مرتضى العاملي
06-01-2009, 03:19 PM
ياغزّة، والحزن يطعنُ أحرفي
أأميرة البحرِ العريقِ تحية ً =البحرُ يسجدُ للجبين ِ القائم ِ
منك النخيلُ تعلّمتْ قاماتــُه=والمجدُ تحت جناح ِ عزّك يحتمي
لا تعتبي، إنْ تعتبي فكأنّهم=أهلٌ لذاكَ، وإنّما فلتنقمي
هم ذلك النفرُ الذين بذمّهم=يستمتعُ الشِعرُ المقيمُ بأعظمي
http://www.arab-box.com/up/uploads/659a8705bd.jpg (http://www.arab-box.com/up/)
ياغزّة والحـزن يطعـنُ أحرفـي
و تلعثمَ الحرفُ الخجولُ على فمي
لمّا سُئلتُ : لأيّ قـومٍ تنتمـي؟
*
و وددتُ أنّ الحرفَ يقتلُ نفسَـه
في الحلقِ قبل إجابتـي وتكلّمـي
*
فلقد أجابَ القلبُ قبلاً سؤلَهـم
بمرارةٍ هزئـتْ بمُـرِّ العلقـم ِ !
*
إنّي من القـوم الذيـن بلادُهـم
منفوخة ً فوق الخريطـة ِ ترتمـي
*
و عدادُهم عددُ الحصى لكنّهـم
مثل الهُلامِ أو الفُقـاع الـوارم ِ
*
إنّي من القومِ الذيـن نقودُهـم
ملأتْ "خزائن" للعِدا بدراهـم ِ !
*
هم أكثرُ الدنيا كنـوزاً وقتمـا
هم أكثرُ الدنيا بفقـر ٍ دائـم ِ !!
*
إنّي من القوم الذيـن كلامُهـم
هو ماردٌ، وفِعالُهم كالقمقـم ِ !
*
يتكلّمـون بشـاردٍ وبــواردٍ
والفعلُ صمتٌ مع لسانٍ أبكـم ِ!
*
يتفاخـرونَ بعنتـر ٍ وبـعـروةٍ
يتشدّقـونَ بعـزّةٍ و مـكـارم ِ
*
شاشاتُهم حُقنتْ بكـلّ ضحالـةٍ
رقصتْ على عصر ٍ مليءٍ بالـدم ِ
*
إنّي من القومِ الذيـن حدودُهـم
تُنهي مداداً فـي دواةِ الراسـم ِ
*
ولسانُهم ذاتُ اللسانِ ووجهُهـم
هو ذاتُه، و رمالُهم لـم تُقسَـم ِ
*
يتبجّحون بوَحدةٍ قـد أنشـدوا
ألحانَهـا دومـاً بكـلّ تناغـم ِ
*
و إذا الحدودُ تسمّعتْ لنشيدهـم
ضحكتْ بقهقهة ٍ وطولِ تهكّـم ِ
*
إنّي من القوم الغنيّـة ِ أرضُهـم
لكنّها زخِرت بشعـبٍ مُعـدَم ِ !
*
الهاجمين علـى العـدوّ بخطبـة ٍ!
الذائدين عن الحمـى بتظلّـم ِ !
*
الواقفينَ نفوسَهم رهْـنَ الغِـوى
النازفيـن نقـودَهـم بتنـعّـم ِ
*
الهاجرين شموسَهم نحـو الدجـى
والقابعيـن بمـا وراء العـالَـم ِ
*
إنّي من القوم الذيـن تواءمـتْ
آراؤُهـم أنْ لا يُـرَوْا بتـواؤم ِ
*
اللاهثيـنَ وراء تقليـد ِ العِـدا
الغافلين عن المُصـاب الأعظـم ِ
*
العاشقيـن هوانَهـم ودُخانَهـم
المغرميـن بذلّـة ٍ و هـزائـم ِ
*
ولدى اشتدادِ الخَطْبِ يُهرعُ جمعُهم
ليزيدَه خَطْباً و عمـقَ تـأزّم ِ !
