ولايخاف
14-01-2009, 04:53 PM
غاندي والحسين
لم يكن غاندي شيعياً... ولم يكن حتى من أي مذهب اسلامي آخر
كان محامياً هندوسياً بسيطاً أحدث ثورة كبيرة أسقطت أسطورة بريطانيا العظمى...
وأعتقد أيضاً أن غاندي لم يكن ذاك الرجل المهتم كثيرا بتتبع قصص وأخبار الرسول وآل بيته
http://4.bp.blogspot.com/_M5ut5zAYUL4/RbTGv7DC-oI/AAAAAAAAAYo/cMGzG_w1B4E/s320/untitled.bmp
لكن لغاندي عبارة قصيرة بحجمها كبيرة بمعناها
وهي
" تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر..."
كم هي مهمة هذه العبارة وكم تحمل من المعاني
فقد تعلم غاندي، غير المسلم، من الحسين وثورته كيف ينتصر المظلوم ضد الظالم وكيف ينتصر الحق على الباطل
وجعل غاندي هذه الثورة مبدءاً يسير عليه حتى حقق ثورته الشخصية في الهند وحرر الشعب الهندي من الاستعمار...
حبذا لو يتعلم المسلمون من ثورة الحسين عليه السلام، سبط نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حبذا لو يأتي اليوم الذي يثور المسلمون ضد كل هذا الاستعمار والظلم الذي يملأ عالمنا وقلوبنا وعقولنا. حبذا لو يتخذون ثورة الحسين درباً وطريقاً ومنهجاً يسيرون عليه، وهم متأكدون أنه مهما قل الناصر والعدد فإن النصر بيد المظلوم دائماً فهذه سنة الحياة وهذا هو العدل الالهي.
http://1.bp.blogspot.com/_M5ut5zAYUL4/RbTHmLDC-pI/AAAAAAAAAYw/L8Lzr9LgxR8/s320/Karbalae_1427Muharram.jpg
ولكن طبعاً، يجب على المسلمون أولاً أن يتعلموا من تلك المدرسة العظيمة، مدرسة كربلاء، التي انتصر الدم فيها على السيف، والتي انتصر فيها جيش ال72 من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام على جيش عشرات الآلاف من مرتزقة يزيد بن معاوية. وأنه رغم استشهاد كل أصحاب الحسين وأخوته وأولاده، ورغم سبي نساءه وأطفاله وهم يرون رؤوس أحبائهم مرفوعة على الرماح، فإن تلك الثورة استمرت حتى اليوم، تشعل القلوب وتنيرها بالايمان بالحق، وتدل الآلاف على طريق الانتصار على الظلم والظالمين.
التأثيــــر الفعلي العمــلــي
و اليوم سـ نتكلم عن تأثير الإمام الحسين عليه السلام .. على أهله و أصحابه ..
و على الأمة الإسلامية في ذاك الوقت ..
و تأثيره علينا نحن في وقتنا الحالي ..
لـ الإمام الحسين عليه السلام تأثير كبير .. لأنه بطل حرب .. و في أغلب القصص التاريخية و الحديثة .. نجد أن بطل هذه القصة .. دائماً أو غالباً يكون بطل مغوار محارب لـ الشر ..
و لكن في أغلب القصص التاريخية .. نجد أن فوز البطل أو لـ نقل تأثير فوز البطل على المشاهد أو على زمنه .. يكون بـ قتل المجرم و التخلص منه ..
و هذا أمر فلسفي لا أستطيع أن أتكلم عن علم به .. لكني سـ أحاول أن ادخل في هذه النقطة من وجهة نظري الخاصة ..
لأن لدينا ..
البطل إذا كان يريد أن يكون بطلاً .. و يفوز ..
يجب عليه أن يتخلص من مصدر الشـــر .. لكي يروه الناس بعين الفائز المغوار ..
و النقطة المهمة هنا .. إذا كنا نريد أن نترجم هذه النقطة .. إلى قصة الإمام الحسين عليه السلام ..
الإمام روحي له الفداء .. قـُــتل .. !!
فـ كيف له أن يكون بطلاً .. و أن يعزيه التاريخ بـ أكمله ..
و أعدائه الآن في أسفل السافليــــن في الدنيا و الآخرة ..
و هنا نعكس قوانين الفيزياء و العلوم النفسية كلها ..
حيث أن فوز الإمام الحسين عليه السلام .. هو فوز له و لـ الأمة الإسلامية كلها ..
الإمام عليه السلام لم يقـُــتـــل .. بل ضحى بنفسه و ماله و أهله من أجل الإسلام ..
