أحمد إبراهيم الربيعي
01-01-2009, 12:40 PM
السلام على الحسين ، وعلى علي بن الحسين ، وعلى أولاد الحسين ، وعلى أصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع)
كيف ينتصر الدم على السيف ؟
الكل يسمع بعبارة انتصار الدم على السيف التي باتت تطلق على شهر محرم الحرام أو على ثورة الإمام الحسين(ع) وقد يضن البعض أن هذه العبارة مجرد لفضة مجازية لتلك الفاجعة الكبرى، أي أنها لا تستند إلى الواقع وإنما أصبحت تطلق كناية عن مظلومية هذا الإنسان العظيم ومن سار بركبه تجاه الألوف المؤلفة من الحشود التي انتزعت من قلوبها الرحمة، وذلك لأن الدماء في المعركة ترمز إلى الخسارة والفناء والسيف يرمز إلى الفوز والبقاء، وهنا نحب أن نوضح معنى النصر الذي تجللت به ثورة الإمام الحسين(ع)،
بيد أن الانتصار في المفهوم المادي يعني التغلب والتفوق، قتالياً كان أو في سواه من الميادين المختلفة، بحيث يصنف الطرف الغالب منتصراً والطرف المغلوب خاسراً أو منهزماً. أما في المفهوم المعنوي أو الروحي فالمسألة تختلف اختلافاً جذرياً حيث تكون المحصلة النهائية لتقرير النصر من عدمه معتمدة على عدة أمور أهمها حجم القضية المتنازع عليها وأحقية أحد الطرفين وعلى بغي أحد الأطراف على الآخر ـ أي من يبتدئ القتال ـ وكذلك تعتمد على مسألة التكافؤ القتالي بين الطرفين من ناحية العدة والعتاد، بحيث لا يمكن أن يصنف المعتدون المبطلون والمتفوقون بالعدة والعتاد بأضعاف أضعاف ما يمتلك خصمهم بالانتصار مهما كانت نتيجة المعركة. بل ولا يتعدى النصر سوى صاحب القضية الحقة الذي يكون قد بغي عليه من قبل أهل الباطل على حين غفلة مهما كان مصيره. وقضية الإمام الحسين (ع) وثورته ضد الظلم ودفاعه عن بيضة الإسلام كانت واضحة المعالم تنبئ القريب والبعيد عن ماهيتها بحيث يقدم قائدها بتقديم نفسه وأهله وأصحابه في سبيلها حتى أشتهر عنه(ع) قوله: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذين) أي أنه يقدم على التضحية في سبيل هذا الأمر (دين الله) ويفني نفسه وعياله في سبيل هذه القضية ويحقق رغبة السماء في إحقاق الحق، وهذا من أروع مصاديق نصرة الله والانتصار من خلال نصرة الله قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فقد عرض الإمام الحسين (ع) قضيته على الملأ من خلال هذه المعركة المصيرية وعرض الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بشخصه العظيم في مقابل الإسلام الأموي الهزيل المتمثل بيزيد الخمور والفجور(لع) رافضاً خنوع الإسلام الأصيل لعدوه الذليل ليحفظ هذا الدين بالقول الفصل بتلك الكلمة القيمة (ومثلي لا يبايع مثله) مهما كانت النتائج مترجماً بدمه الطاهر مقولة :(الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء) مطلقاً العنان لسيوف الأعداء الأدعياء في سبيل انتصار الإسلام (فيا سيوف خذين) وهذا انتصار بحد ذاته يهفوا إليه الأحرار في كل زمان ومكان، وهذا المعنى الروحي للانتصار لا يستشعره سوى الأحرار وأصحاب القضايا الحقة من الذين تؤرقهم قضاياهم على تنوع اتجاهاتها، والدليل على ذلك هو