zaineb
26-01-2009, 08:24 PM
قصة كتبتها في الأسبوع الأول لبداية العدوان على غزة أرض الصمود والعزة.
لهدا أهديها لكل طفل وإمرأة وشيخ وكل مقاوم هويته فلسطيني.
فليعذروني إد لم أتمكن من نقل الواقع لأنه أكبر من أن تختصره حروفي التي تقف خجلة تعلن أن غزة أميرة الكلمات ملكة الحروف.
لهدا أختي نسايم أتمنى أن تقبليها في المسابقة إدا كانت لازالت قائمة بعد
بسم الله الرحمان الرحيم
كعادتي في كل صبيحة بعد إنتهائي من الفطور الصباحي ، أتوجه مباشرة إلى غرفة الجلوس ، وأشغل التلفاز لأطلع على ما يبث في النشرة الإخبارية.التي تأتي مع الساعة التاسعة حسب التوقيت المحلي لدياري.
جلست على الكنبة مقابلة للشاشة التلفاز وأنا محنطة بغطاء صوفي ، فالطقس البارد الدي سجل أعلى إنخفاض في هده السنة جعلني لا أتحرك إلا وأنا مكومة بلباس والأغطية الصوفية لا تفارقني
أخدت ألة التحكم (الريمونت كونترول ) ، وحولت مباشرة على القناة التي تبت الأخبار ،وعينايا محملقتان إلى الشاشة كأنني لأول مرة أشاهد الأخبار بكل إهتمام ولهفة كأن بي أشاهد فيلم درامي لا أريد أن يفوتني مشهدأو كلمة من الفيلم.
بينما كل إنتباهي مشدود إلى التلفاز; إهتزت مشاعري وتناثر منها الحزن كتناثر رقائق الثلج النازلة على نافذة غرفتي لتصيب أعضاء جسمي برعشات تزيد ه قشعريرة أكثر ما هي عليه من فرط البرد القارس.
فعم المكان موسيقى ضجت أذنيَّ ,فجرت جوارحي ;أرسلت خيطا من أنغام عبر الصرخات سنفونيات صاخبة رددت بين قعقعة السلاح ودماء الشهداء لتنقل لنا أفجع النوتات تعزف على قارعة الطريق مشاهد الحزينة.
وجدت نفسي مذهولة لهول المصاب ،هول ما حدث لبرا ءة الأطفال ، تسألت بلهفة المجنونة ما الخبر؟ أريد الجواب عن أسئلة تسارعت في ذهني ، بل تكدست دفعة واحدة على مخيلتي ، ككتبي المكدسة على رف مكتبة بيتي،صممت ألا تغادر قبل أن تلقى جوابا لها ليكن أخر السؤال : هل هذه أخر المآساة؟!
رؤسا فصلت عن أجساد فتية ، أجسادا لم يعد لها صفات ولا ملامح كالبشر،ومنها من إمتزجت قطع لحمها الطاهر بثرى أرض جوفاء،ولولوة بكاء وعويل تخضبت مدامع بنيه بالدماءوأناسا ترحل أثاتها من سكناها لتترأى لك للوهلة الأولى، كأنه زلزال أصاب ديارها فألحق بها دمار يتجدد مع كل عدوان من عدو آثم.وأخرين رأيتهم تنتشل أطفالها المعفرة أجسامهم الطاهرة بالثراب من تحت ركام غرفهم التي
أطالها يد المعتد الغاشم.
بينما هناك أناس يهمون بالرحيل من الديار خوفا وهلعا من صواعيق الرصاص التي حاصرتهم شر الحصار، جوا و برا وبحرا، صباحا ومساء ا.
الكل يتدافع كأنه يوم الحساب الكل يرغب بلفرار ؛لكن إلى أين؟!!!!
