المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نتائج ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)


Ahmad
06-01-2009, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على ظالميهم وقاتليهم الى يوم الدين

هذا موضوع صغير احببت ان انقله لكم
لدفع شبهة ( هل حقا نجحت ثورة الحسين عليه السلام ؟؟ )


//////////

قد يضفي غلبة عنصر المأساة على واقعة الطف الدامية، وما تخللها من مشاهد القتل المروعة، وما تبعها من أحداث مفجعة، الى توجيه وتركيز الانظار والمشاعر والعواطف وبشكل ضاغط، نحو الابتعاد عن الجوانب الأخرى من هذا الحدث العظيم. كالانجازات التي نجحت في تحقيقها والمشروع النهضوي الذي تبنته والخط الحركي بأسسه المعنوية والتعبوية الذي أوجدته في المجتمع من أجل بث روح التغيير والإصلاح وخاصة في مجال عطائها الإنساني.

فهل نجحت الثورة في كشف زيف الحكم الأموي وتفاقم روح النقمة والتمرد عليه في مختلف شرائح المجتمع، وقيام سلسلة من الثورات والحركات (العسكرية) أم فشلت لأنها لم تحقق نصراً سياسياً آنياً يغير من واقع المجتمع الى واقع أفضل، إذ بقي المسلمون بعد الثورة كما كانوا قبلها: (قطيعاً يساق بالقوة الى حيث يراد له لا الى حيث يريد، وليساس بالتجويع والارهاب، ولقد ازداد أعداء هذه الثورة قوة على قوتهم، فلم تنل منهم شيئاً، وأما صانعوها فقد أكلتهم نارها، وشملت أعقابهم مئات من السنين، فحملت اليهم الموت، والذل، والتشريد، والحرمان).


الجواب

هنالك جملة من التغييرات التي نتجت عن قيام ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تعد في عداد الانجازات العظيمة التي نجحت الثورة في تحقيقها:





1 ـ (تحطيم الاطار الديني المزيف الذي كان الأمويون واعوانهم يحيطون به سلطانهم، وفضح الروح اللادينية الجاهلية التي كانت توجه الحكم الأموي).


فقد أشاع الحزب الأموي انهم يحكمون الناس بتفويض إلهي، وانهم خلفاء رسول الله حقاً، هادفين من وراء ذلك الى ان يجعلوا من الثورة عليهم عملاً محظورا. وان ظلموا وجوعوا وشردوا المؤمنين، وان يجعلوا لأنفسهم بأسم الدين، الحق في قمع أي تمرد تقوم به جماعة من الناس وان كانت محقة في طلباتها.

وقد قاموا بتأمين (الغطاء) لذلك من خلال الاستعانة بطائفة كبيرة من الأحاديث المكذوبة على النبي (ص)، وقد وضعها ونسبها الى النبي، اولئك النفر من تجار الدين الذين كانوا يشكلون جهاز دعايه فاسد

ومنذ ذلك اليوم، تحطم الاطار الديني (المزيف) الذي احاط به الحكام الظالمون حكمهم الفاسد، فلم تعد لهذا الحكم حرمة دينية في نفوس المجتمع.





2 ـ بث الشعور بالأثم في نفس كل فرد، وهذا الشعور الذي يتحول الى نقد ذاتي من الشخص لنفسه، يقوّم على ضوئه موقفه من الحياة والمجتمع.

لقد دفع الشعور بالإثم نتيجة للواقع الدامي الذي كانت عليه واقعة الطف، الكثير من الجماعات الإسلامية الى العمل للتكفير، وزادهم بغضاً للأمويين وحقداً عليهم، وكان التعبير الطبيعي للرغبة في التكفير عن الإحساس بالذنب والتقصير تجاه ابن رسول الله (ص) هو الثورة، وهكذا كان.





3 ـ خلق مناقبية جديدة للإنسان العربي المسلم، وفتح عيني هذا الإنسان على عوامل مضيئة باهرة.

ان تاريخ الثورات التي قامت بها الشعوب، يؤكد لنا ان هذه الثورات هي في الحقيقة محطة انقلابية تغييرية هائلة، ولابد لها من ان ترسم صورة جديدة لواقع المجتمع والتنبؤ بمعالم جديدة للمستقبل. وخاصة إذا كان قائد الثورة بمستوى نموذجي (غير عادي) كالإمام الحسين (عليه السلام) وأيضاً ما امتازت به الثورة من اخلاق كريمة ومبادئ سمحة في اطار من القيم الإنسانية النبيلة.

لقد كانت أخلاق الحسين (عليه السلام) وآله وأصحابه هي الضربة الموجعة والقاضية للحكم الأموي. فبهذه القيم وتلك المبادئ انتصر الدم الحسيني الطاهر على السيف الأموي.




