها , فقد بدت الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها شاحبة , حزينة , منطوية على نفسها , فاتصلت بوالدتها لتحضر الى الحضانة حتى تبحث معها عن أسباب تلك الأعراض المرضية التي بدت على ابنتها .
علمت المدرسة من الأم أن هناء تعيش في جو أسري مضطرب , بسبب خلافات شديدة بين والديها وصلت الى حد الطلاق , وعندما سألت المدرسة الأم : - هل أخبرت هناء باختصار عما بينك وبين والدها من مشاكل .. وأنكما تنويان على الطلاق ؟ . نظرت الأم بدهشة الى المدرسة وقالت : لا لم أخبرها بالطبع , فهي أصغر من أن تفهم .
وكان واضحا للمدرسة عندما تحدثت مع سارة أنها كانت تعاني من اضطراب نفسي شديد بسبب خلافات والديها , وأنها كانت تعتقد أنها هي السبب في تلك المشاكل . لقد كان من الأفضل لو شرحت الأم باختصار لابنتها حقيقة ما يجري بينها وبين زوجها , مؤكدة لها أن لاعلاقة لها بهذه الخلافات , وأنهما لن يتوقفا عن حبها ورعايتها حتى لو انفصلا بالطلاق , إلا أن على الأم لاتشرك ابنتها في تفاصيل تلك المشاكل ,وجعلها طرفاً مؤيداً لها , إذ أنها تضر ابنتها كثيراً بذلك التصرف لأنها ستكره والدها , ومادام من الطبيعي أن تحب الابنة والدها , فإنها ستسير بذلك في طريق معاكس لما يجب أن تسير عليه مشاعرها , وسيؤدي ذلك بها الى أن تشعر بتأنيب الضمير , وقد يجعلها ذلك الكره تنفر من الزواج مستقبلاً .
كيف نتصرف إذا كان الطفل على وشك إجراء عملية جراحية ؟ هل نخبره بما سيحدث له أثناء العملية وبعدها ؟ , الواقع أننا يجب أن نخبره باختصار عن الألم الذي سيشعر به , وأنه سيستمر فترة قصيرة وسيزول , أي نعده ليواجه التحدي الذي سيقابله , ولايضر أن يحتج الطفل ويبكي معبراً عن خوفه , فإن ذلك أفضل من أن يذهب الى المستشفى مسروراً ضاحكاً , ليخرج منها باكياً مجروحاً ممن كان يثق بهما وهما والداه , وقد يسبب له ذلك عقدة نفسية تجعله يخاف الذهاب الى الطبيب مستقبلاً .
إذن , يمكننا أن نقول الحقيقة لطفل العاشرة قبل أسبوعين من حدوث العملية , ونخبر طفل الخامسة قبل أيام قليلة , وإذا شعر الطفل بالخوف واحتج رافضاً إجراءها , فإن بإمكان الأم أن تقول لابنها :
* أعلم أنك خائف .. وهذا أمر طبيعي .. لكن يجب أن تجري العملية .. وستعطى مسكنا يخفف عنك الألم الذي لن تشعر به أكثر من يومين .
ومن المهم هنا أن ندع الطفل يشعر بمشاعره الحقيقية .. فلا نقول له : - أنت أكبر من أن تبكي كالأطفال الرضع . لأن من حقه أن يعبر عن خوفه .. ألا نبكي نحن عندما نكون حزينين أو خائفين ؟ إننا عندما لانسمح للطفل أن يعبر عن مشاعره الحقيقية .. فإنه سيصاب بأعراض جانبية تضر بصحته النفسية .
ترى هل نقول للطفل حقيقة مرض أخيه إذا كان مصابا بسرطان الدم ؟ أو أن جده على وشك الموت ؟ أو أن أخاه مريض وبحاجة الى إجراء عملية له ؟
علينا أن نخبره باختصار لو سأل .. لأننا إذا لم نجب على سؤاله فإنه سيشعر بالخوف لأنه يرى كل من حوله حزيناً وقلقاً .. كما أننا يجب أن نؤكد له أنه غير مسؤول عما يحدث .. لأن الطفل مثلما ذكرت سابقا يلوم نفسه على مايحدث من أذى لمن حوله إذا كان لايعلم بالحقيقة ..مثلما حدث لعلي البالغ من العمر سبع سنوات عندما اضطرت أخته الى إجراء عملية جراحية , إذ أصبح كما وصفته أمه , يبكي لأتفه الأسباب .. وأهمل دراسته , وعندما حاولت الأم معرفة سبب مايحدث له , علمت منه أنه كان يلوم نفسه على مرض أخته .. ويعتقد أنه المسبب له لأنه يتشاجر دائماً معها , إلا أن أمه شرحت له الحقيقة بااختصار قائلة :
* كل الإخوة يتشاجرون ويضربون بعضهم بعضاً , إلا أن ذلك لادخل له بالنسبة دخول أختك المستشفى , فهي قد ولدت بقلب ضعيف , ونحن مضطرون أن نجري لها هذه العملية لتشفى .ولم تنسَ الأم علامات الارتياح التي ارتسمت على وجه طفلها عندما قالت له ذلك .
ترى , هل نقول للطفل الحقيقة إذا توفى أحد أفراد العائلة ؟ وإذا سأل أين ذهب جسده , هل نخبره أننا قمنا بدفنه في التراب ؟ , المثال الذي سأسرده يوضح لنا أهمية قول الحقيقة للطفل :
افتقد طفل في الخامسة من عمره أخته عندما غابت عنه لعدة أيام , سأل والدته سبب غيابها .. فقالت له إنها توفيت لأن قلبها كان ضعيفاً .. وعندما سألها:
* وأين ذهب جسدها ؟.
أجابته : سأخبرك عندما تكبر .
إلا أن أمه لاحظت على ابنها أنه أصبح يخاف من البقاء وحده في غرفته , أو أن يفتح دولاب ملابسه , ثم بدأ يستفرغ طعامه , واكتشفت تلك الأم فيما بعد بمساعدة طبيب ابنها النفساني أنه كان يخاف وجود أخته المتوفاة في أي مكان في البيت .. لأن والدته لم تخبره بأن أخته قد دفنت في المقبرة .. وعندما أخبرت الأم ابنها بالحقيقة , شعر بالاطمئنان وزال خوفه .إن من الخطأ أن نفكر في توفير الإحساس بالمعاناة عن أطفالنا , لأنهم جزء من حياتنا ولابد أن يواجهوها يوماً , مايحتاجه أطفالنا فعلاً أن نساعدهم على التكيف مع المآسي التي تقع لهم , وهو يتعلمون ذلك منا , إذا أخفينا دموعنا , ووضعنا على وجوهنا قناع الشجاعة .. لن يفكروا هم في البكاء للتخفيف عن أحزانهم , رغم أن البكاء وسيلة صحية للنفس والجسد في مواجهة الأحزان , فلماذا ننكره على أنفسنا وأولادنا ؟
** سلوى المؤيد