بنت الهدى/النجف
13-01-2009, 10:37 AM
السيرة الجهادية للشهيد السعيد السيد محمد مهدي الحكيم((قدس سره)).
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا ,وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
"صدق الله العلي العظيم"
في السابع عشر من كانون الثاني عام 1988 أغتيل الشهيد الغريب حجة الاسلام والمسلمين العلامة المجاهد السيد محمد مهدي الحكيم ( قدس سره) في العاصمة السودانية الخرطوم على يد المجرمين البعثيين, والعلامة الشهيد كان مفكرا اسلاميا معروفا , مجاهدا ومهاجرا في سبيل الله دافع عن أبناء شعبه وضحى من أجلهم , كان استهداف هذه الشخصية العظيمة استهدافا للقيم الانسانية ان قتلة العلامة مهدي الحكيم هم نفس المجرمين اللذين قتلوا شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) وباقي شهداء العراق
هو نجل الامام السيد محسن الحكيم، ، بن السيد مهدي ابن السيد صالح بن السيد أحمد بن السيد محمود الحكيم.
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها إلى الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن طريق ولده الحسن المثنّى، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة حيث استوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري، ثم انتشروا بفعل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت على العراق، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وايران وشمال افريقيا وغيرها من البلدان.
وهي في العراق من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها وقد برز منها قبل ذلك علماء مشهورون وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم، والد الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره)، والذي هاجر في أواخر حياته إلى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها، وكان زميلاً في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي، وقد تخرج في الاخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الأخلاقية المعروفة.. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312 هـ ، وله في تلك البقاع مدفن يزار،
ولد الشهيد عام 1935 في النجف الاشرف ونشأ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في أحضان والده الإمام زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قده) حيث العلم والتقوى والصلاح، ودرس في مدينة النجف الأشرف، وعند بلوغه العاشرة من عمره درس المقدمات على يد الشيخ محمد تقي الفقيه بأمر من والده، وبعد انهائه للمقدمات درس السطوح في الفقه والاصول والمنطق عند آية الله السيد محمد علي السيد أحمد الحكيم. وحضر البحث الخارج عند آية الله الشيخ حسين الحلي، كما حضر عند آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي في الفقه الخارج، وكانت له علاقة وثيقة بالشهيد الخالد الامام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه فقد خصص له السيد الشهيد درساً في الأصول ولم يكن يحضر هذا الدرس الخاص أحد سواه. واصبح ملازما له لايفارقه ومستشارا خاصا له ومستودع سره وعلمه
في بداية شبابه عرف عنه اهتمامه المبكر بالعمل الإسلامي، والدعوة للإسلام. وقد مارس في سبيل ذلك الكثير من النشاطات الاجتماعية واتصل في هذا المجال مع الكثير من الشخصيات الفكرية والمهتمين بالتحرك الإسلامي وعلى رأسهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (الذي بارك جميع خطواته الاسلامية في المجال الحركي وقبل انطلاق الحركة الاسلامية كان الشهيد مهدي الحكيم قد سافر والتقى بعدة شخصيات اسلامية من اجل الوصول الى بلورة الفكر الاسلامي في العراق لذلك لقب بابي الحركة الاسلامية في العراق
وفي أوئل عام 1964م مثل والدَه الامام الحكيم في بغداد وقد مارس العمل التبليغي طيلة السنوات التي قضاها هناك، حيث كانت حافلة بالنشاط والعمل المتواصل؛ فقد شهدت مدينة بغداد والكاظمية والمدن المحيطة بالعاصمة خلال تلك الفترة إحداث الكثير من المشاريع الإسلامية، وانتعاش الحركة الفكرية والسياسية الإسلامية، وبناء الحسينيات والمساجد وعودتها لممارسة دورها الرائد كمنطلق ومركز للتجمع الإسلامي.
