حبيب20
29-12-2008, 03:00 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد> > > >
اللهم صلى على محمد وآله الطيبين الطاهرين> >
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج وليك يارب ..> >
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب> مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ،>
شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما> دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ....>
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...>
ولسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...>
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...> بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...> إن الله أرحم بأخيك منك، وعليك بالصبر>
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي> ألجمتني المفاجأة، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب> نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز عليّ من أخي ...>
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ..
> إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة> المدرسة
، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم> كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ،
أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم> نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...
> التحقنا بعمل واحد ...> تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...>
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...>
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي> الأحزان عندما نلتقي ...>
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...> نذهب سوياً ونعود سوياً ...>
واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ..>
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ؟؟ ...> خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..>
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...>
انتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله .....> لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه> سيهلك في تلك اللحظة ...>
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...> أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...>
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ..> أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...>
فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...> وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...> سكن قليلاً ،
وقام يدعو ، ويدعو ...> انصرف الجميع ..> عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده> الكلمات عاجزة عن التعبير ...>
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها ،> الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...>
نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...>
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...>
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...>
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ،> بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...>
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...>
رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟>
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند> صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على> خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ،>
وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...إنا لله وإنا إليه راجعون ،> اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،>
يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ...> قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ....>
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...>
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...> قلت في نفسي: مستحيل .. منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل...>
أنزلناه في القبر الفارغ ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد،> يا لها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت> القبور بينهما أمواتاً ...>
خرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم اغفر لهما وأرحمهما ، اللهم> واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك> مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...> ياليت فيه احد بمثل هذا الوفاء ...>
اللهم صلى على محمد وآله الطيبين الطاهرين> >
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج وليك يارب ..> >
جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب> مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ،>
شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما> دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ....>
وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ...>
ولسانه لا يتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة إلا بالله ...>
هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ...> بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...> إن الله أرحم بأخيك منك، وعليك بالصبر>
التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي> ألجمتني المفاجأة، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب> نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز عليّ من أخي ...>
سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ..
> إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة> المدرسة
، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم> كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ،
أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم> نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...
> التحقنا بعمل واحد ...> تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...>
رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...>
عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي> الأحزان عندما نلتقي ...>
اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ...> نذهب سوياً ونعود سوياً ...>
واليوم ... توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ..>
يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ؟؟ ...> خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..>
أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...>
انتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله .....> لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه> سيهلك في تلك اللحظة ...>
راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...> أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...>
وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ..> أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ...>
فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...> وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...> سكن قليلاً ،
وقام يدعو ، ويدعو ...> انصرف الجميع ..> عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده> الكلمات عاجزة عن التعبير ...>
وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت أتأملها ،> الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...>
نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...>
تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...>
يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ...>
يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ،> بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...>
انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...>
رددت بصوت مرتفع : كيف مات ؟>
عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند> صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على> خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ،>
وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...إنا لله وإنا إليه راجعون ،> اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ،>
يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ...> قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ....>
توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...>
لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...> قلت في نفسي: مستحيل .. منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل...>
أنزلناه في القبر الفارغ ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد،> يا لها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت> القبور بينهما أمواتاً ...>
خرجت من القبر ووقفت أدعو لهما : اللهم اغفر لهما وأرحمهما ، اللهم> واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك> مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ...> ياليت فيه احد بمثل هذا الوفاء ...>