*
إنّي من القوم الذيـن سحابُهـم
يهمي على أرض العِدا بتراكـم ِ
*
لكنّه يجفـو التـي مِـن بحرهـا
أضحى سَحابـاً مُثقَـلاً بنعائـم ِ
*
إنّي من العَرَبِ العريـقِ تِلادُهـم
العارقيـنَ بمرقـص ٍ متضـرّم ِ !
*
الغارقيـنَ ببحـر لهـو ٍ فاسـد ٍ
والواهبين مصيرَهـم للحاكـم ِ
*
الوارثيـنَ لـعـزةٍ و تـوحّـد ٍ
والمُورثيـنَ لذلـة ٍ و تشـرذُم ِ
*
إنّي من العرَب الذيـن قريضُهـم
إنْ ذمّهم دهْـراً فليـس بظالـم ِ
* * * *
هي غزّة ٌ، وتلفُّ حـول رقابِنـا
حبلَ العتابِ الصـارخ المتألّـم ِ
*
فبغيرِهـا وبهـا تبـدّى خزيُنـا
و تكشّفـتْ سوْءاتُنـا للعالَـم ِ
*
ولقـد تبلّـد خفقُنـا بقلوبِنـا
بلغَ الشخيرُ بنا مـدارَ الأنجـم ِ
*
صرنا تماثيـلاً بمتحـفِ صمتِنـا
لا مَن يُلامُ بنا، ولا مِـنْ لائـم ِ
*
هي غزّة ٌ ، هي صفعة ٌ كبرى لنـا
هي عُريُنا المفضوحُ دون تحشّـم ِ
*
جاعتْ وجاعتْ والولائمُ عندنـا
كجبال أطلسَ مع شرابٍ عائـم ِ
*
والجوعُ ينهشُ لحمَهـا بضـراوةٍ
واللحمُ يُنهَشُ عندنا بولائـم ِ !
*
لسنا سوى صُوَرِ المرايـا تمتطـي
أجسادَنا الملأى بكـلّ تسمّـم ِ
*
ونعلّق التاريـخ فـوق شفاهنـا
ليكون (مكياجاً ) لوجهٍ فاحـم ِ
*
بَذخ ٌ يفيضُ كما السيول ِ بعيشِنا
وهمُ السيولُ دموعُهم في مأتـم ِ
*
إنْ قد رضينا بالمخـازي أعرُبـاً
لكنّها ليسـتْ تليـقُ بمسلـم ِ
*
يا غزّةُ، والحزنُ يطعـنُ أحرفـي
لمّـا تُخَـطّ ُ بسطـرِكِ المتألّـم ِ
*
والآهة ُ الحمراءُ تُشعـلُ أضلعـي
لمّا مُصابكِ يستفيضُ على فمـي
*
إنْ جوّعوكِ فذاكَ أنّـكِ نجمـة ٌ
علِيَتْ، وهم كالليل حولكِ مظلم ِ
*
هذي سهامُ الحقدِ ترشـقُ غـزّة ً
و جبالُ غزّة َ لا تُنـالُ بأسهـم ِ
*
كم مجرم ٍ قـد جاءهـا لكنّهـا
تبقى العصيّة َ ضدّ أعتـى مجـرم ِ
*
أأميـرة البحـرِ العريـقِ تحيـة ً
البحرُ يسجدُ للجبيـن ِ القائـم ِ
*
منكِ النخيـلُ تعلّمـتْ قاماتُـه
والمجدُ تحت جناح ِ عزّكِ يحتمـي
*
لا تعتبـي، إنْ تعتبـي فكأنّهـم
أهلٌ لـذاكَ، وإنّمـا فلتنقمـي
*
هم ذلك النفـرُ الذيـن بذمّهـم
يستمتعُ الشِعرُ المقيـمُ بأعظمـي
*****
مرتضى العاملي
أأميرة البحرِ العريقِ تحية ً =البحرُ يسجدُ للجبين ِ القائم ِ
منك النخيلُ تعلّمتْ قاماتــُه=والمجدُ تحت جناح ِ عزّك يحتمي
لا تعتبي، إنْ تعتبي فكأنّهم=أهلٌ لذاكَ، وإنّما فلتنقمي
هم ذلك النفرُ الذين بذمّهم=يستمتعُ الشِعرُ المقيمُ بأعظمي
http://www.arab-box.com/up/uploads/659a8705bd.jpg (http://www.arab-box.com/up/)
ياغزّة والحـزن يطعـنُ أحرفـي
و تلعثمَ الحرفُ الخجولُ على فمي
لمّا سُئلتُ : لأيّ قـومٍ تنتمـي؟
*
و وددتُ أنّ الحرفَ يقتلُ نفسَـه
في الحلقِ قبل إجابتـي وتكلّمـي
*
فلقد أجابَ القلبُ قبلاً سؤلَهـم
بمرارةٍ هزئـتْ بمُـرِّ العلقـم ِ !
