نسايم
21-01-2009, 08:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
كان المشروع الأموي مشروعاً مادياً يهودياً يهدد وجود الإسلام كدين ، ويهدد أهل البيت النبوي عليهم السلام بالإبادة ! لهذا كان للإمام زين العابدين عليه السلام هدفان واضحان في حياته الشريفة:
الأول، تثبيت الإسلام وترسيخه كدين ، في نفوس المسلمين وشعوب البلاد المفتوحة . ولذلك كانت حياته عليه السلام ثورة فكرية وروحية على الفكر المادي الجاهلي ، وعلى روحية الطاغوت الأموي اليهودي .
كان هدفه عليه السلام أن يعمل وينشر كل ما يُثَبِّتُ أصول الإسلام وعقائده ، ابتداءً من وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وعدله المطلق ، وبقية أسمائه وصفاته الحسنى ، الى نبوة نبينا صلى الله عليه وآله ومقامه عند ربه ، الى الآخرة وعدلها ، الى أركان الإسلام العملية من الصلاة والصوم والحج والزكاة ، فكلها تتعرض لخطط التحريف الأموي وتأثير الثقافة اليهودية !
والهدف الثاني، نشر ظلامة أبيه الحسين وأهل البيت عليهم السلام وربط الأمة بهم ، ومقاومة خطة معاوية في تربية أجيال الأمة على أن علي بن أبي طالب عليه السلام سفاكٌ للدماء ، قتل صناديد قريش ، وأن النبي صلى الله عليه وآله كان يكرهه لأنه عصاه وكفر به ، فيجب فصله عن النبي صلى الله عليه وآله ولعنه على المنابر ، هو وأبناؤه !
أما الثورة السياسية العسكرية على الأمويين فكان الإمام زين العابدين عليه السلام يبعد نفسه عنها ، لكنه لم يقف ضدها عندما كانت طلباً بثأر الإمام الحسين عليه السلام .
وبسبب ذلك كان عليه السلام رقماً صعباً على السلطة ، فلا هو ثائر يعطي على نفسه الحجة لقتله ، ولا هو مطيع للسلطة كعلماء البلاط !
عندما يكتب الحجاج السفاك الى عبد الملك بن مروان: (إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين) ! (الصراط المستقيم:2/180).
فمعناه أن حاكم العراق والحجاز المعتمد بامتياز عند الخليفة الأموي ، يرى أن المرجع الروحي لكل تحركات الهاشميين والشيعة ضد بني أمية ومنها حركة التوابين والمختار ، هو علي بن الحسين الذي يمثل أمجاد أبيه وعترة النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه مادام حياً فستنشأ الحركات بشعار يالثارات الحسين ، وتكون بتبريكه مع سلب مسؤوليته عنها !
وعندما يبادر عبد الملك فيكتب سراً الى الحجاج: (جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم) . (محاسن البيهقي/39) فمعناه أن عبد الملك قرر من أجل الإبقاء على ملكه أن يفصل حساب الإمام زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن عباس وأبنائهم ، عن حساب التوابين والمختار ، وبقية الثائرين بإسمهم .
وقد استفاد الإمام زين العابدين عليه السلام من هذا الهامش الأموي الجديد فنشط في تحقيق هدفيه الأساسيين ، في الخطوط التالية التي تنتظم كل حياته وفعالياته:
الأول: سلوك التأله والتعبد ، وتعميقه في المسلمين وتعليمه للجادين منهم .
الثاني: مواجهة خطط معاوية ضد علي وأهل البيت عليهم السلام وخطة يزيد لإبادتهم وتوعية الأمة على مكانتهم في الإسلام وقرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .
الثالث: الديبلوماسية مع النظام الأموي ، بعد أن انتقل من آل أبي سفيان الى آل مروان ، ولمِّ شمل الهاشميين ورعايتهم وتقوية روحياتهم ، والإبتعاد بنفسه وبهم عن الإنخراط في الثورات العاطفية المتأرجحة ، أو تلك الطامعة في السلطة باسم أهل البيت عليهم السلام .