4 ـ بعث الروح النضالية في الإنسان المسلم من اجل ارساء المجتمع على قواعد جديدة، ومن أجل رد اعتباره الإنساني اليه.


لقد كانت ثورة الحسين (عليه السلام) ملهمة وعنفوانية واستنهاضية، وبكل تفاصيلها، بأقوالها وحركاتها وبمواقفها ومشاهدها بأسبابها وأهدافها بنتائجها وآثارها، بأبطالها وشخصياتها، شهدائها وأعداءها.

فثورة الحسين (عليه السلام) حطمت كل حاجز نفسي واجتماعي يقف في وجه الثورة، كما قضت او حددت على أقل تقدير تلك الآفات النفسية والاجتماعية التي كانت تحول بين الإنسان وبين أن يقاتل ويجاهد عن ذاته وعن انسانيته.

ولعل من أوضح الأمثلة على انبعاث الروح الجهادية والوثبة التضحوية من بعد ثورة الحسين (عليه السلام)، هو انه ومنذ شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومآل الحكم للأمويين خالصاً أي في سنة (40 للهجرة)، الى حين ثورة الحسين (أي في 60 للهجرة)، لم يقم في هذا المجتمع أي احتجاج (جدي) جماعي على ألوان الاضطهاد والتقتيل وسرقة أموال الأمة التي كان يقوم بها الأمويون واعوانهم.
عشرون عاماً مرت على هذا المجتمع، وهذه هي حالته، ولم تتغير إلا بعد ان اعلن الإمام الحسين (عليه السلام) ثورته، فاندلعت ثورة التوابين، الذين زاروا قبر الحسين (عليه السلام) مستقتلين، فقاتلوا جيوش الأمويين حتى أبيدوا جميعاً وقد اعتبر التوابون ان المسؤول الأول والأهم عن قتل الحسين (عليه السلام) هو النظام وليس الأشخاص.

وأيضاً كانت ثورة المدينة رد فعل آخر لمقتل الحسين (عليه السلام) والتي استهدفت تقويض سلطان الأمويين الظالم الجائر البعيد عن الدين. وعندما دخلت سنة ست وستين للهجرة، فثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي بالعراق طالباً ثأر الحسين (عليه السلام) وفي سنة (77 للهجرة) ثار مطرف بن المغيرة بن شعبة على الحجاج بن يوسف، كما انه وفي سنة (81 للهجرة) ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج. وفي سنة (121 للهجرة) تهيأ زيد بن علي بن الحسين للثورة في الكوفة، وثار في سنة (122 للهجرة) وخنقت الثورة في مهدها بسبب الجيش الأموي الذي كان مرابطاً في العراق، وكانت شعارات الثائرين مع زيد (يا أهل الكوفة، اخرجوا من الذل الى العز والى الدين والدنيا).

ان هذه الثورات والحركات ما هي الى نتاج ما بثته ثورة الحسين (عليه السلام) في عروق الناس من روح الثورة والتمرد على الظلم والظالمين، وقضائها على روح التواكل والخنوع والتسليم للحاكمين.



ان ثورة الحسين (عليه السلام) كما ان آثارها لم تنحصر في عصرها ومصرها، فان إلهامها لم يقتصر في ذلك. فثورة الحسين (عليه السلام) انطلقت من الإنسان وإلى الإنسان، لذا فان صداها يدوي ويدوي في كل زمان، فحيث ما وجد ظلم أو ظالم ستجد من يهب لمقارعته والقضاء عليه، وستجد ان الدم الدم الحسيني هو محركه وملهمه، وهو الذي يرسم الطريق له.


والحمد لله رب العالمين

عبد محمد
06-01-2009, 02:32 PM
أخي أحمد

لك شكري على هذا الطرح الحسيني الرائع

عظم الله أجوركم

Ahmad
06-01-2009, 02:44 PM
حياكم الله أخي العزيز وشكرا للمشاركة
وعظم الله لكم الأجر

ربيبة الزهـراء
06-01-2009, 07:03 PM
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد واله محمد

تسـلم اخوي احمد ..
ووفقك الله ,,, ماجور انشالله

جندي المنتظر
06-01-2009, 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد آل محمد الطيبن الأطهار

عظم الله اجورنا وأجوركم بمصاب ابا عبدالله الحسين ابن على وال بيته الأطهار


تم النــــــــــــــشر


تحياتي




جندي المنتظر

Ahmad
08-01-2009, 02:28 AM
أختي ربيبه --- جندي المتظر

شاكر لكم المشاركة