عامر الموسوي
24-01-2009, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
إن حركة الحسين (ع) كانت أسلوب حياة في التعامل مع النفس والآخرين، فإنه أراد أن يعلمنا درس العبودية في كل مراحل حركته المباركة.. فنراه يخرج من جانب البيت الإلهي الآمن، عندما يرى رضا ربه في ذلك.. ونراه يعرض عياله للأسر والسبي، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراهن سبايا.. ويعرض نفسه لأقصى صور الهتك والتعذيب، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراه قتيلا.. وقد لخصت أخته زينب كل هذه الدروس، عندما أعلنت بتحد صارخ لطاغية زمانها: (ما رأيت إلا جميلاً!.. هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم.. فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة)!..
إنَّ ما جرى على أهل بيت النبي (ص)، لم يجر على أحد طوال التاريخ، من خلقة آدم إلى قيام الساعة، مصائب شتى ومتنوعة: من قتل الكبير، والصغير، والرضيع، إلى الشيخ الطاعن في السنِّ، إلى سبي النساء.. وكأنّ الله -تعالى- أراد أن يعطي درساً لهذه الأمة، عندما تنحرف عن المسيرة.. هنالك سنة إلهية، ومن لا يعمل بها؛ يعاقب.. مثلا: آدم (ع) ترك الأمر الإلهي بعدم الاقتراب من الشجرة المنهية، وإذا به يطرد من جنة الخلد، ويبتلى بالأرض ومشاكلها.. والله -سبحانه وتعالى- أكمل الدين يوم الغدير {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}، فوضع عليا (ع) على قمة هرم المسلمين؛ ذلك الذي جمع صفات الكمال، في شتى حقول حياة الأمة.. ولكن الأمة أيضاً اقتربت من الشجرة المنهية، فطردت كذلك.
إن القضية ليست حدثا وقع في التاريخ وانتهى!.. إنما له ذيوله: فإقصاء الحسين (ع) عن ترأس الحكم، وعن زعامة الأمة، وعن إمامة الخلق؛ آثاره لاتزال إلى يومنا هذا.. لأن نظرية الحكم، ونظرية الإدارة؛ هذه الشؤون متوقفة على الإمامة، فعندما أقصوا من زعامة هذه الأمة، من الطبيعي أن تصير الأمور إلى ما نحن عليه.. فإذن، ليس هذا حدثا وقع في التاريخ، وانطوى ملفه.. إنَّ وارث هذا الدم، هو الإمام المهدي (عج)، وهو الذي حين يخرج من بيت ربه، فإن أول شعار يرفعه، شعار طلب الثأر لدم جده الحسين (ع): (ألا يا أهل العالم، إن جدي الحسين قتلوه عطشاناً)!..
إن مبدأ الحوار والتفاهم بالخطاب، هو الأسلوب المتعارف في تبليغ رسالات الأنبياء (ع) وهو ما يمثله قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ولكن يصل الأمر في فساد المتسلط على رقاب الأمة، إلى ما يكون الإنذار والبلاغ غير كاف لردع الباطل الأكبر: وهو فساد من إذا فسد، فسدت الأمة به إذ (الناس على دين ملوكهم).. فيلزم القيام بحركة ما وراء البيان والبلاغ، ألا وهو القيام بحركة غير متعارفة من بذل الدم، لتستفيق الأمة من أعماقها، على فساد ذات الحاكم، بعدما غفلت الأمة عن فساد أعمال الحاكم!.. ومن هنا انهار الحكم الأموي بسنوات قصيرة من مقتل الحسين (ع) بل اعتبرت ثورته هي أم الثورات، التي انبثقت في صفوف الأمة، التي لم تعهد مثل ذلك من مقتل الشهيد (ع).
اللهم صلي على محمد وآل محمد
إن حركة الحسين (ع) كانت أسلوب حياة في التعامل مع النفس والآخرين، فإنه أراد أن يعلمنا درس العبودية في كل مراحل حركته المباركة.. فنراه يخرج من جانب البيت الإلهي الآمن، عندما يرى رضا ربه في ذلك.. ونراه يعرض عياله للأسر والسبي، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراهن سبايا.. ويعرض نفسه لأقصى صور الهتك والتعذيب، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراه قتيلا.. وقد لخصت أخته زينب كل هذه الدروس، عندما أعلنت بتحد صارخ لطاغية زمانها: (ما رأيت إلا جميلاً!.. هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم.. فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة)!..
إنَّ ما جرى على أهل بيت النبي (ص)، لم يجر على أحد طوال التاريخ، من خلقة آدم إلى قيام الساعة، مصائب شتى ومتنوعة: من قتل الكبير، والصغير، والرضيع، إلى الشيخ الطاعن في السنِّ، إلى سبي النساء.. وكأنّ الله -تعالى- أراد أن يعطي درساً لهذه الأمة، عندما تنحرف عن المسيرة.. هنالك سنة إلهية، ومن لا يعمل بها؛ يعاقب.. مثلا: آدم (ع) ترك الأمر الإلهي بعدم الاقتراب من الشجرة المنهية، وإذا به يطرد من جنة الخلد، ويبتلى بالأرض ومشاكلها.. والله -سبحانه وتعالى- أكمل الدين يوم الغدير {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}، فوضع عليا (ع) على قمة هرم المسلمين؛ ذلك الذي جمع صفات الكمال، في شتى حقول حياة الأمة.. ولكن الأمة أيضاً اقتربت من الشجرة المنهية، فطردت كذلك.
إن القضية ليست حدثا وقع في التاريخ وانتهى!.. إنما له ذيوله: فإقصاء الحسين (ع) عن ترأس الحكم، وعن زعامة الأمة، وعن إمامة الخلق؛ آثاره لاتزال إلى يومنا هذا.. لأن نظرية الحكم، ونظرية الإدارة؛ هذه الشؤون متوقفة على الإمامة، فعندما أقصوا من زعامة هذه الأمة، من الطبيعي أن تصير الأمور إلى ما نحن عليه.. فإذن، ليس هذا حدثا وقع في التاريخ، وانطوى ملفه.. إنَّ وارث هذا الدم، هو الإمام المهدي (عج)، وهو الذي حين يخرج من بيت ربه، فإن أول شعار يرفعه، شعار طلب الثأر لدم جده الحسين (ع): (ألا يا أهل العالم، إن جدي الحسين قتلوه عطشاناً)!..
إن مبدأ الحوار والتفاهم بالخطاب، هو الأسلوب المتعارف في تبليغ رسالات الأنبياء (ع) وهو ما يمثله قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ولكن يصل الأمر في فساد المتسلط على رقاب الأمة، إلى ما يكون الإنذار والبلاغ غير كاف لردع الباطل الأكبر: وهو فساد من إذا فسد، فسدت الأمة به إذ (الناس على دين ملوكهم).. فيلزم القيام بحركة ما وراء البيان والبلاغ، ألا وهو القيام بحركة غير متعارفة من بذل الدم، لتستفيق الأمة من أعماقها، على فساد ذات الحاكم، بعدما غفلت الأمة عن فساد أعمال الحاكم!.. ومن هنا انهار الحكم الأموي بسنوات قصيرة من مقتل الحسين (ع) بل اعتبرت ثورته هي أم الثورات، التي انبثقت في صفوف الأمة، التي لم تعهد مثل ذلك من مقتل الشهيد (ع).