المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو بكر لم يكن مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار


نسايم
09-01-2009, 02:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر ,,

تاريخ الزيف.. وزيف التاريخ!

حقائق حُرِّفت لتصبحِ غرائب، وأكاذيب زُيُنت لتكون ثوابت، وأحاديث محيِت وحُرقت
ونصوص غُيِّبت ودُفنِت، وعقائد استُبدلت، وأحكام ابتُدعت!

ذلك ما جرى طوال ألف وأربعمائة عام، على يد أجهزة التحريف والتوزير
التابعة للسلاطين والحكام! فكل ما يمكن أن يساعد على تثبيت المُلك؛ لم تتردد تلك
الأجهزة في نسجه وصنعه وتدوينه، وكل ما يمكن أن يهدد استقرار النظام؛ لم تتردد تلك
الأجهزة في محوه وإلغائه وتحريفه!

منذ يوم السقيفة المشؤوم، بدأت مرحلة الكذب والخداع والتدليس، لإقصاء آل محمد
(صلوات الله عليهم) عن مكانتهم الدينية بعدما تم إقصاؤهم عن وظيفتهم الشرعية في
قيادة الأمة.

إنهم لم يكتفوا بإبعاد أهل الوحي عن طريق سلطانهم، بل حاكوا المؤامرات لقتلهم
والتخلص منهم! ثم لم يكتفوا بذلك أيضاً فعمدوا إلى الإنقاص من شأنهم
والرفع من شأن أعدائهم!

وهكذا صنعوا تاريخ الزيف المكتظ بالأباطيل والأكاذيب والملفقات، وهكذا اكتشفنا
زيف التاريخ المجمل بالأساطير والأوهام والخرافات!

وانطلى هذا التاريخ على الشعوب والأجيال، وغدت الأكاذيب مسلمات لا محيص عنها!
فيما صارت الحقائق بدعا من القول لا صحة فيها!

في ذلك التاريخ الزائف؛ رُمِيَ ولي الله الأعظم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)
بطعون شتى، فرمي بإبشع التهم وهو المنزه عنها
فرمي بإنه شارب الخمر الذي لم ينتهِ عنه حتى نزلت آية:
(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)!
وهو الذي أغضب الزهراء (سلام الله عليها) حيث أراد الزواج عليها من ابنة أبي جهل
فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) مغضباً وهو يقول:
(فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني)!

ولكن الزيف مآله إلى زوال، ففي تاريخ الحقيقة أن الذي شرب الخمر وكان مولعاً به ليس
إلا عمر والآية قد نزلت فيه!
وأما الذي أغضب فاطمة (عليها السلام) فمعلوم من يكون إنه أبو بكر بن أبي قحافة ومن غيره!

هذه هي سمات تاريخ الزيف، التبديل والتحريف. تُلصِق مثالب القوم بأهل الطهر
وتُسلب فضائل أهل الطهر لتُلصق بالقوم!

لذا فلا عجب - في ذلك التاريخ - إن أصبح لمدينة العلم أرض وحيطان وسقف ومفتاح
بعدما كانت تقتصر على باب واحد! وقف النبي (صلى الله عليه وآله) ليقول:
(أنا مدينة العلم وعلي بابها).
فجاء أبو هريرة ليروي:
(أنا مدينة العلم وأبو بكر أرضها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها ومعاوية مفتاحها)!!

ولا عجب إن أصبح للمسجد أكثر من باب مفتوح، بعدما كانت الأبواب تقتصر على باب واحد!
أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن تُسد جميع أبواب البيوت الملاصقة للمسجد والمطلة
عليه، إذ لا يجوز أن يدخل المسجد جُنُب على غير طهارة، باستثناء علي وأهل بيته
(عليهم الصلاة والسلام) لأنهم طاهرون مطهرون.. فيأتينا أمثال أبي هريرة ليروي
أن النبي سد الأبواب إلا باب أبي بكر !

وهكذا استُبدلت (كتاب الله وعترتي) بـ (كتاب الله وسنتي)!
وهكذا استبدلت (أهل بيتي كالنجوم) بـ (صحابتي كالنجوم)!
وهكذا استبدلت: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)
بـ (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة)!
وهكذا استبدلت (عما عُرج بي إلى السماء رأيت مكتوباً على العرش لا إله
إلا الله محمد رسول الله عليه ولي الله) بـ
(.. رأيت مكتوباً على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق)!!

دجل وخداع وكذب وتزوير!

هذا ما أتانا من تاريخ السلاطين والحكام وخلفاء الجور الذين انقضوا على رسول الله
وأهل بيته وأرادوا ليطفئوا نورهم.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!

مهما طال الزمان.. ستظهر الحقيقة يوماً، وسيكتشف المسلمون كيف خدعوا بالأساطير
والخرافات، وكيف غُيِّبوا عن معرفة الحقائق بفعل الأنظمة والحكومات!

لقد كان التاريخ بيد تلك الأنظمة، فمعاوية - لعنه لله - كان قد أمر جميع قصاصي
ورواة نظامه بأن يروجوا بين الناس فضائل مختلقة مكذوبة لرفع شأن ابن عمه عثمان !
ولما وجد أن هذه (الفضائل) زادت عن حدها أمر بأن يروجوا فضائل أبي بكر وعمر
في مقابل أن ينتقصوا من قدر أبي تراب.. علي (عليه السلام)!

وحصل القصاصون على الدرهم والدينار، وحصلنا نحن المسلمون على تاريخهم الذي
كتبوه لنا بيد من طمع ودجل! والله وحده العالم مقدار ما خسرناه من تراث الإسلام
العظيم الذي لم يصلنا ولم نعرف عنه شيئاً، منذ أن بدأت حملة إحراقِ أحاديث رسول الله
(صلى الله عليه وآله) في العهد العُمَري، حتى زماننا هذا.

لكن الذين حاولوا طمس الحقائق لن يهنئوا أبداً، فمهما طال الزمان فلابد للحقيقة أن تظهر
يوماً ما، ولابد لها أن تتجلى أمام الناس كالشمس في رابعة النهار، حتى ولو استمر الزيف
لقرون وعقود طوال وانطلى على عقول الأجيال.

لقد كان قدراً مقداراً أن تقع عينا عالم محقق على عدد من النصوص التي أثارت علامات
الاستفهام لديه، وقد كان توفيقاً إلهياً ذلك الذي جعله يندفع إلى دراستها والتمحيص
حولها بما قاده إلى نتائج باهرة. وأخيراً فلقد كان إمداداً غيبياً ذلك الذي جعل هذا السر
ينكشف بعد 1422 عاماً من التمويه المتواصل.

ذلك على يدي العلامة الشيخ نجاح الطائي، أشهر المعاصرين المتخصصين في قراءة
واستنطاق السير والتواريخ.

(أبو بكر لم يكن مع الرسول في الغار)!

هذه هي النتيجة التي توصل إليها الشيخ الطائي بعد بحث مضن جهيد في جميع مصادر
أهل العامة، فطوى بذلك 1422 سنة من الكذب والاختلاق اللذان لفا تلك القضية
وأخرجاها عن واقعها الحقيقي.

(إنه أعظم توفيق إلهي حصل لي في حياتي إلى هذا اليوم)..
هكذا وصف العلامة الطائي رحلته في سبر أغوار هذه القضية الشائكة والمعقدة
في بحثه المتكامل، الذي خص (المنبر) به للنشر - حصراً - قبل طبعه في كتاب مستقل
ستتبناه (هيئة خدام المهدي) عليه الصلاة والسلام بالتعاون مع (دار الهدى).

بهدوء واضح وبرصانة علمية ناقش الطائي أكذوبة أن أبا بكر بن أبي قحافة هو من
صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هجرته المباركة من مكة إلى المدينة
والكلام الذي يقال من أنه قد لجأ مع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في غار جبل
ثور للاختباء من الكفرة الذين يلاحقونهما فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة:

(ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها).

ورد الشيخ في بحثه المعمّق على جميع الاستدلالات التي يوردها أهل السنة في شأن
حضور أبي بكر في الغار، معتمداً على كتبهم ومصادرهم الحديثية والسيرية، وعليه
فقد كسر الشيخ جميع القواعد التي بُنيت على هذه الفرضية، والتي يحاول منها القوم
إثبات أفضلية لأبي بكر تؤهله للخلافة وقيادة الأمة.

ورغم أن القواعد التي بُنيت على تلك الفرضية لم تكن سليمة، إذ يظهر - عند التدقيق
في اللفظ والسياق - أن الآية الكريمة هي في مقام الذم لا المدح لأن الرجل الذي كان
مع النبي (صلى الله عليه وآله) تلقى نهيا عن (حزنه) وهو ما ينبئ عن كونه ارتكب معصية
كما أن هذا الرجل حُرم من السكينة إذ اقتصر نزولها على النبي.. رغم ذلك إلا أن فقهاء
العامة استماتوا في إثبات أن الآية تمدح أبا بكر وتجعل له مرتبة رفيعة رغم مخالفة
هذه النتيجة لظاهر النص القرآني.

ويأتي الإنجاز العلمي الباهر الذي حققه سماحة الشيخ الطائي في بحث هذه القضية
ليبدد كل الأوهام التي ارتبطت بها وكل التفسيرات غير المنطقية التي التصقت بالآية
الشريفة، التي ثبت أنها لم تنزل في أبي بكر لأنه - في الأصل - لم يهاجر مع النبي ولم
يكن في الغار بل كان قد هاجر مع البقية إلى المدينة قبل مجيء الرسول
(صلى الله عليه وآله) إليها. وما دام قد ثبت ذلك فإن كل الامتيازات العقائدية التي
منحها أهل العامة لأبي بكر - بناء على فرضية النزول - ستنتفي وسيتجرد هو منها تلقائياً.

ويمثل هذا الإنجاز أيضاً تحولا جذرياً في رؤية التاريخ الإسلامي، تلك الرؤية التي
كانت طوال 1400 عام بعين واحدة، واليوم بات بالإمكان أن تكتمل الرؤية بعينين.

والأهم أنه - أي الإنجاز العلمي هذا - سيكون بحول الله وقوته موضع رضى مولانا
رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الذي تجرأ عليه أرباب السير والحديث و
أهل التدوين، فنسبوا إلى سيرته ما ليس منها في شيء، أملا في إضفاء هالة القداسة
على الحكام.

ومن المتوقع أن يكون لهذا الإنجاز شأن عظيم في إثارة الجو العلمي والحماسة العقائدية
خاصة في حال نشره مفصلاً في الكتاب المرتقب، فالبحث الذي تنشره (المنبر) في هذا العدد
إنما يمثل خلاصة الكتاب بما يورث الاطمئنان إلى الحقيقة التاريخية. وفي الكتاب استدلالات
وتفصيلات وتشعبات أكثر، فهو يقع في حوالي 300 صفحة من القطع الكبير.

والمؤمل من جميع المؤمنين والمهتمين المساهمة في طباعة هذا السفر العظيم وتكثيره
ليكون له الدور الأكبر في تصحيح الخطأ التاريخي الفادح وتوعية الجماهير الإسلامية
بالحقيقة.

وقبل أن نأتي إلى موضوع البحث ننتهز هذه الفرصة لتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان
إلى سماحة العلامة الشيخ نجاح الطائي الذي أنارنا بهذا البحث رغم سعي الكثير
لعدم كشف الحقيقه .
و نتوجه إلى الله تعالى سائلين أن يوفقه للدفاع عن الشريعة والآل الميامين الطاهرين
(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

ونترك السطور والصفحات التالية لقلم سماحة الشيخ الطائي:

قبل البدء فإنني أهدي رحلتي هذه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى كل طلاب
الحقيقة الساعين للوصول إلى الوقائع كما هي.

فليفرح المخلصون بشتى أصنافهم في وصولنا جميعاً إلى قصة الغار الحقيقية دون
زيادة ولا نقصان.

لنطوي سوية 1422 هـ سنة من الكذب والاختلاق الذي لف تلك القضية وأخرجها
عن صحتها وسيرتها الأصلية.

والشكر لله تعالى على ما أسداه لنا وهدانا إليه في هذا الموضوع. فقد مضت 1420 سنة
هجرية والمسلمون يقرؤون ما لفقه لهم الحكام وما كتبه لهم وعاظ السلاطين وأعوانهم.
فاعتادت الأجيال الإسلامية على قراءة الأكاذيب المكتوبة عن الغار والهجرة فأصبح
الخطأ فادحاً والأمر مريباً.

ولقد نجح الحكام المستبدون في فرض الظلام على الشعوب فكانت السجون مكتظة
بالأحرار والمقابر ملئى بالشهداء. وفي عالم الفكر أفلحوا في فرض تعتيم ثقافي على
المسلمين في أغلب الحقبات التاريخية التي مرت على الشعوب. فكتبوا التاريخ كتابة
ذاتية في مصلحتهم بعيداً عن الواقع والحقيقة.

وهذا البحث يفنّد قضية حضور أبي بكر في الغار بشكل علمي استناداً لرواية صحيحة
ومتواترة وشواهد وقرائن كثيرة.

ويذكر بأن الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحوّل الحق إلى باطل ويحول الباطل إلى حق
فلقد كذب الأحبار على عيسى (عليه السلام) فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى
(عليه السلام) وتآمروا على قتله، وإلى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله!

وكذب نمرود على إبراهيم (عليه السلام) فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه!

وكذب قارون على بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى (عليه السلام)
ووصيه يوشع، وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام)
وصي زوجها يوشع بن نون (عليه السلام)!.

ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين
بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال. فانتشرت عشرات الأحاديث المختلقة بين الناس
ووضعت الدولة عيداً كبيراً لهذه المناسبة.

ولأن حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة
في 18 ذي الحجة. فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة!
في حين كانت واقعة الغار في شهر صفر!

ويتعب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال.
ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت.

واشتد هذا المكر بتلاحهم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ
المسجد النبوي في زمن عمر واستمر في منصبه في زمن عثمان .

وإذا كان كعب اليهود معلماً للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين
من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها!

وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار!
بينما قال الله تعالى في كتابه الشريف: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً).

هذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد
(عليهما الصلاة والسلام)، ولم يكفروا قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يكفروا المعتقدين
بنقص القرآن!

ولا يعلم إلا الله تعالى كم هي أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور
أبي بكر في الغار. لأن الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب
الحقيقية لسفكها الدماء. فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفاً بحجج
غير معروفة، وسجن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه
الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي (عليه السلام) كميل بن زياد وعبد الرحمن
بن أبي ليلى الذي أخذ القرآن من أمير المؤمنين (عليه السلام). فهل قُتِل هؤلاء لعدم
إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة؟

ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام)
أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بأنهما يعتقدان بنقص القرآن، ذلك لأنهما
ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الغار!

لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار
ليس لها أساس من الصحة، وأنها قضية مختلقة ملفقة، بل أكذوبة، ذلك لأنها تصطدم
بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية، ونحن سنناقشها ونعرضها نقدياً كي تتضح
الصورة للجميع.

إن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شأن هذا الموضوع، أن النبي
(صلى الله عليه وآله) خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام علياً (عليه السلام) في مكانه
وقد كان خروجه إعجازياً لأن مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما
قرأ الآيات: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون...)
فعموا عن مشاهدته.
ثم توجه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت أبي بكر وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج
هو وأبو بكر للهجرة بصحبه أحد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن أريقط بن بكر
وبدلاً من أن يسلك ابن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب (المدينة المنورة)
فإنه سلك بهما طريق الجنوب، أي جنوب مكة، تمويهاً للكفار الذين كانوا يريدون
القضاء على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ورسالته السماوية.

إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي، الذي تتبع
آثار أقدام النبي (صلى الله عليه وآله) وقارنها بقدم جده إبراهيم (عليه السلام)
فوصلوا أخيراً إلى جبل (ثور) حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر في غاره
مختبئين، وعندما وصلوا هناك بدأ أبو بكر يرتجب وكان حزيناً وخائفاً، فنهاه النبي
(صلى الله عليه وآله) عن ذلك بقوله له: (لا تحزن إن الله معنا).

وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار، ثم جاء عنكبوت من العناكب
فنسج خيوطه على الغار أيضاً، الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم أنه
مادامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فإن أحداً لم يدخل في هذا الغار.

وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مراراً على أن النبي موجود في هذا الغار.
وبقي النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظاراً لهدوء حملات
الملاحقة ضده، وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة
إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله وإلى أبيها. بعد ذلك تحرك النبي (صلى الله عليه وآله)
نحو المدينة بصحبة دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، ووصل إليها واستقبله المسلمون
مبتهجين فرحين.

هذه هي محصلة ما يتناقله المسلمون في شأن قضية غار جبل ثور، وهي محطة لعبت
فيها السياسة بألاعيبها، ونحن هنا سنبرهن إن شاء الله على بطلان كثير من تفاصيل
هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة، كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة
وفي الغار، وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له
الطعام وتوصله إليه، وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما
شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة، والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة
عن طريق الإسرائيليات.

- 1أول ما يجب أن نعلمه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اعتمد أسلوب السرية التامة
في أمر هجرته تلك الليلة، خاصة بعدما أمر بهجرة جميع المسلمين إلى المدينة
وأبقى علياً (عليه السلام) لأنه وصيه والقائم مقامه في تأدية حقوق وأمانات الناس
المودعة عنده.

وكان لابد من اعتماد أسلوب السرية لأن كفار قريش كانوا يحيكون المؤامرات للحيلولة
دون وصول النبي (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب، حيث سيقود من هناك الدولة التي ستحطم
ملكهم وسلطانهم وتقضي على جبروتهم.

لذا فإن أحداً لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة سوى أهل بيته المقربين، علي
وفاطمة (عليهما السلام)، وأم هانئ بنت أبي طالب (عليه السلام).

ومصادر أهل السنة متفقة على أن أبا بكر لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة
بل فوجئ بمسألة الهجرة صباحاً فطلب منه أن صحبه، فقبل النبي (صلى الله عليه وآله).
[تفسير القرطبي: ج 3 ص 21، تاريخ الطبري: ج 2 ص 102
البحر المحيط لأبي حيان: ج 2 ص 118].

إن هذه السرية تتناقض مع الرواية المنقولة، والتي تقول بأن النبي قد خرج من بيت
أبي بكر نهاراً وأمام مرأى من المسلمين كلهم! [تاريخ الطبري: ج 2 ص 100].

فكيف يحرص النبي على إنجاح مشروع الهجرة وهو يعرض نفسه للقتل هكذا أمام الكفار
ويمشي أمامهم في النهار في طريقه إلى خارج مكة؟!

وكيف يمكن ذلك وقد كان الكفار يطلبونه ويلاحقونه في أي مكان وقد كانوا ليلتها
قد أحاطوا بداره متقلدين سيوفهم عزماً على قتله! إن هذا يعني الانتحار!
وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على مسألة توجه النبي إلى بيت أبي بكر
وانطلاقه من هناك صباحاً.

لقد كان من حرص النبي (صلى الله عليه وآله) على إنجاح الهجرة والتستر عن أعين
المجرمين، أن طلب من المسلمين القليلين المتبقين في مكة عدم الهجرة في تلك الليلة
التي سيهاجر فيها، مخفياً عنهم سبب طلبه. وكان من حرصه أن اختار وقت الهجرة
ليلاً وفي نهاية شهر صفر لئلا يكون في السماء ضوء القمر فينكشف في الطرقات.

فبالنظر إلى هذه الحيطة والسرية الكاملتين هل من المعقول أن يخرج النبي
(صلى الله عليه وآله) صباحاً وأمام أعين المشركين؟! بالطبع لا..
لذا فما دامت الرواية تقول أنه قد خرج صباحاً من بيت أبي بكر فإنها تسقط تلقائياً.

2 - إن الرواية تتقاطع مع روايات أخرى، قد تبدو مضحكة بعض الشيء، حيث يُذكر أن
النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من بيته متوجهاً مباشرة إلى غار ثور، وفي تلك
الأثناء ذهب أبو بكر إلى بيته فلم يجده، فسأل علياً (عليه السلام) فأخبره الإمام بأن
النبي في طريقه إلى خارج مكة، فانطلق أبو بكر ليلحق بالنبي وقد كان يحمل جرساً معه
فعندما أدركه ظن النبي أن أبا بكر من المشركين فأسرع في المشي حتى يبتعد عنه
ولكن الله جعل شسع نعله ينقطع فانطلق إبهام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحجر
وسالت منه الدماء، الأمر الذي أدى إلى توقف الرسول عن المسير اضطراراً، وعندئذ
وصل أبو بكر إليه فاجتمع معاً وسارا خارج مكة! [تاريخ الطبري: ج2 ص 102].

إن هذه الرواية توضح جانباً من الكذب والبهتان، فكيف يمكن أن يدخل أبو بكر بيت
رسول الله والحال أن البيت محاصر من قبل المشركين في تلك الليلة العصيبة ولم يكن
يسمح لأي أحد بالخروج أو الدخول؟! وكيف له أن يسأل علياً (عليه السلام) وهذا معناه
كشف الخطة النبوية لأنه سيتبين لدى المشركين أن هذا النائم ليس محمدا بل علي؟!

ثم كيف استطاع أبو بكر أن يعرف الزقاق الذي مر فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
وكيف تمكن من تشخيص ورؤية النبي في ذلك الليل الدامس؟!.

أما قضية فلق الإبهام وانقطاع شسع النعل فربما نحن لسنا بحاجة إلى الرد عليها!
فليس مجرد دم يسير خارج من إبهام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجاعل إياه
يتوقف عن إكمال مسيرته تجاه المدينة وتهديد مشروع الإسلام كله للخطر كون أحد
المشركين يتعقبه.. لقد أُدمي النبي من رأسه إلى أخمص قدميه في رحلته لدعوة أهل
الطائف إلى الإسلام عندما رموه (لعنهم الله) بالأحجار، ولكنه لم يتوقف عن أداء
مهمته تلك، فكيف يتخلى عن أداء أعظم المهمات بهذه السهولة؟!

إن هذه من الأراجيف الواضحة التي تحاول أن تصور أن لأبي بكر منزلة كبيرة
عند السماء حتى يجبر الله نبيه على التوقف بإيذائه وإسالة الدم منه!

إن هذا التناقض يثير علامة استفهام أخرى، فهل ذهب النبي إلى بيت أبي بكر ومن هناك
اصطحبه معه، أم توجه مباشرة إلى خارج مكة وفي الطريق أدركه أبو بكر؟! أيهما نأخذ؟!

إذا تعارضتا تساقطتا.

3 - هناك شيء غريب في الرواية المزعومة، إذ تذكر أن أسماء بنت أبي بكر كانت
موجودة في بيت أبيها عندما وصل النبي (صلى الله عليه وآله) إليه، وأنه استراح فيه
قليلاً ثم أخذ أبا بكر معه، ومن بعد ذلك كانت أسماء تأخذ إليهما الطعام في الغار...

الغرابة هي في: كيف يمكن أن تكون أسماء في مكانين يبعد كل منهما عن الآخر
آلاف آلاف الأميال في الوقت نفسه؟!

إن التاريخ يقول أن أسماء بنت أبي بكر كانت في تلك الفترة مع زوجها الزبير
بن العوام في الحبشة!! [الثقات لابن حبان: ج 3 ص 23].

إن هذا يدلل على أن (صناعة حكومية) وراء قصة صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله)
في تلك الهجرة المباركة.

4 - هناك سؤال منطقي آخر هو: كيف يتوجه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى بيت
أبي بكر الذي كان يحوي المشركين؟!
ألا يفترض به أن لا يتوجه إلى ذلك البيت بالذات حتى لا يكشفه أحد من هؤلاء المشركين؟!

إن بيت أبي بكر كان يضم كلاً من: ابنيه عبد العزى وعبد الله، وابنته عائشة
وأمهم أم رومان (نملة بنت عبد العزى) بالإضافة إلى أبيه أبي قحافة.

وتنص الروايات على أن عبد العزى بن أبي بكر كان: (كافراً عنيداً محارباً للإسلام)!
[تاريخ ابن عساكر: ج 13 ص 280].

وكذلك تنص على أن أم رومان كانت كافرة، وقد طلقها أبو بكر بعد هجرته إلى المدينة
عند نزول آية: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر..)!
وكذلك تنص على أن أبا قحافة - والد أبي بكر - كان كافراً أيضاً!
[شرح النهج: ج 13 ص 268].

فهل يعقل أن يتوجه النبي إلى هذا البيت في هذه الليلة الخطيرة التي خططت فيها قريش لقتله
ووأد حركة الهجرة؟! هل يعقل أن يلجأ النبي إلى الذين يحاربونه ويرصدونه؟!
هل يعقل أن يتكلم في ذلك البيت عن الهجرة ويأخذ أبا بكر معه ولا يفترض أن أهله المشركين الموجودين في ذلك البيت سوف يكشفون الموضوع لرؤوس الكفر في قريش؟!

إن هذا يدلل على أن النبي لا يمكن أن يكون قد ذهب إلى بيت أبي بكر إطلاقاً.
خاصة وأن عبد العزى بن أبي بكر كان من جملة الذين جندتهم قريش لملاحقة النبي
(صلى الله عليه وآله )

5 - لقد أجمعت الروايات على أن النبي (صلى الله عليه وآله
) قد توجه من بيته إلى الغار
وحيداً فريداً، وهذا أصل وجوهر الحادثة.[ مسند أحمد: ج 1 ص 331
المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي: ج 5 ص 113
شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].

والروايات الملفقة تقول بأن أبا بكر صحب النبي (صلى الله عليه وآله) في طريقه إلى
الغار، ولكن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع حقائق تاريخية ثابتة.

فعندما أخذ المشركون معهم دليلهم كرزبن علقمة الخزاعي لتتبع مسير رسول الله
(صلى الله عليه وآله) والقبض عليه، رأى كرز آثار قدمي النبي فقال:
(هذه قدم محمد المشابهة للقدم التي في المقام) ويقصد بها قدم إبراهيم الخليل
(عليه السلام) في مقامه قرب الكعبة. [الإصابة: ج 5 ص 436، من له رواية في مسند
أحمد لمحمد بن علي بن حمزة: ص 360، فتوح البلدان للبلاذري: ج 1 ص 64].

ومادام كرز لم يذكر مشاهدته لآثار قدمي أبي بكر، فإن الإشكال على صحبته للنبي
في هجرته يتعاظم ويكبر.

والمثير أن عبد العزى بن أبي بكر كان من بين مجموعة المشركين الذين كانوا يلاحقون
النبي (صلى الله عليه وآله)
[طالع ترجمة عبد الرحمن عبد العزى بن أبي بكر في تاريخ ابن عساكر وأسد الغابة].

وذلك يعني أن عبد العزى الذي هو ابن أبي بكر نفسه، لم يتعرف على قدم أبيه، كما لم
يتعرف عليها الدليل كرز الخزاعي. وهذا مما يزيد من الإشكال ويدلل على أن أبا بكر
لم يصحب النبي أصلاً في تلك الرحلة.

6 - إن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت فيه
وجود أبي بكر معه في الغار، ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق
بها المديح والإطراء النبوي بينما لم نلحظ ذلك.
أي لم نسمع بحديث يقول فيه النبي عن أبي بكر: (هو صاحبي في الغار) مثلاً بل على
العكس من ذلك سمعنا النبي (صلى الله عليه وآله) يذمه في كثير من المواطن، فعندما
تقدم أبو بكر للزواج من فاطمة (عليها السلام) رفضه، وعندما تقدم عمر رفضه أيضاً
ولكن عندما تقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) وافق النبي (صلى الله عليه وآله)
وقال له: (أنت لست بدجال) في تعريض واضح منه (صلى الله عليه وآله) بأبي بكر وعمر.
[مجمع الزوائد: ج 9 ص 204، طبقات ابن سعد: ج 8 ص 12، الإصابة: ج 1 ص 374].

ولو كان أبو بكر حاضراً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار، وقد نزلت فيه
تلك الآية، لما عرض به النبي (صلى الله عليه وآله).

يضاف إلى ذلك أن معظم الروايات المنقولة عن صحبة أبي بكر للنبي في الغار، منقولة
على لسان عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر، وهؤلاء مشكوك في
روايتهم لأنهم من المحسوبين على أبي بكر نفسه.

في المقابل لم نجد أحداً من معارضي أبي بكر، كسعد بن عبادة والزبير بن العوام والحباب
بن المنذر ومالك بن نويرة وغيرهم من الصحابة، يقر بحضوره الغار، إذ لو كانوا يقرون
بذلك لما عارضوا حكمه وتمردوا عليه ورفضوا مبايعته بدعوى أنه (أبو فصيل) أي الذي
لا فضائل له أو لقومه.

7 - جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الأموي عن ابن جرير الطبري ما يؤيد هجرة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غار ثور وحده، فخاف ابن كثير من هذه الرواية
الصحيحة الدالة على بطلان صحبة أبي بكر فارتجف قائلاً:
(وهذا غريب جداً وخلاف المشهور من أنهما خرجا معاً)!
[البداية والنهاية: ج3 ص 219، السيرة النبوية لابن كثير أيضاً: ج 2 ص 236].

8 - أجمعت الروايات على أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج وحيداً إلى الغار، وهناك
سأل الله تعالى أن يبعث إليه من يدله على الطريق، فكان أن التقى النبي بالدليل عبد الله
بن أريقط بن بكر حيث تذكر الروايات أن النبي قال له:
(يا ابن أريقط.. أأتمنك على دمي؟ فقال ابن بكر: إذا والله أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك.
فأين تريد يا محمد؟ فقال (صلى الله عليه وآله): يثرب.
قال ابن بكر: لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيها أحد).
[المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي:
ج 5 ص 113، شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].

فما دام هذا هو الثابت، أي أن النبي خرج مع ابن بكر - وليس أبا بكر - من الغار متوجهاً
إلى يثرب (المدينة المنورة)، ومادامت جميع الروايات تذكر أن أهل المدينة وكذلك الذين
يسكنون ما بين المدينة ومكة، لم يشاهدوا سوى شخصين اثنين فقط
[الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 1 ص 230 ،سيرة ابن هاشم: ج 2 ص 100
عيون الأثر: ج 1 ص 248].

فإن ذلك يعني أن أبا بكر لم يكن مع النبي (صلى الله عليه وآله) في هجرته
لأن ذلك يتطلب أن يرى الناس ثلاثة أشخاص وليس شخصين فقط.

وكما ذكرنا فإن الثابت هو خروج النبي مع دليله ابن بكر، لأنه بدونه لا يستطيع الاهتداء
في طريقه إلى يثرب، فهو الخبير بالطرقات والمسالك.

9 - الروايات المختلقة التي تقول أن أبا بكر قد خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله)
إلى الغار، تذكر أيضاً أن أسماء بنت أبي بكر تزودهما بالطعام طوال فترة مكوثهما في
الغار والبالغة ثلاثة أيام.

إن هذا أمر يتناقض مع العقل والمنطق، لأنه لو كان أبو بكر مهاجراً مع النبي فعلاً لكان
من أيسر اليسير على مشركي قريش أن يتعقبوا ابنته التي تخرج كل يوم، ويتتبعوا
خطواتها حتى يتوصلوا إلى مكان النبي (صلى الله عليه وآله). خاصة وأن عبد العزى
بن أبي بكر وهو أخ أسماء ويسكن معها في البيت نفسه، كان من الذين يلاحقون النبي
(صلى الله عليه وآله)، فكان سهلاً عليه ملاحظة أخته وهي خارجة كل يوم حاملة معها
الطعام والزاد.