*
إنّي من القـوم الذيـن بلادُهـم
منفوخة ً فوق الخريطـة ِ ترتمـي
*
و عدادُهم عددُ الحصى لكنّهـم
مثل الهُلامِ أو الفُقـاع الـوارم ِ
*
إنّي من القومِ الذيـن نقودُهـم
ملأتْ "خزائن" للعِدا بدراهـم ِ !
*
هم أكثرُ الدنيا كنـوزاً وقتمـا
هم أكثرُ الدنيا بفقـر ٍ دائـم ِ !!
*
إنّي من القوم الذيـن كلامُهـم
هو ماردٌ، وفِعالُهم كالقمقـم ِ !
*
يتكلّمـون بشـاردٍ وبــواردٍ
والفعلُ صمتٌ مع لسانٍ أبكـم ِ!
*
يتفاخـرونَ بعنتـر ٍ وبـعـروةٍ
يتشدّقـونَ بعـزّةٍ و مـكـارم ِ
*
شاشاتُهم حُقنتْ بكـلّ ضحالـةٍ
رقصتْ على عصر ٍ مليءٍ بالـدم ِ
*
إنّي من القومِ الذيـن حدودُهـم
تُنهي مداداً فـي دواةِ الراسـم ِ
*
ولسانُهم ذاتُ اللسانِ ووجهُهـم
هو ذاتُه، و رمالُهم لـم تُقسَـم ِ
*
يتبجّحون بوَحدةٍ قـد أنشـدوا
ألحانَهـا دومـاً بكـلّ تناغـم ِ
*
و إذا الحدودُ تسمّعتْ لنشيدهـم
ضحكتْ بقهقهة ٍ وطولِ تهكّـم ِ
*
إنّي من القوم الغنيّـة ِ أرضُهـم
لكنّها زخِرت بشعـبٍ مُعـدَم ِ !
*
الهاجمين علـى العـدوّ بخطبـة ٍ!
الذائدين عن الحمـى بتظلّـم ِ !
*
الواقفينَ نفوسَهم رهْـنَ الغِـوى
النازفيـن نقـودَهـم بتنـعّـم ِ
*
الهاجرين شموسَهم نحـو الدجـى
والقابعيـن بمـا وراء العـالَـم ِ
*
إنّي من القوم الذيـن تواءمـتْ
آراؤُهـم أنْ لا يُـرَوْا بتـواؤم ِ
*
اللاهثيـنَ وراء تقليـد ِ العِـدا
الغافلين عن المُصـاب الأعظـم ِ
*
العاشقيـن هوانَهـم ودُخانَهـم
المغرميـن بذلّـة ٍ و هـزائـم ِ
*
ولدى اشتدادِ الخَطْبِ يُهرعُ جمعُهم
ليزيدَه خَطْباً و عمـقَ تـأزّم ِ !
