المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البرهان النقلي على علم الإمام الحضوري


النجف الاشرف
24-01-2009, 09:30 PM
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ...
إن النقل «كتاباً وسنة» يعارض حكم العقل بأنّ علم الرسول وأوصيائه حضوري، بل هو أصرح في الدلالة، وأظهر في المطلوب. ما دل من الكتاب على علمهم الحضوري:
لقد نطق الكتاب المجيد في عدة آيات بعلمهم الحضوري، نذكر منها بعض الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: «ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم» إن النبيّ وخلفاءه الأئمة من الراسخين في العلم، الذين قرن الله جل شأنه علمهم بالتأويل بعلمه. فعلّمهم بالتأويل في عرض علمه. وكيف يعلمون التأويل وعلمهم غائب عنهم؟ وكيف يقرنهم جل شأنه في العلم بعلمه وعلمهم غير حاضر لديهم؟.
ومنها قوله سبحانه: «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى» فقد دلت هذه الآية الكريمة على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق إلا عن وحي وتعليم، من دون أن يذكر لذلك التعليم حدّاً، وللوحي قيداً، وإن الأئمة ورثة النبي صلى الله عليه وسلم في علمه وسائر فضائله.
ومنها قوله عز شأنه: «ولا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول» ولا شك في أنّ نبِّينا الاكرم ممن ارتضاه تعالى للإطلاع على غيبه، بل الأخبار في تفسير هذه الآية الكريمة صريحة بهذا. وهل العلم الحضوري إلا الإطلاع على الغيب؟ وهل المستبعد المستعظم


لحضوري علمهم إلا لكونه غيباً. والغيب ما استأثر به العّلام جلّ شأنه. فأين هو عما نوَّهت به هذه الآية الكريمة؟ وأما الإمام فهو الوارث لعلم الرسول، وخصاله كافة.
ومنها قوله تبارك وعلا: «وتعيها أُذُنٌ واعية» وقد جاء في تفسيرها إنّ الأُذن الواعية هي أُذن أمير المؤمنين عليه السالم وأنّها وعت ما كان وما يكون.
ومنها قوله عز وجل: «إذا جئنا من كل أُمّة بشهيد» وقوله تعالى شأنه: «وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد» إلى غيرهما من الآيات المصرّحة بوجود الشاهد على الأمّة يوم البعث والحساب، وقد فسرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأوصيائه الأمناء. وكيف يكونوا الشهداء على الناس، وهم لا يعلمون شيئاً من حالهم، ولا يدرون بما يعملون..؟ وهل يكون الشاهد إلا الحاضر المطَّلع..؟
ومنها قوله تعالى: « بل هو آيات بينات في صدور الذين أتوا العلم» وقد صح أنَّهم هم المقصودون بهذه الآية. ولو لم يكن علمهم حاضراً، لما صدق عليهم أنَّهم أوتوا العلم. وكيف يكون ثابتاً في صدورهم وهم لا يعرفونه؟ وهل يكون غير الموجود ثابتاً؟
وقوله تعالى: « ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء» فبهذا نفهم انّه صلى الله عليه وسلم عالم بكلِّ شيء، ولا يكون ذلك إلا بالحضوري. وما انتهى إليه صلى الله عليه وسلم فقد انتهى إليهم.


إلى غير هذه الآيات البينات، مما يشهد لذلك العلم الحاضر. ما دلّ من الحديث على علمهم الحضوري:
لقد صرحت الأخبار، وأنبأت بوضوح، بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة من ولده، من ذلك العلم الحاضر… ونورد طرفاً منها في ضمن طوائف. الطائفة الأولى:

الأئمة خزنة العلم والحجة البالغة

صرّحت طائفة من الأحاديث بأنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام خزنة علم الله وعيبة وحيه، وأنّهم الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض (لكافي: كتاب الحجة، باب إنّ الأئمة عليهم السلام ولاة الله وخزنة علمه، وباب إن الأئمة أركان الأرض، إلى غيرهما من الأبواب.

) .
إن علم الله سبحانه لا يحصيه حاسب، ولا يحصره كاتب. وهل يكون الخازن جاهلاً بما في الخزانة والعيبة؟ وهل هو إلا كناية عن استيداعه تعالى علمه أوعية صدورهم، وغياب قلوبهم.
وكيف يحجب الله تعالى علمه عن حجته؟ وكيف تكون تلك الحجة بالغة؟ وليس لديها علم بالحوادث والأعمال، لتكون مخبرة لهم عما يعملون عند الإعجاز والكرامة.
وإن عموم العلم المخزون عندهم شامل لكل أمر من حكم أو موضوع كلي أو جزئي.