على أننا أثبتنا سابقاً أن أسماء لم تكن في مكة أصلاً، إذ كانت مع زوجها الزبير في
الحبشة، ضمن مجموعة المسلمين الذين لجؤوا إلى هناك.

وهذا التخبط والتضارب يسقط أكذوبة وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله) في
الغار، وينفي هجرته معه، بل يؤكد أنه قد هاجر مع بقية المسلمين في المجموعة الأولى
المتوجهة إلى المدينة. خاصة إذا ما أدركنا أن أبا بكر كان ملازماً دائماً لعمر بن الخطاب
في حله وترحاله، وقد ثبت في السير أن ابن الخطاب قد هاجر إلى المدينة قبل هجرة النبي
(صلى الله عليه وآله) إليها.

10 - جاء في أصح كتب أهل العامة ما يثبت حقيقة أنه لم تنزل آية واحدة في القرآن
تمدح أبا بكر أو أهله، فقد ورد عن عائشة في صحيح البخاري قولها: (لم ينزل فينا قرآن)!
[صحيح البخاري: ج 6 ص 42، تاريخ ابن الأثير: ج 3 ص 199، الأغاني: ج 16 ص 90
البداية والنهاية: ج 8 ص 96 وغيرها كثير].

وهنا فلنركز قليلاً: لقد ذكرت عائشة هذا أمام جميع الصحابة والمسلمين الأوائل
وقالت: لم ينزل فينا قرآن. ولو كانت آية: (ثاني اثنين..) نازلة في أبي بكر لما قالت
هذا الكلام لأنها تنتقص بذلك أباها وتجرده من مزية واضحة في القرآن.
أو على الأقل لرد عليها الصحابة الذين يفترض أنهم متيقنون من حضور أبي بكر
في الغار، ولذكروها بالآية وبقضية هجرته مع النبي (صلى الله عليه وآله).

لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وهو ما يثبت زيف أحاديث حضور أبي بكر في الغار، حتى
تلك المسندة إلى عائشة منها. وهذا يوضح أن مسألة حضوره في الغار هي مسألة
طارئة ولم تكن معروفة في صدر الإسلام.

خاصة أننا إذا تتبعنا التاريخ فإننا لن نجد إشارات واضحة على لسان أبي بكر حول
حضوره في الغار، وهجرته مع النبي (صلى الله عليه وآله). مما يدعم كون القضية
من اختلاقات السلطة لإثبات مزية لأبي بكر.

11 - كان يحيى بن معين من المشككين برواية حضور أبي بكر في الغار الواردة
عن طريق أنس بن مالك. فكانت الشكوك تحوم حول ذلك الحديث بصور متعددة.
(سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 362، تهذيب الكمال للمزي: ص 29].

وقد ذكر حديث الغار العباس بن الفضل الأزرق عن ثابت عن أنس، فقال فيه يحيى بن معين:
(كذاب خبيث)! [تاريخ بغداد: ج 12 ص 133].

وإذا نظرنا إلى رواة حديث الغار، نجدهم بين كذاب ومدلس وضعيف، فقد كان سليمان
بن حرب يضعف حديث الغار الذي ذكره خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب
بن نافع عن ابن عمر. [سؤالات الآجري لأبي داود سليمان بن الأشعث: ج 1 ص 399].

ولقد ازدادت الطعون في رواة الحديث المكذوب في حضور أبي بكر في الغار.
[طالع تاريخ بغداد: ج 8 ص 302، تهذيب الكمال للمزي: ج 1 ص 314
تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 27، تاريخ دمشق: ج 5 ص 235
سير أعلام النبلاء: ج 12 ص 232، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 73 وغيرها).

12 - إن الذي كان حاضراً مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار، ليس
سوى دليله ابن بكر، الذي التقى به النبي (صلى الله عليه وآله) في اليوم الأول
من هجرته ومكوثه في الغار، فطلب منه مساعدته، واستجاب الرجل للأمر النبوي.

وقد ذكرت مصادر العامة أن ابن بكر كان مشركاً في ذلك الوقت!
وهنا نضع علامة استفهام كبيرة، إذ لو كان ابن بكر مشركاً حقاً فما الداعي لأن
يساعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!

إن هذا يكشف جزءاً من الحكمة النبوية، فلقد كان ابن بكر يمارس التقية، وكان يخفي
إسلامه حتى يقوم بهذه المهمة العظيمة في حفظ رسول الإنسانية وإيصاله سالماً
إلى المدينة. لقد كان ابن بكر معروفاً في أوساط كفار قريش بالكفر، وكان يتظاهر
بعبادة الأوثان، حتى لا يشكوا فيه، خاصة أنه كان من أشهر الأدلاء على الطرق.

إنه لم يرد في التاريخ أن النبي (صلى الله عليه وآله) منح مكافأة لابن بكر، أو أنه
كانت لديه مصلحة معينة معه، حتى نقول مثلاً أنه قد ساعد النبي في الهجرة لغرض دنيوي.
فلابد لنا والحال هذه أن نقول بأن ابن بكر كان رجلاً مسلماً صالحاً قام بدوره بدافع من عقيدته.

والذي يؤيد ذلك أنه مادام غائباً عن أذهان مشركي قريش أن ابن بكر مسلم ومن أتباع
محمد (صلى الله عليه وآله)؛ فإنه لا يكون مراقباً من قبلهم، وبذا يمكنه أن يوصل
الطعام والأخبار إلى النبي في الغار طوال فترة مكوثه فيه، والبالغة ثلاثة أيام حتى
يهدأ ويسكن الطلب عليه. ثم يتوجه به إلى المدينة.

والواضح أن ابن بكر في إحدى زياراته للنبي (صلى الله عليه وآله) في الغار، تفاجأ بمجيء
مشركي قريش ووصولهم إلى الغار عن طريق الاستدلال على آثار قدمي النبي
(صلى الله عليه وآله). وهنا حزن ابن بكر وخاف، فلجأ إلى الغار وطمأنه النبي
(صلى الله عليه وآله)، ثم انصرف المشركون بالإعجاز الإلهي ونزلت الآية.

13 - الظاهر أن الماكرين قد قاموا بتصحيف وتزوير كبيرين
ليوافق اسم (أبي بكر) اسم (ابن بكر). فقد غيروا اسم أبي بكر الحقيقي
(عتيق) وجعلوه (عبد الله) ليوافق اسم (عبد الله) بن أريقط بن بكر.
[مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 13 ص 35].

وبهذا بقي التغيير بين (ابن بكر) و(أبي بكر) وهو سهل وبسيط، لأن الكتابة في السابق
لم تكن منقوطة، لذا فإن اسم أبي بكر وكذلك ابن بكر يكتبان بالطريقة نفسها.

ولهذا نظائر في التاريخ، فقد قام العباسيون بتصحيف اسم عباس بن نضلة الأنصاري
الصحابي الذي استشهد في معركة أحد، ليسرقوا فضائله ويلصقوها بالعباس بن عبد المطلب.

14 - إن الروايات التي تذكر هجرة أبي بكر مع خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)
هي روايات إسرائيلية، لأنها تشتمل على بعض التفاصيل الواضح اتصالها باليهود وتراثهم.

من تلك القضايا، أن حمامة قد جاءت وباضت بيضة أمام الغار، وأن عنكبوتاً قد جاء
ونسج خيوطه على فتحة الغار، الأمر الذي جعل المشركين يتوهمون عدم وجود أحد فيه.

وهذا الأمر مناقض للعقل وللصحيح من الروايات، لأن غار ثور - كما شاهدناه -
هو غار صغير لا تتعدى مساحته مترين مربعين فقط، فمن غير الممكن أن يحجب أي
شيء الرؤية إلى داخله، فلو وقف أي شخص أمام فتحة الغار لشاهد كل ما فيه بشكل
واضح جداً، لأنه غار صغير، ويضاف إلى ذلك أن هناك فتحة أخرى جانبية في الغار
الأمر الذي يجعل الضوء ينفذ ويضيء الغار بأكمله مما يسهل الرؤية. لذا فلا معنى
لخيوط عنكبوت ولبيضة حمامة، فالرؤية واضحة تماماً.

والحقيقة أنهم قد جاؤوا برواية العنكبوت من سيرة النبي داود (عليه السلام) في كتب
اليهود، حيث نسج العنكبوت خيوطه على غار داود (عليه السلام) عندما لاحقه
جالوت بغرض قتله. [تفسير القرطبي: ج13 ص 346].

والصحيح أن المشركين عندما وصلوا إلى الغار عميت أبصارهم ولم يتمكنوا من مشاهدة
أي أحد داخل الغار، كما حصل عندما مر النبي (صلى الله عليه وآله) أمام أعينهم في خروجه
من بيته في مكة المكرمة.

قال أبو الطفيل عامر بن واثلة عن أبيه: (كنت أطلب النبي فيمن يطلبه وهو في الغار
فنظرت فيه فلم أرَ أحداً). ونظر القرشيون في الغار أيضاً فلم يشاهدوا أحداً.
[الإصابة: ج 7 ص 194].

إن هذا يؤكد أن المشركين قد عميت أبصارهم عن مشاهدة رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، وكذلك صاحبه ودليله عبد الله بن بكر.

15 - نجد في التاريخ أن أعاظم أصحاب الأئمة (صلوات الله عليهم) قد اتهموا بعدم
اعتقادهم بوجود آية (ثاني اثنين إذ هما في الغار...) ضمن القرآن لأنهم لا يعتقدون
بنزول آية واحدة في حق أبي بكر!

قال ابن حجر نقلاً عن الحافظ: (أخبرني النظام وبشر بن خالد قالا: قلنا لمحمد بن جعفر
الرافضي المعروف بشيطان الطاق: ويحك! أما استحييت لما قلت: إن الله لم يقل قط في القرآن:
(ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)؟!

قال: فضحك طويلاً حتى خجلنا نحن وكنا نحن الذين قلنا ذلك).
[لسان الميزان لابن حجر: ج 5 ص 108].

إن مؤمن الطاق من أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام) ولا يمكن أن يخرج
عن اعتقاده، والواضح أن اتهامه بها الاتهام الخطير مرده إلى عدم اعتقاده بنزول آية
في شأن أبي بكر، مما يعني أن آية (ثاني اثنين...) عنده نزلت في رجل آخر، وهو ابن بكر.
ولذا وجدنا خصومه يشنعون عليه عندما رأوه ينفي نزول قرآن في حق أبي بكر.

والتهمة نفسها اتُّهِم بها هشام بن الحكم، الذي كان يقول بعدم نزول قرآن في شأن أبي بكر،
وبذلك رموه بنقص القرآن لأنهم ربطوا آية الغار بأبي بكر غصباً! فيكون عندهم الذي
لا يعتقد بنزول آيات في أبي بكر كمن يعتقد بنقص القرآن!

16 - كان العلماء والمثقفون والحكام من التابعين المنتشرين في شرق الأرض ومغربها
عارفين بعدم صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله) في الغار والهجرة،ومن هؤلاء
محمد بن المهدي مؤسس الدولة الفاطمية الذي كان يكذب حضور أبي بكر في الغار
وهجرته مع الرسول (صلى الله عليه وآله). [سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 12 ص 133].

ومحمد بن المهدي من العلماء الأشراف المنحدرين من نسل رسول الله
(صلى الله عليه وآله) وقد هاجر من الكوفة إلى شمال أفريقيا حيث مكنه الله تعالى
من تأسيس أقوى دولة إسلامية في أفريقيا ثم ازدادت عظمة بعد سيطرتها على شبه
جزيرة العرب والشام ومصر متخذة من القاهرة عاصمة لها.

إن مما هو بيّنٌ أن قصة هجرة النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر وحضوره وإياه
في الغار هي من اختلاقات الأنظمة الحاكمة، ولقد شرحنا في كتابنا الذي سيصدر قريباً
إن شاء الله تعالى كيفية ترسيخ الحكومات تاريخياً لهذه القصة في أذهان الناس، فقد قامت
السلطة بحرق جميع الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لطمس
كثير من الحقائق ومن بينها حقيقة أن الذي هاجر مع النبي هو
دليله ابن بكر، وليس أبا بكر.

وما دام ذلك قد حصل فإنه يسهل الترويج لأية أكذوبة لأنه ما من مصدر يرجع إليه
المسلمون للتأكد من صحة هذا الحديث. وقد استمرت سياسة التعتيم على الأحاديث
النبوية حتى أيام عمر بن عبد العزيز الأموي، أي بعد عشرات السنين من حادثة
الإحراق والمنع من تدوين السنة النبوية الشريفة.

ومثلما اختلق الأمويون رواية أن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنتان قد زوجهما
من عثمان بن عفان، مستفيدين من كونهما من ربيبات خديجة أم المؤمنين (عليها السلام)
كذلك فقد عمد رجال السقيفة ومن تبعهم من الأمويين إلى تزوير حادثة الغار وإلصاق أبي
بكر بها زورا، مستفيدين من شخصية ابن بكر الذي هاجر مع النبي فعلاً.
كما قام العباسيون بالاستفادة من شخصية العباس بن نضلة الأنصاري وسرقة
فضائله لجدهم العباس بن عبد المطلب.

وبعد التوفيق الإلهي لنا في التوصل لهذه الحقائق العظيمة لنا أن ننفض غبار
الأكاذيب عن السيرة النبوية العظيمة.

والوصول إلى الواقع نعمة ربانية عظيمة لنا بعد 1420 سنة من الجهل المطبق
على هذه الحادثة.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

العلامة الشيخ نجاح الطائي

عبد محمد
09-01-2009, 02:16 AM
أحسنت اخي الفاضل على هذ الطرج الجميل المفيد أخت نسايم

عاشق نصر العرب
09-01-2009, 12:11 PM
تحقيق وبحث جدا وافي ورائع

جزاه الله الف خير عن المسلمين الذين طوى الدهر عليهم ولم يكتشفوا حقيقة التدليس والتزيور المفتعلة


شكرا اختي نسايم على الطرح الرائع أستمتعت فعلا وانا اقراء هذه الحقيقة


تحياتي

لبيك داعي الله
09-01-2009, 12:29 PM
احسنت عزيزتي نسايم

كذبــه كذبــوها وصدقوها

وعلى فرض صجتها فهذه رذيـلــه لافضــليه تعد له

ولكن لايفقهون

مووفقه

نسايم
09-01-2009, 07:44 PM
اووووووووه ياكثر الاحداث المكذوبة الي مشوها علينا في الكتب المدرسية وغيروو ..........

http://www.uae-up.com/up2/uploads/48be79b59a.gif

بنت الغريب
09-01-2009, 10:06 PM
مشكوووووووره حبيبتي نسايم للطرح الممتاز
بحث رائع جداا

انا سمعت من فتره ان ابي بكر مو هو اللي كان مع النبي صلى الله عليه واله في الغار
بس ماستفسرت اكثر والحين ماشالله عرفنا الحقيقه من خلال هذا البحث الرائع

والله ابي بكر قصته قصه الحين طلع مو هو اللي مع النبي الاكرم صلى الله عليه واله
وطلع من المغضوب عليهم من قبل رب العزه
وطلع منافق وطلع وطلع
خوووووووووش خليفه بعد رسول الله صلى الله عليه واله
تسلمي وبارك الله فيك

كرار5
09-01-2009, 10:56 PM
موفق اخي
يستحق التثبيت

زهرة الزهراء
10-01-2009, 01:45 AM
بحث رائع
الله يعطيك ألف عافية
فعلاً كما قال الأخ كرار5 هو يستحق التثبيت

المجاهده
10-01-2009, 02:58 AM
يالله على الاكتشااااااف يوووووه انتم ابطال صراحه
ابي بكر طلع كل هذا فيه ماشاء الله
والله انتم خطيرين صراحه

اللحين خليفة رسول الله وأول من آمن به واكثرهم حبا للرسول والذي لازم الرسول في كل غزواته يطلع من المغضوب عليهم
الحمد لله والشكر
اقووووولها لكم انتوا مجااااااانين مرفوع عنكم القلم حسبي الله عليكم صرتوا تعرفون اكثر من الرسول ماشاء الله

صح عليكم حبايبي شاطرين اللحين الصحابه هم المغضوب عليهم وانتم المؤمنين الصادقين المحبين للرسول

صفقه لكم ياحلويين

والله مادري وش اقووول لكم كسرتو كل معاااير الغباااء والفجور
الحمد لله الذي فضلني عليكم تفضيلا

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

والله تضحكوووون مدري تبكووون ...........