الإمام الحسين عليه السلام لم يفكر في البطولة .. لم يفكر في تقبل الناس لما فعله ..
هدفه الوحيد كان تقبل الله عز و جل لما فعله ..
و ها قد وجدنا البطولة في أم عينها ..
البطولة التي يضحى فيها البطل بكل ما لديه من اجل هدفه ..
هي البطولة الخالدة التي سـ تستمر الأمم بـ تعزية إمام زمانها بـ واقعة الطف العظيمة ..
بـ هذه القصة الخالدة التي تدمع لها العيـــن ..
لنعــود لموضوعنا الرئيسي .. و هو تأثير الإمام الحسين عليه السلام على العالم أجمع ..
في البداية لنرى تأثيره على أهله و أصحابه ..
بالطبع تأثيره على أهله أمر واضح و مفهوم حيث أنه يربيهم بصفته المربي الأول و بصفته إمام زمانهم .. و لهذا التأثير العظيم نتائجه العظيمة ..
حيث أنهم فدوه بـ أنفسهم في الطف .. و هذا دليل على حسن تربية الإمام عليه السلام لهم ..
بالإضافة إلى أن هذا التأثير إيجابي جداً .. بحيث أن تفدي نفسك و أولادك لهذه الشخصية التي أثرت فيك كثيراً .. أمر رائــع جداً ..
تأثير الإمام الحسين عليه السلام على أصحابه .. و هنا يكمـــن روعة الحديث ..
حيث أنني أقدم لك كل شيء و أنا غير ملزوم بذلك ..
بل أكثر من ذلك .. الإمام الحسين عليه السلام في ليلة العاشــر من محرم ..
قال لهم بأنهم أحرار ليسوا ملزومين بمشاركته القتال .. و أنهم لن يدخلوا جهنم إذا ذهبـــوا ..
بمعنى أخر .. أن الإمام يقول لك أنك تستطيع الفرار من الموت .. و في نفس الوقت .. لن تعاقب على ذلك ..
و لكن !!!!
زاد حماس أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .. فـ منهم من كرر عهده لحبيبه أبا عبد الله الحسين عليه السلام و منهم من بكى .. من فكرة تركه لحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم .. و منهم من قال أن الدنيا و ما فيها لا تقدر بثمن نصرة الإمام الحسين عليه السلام ..
الله أكبـــر .. الله على هذه العقول الحكيمة ..
على هذه المواقف الرائعة التي نذكرها في كل عام .. و في كل محرم ..
كيف أن الإمام الحسين عليه السلام أثر فيهم بهذا القدر .. جعلهم يتركون الدنيا و ملذاتها .. في سبيل نصرته .. حتى في وقت السلم من الموت و العقاب .. زادهم هذا السلم تقوى و إيماناً بنصرة حبيبهم الإمام الحسين عليه السلام ..
يا له من تأثير عظيــم .. و لنرى الأمر من منظور أخر ..
صحيح أن الإنسان يحب الدنيا و لا يريد تركها ..
لكننا كـ مسلمين .. نعلم أن هذه الدنيا ما هي إلا دار مؤقتة سخيفة ..
و أن ما ينتظرنا بعد هذه الدار هي الدار الأهم ..
لكن بالرغم من ذلك .. نرى تمســــك بعض المسلمين بهذه الدنيا .. !!
و لكن .. إذا كانت لديك فرصة النجاة من الدنيا .. و نيلك لـ تذكرة مجانية لـ الجنة الخالدة ..
بالإضافة طبعاً .. نصرة إمام زمانك ..
فـ لماذا لا تذهب و تقاتل من اجل الإمام الحسين عليه السلام ..
بل أفديه كل ما لدي .. من اجل الإمام الحسين عليه السلام ..
لكن أصحاب الحسين عليه لم يفعلوا ذلك .. فقط من اجل الجنة ..
بل لـ حبهم الكبير لـ الإمام الحسين عليه السلام .. و من منا لا يحب هذه الشخصية التي دخلت قلوبنا منذ الولادة .. لن تخرج منها أبداً ..
نأتي لـ الفقرة الأخيرة من حلقتنا ..
و هي تأثير الإمام الحسين عليه السلام علينا نحن ..
و على العالم أجمـــع ..
و هذا الأمر واضــح جداً .. فـ الكل يعزي الإمام عليه السلام ..
حبنا و تعاطفنا العقلي و القلبي مع قضية الإمام الحسين عليه السلام أمر بدأ منذ استشهاده ..
