نووورا انا
06-01-2009, 07:35 PM
[ذكر من رأى القائم ]
حكاية أبي راجح الحمامي بالحلة:
فمن ذلك ما أشتهر وذاع وملأ البقاع حتّىالأسماع وشهد بالعيان أبناء الزمان وهو قصّة أبي راجح الحمامي بالحلّة.
وبعد: حكى لي ذلك جماعة من الأعيان الأماثل، وأهل الصدق والأفاضل منهم الشيخ المحترم الحاج القارئ المجوّد الزاهد العابد العالم المحقّق شمس الدّين محمّد بن قارون سلمه الله تعالى، قال: كان الحاكم بالحلّة شخصاً يُدعى مرجان الصغير، فرُفع إليه أنَّ أبا راجح هذا يلعن الصحابة، فأحضره وأمر به فضرب ضرباً شديداً على جميع بدنه، حتّى أنّه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه واُخرج لسانه فجعل فيه مسلّة( ) من الحديد، وخرق أنفه، ووضع فيه شرَكة من الشعر وشدَّ فيها حبلاً وسلّمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به في أزقّة الحلة، والضّرب يأخذه من جميع جوانبه، حتّى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك. فاُخبر الحاكم بذلك، فأمر بقتله.
فقال الحاضرون: إنه شيخ كبير، وقد حَصل له ما يكفيه، وهو ميّت لما به، فاتركه وهو يموت حتف أنفه، ولا تتقلّد بدمه، وبالغوا في ذلك حتّى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه وورم لسانه فنعاهُ أهله بالموت ولم يشكَّ أحد أنّه يموت من ليلته، فلمّا كان من الغداة دخل عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم ما كان في حال صحته، وقد عادت ثناياه الّتي سقطت كما كانت، واندملت جراحاته، ولم يبق لها أثر، والشجّة قد زالت من وجهه، فتعجب الناس من حاله وساءلوه عن أمره.
فقال: إنّي لمّا عاينت الموت، ولم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به، فكنت أسأله بقلبي واستغثت بمولاي وسيّدي صاحب الزمان محمّد بن الحسن القائم فلما جنَّ عليَّ اللّيل، فإذا بالدَّار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمرَّ يدهُ الشريفة على وجهي وقال: أخرج وكدَّ على عيالك فقد عافاك الله، فأصبحت كما ترون.
وحكى الشيخ شمس الدّين محمّد بن قارون المذكور وأقسم بالله تعالى إنَّ أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً أصفر اللّون، شين الوجه مقرَّض اللّحية، وكنت دائماً أدخل الحمام الّذي هو فيه وأراه على هذا الشكل فلمّا أصبحتُ كنت ممّن دخل عليه، فرأيته وقد اشتدَّت قوَّته وانتصبت قامته، وطالت لحيته، واحمرَّ وجهه، وعاد كأنّه ابن عشرين سنة، ولم يزل على ذلك حتّى أدركته الوفاة.
ولمّا شاع هذا الخبر وذاع، طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدّها كما وصفناه، ولم يَر لجراحاته أثراً، وثناياه قد عادت، فدخل الحاكم من ذلك رعب عظيم، وكان يجلس في مقام الإمام القائم في الحلة،( ) ويعطي ظهره القبة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها، وعادَ يلطف بأهل الحلّة ويحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، ولم ينفعهُ ذلك بل لم يلبث إلاّ قليلاً حتّى مات، وكان ذلك في سنة... (كذا)( ).( )
حكاية أبي راجح الحمامي بالحلة:
فمن ذلك ما أشتهر وذاع وملأ البقاع حتّىالأسماع وشهد بالعيان أبناء الزمان وهو قصّة أبي راجح الحمامي بالحلّة.
وبعد: حكى لي ذلك جماعة من الأعيان الأماثل، وأهل الصدق والأفاضل منهم الشيخ المحترم الحاج القارئ المجوّد الزاهد العابد العالم المحقّق شمس الدّين محمّد بن قارون سلمه الله تعالى، قال: كان الحاكم بالحلّة شخصاً يُدعى مرجان الصغير، فرُفع إليه أنَّ أبا راجح هذا يلعن الصحابة، فأحضره وأمر به فضرب ضرباً شديداً على جميع بدنه، حتّى أنّه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه واُخرج لسانه فجعل فيه مسلّة( ) من الحديد، وخرق أنفه، ووضع فيه شرَكة من الشعر وشدَّ فيها حبلاً وسلّمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به في أزقّة الحلة، والضّرب يأخذه من جميع جوانبه، حتّى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك. فاُخبر الحاكم بذلك، فأمر بقتله.
فقال الحاضرون: إنه شيخ كبير، وقد حَصل له ما يكفيه، وهو ميّت لما به، فاتركه وهو يموت حتف أنفه، ولا تتقلّد بدمه، وبالغوا في ذلك حتّى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه وورم لسانه فنعاهُ أهله بالموت ولم يشكَّ أحد أنّه يموت من ليلته، فلمّا كان من الغداة دخل عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم ما كان في حال صحته، وقد عادت ثناياه الّتي سقطت كما كانت، واندملت جراحاته، ولم يبق لها أثر، والشجّة قد زالت من وجهه، فتعجب الناس من حاله وساءلوه عن أمره.
فقال: إنّي لمّا عاينت الموت، ولم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به، فكنت أسأله بقلبي واستغثت بمولاي وسيّدي صاحب الزمان محمّد بن الحسن القائم فلما جنَّ عليَّ اللّيل، فإذا بالدَّار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمرَّ يدهُ الشريفة على وجهي وقال: أخرج وكدَّ على عيالك فقد عافاك الله، فأصبحت كما ترون.
وحكى الشيخ شمس الدّين محمّد بن قارون المذكور وأقسم بالله تعالى إنَّ أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً أصفر اللّون، شين الوجه مقرَّض اللّحية، وكنت دائماً أدخل الحمام الّذي هو فيه وأراه على هذا الشكل فلمّا أصبحتُ كنت ممّن دخل عليه، فرأيته وقد اشتدَّت قوَّته وانتصبت قامته، وطالت لحيته، واحمرَّ وجهه، وعاد كأنّه ابن عشرين سنة، ولم يزل على ذلك حتّى أدركته الوفاة.
ولمّا شاع هذا الخبر وذاع، طلبه الحاكم وأحضره عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدّها كما وصفناه، ولم يَر لجراحاته أثراً، وثناياه قد عادت، فدخل الحاكم من ذلك رعب عظيم، وكان يجلس في مقام الإمام القائم في الحلة،( ) ويعطي ظهره القبة الشريفة، فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها، وعادَ يلطف بأهل الحلّة ويحسن إلى محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، ولم ينفعهُ ذلك بل لم يلبث إلاّ قليلاً حتّى مات، وكان ذلك في سنة... (كذا)( ).( )