آكسل
10-01-2009, 03:11 AM
نعم أضيف صوتي لأجل التثبيت موضوع رائع جزاك الله خيرا الأخت الفاضلة السعيدة إن شاء الله دنيا وآخرة نسايم جعله الله في ميزان حسناتك

عاشقة النور الحسيني
10-01-2009, 04:28 PM
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم ظالميهم وظالمي شيعتهم الى يوم الدين

لطالما كنت اشك بمصاحبة هذا المنافق الدجال لرسول الله صلى الله عليه واآله وسلم في الغار والحمد لله ان الحقاقئق قد كشفت
احسنت ورحم الله والديك يا نسايم والله يحفظ علمائنا الكرام ومراجعنا بعينه التي لاتنام

الذابح
10-01-2009, 04:41 PM
عيب عيب يا صغير

مسمي نفسك ذباح هههههههههههههههههه

ذباح ذباب شكلك ههههههههههههههههه


روح شوف عقيده التوحيد من وين ماخذيها يا صغير ماخذها من كعب الاحبار اليهودي

ولا تجاوز حتى ما ارميك في الزباله

== النجف الاشرف==

عبد محمد
10-01-2009, 04:48 PM
يوه يالشيعة انتم 1422 سنة على ضلال يالله
دليل انه ما عندكم مرجع يعلمكم مين كان مع النبي صلى الله عليه وسلم
لأن شيخكم ابن ابي سلول وابن سبأ جاؤا متأخرين

سبحان الله ما عرفوا غير قبل كم سنة
والله باااااااااااااااااطل
القمي الحجر يا حفيدة الناصبي بن تيمية

الذابح
10-01-2009, 04:50 PM
لو وضعوا ايمان ابي بكر في كفة وايمان الناس في كفة لمال بها ايمان ابي بكر

اتركوا لي صاحبي ذهبت انا وابوبكر وووووووووووووووووووووو

نسايم
10-01-2009, 04:56 PM
لو وضعوا ايمان ابي بكر في كفة وايمان الناس في كفة لمال بها ايمان ابي بكر

اتركوا لي صاحبي ذهبت انا وابوبكر وووووووووووووووووووووو


الله يحشرك انت وابوبكر في قعر جهنم

نسايم
10-01-2009, 04:57 PM
يالله على الاكتشااااااف يوووووه انتم ابطال صراحه
ابي بكر طلع كل هذا فيه ماشاء الله
والله انتم خطيرين صراحه

اللحين خليفة رسول الله وأول من آمن به واكثرهم حبا للرسول والذي لازم الرسول في كل غزواته يطلع من المغضوب عليهم
الحمد لله والشكر
اقووووولها لكم انتوا مجااااااانين مرفوع عنكم القلم حسبي الله عليكم صرتوا تعرفون اكثر من الرسول ماشاء الله

صح عليكم حبايبي شاطرين اللحين الصحابه هم المغضوب عليهم وانتم المؤمنين الصادقين المحبين للرسول

صفقه لكم ياحلويين

والله مادري وش اقووول لكم كسرتو كل معاااير الغباااء والفجور
الحمد لله الذي فضلني عليكم تفضيلا

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

والله تضحكوووون مدري تبكووون ...........



والله انتي الي كسرتي خاطري على هالغباء المتأصل الي فيج

عاشقة النور الحسيني
10-01-2009, 05:34 PM
لو وضعوا ايمان ابي بكر في كفة وايمان الناس في كفة لمال بها ايمان ابي بكر

اتركوا لي صاحبي ذهبت انا وابوبكر وووووووووووووووووووووو
ههههههههههههههههههههه ضحكتني والله

امامنا (علي) وامامكم ابو بكر وواجد عليكم مغرمين برجل منافق زنديق اغتصب الخلافه

اميري (حسين) ونعم الامير
واميركم يزيد وبئس الامير
(لافتى الاعلي ولا سيف الاذي الفقار )
ولا حثاله الا النواصب والوهابيه

ان كان حبي لال محمد رفضا فلـــــيشهد الثقلين اني رافضي
وان كان عشقكم (ياوهابيه) لقتلة آل محمد عنادا وعدوانا فليشهد الثقلين انكم وقود جهنمي

النجف الاشرف
10-01-2009, 05:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لو وضعوا ايمان ابي بكر في كفة وايمان الناس في كفة لمال بها ايمان ابي بكر

اتركوا لي صاحبي ذهبت انا وابوبكر وووووووووووووووووووووو
امممممممم ايمان ابو بكر ؟!
إبن الجوزي - المنتظم في التاريخ - رقم الحديث : ( 876 )



- أخبرنا القزاز قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن علي قال‏:‏ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد بن عبدوس قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن سعيد الدارمي قال‏:‏ حدثنا محبوب بن موسى الأنطاكي قال‏:‏ سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول‏:‏ سمعت أبا حنيفة يقول‏:‏ إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد قال إبليس‏:‏ يا رب‏.‏ وقال أبو بكر‏:‏ يا رب‏.‏


وامام السنه ابو حنيفه النعمان ينسف هذه الكذبه الامويه بايمان ابن ابي قحافه
فمثله ابليس ماشاء الله على ايمان عتيق هههههههههههه

سنن الترمذي - الفرائض... - ما جاء في الميراث.... - رقم الحديث : ( 2027 )



- حدثنا ‏ ‏الأنصاري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عثمان بن إسحق بن خرشة ‏ ‏عن ‏ ‏قبيصة بن ذؤيب ‏ ‏قال ‏جاءت الجدة إلى ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏تسأله ميراثها قال فقال لها ما لك في كتاب الله شيء وما لك في سنة رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏شيء فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏حضرت رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فأعطاها السدس فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏هل معك غيرك فقام ‏ ‏محمد بن مسلمة الأنصاري ‏ ‏فقال مثل ما قال ‏ ‏المغيرة بن شعبة ‏ ‏فأنفذه لها ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏قال ثم جاءت الجدة الأخرى إلى ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏تسأله ميراثها فقال ما لك في كتاب الله شيء ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت به فهو لها ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏بريدة ‏ ‏وهذا ‏ ‏أحسن وهو أصح ‏ ‏من حديث ‏ ‏إبن عيينة .


وماشاء الله على ايمان بدون معرفه الاحكام الشرعيه ههههههههههههههه

وابن حنبل امامك ينسف كذلك ايمان ابو بكر وضع لنا ان الرسول كان يترك مشورات ابو بكر لانه احمق

مسند أحمد - باقي مسند المكثرين - باقي المسند السابق - رقم الحديث : ( 12819 )





- حدثنا ‏ ‏عبد الصمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حماد ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏شاور الناس يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏فتكلم ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأعرض عنه ثم تكلم ‏ ‏عمر ‏ ‏فأعرض عنه فقالت ‏ ‏الأنصار ‏ ‏يا رسول الله إيانا تريد فقال .........


ولا يتحمل مستواك اكثر من هذا

والسلام عليكم

الذابح
10-01-2009, 06:00 PM
المشكلة كل المشكلة في تأويلكم النصوص
هل اعرض عنه يعني غضب منه

النجف الاشرف
10-01-2009, 06:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
لمشكلة كل المشكلة في تأويلكم النصوص
هل اعرض عنه يعني غضب منه
اي تاويل يا عزيزي اذ كنت عربي فاعراض يعني الترك ولو كان ابن ابي قحافه حليم لما ترك الرسول مشورته

ومن ثم نسف لكم ابو حنيفه النعمان ايمان ابن ابي قحافه فاذا قال يارب ابليس يقولها عتيق

وهذه اراء علمائك

صحيح البخاري - الصلاة - ما يستر العورة - رقم الحديث : ( 356 )



- حدثنا ‏ ‏إسحاق ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏إبن أخي إبن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏عمه ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن بن عوف ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏بعثني ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن ‏ ‏بمنى ‏ ‏أن ‏ ‏لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان قال ‏ ‏حميد بن عبد الرحمن ‏ ‏ثم أردف رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏عليا ‏ ‏فأمره أن ‏ ‏يؤذن ‏ ‏ببراءة ‏ ‏قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏فأذن معنا ‏ ‏علي ‏ ‏في أهل ‏ ‏منى ‏ ‏يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف ‏ ‏بالبيت ‏ ‏عريان.

وهنا كذلك الرسول الاعظم ارجع ابن ابي قحافه عن التبليغ كلها علامات استفهام هذه

والى الان انتم مع الاسف لم تعرفوها

وراجع المصادر وتاكد بنفسك

وكذلك انا اشاطر الاخت الكاتبه هذا الراي ان عتيق ليس في الغار كان مع الرسول

وارجوا منك ان تتادب في ردودك حتى تبقى تستفاد وتصحح معلومات الخاطئه التي مئلها علمائك في راسك

وتعرف الحق

والسلام عليكم

الذابح
10-01-2009, 06:08 PM
ههههههههههههههههههههه ضحكتني والله


امامنا (علي) وامامكم ابو بكر وواجد عليكم مغرمين برجل منافق زنديق اغتصب الخلافه

اميري (حسين) ونعم الامير
واميركم يزيد وبئس الامير
(لافتى الاعلي ولا سيف الاذي الفقار )
ولا حثاله الا النواصب والوهابيه

ان كان حبي لال محمد رفضا فلـــــيشهد الثقلين اني رافضي
وان كان عشقكم (ياوهابيه) لقتلة آل محمد عنادا وعدوانا فليشهد الثقلين انكم وقود جهنمي


رضي الله عن ابي بكر وعمر وعثما وعلي ومعاوية والحسين ويزيد وعن جميع الصحابة

لكن ممكن سؤال؟؟؟؟؟
الان من هو امامك وشيخك في الوقت الحالي الذي ترجع اليه في المسائل

عبد محمد
10-01-2009, 06:11 PM
رضي الله عن ابي بكر وعمر وعثما وعلي ومعاوية والحسين ويزيد وعن جميع الصحابة
من هنا ثبت أنك ناصبي بترضيك عن يزيد عليه اللعنة

وأن كلامك في المداخلات السابقة تقية بدون الحاجة إليها وهي حرام ما دمت لم تضطر للتقية

عاشقة النور الحسيني
10-01-2009, 06:11 PM
احسنت يانجف الخير والله يحفظك ويخليك ذخر لمنتدانا الغالي

ردودك تثلج صدورنا

النجف الاشرف
10-01-2009, 06:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
رضي الله عن ابي بكر وعمر وعثما وعلي ومعاوية والحسين ويزيد وعن جميع الصحابة

حتى يزيد تترضى عنه ؟!!
إبن تيمية - منهاج السنة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 567 )







- والجواب أن القول في لعنة يزيد كالقول في لعنة أمثاله من الملوك الخلفاء وغيرهم ويزيد خير من غيره خير من المختار بن أبي عبيد الثقفي أمير العراق الذي أظهر الانتقام من قتلة الحسين فإن هذا ادعى أن جبريل يأتيه وخير من الحجاج بن يوسف فإنه أظلم من يزيد باتفاق الناس

ومع هذا فيقال غاية يزيد وأمثاله من الملوك أن يكونوا فساقا فلعنة الفاسق لمعين ليست مأمورا بها إنما جاءت السنة بلعنة الأنواع كقول النبي (ص) لعن الله السارق يسرق البيضة.



ابن تيميه ينقل هنا ان الرسول يلعن معاويه ويزيد وانت تترضى عنهم ؟!
تاريخ أبي الفداء - أحداث سنة مئتين وثلاثة وثمانون - ( 30 من 87 )





- ورأى النبـي (ص) أبـا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به فقال‏ :‏ ‏‏لعن الله القائد والراكب والسائق‏ ‏وقد روى أن أبا سفيـان قـال‏:‏ يـا بنـي عبـد منـاف تلقفوهـا تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار‏ .‏


الرسول لعن معاويه ويزيد وانت تترضى عنهم ؟!

وتقول انك سني ؟! فعلى اي سنه انت ؟!

وموضوعنا يا صغيري عن عتيق وليس عن مراجع

ولا اراك تجيب عن اسئلتي ؟!

لماذا هل هو الخوف ام الجبن ام انه الاقرار بصحه ما اقول ؟!

والسلام عليكم

الذابح
10-01-2009, 06:14 PM
لاتسبوا اصحابي

الذابح
10-01-2009, 06:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

حتى يزيد تترضى عنه ؟!!
إبن تيمية - منهاج السنة - الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 567 )







- والجواب أن القول في لعنة يزيد كالقول في لعنة أمثاله من الملوك الخلفاء وغيرهم ويزيد خير من غيره خير من المختار بن أبي عبيد الثقفي أمير العراق الذي أظهر الانتقام من قتلة الحسين فإن هذا ادعى أن جبريل يأتيه وخير من الحجاج بن يوسف فإنه أظلم من يزيد باتفاق الناس

ومع هذا فيقال غاية يزيد وأمثاله من الملوك أن يكونوا فساقا فلعنة الفاسق لمعين ليست مأمورا بها إنما جاءت السنة بلعنة الأنواع كقول النبي (ص) لعن الله السارق يسرق البيضة.



ابن تيميه ينقل هنا ان الرسول يلعن معاويه ويزيد وانت تترضى عنهم ؟!
تاريخ أبي الفداء - أحداث سنة مئتين وثلاثة وثمانون - ( 30 من 87 )





- ورأى النبـي (ص) أبـا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده ويزيد أخو معاوية يسوق به فقال‏ :‏ ‏‏لعن الله القائد والراكب والسائق‏ ‏وقد روى أن أبا سفيـان قـال‏:‏ يـا بنـي عبـد منـاف تلقفوهـا تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار‏ .‏


الرسول لعن معاويه ويزيد وانت تترضى عنهم ؟!

وتقول انك سني ؟! فعلى اي سنه انت ؟!

وموضوعنا يا صغيري عن عتيق وليس عن مراجع

ولا اراك تجيب عن اسئلتي ؟!

لماذا هل هو الخوف ام الجبن ام انه الاقرار بصحه ما اقول ؟!

والسلام عليكم


بالله مارأيك في الخميني

trouble maker
10-01-2009, 06:19 PM
يعجبني هروب النواصب وبني وهب عندما يسألون عن رأيهم في معاوية ويردون بالسؤال عن الخميني.

النجف الاشرف
10-01-2009, 06:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

سؤالي يا صغير ليش تهرب منه ؟!

تقول انك سني والسنه النبويه اثبتت بكتبكم ومن اقوال حتى علماء السلف ان يزيد هو ومعاويه لعنهم رسول الله

وانت تترضى عنهم

من اين اخذت السنه يا صغير

لماذا تهرب من المواضيع ؟! انت هنا لتناقش في العقائد اذ كنت تخاف ومذهبك ومعتقدك ركيك جدا وتهرب منه لماذا تعتنقه ؟!

وهمسه الى اصحاب العقول ارجعوا الى رشدكم واتركوا الباطل

trouble maker مولاي ليس فقط عوام السلفين حتى علمائهم هنا هربوا مني هروب النعاج من الاسود ولم يصمد عالم من علمائهم يومين في مناقشه معي وصفحات هذا المنتدى تشهد

ونبقى في موضوعنا وننتظر من يدعون انهم سنه لماذا يخالفون السنه النبويه ومن كتبهم كذلك

شوفوا شلون انا متساهل وياكم وماخذكم على قد عقولكم هههههههههه
والسلام عليكم

عاشقة النور الحسيني
10-01-2009, 06:29 PM
رضي الله عن ابي بكر وعمر وعثما وعلي ومعاوية والحسين ويزيد وعن جميع الصحابة

لكن ممكن سؤال؟؟؟؟؟
الان من هو امامك وشيخك في الوقت الحالي الذي ترجع اليه في المسائل
السؤال الاول:امامي=
اللهم عجل لوليك الحجة ابن الحسن عليه السلام بالفرج ليعلمو من هو امام زماننا ولكي يملئ الارض عدلا وقسطا بعد ما ملئها النواصب الوهابيه والكفار بالظلم والعدوان
السؤال الثاني :شيخي=
المراجع نور واحد كلهم اسيادي من نبع واحد نهجهم عترة الهادي واليخالف مانريده واهو المعادي
حيدر الوالي اميري والولاء بلادي
شيعي انــــاشيعي وافتخر باسمي شيعي انـــاشيعي وحب علي بدمي

وطبعا مايحتاج اعلمك من هم مراجعنا لانهم اشهر من نار على علم

الذابح
10-01-2009, 06:30 PM
الخميني منهم

trouble maker
10-01-2009, 06:33 PM
trouble Maker مولاي ليس فقط عوام السلفين حتى علمائهم هنا هربوا مني هروب النعاج من الاسود ولم يصمد عالم من علمائهم يومين في مناقشه معي وصفحات هذا المنتدى تشهد


شوفوا شلون انا متساهل وياكم وماخذكم على قد عقولكم هههههههههه

والسلام عليكم


ههههههههههههه والله وهذا الموضوع أكبر شاهد, بانتظار الاجابة من الذابح.

عاشقة النور الحسيني
10-01-2009, 06:33 PM
اكيـــــــــــــــــد والله يحفظ مراجعنا الكرام بعينه التي لاتنام والله يحفظهم بالخصوص من ايدي الارهابيين النواصب والوهابيين

trouble maker
10-01-2009, 06:35 PM
الخميني منهم

عجييييييييب, ليش الهروب, النجف الأشرف سألك أسئلة, ليش متجاوب؟

النجف الاشرف
10-01-2009, 06:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

طيب يا عزيزي يا ذباح الان وصلنا الى نتيجه مفادها انك لا تتبع الرسول واقواله

ولا تاخذ من علماء السنه

بارك الله بك اعترف وقول لنا ماهي عقيدتك

ويبقى الموضوع محل شاهد على مخالفه السلفين لسنه النبويه الطاهره وبشروطهم كذلك

حتى لا يكذبون مره ثانيه ويقولون انهم سنه وحتى لا ينخدع اخواننا اهل السنه بسلفين

والسلام عليكم

الذابح
10-01-2009, 06:41 PM
@@@@@@@@@
ابن الزنا هو عمر بن الخطاب

trouble maker
10-01-2009, 06:45 PM
ابن الزنا هو عمر بن الخطاب

ليبقى ردك شاهد في هذا المنتدى وهو هروب الذابح ولم يستطع الاجابة.
السب والشتم هي حجة الضعيف, أتمنى طرده الى المزبلة لكي يعود الى بيته ويطلب من أهله أن يقوموا بتربيته من جديد.

الذابح
10-01-2009, 06:47 PM
ليبقى ردك شاهد في هذا المنتدى وهو هروب الذابح ولم يستطع الاجابة.
السب والشتم هي حجة الضعيف, أتمنى طرده الى المزبلة لكي يعود الى بيته ويطلب من أهله أن يقوموا بتربيته من جديد.
لعنة الله عليكم وعلى ابيكم ابن ابي سلول وابن سبا وابو لولو المجوسي

trouble maker
10-01-2009, 06:52 PM
لعنة الله عليكم وعلى ابيكم ابن ابي سلول وابن سبا وابو لولو المجوسي

بدأت تنبح ههههههههههههههه
حجة الهارب هي النباح هههههههههههههه

النجف الاشرف
10-01-2009, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

الصراخ على قدر الالم هذه مشايخ اهل السلف

يحشرون فيسبون


والان اووت

وارجوا من المراقب عدم حذف شيخ السلفين هذا

وهمسه الى العقلاء بلله عليكم كيف ترضون من امثال هذا شيخ لكم ؟!

والسلام عليكم

عبد محمد
10-01-2009, 09:39 PM
المشكلة انكم ابناء زنا لاتفهمون ابناء متعة لم يذكر اسم الله عليكم
الم تتعلم من اعلماء الوهابية حد القذف

أوه نسيت الحدود عندكم معطلة

يوجد قانون وضعي عوضها

الامل الخالد
10-01-2009, 10:18 PM
يالله على الاكتشااااااف يوووووه انتم ابطال صراحه
ابي بكر طلع كل هذا فيه ماشاء الله
والله انتم خطيرين صراحه

اللحين خليفة رسول الله وأول من آمن به واكثرهم حبا للرسول والذي لازم الرسول في كل غزواته يطلع من المغضوب عليهم
الحمد لله والشكر
اقووووولها لكم انتوا مجااااااانين مرفوع عنكم القلم حسبي الله عليكم صرتوا تعرفون اكثر من الرسول ماشاء الله

صح عليكم حبايبي شاطرين اللحين الصحابه هم المغضوب عليهم وانتم المؤمنين الصادقين المحبين للرسول

صفقه لكم ياحلويين

والله مادري وش اقووول لكم كسرتو كل معاااير الغباااء والفجور
الحمد لله الذي فضلني عليكم تفضيلا

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه


والله تضحكوووون مدري تبكووون ...........



جزاك الله خير وفعلا اهل العقول في راحه

حيدر القرشي
10-01-2009, 10:32 PM
مساكين الوهابية جن جنونهم
حقهم لانها صواعق ابناء حيدر الكرار
ولا جواب عندهم مصداق الاية فبهت الذي كفر

عاشق نصر العرب
10-01-2009, 11:35 PM
صدقت يا شبل حيدر

لا فض فوك

كل من القمته حجر فر وهرب

بنت الغريب
10-01-2009, 11:47 PM
ماشاء الله عليكم يابناء الكرار
حشرتو هالناصبي وخليتوه مثل الحشره ماقدر يهرب الا بالسب والشتم
كلن يرا الناس بعين طبعه

الله يجيرنا من عيال الحرام

العقيدHB
11-01-2009, 01:35 AM
بعض ردود الشيعه -في منتدى شيعي- على احد الاعضاء الذي نفى ان يكون ابوبكر مع رسول الله في الغار ..وتدل على التخبط ومحاولة البحث عن مايسيء الى هذا الصحابي الجليل..


1-
الروايات تقول انه كان في الغار وقد حاول بسط رجله الى الخارج حتى يرشد الكفار على ماكن الرسول ص ولكن كانت الافعى له بالمرصاد فدست سمها في قدمه

2-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تعليقاً على الموضوع، جميع الروايات تذكر كما قال الاخ كونفو أن الصحابي ابي بكر كان مع الرسول (ص) في الغار، وهذا ما جاء في الآية الكريمة
( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا )
ولا شك أن الآية الكريمة نزلت في ابي بكر ولكن السؤال الذي يطرح هنا ، لماذا قال النبي لصاحبه (ابي بكر) ، لا تحزن إن الله معنا . قد يختلف الناس في تحديد معنى الحزن في الآية، ولعل افضل معنى يمكن ان يحفظ منزلة أبي بكر هو ان تعني "الخوف" ، اي لا تخف إن الله معنا ( والله اعلم ) ، فإن كان هذا صحيح ، فأين ابي بكر أمام الإمام علي عليه السلام عندما نام في فراش النبي وهو يعلم انه يخاطر بحياته ، ولكنه لم يأبه لذلك وبات ليلته في فراش النبي .
والغريب أيضاً ان الله انزل سكينته على الرسول وايده بجنود وحده ، فلماذا انزل الله سكينته فقط على النبي ( فانزل الله سكينته "عليه" ) و لماذا لم يؤيد الإثنان بجنود (و"أيده" بجنود لم تروها) .
طبعاً الآية نزلت عندما كان النبي (ص) وابي بكر معا في الغارً ، ولكنها بالتالي ليس فيها من تفضيل لأبي بكر في شيء، مجرد صحابي موجود في الغار، وكل المدح جاء في النبي (ص) .
والسلام.

3-
إذا كان حزن أبو بكر حتى يرضي الله والرسول فقد قيل له لاتحزن؛فأين هذا المدح في تلك الآيه(يعني لانريد حزنك هنايا بن ابي قحافه) كأن ترى شخص يبكي في ميت وهو لايحبه والكل يعلم بهذا فماذا يقولون له(دموع التماسيح)



وسؤال الى من اكتشف هذه الحقيقه ان ابوبكر لم يكن مع النبي في الغار..متى تم اكتشافها ؟

العلقم
11-01-2009, 04:01 AM
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

النجف الاشرف
11-01-2009, 04:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
بعض ردود الشيعه -في منتدى شيعي- على احد الاعضاء الذي نفى ان يكون ابوبكر مع رسول الله في الغار ..وتدل على التخبط ومحاولة البحث عن مايسيء الى هذا الصحابي الجليل..

نعم ابن ابي قحافه ليس في الغار كان مع النبي

-
الروايات تقول انه كان في الغار وقد حاول بسط رجله الى الخارج حتى يرشد الكفار على ماكن الرسول ص ولكن كانت الافعى له بالمرصاد فدست سمها في قدمه
يا صغيري ثبت العرش ثم انقش عليه
كما قال الاخ كونفو أن الصحابي ابي بكر كان مع الرسول (ص) في الغار، وهذا ما جاء في الآية الكريمة

يا صغير اين عقلك وانت تنسخ ؟!
ماهذا الجهل ؟!

ذا المدح في تلك الآيه(يعني لانريد حزنك هنايا بن ابي قحافه)

اين هذه الايه التي تقول لا نريد حزنك يا بن ابي قحافه هل هي من مصحف عائشه ؟!!

وسؤال الى من اكتشف هذه الحقيقه ان ابوبكر لم يكن مع النبي في الغار..متى تم اكتشافها ؟
منذ صدر الاسلام يا ناسخ لاصق

ناقش بنفسك ولا تنسخ يا صغير

وفعلا مثلما اباح لكم ايجار الفروج اجرتم عقولكم

والسلام عليكم

نسايم
11-01-2009, 08:44 PM
هههههههههههههههههههههههههه

الاخ لما نسخ نسى يحذف اسم العضو الي في منتدى ثاني

في المرات الجاية نقح المشاركة قبل ماتعتمدها هههههههههههه

المجاهده
12-01-2009, 12:54 PM
يالبى قلبك يالعقيد جبتها صح ولكن دلوووووووووووخ ذولا

لاحظ ياعزيزي تهربهم من الاجابه ساطر لهم ايه ويقولون ( اين هذه الايه ) الحمد لله والشكر اعمى انت ههههههههه مايكفيهم كلام الله وكلام رسوله وش تبوون بعد بالله عليكم

وماعندهم الا التعليق او السب او يضحكون باستخفاف ياهووه لو عندكم دليل جيبوه والله ماعندكم سالفه

بس ياأني منسدحه من الضحك عليكم مره خبال تعال وتفرج واضحك مجانا << شعار منتداكم

الله يعينكم على انفسكم وخيوو العقيد قلبي لاتعب روحك بس تكفى انسخ ردهم وحطه بالمنتديات ابيهم يفرفشون شوي

ههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يشفيكم بس ويرجعكم لصوابكم

عبد محمد
12-01-2009, 01:34 PM
يالبى قلبك يالعقيد جبتها صح ولكن دلوووووووووووخ ذولا

لاحظ ياعزيزي تهربهم من الاجابه ساطر لهم ايه ويقولون ( اين هذه الايه ) الحمد لله والشكر اعمى انت ههههههههه مايكفيهم كلام الله وكلام رسوله وش تبوون بعد بالله عليكم

وماعندهم الا التعليق او السب او يضحكون باستخفاف ياهووه لو عندكم دليل جيبوه والله ماعندكم سالفه

بس ياأني منسدحه من الضحك عليكم مره خبال تعال وتفرج واضحك مجانا << شعار منتداكم

الله يعينكم على انفسكم وخيوو العقيد قلبي لاتعب روحك بس تكفى انسخ ردهم وحطه بالمنتديات ابيهم يفرفشون شوي

ههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يشفيكم بس ويرجعكم لصوابكم
ما دليلك بأن عتيق كان مع رسول الله ص بالغار

بنت الغريب
12-01-2009, 04:24 PM
تقول ميته من الضحك متسدحه من كثر ماتضحك

فعلا غبيه
شاده روحك ومستانسه بعضو قاعد ينسخ ومن كثر ماينسخ نسى ماشال اسم العضو اللي نسخ منه
هههههههههههههه حلوه هذه

والله انا اللي كل يوم اوري فضايحكم لاهلي واخليهم يموتون من الضحك على غبائكم

فعلا لايضيرنا نبح الكلاب

نسايم
13-01-2009, 04:26 PM
ههههههههههههههههههههههههه

اي تقول متسدحة من الضحك

كان ودي اقول سدحه بلاقومه
بس للاسف مو زين اندعي ههههههههههههههههههههههههه

abdoullah
30-11-2009, 11:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بهم فرجاً عاجلاً قريباً كلمح البصر ,,

تاريخ الزيف.. وزيف التاريخ!

حقائق حُرِّفت لتصبحِ غرائب، وأكاذيب زُيُنت لتكون ثوابت، وأحاديث محيِت وحُرقت
ونصوص غُيِّبت ودُفنِت، وعقائد استُبدلت، وأحكام ابتُدعت!

ذلك ما جرى طوال ألف وأربعمائة عام، على يد أجهزة التحريف والتوزير
التابعة للسلاطين والحكام! فكل ما يمكن أن يساعد على تثبيت المُلك؛ لم تتردد تلك
الأجهزة في نسجه وصنعه وتدوينه، وكل ما يمكن أن يهدد استقرار النظام؛ لم تتردد تلك
الأجهزة في محوه وإلغائه وتحريفه!

منذ يوم السقيفة المشؤوم، بدأت مرحلة الكذب والخداع والتدليس، لإقصاء آل محمد
(صلوات الله عليهم) عن مكانتهم الدينية بعدما تم إقصاؤهم عن وظيفتهم الشرعية في
قيادة الأمة.

إنهم لم يكتفوا بإبعاد أهل الوحي عن طريق سلطانهم، بل حاكوا المؤامرات لقتلهم
والتخلص منهم! ثم لم يكتفوا بذلك أيضاً فعمدوا إلى الإنقاص من شأنهم
والرفع من شأن أعدائهم!

وهكذا صنعوا تاريخ الزيف المكتظ بالأباطيل والأكاذيب والملفقات، وهكذا اكتشفنا
زيف التاريخ المجمل بالأساطير والأوهام والخرافات!

وانطلى هذا التاريخ على الشعوب والأجيال، وغدت الأكاذيب مسلمات لا محيص عنها!
فيما صارت الحقائق بدعا من القول لا صحة فيها!

في ذلك التاريخ الزائف؛ رُمِيَ ولي الله الأعظم أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)
بطعون شتى، فرمي بإبشع التهم وهو المنزه عنها
فرمي بإنه شارب الخمر الذي لم ينتهِ عنه حتى نزلت آية:
(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)!
وهو الذي أغضب الزهراء (سلام الله عليها) حيث أراد الزواج عليها من ابنة أبي جهل
فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) مغضباً وهو يقول:
(فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني)!

ولكن الزيف مآله إلى زوال، ففي تاريخ الحقيقة أن الذي شرب الخمر وكان مولعاً به ليس
إلا عمر والآية قد نزلت فيه!
وأما الذي أغضب فاطمة (عليها السلام) فمعلوم من يكون إنه أبو بكر بن أبي قحافة ومن غيره!

هذه هي سمات تاريخ الزيف، التبديل والتحريف. تُلصِق مثالب القوم بأهل الطهر
وتُسلب فضائل أهل الطهر لتُلصق بالقوم!

لذا فلا عجب - في ذلك التاريخ - إن أصبح لمدينة العلم أرض وحيطان وسقف ومفتاح
بعدما كانت تقتصر على باب واحد! وقف النبي (صلى الله عليه وآله) ليقول:
(أنا مدينة العلم وعلي بابها).
فجاء أبو هريرة ليروي:
(أنا مدينة العلم وأبو بكر أرضها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها ومعاوية مفتاحها)!!

ولا عجب إن أصبح للمسجد أكثر من باب مفتوح، بعدما كانت الأبواب تقتصر على باب واحد!
أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن تُسد جميع أبواب البيوت الملاصقة للمسجد والمطلة
عليه، إذ لا يجوز أن يدخل المسجد جُنُب على غير طهارة، باستثناء علي وأهل بيته
(عليهم الصلاة والسلام) لأنهم طاهرون مطهرون.. فيأتينا أمثال أبي هريرة ليروي
أن النبي سد الأبواب إلا باب أبي بكر !

وهكذا استُبدلت (كتاب الله وعترتي) بـ (كتاب الله وسنتي)!
وهكذا استبدلت (أهل بيتي كالنجوم) بـ (صحابتي كالنجوم)!
وهكذا استبدلت: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)
بـ (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة)!
وهكذا استبدلت (عما عُرج بي إلى السماء رأيت مكتوباً على العرش لا إله
إلا الله محمد رسول الله عليه ولي الله) بـ
(.. رأيت مكتوباً على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصديق)!!

دجل وخداع وكذب وتزوير!

هذا ما أتانا من تاريخ السلاطين والحكام وخلفاء الجور الذين انقضوا على رسول الله
وأهل بيته وأرادوا ليطفئوا نورهم.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!

مهما طال الزمان.. ستظهر الحقيقة يوماً، وسيكتشف المسلمون كيف خدعوا بالأساطير
والخرافات، وكيف غُيِّبوا عن معرفة الحقائق بفعل الأنظمة والحكومات!

لقد كان التاريخ بيد تلك الأنظمة، فمعاوية - لعنه لله - كان قد أمر جميع قصاصي
ورواة نظامه بأن يروجوا بين الناس فضائل مختلقة مكذوبة لرفع شأن ابن عمه عثمان !
ولما وجد أن هذه (الفضائل) زادت عن حدها أمر بأن يروجوا فضائل أبي بكر وعمر
في مقابل أن ينتقصوا من قدر أبي تراب.. علي (عليه السلام)!

وحصل القصاصون على الدرهم والدينار، وحصلنا نحن المسلمون على تاريخهم الذي
كتبوه لنا بيد من طمع ودجل! والله وحده العالم مقدار ما خسرناه من تراث الإسلام
العظيم الذي لم يصلنا ولم نعرف عنه شيئاً، منذ أن بدأت حملة إحراقِ أحاديث رسول الله
(صلى الله عليه وآله) في العهد العُمَري، حتى زماننا هذا.

لكن الذين حاولوا طمس الحقائق لن يهنئوا أبداً، فمهما طال الزمان فلابد للحقيقة أن تظهر
يوماً ما، ولابد لها أن تتجلى أمام الناس كالشمس في رابعة النهار، حتى ولو استمر الزيف
لقرون وعقود طوال وانطلى على عقول الأجيال.

لقد كان قدراً مقداراً أن تقع عينا عالم محقق على عدد من النصوص التي أثارت علامات
الاستفهام لديه، وقد كان توفيقاً إلهياً ذلك الذي جعله يندفع إلى دراستها والتمحيص
حولها بما قاده إلى نتائج باهرة. وأخيراً فلقد كان إمداداً غيبياً ذلك الذي جعل هذا السر
ينكشف بعد 1422 عاماً من التمويه المتواصل.

ذلك على يدي العلامة الشيخ نجاح الطائي، أشهر المعاصرين المتخصصين في قراءة
واستنطاق السير والتواريخ.

(أبو بكر لم يكن مع الرسول في الغار)!

هذه هي النتيجة التي توصل إليها الشيخ الطائي بعد بحث مضن جهيد في جميع مصادر
أهل العامة، فطوى بذلك 1422 سنة من الكذب والاختلاق اللذان لفا تلك القضية
وأخرجاها عن واقعها الحقيقي.

(إنه أعظم توفيق إلهي حصل لي في حياتي إلى هذا اليوم)..
هكذا وصف العلامة الطائي رحلته في سبر أغوار هذه القضية الشائكة والمعقدة
في بحثه المتكامل، الذي خص (المنبر) به للنشر - حصراً - قبل طبعه في كتاب مستقل
ستتبناه (هيئة خدام المهدي) عليه الصلاة والسلام بالتعاون مع (دار الهدى).

بهدوء واضح وبرصانة علمية ناقش الطائي أكذوبة أن أبا بكر بن أبي قحافة هو من
صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هجرته المباركة من مكة إلى المدينة
والكلام الذي يقال من أنه قد لجأ مع النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في غار جبل
ثور للاختباء من الكفرة الذين يلاحقونهما فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة:

(ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها).

ورد الشيخ في بحثه المعمّق على جميع الاستدلالات التي يوردها أهل السنة في شأن
حضور أبي بكر في الغار، معتمداً على كتبهم ومصادرهم الحديثية والسيرية، وعليه
فقد كسر الشيخ جميع القواعد التي بُنيت على هذه الفرضية، والتي يحاول منها القوم
إثبات أفضلية لأبي بكر تؤهله للخلافة وقيادة الأمة.

ورغم أن القواعد التي بُنيت على تلك الفرضية لم تكن سليمة، إذ يظهر - عند التدقيق
في اللفظ والسياق - أن الآية الكريمة هي في مقام الذم لا المدح لأن الرجل الذي كان
مع النبي (صلى الله عليه وآله) تلقى نهيا عن (حزنه) وهو ما ينبئ عن كونه ارتكب معصية
كما أن هذا الرجل حُرم من السكينة إذ اقتصر نزولها على النبي.. رغم ذلك إلا أن فقهاء
العامة استماتوا في إثبات أن الآية تمدح أبا بكر وتجعل له مرتبة رفيعة رغم مخالفة
هذه النتيجة لظاهر النص القرآني.

ويأتي الإنجاز العلمي الباهر الذي حققه سماحة الشيخ الطائي في بحث هذه القضية
ليبدد كل الأوهام التي ارتبطت بها وكل التفسيرات غير المنطقية التي التصقت بالآية
الشريفة، التي ثبت أنها لم تنزل في أبي بكر لأنه - في الأصل - لم يهاجر مع النبي ولم
يكن في الغار بل كان قد هاجر مع البقية إلى المدينة قبل مجيء الرسول
(صلى الله عليه وآله) إليها. وما دام قد ثبت ذلك فإن كل الامتيازات العقائدية التي
منحها أهل العامة لأبي بكر - بناء على فرضية النزول - ستنتفي وسيتجرد هو منها تلقائياً.

ويمثل هذا الإنجاز أيضاً تحولا جذرياً في رؤية التاريخ الإسلامي، تلك الرؤية التي
كانت طوال 1400 عام بعين واحدة، واليوم بات بالإمكان أن تكتمل الرؤية بعينين.

والأهم أنه - أي الإنجاز العلمي هذا - سيكون بحول الله وقوته موضع رضى مولانا
رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الذي تجرأ عليه أرباب السير والحديث و
أهل التدوين، فنسبوا إلى سيرته ما ليس منها في شيء، أملا في إضفاء هالة القداسة
على الحكام.

ومن المتوقع أن يكون لهذا الإنجاز شأن عظيم في إثارة الجو العلمي والحماسة العقائدية
خاصة في حال نشره مفصلاً في الكتاب المرتقب، فالبحث الذي تنشره (المنبر) في هذا العدد
إنما يمثل خلاصة الكتاب بما يورث الاطمئنان إلى الحقيقة التاريخية. وفي الكتاب استدلالات
وتفصيلات وتشعبات أكثر، فهو يقع في حوالي 300 صفحة من القطع الكبير.

والمؤمل من جميع المؤمنين والمهتمين المساهمة في طباعة هذا السفر العظيم وتكثيره
ليكون له الدور الأكبر في تصحيح الخطأ التاريخي الفادح وتوعية الجماهير الإسلامية
بالحقيقة.

وقبل أن نأتي إلى موضوع البحث ننتهز هذه الفرصة لتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان
إلى سماحة العلامة الشيخ نجاح الطائي الذي أنارنا بهذا البحث رغم سعي الكثير
لعدم كشف الحقيقه .
و نتوجه إلى الله تعالى سائلين أن يوفقه للدفاع عن الشريعة والآل الميامين الطاهرين
(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

ونترك السطور والصفحات التالية لقلم سماحة الشيخ الطائي:

قبل البدء فإنني أهدي رحلتي هذه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلى كل طلاب
الحقيقة الساعين للوصول إلى الوقائع كما هي.

فليفرح المخلصون بشتى أصنافهم في وصولنا جميعاً إلى قصة الغار الحقيقية دون
زيادة ولا نقصان.

لنطوي سوية 1422 هـ سنة من الكذب والاختلاق الذي لف تلك القضية وأخرجها
عن صحتها وسيرتها الأصلية.

والشكر لله تعالى على ما أسداه لنا وهدانا إليه في هذا الموضوع. فقد مضت 1420 سنة
هجرية والمسلمون يقرؤون ما لفقه لهم الحكام وما كتبه لهم وعاظ السلاطين وأعوانهم.
فاعتادت الأجيال الإسلامية على قراءة الأكاذيب المكتوبة عن الغار والهجرة فأصبح
الخطأ فادحاً والأمر مريباً.

ولقد نجح الحكام المستبدون في فرض الظلام على الشعوب فكانت السجون مكتظة
بالأحرار والمقابر ملئى بالشهداء. وفي عالم الفكر أفلحوا في فرض تعتيم ثقافي على
المسلمين في أغلب الحقبات التاريخية التي مرت على الشعوب. فكتبوا التاريخ كتابة
ذاتية في مصلحتهم بعيداً عن الواقع والحقيقة.

وهذا البحث يفنّد قضية حضور أبي بكر في الغار بشكل علمي استناداً لرواية صحيحة
ومتواترة وشواهد وقرائن كثيرة.

ويذكر بأن الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحوّل الحق إلى باطل ويحول الباطل إلى حق
فلقد كذب الأحبار على عيسى (عليه السلام) فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى
(عليه السلام) وتآمروا على قتله، وإلى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله!

وكذب نمرود على إبراهيم (عليه السلام) فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه!

وكذب قارون على بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى (عليه السلام)
ووصيه يوشع، وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى (عليه السلام)
وصي زوجها يوشع بن نون (عليه السلام)!.

ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين
بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال. فانتشرت عشرات الأحاديث المختلقة بين الناس
ووضعت الدولة عيداً كبيراً لهذه المناسبة.

ولأن حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة
في 18 ذي الحجة. فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة!
في حين كانت واقعة الغار في شهر صفر!

ويتعب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال.
ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت.

واشتد هذا المكر بتلاحهم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ
المسجد النبوي في زمن عمر واستمر في منصبه في زمن عثمان .

وإذا كان كعب اليهود معلماً للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين
من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها!

وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار!
بينما قال الله تعالى في كتابه الشريف: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً).

هذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد
(عليهما الصلاة والسلام)، ولم يكفروا قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يكفروا المعتقدين
بنقص القرآن!

ولا يعلم إلا الله تعالى كم هي أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور
أبي بكر في الغار. لأن الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب
الحقيقية لسفكها الدماء. فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفاً بحجج
غير معروفة، وسجن ثلاثة وثلاثين ألفاً، وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه
الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي (عليه السلام) كميل بن زياد وعبد الرحمن
بن أبي ليلى الذي أخذ القرآن من أمير المؤمنين (عليه السلام). فهل قُتِل هؤلاء لعدم
إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة؟

ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام)
أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بأنهما يعتقدان بنقص القرآن، ذلك لأنهما
ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الغار!

لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار
ليس لها أساس من الصحة، وأنها قضية مختلقة ملفقة، بل أكذوبة، ذلك لأنها تصطدم
بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية، ونحن سنناقشها ونعرضها نقدياً كي تتضح
الصورة للجميع.

إن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شأن هذا الموضوع، أن النبي
(صلى الله عليه وآله) خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام علياً (عليه السلام) في مكانه
وقد كان خروجه إعجازياً لأن مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما
قرأ الآيات: (وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون...)
فعموا عن مشاهدته.
ثم توجه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت أبي بكر وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج
هو وأبو بكر للهجرة بصحبه أحد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن أريقط بن بكر
وبدلاً من أن يسلك ابن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب (المدينة المنورة)
فإنه سلك بهما طريق الجنوب، أي جنوب مكة، تمويهاً للكفار الذين كانوا يريدون
القضاء على خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله) ورسالته السماوية.

إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي، الذي تتبع
آثار أقدام النبي (صلى الله عليه وآله) وقارنها بقدم جده إبراهيم (عليه السلام)
فوصلوا أخيراً إلى جبل (ثور) حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر في غاره
مختبئين، وعندما وصلوا هناك بدأ أبو بكر يرتجب وكان حزيناً وخائفاً، فنهاه النبي
(صلى الله عليه وآله) عن ذلك بقوله له: (لا تحزن إن الله معنا).

وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار، ثم جاء عنكبوت من العناكب
فنسج خيوطه على الغار أيضاً، الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم أنه
مادامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فإن أحداً لم يدخل في هذا الغار.

وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مراراً على أن النبي موجود في هذا الغار.
وبقي النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظاراً لهدوء حملات
الملاحقة ضده، وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة
إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله وإلى أبيها. بعد ذلك تحرك النبي (صلى الله عليه وآله)
نحو المدينة بصحبة دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، ووصل إليها واستقبله المسلمون
مبتهجين فرحين.

هذه هي محصلة ما يتناقله المسلمون في شأن قضية غار جبل ثور، وهي محطة لعبت
فيها السياسة بألاعيبها، ونحن هنا سنبرهن إن شاء الله على بطلان كثير من تفاصيل
هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة، كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة
وفي الغار، وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له
الطعام وتوصله إليه، وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما
شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة، والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة
عن طريق الإسرائيليات.

- 1أول ما يجب أن نعلمه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد اعتمد أسلوب السرية التامة
في أمر هجرته تلك الليلة، خاصة بعدما أمر بهجرة جميع المسلمين إلى المدينة
وأبقى علياً (عليه السلام) لأنه وصيه والقائم مقامه في تأدية حقوق وأمانات الناس
المودعة عنده.

وكان لابد من اعتماد أسلوب السرية لأن كفار قريش كانوا يحيكون المؤامرات للحيلولة
دون وصول النبي (صلى الله عليه وآله) إلى يثرب، حيث سيقود من هناك الدولة التي ستحطم
ملكهم وسلطانهم وتقضي على جبروتهم.

لذا فإن أحداً لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة سوى أهل بيته المقربين، علي
وفاطمة (عليهما السلام)، وأم هانئ بنت أبي طالب (عليه السلام).

ومصادر أهل السنة متفقة على أن أبا بكر لم يكن عالماً بخروج النبي في تلك الليلة
بل فوجئ بمسألة الهجرة صباحاً فطلب منه أن صحبه، فقبل النبي (صلى الله عليه وآله).
[تفسير القرطبي: ج 3 ص 21، تاريخ الطبري: ج 2 ص 102
البحر المحيط لأبي حيان: ج 2 ص 118].