فـ العالم الشيعـــي يعزي الإمام في كل سنة .. و لهذه التعزية أثر كبير في تربيتنا ..
بمعنى أخر .. ان قصة الإمام الحسين عليه السلام تربينا ..
فـ البرهان الوحيد لهذه المعادلة .. أن تأثير الإمام الحسين عليه السلام تأثير تربوي عميق ..
أستغرب لماذا تخلوا مناهجنا التعليمية من قصة الإمام الحسين عليه السلام ..
حيث يذكر في فقرة لا أكثر على أنها قصة عادية ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قصة الإمام الحسين عليه السلام الكاملة من كل جوانب القصة العظيمة ..
لا يذكر لها في التاريخ .. !!
بالرغم من أن التأثير حصـــل ولا نحتاج لكتب أو مناهج لكي نتأثر بها أو نفهم ما حصل بها ..
الإمام الحسين عليه السلام حي في قلوبنا .. في منابرنـــا في عقولنا ..
في كل حياتنـــا تعلمنا منه كل شيء .. تعلمنا منه البطولة .. الحكمة في اتخاذ القرار ..
تعلمنا منه و تعلم العالم أجمـــع ..
حتى غاندي تعلم منه الكفـــاح ضد الظلم ..
لكن عتابي على غاندي و هو أنه عرف الإمام الحسين عليه و لم يدخل في دينه ..
الإمام الحسين عليه السلام منبـــر للخير .. منبر لـ العدالة في الدنيا ..
و الأجر في الآخرة ..
تأثيره علينا و على العالم كبير .. لا يوصـــف حيث أنه بكل بساطة ..
أنقــــذ الأمة الإسلامية .. و أرجعها لمسارها الصحيح ..
و هذا فقط سبب يجعلنا نؤمن بقصته الرائعة .. و نعزيه حباً له و لـ أهله و أصحابه ..
و هذا الحب متوارث .. بدأ من حبنا لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم ..
و بعده لـ الإمام عليه عليه السلام .. و من ثم لـ الإمام الحسن عليه السلام ..
توارثنااااه طوال الزمن ..
توارثنااااه مع كل إمام ..
توارثناااه مع أهل بيت النبوة ..
هذا هو تأثير الإمام الحسين عليــــــــه الســـــــلام ..
لم يكن غاندي شيعياً... ولم يكن حتى من أي مذهب اسلامي آخر
كان محامياً هندوسياً بسيطاً أحدث ثورة كبيرة أسقطت أسطورة بريطانيا العظمى...
وأعتقد أيضاً أن غاندي لم يكن ذاك الرجل المهتم كثيرا بتتبع قصص وأخبار الرسول وآل بيته
http://4.bp.blogspot.com/_M5ut5zAYUL4/RbTGv7DC-oI/AAAAAAAAAYo/cMGzG_w1B4E/s320/untitled.bmp
لكن لغاندي عبارة قصيرة بحجمها كبيرة بمعناها
وهي
" تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر..."
كم هي مهمة هذه العبارة وكم تحمل من المعاني
فقد تعلم غاندي، غير المسلم، من الحسين وثورته كيف ينتصر المظلوم ضد الظالم وكيف ينتصر الحق على الباطل
وجعل غاندي هذه الثورة مبدءاً يسير عليه حتى حقق ثورته الشخصية في الهند وحرر الشعب الهندي من الاستعمار...
حبذا لو يتعلم المسلمون من ثورة الحسين عليه السلام، سبط نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حبذا لو يأتي اليوم الذي يثور المسلمون ضد كل هذا الاستعمار والظلم الذي يملأ عالمنا وقلوبنا وعقولنا. حبذا لو يتخذون ثورة الحسين درباً وطريقاً ومنهجاً يسيرون عليه، وهم متأكدون أنه مهما قل الناصر والعدد فإن النصر بيد المظلوم دائماً فهذه سنة الحياة وهذا هو العدل الالهي.
http://1.bp.blogspot.com/_M5ut5zAYUL4/RbTHmLDC-pI/AAAAAAAAAYw/L8Lzr9LgxR8/s320/Karbalae_1427Muharram.jpg
ولكن طبعاً، يجب على المسلمون أولاً أن يتعلموا من تلك المدرسة العظيمة، مدرسة كربلاء، التي انتصر الدم فيها على السيف، والتي انتصر فيها جيش ال72 من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام على جيش عشرات الآلاف من مرتزقة يزيد بن معاوية. وأنه رغم استشهاد كل أصحاب الحسين وأخوته وأولاده، ورغم سبي نساءه وأطفاله وهم يرون رؤوس أحبائهم مرفوعة على الرماح، فإن تلك الثورة استمرت حتى اليوم، تشعل القلوب وتنيرها بالايمان بالحق، وتدل الآلاف على طريق الانتصار على الظلم والظالمين.
