ابو حسون
31-12-2008, 07:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله العظيم ، هذه قصة الشجرة الدامية
--الموضــــوع نقلا عن مجلة المنبر ---
القصة والشواهد
تعود حكاية هذه المعجزة العظيمة إلى ما قبل ألف وأربعمئة عام ، عندما قتل سبط رسول الله الإمام الحسين عليهما الصلاة والسلام في يوم عاشوراء بسيوف خنازير بني أمية الأنجاس الأرجاس ، لعنة الله وأنبيائه وملائكته والناس أجمعين عليهم إلى أبد الآبدين.
ففي ذلك اليوم الدامي الذي أهتز فيه عرش الخالق ، والذي لم يشهد ولن يشهد له الكون مثيلا أبدا ؛ جاءت بعض الطيور وحطت على الجسد المقطع لأبي عبدالله الحسين وتمرغت بدمه الطاهر وناحت وبكت .. ثم انطلقت إلى أصقاع الأرض ناعية مقتل سيد شباب أهل الجنة أرواحنا لتراب نعليه الفداء.
وشاءت الأقدار أن تصل بعض هذه الطيور إلى منطقة في بلاد فارس ، فحطت على أغصان شجرة فيها ، فتقاطر الدم الحسيني المقدس من أجنحة تلك الطيور على أوراق وجذوع تلك الشجرة .
وكان ذلك فجر بدء المعجزة ، فمنذ ذلك الحين والشجرة العظيمة يسيل منها الدم في كل يوم عاشوراء من كل عام بشكل غير طبيعي أدهش العقول وأذهلها !
تعرف هذه الشجرة بــ " الشجرة الدامية " وباللغة المحلية بــ " جنار خونيار " ، وهي من نوع الصنوبر ، وتقع في منطقة يقال لها " زراباد " بمقاطعة " رودبار ألموت " شمال غرب " معلم كلاية " على بعد 40 كيلومترا من مدينة " قزوين " شمال إيران .
وقد كانت " رودبار ألموت " عاصمة من عواصم الإسماعيليين النزاريين حيث فيها قلعة زعيمهم حسن الصبّاح . وقد اهتم بهذه المنطقة الحكام والسلاطين حتى العيد القاجاري.
وفي هذه المنطقة - التي تغمرها البساتين الخضراء الغناء إذ هي في سفوح سلسلة جبال " البرز " - مقام شريف لأحد أحفاد الإمام موسى بن جعفر عليها الصلاة والسلام ، وهو السيد علي الأصغر عليه السلام .
وتعود عمارة هذا المقام إلى العهد الصفوي حيث قد أمر بها " الشاه طهماسب" الصفوي ، وكانت هذه العمارة من أبدع الفنون المعمارية الإسلامية ، إلا أنها لقيت التخريب على يد بعض الفوضويين المتهورين المحسوبين على الحكومة بعيد قيام الثورة ، وقد فصل في ذلك السيد حسن الأمين في دائرة المعارف الشيعية ( ج 7 ص 208 ).
ما يهمنا أن في وسط صحن المقام الشريف للسيد علي الأصغر ، تقع هذه الشجرة الدامية الإعجازية ، حيث كان قد جرى دفن هذا السيد الجليل على مقربة منها.
وفي عهد " الشاه طهماسب " الصفوي شاعت قصة سيلان الدم من هذه الشجرة المقدسة في كل أنحاء إيران ن بعدما تكاثر عليها الزوار الذين رأوا كثيرا من الكرامات بسبب الدم النازف منها يوم العاشر . فما كان من الشاه إلا أن شكّل وفدا رفيع المستوى تضمن عددا من العلماء آنذاك بهدف الذهاب الى موقع هذه الشجرة ومعاينتها عن كثب والتأكد من صحة ما هو مشاع عنها .
وبالفعل فقد تم ذلك في يوم عاشوراء ورأى الشاه والعلماء الحاضرون حقيقة المعجزة وأنبهروا بها ، الأمر الذي حدا بالشاه طهماسب بعد استشارته للعلماء إلى إصدار أوامر بإعادة بناء روضة ( الإمام زاده علي الأصغر ) وتعظيم هذه الشجرة المقدسة الواقعة في صحن الروضة . وكان ذلك قبل أكثر من 450 عاما مضى .