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
جواهر التاريخ 3 / للشيخ : علي الكوراني
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
كان المشروع الأموي مشروعاً مادياً يهودياً يهدد وجود الإسلام كدين ، ويهدد أهل البيت النبوي عليهم السلام بالإبادة ! لهذا كان للإمام زين العابدين عليه السلام هدفان واضحان في حياته الشريفة:
الأول، تثبيت الإسلام وترسيخه كدين ، في نفوس المسلمين وشعوب البلاد المفتوحة . ولذلك كانت حياته عليه السلام ثورة فكرية وروحية على الفكر المادي الجاهلي ، وعلى روحية الطاغوت الأموي اليهودي .
كان هدفه عليه السلام أن يعمل وينشر كل ما يُثَبِّتُ أصول الإسلام وعقائده ، ابتداءً من وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وعدله المطلق ، وبقية أسمائه وصفاته الحسنى ، الى نبوة نبينا صلى الله عليه وآله ومقامه عند ربه ، الى الآخرة وعدلها ، الى أركان الإسلام العملية من الصلاة والصوم والحج والزكاة ، فكلها تتعرض لخطط التحريف الأموي وتأثير الثقافة اليهودية !
والهدف الثاني، نشر ظلامة أبيه الحسين وأهل البيت عليهم السلام وربط الأمة بهم ، ومقاومة خطة معاوية في تربية أجيال الأمة على أن علي بن أبي طالب عليه السلام سفاكٌ للدماء ، قتل صناديد قريش ، وأن النبي صلى الله عليه وآله كان يكرهه لأنه عصاه وكفر به ، فيجب فصله عن النبي صلى الله عليه وآله ولعنه على المنابر ، هو وأبناؤه !
أما الثورة السياسية العسكرية على الأمويين فكان الإمام زين العابدين عليه السلام يبعد نفسه عنها ، لكنه لم يقف ضدها عندما كانت طلباً بثأر الإمام الحسين عليه السلام .
وبسبب ذلك كان عليه السلام رقماً صعباً على السلطة ، فلا هو ثائر يعطي على نفسه الحجة لقتله ، ولا هو مطيع للسلطة كعلماء البلاط !
عندما يكتب الحجاج السفاك الى عبد الملك بن مروان: (إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين) ! (الصراط المستقيم:2/180).
فمعناه أن حاكم العراق والحجاز المعتمد بامتياز عند الخليفة الأموي ، يرى أن المرجع الروحي لكل تحركات الهاشميين والشيعة ضد بني أمية ومنها حركة التوابين والمختار ، هو علي بن الحسين الذي يمثل أمجاد أبيه وعترة النبي صلى الله عليه وآله ، وأنه مادام حياً فستنشأ الحركات بشعار يالثارات الحسين ، وتكون بتبريكه مع سلب مسؤوليته عنها !
وعندما يبادر عبد الملك فيكتب سراً الى الحجاج: (جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت بني حرب لما قتلوا الحسين نزع الله ملكهم) . (محاسن البيهقي/39) فمعناه أن عبد الملك قرر من أجل الإبقاء على ملكه أن يفصل حساب الإمام زين العابدين عليه السلام ومحمد بن الحنفية وعبدالله بن عباس وأبنائهم ، عن حساب التوابين والمختار ، وبقية الثائرين بإسمهم .
وقد استفاد الإمام زين العابدين عليه السلام من هذا الهامش الأموي الجديد فنشط في تحقيق هدفيه الأساسيين ، في الخطوط التالية التي تنتظم كل حياته وفعالياته:
الأول: سلوك التأله والتعبد ، وتعميقه في المسلمين وتعليمه للجادين منهم .
الثاني: مواجهة خطط معاوية ضد علي وأهل البيت عليهم السلام وخطة يزيد لإبادتهم وتوعية الأمة على مكانتهم في الإسلام وقرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله .
الثالث: الديبلوماسية مع النظام الأموي ، بعد أن انتقل من آل أبي سفيان الى آل مروان ، ولمِّ شمل الهاشميين ورعايتهم وتقوية روحياتهم ، والإبتعاد بنفسه وبهم عن الإنخراط في الثورات العاطفية المتأرجحة ، أو تلك الطامعة في السلطة باسم أهل البيت عليهم السلام .
http://www.col-sea.com/vb/uploaded/567_1200001387.jpg
جواهر التاريخ 3 / للشيخ : علي الكوراني