انشئ سماحته المساجد والحسينيات في الكرادة ومدينة الصدر والبياع وحي العامل والشواكة والحارثية والاسكان والوشاش وحي السلام والعطيفية وكان يتنقل في كافة ارجاء بغداد ويحث الجماهير ويرشدها للصواب
قاد الشهيد رحمة الله عليه كافة المظاهرات والمسيرات الجماهيرية التي اعقبت هزيمة 1967 لاستنهاض الامة بعد فشل التجربة القومية وضياع حقوق المسلمين فعقد اول تجمع جماهيري في النجف الاشرف يشرح فيه للأمة الاسلامية عدم الاستسلام للمشاريع التجزئية وطرح خيار الاسلام هو الحل لانقاذ الامة من محنتها
وقد استطاع الشهيد ان يؤسس لمرحلة جديدة من النضال والتكاتف مع الشعب الفلسطيني من خلال توفير كامل الدعم المادي والمعنوي اليه
كان العلامة السيد محمد مهدي الحكيم (رض) عضواً فعالاً في (هيئة جماعة العلماء في بغداد والكاظمية) التي كان لها دور كبير في نشر الوعي ومقاومة الأنظمة المشبوهة الحاكمة. وعندما أدرك حزب العفالقة مقدار التأثير الاجتماعي والسياسي الذي يملكه العلامة السيد مهدي الحكيم في العراق عموماً وخطورة علاقاته مع السياسيين وشيوخ العشائر وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية على مستقبل نظامه العفلقي، افترى له تهمة الارتباط بالأجنبي من أجل إلقاء القبض عليه، ولتشويه سمعة المرجعية وكسر هيبتها..
وقد كانت المرجعية حينذاك تخوض صراعها المرير ضد النظام العفلقي، وقد جاء هذا الاتهام عبر الإذاعة في حزيران/ 1969م، اصدر النظام عليه فيما بعد الحكم بالإعدام ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هذا وقد خصص النظام العفلقي جائزة مالية مقدارها (عشرة آلاف دينار) آنذاك لمن يلقي القبض عليه
بعد هذه الحادثة استطاع العلامة الحكيم (رض) أن يسافر بشكل سري إلى خارج العراق حيث ذهب إلى باكستان، وهناك مارس منذ وصوله نشاطاً إسلامياً ملحوظاً من خلال اللقاءات المتعددة بالعلماء. وطرح المشاريع الإسلامية المتنوعة؛ ولم يستمر في البقاء هناك طويلاً حيث أصر عليه المسلمون في دبي للقدوم إليهم فلبى طلبهم وتوجه إلى دبي، وهناك قام بتنفيذ مشاريع خيرية واسعة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، من جملتها بناء المساجد والحسينيات وإلقاء المحاضرات واهتمامه بالتحرك الواسع. وقد استطاع (رض) من خلال ما كان يتمتع به من شخصية فذة وقدرة فائقة على الحوار والاقناع أن ينجح في تأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية، والمجلس الشرعي الجعفري، فضلاً عن اهتماماته وتطلعاته الكبيرة لتطوير حركة الوعي الإسلامي فكرياً وسياسياً في البلدان الإسلامية.
وبعد مرور عدة سنوات على وجوده في دبي طلب منه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) الذهاب إلى لندن والاستقرار فيها من أجل إدارة العمل السياسي والإسلامي هناك وتوسيع رقعة المعارضة العراقية ضد النظام في الخارج، وكان ذلك قبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية
بعد وصوله إلى لندن وتصاعد حركة المعارضة العراقية ضد النظام العفلقي على الصعيدين السياسي والعسكري أسس:
1 ــ (حركة الأفواج الإسلامية)؛ وكان الهدف منها جمع القوى في الساحة العراقية في أوربا ضمن اطار متفق عليه وتوحيد الصف لمحاربة النظام العراقي.
2 ــ (مركز أهل البيت)؛ وهو مركز ثقافي عقائدي هدفه خدمة قضايا العالم الإسلامي عموماً.
3 ــ كان له دور رئيس في تأسيس منظمة حقوق الإنسان في العراق.
4 ــ تأسيس (لجنة رعاية المهجرين العراقيين) التي مقرها لندن، وقد قامت هذه اللجنة بإرسال ممثلين عنها لزيارة معسكرات المهجرين العراقيين المقيمين في الجمهورية الإسلامية.
