كهف الوراء
14-01-2009, 02:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ما بعد مجزرة كربلاء
لقد احدثت تلك المجزرة هزة عنيفة في العالم الاسلامي لم يعرف المسلمون في تاريخهم الحافل بالاحداث أعنف منها او مثلها ولا حادثا من الاحداث كان له من الآثار العميقة في النفوس والعقائد والحياة السياسية والاجتماعية والادبية ما كان لمجزرة كربلاء .
لقد تركت تلك المجزرة صدمة في نفوس المسلمين لم يحدث التاريخ بمثلها وألهبت مشاعر المسلمين ولا تزال ذكراها تلهب المشاعر وتثير الاحاسيس حتى يومنا الحالي وستبقى لها تلك الآثار ما دام التاريخ وأصبح التشيع بعدها عقيدة ممزوجة بالدماء متغلفة في النفوس بعد ان كان عقيدة هامدة تنقصها الحامس وشتان بين العقيدة الهامدة والعقيدة الممزوجة بالحماس والدماء ، وغدت ذكرى تلك المجزرة الرهيبة الملطخة بدماء آل بيت الرسول كافية لان تثير عاطفة الحماس والحزن في قلوب الناس في مختلف العصور ومنبعاً لكل ما يلهب النفوس وحتى للأخيلة والاقاصيص .
ولا احسب ان في كل ذلك شيئا من الغلو والغرابة لان المسلمين على ما بينهم من خلافات في النزعات والاتجاهات يقدرون للحسين (ع) مكانته من الإسلام وصلاته بجده صاحب الرسالة وقد سمعوا منه الكثير الكثير مما كان يقوله فيه وفي اخيه الحسين وكيف كان يعامه في مجالسه العامة والخاصة ، ورأوه احيانا وكأن الغيب قد تكشف له عن مصيره يبكي لحالة ولما يجري عليه ، وكانوا يبكون لبكائه ، فليس بغريب اذا ألهب مصرعه على النحو الذي وقع عليه المشاعر وأرهف الاحاسيس وأطلق الألسن وترك في نفوس المسلمين اثرا حزينا دامياً يجمع القلوب حول هذا البيت المنكوب :
وأي رزية عدلت حسينا * غداة تـبــيـنه كفـا سنـان
نعم ليس بغريب اذا استعظم الناس على اختلاف ميولهم ونزعاتهم هذا التنكيل الشائن بعترة الرسول الامين (ص) وسلالته وفلذات كبده وقرة عينه ورأوا فيه كفرانا لحقه وتعريضا لغضبه وامتهانا لكرامته وقال قائلهم:
مــــاذا تقولـون اذ قـال النبي لكــم * مـاذا فعـــلتــــم وأنتـم اخـر الامــم
بعــتــــرتـي وبـأهلـي بعـد مفتقـدي * نصف اسارى ونصف ضرجوا بدم
ما كان هـذا جزائي اذ نصحت لكـم * ان تخـــلفـوني بشر فـي ذوي رحم
فبهذا وأمثاله قالت النائحات في جميع العواصم والبلاد الاسلامية يندبن الحسين ومن قتل معه من بنيه واخوته وأنصاره ويبكن لمصارعهم وما جرى لهم من حفيد هند وأبي سفيان وجلاديه وانطلقت الالسن الشاعرة ترثيه وتصور أسف النبي (ص) وهو في قبره وحزنه العميق على سبطه واحتجاجه على أمته التي لم تحفظ له حقاً وترع له حرمة وتلقي على الامويين مسؤلية جريمتهم ومروقهم من الدين وانتهاكهم لجميع الحرمات والمقدسات لقد هال الناس هذا الحادث الجلل حتى الامويين انفسهم فأقض المضاجع وأذهل العقول وارتسم في الاذهان حتى اصبح الشغل الشاغل للجماهير وحديث النوادي ومسرحا خصباً للتخيلات وادعى الناس في المدينة غيرها ان الجن كانت تنوح على الحسين وانهم سمعوا هاتفا يقول كما جاء في الطبري وابن الاثير :
ايهـــا القـاتلون جهلا حسينـا * ابــشـروا بالعــذاب والتنكيل
كل اهل السماء يدعو عليكم * مـن نـــبي ومـلاك وقبــــيـــل
قـد لعنتم على لسان بن داود * ومــــوسـى وصاحب الانجيل
وراحوا يتصورون لمدة شهرين او اكثر كأن الحيطان ملطخة بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع كما نص على ذلك الطبري في تاريخه .
ورووا عن النوار زوجة خولي بن يزيد الاصبحي انها قالت لزوجها ليلة دخل الكوفة برأس الحسين وأدخله عليها : لقد جاء الناس بالذهب والفضة وجئتني برأس الحسين ، وكان قد وضعه تحت اجانة في صحن الدار فقامت من فراشها غضبى وخرجت الى الدار فرأت نوراً يسطع مثل العمود من السماء إلى الاجانة وطيوراً بيضاء تتهاوى من السماء وترفرف حولها .