استشعار أحرار العالم على اختلاف أديانهم لقضية أبي الأحرار(ع) وإقتدائهم به وإقرارهم له بالنصر، وخير مثال على ذلك هو الماهتما غــــاندي محرر الهـــند الـذي قــال كلمــته المشـهورة والمســتندة على الواقع الروحي لقضية الإمام الحسين (ع) حيث قال : ((تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر)) والذي مال بدوره إلى تسليط الضوء على المظلومية فحسب في حين أن قضية الإمام الحسين(ع) لم تكن رهينة مظلومية الإمام فقط بل توجد مواقف ومسميات أخرى ذات قيم عالية لذلك الانتصار الجوهري العظيم كـ(الإباء والصلابة والأيمان والشجاعة ورباطة الجأش….الخ). هذا بالنسبة للأحرار أما بالنسبة للظلمة والجائرين ممن يتصفون بمعالم الطغيان والقسوة والتكبر، فهؤلاء من المستحيل أن تؤثر عليهم قضية الإمام الحسين (ع) بل ولا يعتقدون بانتصاره بتاتاً، بل وقد يوعز بعضهم إلى أن أسباب خلوده عائد إلى حجم الفاجعة كونها أعظم فاجعة عرفها التاريخ، دون التطرق إلى ثمار قضيته الكبرى، بل ويتصف هؤلاء دوماً بحقدهم على الإمام الحسين(ع) لكون قضيته وثورته كانت قائمة ضد الظلم والظلمة، وتعد مناراً وشعاراً لكافة المظلومين في العالم فيعمدون إلى محاربتها ويتبجحون بفتاوى وعاظ السلاطين الذين قالوا عنه في الماضي انه خارجي قتل بشرع جده، وما عهد صدام(لع) عنا ببعيد والذي كان يحارب شعائر الإمام الحسين(ع) بصورة همجية بشعة وقد وصل به حقده الدفين أن أوعز إلى كلبه المدحور وصهره المقبور إلى ضرب قبة الإمام الحسين(ع)، وما زال الحديث ساقنا إلى ذكر هذا الجلاد القذر فلا بأس من ذكر ملحمة حديثة تنفعنا في هذا البحث فصدام(لع) يتشابه بالوحشية والفجور وإلى حد كبير مع يزيد(لع) بل وقد فاق يزيد وسواه من الطواغيت حيث أرتكب جرائم تندى جباه الإنسانية لذكر جزء بسيط منها، فقد أقدم على قتل الملايين وعلى رأسهم الشهيدين الصدرين بحيث صفى هاذين الأخيرين جسدياً وبصور وحشية وهما أعزلين، ولكن في النهاية من هو المنتصر؟ هل المنتصر هو صدام أم ضحاياه؟ مع أنهم قد رحلوا عن الدنيا ولا زال هو يقبع ذليلاً حقيراً في السجن، أن المنتصر هو من أنتصر لقضيته الحقة بالرغم من رحيله عن الدنيا والذي يكون قد نال ما ناله من الكرامة الكبرى في الدنيا بحيث يسموا مناراً للثائرين وفي الآخرة يفوز بأعلى عليين. أذن فالمنتصر هو صاحب القضية الحقة وصاحب الإرادة والعزيمة غالباً كان أو مغلوباً، بل ولعل بوادر انتصار قضيته تكون متوقفة على إظهار مظلوميته وسفك دمه ولعل تجربة العراقيين الأصلاء في تقرير مصيرهم من خلال إجراء الانتخابات دليل آخر على مسألة انتصار الدم على السيف، بل ولعلها من أصدق مصاديق الانتصار التضحوي، حيث أديت بكل شجاعة وفخر رغماً عن أنوف الأعداء على اختلاف هوياتهم فقد كان العراقيون من شمالهم إلى جنوبهم عرظة للتهديد والوعيد من قبل قوى الإرهاب المنظم ومع ذلك فقد أقدم الشعب الأعزل على خوض تلك المعركة المصيرية المستقاة من ملحمة أبي الأحرار(ع) لينتصر دم الشعب الأبي على سيف الإرهاب الغبي وما أروعه من نصر. فطوبى لكل من قهر بنحره سيف عدوه.
ظنوا بأن قتل الحسين يزيدهم
لكنما قتل الحسين يزيدا
كيف ينتصر الدم على السيف ؟
الكل يسمع بعبارة انتصار الدم على السيف التي باتت تطلق على شهر محرم الحرام أو على ثورة الإمام الحسين(ع) وقد يضن البعض أن هذه العبارة مجرد لفضة مجازية لتلك الفاجعة الكبرى، أي أنها لا تستند إلى الواقع وإنما أصبحت تطلق كناية عن مظلومية هذا الإنسان العظيم ومن سار بركبه تجاه الألوف المؤلفة من الحشود التي انتزعت من قلوبها الرحمة، وذلك لأن الدماء في المعركة ترمز إلى الخسارة والفناء والسيف يرمز إلى الفوز والبقاء، وهنا نحب أن نوضح معنى النصر الذي تجللت به ثورة الإمام الحسين(ع)،
بيد أن الانتصار في المفهوم المادي يعني التغلب والتفوق، قتالياً كان أو في سواه من الميادين المختلفة، بحيث يصنف الطرف الغالب منتصراً والطرف المغلوب خاسراً أو منهزماً. أما في المفهوم المعنوي أو الروحي فالمسألة تختلف اختلافاً جذرياً حيث تكون المحصلة النهائية لتقرير النصر من عدمه معتمدة على عدة أمور أهمها حجم القضية المتنازع عليها وأحقية أحد الطرفين وعلى بغي أحد الأطراف على الآخر ـ أي من يبتدئ القتال ـ وكذلك تعتمد على مسألة التكافؤ القتالي بين الطرفين من ناحية العدة والعتاد، بحيث لا يمكن أن يصنف المعتدون المبطلون والمتفوقون بالعدة والعتاد بأضعاف أضعاف ما يمتلك خصمهم بالانتصار مهما كانت نتيجة المعركة. بل ولا يتعدى النصر سوى صاحب القضية الحقة الذي يكون قد بغي عليه من قبل أهل الباطل على حين غفلة مهما كان مصيره. وقضية الإمام الحسين (ع) وثورته ضد الظلم ودفاعه عن بيضة الإسلام كانت واضحة المعالم تنبئ القريب والبعيد عن ماهيتها بحيث يقدم قائدها بتقديم نفسه وأهله وأصحابه في سبيلها حتى أشتهر عنه(ع) قوله: (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذين) أي أنه يقدم على التضحية في سبيل هذا الأمر (دين الله) ويفني نفسه وعياله في سبيل هذه القضية ويحقق رغبة السماء في إحقاق الحق، وهذا من أروع مصاديق نصرة الله والانتصار من خلال نصرة الله قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فقد عرض الإمام الحسين (ع) قضيته على الملأ من خلال هذه المعركة المصيرية وعرض الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بشخصه العظيم في مقابل الإسلام الأموي الهزيل المتمثل بيزيد الخمور والفجور(لع) رافضاً خنوع الإسلام الأصيل لعدوه الذليل ليحفظ هذا الدين بالقول الفصل بتلك الكلمة القيمة (ومثلي لا يبايع مثله) مهما كانت النتائج مترجماً بدمه الطاهر مقولة :(الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء) مطلقاً العنان لسيوف الأعداء الأدعياء في سبيل انتصار الإسلام (فيا سيوف خذين) وهذا انتصار بحد ذاته يهفوا إليه الأحرار في كل زمان ومكان، وهذا المعنى الروحي للانتصار لا يستشعره سوى الأحرار وأصحاب القضايا الحقة من الذين تؤرقهم قضاياهم على تنوع اتجاهاتها، والدليل على ذلك هو استشعار أحرار العالم على اختلاف أديانهم لقضية أبي الأحرار(ع) وإقتدائهم به وإقرارهم له بالنصر، وخير مثال على ذلك هو الماهتما غــــاندي محرر الهـــند الـذي قــال كلمــته المشـهورة والمســتندة على الواقع الروحي لقضية الإمام الحسين (ع) حيث قال : ((تعلمت من الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر)) والذي مال بدوره إلى تسليط الضوء على المظلومية فحسب في حين أن قضية الإمام الحسين(ع) لم تكن رهينة مظلومية الإمام فقط بل توجد مواقف ومسميات أخرى ذات قيم عالية لذلك الانتصار الجوهري العظيم كـ(الإباء والصلابة والأيمان والشجاعة ورباطة الجأش….الخ). هذا بالنسبة للأحرار أما بالنسبة للظلمة والجائرين ممن يتصفون بمعالم الطغيان والقسوة والتكبر، فهؤلاء من المستحيل أن تؤثر عليهم قضية الإمام الحسين (ع) بل ولا يعتقدون بانتصاره بتاتاً، بل وقد يوعز بعضهم إلى أن أسباب خلوده عائد إلى حجم الفاجعة كونها أعظم فاجعة عرفها التاريخ، دون التطرق إلى ثمار قضيته الكبرى، بل ويتصف هؤلاء دوماً بحقدهم على الإمام الحسين(ع) لكون قضيته وثورته كانت قائمة ضد الظلم والظلمة، وتعد مناراً وشعاراً لكافة المظلومين في العالم فيعمدون إلى محاربتها ويتبجحون بفتاوى وعاظ السلاطين الذين قالوا عنه في الماضي انه خارجي قتل بشرع جده، وما عهد صدام(لع) عنا ببعيد والذي كان يحارب شعائر الإمام الحسين(ع) بصورة همجية بشعة وقد وصل به حقده الدفين أن أوعز إلى كلبه المدحور وصهره المقبور إلى ضرب قبة الإمام الحسين(ع)، وما زال الحديث ساقنا إلى ذكر هذا الجلاد القذر فلا بأس من ذكر ملحمة حديثة تنفعنا في هذا البحث فصدام(لع) يتشابه بالوحشية والفجور وإلى حد كبير مع يزيد(لع) بل وقد فاق يزيد وسواه من الطواغيت حيث أرتكب جرائم تندى جباه الإنسانية لذكر جزء بسيط منها، فقد أقدم على قتل الملايين وعلى رأسهم الشهيدين الصدرين بحيث صفى هاذين الأخيرين جسدياً وبصور وحشية وهما أعزلين، ولكن في النهاية من هو المنتصر؟ هل المنتصر هو صدام أم ضحاياه؟ مع أنهم قد رحلوا عن الدنيا ولا زال هو يقبع ذليلاً حقيراً في السجن، أن المنتصر هو من أنتصر لقضيته الحقة بالرغم من رحيله عن الدنيا والذي يكون قد نال ما ناله من الكرامة الكبرى في الدنيا بحيث يسموا مناراً للثائرين وفي الآخرة يفوز بأعلى عليين. أذن فالمنتصر هو صاحب القضية الحقة وصاحب الإرادة والعزيمة غالباً كان أو مغلوباً، بل ولعل بوادر انتصار قضيته تكون متوقفة على إظهار مظلوميته وسفك دمه ولعل تجربة العراقيين الأصلاء في تقرير مصيرهم من خلال إجراء الانتخابات دليل آخر على مسألة انتصار الدم على السيف، بل ولعلها من أصدق مصاديق الانتصار التضحوي، حيث أديت بكل شجاعة وفخر رغماً عن أنوف الأعداء على اختلاف هوياتهم فقد كان العراقيون من شمالهم إلى جنوبهم عرظة للتهديد والوعيد من قبل قوى الإرهاب المنظم ومع ذلك فقد أقدم الشعب الأعزل على خوض تلك المعركة المصيرية المستقاة من ملحمة أبي الأحرار(ع) لينتصر دم الشعب الأبي على سيف الإرهاب الغبي وما أروعه من نصر. فطوبى لكل من قهر بنحره سيف عدوه.
ظنوا بأن قتل الحسين يزيدهم
لكنما قتل الحسين يزيدا