التأثيــــر الفعلي العمــلــي
و اليوم سـ نتكلم عن تأثير الإمام الحسين عليه السلام .. على أهله و أصحابه ..
و على الأمة الإسلامية في ذاك الوقت ..
و تأثيره علينا نحن في وقتنا الحالي ..
لـ الإمام الحسين عليه السلام تأثير كبير .. لأنه بطل حرب .. و في أغلب القصص التاريخية و الحديثة .. نجد أن بطل هذه القصة .. دائماً أو غالباً يكون بطل مغوار محارب لـ الشر ..
و لكن في أغلب القصص التاريخية .. نجد أن فوز البطل أو لـ نقل تأثير فوز البطل على المشاهد أو على زمنه .. يكون بـ قتل المجرم و التخلص منه ..
و هذا أمر فلسفي لا أستطيع أن أتكلم عن علم به .. لكني سـ أحاول أن ادخل في هذه النقطة من وجهة نظري الخاصة ..
لأن لدينا ..
البطل إذا كان يريد أن يكون بطلاً .. و يفوز ..
يجب عليه أن يتخلص من مصدر الشـــر .. لكي يروه الناس بعين الفائز المغوار ..
و النقطة المهمة هنا .. إذا كنا نريد أن نترجم هذه النقطة .. إلى قصة الإمام الحسين عليه السلام ..
الإمام روحي له الفداء .. قـُــتل .. !!
فـ كيف له أن يكون بطلاً .. و أن يعزيه التاريخ بـ أكمله ..
و أعدائه الآن في أسفل السافليــــن في الدنيا و الآخرة ..
و هنا نعكس قوانين الفيزياء و العلوم النفسية كلها ..
حيث أن فوز الإمام الحسين عليه السلام .. هو فوز له و لـ الأمة الإسلامية كلها ..
الإمام عليه السلام لم يقـُــتـــل .. بل ضحى بنفسه و ماله و أهله من أجل الإسلام ..
الإمام الحسين عليه السلام لم يفكر في البطولة .. لم يفكر في تقبل الناس لما فعله ..
هدفه الوحيد كان تقبل الله عز و جل لما فعله ..
و ها قد وجدنا البطولة في أم عينها ..
البطولة التي يضحى فيها البطل بكل ما لديه من اجل هدفه ..
هي البطولة الخالدة التي سـ تستمر الأمم بـ تعزية إمام زمانها بـ واقعة الطف العظيمة ..
بـ هذه القصة الخالدة التي تدمع لها العيـــن ..
لنعــود لموضوعنا الرئيسي .. و هو تأثير الإمام الحسين عليه السلام على العالم أجمع ..
في البداية لنرى تأثيره على أهله و أصحابه ..
بالطبع تأثيره على أهله أمر واضح و مفهوم حيث أنه يربيهم بصفته المربي الأول و بصفته إمام زمانهم .. و لهذا التأثير العظيم نتائجه العظيمة ..
حيث أنهم فدوه بـ أنفسهم في الطف .. و هذا دليل على حسن تربية الإمام عليه السلام لهم ..
بالإضافة إلى أن هذا التأثير إيجابي جداً .. بحيث أن تفدي نفسك و أولادك لهذه الشخصية التي أثرت فيك كثيراً .. أمر رائــع جداً ..
تأثير الإمام الحسين عليه السلام على أصحابه .. و هنا يكمـــن روعة الحديث ..
حيث أنني أقدم لك كل شيء و أنا غير ملزوم بذلك ..
بل أكثر من ذلك .. الإمام الحسين عليه السلام في ليلة العاشــر من محرم ..
قال لهم بأنهم أحرار ليسوا ملزومين بمشاركته القتال .. و أنهم لن يدخلوا جهنم إذا ذهبـــوا ..
بمعنى أخر .. أن الإمام يقول لك أنك تستطيع الفرار من الموت .. و في نفس الوقت .. لن تعاقب على ذلك ..
و لكن !!!!
زاد حماس أصحاب الإمام الحسين عليه السلام .. فـ منهم من كرر عهده لحبيبه أبا عبد الله الحسين عليه السلام و منهم من بكى .. من فكرة تركه لحبيب المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم .. و منهم من قال أن الدنيا و ما فيها لا تقدر بثمن نصرة الإمام الحسين عليه السلام ..
