كهف الوراء
15-01-2009, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآلة الطيبين الطاهرين
شقيقة الحسين عليهما السلام
من لا يعرف أن السيدة زينب بنت علي وفاطمة
هي شقيقة الإمام الحسين(عليهم السلام)...................؟
بلى ولكن حين يجعل هذا التعبير عنواناً فإنّ له معنى أعمق؛ فالسيدة زينب كانت الجزء
المكمّل لمسيرة السبط الشهيد، وإذا كانت واقعة الطف من أقدار الله سبحانه فإنّ من تقديره
الحكيم أن يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة
لشخصية أخيها الحسين تماماً، لا في الجوانب المادية فقط، وإنما في كافة الجوانب.
وإذا جعل الله مع آدم زوجته، ومع موسى أخته، ومع عيسى أمه، ومع النبي بنته، فقد جعل فللحسين أخته الصديقة الصغرى، فهما من شجرة واحدة. الفارق في العمر بسيط ويتلاشى مع الزمن، والتربية واحدة في كنف الرسول، وفي حضن فاطمة بنت محمد، وتحت ظلال أمير المؤمنين علي، إنها كبرى الأسباط بعد أخويها الحسن والحسين، وهي إلى ذلك تجسّد شمائل أمها بكل جلالها وجمالها، وتتمثل بشخصية أبيها بكلّ تقواها وعلمها، وتتناسب مع شخصيّة أخيها الحسن، وتكاد تتطابق مع شخصية أخيها الحسين...
فإذا كانت التربية أو الوراثة ذات أثر في صياغة أحد، وإذا كانت الأحداث هي التي تصنع شخصية إنسان، وإذا كانت رسالة الفرد الأساسية التي قدرت له ذات أثر في بناء كيانه، فإنّ الصديقة زينب شاركت أخاها الإمام الحسين (عليها السلام) في كلّ ذلك... ومنذ الأزل كانت واقعة الطفّ مقدّرة.. إذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الإسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة، وكانت الأحداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ودخول بني أمية على مسرح الأحداث من جديد تحت غطاء النفاق، وفي غفلة من الأنصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة.
قامت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في وجه ذلك الانحراف، ورسمت لأبنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها.. وبآثار الضّرب على متنها، وبصرخاتها المدوية وبآهاتها التي زلزلت أركان المدينة، رسمت بكل ذلك وبسقط جنينها محسن، طريق التحدي.. فكانت بذلك سيدة نساء العالمين، إذ أنها وضعت حجر الزاوية الأول في بناء الإسلام التقي، الذي لا يحكم الطغاة باسم الدين، ولا يتحكم في مصير أهله المنافقون باسم القرآن والرسول. رسمت طريقاً لحمل أعباء الدعوة، معالمه الهجرة والقيام، والقتل والشهادة، ثم الكلمة الثائرة التي لا تهدأ، والدّمعة الناطقة التي لا ترقى.
وكانت زينب، بنت الزهراء، شاهدة عاشوراء، شقيقة الحسين (عليه السلام)، قد استوعبت الدرس تماماً. أليس هي التي شاهدت - بأم عينها - كيف حمت أمها الصديقة الكبرى، إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط تنادي فضة وتقول: والله لقد قتلوا ما في أحشائي... أوَ ليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها، وتغتصب نفسها وتتحمّل كلّ الآلام وهي تسارع إلى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة؟..
بلى... وكانت زينب إلى جانب أمها حين أنشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد أبيها بالمدينة، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب. وانطبعت في شخصية الطفلة الذكية معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية، وكانت مسيرتها من المدينة إلى الطف، وإلى الكوفة، وإلى الشام، ثم إلى المدينة والآفاق نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة (عليها السلام)، من البيت إلى المسجد، ومن المسجد إلى البيت، ومن قبل تطوافها على بيوت الأنصار طالبة منهم نجدة الحق..
وكان خطابها في الشام، كخطاب أمها في المسجد النبوي؛ المثل والأهداف، والتعابير والنبرات، والشجاعة والحكمة، والإثارة والاستنهاض كلها واحدة.. وزادت البنت على أمها أنها كانت أسيرة مكبّلة، مفجوعة بأعز الناس.. ولكنها عادت فأسرت آسريها، وقيّدت مكبّليها، وقهرت قاتلي أهلها بالكلمة الحق، وحسن التوكل على الله، وكفى به وكيلاً.