وبعد ذلك بعقود طويلة وفي عهد الشاه حسين الصفوي قام عدد من العلماء بإيعاز منه بالتوجه إلى حيث هذه الشجرة الحسينية الدامية ، لغرض استطلاع أمرها والتحقق من إعجازيتها ، وكان من هؤلاء العلماء السيد ميرزا قوام الدين محمد بن محمد مهدي الحسيني القزويني ، الذي ألف رسالة عن مشاهداته لتلك المعجزة العظيمة أسماها بــ " الصنوبر الدامية " وبعث بها إلى الشاه حسين الصفوي الذي زاد يقينه في هذه الشجرة وأمر بالإهتمام بها وحفظها .
ومنالعلماء الذين كتبوا حول هذه الشجرة أياضأ:
عميد آل القزويني في العراق السيد محمد رضا بن المير محمد قاسم الحسيني القزويني في رسالة عنوانها " جنار خونبار " وهو الأسم الفارسي لهذه الشجرة .
وكذلك الجوهري في " طوفان البكاء " المطبوع كرارا حيث نقل صحبته لأستاذه الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري ووفادتهما إلى هذه الشجرة ومشاهدتهما للدم الذي يسيل منها .
وفي كل يوم عاشوراء من كل عام ؛ تتوافد على هذه البقعة المقدسة حيث وجود هذه الشجرة الدامية حشود ضخمة من المؤمنين من أقصى المدن الإيرانية ، وكذلك من خارج إيران حيث يتباركون بالدم النازف من هذه الشجرة ويأخذونه معهم للشفاء والتبرك والتوسل وقضاء الحاجات . ومن المشتهر أن في هذه الدم سرا من اسرار عظمة أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، حيث ما وضع على مريض إلا شافاه الله تعالى إذا كان معتقدا ومؤمنا ومخلصا وشديد الارتباط بسيده ومولاه أبي عبدالله . تماما كالتربة الحسينية الشريفة .
وقد أفتى المرجع الكبير الراحل آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بطهارة الدم الخارج من هذه الشجرة المقدسة . وقد أفتى بذلك ايضا غير واحد من علمائنا الأعلام.
وقد حاز كاتب هذه السطور على شرف زيارة هذه الشجرة المكرمة ومشاهدة المعجزة العظيمة أكثر من مرة . ولا يستطيع المرء أن يصف شعوره وهو متواجد هناك في يوم العاشر، حيث أن الحالة التي تعتريه تعقد لسانه وتغيبه عن ما حوله ، فيشعر باتصاله بسيد الشهداء - عليه الصلاة والسلام - وأنه الآن في حرارة معركة الطف، فهاهي دماء الحسين يراها أمام عينيه تفور من جديد على هذه الشجرة!
في ليلة العاشر تبدأ الحشود بالتوافد والتقاطر من كل المدن ، فيجتمع المئات في الروضة المطهرة ، ويبدا الخطباء برقي المنابر وذكر مصيبة سيد الشهداء عليه السلام ، ويتواصل إحياء تلك الليلة بالمراثي واللطميات والشعائر حتى الصباح .
وعندما يحين موعد أذان الفجر يجتمع الحاضرون في الروضة لأداء الصلاة ، ثم ينطلقون صوب الشجرة ويلتفون حولها .
في تلك الأثناء وقبل طلوع الشمس يبدأ حال الشجرة بالتقلب والتحول ، بحيث يلاحظ أنها تميل إلى الحمرة راسمة صورة تعبيرية حزينة بشكل عجيب ، ثم يبدأ تدفق الدم من أغصانها وأوراقها ، فيجتمع المؤمنون تحتها بمناديلهم البيضاء لألتقاط قطرات الدم السائلة وتلطيخ الوجوه والجباه بها وسط حرارة البكاء والعويل واللطم الشديد ، حيث تطوف مواكب العزاء حول الشجرة هاتفة : " يا حسين .. يا حسين " بدوي مؤثر يتمازج مع العبرات والصرخات .
وفي تلك اللحظات تقع بعض الأعاجيب والكرامات ، فيشفى مقعد ، ويبصر أعمى ، وغير ذلك مما يطول ذكره . فيكون لما يحدث أمام الأعين أثر كبير في النفوس يزيدها حرارة وأنقطاعا صوب سيدنا و مولانا أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، الذي يشعر الجميع بحضوره وإن كانوا لا يرونه ، ذلك لأن الدماء السائلة هي دماؤه المتجددة التي تملأ المكان بعقبه صلوات الله عليه .