الشهادة:الاستدراج الى السودان
استنادا الى محاضر التحقيق الجنائية السودانية التي وقع عليها العقيد امين القريش مدير التحقيقات الجنائية في السودان فان الشهيد مهدي الحكيم قدس سره الشريف استدرج الى السودان بواسطة المدعو نور الله رزوق سوداني الجنسية حيث تلقى دعوة رسمية من الجبهة الشعبية برئاسة الدكتور حسن الترابي لحضور مؤتمرها في السودان وقد استلم الدعوة من ممثل الجبهة في لندن نور الله رزوق الذي رافقه الى مطار هيثر وذكر السيد امين القريش ضابط التحقيق بان السيد مهدي الحكيم ومرافقيه حضروا الى السودان يوم الخميس 14/1/ 1988وقابلهم بالمطار مدير سيتي بانك واخذهم للهيلتون؟
يقول نور الله رزوق كلفني امين عام الجبهة « الدكتور حسن عبدالله الترابي» بالذهاب ضمن وفد من الجبهة لمقابلة السيد مهدي الحكيم ومرافقيه بالهلتون وتحديد موعد معه للقائه
وابلغناه ان الدكتور حسن عبدالله الترابي يرحب به في منزله وكان حديثاً مختصراً وابلغناه بان الدكتور احمد علي الامام سوف يحضر له يوم الاحد 17/1/88 لاخذه في اليوم الثاني قابلته بمكتب الاستاذ محمد يوسف في الساعة الثانية عشرة ظهراً تحديداً ثم اخذناهم لمنزل السيد محمد يوسف
بعد رجوعه من الاجتماع مع نور الله رزوق عاد الى فندق هيلتون الخرطوم الذي كان يقيم فيه فكان اثنان من جلاوزة المخابرات العراقية العاملون في السفارة العراقية في السودان بانتظاره وحينما دخل الى قاعة الاستقبال اطلقا عليه الرصاص ثلاثة طلقات كانت هي خاتمة حياة الشهيد الذي لبى نداء ربه صابرا محتسبا وهرب الجناة في سيارة تحمل ارقاما دبلوماسية وفرا الى جهة غير معلومة.
دفن في قم في حرم المعصومة عليها السلام وقبره موجود ومزار للمؤمنين.
قال فيه الامام الخميني قدس سره : اني احب هذا السيد حبين ، حب لانه انسان مجاهد وحب لانه ابن سيد محسن الحكيم.
فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم استشهد وسلام عليه يوم يبعث حيا مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا ,وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
"صدق الله العلي العظيم"
في السابع عشر من كانون الثاني عام 1988 أغتيل الشهيد الغريب حجة الاسلام والمسلمين العلامة المجاهد السيد محمد مهدي الحكيم ( قدس سره) في العاصمة السودانية الخرطوم على يد المجرمين البعثيين, والعلامة الشهيد كان مفكرا اسلاميا معروفا , مجاهدا ومهاجرا في سبيل الله دافع عن أبناء شعبه وضحى من أجلهم , كان استهداف هذه الشخصية العظيمة استهدافا للقيم الانسانية ان قتلة العلامة مهدي الحكيم هم نفس المجرمين اللذين قتلوا شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) وباقي شهداء العراق
هو نجل الامام السيد محسن الحكيم، ، بن السيد مهدي ابن السيد صالح بن السيد أحمد بن السيد محمود الحكيم.
وأسرة آل الحكيم من الأسر العلوية التي يعود نسبها إلى الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) عن طريق ولده الحسن المثنّى، وهي من العوائل العلمية العراقية الأصيلة حيث استوطن أجدادها العراق منذ أوائل القرن الثاني الهجري، ثم انتشروا بفعل الظروف السياسية والاجتماعية التي مرت على العراق، في مختلف أنحاء العالم الاسلامي في اليمن وايران وشمال افريقيا وغيرها من البلدان.