لا لم يحددوا الوجهة بعد ، المهم لديهم أن يجعلوا من الفرار "من أزيز الطائرات التي أصبحت رؤياها كسراب السنونو التي لا تفتأ تبحت عن شيئ تتوهمه ، عن شيئ لم تجده بعد" خطوة تحدي نحو الشعور بالأمان،فهم يعلمون أن على اليمين عدو سيمطرهم بأحدث الرصاص،وعلى الشمال ذوي قربى يحاصرونهم بالحديد والأسلاك ، وقوى أمنية أمرت أن تشدد الرقابة على الحدود وكل من تهاون عقوبته السجن مدى الحياة ، إذ لم يشنق في الحال ؛ جريمته أنه ترك كل جائع و عاري من الكساء،ومريض يتأوه بأوجاع الأمراض التي ألحقت بهم من المحتل وأطفالامرعوبين
ونساء ا خائفات وشيوخا تبكي مرارة قلة الناصر من ذوي القربى والإخوان، هؤلاء صاروا ممنوعين من العبور بحجة تطبيق القانون الدولي....
كذبة عصرتقلبت فيه الموازين بسبب طواغيت الزمان الظالم ،لكن سرعان ما تكشفت تلك الأكذوبة فكما يقال "حبل الكذب قصير"لدى أحرار العالم.
كل هذا تابعته في قناة إخبارية ، بتث الخبر من عين المكان ، مكان الإبادة الجماعية .
لتتوالى علينا الأخبار فنصير أسرى لكل وسيلة إعلامية تمكننا من الإطلاع على تلك المجازر المتواصلة وتزودنا بأخر الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء المدنيين العزل
من االمحتل الرافض لكل قوانين الأرض والسماء.
أمام كل هذا الكم من المشاهد المروعة المزلزلة للأبدان ، إصفرت الوجوه رعبا لفضاعة الأحدات التي لون صورها اللون الأحمر ، وشاح الحزن على أيامي ، بل صار نهاري ليلا منذ داك اليوم من بداية العدوان.
فمن تلك الصبيحة التي رأيت فيه بداية جرائم على أبناء قريتي ، تحطمت عندي كل الأحلام ، فلم يعد حلمي لا بشراء دمية جديدة للعيد، ولا نزهة في الربيع للحديقة العامة القريبة من منزلي،أسعد فيها بشم الزهر والأقحوان، وأشجار الصنوبر والعرعار أستظل تحت ظلالها كلما شعرت بالإعياء ، وأنا أركض بين حشائش الأرض ووراء الفراشات المزركشة بأزهى الألوان ،ولم يعد لي حلم حتى بلقاء صديقات طفولتي ، هم كانوا لي خير الأخواتي؛ ولا...ولا...
بل صارت كل أحلامي تتجمع متوسدة على مخدة سريري في غفلة مني ، تنشد ولو قليلا من الدفئ من قساوة برد الشتاء ونزع أخر حلم لديهم كتبوه بعدما غادروا غرفتي في وريقة زهرية بحبر سوداوي:
سجلت لهم أخر حلم ألا وهو"كيف ينزع جسدي من تحت الركام ليدفن بجانب قبر أمي وأبي ومئات من إخواني ورفاق دربي و جيراني.
هكذا صار حلمي عند قتامة المشهد الدموي الذي رسمه لي الجلاد،
جلادا إقتص مني ومن أبائي وإخواني ، بل حثى من الأبنية التي كانت تأوينا من العراء.
لم يراعوا قوانين أرضية ولا سماوية ، ولا حتى أممية ولا حقوق إنسانية .
إقتص منا الجلاد وهو يشرب نخب نصر مزيف مقدم له من حكام أمورنا ، يهنؤنه على أنه أبدع في تحطيم رؤوس الأطفال ، وأرامل ثكلى بالأحزان، وإدخال الرعب والخوف في من بقي منا.
إقتص منا الجلاد فحطم آمالينا في أوج النهار ليضاء الشمس في نهاري المتلبد بغيوم كونتها رائحة القنابل المسماة بلغة العصرالفسفورية النبالية ،الإنشطارية والإرتجالية
بل بالإضافة إلى إستعمال ثلاتة عشر أسلحة لم تستعمل من قبل في أي عدوان إلا هنا ;على رؤس أطفال ذوي جنسية عربية، أخر المأساة تجارب أسلحة كانت لهم هدية من أمهم المسماة ب" الشيطان الأكبر"
أطلقت عليها بكثر ما طفر المكان بالجتث هيروشيما العصر لكن كانت بالتقسيط، فكيف لنا أن نسمي 2500 غارة جويةحسب إعلام العدو ولربما ما خفي كان أكتر من القنبلة الذرية.إستعلمت على مليون ونصف إنسان هويته لمن يجهل أنه عربي!!!!!!