الطائفة الثانية:
علمهم بما في السماء والأرض

صرحت هذه الطائفة من الأحاديث بأنّ الله سبحانه أجل وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه (الكافي، كتاب الحجة، باب أنّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم.) .
وهذه فوق صراحتها بالمطلوب دلّت على أنَّ حجب علم السماء والأرض عن الإمام مما يستلزم النسبة لله بما ينافي كرمه وجلالة شأنه.
بل لو حجب ذلك العلم عنه لما صحَّ لأن يكون مفترض الطاعة. وكيف تكون طاعته مفروضة، وليس لديه علم ما يسأل عنه. الطائفة الثالثة:

إن الأئمة هم الراسخون في العلم والذين أوتوا العلم

نطقت هذه الطائفة من الأحاديث بأنّ الراسخين في العلم الذين علموا تأويل القرآن، والمقرون علمهم بالتأويل بعلمه جل شأنه: هم الأئمة من أهل البيت، وأنّهم هم الذين قال الله تعالى عنهم في محكم فرقانه: «آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم»(الكافي، باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة، وباب أنَّ الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم. )
كيف يا ترى شأو العلم يقرن الجليل تبارك وعلا بعلمه؟ وكيف يا ترى شأنهم والله تعالى يخبر عنهم بأنَّهم الراسخون في العلم، وأنَّهم أوتوه وأثبت في صدورهم؟.
ولو أمكن وصف علمهم بأعلى وأرفع من الحضوري لكان في هذه الأحاديث المفسرة لتلك الآيات الكريمة، مجال لذلك الوصف. وإنما نسمي علمهم بالحاضر لقصورنا عن إدراك وصف أسمى منه بل ولجهلنا لحقيقة ذلك العلم. الطائفة الرابعة:

الأئمة معدن العلم ووارثوه

أنبأت هذه الطائفة: بأنَّ الأئمة عليهم السلام شجرة النبوة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم، ومختلف الملائكة، وموضع الرِّسالة، وورثة العلم يورثه بعضهم بعضاً (الكافي، باب إنّ الأئمة عليهم السلام معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة، وباب إنّ الأئمة عليهم السلام ورثة العلم يورث بعضهم بعضاً العلم.
) .
وهل يريد المرء بالإفصاح عن علمهم الحضوري بأجلى من هذا البيان وأظهر من هذا المفاد؟ وكيف يكونون معدناً للعلم، ولا علم يحضر هذا المعدن؟ وكيف يتوارثون العلم، والمتوارث شيء غير موجود؟
ولو ادعي أنّها تختص بالعلم بالأحكام وموضوعاتها الكلية، فلا نجد مبرراً لهذه الدعوى، واللفظ عام والعموم أليق بتلك
المنزلة. ومن يتحلّى بلتك الصفات الشريفة التي أخبرت عن بعضها هذه الأحاديث لا يستغرب من علمه إذا كان حضورياً وحاصلاً لديه في كل حين. ومن يكون مختّلفاً للملائكة وموضعاً للرسالة وبيتاً للرحمة وشجرةً للنبوة كيف لا يكون حاضر العلم يدري بما يعمل الناس ويصف لهم ما تنطوي عليه سرائرهم. الطائفة الخامسة:

الأئمة ورثة علم النبي صلى الله عليه وسلم

نطقت هذه الطائفة بأنّ الأئمة عليهم السلام ورثة علم النبي صلى الله عليه وسلم وأنّ النبي صلى الله عليهم وسلم ورث جميع علوم الأنبياء والرسل وأولي العزم ( الكافي، باب الأئمة عليهم السلام ورثوا النبي صلى الله عليه وآله وجميع الأنبياء والأوصياء.


