عاشق الامام الكاظم
12-01-2009, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
[مرحلة الانتقام: (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا منهم مُنتَقِمونَ)]
لقد أنزل الله تعالى على رسوله في سورة الزخرف، بعد أن بيّن له أنّ القوم في آذانهم وقر وعلى قلوبهم عمى، فيقول له:
(أفأنتَ تُسمِعُ الصُّمَّ أو تَهدِي العُميَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلاَل مُبين * فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ * فَاسْتَمسِكْ بِالَّذي أُوحِيَ إلَيكَ إنَّكَ عَلَى صِراط مُستَقِيم)(1).
فالله يقول لعبده ورسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس أمامك إلاّ ما قدّره الله وعليك أن تمضي بالدعوة.
وأمّا المكذّبون.. المعاندون.. النواصب.. الطلقاء.. الناكثون.. المارقون.. فكل هذه الأوصاف تجمّعت في وقت الإمام الحسين(عليه السلام)وأصبح المعسكر المعادي له فيه المارقون والناكثون والقاسطون، والله يقول لرسوله قولا لم يتحقق في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن لابد أن يتحقق، فتحقق على عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه
فهم يقولون: إمّا أن نذهبن بك
يعني: إنّ قدرنا أن ننهي وجودك الدنيوي سننتقم منهم (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ)(2).
إعلم يا أخي، إنّ الآيتين، آية الإذهاب الذي يتبعه انتقام، وآية الاستبقاء الذي يتبعه انتصار، تحقّقت أولاهما في الإمام الحسين(عليه السلام): (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ).
عندما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) على يدي زبانية يزيد بن معاوية.
معاوية بن أبي سفيان الذي ارتكب كل الجرائم التي يندى لها جبين أحقر إنسان، إرتكبها لكي تستديم الخلافة في صلبه، ولكي يجعل الخلافة سفيانية، ظنّاً منه أنّ هذا سيظل أبد الدهر.
وما أن استشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعد ثلاث سنين هلك يزيد الملعون.
ولمّا آل الأمر إلى معاوية الثاني.
وتأمّل يا عبد الله، تأمّل في بيّنات آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)وحججهم ـ أيّ واحد يدّعي أنّ معاوية كان شبهة حقّ من هؤلاء الكذبة الذين بلغ بهم الفجور إلى حد أن يقولوا عنه سيدهم!
أيّ واحد عليه أن يتدبّر في موقف معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية، ومعاوية هذا الذي صنع جدّه كل ماصنع من أجل أن يهي له الملك، أليس كذلك؟
هذا الحفيد ـ وولد الولد أعز من الولد ـ المسمّى على اسم جدّه، لكي يستديم الخلافة، ما إن رقى منبر خلافة بني أمية بمسجدهم في دمشق، حتى وقف ليعلن على الدنيا إعلاناً يبيّن فيه كيف أصبح الناس بعد صمّاً وعمياناً، ويقول: " ألا أنّ جدي معاوية نازع هذا الأمر مَن كان بهذا الأمر أولى منه ومن غيره "(3).
وعندما يقولها ابن معاوية، وبعد ثلاث سنين من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، فينزع الملك من نسل معاوية، أليس هذا تحقيق لقول الله (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمُونَ)(4)؟
باد معاوية.. وانتهى معاوية وأصبح قبره مزبلة في دمشق!!
أين حاله سواءً في البرزخ أم حال قبره بين الناس من مشهد الإمام الحسين (عليه السلام)؟
من مجلسكم الآن.. من الدموع التي تعيش الأرض علىحرارتها إلى الآن..
يا أخي الحبيب، إنّ دموع البكّائين على الإمام الحسين (عليه السلام) إنما تعطّر الأرض وتستبطيء نزول عذاب الله على أهل الأرض طالما كان هناك دموع وبكاء على الإمام الحسين، وطالما هناك إحياء لمعنى الوفاء لسيد الشهداء (عليه السلام).
ولذلك من يستنكر البكاء أو يقول: إنّ الشيعة يقيمون بكائيات وملاطم ويزعمون أنّ هذا ممّا لا يرضي الله حسبهم ـ إن كانت لهم عقول فليتدبّروا ـ
أنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم: نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ، لمّا غاب له ولد ولم يكن يعرف أنّه مات أو لا، مجرّد غياب يوسف(عليه السلام).. ظلّ يبكيه ويبكيه ويضج ويضج حتى فقد بصره من البكاء
هذا عمل الأنبياء وأبناء الأنبياء، ووالله إنّ الفجيعة في يوسف وفي مائة يوسف ليست كالفجيعة في الإمام الحسين(عليه السلام).
