ابوالحسن الزيدي
31-12-2008, 12:07 AM
بسم اللهالرحمن الرحيم
من أهم وأعظم الأيام من تاريخ البشرية على الإطلاق هوذلك اليوم العظيم الذي وقعت فيه حادثة كربلاء الشهرة، وتلك المأساة الكبيرة،والفاجعة العظيمة حيث استشهد في ذلك اليوم العاشر من شهر محرم سنة إحدى وستينللهجرة النبوية حفيد النبي محمد صلى الله عليه وآله، وابن علي أميرا المؤمنين عليهالسلام وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام الإمام الحسين بن علي (ع) سيد الشهداء، مع أبنائه وأخوته وسائر أهل بيته خيرة الأرحام وأفضلهم، مضافاًإلى أصحابه الأبرار الأوفياء خير الأصحاب وأخلصهم وأبرهم وأوفاهم.
في ذلكاليوم الكبير تجمعت الألوف من قوى الشر والضلال والكفر ـ الذين يدعون الإسلام ـ فيمواجهة ابن بنت رسول الله (ص) الحسين (ع) يريدون إخضاعه وإرغامه لمبايعة يزيد منمعاوية ـ المدعى لخلافة محمد (ص) كذباً وزوراً ـ وهو لا يمثل أدنى صفات الحاكمالعادل لحكمه بغير ما أنزل الله تعالى، وتظاهره بالفسق والفجور والمنكرات وقتلالأبرياء.
ولكن سيد الشهداء وإمام الأحرار، وأعظم المجاهدين والمضحين فيسبيل اللهب وإعلاء كلمة الحق ونصرة الدين الإسلامي الحنيف، لم يعبأ بتلك الجموع،ولم يخشى كثرتهم ولم ترعه سيوفهم ونبالهم ورماحهم، فوقف كالجبل الشامخ في مواجهةأولئك الأنذال مع قلة قليلة من أهل بيته وولده وأصحابه، رابط الجأش، قوي القلب،ثابت الجنان رافضاً الخضوع للباطل وأهله، معتصماً بالإباء ورفض الظلم، ومعلناً نصرةالحق والحفاظ على شريعة جده المصطفى مهما كانت النتائج ومهما كلفه ذلك الموقف منخسائر فادحة، وتضحيات جسيمة.
وفق الإمام الحسين (ع) الذي يمثل جده الرسولالأعظم محمد (ص) صبيحة يوم عاشوراء ليواجه تلك الفئة الضالة التي مثلت قوى البغيمؤتمرة بأوامر عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد فخطب فيهم واعظاً ناصحاً موجهاًمرشداً محتجا ًعليهم بأبلغ الكلمات، وأقوى الحجج حتى لا يكون لهم عذر عند اللهتعالى في قتاله، ولا عند جميع العقلاء والأمم التي ستقرأ قصة حادثة كربلاء، ومقتلسيد شباب أهل الجنة، فكان من جملة ما قال:
"
ويحكم أتطلونني بقتيل منكمقتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ فأخذوا لا يكلمونه، فنادى (ع): ياشبث بن ربيعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث، ألمتكتبوا إليّ أن قد أينعت ا لثمار، واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة؟ فقالقيس بن الأشعث: ما ندري ما نقول، ولكن إنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ماتحب، فقال له الحسين (ع): لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرارالعبيد".
وبقي صلوات الله عليه مصراً على موقفه الرافض للذل والهوان قائلاً: ألا وإن الدّعيّ بن الدعي "عبيد الله بن زياد" قد ركز بن اثنتين: بين السِّلةوالذِّلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت،وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا قدأعذرت وأنذرت".