بل إن بعض المؤمنين والمؤمنات الحاضرين كانوا يصرخون ويؤكدون أنهم قد رأوا الإمام أو طيفه ، ولهؤلاء تحصل الكثير من الكرامات التي يطول ذكرها .
ومن الغريب والعجيب في هذه المعجزة الحسينية الخالدة ؛ أن الدم السائل من الشجرة يكون حارا ودافقا ويشعر المرء وكأن أبا عبدالله الحسين قد قتل الساعة !
إإذ يتفق في بعض السنوات أن يكون يوم عاشوراء في فصل الشتاء القارس ، ويكون كل شئ في منطقة " زراباد" بل وفي قزوين كلها متجمدا تماما بحيث تهبط درجة الحرارة إلى ثلاثين درجة تحت الصفر حتى أن لعاب أو ماء أنف الإنسان يتجمد قبل وصوله إلى الأرض !
ولكن مع هذا فإن قطرات الدم التي تتدفق من الشجرة الدامية تظل حارة وساخنة إلى فترة طويلة مما يؤكد عظمة هذه المعجرة الخالدة وأنها بحق خارقة لكل موازين الطبيعة.
وقد أوفد جمع من المهتمين عددا من علماء الطبيعة إلى تلك المنظقة لمحاولة اكتشاف سر تدفق الدم من هذه الشجرة ، ولكنهم بعد البحث والتحري لم يجدوا تفسيرا منطقيا لما يحدث سوى أنه " معجزة " بمعنى الكلمة !.
ومن الدلالات التوافقية لهذه المعجزة الحسينية الخالدة أن بدء تدفق الدم فيها هو في فترة ما بعد الفجر مباشرة ، وهو الموعد نفسه الذي تبدأ فيه جموع المؤمنين في كل أنحاء اعالم بإسالة الدم وإحياء شعيرة التطبير المقدسة يوم عاشوراء .
فكأن الكون كله في صبيحة يوم عاشوراء يبكي الحسين دما كما قال إمامنا الحجة صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه في خطابه لجده الحسين : " ولأبكين عليك بدل الدموع دما".
أنــــتــــهــــى الموضــــوع نقلا عن مجلة المنبر التي نشرت الخبر مع الصور
********************************
:confused::confused::confused:
استغفر الله العظيم ، هذه قصة الشجرة الدامية
--الموضــــوع نقلا عن مجلة المنبر ---
القصة والشواهد
تعود حكاية هذه المعجزة العظيمة إلى ما قبل ألف وأربعمئة عام ، عندما قتل سبط رسول الله الإمام الحسين عليهما الصلاة والسلام في يوم عاشوراء بسيوف خنازير بني أمية الأنجاس الأرجاس ، لعنة الله وأنبيائه وملائكته والناس أجمعين عليهم إلى أبد الآبدين.
ففي ذلك اليوم الدامي الذي أهتز فيه عرش الخالق ، والذي لم يشهد ولن يشهد له الكون مثيلا أبدا ؛ جاءت بعض الطيور وحطت على الجسد المقطع لأبي عبدالله الحسين وتمرغت بدمه الطاهر وناحت وبكت .. ثم انطلقت إلى أصقاع الأرض ناعية مقتل سيد شباب أهل الجنة أرواحنا لتراب نعليه الفداء.
وشاءت الأقدار أن تصل بعض هذه الطيور إلى منطقة في بلاد فارس ، فحطت على أغصان شجرة فيها ، فتقاطر الدم الحسيني المقدس من أجنحة تلك الطيور على أوراق وجذوع تلك الشجرة .
وكان ذلك فجر بدء المعجزة ، فمنذ ذلك الحين والشجرة العظيمة يسيل منها الدم في كل يوم عاشوراء من كل عام بشكل غير طبيعي أدهش العقول وأذهلها !
تعرف هذه الشجرة بــ " الشجرة الدامية " وباللغة المحلية بــ " جنار خونيار " ، وهي من نوع الصنوبر ، وتقع في منطقة يقال لها " زراباد " بمقاطعة " رودبار ألموت " شمال غرب " معلم كلاية " على بعد 40 كيلومترا من مدينة " قزوين " شمال إيران .
وقد كانت " رودبار ألموت " عاصمة من عواصم الإسماعيليين النزاريين حيث فيها قلعة زعيمهم حسن الصبّاح . وقد اهتم بهذه المنطقة الحكام والسلاطين حتى العيد القاجاري.