الشطر الأوّل وهو الإنتقام من السفيانية تمّ.
[مرحلة أخذ الثأر: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)]
وأمّا الشطر الثاني: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)(5)
لقد وعد الله وعد الصدق على لسان النبي الصادق الأمين، أنّه لا تقوم الساعة حتى يتمّ الأمر لصاحب الأمر صلوات الله عليه، هذا الوعد هو صاحب الأمر.. ولي العصر.. أنفسنا وأرواحنا وأموالنا وأولادنا وخلجاتنا وسكناتنا فداء أنفاسه الشريفة، فهو ترجمان الشطر الثاني من الآية:
(أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)..
الإقتدار والمقتدر هو صيغة بلاغية عن القدرة.
إنّ الله تبارك وتعالى في القرآن يصف نفسه في أكثر من موضع أنّه (عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير)، وكلمة مقتدر لم ترد إلاّ في وصف نعيم أهل الجنّة أنّهم عند مليك مقتدر:
(إنَّ المُتَّقينَ فِي جَنَّات وَنَهَر * فِي مَقعَدِ صِدق عِندَ مَليك مُقتَدِر)(6)
ووردت في الإنتقام من أهل الباطل: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)
معنى هذا واضح أنّه عند مجيء ولي العصر.. عند ظهور ولي العصر ـ فهو بيننا قائم عند ظهوره ـ تكون له القدرة التي يؤيّده بها الله فوق حدود أيّ قدرة، قدرة.. إقتدار.. مقتدرون.
____________
1 - الزخرف: 40 ـ 43.
2 - الزخرف: 41 ـ 42.
3 - كتاب الأربعين: 502، وأنظر: جواهر المطالب: 2 / 261، بحار الأنوار 46/118، الغدير: 10 / 174، درر الأخبار: 330، ينابيع المودّة: 3 / 36.
4- الزخرف: 41.
5- الزخرف: 42.
6 - القمر: 54 ـ 55.
من كتاب : محاضرات عقائديه
نسالكم الدعاء
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
[مرحلة الانتقام: (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا منهم مُنتَقِمونَ)]
لقد أنزل الله تعالى على رسوله في سورة الزخرف، بعد أن بيّن له أنّ القوم في آذانهم وقر وعلى قلوبهم عمى، فيقول له:
(أفأنتَ تُسمِعُ الصُّمَّ أو تَهدِي العُميَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلاَل مُبين * فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فإنّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ * فَاسْتَمسِكْ بِالَّذي أُوحِيَ إلَيكَ إنَّكَ عَلَى صِراط مُستَقِيم)(1).
فالله يقول لعبده ورسوله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس أمامك إلاّ ما قدّره الله وعليك أن تمضي بالدعوة.
وأمّا المكذّبون.. المعاندون.. النواصب.. الطلقاء.. الناكثون.. المارقون.. فكل هذه الأوصاف تجمّعت في وقت الإمام الحسين(عليه السلام)وأصبح المعسكر المعادي له فيه المارقون والناكثون والقاسطون، والله يقول لرسوله قولا لم يتحقق في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، لكن لابد أن يتحقق، فتحقق على عهد الإمام الحسين صلوات الله عليه
فهم يقولون: إمّا أن نذهبن بك
يعني: إنّ قدرنا أن ننهي وجودك الدنيوي سننتقم منهم (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ * أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرونَ)(2).
إعلم يا أخي، إنّ الآيتين، آية الإذهاب الذي يتبعه انتقام، وآية الاستبقاء الذي يتبعه انتصار، تحقّقت أولاهما في الإمام الحسين(عليه السلام): (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمونَ).
عندما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) على يدي زبانية يزيد بن معاوية.
معاوية بن أبي سفيان الذي ارتكب كل الجرائم التي يندى لها جبين أحقر إنسان، إرتكبها لكي تستديم الخلافة في صلبه، ولكي يجعل الخلافة سفيانية، ظنّاً منه أنّ هذا سيظل أبد الدهر.
وما أن استشهد الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعد ثلاث سنين هلك يزيد الملعون.
ولمّا آل الأمر إلى معاوية الثاني.
وتأمّل يا عبد الله، تأمّل في بيّنات آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)وحججهم ـ أيّ واحد يدّعي أنّ معاوية كان شبهة حقّ من هؤلاء الكذبة الذين بلغ بهم الفجور إلى حد أن يقولوا عنه سيدهم!
