عادل الكاظمي
27-12-2008, 09:49 PM
أمةَ العُرْبِ قِفي واستلهمـي ** نصفَ قرنٍ مـن دمـارٍ ودمِ
واستعيدي ذكرياتٍ سوّغتْ ** في فمِ الأحرارِ طعمَ العلقمِ
سلبت من كلّ جيـلٍ واثـبٍ ** عزّة النفسِ وزهوَ الشمـمِ
يتلظّى غضبـاً أنّى سـرى ** لم يجد في الأرض غيرَ الرّمَمِ
تحتَهُ الأرضُ لهيـبٌ مـاردٌ ** يتحـدّى نُهـزةَ المستسـلـمِ
ألفُ فرعونٍ علـى أرجائهـا ** يذبـحُ الأبنـاءَ ذَبْـحَ النِّعَـمِ
سَجَنَ الأرضَ وشعباً أعـزلاً ** شاء أنْ يحيـا حيـاةَ الأمـمِ
يستبيح العِرضَ لا يرعى لـه ** ذمّةً أو حُرمـةً فـي الحُـرَمِ
منذ خمسيـنَ ثِقـالٍ أََلبَسَتْ ** خيرةَ الأنفـسِ ثـوبَ العَـدَمِ
وصُراخاتُ حقـوقٍ خُنِقَـتْ ** غيلـةً فـي عُصبـةٍ للأممِ
هيئةٌ قامت على الظُلْمِ فهل ** يُرتجى العدلُ وحِفْظُ الذّمَمِ؟
هذي إسرائيلُ أضحـت آيـةً ** لسـلامٍ مُبـهـمٍ مُستعـجَـمِ
شرحوهُ ألـفَ شُـرْحٍ ولـه ** عقـد القـومُ ألـوفَ القِمَـمِ
فإذا بالشعـبِ تحـت القَـدَمِ ** وإذا الحكـامُ فـوق القُـمَـمِ(1)
وتمادى الظلمُ حتى أصبحت ** حرمةُ المحتلّ أولى الحُرَمِ
قدّستها زُمْرَةٌ ما عَرِفت ** في هدى الدولارِ معنى القيمِ
أكلتْ شعباً يقاسي شَظَفاً ** شَرَهاً أكْلَةَ ذئبٍ قَرِمِ
مكّنوا المحتلَّ من أنفسهِمْ ** في ديمقراطيّـــةٍ لم تُعْلَمِ
ثم قالوا أيّها الشعبُ اصطبرْ ** فلمن يعجَلُ عُقبى النّدمِ
ها هو المحتلُّ وافى فاتحاً ** أرضَكُمْ كي ترفلوا بالنِّعَمِ
ليس بالطامعِ في خيراتِكُمْ ** إنّما جاءَ لِمَحْقِ الظُلَمِ
وانجلى رَيْبُ الدُّجى عن غَسَقٍ ** مُكفَهِرّ الوَجْهِ باديْ السّقَمِ
ليُرينا فَجْرَ حُكْمْ كاذبٍ ** باديَ الرأيْ قريبِ الهِمَمِ
ما لهم حولٌ ولا طَوْلٌ ولا ** رأيَ إنْ جدّتْ عَوانُ الإزَمِ
وله سَلْبُ الكراماتِ ولا ** حقَّ للسائلِ والمستفِهِمِ
شِرْعَةُ الغابِ تُقاضي كلَّ مَنْ ** لا يَرى للذّئبِ أكلَ الغَنَمِ
وتُقاضي كلّ من لا يرتضي ** بطوافِ الهيمِ حولَ الأجُمِ
ومَقالُ الأسْدِ أمسى مثلاً: ** كلّ صَيْدٍ هو مِلْكُ الضّيْغَمِ
وضِباعُ مضّها الجوعُ فما ** نظرتْ إلا أفاويقَ الدّمِ
فانثنتْ تكرعُ حتى ثَمِلَتْ ** وهي مِنْ شُرْبِ الدّما لم تَسْأمِ
حطّموا بالغزوِ منهمْ صَنَماً ** ثم جاؤنا بألفَيْ صَنَمِ
وغَزَوْ غَزّةَ والعُرْبُ غَفا ** طَرْفُهُمْ في حِضْنِ أشهى حُلُمِ
وكتابُ الله في صوتٍ شجٍ ** خاطبَ العُرْبَ وهم في صَمَمِ
وأَعِدّوا ما استطعتمْ لهمُ ** قوّةً من سَطْوِة المُنتقِمِ
وكأنّ الذّكْرَ قد نادى بهم ** أمةَ العُرْبِ قفي واستسلمي
ودعي الأرضَ لمن يسلبُها ** وعلى النّاقِـــــمِ شرُّ النّقَمِ