وفي هذه المنطقة - التي تغمرها البساتين الخضراء الغناء إذ هي في سفوح سلسلة جبال " البرز " - مقام شريف لأحد أحفاد الإمام موسى بن جعفر عليها الصلاة والسلام ، وهو السيد علي الأصغر عليه السلام .
وتعود عمارة هذا المقام إلى العهد الصفوي حيث قد أمر بها " الشاه طهماسب" الصفوي ، وكانت هذه العمارة من أبدع الفنون المعمارية الإسلامية ، إلا أنها لقيت التخريب على يد بعض الفوضويين المتهورين المحسوبين على الحكومة بعيد قيام الثورة ، وقد فصل في ذلك السيد حسن الأمين في دائرة المعارف الشيعية ( ج 7 ص 208 ).
ما يهمنا أن في وسط صحن المقام الشريف للسيد علي الأصغر ، تقع هذه الشجرة الدامية الإعجازية ، حيث كان قد جرى دفن هذا السيد الجليل على مقربة منها.
وفي عهد " الشاه طهماسب " الصفوي شاعت قصة سيلان الدم من هذه الشجرة المقدسة في كل أنحاء إيران ن بعدما تكاثر عليها الزوار الذين رأوا كثيرا من الكرامات بسبب الدم النازف منها يوم العاشر . فما كان من الشاه إلا أن شكّل وفدا رفيع المستوى تضمن عددا من العلماء آنذاك بهدف الذهاب الى موقع هذه الشجرة ومعاينتها عن كثب والتأكد من صحة ما هو مشاع عنها .
وبالفعل فقد تم ذلك في يوم عاشوراء ورأى الشاه والعلماء الحاضرون حقيقة المعجزة وأنبهروا بها ، الأمر الذي حدا بالشاه طهماسب بعد استشارته للعلماء إلى إصدار أوامر بإعادة بناء روضة ( الإمام زاده علي الأصغر ) وتعظيم هذه الشجرة المقدسة الواقعة في صحن الروضة . وكان ذلك قبل أكثر من 450 عاما مضى .
وبعد ذلك بعقود طويلة وفي عهد الشاه حسين الصفوي قام عدد من العلماء بإيعاز منه بالتوجه إلى حيث هذه الشجرة الحسينية الدامية ، لغرض استطلاع أمرها والتحقق من إعجازيتها ، وكان من هؤلاء العلماء السيد ميرزا قوام الدين محمد بن محمد مهدي الحسيني القزويني ، الذي ألف رسالة عن مشاهداته لتلك المعجزة العظيمة أسماها بــ " الصنوبر الدامية " وبعث بها إلى الشاه حسين الصفوي الذي زاد يقينه في هذه الشجرة وأمر بالإهتمام بها وحفظها .
ومنالعلماء الذين كتبوا حول هذه الشجرة أياضأ:
عميد آل القزويني في العراق السيد محمد رضا بن المير محمد قاسم الحسيني القزويني في رسالة عنوانها " جنار خونبار " وهو الأسم الفارسي لهذه الشجرة .
وكذلك الجوهري في " طوفان البكاء " المطبوع كرارا حيث نقل صحبته لأستاذه الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري ووفادتهما إلى هذه الشجرة ومشاهدتهما للدم الذي يسيل منها .
وفي كل يوم عاشوراء من كل عام ؛ تتوافد على هذه البقعة المقدسة حيث وجود هذه الشجرة الدامية حشود ضخمة من المؤمنين من أقصى المدن الإيرانية ، وكذلك من خارج إيران حيث يتباركون بالدم النازف من هذه الشجرة ويأخذونه معهم للشفاء والتبرك والتوسل وقضاء الحاجات . ومن المشتهر أن في هذه الدم سرا من اسرار عظمة أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، حيث ما وضع على مريض إلا شافاه الله تعالى إذا كان معتقدا ومؤمنا ومخلصا وشديد الارتباط بسيده ومولاه أبي عبدالله . تماما كالتربة الحسينية الشريفة .
وقد أفتى المرجع الكبير الراحل آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي بطهارة الدم الخارج من هذه الشجرة المقدسة . وقد أفتى بذلك ايضا غير واحد من علمائنا الأعلام.