الله أكبـــر .. الله على هذه العقول الحكيمة ..
على هذه المواقف الرائعة التي نذكرها في كل عام .. و في كل محرم ..
كيف أن الإمام الحسين عليه السلام أثر فيهم بهذا القدر .. جعلهم يتركون الدنيا و ملذاتها .. في سبيل نصرته .. حتى في وقت السلم من الموت و العقاب .. زادهم هذا السلم تقوى و إيماناً بنصرة حبيبهم الإمام الحسين عليه السلام ..
يا له من تأثير عظيــم .. و لنرى الأمر من منظور أخر ..
صحيح أن الإنسان يحب الدنيا و لا يريد تركها ..
لكننا كـ مسلمين .. نعلم أن هذه الدنيا ما هي إلا دار مؤقتة سخيفة ..
و أن ما ينتظرنا بعد هذه الدار هي الدار الأهم ..
لكن بالرغم من ذلك .. نرى تمســــك بعض المسلمين بهذه الدنيا .. !!
و لكن .. إذا كانت لديك فرصة النجاة من الدنيا .. و نيلك لـ تذكرة مجانية لـ الجنة الخالدة ..
بالإضافة طبعاً .. نصرة إمام زمانك ..
فـ لماذا لا تذهب و تقاتل من اجل الإمام الحسين عليه السلام ..
بل أفديه كل ما لدي .. من اجل الإمام الحسين عليه السلام ..
لكن أصحاب الحسين عليه لم يفعلوا ذلك .. فقط من اجل الجنة ..
بل لـ حبهم الكبير لـ الإمام الحسين عليه السلام .. و من منا لا يحب هذه الشخصية التي دخلت قلوبنا منذ الولادة .. لن تخرج منها أبداً ..
نأتي لـ الفقرة الأخيرة من حلقتنا ..
و هي تأثير الإمام الحسين عليه السلام علينا نحن ..
و على العالم أجمـــع ..
و هذا الأمر واضــح جداً .. فـ الكل يعزي الإمام عليه السلام ..
حبنا و تعاطفنا العقلي و القلبي مع قضية الإمام الحسين عليه السلام أمر بدأ منذ استشهاده ..
فـ العالم الشيعـــي يعزي الإمام في كل سنة .. و لهذه التعزية أثر كبير في تربيتنا ..
بمعنى أخر .. ان قصة الإمام الحسين عليه السلام تربينا ..
فـ البرهان الوحيد لهذه المعادلة .. أن تأثير الإمام الحسين عليه السلام تأثير تربوي عميق ..
أستغرب لماذا تخلوا مناهجنا التعليمية من قصة الإمام الحسين عليه السلام ..
حيث يذكر في فقرة لا أكثر على أنها قصة عادية ..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قصة الإمام الحسين عليه السلام الكاملة من كل جوانب القصة العظيمة ..
لا يذكر لها في التاريخ .. !!
بالرغم من أن التأثير حصـــل ولا نحتاج لكتب أو مناهج لكي نتأثر بها أو نفهم ما حصل بها ..
الإمام الحسين عليه السلام حي في قلوبنا .. في منابرنـــا في عقولنا ..
في كل حياتنـــا تعلمنا منه كل شيء .. تعلمنا منه البطولة .. الحكمة في اتخاذ القرار ..
تعلمنا منه و تعلم العالم أجمـــع ..
حتى غاندي تعلم منه الكفـــاح ضد الظلم ..
لكن عتابي على غاندي و هو أنه عرف الإمام الحسين عليه و لم يدخل في دينه ..
الإمام الحسين عليه السلام منبـــر للخير .. منبر لـ العدالة في الدنيا ..
و الأجر في الآخرة ..
تأثيره علينا و على العالم كبير .. لا يوصـــف حيث أنه بكل بساطة ..
أنقــــذ الأمة الإسلامية .. و أرجعها لمسارها الصحيح ..
و هذا فقط سبب يجعلنا نؤمن بقصته الرائعة .. و نعزيه حباً له و لـ أهله و أصحابه ..
و هذا الحب متوارث .. بدأ من حبنا لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم ..
و بعده لـ الإمام عليه عليه السلام .. و من ثم لـ الإمام الحسن عليه السلام ..
توارثنااااه طوال الزمن ..
توارثنااااه مع كل إمام ..
توارثناااه مع أهل بيت النبوة ..
هذا هو تأثير الإمام الحسين عليــــــــه الســـــــلام ..