أيّ واحد عليه أن يتدبّر في موقف معاوية الثاني بن يزيد بن معاوية، ومعاوية هذا الذي صنع جدّه كل ماصنع من أجل أن يهي له الملك، أليس كذلك؟
هذا الحفيد ـ وولد الولد أعز من الولد ـ المسمّى على اسم جدّه، لكي يستديم الخلافة، ما إن رقى منبر خلافة بني أمية بمسجدهم في دمشق، حتى وقف ليعلن على الدنيا إعلاناً يبيّن فيه كيف أصبح الناس بعد صمّاً وعمياناً، ويقول: " ألا أنّ جدي معاوية نازع هذا الأمر مَن كان بهذا الأمر أولى منه ومن غيره "(3).
وعندما يقولها ابن معاوية، وبعد ثلاث سنين من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، فينزع الملك من نسل معاوية، أليس هذا تحقيق لقول الله (فَإمَّا نَذهَبَنَّ بِكَ فَإنَّا مِنهُمْ مُنتَقِمُونَ)(4)؟
باد معاوية.. وانتهى معاوية وأصبح قبره مزبلة في دمشق!!
أين حاله سواءً في البرزخ أم حال قبره بين الناس من مشهد الإمام الحسين (عليه السلام)؟
من مجلسكم الآن.. من الدموع التي تعيش الأرض علىحرارتها إلى الآن..
يا أخي الحبيب، إنّ دموع البكّائين على الإمام الحسين (عليه السلام) إنما تعطّر الأرض وتستبطيء نزول عذاب الله على أهل الأرض طالما كان هناك دموع وبكاء على الإمام الحسين، وطالما هناك إحياء لمعنى الوفاء لسيد الشهداء (عليه السلام).
ولذلك من يستنكر البكاء أو يقول: إنّ الشيعة يقيمون بكائيات وملاطم ويزعمون أنّ هذا ممّا لا يرضي الله حسبهم ـ إن كانت لهم عقول فليتدبّروا ـ
أنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم: نبيّ ابن نبيّ ابن نبيّ، لمّا غاب له ولد ولم يكن يعرف أنّه مات أو لا، مجرّد غياب يوسف(عليه السلام).. ظلّ يبكيه ويبكيه ويضج ويضج حتى فقد بصره من البكاء
هذا عمل الأنبياء وأبناء الأنبياء، ووالله إنّ الفجيعة في يوسف وفي مائة يوسف ليست كالفجيعة في الإمام الحسين(عليه السلام).
الشطر الأوّل وهو الإنتقام من السفيانية تمّ.
[مرحلة أخذ الثأر: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)]
وأمّا الشطر الثاني: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)(5)
لقد وعد الله وعد الصدق على لسان النبي الصادق الأمين، أنّه لا تقوم الساعة حتى يتمّ الأمر لصاحب الأمر صلوات الله عليه، هذا الوعد هو صاحب الأمر.. ولي العصر.. أنفسنا وأرواحنا وأموالنا وأولادنا وخلجاتنا وسكناتنا فداء أنفاسه الشريفة، فهو ترجمان الشطر الثاني من الآية:
(أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)..
الإقتدار والمقتدر هو صيغة بلاغية عن القدرة.
إنّ الله تبارك وتعالى في القرآن يصف نفسه في أكثر من موضع أنّه (عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير)، وكلمة مقتدر لم ترد إلاّ في وصف نعيم أهل الجنّة أنّهم عند مليك مقتدر:
(إنَّ المُتَّقينَ فِي جَنَّات وَنَهَر * فِي مَقعَدِ صِدق عِندَ مَليك مُقتَدِر)(6)
ووردت في الإنتقام من أهل الباطل: (أوْ نُرِيَنَّكَ الَّذي وَعَدْنَاهُمْ فَإنَّا عَلَيهِمْ مُقتَدِرُونَ)
معنى هذا واضح أنّه عند مجيء ولي العصر.. عند ظهور ولي العصر ـ فهو بيننا قائم عند ظهوره ـ تكون له القدرة التي يؤيّده بها الله فوق حدود أيّ قدرة، قدرة.. إقتدار.. مقتدرون.
____________
1 - الزخرف: 40 ـ 43.
2 - الزخرف: 41 ـ 42.
3 - كتاب الأربعين: 502، وأنظر: جواهر المطالب: 2 / 261، بحار الأنوار 46/118، الغدير: 10 / 174، درر الأخبار: 330، ينابيع المودّة: 3 / 36.
4- الزخرف: 41.
5- الزخرف: 42.
6 - القمر: 54 ـ 55.
من كتاب : محاضرات عقائديه
نسالكم الدعاء