(1) القُمَم: مفردها قُمامة وهي معروفة
شعر: عادل الكاظمي
واستعيدي ذكرياتٍ سوّغتْ ** في فمِ الأحرارِ طعمَ العلقمِ
سلبت من كلّ جيـلٍ واثـبٍ ** عزّة النفسِ وزهوَ الشمـمِ
يتلظّى غضبـاً أنّى سـرى ** لم يجد في الأرض غيرَ الرّمَمِ
تحتَهُ الأرضُ لهيـبٌ مـاردٌ ** يتحـدّى نُهـزةَ المستسـلـمِ
ألفُ فرعونٍ علـى أرجائهـا ** يذبـحُ الأبنـاءَ ذَبْـحَ النِّعَـمِ
سَجَنَ الأرضَ وشعباً أعـزلاً ** شاء أنْ يحيـا حيـاةَ الأمـمِ
يستبيح العِرضَ لا يرعى لـه ** ذمّةً أو حُرمـةً فـي الحُـرَمِ
منذ خمسيـنَ ثِقـالٍ أََلبَسَتْ ** خيرةَ الأنفـسِ ثـوبَ العَـدَمِ
وصُراخاتُ حقـوقٍ خُنِقَـتْ ** غيلـةً فـي عُصبـةٍ للأممِ
هيئةٌ قامت على الظُلْمِ فهل ** يُرتجى العدلُ وحِفْظُ الذّمَمِ؟
هذي إسرائيلُ أضحـت آيـةً ** لسـلامٍ مُبـهـمٍ مُستعـجَـمِ
شرحوهُ ألـفَ شُـرْحٍ ولـه ** عقـد القـومُ ألـوفَ القِمَـمِ
فإذا بالشعـبِ تحـت القَـدَمِ ** وإذا الحكـامُ فـوق القُـمَـمِ(1)
وتمادى الظلمُ حتى أصبحت ** حرمةُ المحتلّ أولى الحُرَمِ
قدّستها زُمْرَةٌ ما عَرِفت ** في هدى الدولارِ معنى القيمِ
أكلتْ شعباً يقاسي شَظَفاً ** شَرَهاً أكْلَةَ ذئبٍ قَرِمِ
مكّنوا المحتلَّ من أنفسهِمْ ** في ديمقراطيّـــةٍ لم تُعْلَمِ
ثم قالوا أيّها الشعبُ اصطبرْ ** فلمن يعجَلُ عُقبى النّدمِ
ها هو المحتلُّ وافى فاتحاً ** أرضَكُمْ كي ترفلوا بالنِّعَمِ
ليس بالطامعِ في خيراتِكُمْ ** إنّما جاءَ لِمَحْقِ الظُلَمِ
وانجلى رَيْبُ الدُّجى عن غَسَقٍ ** مُكفَهِرّ الوَجْهِ باديْ السّقَمِ
ليُرينا فَجْرَ حُكْمْ كاذبٍ ** باديَ الرأيْ قريبِ الهِمَمِ
ما لهم حولٌ ولا طَوْلٌ ولا ** رأيَ إنْ جدّتْ عَوانُ الإزَمِ
وله سَلْبُ الكراماتِ ولا ** حقَّ للسائلِ والمستفِهِمِ
شِرْعَةُ الغابِ تُقاضي كلَّ مَنْ ** لا يَرى للذّئبِ أكلَ الغَنَمِ
وتُقاضي كلّ من لا يرتضي ** بطوافِ الهيمِ حولَ الأجُمِ
ومَقالُ الأسْدِ أمسى مثلاً: ** كلّ صَيْدٍ هو مِلْكُ الضّيْغَمِ
وضِباعُ مضّها الجوعُ فما ** نظرتْ إلا أفاويقَ الدّمِ
فانثنتْ تكرعُ حتى ثَمِلَتْ ** وهي مِنْ شُرْبِ الدّما لم تَسْأمِ
حطّموا بالغزوِ منهمْ صَنَماً ** ثم جاؤنا بألفَيْ صَنَمِ
وغَزَوْ غَزّةَ والعُرْبُ غَفا ** طَرْفُهُمْ في حِضْنِ أشهى حُلُمِ
وكتابُ الله في صوتٍ شجٍ ** خاطبَ العُرْبَ وهم في صَمَمِ
وأَعِدّوا ما استطعتمْ لهمُ ** قوّةً من سَطْوِة المُنتقِمِ
وكأنّ الذّكْرَ قد نادى بهم ** أمةَ العُرْبِ قفي واستسلمي
ودعي الأرضَ لمن يسلبُها ** وعلى النّاقِـــــمِ شرُّ النّقَمِ
(1) القُمَم: مفردها قُمامة وهي معروفة
شعر: عادل الكاظمي