عشق الكلمة
24-01-2009, 09:14 PM
هل كان الرسول أميا بالفعل ؟؟!
نعم الرسول امي، وصف الرسول بالأمية جاء صراحة في آيتين كريمتين هما (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته)، (والذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) .. ولكن حين نعود لقواميس اللغة نجد أن "الأمية" بمعاني:
الرجل "الأمي" هو الذي لم يُنزل عليه كتاب ولم يعمل بنهج سماوي، و"الأميين" الجماعة التي لم ينزل فيها دين أو كتاب سماوي كحال العرب قبل الإسلام (حيث تقابل كلمة الأميين كلمة الكتابيين، أو أهل الكتاب، في القرآن الكريم).
الجهل بالقراءة والكتابة على وجه التحديد.
كما يأتي "الأمي" بمعنى الرجل الجلف القليل الكلام وهي صفة ننزه نبينا الكريم عنها.
.. فالعرب - من حيث الجهل بالقراءة والكتابة - لم يعانوا من الأمية المطلقة ولم يكونوا أسوأ حالاً من الأمم حولهم (بل على العكس كانت معلقات الشعراء تعلق على الكعبة، وكانت الصحف المكتوبة تتداول بسوق عكاظ، وكان تعليم الغير شرطاً لإطلاق أسرى قريش).
وبناءً عليه ليس دقيقاً وصف العرب بالأمية الكتابية (على الأقل بمطلق الكلمة) في حين يصدق وصفهم ب (الأمية الدينية) كونهم لم ينزل عليهم كتاب سماوي ولم يبعث فيهم رسول قبل محمد عليه الصلاة والسلام
في قوله تعالى (هوَ الذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً منهم يَتلو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكيهِم وَيُعَلِمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانوا مِن قَبلُ لفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) وكذلك تعامل أهل الكتاب معهم على هذا الأساس حيث قالوا ( ليسَ عَلينا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) وأيضاً وجود آيات تجمع الأميين والكتابيين - بنفس المستوى - مثل (وَقل للذِينَ أوتوا الكتَابَ وَالأمّيِّينَ أَأَسلمتم فإِن أَسلموا فقد اهتدَوا).
والدليل حينما توالى عليه الوحي لم يتهمه المشركون بالجهل والأمية بل على العكس اتهموه بإتقان حرفة الكتابه (وقالوا أَسَاطيرُ الأَولِين اكتتبهَا فهِي تملى عَلَيهِ بُكرة وَأَصِيلا )
إن زعم المخالفين بأن نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) جاهل حاشاه، لم يكن يعرف القراءة والكتابة هو زعم مردود عندنا نحن الشيعة، فإن أئمتنا من عترة النبي (صلوات الله عليهم) بيّنوا لنا أن جدّهم (صلى الله عليه وآله) كان يُحسن القراءة والكتابة لا بلغة واحدة فقط بل بثلاث وسبعين لغة!
فقد روى الصفار (رضوان الله عليه) بسنده عن علي بن أسباط أو غيره قال: ”قلت لأبي جعفر (الجواد) عليه السلام: إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكتب ولا يقرأ؟! فقال عليه السلام: كذبوا لعنهم الله! أنّى ذلك وقد قال الله: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فيكون أن يعلّمهم الكتاب والحكمة وليس يُحسن أن يقرأ ويكتب؟!
قال: قلت: فلمَ سُمِّيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمّيا؟ قال عليه السلام: لأنه نُسِب إلى مكة، وذلك قول الله عز وجل: لتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا، فأم القرى مكة، فقيل أمّيٌ لذلك“.
كما روى الصدوق (رضوان الله عليه) بسنده عن جعفر بن محمد الصوفي قال: ”سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فقلت له: يابن رسول الله.. لمَ سُمِّيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأمّي؟ فقال: ما يقول الناس؟ قلت: يزعمون أنه سُمِّيَ الأمّي لأنه لم يكتب! فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله! أنّى ذلك والله عز وجل يقول في محكم كتابه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، فكيف كان يعلّمهم ما لا يُحسن؟!
والله لقد كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لسانا! وإنما سُمِّيَ الأمّي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: لتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا“. (معاني الأخبار للصدوق ص53).
وعليه فقد عرفت أن وصفه (صلى الله عليه وآله) بالأمّي إنما هو نسبة إلى أم القرى أي مكة، فيكون المعنى أنه نبي مكّي. والدليل عليه قوله تعالى: ”هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ“ فوصف جميع المكيين بأنهم أميّين مع أنهم ما كانوا جميعا لا يحسنون القراءة والكتابة، وإنما وصفهم بذلك نسبة إلى مكة المكرمة لا غير.
وما يتوهّمه المخالفون الجهلة من أن القرآن قد نصّ على عدم معرفة النبي (صلى الله عليه وآله) بالقرآن لقوله تعالى ”وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ“. (العنكبوت: 49)هو معطوف على قوله في سورة الفرقان (اكتتبها وهي تملي عليه بكرة واصيلا فرد الله عليهم فقال كيف يزعمون ان الذي تقرءه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وانت ما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون اي شكوا..