وهي في العراق من الأسر المشهورة التي ذاع صيتها وقد برز منها قبل ذلك علماء مشهورون وعرف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري، العالم الأخلاقي المعروف آية الله المقدس السيد مهدي الحكيم، والد الإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره)، والذي هاجر في أواخر حياته إلى بنت جبيل من قرى جبل عامل في لبنان بطلب من أهلها، وكان زميلاً في الدرس مع آية الله المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي، وقد تخرج في الاخلاق على يد المقدس الشيخ حسين قلي همداني صاحب المدرسة الأخلاقية المعروفة.. وتوفي في لبنان يوم الجمعة 8 صفر سنة 1312 هـ ، وله في تلك البقاع مدفن يزار،
ولد الشهيد عام 1935 في النجف الاشرف ونشأ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في أحضان والده الإمام زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قده) حيث العلم والتقوى والصلاح، ودرس في مدينة النجف الأشرف، وعند بلوغه العاشرة من عمره درس المقدمات على يد الشيخ محمد تقي الفقيه بأمر من والده، وبعد انهائه للمقدمات درس السطوح في الفقه والاصول والمنطق عند آية الله السيد محمد علي السيد أحمد الحكيم. وحضر البحث الخارج عند آية الله الشيخ حسين الحلي، كما حضر عند آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي في الفقه الخارج، وكانت له علاقة وثيقة بالشهيد الخالد الامام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه فقد خصص له السيد الشهيد درساً في الأصول ولم يكن يحضر هذا الدرس الخاص أحد سواه. واصبح ملازما له لايفارقه ومستشارا خاصا له ومستودع سره وعلمه
في بداية شبابه عرف عنه اهتمامه المبكر بالعمل الإسلامي، والدعوة للإسلام. وقد مارس في سبيل ذلك الكثير من النشاطات الاجتماعية واتصل في هذا المجال مع الكثير من الشخصيات الفكرية والمهتمين بالتحرك الإسلامي وعلى رأسهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (الذي بارك جميع خطواته الاسلامية في المجال الحركي وقبل انطلاق الحركة الاسلامية كان الشهيد مهدي الحكيم قد سافر والتقى بعدة شخصيات اسلامية من اجل الوصول الى بلورة الفكر الاسلامي في العراق لذلك لقب بابي الحركة الاسلامية في العراق
وفي أوئل عام 1964م مثل والدَه الامام الحكيم في بغداد وقد مارس العمل التبليغي طيلة السنوات التي قضاها هناك، حيث كانت حافلة بالنشاط والعمل المتواصل؛ فقد شهدت مدينة بغداد والكاظمية والمدن المحيطة بالعاصمة خلال تلك الفترة إحداث الكثير من المشاريع الإسلامية، وانتعاش الحركة الفكرية والسياسية الإسلامية، وبناء الحسينيات والمساجد وعودتها لممارسة دورها الرائد كمنطلق ومركز للتجمع الإسلامي.
انشئ سماحته المساجد والحسينيات في الكرادة ومدينة الصدر والبياع وحي العامل والشواكة والحارثية والاسكان والوشاش وحي السلام والعطيفية وكان يتنقل في كافة ارجاء بغداد ويحث الجماهير ويرشدها للصواب
قاد الشهيد رحمة الله عليه كافة المظاهرات والمسيرات الجماهيرية التي اعقبت هزيمة 1967 لاستنهاض الامة بعد فشل التجربة القومية وضياع حقوق المسلمين فعقد اول تجمع جماهيري في النجف الاشرف يشرح فيه للأمة الاسلامية عدم الاستسلام للمشاريع التجزئية وطرح خيار الاسلام هو الحل لانقاذ الامة من محنتها
وقد استطاع الشهيد ان يؤسس لمرحلة جديدة من النضال والتكاتف مع الشعب الفلسطيني من خلال توفير كامل الدعم المادي والمعنوي اليه
كان العلامة السيد محمد مهدي الحكيم (رض) عضواً فعالاً في (هيئة جماعة العلماء في بغداد والكاظمية) التي كان لها دور كبير في نشر الوعي ومقاومة الأنظمة المشبوهة الحاكمة. وعندما أدرك حزب العفالقة مقدار التأثير الاجتماعي والسياسي الذي يملكه العلامة السيد مهدي الحكيم في العراق عموماً وخطورة علاقاته مع السياسيين وشيوخ العشائر وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية على مستقبل نظامه العفلقي، افترى له تهمة الارتباط بالأجنبي من أجل إلقاء القبض عليه، ولتشويه سمعة المرجعية وكسر هيبتها..
وقد كانت المرجعية حينذاك تخوض صراعها المرير ضد النظام العفلقي، وقد جاء هذا الاتهام عبر الإذاعة في حزيران/ 1969م، اصدر النظام عليه فيما بعد الحكم بالإعدام ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هذا وقد خصص النظام العفلقي جائزة مالية مقدارها (عشرة آلاف دينار) آنذاك لمن يلقي القبض عليه
بعد هذه الحادثة استطاع العلامة الحكيم (رض) أن يسافر بشكل سري إلى خارج العراق حيث ذهب إلى باكستان، وهناك مارس منذ وصوله نشاطاً إسلامياً ملحوظاً من خلال اللقاءات المتعددة بالعلماء. وطرح المشاريع الإسلامية المتنوعة؛ ولم يستمر في البقاء هناك طويلاً حيث أصر عليه المسلمون في دبي للقدوم إليهم فلبى طلبهم وتوجه إلى دبي، وهناك قام بتنفيذ مشاريع خيرية واسعة من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، من جملتها بناء المساجد والحسينيات وإلقاء المحاضرات واهتمامه بالتحرك الواسع. وقد استطاع (رض) من خلال ما كان يتمتع به من شخصية فذة وقدرة فائقة على الحوار والاقناع أن ينجح في تأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية، والمجلس الشرعي الجعفري، فضلاً عن اهتماماته وتطلعاته الكبيرة لتطوير حركة الوعي الإسلامي فكرياً وسياسياً في البلدان الإسلامية.