كما استغل الشعراء هذا الحادث المفجع فرووا حوله شتى الاحاديث وصاغوها بألوان شعرية دامية يصدرها قلب مكلوم ثائر حزين يدعو الى الثورة العارمة بعنف وصرامة ويسجل تلك الاحزان العلوية بأسف ولوعة مناديا يالثارات الحسين وغلبت على الأدب الشيعي والشعر الشيعي وبخاصة العراقي منه هذه النزعة الحزينة الباكية ، وغدوا امام ادب تبعثه عاطفتان بارزتان عاطفة الحزن وعاطفة الغضب تصدره الاولى حزينا باكيا وتبعثه الثانية قويا ثائراً ومن هذه النماذج التي حفظها لنا تاريخ تلك الفترة ما رواء الرواة عن عبدالله بن الحر الجعفي ، الذي زار المعركة بعد ايام من حدوثها وهو يتلوى اسفا ولوعة ويتمنى لو انه وفق لنصرته والاستشهاد بين يديه وأنشد على قبر الحسين (ع) :
يقـــــول اميــــــر غـــادر حــق غـادر * الا كــــنـت قاتلت الحسين بن فاطمـه
فيـا نـدمي ألا اكــــــون نصـــــرتـــــه * الا كــــــل نـفـــــس لا تســـدد نـادمــه
وانـــــي لاني لــــم اكـن مــن حماتـه * لـذو حسـرة مـا ان تـــــفارق لازمـــه
سقــــى الله ارواح الـذيــــــن تـآزروا * علـى نصـره سقيــــا من الغيث دائمه
وقـفـــــت عـــلـى أجـداثهـم ومجالـهم * فكاد الحشـى ينقض والعـــين ساجمه
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * ســـراعـا الـى الهيجا حماة خضارمه
تــــــأسـوا على نصـر ابن بنت نبيهـم * بـأسيـافهم اسـاد غــيـل ضراغـــــمـه
ومـــــا ان رأى الـراؤن افضل منهـم * لدى الموت سـادات وزهــــرا قماقمه
أتقتــلهـم ظـــــلما وتــــــرجــو ودادنـا * فـدع خـــــطـة ليست لنـا بـمـــــلائمـه
لعـــــمـري لقـــــد راغمتمونـا بقتلهـم * فـكـم نـاقـــــم منــــــا عـليكـم ونـاقمه
اهــــــم مـرارا ان اسيـــــــر بـجحــفل * الـى فئة زاغت عـــــن الحـق ظالمه
فكـــــفـــوا والا زرتـــــكـم بـكـــــتـائـب * اشـد عليكـم مـن زحــــوف الديالمه
السلام عليك يااباعبدالله الحسين
اللهم صلي على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ما بعد مجزرة كربلاء
لقد احدثت تلك المجزرة هزة عنيفة في العالم الاسلامي لم يعرف المسلمون في تاريخهم الحافل بالاحداث أعنف منها او مثلها ولا حادثا من الاحداث كان له من الآثار العميقة في النفوس والعقائد والحياة السياسية والاجتماعية والادبية ما كان لمجزرة كربلاء .
لقد تركت تلك المجزرة صدمة في نفوس المسلمين لم يحدث التاريخ بمثلها وألهبت مشاعر المسلمين ولا تزال ذكراها تلهب المشاعر وتثير الاحاسيس حتى يومنا الحالي وستبقى لها تلك الآثار ما دام التاريخ وأصبح التشيع بعدها عقيدة ممزوجة بالدماء متغلفة في النفوس بعد ان كان عقيدة هامدة تنقصها الحامس وشتان بين العقيدة الهامدة والعقيدة الممزوجة بالحماس والدماء ، وغدت ذكرى تلك المجزرة الرهيبة الملطخة بدماء آل بيت الرسول كافية لان تثير عاطفة الحماس والحزن في قلوب الناس في مختلف العصور ومنبعاً لكل ما يلهب النفوس وحتى للأخيلة والاقاصيص .