*
إنّي من القوم الذيـن سحابُهـم
يهمي على أرض العِدا بتراكـم ِ
*
لكنّه يجفـو التـي مِـن بحرهـا
أضحى سَحابـاً مُثقَـلاً بنعائـم ِ
*
إنّي من العَرَبِ العريـقِ تِلادُهـم
العارقيـنَ بمرقـص ٍ متضـرّم ِ !
*
الغارقيـنَ ببحـر لهـو ٍ فاسـد ٍ
والواهبين مصيرَهـم للحاكـم ِ
*
الوارثيـنَ لـعـزةٍ و تـوحّـد ٍ
والمُورثيـنَ لذلـة ٍ و تشـرذُم ِ
*
إنّي من العرَب الذيـن قريضُهـم
إنْ ذمّهم دهْـراً فليـس بظالـم ِ
* * * *
هي غزّة ٌ، وتلفُّ حـول رقابِنـا
حبلَ العتابِ الصـارخ المتألّـم ِ
*
فبغيرِهـا وبهـا تبـدّى خزيُنـا
و تكشّفـتْ سوْءاتُنـا للعالَـم ِ
*
ولقـد تبلّـد خفقُنـا بقلوبِنـا
بلغَ الشخيرُ بنا مـدارَ الأنجـم ِ
*
صرنا تماثيـلاً بمتحـفِ صمتِنـا
لا مَن يُلامُ بنا، ولا مِـنْ لائـم ِ
*
هي غزّة ٌ ، هي صفعة ٌ كبرى لنـا
هي عُريُنا المفضوحُ دون تحشّـم ِ
*
جاعتْ وجاعتْ والولائمُ عندنـا
كجبال أطلسَ مع شرابٍ عائـم ِ
*
والجوعُ ينهشُ لحمَهـا بضـراوةٍ
واللحمُ يُنهَشُ عندنا بولائـم ِ !
*
لسنا سوى صُوَرِ المرايـا تمتطـي
أجسادَنا الملأى بكـلّ تسمّـم ِ
*
ونعلّق التاريـخ فـوق شفاهنـا
ليكون (مكياجاً ) لوجهٍ فاحـم ِ
*
بَذخ ٌ يفيضُ كما السيول ِ بعيشِنا
وهمُ السيولُ دموعُهم في مأتـم ِ
*
إنْ قد رضينا بالمخـازي أعرُبـاً
لكنّها ليسـتْ تليـقُ بمسلـم ِ
*
يا غزّةُ، والحزنُ يطعـنُ أحرفـي
لمّـا تُخَـطّ ُ بسطـرِكِ المتألّـم ِ
*
والآهة ُ الحمراءُ تُشعـلُ أضلعـي
لمّا مُصابكِ يستفيضُ على فمـي
*
إنْ جوّعوكِ فذاكَ أنّـكِ نجمـة ٌ
علِيَتْ، وهم كالليل حولكِ مظلم ِ
*
هذي سهامُ الحقدِ ترشـقُ غـزّة ً
و جبالُ غزّة َ لا تُنـالُ بأسهـم ِ
*
كم مجرم ٍ قـد جاءهـا لكنّهـا
تبقى العصيّة َ ضدّ أعتـى مجـرم ِ
*
أأميـرة البحـرِ العريـقِ تحيـة ً
البحرُ يسجدُ للجبيـن ِ القائـم ِ
*
منكِ النخيـلُ تعلّمـتْ قاماتُـه
والمجدُ تحت جناح ِ عزّكِ يحتمـي
*
لا تعتبـي، إنْ تعتبـي فكأنّهـم
أهلٌ لـذاكَ، وإنّمـا فلتنقمـي
*
هم ذلك النفـرُ الذيـن بذمّهـم
يستمتعُ الشِعرُ المقيـمُ بأعظمـي
*****
مرتضى العاملي