""
ليباد لحمي وحتى دفتر هويتي وكتيب لي كنت فيه أرسم رسوما عن واقع مأساتي ،ألون بأحمر اللون كل رسوماتي، وأسجل فيه ذكرياتي ، مطلع سطورها دما ء ا جرفت كل أحلامي بصاروخ من طائرة العدو الجبان،في ثواني صرت كأني لم أكن في ذنيا الحياة ، لكني متأ كدة أن كتيبي لم يباد ، لأنني قد أسلمته عبر الأنفاق، لصديقي المصري " خفية من النظام"وسرا عن مجلس الأمن ؛من أن يكشف ويتهم صديقي أنه" إرهابي"ذنبه أنه إحتفظ بكتيب من شخص هويته فلسطيني ، إحتفظ بآخر دليل على ما عانيته من العدوان، كان هذا ما سربته له قبل أن يصدروا أخر القرار يأمر بهدم الأنفاق ليصادف يوم إبادتي بساعات.
لكن فقط أقول ليسجل التاريخ أن عنوان كتيبي كان " هكذا أردتم أن أقتل يا إبن جلدتي وعروبتي وديني".
""
هكذا كانت الأخبار عن بلدتي وعن مأساة ما جرى لأطفال قريتي، تتناقل بين الدول والأمم ؛ بسرعة البرق وشدة الرعد وبعدد قطرات زخات المطر ، لتصير المجزرة التي يتعرض لها أبناء الوطن تستنهض شعوب العالم ليلبي النداء ، نداء يناصر ما بقي
من الأبناء.
هدا دفع الجلاد ليقتل الصحافيين ويأسر أخرين منهم ;تهمتهم كما يدعي الجلاد؛أنهم أفشوا معلومات عسكرية ، فالمجازر من قتل الأطفال أمام أعين أبائهم ،وتشريد وتهجير أناس من سكناهم قصرا ،بل ضرب حثى المقابر والمدارس التابعة للأنروا التي تأوي اللاجئين إليها هربا من قصف العدو لمبانيهم وترويعهم بمختلف الأسلحة المدمرة.
هدا ما يعتبره الجلاد سرا من الأسرار العسكرية.
هدا هو الجلاد يفشي غل هزيمته في كل من يسجل عدوانه الوحشي وحقده الجائر على أطفال ونساء وشيوخ عجز ،ليعلنها للعلن لعالم كثيرا ما نراه يتشدق علينا بحقوق الإنسان، وحماية المدنيين في الحروب ،ظنا منه أنه سيخفي حقائقه من هتك الأعراض ، وتدمير دور العبادة من مساجد وكنائس;وخرس أصوات الإعلام جاهلا أن رائحة بارود الموت من المدافع والقنابل؛حمل عبر السحاب رسائل لكل العالم عنوانها: أطفال غزة غدائهم رصاص وفراشهم أسلحة فسفورية.
"""
لهذا أعزائي:أطفال غزة باتوا يلعنون الجلاد وحكامي، وكل إنسان يقف لهم بالمرصاد ،يسترخص فيهم العيش عيشة الكرام .
لأنهم يرفضون الإنحناء لعاصفة تبيد الشجر و البشر بل حتى الحجر ؛ كما فعل البقية الجبناء.
""""
وفي خلاصة كليماتي "لا تعتبوا على هذة المفردة"بجد أنها مجرد كليمات لا تصل لأدق التفاصيل عن مأساة أطفال غزة ؛ المطلية حقولها وأزقة دروبها بلون الجتث المتفحمة على الطرقات وتحت المباني المدمرة كأنها خربة مقفرة صارت.
فالمأساة أكبر أعزائي أن تختصره كلمات وأبلغ من أن تكتب بسطور العجز ليأرخ؛وأرفع أن تحويه سطح وريقاتي ويكتبه مداد قلمي .