وقد حاز كاتب هذه السطور على شرف زيارة هذه الشجرة المكرمة ومشاهدة المعجزة العظيمة أكثر من مرة . ولا يستطيع المرء أن يصف شعوره وهو متواجد هناك في يوم العاشر، حيث أن الحالة التي تعتريه تعقد لسانه وتغيبه عن ما حوله ، فيشعر باتصاله بسيد الشهداء - عليه الصلاة والسلام - وأنه الآن في حرارة معركة الطف، فهاهي دماء الحسين يراها أمام عينيه تفور من جديد على هذه الشجرة!
في ليلة العاشر تبدأ الحشود بالتوافد والتقاطر من كل المدن ، فيجتمع المئات في الروضة المطهرة ، ويبدا الخطباء برقي المنابر وذكر مصيبة سيد الشهداء عليه السلام ، ويتواصل إحياء تلك الليلة بالمراثي واللطميات والشعائر حتى الصباح .
وعندما يحين موعد أذان الفجر يجتمع الحاضرون في الروضة لأداء الصلاة ، ثم ينطلقون صوب الشجرة ويلتفون حولها .
في تلك الأثناء وقبل طلوع الشمس يبدأ حال الشجرة بالتقلب والتحول ، بحيث يلاحظ أنها تميل إلى الحمرة راسمة صورة تعبيرية حزينة بشكل عجيب ، ثم يبدأ تدفق الدم من أغصانها وأوراقها ، فيجتمع المؤمنون تحتها بمناديلهم البيضاء لألتقاط قطرات الدم السائلة وتلطيخ الوجوه والجباه بها وسط حرارة البكاء والعويل واللطم الشديد ، حيث تطوف مواكب العزاء حول الشجرة هاتفة : " يا حسين .. يا حسين " بدوي مؤثر يتمازج مع العبرات والصرخات .
وفي تلك اللحظات تقع بعض الأعاجيب والكرامات ، فيشفى مقعد ، ويبصر أعمى ، وغير ذلك مما يطول ذكره . فيكون لما يحدث أمام الأعين أثر كبير في النفوس يزيدها حرارة وأنقطاعا صوب سيدنا و مولانا أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، الذي يشعر الجميع بحضوره وإن كانوا لا يرونه ، ذلك لأن الدماء السائلة هي دماؤه المتجددة التي تملأ المكان بعقبه صلوات الله عليه .
بل إن بعض المؤمنين والمؤمنات الحاضرين كانوا يصرخون ويؤكدون أنهم قد رأوا الإمام أو طيفه ، ولهؤلاء تحصل الكثير من الكرامات التي يطول ذكرها .
ومن الغريب والعجيب في هذه المعجزة الحسينية الخالدة ؛ أن الدم السائل من الشجرة يكون حارا ودافقا ويشعر المرء وكأن أبا عبدالله الحسين قد قتل الساعة !
إإذ يتفق في بعض السنوات أن يكون يوم عاشوراء في فصل الشتاء القارس ، ويكون كل شئ في منطقة " زراباد" بل وفي قزوين كلها متجمدا تماما بحيث تهبط درجة الحرارة إلى ثلاثين درجة تحت الصفر حتى أن لعاب أو ماء أنف الإنسان يتجمد قبل وصوله إلى الأرض !
ولكن مع هذا فإن قطرات الدم التي تتدفق من الشجرة الدامية تظل حارة وساخنة إلى فترة طويلة مما يؤكد عظمة هذه المعجرة الخالدة وأنها بحق خارقة لكل موازين الطبيعة.
وقد أوفد جمع من المهتمين عددا من علماء الطبيعة إلى تلك المنظقة لمحاولة اكتشاف سر تدفق الدم من هذه الشجرة ، ولكنهم بعد البحث والتحري لم يجدوا تفسيرا منطقيا لما يحدث سوى أنه " معجزة " بمعنى الكلمة !.
ومن الدلالات التوافقية لهذه المعجزة الحسينية الخالدة أن بدء تدفق الدم فيها هو في فترة ما بعد الفجر مباشرة ، وهو الموعد نفسه الذي تبدأ فيه جموع المؤمنين في كل أنحاء اعالم بإسالة الدم وإحياء شعيرة التطبير المقدسة يوم عاشوراء .
فكأن الكون كله في صبيحة يوم عاشوراء يبكي الحسين دما كما قال إمامنا الحجة صلوات الله عليه وعجل الله تعالى فرجه في خطابه لجده الحسين : " ولأبكين عليك بدل الدموع دما".
أنــــتــــهــــى الموضــــوع نقلا عن مجلة المنبر التي نشرت الخبر مع الصور
********************************
:confused::confused::confused: