العجل يا مولاي
11-01-2009, 08:43 PM
لماذا يعود اليهود الى كركوك؟
(خبر يمر عاديا في نشرة اخبار اذاعة الشرق هذا الصباح: اليهود الاسرائيليون من اصل عراقي يعودون وبكثافة الى العراق، ويتمركزون بشكل خاص في كركوك حيث يشترون الاراضي بخمسة اضعاف ثمنها الحقيقي.) هذه الفقرة الاستهلالية، كانت مدخلا لمقال الكاتبة الاردنية، حياة الحويك عطية، في جريدة الدستور الاردنية، قبل بضعة أيام. ثم طرحت سؤلاً، بألم بالغ، أحسست بمرارتها، لماذا كركوك؟
وقبل أن نجيب على سؤالها، ، نود أن نشير الى ان الخبر ليس بجديد، فبعد أحتلال العراق في ٩ نيسان، أبريل ٢٠٠٣، تدفق مجموعة من عناصر الموساد الاسرائيلي الى العراق، تحت مسمى شركة الرافدين، وشركات وهمية اخرى. بلغ عدد الدفعة الاولى ٩٠٠ جاسوسا، قامت بتشكيل فرقة خاصة لتنفيذ مهام الاغتيالات لكوادر وشخصيات عراقية، سياسية وعسكرية واعلامية وعلمية وقضائية،
يتحدث معظم أفرادها اللغة العربية باللهجة العراقية بطلاقة اضافة للغة الانجليزية. كثفت الفرقة الاسرائيلية جهودها منذ بداية العام الحالي في شراء الاراضي والدور السكنية والمزارع في كركوك وضواحيها، فضلا عن استمرارها في تنفيذ عمليات الاغتيالات التي طالت شخصيات سياسية تركمانية وعربية وكردية وقصف المقرات الحزبية للتركمان والاكراد في كركوك، بهدف اشعال الفتنة العرقية. انتبهت المقاومة الوطنية العراقية لفعلهم الجبان وقامت بقتل ٦ افراد من عناصرها في المدينة في بداية العام الجاري. وما زالت هذه العناصر نشطة في كركوك وبغداد وبابل بالاضافة الى شمال العراق.
على أية حال، لماذا كركوك؟
تمثل كركوك ذكرى مؤلمة في الذاكرة الجمعية اليهودية، لعلاقتها المباشر بالسبي البابلي!! فبعد أن دمر القائد العراقي نبوخذ نصر، دولة اسرائيل الجنوبية عام ٥٧٦ قبل الميلاد، ساق ٥٠ ألف يهودي أسيرا الى العراق (السبي البابلي) وفي طريق عودة القائد نبوخذ نصر الى بابل مرّ من كركوك، لوقوعها على الطريق الاستراتيجي للقوافل الصاعدة الى الشمال، وشمال الغرب (تركيا وسوريا وفلسطين الحالية)، وهي نفس الطريق الذي سلكها ملك الفرس دارا وجيشه لمحاربة الاسكندر المقدوني في معركة أربائيلو (أربيل الحالية) الذي انتصر فيها أسكندر المقدوني.
المهم عندما وصل نبوخذ نصر الى منطقة كركوك (التي كانت تسمى في العهد السومري بـ، ، كاركوك، أي العمل المنظم الشديد). وجد على الجانب الشرق من نـهر(خاصة صو) الحالية، ثلاثة تلال متقاربة نسبيا، فسخر الاسرى اليهود لجلب التراب والاحجار من المناطق القريبة منها، وتكديسها بين تلك التلال، على ان يكون البناء بمستوى أعلى تل من بينها، وهكذا تم تشييد قلعة كركوك. بعد انجاز البناء، أمر ببناء سرداب في موقع، يبعد من الباب الرئيس للقلعة (التي تسمى الان طوب قابو) بحوالي ٣٠٠ مترا. وأحتراما لمكانة الانبياء، فقد تم بناء مسجد فوق السرداب (مقام الانبياء)، في العصر العباسي الاخير، واطلق عليه اسم مسجد نبي دانيال والمعروف بأسمه التركماني (دانيال بيغمبر جامعي) وباق لحد الان شاخصا يحكي قصة المدينة.
كان المسجد قبلة الشابات التركمانيات، أيام عيدي الفطر والاضحى، ومكان تجمعهن وهن بأحلى زينتهن بقصد التعرف على الامهات اللواتي تبحثن عن عرائس لأبنائهن. كما كان قبلة لليهود القاطنين في كركوك قبل هجرتهم الى فلسطين عام ١٩٥٢. وقد كان اليهود يحتفلون في المسجد يوم عيد كيبور اليهودي الذي يبدأ في ٦ تشرين الاول، أكتوبر، بموافقة أمام وخطيب المسجد، كدليل على التسامح الديني الذي كان سائداً في المدينة، يأتون زرافات من المدن العراقية الاخرى للاحتفال بهذه المناسبة، وكنا حينذاك أطفالا نقف خارج المسجد لنضحك على زلوفهم وملابسهم وهمهماتهم قرب حائط المسجد، تبين لنا فيما بعد انها صلاتهم.
وكان هناك يوم آخر، يتجمعون فيه خارج المسجد ويبكون قرب جدرانه، وعندما سألت جدتي ذات يوم لماذا يبكي حزقيل؟ قالت: يقولون انهم يتذكرون تدمير معبدهم في القدس وسجن النبي دانيال في هذا المكان!!! هذه هي قصة اليهود مع كركوك، كما سمعتها من شيوخ مدينتي قبل عدة عقود. ربما تحتاج القصة الى توثيق تاريخي من قبل المختصين في التاريخ والاثار، ولكن مقام الانبياء الثلاثة فى سرداب المسجد، يشهد على جزء كبير من صواب القصة. هذا هو السبب الاول.
أما السبب الثاني، وكما هو معروف، فأن هذه المدينة تضم حوالي ٦٠٪ من الاحتياطي النفطي العراقي، ويعتبر من أجود انواع النفط الخام في العالم وحسب الخطة التي وضعت في عهد النظام السابق، فأن أعادة تأهيل المنشاءات النفطية فيها تحتاج الى استثمار ٨ مليارات دولار لكي يرتفع انتاج حقولها الى حدود ٥ ملايين برميل يوميا. وبما أن أبواب السلب والنهب قد فتحت على مصراعيها في العراق بفضل الاحتلال، فأن الرقم ربما سيرتفع الى ١٦ أو ٢٤ مليار دولار، ولهذا يحاول اليهود من الان شراء أكبر قدر ممكن من الاراضي فيها لتحويليها الى لاس فيجاس الشرق الاوسط. أن المبالغ المرصودة، للاستثمار في المنشأءات النفطية في هذه المدينة، لا يسيل لها لعاب اليهود فقط وانما يسيل لها لعاب الوحوش أ يضا.
وأما السبب الثالث هو، ان " اسرائيل " قدمت عرضا الى الزعيمين البرزاني والطالباني بحماية الدولة الفيدرالية الكردية من اي خطر سواء من داخل العراق او من تركيا وسوريا وايران. وحسب الخطة الامريكية- الاسرائيلية، فأن كركوك ستكون عاصمة الدولة الكردية المشبوهة، لذا فأن التواجد اليهودي فيها أصبحت ضرورة استراتيجية لقربها من تركيا وايران وسوريا.
لقد بات واضحا ان امريكا غزت العراق من اجل حماية اسرائيل وجعلها القوة العظمى الوحيدة في المنطقة، وتثبيت اصدقائها علي قمة السلطة في بغداد، وطمس هوية العراق العربية والاسلامية، وقطع كل صلاته بتاريخه الحضاري العريق، وتوتير علاقاته مع دول الجوار دون أيلاء أي اعتبار لحقوق الشعب العراقي وقوميات بعد هذا ليس بنا من حاجة في الدخول في تفاصيل لاتغني ولا تسمن ولا يسمع من به صمم.
(العجل العجل يا مولاي ياصاحب الزمان)
(خبر يمر عاديا في نشرة اخبار اذاعة الشرق هذا الصباح: اليهود الاسرائيليون من اصل عراقي يعودون وبكثافة الى العراق، ويتمركزون بشكل خاص في كركوك حيث يشترون الاراضي بخمسة اضعاف ثمنها الحقيقي.) هذه الفقرة الاستهلالية، كانت مدخلا لمقال الكاتبة الاردنية، حياة الحويك عطية، في جريدة الدستور الاردنية، قبل بضعة أيام. ثم طرحت سؤلاً، بألم بالغ، أحسست بمرارتها، لماذا كركوك؟
وقبل أن نجيب على سؤالها، ، نود أن نشير الى ان الخبر ليس بجديد، فبعد أحتلال العراق في ٩ نيسان، أبريل ٢٠٠٣، تدفق مجموعة من عناصر الموساد الاسرائيلي الى العراق، تحت مسمى شركة الرافدين، وشركات وهمية اخرى. بلغ عدد الدفعة الاولى ٩٠٠ جاسوسا، قامت بتشكيل فرقة خاصة لتنفيذ مهام الاغتيالات لكوادر وشخصيات عراقية، سياسية وعسكرية واعلامية وعلمية وقضائية،
يتحدث معظم أفرادها اللغة العربية باللهجة العراقية بطلاقة اضافة للغة الانجليزية. كثفت الفرقة الاسرائيلية جهودها منذ بداية العام الحالي في شراء الاراضي والدور السكنية والمزارع في كركوك وضواحيها، فضلا عن استمرارها في تنفيذ عمليات الاغتيالات التي طالت شخصيات سياسية تركمانية وعربية وكردية وقصف المقرات الحزبية للتركمان والاكراد في كركوك، بهدف اشعال الفتنة العرقية. انتبهت المقاومة الوطنية العراقية لفعلهم الجبان وقامت بقتل ٦ افراد من عناصرها في المدينة في بداية العام الجاري. وما زالت هذه العناصر نشطة في كركوك وبغداد وبابل بالاضافة الى شمال العراق.
على أية حال، لماذا كركوك؟
تمثل كركوك ذكرى مؤلمة في الذاكرة الجمعية اليهودية، لعلاقتها المباشر بالسبي البابلي!! فبعد أن دمر القائد العراقي نبوخذ نصر، دولة اسرائيل الجنوبية عام ٥٧٦ قبل الميلاد، ساق ٥٠ ألف يهودي أسيرا الى العراق (السبي البابلي) وفي طريق عودة القائد نبوخذ نصر الى بابل مرّ من كركوك، لوقوعها على الطريق الاستراتيجي للقوافل الصاعدة الى الشمال، وشمال الغرب (تركيا وسوريا وفلسطين الحالية)، وهي نفس الطريق الذي سلكها ملك الفرس دارا وجيشه لمحاربة الاسكندر المقدوني في معركة أربائيلو (أربيل الحالية) الذي انتصر فيها أسكندر المقدوني.
المهم عندما وصل نبوخذ نصر الى منطقة كركوك (التي كانت تسمى في العهد السومري بـ، ، كاركوك، أي العمل المنظم الشديد). وجد على الجانب الشرق من نـهر(خاصة صو) الحالية، ثلاثة تلال متقاربة نسبيا، فسخر الاسرى اليهود لجلب التراب والاحجار من المناطق القريبة منها، وتكديسها بين تلك التلال، على ان يكون البناء بمستوى أعلى تل من بينها، وهكذا تم تشييد قلعة كركوك. بعد انجاز البناء، أمر ببناء سرداب في موقع، يبعد من الباب الرئيس للقلعة (التي تسمى الان طوب قابو) بحوالي ٣٠٠ مترا. وأحتراما لمكانة الانبياء، فقد تم بناء مسجد فوق السرداب (مقام الانبياء)، في العصر العباسي الاخير، واطلق عليه اسم مسجد نبي دانيال والمعروف بأسمه التركماني (دانيال بيغمبر جامعي) وباق لحد الان شاخصا يحكي قصة المدينة.
كان المسجد قبلة الشابات التركمانيات، أيام عيدي الفطر والاضحى، ومكان تجمعهن وهن بأحلى زينتهن بقصد التعرف على الامهات اللواتي تبحثن عن عرائس لأبنائهن. كما كان قبلة لليهود القاطنين في كركوك قبل هجرتهم الى فلسطين عام ١٩٥٢. وقد كان اليهود يحتفلون في المسجد يوم عيد كيبور اليهودي الذي يبدأ في ٦ تشرين الاول، أكتوبر، بموافقة أمام وخطيب المسجد، كدليل على التسامح الديني الذي كان سائداً في المدينة، يأتون زرافات من المدن العراقية الاخرى للاحتفال بهذه المناسبة، وكنا حينذاك أطفالا نقف خارج المسجد لنضحك على زلوفهم وملابسهم وهمهماتهم قرب حائط المسجد، تبين لنا فيما بعد انها صلاتهم.
وكان هناك يوم آخر، يتجمعون فيه خارج المسجد ويبكون قرب جدرانه، وعندما سألت جدتي ذات يوم لماذا يبكي حزقيل؟ قالت: يقولون انهم يتذكرون تدمير معبدهم في القدس وسجن النبي دانيال في هذا المكان!!! هذه هي قصة اليهود مع كركوك، كما سمعتها من شيوخ مدينتي قبل عدة عقود. ربما تحتاج القصة الى توثيق تاريخي من قبل المختصين في التاريخ والاثار، ولكن مقام الانبياء الثلاثة فى سرداب المسجد، يشهد على جزء كبير من صواب القصة. هذا هو السبب الاول.
أما السبب الثاني، وكما هو معروف، فأن هذه المدينة تضم حوالي ٦٠٪ من الاحتياطي النفطي العراقي، ويعتبر من أجود انواع النفط الخام في العالم وحسب الخطة التي وضعت في عهد النظام السابق، فأن أعادة تأهيل المنشاءات النفطية فيها تحتاج الى استثمار ٨ مليارات دولار لكي يرتفع انتاج حقولها الى حدود ٥ ملايين برميل يوميا. وبما أن أبواب السلب والنهب قد فتحت على مصراعيها في العراق بفضل الاحتلال، فأن الرقم ربما سيرتفع الى ١٦ أو ٢٤ مليار دولار، ولهذا يحاول اليهود من الان شراء أكبر قدر ممكن من الاراضي فيها لتحويليها الى لاس فيجاس الشرق الاوسط. أن المبالغ المرصودة، للاستثمار في المنشأءات النفطية في هذه المدينة، لا يسيل لها لعاب اليهود فقط وانما يسيل لها لعاب الوحوش أ يضا.
وأما السبب الثالث هو، ان " اسرائيل " قدمت عرضا الى الزعيمين البرزاني والطالباني بحماية الدولة الفيدرالية الكردية من اي خطر سواء من داخل العراق او من تركيا وسوريا وايران. وحسب الخطة الامريكية- الاسرائيلية، فأن كركوك ستكون عاصمة الدولة الكردية المشبوهة، لذا فأن التواجد اليهودي فيها أصبحت ضرورة استراتيجية لقربها من تركيا وايران وسوريا.
لقد بات واضحا ان امريكا غزت العراق من اجل حماية اسرائيل وجعلها القوة العظمى الوحيدة في المنطقة، وتثبيت اصدقائها علي قمة السلطة في بغداد، وطمس هوية العراق العربية والاسلامية، وقطع كل صلاته بتاريخه الحضاري العريق، وتوتير علاقاته مع دول الجوار دون أيلاء أي اعتبار لحقوق الشعب العراقي وقوميات بعد هذا ليس بنا من حاجة في الدخول في تفاصيل لاتغني ولا تسمن ولا يسمع من به صمم.
(العجل العجل يا مولاي ياصاحب الزمان)