فبعد هذا كله أعزائي ; إستحضرت مخيلتي الظلم الذي لحق بآل البيت النبوي في كربلاء ومدى تحملهم إياه، من الزمرة المنافقة أنداك عليهم لعنة الله والناس أجمعين.
كأن أحداث كربلاء تطفي ظلالها على ما يحدث في غزة فتتقاطع أحداثها الدموية .
لاأعرف أهي صدفة القدر ؟! أم هي تسلسل للأحداث تمهد لظهور الحجة أرواحنا لمقدمه الشريف الفدى .
فالشهر محرم والمكان مقدس، ورضيع غزة اليوم يعاني كرضيع كربلاء بالأمس ،رضيع كربلاء أردته سهام الغدر صريعا بين يدي أبيه الكريمتين؛؛الحسين عليه السلام؛؛لا لذنب إلا أنه يطلب شربة ماء تروي ضمئه الشريف من قوم لئام.
فهاهو رضيع غزة يقتل بل يباد " بكل أسلحة تمكنوا بإستعمالها في عدوانهم الدموي الهمجي لأنه طلب ما ء ا لسد ضمئه ودواء ا يضمد جروح أمه التي أصيبت بشظايا القذائف العدو المحتل.
هدا هو ذنب رضيع غزة الجريحة اليوم كما كان رضيع كربلاء بالأمس ، لأقف على معاني جسدت المعاناة الحقيقة التي سطرتها لنا المحمة الكربلائية، لتتراءى بين أعيننا :كيف أن الدم إنتصر على السيف بالمفهوم الحسيني ، لنجده ماثلا أمامنا في هدا العصر، فينتصر الدم من جديد على القذائف والمدافع بالمفهوم العصر الحديث .
لأدرك حينها جوهر المعنى أن كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء.
لكم تحياتي
إنتهت بحمد الله وعونه
:eek:
التوقيع
http://www5.0zz0.com/2008/09/01/23/510759571.jpg
تبكيكـ عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلكـ باكية ..!
وآتشح آلعـآلم بآلسوآد لكبر مصآبك يآ حسين ..!
“لا يومَ كَيومكَ يا أبا عبدالله الحسين”
لهدا أهديها لكل طفل وإمرأة وشيخ وكل مقاوم هويته فلسطيني.
فليعذروني إد لم أتمكن من نقل الواقع لأنه أكبر من أن تختصره حروفي التي تقف خجلة تعلن أن غزة أميرة الكلمات ملكة الحروف.
لهدا أختي نسايم أتمنى أن تقبليها في المسابقة إدا كانت لازالت قائمة بعد
بسم الله الرحمان الرحيم
كعادتي في كل صبيحة بعد إنتهائي من الفطور الصباحي ، أتوجه مباشرة إلى غرفة الجلوس ، وأشغل التلفاز لأطلع على ما يبث في النشرة الإخبارية.التي تأتي مع الساعة التاسعة حسب التوقيت المحلي لدياري.
جلست على الكنبة مقابلة للشاشة التلفاز وأنا محنطة بغطاء صوفي ، فالطقس البارد الدي سجل أعلى إنخفاض في هده السنة جعلني لا أتحرك إلا وأنا مكومة بلباس والأغطية الصوفية لا تفارقني
أخدت ألة التحكم (الريمونت كونترول ) ، وحولت مباشرة على القناة التي تبت الأخبار ،وعينايا محملقتان إلى الشاشة كأنني لأول مرة أشاهد الأخبار بكل إهتمام ولهفة كأن بي أشاهد فيلم درامي لا أريد أن يفوتني مشهدأو كلمة من الفيلم.
بينما كل إنتباهي مشدود إلى التلفاز; إهتزت مشاعري وتناثر منها الحزن كتناثر رقائق الثلج النازلة على نافذة غرفتي لتصيب أعضاء جسمي برعشات تزيد ه قشعريرة أكثر ما هي عليه من فرط البرد القارس.
فعم المكان موسيقى ضجت أذنيَّ ,فجرت جوارحي ;أرسلت خيطا من أنغام عبر الصرخات سنفونيات صاخبة رددت بين قعقعة السلاح ودماء الشهداء لتنقل لنا أفجع النوتات تعزف على قارعة الطريق مشاهد الحزينة.
وجدت نفسي مذهولة لهول المصاب ،هول ما حدث لبرا ءة الأطفال ، تسألت بلهفة المجنونة ما الخبر؟ أريد الجواب عن أسئلة تسارعت في ذهني ، بل تكدست دفعة واحدة على مخيلتي ، ككتبي المكدسة على رف مكتبة بيتي،صممت ألا تغادر قبل أن تلقى جوابا لها ليكن أخر السؤال : هل هذه أخر المآساة؟!
رؤسا فصلت عن أجساد فتية ، أجسادا لم يعد لها صفات ولا ملامح كالبشر،ومنها من إمتزجت قطع لحمها الطاهر بثرى أرض جوفاء،ولولوة بكاء وعويل تخضبت مدامع بنيه بالدماءوأناسا ترحل أثاتها من سكناها لتترأى لك للوهلة الأولى، كأنه زلزال أصاب ديارها فألحق بها دمار يتجدد مع كل عدوان من عدو آثم.وأخرين رأيتهم تنتشل أطفالها المعفرة أجسامهم الطاهرة بالثراب من تحت ركام غرفهم التي
أطالها يد المعتد الغاشم.
بينما هناك أناس يهمون بالرحيل من الديار خوفا وهلعا من صواعيق الرصاص التي حاصرتهم شر الحصار، جوا و برا وبحرا، صباحا ومساء ا.
الكل يتدافع كأنه يوم الحساب الكل يرغب بلفرار ؛لكن إلى أين؟!!!!
لا لم يحددوا الوجهة بعد ، المهم لديهم أن يجعلوا من الفرار "من أزيز الطائرات التي أصبحت رؤياها كسراب السنونو التي لا تفتأ تبحت عن شيئ تتوهمه ، عن شيئ لم تجده بعد" خطوة تحدي نحو الشعور بالأمان،فهم يعلمون أن على اليمين عدو سيمطرهم بأحدث الرصاص،وعلى الشمال ذوي قربى يحاصرونهم بالحديد والأسلاك ، وقوى أمنية أمرت أن تشدد الرقابة على الحدود وكل من تهاون عقوبته السجن مدى الحياة ، إذ لم يشنق في الحال ؛ جريمته أنه ترك كل جائع و عاري من الكساء،ومريض يتأوه بأوجاع الأمراض التي ألحقت بهم من المحتل وأطفالامرعوبين
ونساء ا خائفات وشيوخا تبكي مرارة قلة الناصر من ذوي القربى والإخوان، هؤلاء صاروا ممنوعين من العبور بحجة تطبيق القانون الدولي....
كذبة عصرتقلبت فيه الموازين بسبب طواغيت الزمان الظالم ،لكن سرعان ما تكشفت تلك الأكذوبة فكما يقال "حبل الكذب قصير"لدى أحرار العالم.
كل هذا تابعته في قناة إخبارية ، بتث الخبر من عين المكان ، مكان الإبادة الجماعية .
لتتوالى علينا الأخبار فنصير أسرى لكل وسيلة إعلامية تمكننا من الإطلاع على تلك المجازر المتواصلة وتزودنا بأخر الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء المدنيين العزل
من االمحتل الرافض لكل قوانين الأرض والسماء.
أمام كل هذا الكم من المشاهد المروعة المزلزلة للأبدان ، إصفرت الوجوه رعبا لفضاعة الأحدات التي لون صورها اللون الأحمر ، وشاح الحزن على أيامي ، بل صار نهاري ليلا منذ داك اليوم من بداية العدوان.
فمن تلك الصبيحة التي رأيت فيه بداية جرائم على أبناء قريتي ، تحطمت عندي كل الأحلام ، فلم يعد حلمي لا بشراء دمية جديدة للعيد، ولا نزهة في الربيع للحديقة العامة القريبة من منزلي،أسعد فيها بشم الزهر والأقحوان، وأشجار الصنوبر والعرعار أستظل تحت ظلالها كلما شعرت بالإعياء ، وأنا أركض بين حشائش الأرض ووراء الفراشات المزركشة بأزهى الألوان ،ولم يعد لي حلم حتى بلقاء صديقات طفولتي ، هم كانوا لي خير الأخواتي؛ ولا...ولا...