) .
فهذه الطائفة أخبرتنا بأنّ علم العالم كلّه وصل إليهم، واجتمع عندهم فكل ما كان للأنبياء والرسل وأوصيائهم من علم فهو قد انتهى إليهم وورثوه منهم. وهل بعد هذا العلم الذي كان عليه كافة الرسل وصار لديهم يبقى مجال لان يقال بأنَّ علمهم ليس بحاضر، بل حضوره تابع للإشاءة، فإذا لم يكن حاضراً لديهم فأي شيء، ورثوه إذاً؟ الطائفة السادسة:

إن لديهم جميع الكتب ويعرفونها على اختلاف ألسنتها

أخبرت هذه الطائفة بأنّ عند الأئمة عليهم السلام جميع الكتب السماوية،
ويقرءونها على اختلاف ألسنتها ( الكافي: باب إن الأئمة عليهم السالم عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله) .
إن في الكتب علم الأول والآخر والسالف والحاضر، وعلم الأحكام والحوادث والمنايا والبلايا وكل شيء، فليت شعري هل يقرءون تلك الكتب وهم يجهلون ما يقرءون، أو يعرفون بعضاً وينكرون بعضاً..؟ إنَّ هذا لشيء عجاب. الطائفة السابعة:

الأئمة يعلمون الكتاب كله

صرّحت هذه الطائفة من الأحاديث بأنَّ الأئمة يعلمون ما في القرآن المجيد كلِّه، حتى قال الصادق عليه السلام: «والله إنّي لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره، كأنه في كفي فيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، قال الله عز وجل: «فيه تبيان كل شيء» (الكافي: باب إنّه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وأنّهم يعلمون علمه كله. ولا يخفى أنّه أراد الإستشهاد بمعنى الآية دون لفظها، ولفظها قوله تعالى: «ونزلنا عليك القرآن تبياناً لكل شيء» .
) .
وهل يطلب الباحث أثراً بعد عين، أفترى أنّه أراد من العلم بكتاب الله الذي فيه تبيان كل شيء، من خبر السماء والأرض، وما كان أو هو كائن، هو العلم بالأحكام أو موضوعاتها لا الحوادث والاعمال، وما وقع أو يقع من شؤون العالم. وهل يجوز لذي علم أو ذوق أن يحمل هذا البيان على ذلك القصد؟ وهل أصرح من هذا البيان بالعلم بشؤون العالم سابقه وحاضرة ولاحقه. الطائفة الثامنة:

عندهم جميع العلوم

أفصحت هذه الطائفة من الاحاديث عن سعة ذلك العلم الذي كان عند الأئمة الأمناء. فإنها أفادت: أن لله علمين: علم أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه، وعلم أستأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا بذلك ( الكافي: باب إنّ الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل.) .
الله! ما اكبر منازلكم ايّها السادة الأوصياء عند رب السماء، وما ارفع مراتبكم أيّها الهداة عند خالق الأرض والسماوات: فقد رفعكم فوق منازل النبيين، وسما بكم على معارج المرسلين، حتى أطلعكم على ما استأثر به من العلم، واختصكم بما لم يظهر عليه أولي العزم من رسله… ولا أدري ما وراء هذا يراد من الحضوري؟ ولأي شيء بعد هذه الصراحة يصار إلى الاشائي؟. الطائفة التاسعة:

يعلمون حتى بإنقلاب جناح الطائر

بيّنت هذه الطائفة من الأحاديث بأنّه ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعند الأئمة علم منه (كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام.) .
أوليس هذا صريحا في شمول علمهم حتى للجزئي من الحوادث، ووقوفهم على كل ما يقع ويكون، فوق ما وقع وكان. الطائفة العاشرة:

إن الأئمة الشهداء على الناس

نطقت الأخبار العديدة بأنّ النّبي والأئمة عليهم السلام يكونون الشهداء على الناس يوم العرض والحساب. أترى يكون أحد شهيداً على أحد، وهو لا يعلم ما اقترف، ويخبر عما كان عليه وهو لا يدري ما عمل؟



هذا كله وهو بعض ما نطقت به الأحاديث وصرحت به الأخبار، إذ ليس الغرض الاستيفاء والاستقصاء، بل القصد عرفان ما كانوا عليه من ذلك العلم الزاخر. وإن كنا نجهل ما اتصفوا به، غير أنا تستظهر شيئاً أنبأت عنه أحاديثهم، ودلتنا عليه أعمالهم.

نسايم
26-01-2009, 02:07 PM
اللهمـ صلٍ على محمد وآلٍ محمد وعجٍل فرجهمـ واهلكـ اعدائهمـ ياكريمـ .,.,.

اللهـ يعطيكـ العآفيهـ .,.,.

بالتوفيـق .

وفاء النجفي
05-04-2009, 04:02 PM
بحث رائع ومميز ...في ميزان حسناك..
تقبل مروري .