لكن كل تلك الكلمات البليغة والنصائح الكافية لم تنفع معأولئك الطغاة الذين أعمى قلوبهم الجهل والضلال وحب الدنيا والمغريات فآثروا حربإمامنا الحسين (ع) وقتاله مع أهل بيته وصحبه فقتلوهم جميعاً وداسوا جسد الحسين (ع) بعد استشهاده بحوافر خيولهم وقطعوا رأسه الشريف مع رؤوس من قتل معه، ولم يكتفوابذلك وإنما هجموا على مخيم النساء والأطفال فأحرقوا الخيام وسلبوا بنات رسول الله (ص) حتى الغطاء على رؤوسهن ثم حملوهن سبايا كسبايا الكفار من كربلاء إلى الكوفةومنها إلى الشام تتقدم أمامهم رؤوس الشهداء الأبرار مع رأس الإمام الحسين (ع) متقربين بذلك كله إلى يزيد بن معوية وأتباعه طمعاً في دنياهم غير مراقبين اللهتعالى بأفعالهم وبما أقدموا عليه من تلك الجرائم التي بقي صوتها مدوياً في التاريخعبر الأجيال الكثيرة، وطيلة حكم الأمويين والعباسيين ومن جاء بعدهم من الحكامالمؤيدين لهم والساكتين عن أفعالهم مما جعل الموالين لأهل البيت (ع) يتسترون حتى فيإقامة ذكرى عاشوراء خوفاً على أنفسهم من أعدائهم الموالين للأمويين.
هذاولكن مشيئة الله سبحانه ونصرته للحق ولآل رسول الله المظلومين وبعد المد الشيعيالمناصر للحق وللمظلومين، وبعد حدوث القنوات القضائية والإنترنت وغيرها من وسائلالإعلام نجد في هذه الأيام التطور الكبير الذي يحدث في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) أيام عاشوراء من شهر المحرم وما يشاهده العالم في المجالس الحسينية التي تعرفالناس بمظلومية سيد الشهداء والهدف الأسمى الذي ضحى من أجله ليحافظ على شريعة جدهالمصطفى الذي كان يعلم بأن إحياء الإسلام على الوجه الصحيح الخالي من التحريف إنماسيكون على يد حفيده الحسين (ع) حيث قال فيه: [حسين مني وأنا من حسين أحب الله منأحب حسيناً ].
من أهم وأعظم الأيام من تاريخ البشرية على الإطلاق هوذلك اليوم العظيم الذي وقعت فيه حادثة كربلاء الشهرة، وتلك المأساة الكبيرة،والفاجعة العظيمة حيث استشهد في ذلك اليوم العاشر من شهر محرم سنة إحدى وستينللهجرة النبوية حفيد النبي محمد صلى الله عليه وآله، وابن علي أميرا المؤمنين عليهالسلام وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام الإمام الحسين بن علي (ع) سيد الشهداء، مع أبنائه وأخوته وسائر أهل بيته خيرة الأرحام وأفضلهم، مضافاًإلى أصحابه الأبرار الأوفياء خير الأصحاب وأخلصهم وأبرهم وأوفاهم.
في ذلكاليوم الكبير تجمعت الألوف من قوى الشر والضلال والكفر ـ الذين يدعون الإسلام ـ فيمواجهة ابن بنت رسول الله (ص) الحسين (ع) يريدون إخضاعه وإرغامه لمبايعة يزيد منمعاوية ـ المدعى لخلافة محمد (ص) كذباً وزوراً ـ وهو لا يمثل أدنى صفات الحاكمالعادل لحكمه بغير ما أنزل الله تعالى، وتظاهره بالفسق والفجور والمنكرات وقتلالأبرياء.
ولكن سيد الشهداء وإمام الأحرار، وأعظم المجاهدين والمضحين فيسبيل اللهب وإعلاء كلمة الحق ونصرة الدين الإسلامي الحنيف، لم يعبأ بتلك الجموع،ولم يخشى كثرتهم ولم ترعه سيوفهم ونبالهم ورماحهم، فوقف كالجبل الشامخ في مواجهةأولئك الأنذال مع قلة قليلة من أهل بيته وولده وأصحابه، رابط الجأش، قوي القلب،ثابت الجنان رافضاً الخضوع للباطل وأهله، معتصماً بالإباء ورفض الظلم، ومعلناً نصرةالحق والحفاظ على شريعة جده المصطفى مهما كانت النتائج ومهما كلفه ذلك الموقف منخسائر فادحة، وتضحيات جسيمة.