بل صارت كل أحلامي تتجمع متوسدة على مخدة سريري في غفلة مني ، تنشد ولو قليلا من الدفئ من قساوة برد الشتاء ونزع أخر حلم لديهم كتبوه بعدما غادروا غرفتي في وريقة زهرية بحبر سوداوي:
سجلت لهم أخر حلم ألا وهو"كيف ينزع جسدي من تحت الركام ليدفن بجانب قبر أمي وأبي ومئات من إخواني ورفاق دربي و جيراني.
هكذا صار حلمي عند قتامة المشهد الدموي الذي رسمه لي الجلاد،
جلادا إقتص مني ومن أبائي وإخواني ، بل حثى من الأبنية التي كانت تأوينا من العراء.
لم يراعوا قوانين أرضية ولا سماوية ، ولا حتى أممية ولا حقوق إنسانية .
إقتص منا الجلاد وهو يشرب نخب نصر مزيف مقدم له من حكام أمورنا ، يهنؤنه على أنه أبدع في تحطيم رؤوس الأطفال ، وأرامل ثكلى بالأحزان، وإدخال الرعب والخوف في من بقي منا.
إقتص منا الجلاد فحطم آمالينا في أوج النهار ليضاء الشمس في نهاري المتلبد بغيوم كونتها رائحة القنابل المسماة بلغة العصرالفسفورية النبالية ،الإنشطارية والإرتجالية
بل بالإضافة إلى إستعمال ثلاتة عشر أسلحة لم تستعمل من قبل في أي عدوان إلا هنا ;على رؤس أطفال ذوي جنسية عربية، أخر المأساة تجارب أسلحة كانت لهم هدية من أمهم المسماة ب" الشيطان الأكبر"
أطلقت عليها بكثر ما طفر المكان بالجتث هيروشيما العصر لكن كانت بالتقسيط، فكيف لنا أن نسمي 2500 غارة جويةحسب إعلام العدو ولربما ما خفي كان أكتر من القنبلة الذرية.إستعلمت على مليون ونصف إنسان هويته لمن يجهل أنه عربي!!!!!!
""
ليباد لحمي وحتى دفتر هويتي وكتيب لي كنت فيه أرسم رسوما عن واقع مأساتي ،ألون بأحمر اللون كل رسوماتي، وأسجل فيه ذكرياتي ، مطلع سطورها دما ء ا جرفت كل أحلامي بصاروخ من طائرة العدو الجبان،في ثواني صرت كأني لم أكن في ذنيا الحياة ، لكني متأ كدة أن كتيبي لم يباد ، لأنني قد أسلمته عبر الأنفاق، لصديقي المصري " خفية من النظام"وسرا عن مجلس الأمن ؛من أن يكشف ويتهم صديقي أنه" إرهابي"ذنبه أنه إحتفظ بكتيب من شخص هويته فلسطيني ، إحتفظ بآخر دليل على ما عانيته من العدوان، كان هذا ما سربته له قبل أن يصدروا أخر القرار يأمر بهدم الأنفاق ليصادف يوم إبادتي بساعات.
لكن فقط أقول ليسجل التاريخ أن عنوان كتيبي كان " هكذا أردتم أن أقتل يا إبن جلدتي وعروبتي وديني".
""
هكذا كانت الأخبار عن بلدتي وعن مأساة ما جرى لأطفال قريتي، تتناقل بين الدول والأمم ؛ بسرعة البرق وشدة الرعد وبعدد قطرات زخات المطر ، لتصير المجزرة التي يتعرض لها أبناء الوطن تستنهض شعوب العالم ليلبي النداء ، نداء يناصر ما بقي
من الأبناء.
هدا دفع الجلاد ليقتل الصحافيين ويأسر أخرين منهم ;تهمتهم كما يدعي الجلاد؛أنهم أفشوا معلومات عسكرية ، فالمجازر من قتل الأطفال أمام أعين أبائهم ،وتشريد وتهجير أناس من سكناهم قصرا ،بل ضرب حثى المقابر والمدارس التابعة للأنروا التي تأوي اللاجئين إليها هربا من قصف العدو لمبانيهم وترويعهم بمختلف الأسلحة المدمرة.