ولا احسب ان في كل ذلك شيئا من الغلو والغرابة لان المسلمين على ما بينهم من خلافات في النزعات والاتجاهات يقدرون للحسين (ع) مكانته من الإسلام وصلاته بجده صاحب الرسالة وقد سمعوا منه الكثير الكثير مما كان يقوله فيه وفي اخيه الحسين وكيف كان يعامه في مجالسه العامة والخاصة ، ورأوه احيانا وكأن الغيب قد تكشف له عن مصيره يبكي لحالة ولما يجري عليه ، وكانوا يبكون لبكائه ، فليس بغريب اذا ألهب مصرعه على النحو الذي وقع عليه المشاعر وأرهف الاحاسيس وأطلق الألسن وترك في نفوس المسلمين اثرا حزينا دامياً يجمع القلوب حول هذا البيت المنكوب :
وأي رزية عدلت حسينا * غداة تـبــيـنه كفـا سنـان
نعم ليس بغريب اذا استعظم الناس على اختلاف ميولهم ونزعاتهم هذا التنكيل الشائن بعترة الرسول الامين (ص) وسلالته وفلذات كبده وقرة عينه ورأوا فيه كفرانا لحقه وتعريضا لغضبه وامتهانا لكرامته وقال قائلهم:
مــــاذا تقولـون اذ قـال النبي لكــم * مـاذا فعـــلتــــم وأنتـم اخـر الامــم
بعــتــــرتـي وبـأهلـي بعـد مفتقـدي * نصف اسارى ونصف ضرجوا بدم
ما كان هـذا جزائي اذ نصحت لكـم * ان تخـــلفـوني بشر فـي ذوي رحم
فبهذا وأمثاله قالت النائحات في جميع العواصم والبلاد الاسلامية يندبن الحسين ومن قتل معه من بنيه واخوته وأنصاره ويبكن لمصارعهم وما جرى لهم من حفيد هند وأبي سفيان وجلاديه وانطلقت الالسن الشاعرة ترثيه وتصور أسف النبي (ص) وهو في قبره وحزنه العميق على سبطه واحتجاجه على أمته التي لم تحفظ له حقاً وترع له حرمة وتلقي على الامويين مسؤلية جريمتهم ومروقهم من الدين وانتهاكهم لجميع الحرمات والمقدسات لقد هال الناس هذا الحادث الجلل حتى الامويين انفسهم فأقض المضاجع وأذهل العقول وارتسم في الاذهان حتى اصبح الشغل الشاغل للجماهير وحديث النوادي ومسرحا خصباً للتخيلات وادعى الناس في المدينة غيرها ان الجن كانت تنوح على الحسين وانهم سمعوا هاتفا يقول كما جاء في الطبري وابن الاثير :
ايهـــا القـاتلون جهلا حسينـا * ابــشـروا بالعــذاب والتنكيل
كل اهل السماء يدعو عليكم * مـن نـــبي ومـلاك وقبــــيـــل
قـد لعنتم على لسان بن داود * ومــــوسـى وصاحب الانجيل
وراحوا يتصورون لمدة شهرين او اكثر كأن الحيطان ملطخة بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع كما نص على ذلك الطبري في تاريخه .
ورووا عن النوار زوجة خولي بن يزيد الاصبحي انها قالت لزوجها ليلة دخل الكوفة برأس الحسين وأدخله عليها : لقد جاء الناس بالذهب والفضة وجئتني برأس الحسين ، وكان قد وضعه تحت اجانة في صحن الدار فقامت من فراشها غضبى وخرجت الى الدار فرأت نوراً يسطع مثل العمود من السماء إلى الاجانة وطيوراً بيضاء تتهاوى من السماء وترفرف حولها .
كما استغل الشعراء هذا الحادث المفجع فرووا حوله شتى الاحاديث وصاغوها بألوان شعرية دامية يصدرها قلب مكلوم ثائر حزين يدعو الى الثورة العارمة بعنف وصرامة ويسجل تلك الاحزان العلوية بأسف ولوعة مناديا يالثارات الحسين وغلبت على الأدب الشيعي والشعر الشيعي وبخاصة العراقي منه هذه النزعة الحزينة الباكية ، وغدوا امام ادب تبعثه عاطفتان بارزتان عاطفة الحزن وعاطفة الغضب تصدره الاولى حزينا باكيا وتبعثه الثانية قويا ثائراً ومن هذه النماذج التي حفظها لنا تاريخ تلك الفترة ما رواء الرواة عن عبدالله بن الحر الجعفي ، الذي زار المعركة بعد ايام من حدوثها وهو يتلوى اسفا ولوعة ويتمنى لو انه وفق لنصرته والاستشهاد بين يديه وأنشد على قبر الحسين (ع) :
يقـــــول اميــــــر غـــادر حــق غـادر * الا كــــنـت قاتلت الحسين بن فاطمـه
فيـا نـدمي ألا اكــــــون نصـــــرتـــــه * الا كــــــل نـفـــــس لا تســـدد نـادمــه
وانـــــي لاني لــــم اكـن مــن حماتـه * لـذو حسـرة مـا ان تـــــفارق لازمـــه
سقــــى الله ارواح الـذيــــــن تـآزروا * علـى نصـره سقيــــا من الغيث دائمه
وقـفـــــت عـــلـى أجـداثهـم ومجالـهم * فكاد الحشـى ينقض والعـــين ساجمه
لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * ســـراعـا الـى الهيجا حماة خضارمه
تــــــأسـوا على نصـر ابن بنت نبيهـم * بـأسيـافهم اسـاد غــيـل ضراغـــــمـه
ومـــــا ان رأى الـراؤن افضل منهـم * لدى الموت سـادات وزهــــرا قماقمه
أتقتــلهـم ظـــــلما وتــــــرجــو ودادنـا * فـدع خـــــطـة ليست لنـا بـمـــــلائمـه
لعـــــمـري لقـــــد راغمتمونـا بقتلهـم * فـكـم نـاقـــــم منــــــا عـليكـم ونـاقمه
اهــــــم مـرارا ان اسيـــــــر بـجحــفل * الـى فئة زاغت عـــــن الحـق ظالمه
فكـــــفـــوا والا زرتـــــكـم بـكـــــتـائـب * اشـد عليكـم مـن زحــــوف الديالمه
السلام عليك يااباعبدالله الحسين