وفق الإمام الحسين (ع) الذي يمثل جده الرسولالأعظم محمد (ص) صبيحة يوم عاشوراء ليواجه تلك الفئة الضالة التي مثلت قوى البغيمؤتمرة بأوامر عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد فخطب فيهم واعظاً ناصحاً موجهاًمرشداً محتجا ًعليهم بأبلغ الكلمات، وأقوى الحجج حتى لا يكون لهم عذر عند اللهتعالى في قتاله، ولا عند جميع العقلاء والأمم التي ستقرأ قصة حادثة كربلاء، ومقتلسيد شباب أهل الجنة، فكان من جملة ما قال:
"
ويحكم أتطلونني بقتيل منكمقتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ فأخذوا لا يكلمونه، فنادى (ع): ياشبث بن ربيعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث، ألمتكتبوا إليّ أن قد أينعت ا لثمار، واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة؟ فقالقيس بن الأشعث: ما ندري ما نقول، ولكن إنزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ماتحب، فقال له الحسين (ع): لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرارالعبيد".
وبقي صلوات الله عليه مصراً على موقفه الرافض للذل والهوان قائلاً: ألا وإن الدّعيّ بن الدعي "عبيد الله بن زياد" قد ركز بن اثنتين: بين السِّلةوالذِّلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت،وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا قدأعذرت وأنذرت".
لكن كل تلك الكلمات البليغة والنصائح الكافية لم تنفع معأولئك الطغاة الذين أعمى قلوبهم الجهل والضلال وحب الدنيا والمغريات فآثروا حربإمامنا الحسين (ع) وقتاله مع أهل بيته وصحبه فقتلوهم جميعاً وداسوا جسد الحسين (ع) بعد استشهاده بحوافر خيولهم وقطعوا رأسه الشريف مع رؤوس من قتل معه، ولم يكتفوابذلك وإنما هجموا على مخيم النساء والأطفال فأحرقوا الخيام وسلبوا بنات رسول الله (ص) حتى الغطاء على رؤوسهن ثم حملوهن سبايا كسبايا الكفار من كربلاء إلى الكوفةومنها إلى الشام تتقدم أمامهم رؤوس الشهداء الأبرار مع رأس الإمام الحسين (ع) متقربين بذلك كله إلى يزيد بن معوية وأتباعه طمعاً في دنياهم غير مراقبين اللهتعالى بأفعالهم وبما أقدموا عليه من تلك الجرائم التي بقي صوتها مدوياً في التاريخعبر الأجيال الكثيرة، وطيلة حكم الأمويين والعباسيين ومن جاء بعدهم من الحكامالمؤيدين لهم والساكتين عن أفعالهم مما جعل الموالين لأهل البيت (ع) يتسترون حتى فيإقامة ذكرى عاشوراء خوفاً على أنفسهم من أعدائهم الموالين للأمويين.
هذاولكن مشيئة الله سبحانه ونصرته للحق ولآل رسول الله المظلومين وبعد المد الشيعيالمناصر للحق وللمظلومين، وبعد حدوث القنوات القضائية والإنترنت وغيرها من وسائلالإعلام نجد في هذه الأيام التطور الكبير الذي يحدث في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) أيام عاشوراء من شهر المحرم وما يشاهده العالم في المجالس الحسينية التي تعرفالناس بمظلومية سيد الشهداء والهدف الأسمى الذي ضحى من أجله ليحافظ على شريعة جدهالمصطفى الذي كان يعلم بأن إحياء الإسلام على الوجه الصحيح الخالي من التحريف إنماسيكون على يد حفيده الحسين (ع) حيث قال فيه: [حسين مني وأنا من حسين أحب الله منأحب حسيناً ].