كهف الوراء
23-01-2009, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد آله الطيبين الطاهرين
ما الفرق بين طلب ثأرك وطلب ثأري؟
في زيارة عاشوراء الخاصة بالحسين (عليه السلام) نقرأ جملة : "أن يرزقني طلب ثأرك". وبعد ذلك وفي نفس الزيارة تتكرر الصيغة ولكن بالشكل التالي: "أن يرزقني طلب ثأري". فهل يعود ذلك إلى الاتحاد والوحدة بين الحسين (عليه السلام) وشيعته, أم أنّ هناك وجوها ً أخرى في الجواب؟
إنّ نسبة ثأر الحسين (عليه السلام) إلى الزائر نفسه, يمكن الإجابة عليه بوجوهٍ عدّة منها:
أولا ً: ما أشار إليه السائل في سؤاله من أنّ لجميع الشيعة إتصالا ً روحيا ً بالإمام السبط (عليه السلام) وفي حقيقة الأمر فإن شيعة الحسين (عليه السلام) هم بمنزلة الأجزاء الوجودية للإمام (عليه السلام), كما تدل على ذلك الأحاديث الواردة ومنها قول المعصوم: "شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بما ولايتنا ".
وكذلك ما أخبر عنه رميله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من أنّ: ما من شيعي من شيعتنا يصاب في مشرق الأرض أو مغربها بمرض أو جرح إلّا وأصابنا مثله.
ويدل على الأمر أيضا ً جواب الإمام الرضا (عليه السلام) لسائل سأله: أصاب أحياناً بحالة من الحزن أو الفرح دون أن أعرف لذلك سببا ً. فأجابه الإمام بأنّ ذلك يحصل لحزن أو فرح يصيب الإمام (عليه السلام).
يتبيّن مما مرّ أنّ هناك حالة من التمازج الروحي والاتصال المعنوي بين الإمام وأتباعه وشيعته تسوّغ نسبة ثأر الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الزائر من شيعته ومحبيه.
ثانيًا: من المألوف المتداول في أدب الحوار بين كافة الأقوام من العرب والعجم, أن إذا نزل مصيبة على رئيس القوم وسيّدهم, فإنّ الأتباع والمشايعين يعبّرون عن ذلك بقولهم: أصابنا وحلّ بنا.
وحيث نعرف ما للإمام من موقع قيادي رباني, فمن البديهي أن ينسب هؤلاء ما حلّ به إلى أنفسهم, فيجعلون ثأره - بالنسبة للإمام الحسين - ثأرهم والدم المسفوك كأنه دمهم.
ثالثًا: أمّا التحليل الأخير فيحتاج إلى إيضاح بعض المقدمات. وفي هذا الإطار لا نشك أنّ جرأة بني أمية على ظلم الحسين (عليه السلام) وجرأتهم على اغتصاب حقّه وحقّ أبيه من قبله في الخلافة والحكومة, هو الذي جرّأهم على ظلم المؤمنين من بعدهم, وسفك دمهم وهتك حرماتهم, حتى نستطيع القول بأنّ ما من ظلم وقع ويقع إلى يوم القيامة إلّا وانتهت تبعاته إلى الأولين من غاصبي صفوف آل محمّد ( عليهم السلام ).
وبهذا البيان يتضح أنّ أولئك لم يسفكوا دم الحسين المظلوم (ع) ولم يظلموا آل محمّد وحسب, وإنما سفكوا بقتلهم الحسين (عليه السلام) دماء جميع المؤمنين وظلموا بظلمهم آل محمّد, جميع المؤمنين إلى يوم القيامة.
اللهم صلي على محمد آله الطيبين الطاهرين
ما الفرق بين طلب ثأرك وطلب ثأري؟
في زيارة عاشوراء الخاصة بالحسين (عليه السلام) نقرأ جملة : "أن يرزقني طلب ثأرك". وبعد ذلك وفي نفس الزيارة تتكرر الصيغة ولكن بالشكل التالي: "أن يرزقني طلب ثأري". فهل يعود ذلك إلى الاتحاد والوحدة بين الحسين (عليه السلام) وشيعته, أم أنّ هناك وجوها ً أخرى في الجواب؟
إنّ نسبة ثأر الحسين (عليه السلام) إلى الزائر نفسه, يمكن الإجابة عليه بوجوهٍ عدّة منها:
أولا ً: ما أشار إليه السائل في سؤاله من أنّ لجميع الشيعة إتصالا ً روحيا ً بالإمام السبط (عليه السلام) وفي حقيقة الأمر فإن شيعة الحسين (عليه السلام) هم بمنزلة الأجزاء الوجودية للإمام (عليه السلام), كما تدل على ذلك الأحاديث الواردة ومنها قول المعصوم: "شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بما ولايتنا ".
وكذلك ما أخبر عنه رميله عن أمير المؤمنين (عليه السلام) من أنّ: ما من شيعي من شيعتنا يصاب في مشرق الأرض أو مغربها بمرض أو جرح إلّا وأصابنا مثله.
ويدل على الأمر أيضا ً جواب الإمام الرضا (عليه السلام) لسائل سأله: أصاب أحياناً بحالة من الحزن أو الفرح دون أن أعرف لذلك سببا ً. فأجابه الإمام بأنّ ذلك يحصل لحزن أو فرح يصيب الإمام (عليه السلام).
يتبيّن مما مرّ أنّ هناك حالة من التمازج الروحي والاتصال المعنوي بين الإمام وأتباعه وشيعته تسوّغ نسبة ثأر الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الزائر من شيعته ومحبيه.
ثانيًا: من المألوف المتداول في أدب الحوار بين كافة الأقوام من العرب والعجم, أن إذا نزل مصيبة على رئيس القوم وسيّدهم, فإنّ الأتباع والمشايعين يعبّرون عن ذلك بقولهم: أصابنا وحلّ بنا.
وحيث نعرف ما للإمام من موقع قيادي رباني, فمن البديهي أن ينسب هؤلاء ما حلّ به إلى أنفسهم, فيجعلون ثأره - بالنسبة للإمام الحسين - ثأرهم والدم المسفوك كأنه دمهم.
ثالثًا: أمّا التحليل الأخير فيحتاج إلى إيضاح بعض المقدمات. وفي هذا الإطار لا نشك أنّ جرأة بني أمية على ظلم الحسين (عليه السلام) وجرأتهم على اغتصاب حقّه وحقّ أبيه من قبله في الخلافة والحكومة, هو الذي جرّأهم على ظلم المؤمنين من بعدهم, وسفك دمهم وهتك حرماتهم, حتى نستطيع القول بأنّ ما من ظلم وقع ويقع إلى يوم القيامة إلّا وانتهت تبعاته إلى الأولين من غاصبي صفوف آل محمّد ( عليهم السلام ).
وبهذا البيان يتضح أنّ أولئك لم يسفكوا دم الحسين المظلوم (ع) ولم يظلموا آل محمّد وحسب, وإنما سفكوا بقتلهم الحسين (عليه السلام) دماء جميع المؤمنين وظلموا بظلمهم آل محمّد, جميع المؤمنين إلى يوم القيامة.