إن هذه السرية تتناقض مع الرواية المنقولة، والتي تقول بأن النبي قد خرج من بيت
أبي بكر نهاراً وأمام مرأى من المسلمين كلهم! [تاريخ الطبري: ج 2 ص 100].

فكيف يحرص النبي على إنجاح مشروع الهجرة وهو يعرض نفسه للقتل هكذا أمام الكفار
ويمشي أمامهم في النهار في طريقه إلى خارج مكة؟!

وكيف يمكن ذلك وقد كان الكفار يطلبونه ويلاحقونه في أي مكان وقد كانوا ليلتها
قد أحاطوا بداره متقلدين سيوفهم عزماً على قتله! إن هذا يعني الانتحار!
وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على مسألة توجه النبي إلى بيت أبي بكر
وانطلاقه من هناك صباحاً.

لقد كان من حرص النبي (صلى الله عليه وآله) على إنجاح الهجرة والتستر عن أعين
المجرمين، أن طلب من المسلمين القليلين المتبقين في مكة عدم الهجرة في تلك الليلة
التي سيهاجر فيها، مخفياً عنهم سبب طلبه. وكان من حرصه أن اختار وقت الهجرة
ليلاً وفي نهاية شهر صفر لئلا يكون في السماء ضوء القمر فينكشف في الطرقات.

فبالنظر إلى هذه الحيطة والسرية الكاملتين هل من المعقول أن يخرج النبي
(صلى الله عليه وآله) صباحاً وأمام أعين المشركين؟! بالطبع لا..
لذا فما دامت الرواية تقول أنه قد خرج صباحاً من بيت أبي بكر فإنها تسقط تلقائياً.

2 - إن الرواية تتقاطع مع روايات أخرى، قد تبدو مضحكة بعض الشيء، حيث يُذكر أن
النبي (صلى الله عليه وآله) خرج من بيته متوجهاً مباشرة إلى غار ثور، وفي تلك
الأثناء ذهب أبو بكر إلى بيته فلم يجده، فسأل علياً (عليه السلام) فأخبره الإمام بأن
النبي في طريقه إلى خارج مكة، فانطلق أبو بكر ليلحق بالنبي وقد كان يحمل جرساً معه
فعندما أدركه ظن النبي أن أبا بكر من المشركين فأسرع في المشي حتى يبتعد عنه
ولكن الله جعل شسع نعله ينقطع فانطلق إبهام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالحجر
وسالت منه الدماء، الأمر الذي أدى إلى توقف الرسول عن المسير اضطراراً، وعندئذ
وصل أبو بكر إليه فاجتمع معاً وسارا خارج مكة! [تاريخ الطبري: ج2 ص 102].

إن هذه الرواية توضح جانباً من الكذب والبهتان، فكيف يمكن أن يدخل أبو بكر بيت
رسول الله والحال أن البيت محاصر من قبل المشركين في تلك الليلة العصيبة ولم يكن
يسمح لأي أحد بالخروج أو الدخول؟! وكيف له أن يسأل علياً (عليه السلام) وهذا معناه
كشف الخطة النبوية لأنه سيتبين لدى المشركين أن هذا النائم ليس محمدا بل علي؟!

ثم كيف استطاع أبو بكر أن يعرف الزقاق الذي مر فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
وكيف تمكن من تشخيص ورؤية النبي في ذلك الليل الدامس؟!.

أما قضية فلق الإبهام وانقطاع شسع النعل فربما نحن لسنا بحاجة إلى الرد عليها!
فليس مجرد دم يسير خارج من إبهام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بجاعل إياه
يتوقف عن إكمال مسيرته تجاه المدينة وتهديد مشروع الإسلام كله للخطر كون أحد
المشركين يتعقبه.. لقد أُدمي النبي من رأسه إلى أخمص قدميه في رحلته لدعوة أهل
الطائف إلى الإسلام عندما رموه (لعنهم الله) بالأحجار، ولكنه لم يتوقف عن أداء
مهمته تلك، فكيف يتخلى عن أداء أعظم المهمات بهذه السهولة؟!

إن هذه من الأراجيف الواضحة التي تحاول أن تصور أن لأبي بكر منزلة كبيرة
عند السماء حتى يجبر الله نبيه على التوقف بإيذائه وإسالة الدم منه!

إن هذا التناقض يثير علامة استفهام أخرى، فهل ذهب النبي إلى بيت أبي بكر ومن هناك
اصطحبه معه، أم توجه مباشرة إلى خارج مكة وفي الطريق أدركه أبو بكر؟! أيهما نأخذ؟!

إذا تعارضتا تساقطتا.

3 - هناك شيء غريب في الرواية المزعومة، إذ تذكر أن أسماء بنت أبي بكر كانت
موجودة في بيت أبيها عندما وصل النبي (صلى الله عليه وآله) إليه، وأنه استراح فيه
قليلاً ثم أخذ أبا بكر معه، ومن بعد ذلك كانت أسماء تأخذ إليهما الطعام في الغار...

الغرابة هي في: كيف يمكن أن تكون أسماء في مكانين يبعد كل منهما عن الآخر
آلاف آلاف الأميال في الوقت نفسه؟!

إن التاريخ يقول أن أسماء بنت أبي بكر كانت في تلك الفترة مع زوجها الزبير
بن العوام في الحبشة!! [الثقات لابن حبان: ج 3 ص 23].

إن هذا يدلل على أن (صناعة حكومية) وراء قصة صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله)
في تلك الهجرة المباركة.

4 - هناك سؤال منطقي آخر هو: كيف يتوجه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى بيت
أبي بكر الذي كان يحوي المشركين؟!
ألا يفترض به أن لا يتوجه إلى ذلك البيت بالذات حتى لا يكشفه أحد من هؤلاء المشركين؟!

إن بيت أبي بكر كان يضم كلاً من: ابنيه عبد العزى وعبد الله، وابنته عائشة
وأمهم أم رومان (نملة بنت عبد العزى) بالإضافة إلى أبيه أبي قحافة.

وتنص الروايات على أن عبد العزى بن أبي بكر كان: (كافراً عنيداً محارباً للإسلام)!
[تاريخ ابن عساكر: ج 13 ص 280].

وكذلك تنص على أن أم رومان كانت كافرة، وقد طلقها أبو بكر بعد هجرته إلى المدينة
عند نزول آية: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر..)!
وكذلك تنص على أن أبا قحافة - والد أبي بكر - كان كافراً أيضاً!
[شرح النهج: ج 13 ص 268].

فهل يعقل أن يتوجه النبي إلى هذا البيت في هذه الليلة الخطيرة التي خططت فيها قريش لقتله
ووأد حركة الهجرة؟! هل يعقل أن يلجأ النبي إلى الذين يحاربونه ويرصدونه؟!
هل يعقل أن يتكلم في ذلك البيت عن الهجرة ويأخذ أبا بكر معه ولا يفترض أن أهله المشركين الموجودين في ذلك البيت سوف يكشفون الموضوع لرؤوس الكفر في قريش؟!

إن هذا يدلل على أن النبي لا يمكن أن يكون قد ذهب إلى بيت أبي بكر إطلاقاً.
خاصة وأن عبد العزى بن أبي بكر كان من جملة الذين جندتهم قريش لملاحقة النبي
(صلى الله عليه وآله )

5 - لقد أجمعت الروايات على أن النبي (صلى الله عليه وآله
) قد توجه من بيته إلى الغار
وحيداً فريداً، وهذا أصل وجوهر الحادثة.[ مسند أحمد: ج 1 ص 331
المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي: ج 5 ص 113
شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].

والروايات الملفقة تقول بأن أبا بكر صحب النبي (صلى الله عليه وآله) في طريقه إلى
الغار، ولكن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع حقائق تاريخية ثابتة.

فعندما أخذ المشركون معهم دليلهم كرزبن علقمة الخزاعي لتتبع مسير رسول الله
(صلى الله عليه وآله) والقبض عليه، رأى كرز آثار قدمي النبي فقال:
(هذه قدم محمد المشابهة للقدم التي في المقام) ويقصد بها قدم إبراهيم الخليل
(عليه السلام) في مقامه قرب الكعبة. [الإصابة: ج 5 ص 436، من له رواية في مسند
أحمد لمحمد بن علي بن حمزة: ص 360، فتوح البلدان للبلاذري: ج 1 ص 64].

ومادام كرز لم يذكر مشاهدته لآثار قدمي أبي بكر، فإن الإشكال على صحبته للنبي
في هجرته يتعاظم ويكبر.

والمثير أن عبد العزى بن أبي بكر كان من بين مجموعة المشركين الذين كانوا يلاحقون
النبي (صلى الله عليه وآله)
[طالع ترجمة عبد الرحمن عبد العزى بن أبي بكر في تاريخ ابن عساكر وأسد الغابة].

وذلك يعني أن عبد العزى الذي هو ابن أبي بكر نفسه، لم يتعرف على قدم أبيه، كما لم
يتعرف عليها الدليل كرز الخزاعي. وهذا مما يزيد من الإشكال ويدلل على أن أبا بكر
لم يصحب النبي أصلاً في تلك الرحلة.

6 - إن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت فيه
وجود أبي بكر معه في الغار، ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق
بها المديح والإطراء النبوي بينما لم نلحظ ذلك.
أي لم نسمع بحديث يقول فيه النبي عن أبي بكر: (هو صاحبي في الغار) مثلاً بل على
العكس من ذلك سمعنا النبي (صلى الله عليه وآله) يذمه في كثير من المواطن، فعندما
تقدم أبو بكر للزواج من فاطمة (عليها السلام) رفضه، وعندما تقدم عمر رفضه أيضاً
ولكن عندما تقدم أمير المؤمنين (عليه السلام) وافق النبي (صلى الله عليه وآله)
وقال له: (أنت لست بدجال) في تعريض واضح منه (صلى الله عليه وآله) بأبي بكر وعمر.
[مجمع الزوائد: ج 9 ص 204، طبقات ابن سعد: ج 8 ص 12، الإصابة: ج 1 ص 374].

ولو كان أبو بكر حاضراً مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار، وقد نزلت فيه
تلك الآية، لما عرض به النبي (صلى الله عليه وآله).

يضاف إلى ذلك أن معظم الروايات المنقولة عن صحبة أبي بكر للنبي في الغار، منقولة
على لسان عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر، وهؤلاء مشكوك في
روايتهم لأنهم من المحسوبين على أبي بكر نفسه.

في المقابل لم نجد أحداً من معارضي أبي بكر، كسعد بن عبادة والزبير بن العوام والحباب
بن المنذر ومالك بن نويرة وغيرهم من الصحابة، يقر بحضوره الغار، إذ لو كانوا يقرون
بذلك لما عارضوا حكمه وتمردوا عليه ورفضوا مبايعته بدعوى أنه (أبو فصيل) أي الذي
لا فضائل له أو لقومه.

7 - جاء في كتاب البداية والنهاية لابن كثير الأموي عن ابن جرير الطبري ما يؤيد هجرة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى غار ثور وحده، فخاف ابن كثير من هذه الرواية
الصحيحة الدالة على بطلان صحبة أبي بكر فارتجف قائلاً:
(وهذا غريب جداً وخلاف المشهور من أنهما خرجا معاً)!
[البداية والنهاية: ج3 ص 219، السيرة النبوية لابن كثير أيضاً: ج 2 ص 236].

8 - أجمعت الروايات على أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج وحيداً إلى الغار، وهناك
سأل الله تعالى أن يبعث إليه من يدله على الطريق، فكان أن التقى النبي بالدليل عبد الله
بن أريقط بن بكر حيث تذكر الروايات أن النبي قال له:
(يا ابن أريقط.. أأتمنك على دمي؟ فقال ابن بكر: إذا والله أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك.
فأين تريد يا محمد؟ فقال (صلى الله عليه وآله): يثرب.
قال ابن بكر: لأسلكن بك مسلكاً لا يهتدي فيها أحد).
[المستدرك: ج 3 ص 133، فتح الباري: ج 7 ص 8، سنن النسائي:
ج 5 ص 113، شواهد التنزيل: ج 1 ص 135].

فما دام هذا هو الثابت، أي أن النبي خرج مع ابن بكر - وليس أبا بكر - من الغار متوجهاً
إلى يثرب (المدينة المنورة)، ومادامت جميع الروايات تذكر أن أهل المدينة وكذلك الذين
يسكنون ما بين المدينة ومكة، لم يشاهدوا سوى شخصين اثنين فقط
[الطبقات الكبرى لابن سعد: ج 1 ص 230 ،سيرة ابن هاشم: ج 2 ص 100
عيون الأثر: ج 1 ص 248].

فإن ذلك يعني أن أبا بكر لم يكن مع النبي (صلى الله عليه وآله) في هجرته
لأن ذلك يتطلب أن يرى الناس ثلاثة أشخاص وليس شخصين فقط.

وكما ذكرنا فإن الثابت هو خروج النبي مع دليله ابن بكر، لأنه بدونه لا يستطيع الاهتداء
في طريقه إلى يثرب، فهو الخبير بالطرقات والمسالك.

9 - الروايات المختلقة التي تقول أن أبا بكر قد خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله)
إلى الغار، تذكر أيضاً أن أسماء بنت أبي بكر تزودهما بالطعام طوال فترة مكوثهما في
الغار والبالغة ثلاثة أيام.

إن هذا أمر يتناقض مع العقل والمنطق، لأنه لو كان أبو بكر مهاجراً مع النبي فعلاً لكان
من أيسر اليسير على مشركي قريش أن يتعقبوا ابنته التي تخرج كل يوم، ويتتبعوا
خطواتها حتى يتوصلوا إلى مكان النبي (صلى الله عليه وآله). خاصة وأن عبد العزى
بن أبي بكر وهو أخ أسماء ويسكن معها في البيت نفسه، كان من الذين يلاحقون النبي
(صلى الله عليه وآله)، فكان سهلاً عليه ملاحظة أخته وهي خارجة كل يوم حاملة معها
الطعام والزاد.

على أننا أثبتنا سابقاً أن أسماء لم تكن في مكة أصلاً، إذ كانت مع زوجها الزبير في
الحبشة، ضمن مجموعة المسلمين الذين لجؤوا إلى هناك.

وهذا التخبط والتضارب يسقط أكذوبة وجود أبي بكر مع النبي (صلى الله عليه وآله) في
الغار، وينفي هجرته معه، بل يؤكد أنه قد هاجر مع بقية المسلمين في المجموعة الأولى
المتوجهة إلى المدينة. خاصة إذا ما أدركنا أن أبا بكر كان ملازماً دائماً لعمر بن الخطاب
في حله وترحاله، وقد ثبت في السير أن ابن الخطاب قد هاجر إلى المدينة قبل هجرة النبي
(صلى الله عليه وآله) إليها.

10 - جاء في أصح كتب أهل العامة ما يثبت حقيقة أنه لم تنزل آية واحدة في القرآن
تمدح أبا بكر أو أهله، فقد ورد عن عائشة في صحيح البخاري قولها: (لم ينزل فينا قرآن)!
[صحيح البخاري: ج 6 ص 42، تاريخ ابن الأثير: ج 3 ص 199، الأغاني: ج 16 ص 90
البداية والنهاية: ج 8 ص 96 وغيرها كثير].

وهنا فلنركز قليلاً: لقد ذكرت عائشة هذا أمام جميع الصحابة والمسلمين الأوائل
وقالت: لم ينزل فينا قرآن. ولو كانت آية: (ثاني اثنين..) نازلة في أبي بكر لما قالت
هذا الكلام لأنها تنتقص بذلك أباها وتجرده من مزية واضحة في القرآن.
أو على الأقل لرد عليها الصحابة الذين يفترض أنهم متيقنون من حضور أبي بكر
في الغار، ولذكروها بالآية وبقضية هجرته مع النبي (صلى الله عليه وآله).

لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وهو ما يثبت زيف أحاديث حضور أبي بكر في الغار، حتى
تلك المسندة إلى عائشة منها. وهذا يوضح أن مسألة حضوره في الغار هي مسألة
طارئة ولم تكن معروفة في صدر الإسلام.

خاصة أننا إذا تتبعنا التاريخ فإننا لن نجد إشارات واضحة على لسان أبي بكر حول
حضوره في الغار، وهجرته مع النبي (صلى الله عليه وآله). مما يدعم كون القضية
من اختلاقات السلطة لإثبات مزية لأبي بكر.

11 - كان يحيى بن معين من المشككين برواية حضور أبي بكر في الغار الواردة
عن طريق أنس بن مالك. فكانت الشكوك تحوم حول ذلك الحديث بصور متعددة.
(سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 362، تهذيب الكمال للمزي: ص 29].

وقد ذكر حديث الغار العباس بن الفضل الأزرق عن ثابت عن أنس، فقال فيه يحيى بن معين:
(كذاب خبيث)! [تاريخ بغداد: ج 12 ص 133].

وإذا نظرنا إلى رواة حديث الغار، نجدهم بين كذاب ومدلس وضعيف، فقد كان سليمان
بن حرب يضعف حديث الغار الذي ذكره خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب
بن نافع عن ابن عمر. [سؤالات الآجري لأبي داود سليمان بن الأشعث: ج 1 ص 399].

ولقد ازدادت الطعون في رواة الحديث المكذوب في حضور أبي بكر في الغار.
[طالع تاريخ بغداد: ج 8 ص 302، تهذيب الكمال للمزي: ج 1 ص 314
تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 27، تاريخ دمشق: ج 5 ص 235
سير أعلام النبلاء: ج 12 ص 232، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 73 وغيرها).

12 - إن الذي كان حاضراً مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار، ليس
سوى دليله ابن بكر، الذي التقى به النبي (صلى الله عليه وآله) في اليوم الأول
من هجرته ومكوثه في الغار، فطلب منه مساعدته، واستجاب الرجل للأمر النبوي.

وقد ذكرت مصادر العامة أن ابن بكر كان مشركاً في ذلك الوقت!
وهنا نضع علامة استفهام كبيرة، إذ لو كان ابن بكر مشركاً حقاً فما الداعي لأن
يساعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!

إن هذا يكشف جزءاً من الحكمة النبوية، فلقد كان ابن بكر يمارس التقية، وكان يخفي
إسلامه حتى يقوم بهذه المهمة العظيمة في حفظ رسول الإنسانية وإيصاله سالماً
إلى المدينة. لقد كان ابن بكر معروفاً في أوساط كفار قريش بالكفر، وكان يتظاهر
بعبادة الأوثان، حتى لا يشكوا فيه، خاصة أنه كان من أشهر الأدلاء على الطرق.

إنه لم يرد في التاريخ أن النبي (صلى الله عليه وآله) منح مكافأة لابن بكر، أو أنه
كانت لديه مصلحة معينة معه، حتى نقول مثلاً أنه قد ساعد النبي في الهجرة لغرض دنيوي.
فلابد لنا والحال هذه أن نقول بأن ابن بكر كان رجلاً مسلماً صالحاً قام بدوره بدافع من عقيدته.

والذي يؤيد ذلك أنه مادام غائباً عن أذهان مشركي قريش أن ابن بكر مسلم ومن أتباع
محمد (صلى الله عليه وآله)؛ فإنه لا يكون مراقباً من قبلهم، وبذا يمكنه أن يوصل
الطعام والأخبار إلى النبي في الغار طوال فترة مكوثه فيه، والبالغة ثلاثة أيام حتى
يهدأ ويسكن الطلب عليه. ثم يتوجه به إلى المدينة.

والواضح أن ابن بكر في إحدى زياراته للنبي (صلى الله عليه وآله) في الغار، تفاجأ بمجيء
مشركي قريش ووصولهم إلى الغار عن طريق الاستدلال على آثار قدمي النبي
(صلى الله عليه وآله). وهنا حزن ابن بكر وخاف، فلجأ إلى الغار وطمأنه النبي
(صلى الله عليه وآله)، ثم انصرف المشركون بالإعجاز الإلهي ونزلت الآية.

13 - الظاهر أن الماكرين قد قاموا بتصحيف وتزوير كبيرين
ليوافق اسم (أبي بكر) اسم (ابن بكر). فقد غيروا اسم أبي بكر الحقيقي
(عتيق) وجعلوه (عبد الله) ليوافق اسم (عبد الله) بن أريقط بن بكر.
[مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 13 ص 35].

وبهذا بقي التغيير بين (ابن بكر) و(أبي بكر) وهو سهل وبسيط، لأن الكتابة في السابق
لم تكن منقوطة، لذا فإن اسم أبي بكر وكذلك ابن بكر يكتبان بالطريقة نفسها.

ولهذا نظائر في التاريخ، فقد قام العباسيون بتصحيف اسم عباس بن نضلة الأنصاري
الصحابي الذي استشهد في معركة أحد، ليسرقوا فضائله ويلصقوها بالعباس بن عبد المطلب.

14 - إن الروايات التي تذكر هجرة أبي بكر مع خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)
هي روايات إسرائيلية، لأنها تشتمل على بعض التفاصيل الواضح اتصالها باليهود وتراثهم.

من تلك القضايا، أن حمامة قد جاءت وباضت بيضة أمام الغار، وأن عنكبوتاً قد جاء
ونسج خيوطه على فتحة الغار، الأمر الذي جعل المشركين يتوهمون عدم وجود أحد فيه.

وهذا الأمر مناقض للعقل وللصحيح من الروايات، لأن غار ثور - كما شاهدناه -
هو غار صغير لا تتعدى مساحته مترين مربعين فقط، فمن غير الممكن أن يحجب أي
شيء الرؤية إلى داخله، فلو وقف أي شخص أمام فتحة الغار لشاهد كل ما فيه بشكل
واضح جداً، لأنه غار صغير، ويضاف إلى ذلك أن هناك فتحة أخرى جانبية في الغار
الأمر الذي يجعل الضوء ينفذ ويضيء الغار بأكمله مما يسهل الرؤية. لذا فلا معنى
لخيوط عنكبوت ولبيضة حمامة، فالرؤية واضحة تماماً.

والحقيقة أنهم قد جاؤوا برواية العنكبوت من سيرة النبي داود (عليه السلام) في كتب
اليهود، حيث نسج العنكبوت خيوطه على غار داود (عليه السلام) عندما لاحقه
جالوت بغرض قتله. [تفسير القرطبي: ج13 ص 346].

والصحيح أن المشركين عندما وصلوا إلى الغار عميت أبصارهم ولم يتمكنوا من مشاهدة
أي أحد داخل الغار، كما حصل عندما مر النبي (صلى الله عليه وآله) أمام أعينهم في خروجه
من بيته في مكة المكرمة.

قال أبو الطفيل عامر بن واثلة عن أبيه: (كنت أطلب النبي فيمن يطلبه وهو في الغار
فنظرت فيه فلم أرَ أحداً). ونظر القرشيون في الغار أيضاً فلم يشاهدوا أحداً.
[الإصابة: ج 7 ص 194].

إن هذا يؤكد أن المشركين قد عميت أبصارهم عن مشاهدة رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، وكذلك صاحبه ودليله عبد الله بن بكر.

15 - نجد في التاريخ أن أعاظم أصحاب الأئمة (صلوات الله عليهم) قد اتهموا بعدم
اعتقادهم بوجود آية (ثاني اثنين إذ هما في الغار...) ضمن القرآن لأنهم لا يعتقدون
بنزول آية واحدة في حق أبي بكر!

قال ابن حجر نقلاً عن الحافظ: (أخبرني النظام وبشر بن خالد قالا: قلنا لمحمد بن جعفر
الرافضي المعروف بشيطان الطاق: ويحك! أما استحييت لما قلت: إن الله لم يقل قط في القرآن:
(ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا)؟!

قال: فضحك طويلاً حتى خجلنا نحن وكنا نحن الذين قلنا ذلك).
[لسان الميزان لابن حجر: ج 5 ص 108].

إن مؤمن الطاق من أعظم تلاميذ الإمام الصادق (عليه السلام) ولا يمكن أن يخرج
عن اعتقاده، والواضح أن اتهامه بها الاتهام الخطير مرده إلى عدم اعتقاده بنزول آية
في شأن أبي بكر، مما يعني أن آية (ثاني اثنين...) عنده نزلت في رجل آخر، وهو ابن بكر.
ولذا وجدنا خصومه يشنعون عليه عندما رأوه ينفي نزول قرآن في حق أبي بكر.

والتهمة نفسها اتُّهِم بها هشام بن الحكم، الذي كان يقول بعدم نزول قرآن في شأن أبي بكر،
وبذلك رموه بنقص القرآن لأنهم ربطوا آية الغار بأبي بكر غصباً! فيكون عندهم الذي
لا يعتقد بنزول آيات في أبي بكر كمن يعتقد بنقص القرآن!

16 - كان العلماء والمثقفون والحكام من التابعين المنتشرين في شرق الأرض ومغربها
عارفين بعدم صحبة أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله) في الغار والهجرة،ومن هؤلاء
محمد بن المهدي مؤسس الدولة الفاطمية الذي كان يكذب حضور أبي بكر في الغار
وهجرته مع الرسول (صلى الله عليه وآله). [سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 12 ص 133].

ومحمد بن المهدي من العلماء الأشراف المنحدرين من نسل رسول الله
(صلى الله عليه وآله) وقد هاجر من الكوفة إلى شمال أفريقيا حيث مكنه الله تعالى
من تأسيس أقوى دولة إسلامية في أفريقيا ثم ازدادت عظمة بعد سيطرتها على شبه
جزيرة العرب والشام ومصر متخذة من القاهرة عاصمة لها.

إن مما هو بيّنٌ أن قصة هجرة النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي بكر وحضوره وإياه
في الغار هي من اختلاقات الأنظمة الحاكمة، ولقد شرحنا في كتابنا الذي سيصدر قريباً
إن شاء الله تعالى كيفية ترسيخ الحكومات تاريخياً لهذه القصة في أذهان الناس، فقد قامت
السلطة بحرق جميع الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لطمس
كثير من الحقائق ومن بينها حقيقة أن الذي هاجر مع النبي هو
دليله ابن بكر، وليس أبا بكر.

وما دام ذلك قد حصل فإنه يسهل الترويج لأية أكذوبة لأنه ما من مصدر يرجع إليه
المسلمون للتأكد من صحة هذا الحديث. وقد استمرت سياسة التعتيم على الأحاديث
النبوية حتى أيام عمر بن عبد العزيز الأموي، أي بعد عشرات السنين من حادثة
الإحراق والمنع من تدوين السنة النبوية الشريفة.

ومثلما اختلق الأمويون رواية أن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنتان قد زوجهما
من عثمان بن عفان، مستفيدين من كونهما من ربيبات خديجة أم المؤمنين (عليها السلام)
كذلك فقد عمد رجال السقيفة ومن تبعهم من الأمويين إلى تزوير حادثة الغار وإلصاق أبي
بكر بها زورا، مستفيدين من شخصية ابن بكر الذي هاجر مع النبي فعلاً.
كما قام العباسيون بالاستفادة من شخصية العباس بن نضلة الأنصاري وسرقة
فضائله لجدهم العباس بن عبد المطلب.

وبعد التوفيق الإلهي لنا في التوصل لهذه الحقائق العظيمة لنا أن ننفض غبار
الأكاذيب عن السيرة النبوية العظيمة.

والوصول إلى الواقع نعمة ربانية عظيمة لنا بعد 1420 سنة من الجهل المطبق
على هذه الحادثة.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

العلامة الشيخ نجاح الطائي

شكرا لك لأنك أفتيت و لماذا لم يكم أبن بكر هذا صديق للرسول في حياته و كان أبو بكر هو الصاحب،ثم لو كان أبو بكر هذا كما تقولون لما تزوج الرسول ابنته عائشة ثم لما سمي بالصديق
ثم أنت ما شأنك و شأن ابي بكر أنت خير منه هو عاش في زمان و انت في زمان و في عهده و عهد عمر و عثمان تم تدمير دولة الفرس و نشر الإسلام أو ستقول أيضا إنهم كانو إرهابيين لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

آمنت بالحسين
01-12-2009, 12:30 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يـــــــــــــا الله
بارك الله بكِ اختي على هذا الطرح الجميل والشكر موصول للشيج نجاح على بذله هذا الجهد
في الحقيقه كنت قد سمعت شيئ من هذا لكن ليس بهذا التفصيل الاكثر من مقنع .... مع انه لو كان ابو بكر هو المعني بالامر-وجوده في الغار مع النبي- فهذا لايعد منقبة له اذ نهاه النبي عن الحزن .. اذ قال لصاحبه لاتحزن .. والحزن معروف في اللغه انه على مافات وليس على ما آت فلو كان حزنه خوفاً من المشركين لقال له النبي عليه وآله افضل السلاة والسلام .لقال له لاتخشَ لكنه ص قال له لاتحزن اي لاتحزن على خروجك معي وعدم بقاءك في مكه .. وعندما يذكر الباري عز وجل بقوله .. فأنزل سكينته عليه .. نرى انه في كل الآيات الموجودة في القران يقول عز وجل .. فأنزل سكينته عليه وعلى المؤمنين.. الافي هذا الموضع فانه حرم ..ابي بكر -ان كان هو المتواجد مع النبي- من السكينه فقال وانزل سكينته عليه - ثم هم يفتخرون بالايه - (ثاني اثنين) ولااعرف ماللعدد من منقبه او فضل .. اذ يقول الباري .. ويقولون سته وسابعهم كلبهم .. فماللكل من الفضل على اصحاب الكهف او هل له اصلا فضلاُ معهم __والامثال تضرب ولاتقاس _ وكذلك (اذ يقول لصاحبه) هم يفتخرون ب@لصاحبه@ وقرائنها كثير في القرآن ولا اعلم للصحبة من فضل اذ الانسان يصاحب بالسفر من عرفه او لم يعرفه وصاحب الحوت وغيرها ....

اخيراً عندي سؤال مهم
ارجو من الاخوه محبي ابن ابي قحافة الاجابه عليه

نرى ونقرأ كثيرا وصول النبي ونزوله في بيت ابو ايوب الانصاري ولانرى لابي بكر ذكر عند دخول النبي للمدينه !!!

لماذا ياتـــــــــــــــــــــــــــــــــــرى ؟

اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له


اخوكم آمنت بالحسين

علي أمام المتقين
01-12-2009, 12:32 AM
المشكلة انكم ابناء زنا لاتفهمون ابناء متعة لم يذكر اسم الله عليكم

لا اريد ان ارد عليك

الله عز وجل يرد عليكم يا نواصب العصر

بسم الله الرحمن الرحيم

{‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}‏‏

صدق الله العلي العظيم

علي أمام المتقين
01-12-2009, 12:39 AM
شكرا لك لأنك أفتيت و لماذا لم يكم أبن بكر هذا صديق للرسول في حياته و كان أبو بكر هو الصاحب،ثم لو كان أبو بكر هذا كما تقولون لما تزوج الرسول ابنته عائشة ثم لما سمي بالصديق
ثم أنت ما شأنك و شأن ابي بكر أنت خير منه هو عاش في زمان و انت في زمان و في عهده و عهد عمر و عثمان تم تدمير دولة الفرس و نشر الإسلام أو ستقول أيضا إنهم كانو إرهابيين لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.


أثبت لنا ولكل اهل السنة والجماعة ان من سمى ابو بكر ( بالصديق ) هو رسول الله

ومن دون كذب

أن لم يكن لديك دليل شافي وكافي ولو حديث صحيح

أعترف أن رسول الله سمى علي بصديق ال ياسين

يالله أنتظر منك الأجابة ؟؟؟؟؟؟؟؟