اللهم صلي على محمد وآلة الطيبين الطاهرين
شقيقة الحسين عليهما السلام
من لا يعرف أن السيدة زينب بنت علي وفاطمة
هي شقيقة الإمام الحسين(عليهم السلام)...................؟
بلى ولكن حين يجعل هذا التعبير عنواناً فإنّ له معنى أعمق؛ فالسيدة زينب كانت الجزء
المكمّل لمسيرة السبط الشهيد، وإذا كانت واقعة الطف من أقدار الله سبحانه فإنّ من تقديره
الحكيم أن يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة
لشخصية أخيها الحسين تماماً، لا في الجوانب المادية فقط، وإنما في كافة الجوانب.
وإذا جعل الله مع آدم زوجته، ومع موسى أخته، ومع عيسى أمه، ومع النبي بنته، فقد جعل فللحسين أخته الصديقة الصغرى، فهما من شجرة واحدة. الفارق في العمر بسيط ويتلاشى مع الزمن، والتربية واحدة في كنف الرسول، وفي حضن فاطمة بنت محمد، وتحت ظلال أمير المؤمنين علي، إنها كبرى الأسباط بعد أخويها الحسن والحسين، وهي إلى ذلك تجسّد شمائل أمها بكل جلالها وجمالها، وتتمثل بشخصية أبيها بكلّ تقواها وعلمها، وتتناسب مع شخصيّة أخيها الحسن، وتكاد تتطابق مع شخصية أخيها الحسين...
فإذا كانت التربية أو الوراثة ذات أثر في صياغة أحد، وإذا كانت الأحداث هي التي تصنع شخصية إنسان، وإذا كانت رسالة الفرد الأساسية التي قدرت له ذات أثر في بناء كيانه، فإنّ الصديقة زينب شاركت أخاها الإمام الحسين (عليها السلام) في كلّ ذلك... ومنذ الأزل كانت واقعة الطفّ مقدّرة.. إذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الإسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة، وكانت الأحداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ودخول بني أمية على مسرح الأحداث من جديد تحت غطاء النفاق، وفي غفلة من الأنصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة.
قامت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في وجه ذلك الانحراف، ورسمت لأبنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها.. وبآثار الضّرب على متنها، وبصرخاتها المدوية وبآهاتها التي زلزلت أركان المدينة، رسمت بكل ذلك وبسقط جنينها محسن، طريق التحدي.. فكانت بذلك سيدة نساء العالمين، إذ أنها وضعت حجر الزاوية الأول في بناء الإسلام التقي، الذي لا يحكم الطغاة باسم الدين، ولا يتحكم في مصير أهله المنافقون باسم القرآن والرسول. رسمت طريقاً لحمل أعباء الدعوة، معالمه الهجرة والقيام، والقتل والشهادة، ثم الكلمة الثائرة التي لا تهدأ، والدّمعة الناطقة التي لا ترقى.
وكانت زينب، بنت الزهراء، شاهدة عاشوراء، شقيقة الحسين (عليه السلام)، قد استوعبت الدرس تماماً. أليس هي التي شاهدت - بأم عينها - كيف حمت أمها الصديقة الكبرى، إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط تنادي فضة وتقول: والله لقد قتلوا ما في أحشائي... أوَ ليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها، وتغتصب نفسها وتتحمّل كلّ الآلام وهي تسارع إلى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة؟..
بلى... وكانت زينب إلى جانب أمها حين أنشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد أبيها بالمدينة، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب. وانطبعت في شخصية الطفلة الذكية معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية، وكانت مسيرتها من المدينة إلى الطف، وإلى الكوفة، وإلى الشام، ثم إلى المدينة والآفاق نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة (عليها السلام)، من البيت إلى المسجد، ومن المسجد إلى البيت، ومن قبل تطوافها على بيوت الأنصار طالبة منهم نجدة الحق..
وكان خطابها في الشام، كخطاب أمها في المسجد النبوي؛ المثل والأهداف، والتعابير والنبرات، والشجاعة والحكمة، والإثارة والاستنهاض كلها واحدة.. وزادت البنت على أمها أنها كانت أسيرة مكبّلة، مفجوعة بأعز الناس.. ولكنها عادت فأسرت آسريها، وقيّدت مكبّليها، وقهرت قاتلي أهلها بالكلمة الحق، وحسن التوكل على الله، وكفى به وكيلاً.