هدا ما يعتبره الجلاد سرا من الأسرار العسكرية.
هدا هو الجلاد يفشي غل هزيمته في كل من يسجل عدوانه الوحشي وحقده الجائر على أطفال ونساء وشيوخ عجز ،ليعلنها للعلن لعالم كثيرا ما نراه يتشدق علينا بحقوق الإنسان، وحماية المدنيين في الحروب ،ظنا منه أنه سيخفي حقائقه من هتك الأعراض ، وتدمير دور العبادة من مساجد وكنائس;وخرس أصوات الإعلام جاهلا أن رائحة بارود الموت من المدافع والقنابل؛حمل عبر السحاب رسائل لكل العالم عنوانها: أطفال غزة غدائهم رصاص وفراشهم أسلحة فسفورية.
"""
لهذا أعزائي:أطفال غزة باتوا يلعنون الجلاد وحكامي، وكل إنسان يقف لهم بالمرصاد ،يسترخص فيهم العيش عيشة الكرام .
لأنهم يرفضون الإنحناء لعاصفة تبيد الشجر و البشر بل حتى الحجر ؛ كما فعل البقية الجبناء.
""""
وفي خلاصة كليماتي "لا تعتبوا على هذة المفردة"بجد أنها مجرد كليمات لا تصل لأدق التفاصيل عن مأساة أطفال غزة ؛ المطلية حقولها وأزقة دروبها بلون الجتث المتفحمة على الطرقات وتحت المباني المدمرة كأنها خربة مقفرة صارت.
فالمأساة أكبر أعزائي أن تختصره كلمات وأبلغ من أن تكتب بسطور العجز ليأرخ؛وأرفع أن تحويه سطح وريقاتي ويكتبه مداد قلمي .
فبعد هذا كله أعزائي ; إستحضرت مخيلتي الظلم الذي لحق بآل البيت النبوي في كربلاء ومدى تحملهم إياه، من الزمرة المنافقة أنداك عليهم لعنة الله والناس أجمعين.
كأن أحداث كربلاء تطفي ظلالها على ما يحدث في غزة فتتقاطع أحداثها الدموية .
لاأعرف أهي صدفة القدر ؟! أم هي تسلسل للأحداث تمهد لظهور الحجة أرواحنا لمقدمه الشريف الفدى .
فالشهر محرم والمكان مقدس، ورضيع غزة اليوم يعاني كرضيع كربلاء بالأمس ،رضيع كربلاء أردته سهام الغدر صريعا بين يدي أبيه الكريمتين؛؛الحسين عليه السلام؛؛لا لذنب إلا أنه يطلب شربة ماء تروي ضمئه الشريف من قوم لئام.
فهاهو رضيع غزة يقتل بل يباد " بكل أسلحة تمكنوا بإستعمالها في عدوانهم الدموي الهمجي لأنه طلب ما ء ا لسد ضمئه ودواء ا يضمد جروح أمه التي أصيبت بشظايا القذائف العدو المحتل.
هدا هو ذنب رضيع غزة الجريحة اليوم كما كان رضيع كربلاء بالأمس ، لأقف على معاني جسدت المعاناة الحقيقة التي سطرتها لنا المحمة الكربلائية، لتتراءى بين أعيننا :كيف أن الدم إنتصر على السيف بالمفهوم الحسيني ، لنجده ماثلا أمامنا في هدا العصر، فينتصر الدم من جديد على القذائف والمدافع بالمفهوم العصر الحديث .
لأدرك حينها جوهر المعنى أن كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء.
لكم تحياتي
إنتهت بحمد الله وعونه
:eek:
التوقيع
http://www5.0zz0.com/2008/09/01/23/510759571.jpg
تبكيكـ عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلكـ باكية ..!
وآتشح آلعـآلم بآلسوآد لكبر مصآبك يآ حسين ..!
“لا يومَ كَيومكَ يا أبا عبدالله الحسين”