(المصادر المستعان بها بحار الانوارالجزء16 ص 132، معانى الاخبار للصدوق
نعم الرسول امي، وصف الرسول بالأمية جاء صراحة في آيتين كريمتين هما (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته)، (والذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) .. ولكن حين نعود لقواميس اللغة نجد أن "الأمية" بمعاني:
الرجل "الأمي" هو الذي لم يُنزل عليه كتاب ولم يعمل بنهج سماوي، و"الأميين" الجماعة التي لم ينزل فيها دين أو كتاب سماوي كحال العرب قبل الإسلام (حيث تقابل كلمة الأميين كلمة الكتابيين، أو أهل الكتاب، في القرآن الكريم).
الجهل بالقراءة والكتابة على وجه التحديد.
كما يأتي "الأمي" بمعنى الرجل الجلف القليل الكلام وهي صفة ننزه نبينا الكريم عنها.
.. فالعرب - من حيث الجهل بالقراءة والكتابة - لم يعانوا من الأمية المطلقة ولم يكونوا أسوأ حالاً من الأمم حولهم (بل على العكس كانت معلقات الشعراء تعلق على الكعبة، وكانت الصحف المكتوبة تتداول بسوق عكاظ، وكان تعليم الغير شرطاً لإطلاق أسرى قريش).
وبناءً عليه ليس دقيقاً وصف العرب بالأمية الكتابية (على الأقل بمطلق الكلمة) في حين يصدق وصفهم ب (الأمية الدينية) كونهم لم ينزل عليهم كتاب سماوي ولم يبعث فيهم رسول قبل محمد عليه الصلاة والسلام
في قوله تعالى (هوَ الذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً منهم يَتلو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكيهِم وَيُعَلِمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانوا مِن قَبلُ لفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) وكذلك تعامل أهل الكتاب معهم على هذا الأساس حيث قالوا ( ليسَ عَلينا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) وأيضاً وجود آيات تجمع الأميين والكتابيين - بنفس المستوى - مثل (وَقل للذِينَ أوتوا الكتَابَ وَالأمّيِّينَ أَأَسلمتم فإِن أَسلموا فقد اهتدَوا).
والدليل حينما توالى عليه الوحي لم يتهمه المشركون بالجهل والأمية بل على العكس اتهموه بإتقان حرفة الكتابه (وقالوا أَسَاطيرُ الأَولِين اكتتبهَا فهِي تملى عَلَيهِ بُكرة وَأَصِيلا )
إن زعم المخالفين بأن نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) جاهل حاشاه، لم يكن يعرف القراءة والكتابة هو زعم مردود عندنا نحن الشيعة، فإن أئمتنا من عترة النبي (صلوات الله عليهم) بيّنوا لنا أن جدّهم (صلى الله عليه وآله) كان يُحسن القراءة والكتابة لا بلغة واحدة فقط بل بثلاث وسبعين لغة!
فقد روى الصفار (رضوان الله عليه) بسنده عن علي بن أسباط أو غيره قال: ”قلت لأبي جعفر (الجواد) عليه السلام: إن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يكتب ولا يقرأ؟! فقال عليه السلام: كذبوا لعنهم الله! أنّى ذلك وقد قال الله: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، فيكون أن يعلّمهم الكتاب والحكمة وليس يُحسن أن يقرأ ويكتب؟!
قال: قلت: فلمَ سُمِّيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمّيا؟ قال عليه السلام: لأنه نُسِب إلى مكة، وذلك قول الله عز وجل: لتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا، فأم القرى مكة، فقيل أمّيٌ لذلك“.
كما روى الصدوق (رضوان الله عليه) بسنده عن جعفر بن محمد الصوفي قال: ”سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فقلت له: يابن رسول الله.. لمَ سُمِّيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأمّي؟ فقال: ما يقول الناس؟ قلت: يزعمون أنه سُمِّيَ الأمّي لأنه لم يكتب! فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله! أنّى ذلك والله عز وجل يقول في محكم كتابه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ، فكيف كان يعلّمهم ما لا يُحسن؟!
والله لقد كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو قال: بثلاثة وسبعين - لسانا! وإنما سُمِّيَ الأمّي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: لتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا“. (معاني الأخبار للصدوق ص53).
وعليه فقد عرفت أن وصفه (صلى الله عليه وآله) بالأمّي إنما هو نسبة إلى أم القرى أي مكة، فيكون المعنى أنه نبي مكّي. والدليل عليه قوله تعالى: ”هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ“ فوصف جميع المكيين بأنهم أميّين مع أنهم ما كانوا جميعا لا يحسنون القراءة والكتابة، وإنما وصفهم بذلك نسبة إلى مكة المكرمة لا غير.
وما يتوهّمه المخالفون الجهلة من أن القرآن قد نصّ على عدم معرفة النبي (صلى الله عليه وآله) بالقرآن لقوله تعالى ”وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ“. (العنكبوت: 49)هو معطوف على قوله في سورة الفرقان (اكتتبها وهي تملي عليه بكرة واصيلا فرد الله عليهم فقال كيف يزعمون ان الذي تقرءه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وانت ما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون اي شكوا..
(المصادر المستعان بها بحار الانوارالجزء16 ص 132، معانى الاخبار للصدوق