وبعد مرور عدة سنوات على وجوده في دبي طلب منه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) الذهاب إلى لندن والاستقرار فيها من أجل إدارة العمل السياسي والإسلامي هناك وتوسيع رقعة المعارضة العراقية ضد النظام في الخارج، وكان ذلك قبل اندلاع الحرب العراقية الايرانية
بعد وصوله إلى لندن وتصاعد حركة المعارضة العراقية ضد النظام العفلقي على الصعيدين السياسي والعسكري أسس:
1 ــ (حركة الأفواج الإسلامية)؛ وكان الهدف منها جمع القوى في الساحة العراقية في أوربا ضمن اطار متفق عليه وتوحيد الصف لمحاربة النظام العراقي.
2 ــ (مركز أهل البيت)؛ وهو مركز ثقافي عقائدي هدفه خدمة قضايا العالم الإسلامي عموماً.
3 ــ كان له دور رئيس في تأسيس منظمة حقوق الإنسان في العراق.
4 ــ تأسيس (لجنة رعاية المهجرين العراقيين) التي مقرها لندن، وقد قامت هذه اللجنة بإرسال ممثلين عنها لزيارة معسكرات المهجرين العراقيين المقيمين في الجمهورية الإسلامية.
الشهادة:الاستدراج الى السودان
استنادا الى محاضر التحقيق الجنائية السودانية التي وقع عليها العقيد امين القريش مدير التحقيقات الجنائية في السودان فان الشهيد مهدي الحكيم قدس سره الشريف استدرج الى السودان بواسطة المدعو نور الله رزوق سوداني الجنسية حيث تلقى دعوة رسمية من الجبهة الشعبية برئاسة الدكتور حسن الترابي لحضور مؤتمرها في السودان وقد استلم الدعوة من ممثل الجبهة في لندن نور الله رزوق الذي رافقه الى مطار هيثر وذكر السيد امين القريش ضابط التحقيق بان السيد مهدي الحكيم ومرافقيه حضروا الى السودان يوم الخميس 14/1/ 1988وقابلهم بالمطار مدير سيتي بانك واخذهم للهيلتون؟
يقول نور الله رزوق كلفني امين عام الجبهة « الدكتور حسن عبدالله الترابي» بالذهاب ضمن وفد من الجبهة لمقابلة السيد مهدي الحكيم ومرافقيه بالهلتون وتحديد موعد معه للقائه
وابلغناه ان الدكتور حسن عبدالله الترابي يرحب به في منزله وكان حديثاً مختصراً وابلغناه بان الدكتور احمد علي الامام سوف يحضر له يوم الاحد 17/1/88 لاخذه في اليوم الثاني قابلته بمكتب الاستاذ محمد يوسف في الساعة الثانية عشرة ظهراً تحديداً ثم اخذناهم لمنزل السيد محمد يوسف
بعد رجوعه من الاجتماع مع نور الله رزوق عاد الى فندق هيلتون الخرطوم الذي كان يقيم فيه فكان اثنان من جلاوزة المخابرات العراقية العاملون في السفارة العراقية في السودان بانتظاره وحينما دخل الى قاعة الاستقبال اطلقا عليه الرصاص ثلاثة طلقات كانت هي خاتمة حياة الشهيد الذي لبى نداء ربه صابرا محتسبا وهرب الجناة في سيارة تحمل ارقاما دبلوماسية وفرا الى جهة غير معلومة.
دفن في قم في حرم المعصومة عليها السلام وقبره موجود ومزار للمؤمنين.
قال فيه الامام الخميني قدس سره : اني احب هذا السيد حبين ، حب لانه انسان مجاهد وحب لانه ابن سيد محسن الحكيم.
فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم استشهد وسلام عليه يوم يبعث حيا مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.