عبد محمد
01-01-2009, 12:44 AM
1400هـ ـ 1430 سفر الخروج من وهم الموادعة
شبكة الملتقى - 30 / 12 / 2008م
http://www.shiaee.net/vb/media/lib/pics/1230673417.jpg
لم يتغير شيء كثير في ثلاثة عقود. لم تتغير الصورة كثيراً.
ها نحن في أجواء محرم 1430، وهي تشبه أجواء محرم 1400هـ، مع فوارق صغيرة.
السلطة السعودية هي نفسها: سلطة فاسدة ديكتاتورية تمارس التمييز الطائفي وتقمع شعبها خاصة الشيعة منهم. لم يتغير النهج السعودي، ولم تتغير رؤيتهم وكيفية قمعهم.
في 1400هـ كان هناك حدث الثورة الإسلامية في ايران الذي كان الصاعق الذي فجر الغضب المحلي المختزن ضد الحكم السعودي الطائفي. وها هي غزة تقوم بذات الأمر. فالقضية ـ عكس ما يفهمه دعاة الموادعة ـ فإن ما يقوم به المواطنون من تظاهرات ليست فقط دفاعاً عن غزة، بل هو مناسبة للتعبير عن الغضب الشعبي الداخلي على الحكم ورجاله وسياساته. نحن اليوم نشهد روحاً جديدة تنطلق من اجيال جديدة بعيدة عن تلك التي تربت في الخوف، او استمرأت التواصل مع الطغاة.. وهذا هو نفس الحال الذي كان سائداً عام 1400هـ.
كان في عام 1400 وجهاء وقفوا بوجه الشباب الذين يريدون مقاومة طغيان آل سعود وسياساتهم الطائفية، ووجدوا أن لا حل لديهم إلا بالمقاومة والمواجهة، في حين وجد في المقابل من الوجهاء من يستسخف رأيهم، ويطعن فيهم، ويرى السكون فضيلة، ويهدد بسيف آل سعود بأنهم سيفعلون كذا وكذا. ولكن ذلك لم يفد.
فخروج المتظاهرين بالأمس كما اليوم، دليل أفول لنهج الموادعة.
الذي تغير خلال الفترتين: أن (بعض) زعماء المواجهة في 1400 هـ تحولوا الى دعاة سلطان ودعاة هدوء، وسكينة. صاروا هم بالضبط في خانة الوجهاء القدماء الذين كانوا يشتمونهم ويرونهم جبناء!
اليوم هم في نفس المقعد. وكما خسر الوجهاء القدامى المعركة الإجتماعية، سيخسر الوجهاء الجدد من الموادعين المعركة مع شعبهم بعد أن ألقوا عصا المقاومة، واكتفوا بالتصوير مع (خادم الحرمين الشريفين).
ثلاثة عقود ونحن نحاول أن نخرج من عنق الزجاجة الطائفية السعودية، فلما كدنا الخروج والنجاح، جاء من أراد أن يغلق الزجاجة على الجمهور بإحكام، وأن يدجنه لصالح منهج عقيم. واليوم نعيد الكرة من جديد. نبدأ من حيث انتهى من سبقنا. نقاوم ونناضل لنبقى أحياء، من أجل الحفاظ على ما تبقى لنا من كرامة، ولكي لا ينزل بنا الوجهاء الجدد الى أعماق المستنقع الحكومي الفاسد الذي وقعوا فيه.
كانوا يقولون: من أراد ان يفعل كذا وكذا فالساحة مفتوحة.
وحين لاحت بشائر الخروج من سفر الموت، وتظاهر المواطنون، أصابهم القلق، فأخذ حواريوهم بشن الغارات على المتظاهرين، كما فعل أسلافهم الوجهاء القدامى. وهم يعلمون بأنهم لا يستطيعون المنافسة في ساحة معركة، بل في التسابق الى السلام على سموه، أو جلالته.
أيام محرم.. أيام الله. أيام الثورة والجهاد. أيام الدفاع عن الكرامة المهتضمة والحقوق المغتصبة.
لازالنا أحياء، رغم قمع النظام، وتخوين الوهابية المتطرفة وهم وأسيادهم بوصف الخيانة أولى، وتخذيل دعاة الموادعة.
سنحاول الخروج من خندق الجبن، ومن خندق الوهم، وسندافع عن حقوقنا كما يفعل كل أحرار العالم، ولن نستمع لصوت عقول الموادعين من الوجهاء الجدد. فنحن نعرف ما بها. ليس بها إلا الخذلان والتجبين.
المصدر (http://www.moltaqaa.com/?act=artc&id=406)
شبكة الملتقى - 30 / 12 / 2008م
http://www.shiaee.net/vb/media/lib/pics/1230673417.jpg
لم يتغير شيء كثير في ثلاثة عقود. لم تتغير الصورة كثيراً.
ها نحن في أجواء محرم 1430، وهي تشبه أجواء محرم 1400هـ، مع فوارق صغيرة.
السلطة السعودية هي نفسها: سلطة فاسدة ديكتاتورية تمارس التمييز الطائفي وتقمع شعبها خاصة الشيعة منهم. لم يتغير النهج السعودي، ولم تتغير رؤيتهم وكيفية قمعهم.
في 1400هـ كان هناك حدث الثورة الإسلامية في ايران الذي كان الصاعق الذي فجر الغضب المحلي المختزن ضد الحكم السعودي الطائفي. وها هي غزة تقوم بذات الأمر. فالقضية ـ عكس ما يفهمه دعاة الموادعة ـ فإن ما يقوم به المواطنون من تظاهرات ليست فقط دفاعاً عن غزة، بل هو مناسبة للتعبير عن الغضب الشعبي الداخلي على الحكم ورجاله وسياساته. نحن اليوم نشهد روحاً جديدة تنطلق من اجيال جديدة بعيدة عن تلك التي تربت في الخوف، او استمرأت التواصل مع الطغاة.. وهذا هو نفس الحال الذي كان سائداً عام 1400هـ.
كان في عام 1400 وجهاء وقفوا بوجه الشباب الذين يريدون مقاومة طغيان آل سعود وسياساتهم الطائفية، ووجدوا أن لا حل لديهم إلا بالمقاومة والمواجهة، في حين وجد في المقابل من الوجهاء من يستسخف رأيهم، ويطعن فيهم، ويرى السكون فضيلة، ويهدد بسيف آل سعود بأنهم سيفعلون كذا وكذا. ولكن ذلك لم يفد.
فخروج المتظاهرين بالأمس كما اليوم، دليل أفول لنهج الموادعة.
الذي تغير خلال الفترتين: أن (بعض) زعماء المواجهة في 1400 هـ تحولوا الى دعاة سلطان ودعاة هدوء، وسكينة. صاروا هم بالضبط في خانة الوجهاء القدماء الذين كانوا يشتمونهم ويرونهم جبناء!
اليوم هم في نفس المقعد. وكما خسر الوجهاء القدامى المعركة الإجتماعية، سيخسر الوجهاء الجدد من الموادعين المعركة مع شعبهم بعد أن ألقوا عصا المقاومة، واكتفوا بالتصوير مع (خادم الحرمين الشريفين).
ثلاثة عقود ونحن نحاول أن نخرج من عنق الزجاجة الطائفية السعودية، فلما كدنا الخروج والنجاح، جاء من أراد أن يغلق الزجاجة على الجمهور بإحكام، وأن يدجنه لصالح منهج عقيم. واليوم نعيد الكرة من جديد. نبدأ من حيث انتهى من سبقنا. نقاوم ونناضل لنبقى أحياء، من أجل الحفاظ على ما تبقى لنا من كرامة، ولكي لا ينزل بنا الوجهاء الجدد الى أعماق المستنقع الحكومي الفاسد الذي وقعوا فيه.
كانوا يقولون: من أراد ان يفعل كذا وكذا فالساحة مفتوحة.
وحين لاحت بشائر الخروج من سفر الموت، وتظاهر المواطنون، أصابهم القلق، فأخذ حواريوهم بشن الغارات على المتظاهرين، كما فعل أسلافهم الوجهاء القدامى. وهم يعلمون بأنهم لا يستطيعون المنافسة في ساحة معركة، بل في التسابق الى السلام على سموه، أو جلالته.
أيام محرم.. أيام الله. أيام الثورة والجهاد. أيام الدفاع عن الكرامة المهتضمة والحقوق المغتصبة.
لازالنا أحياء، رغم قمع النظام، وتخوين الوهابية المتطرفة وهم وأسيادهم بوصف الخيانة أولى، وتخذيل دعاة الموادعة.
سنحاول الخروج من خندق الجبن، ومن خندق الوهم، وسندافع عن حقوقنا كما يفعل كل أحرار العالم، ولن نستمع لصوت عقول الموادعين من الوجهاء الجدد. فنحن نعرف ما بها. ليس بها إلا الخذلان والتجبين.
المصدر (http://www.moltaqaa.com/?act=artc&id=406)