رفيقة القرآن
29-01-2009, 02:23 PM
رثاء "سيد شباب أهل الجنة"
سيد شباب أهل الجنة "الحسين" عليه السلام، الذي تعد قصة مقتله واحدة من أكثر قصص التاريخ إيلاماً وحزناً، لما فيها من بشاعة، والحسين بن علي رضي الله عنه هو حفيد رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" من ابنته فاطمة ووالده هو الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام وأخوه الحسن عليهم السلام.وقصة استشهاده إذا سردناها باختصار فهي كالتالي:
كان معاوية قد قام بتولية العهد لابنه يزيد للخلافة، ولم يترك الأمر شورى بين المسلمين، وأن أهل العراق أرسلوا للحسين ليبايعوه، وكانوا لا يرغبوا بمبايعة يزيد بن معاوية، وعندما علم الحسين بذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويعرف حقيقة البيعة، وبالفعل عندما ذهب مسلم بن عقيل بايعه أهل العراق على مبايعة الحسين، فلما أطمئن قلبه أرسل رسول ليبلغ الحسين، أثناء ذلك علم يزيد بن معاوية بهذا الأمر فأرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة لينظر في الأمر ويمنع أهل الكوفة من الخروج مع الحسين، وبعد أن سأل بن زياد علم أن مسلم بن عقيل موجود بدار هانئ بن عروة.
خرج مسلم بن عقيل لملاقاة عبيد الله بن زياد وبعد أن دارت بينهم معركة، قبض على مسلم وأمر عبيد الله بقتله، ولكن تمكن مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين يحذره فيها قبل أن يقتل قال فيها " أرجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي"، وانطلق عبيد الله بن زياد للناس ليمنعهم من مبايعة الحسين مستخدماً سياسة الترهيب والترغيب، حتى انفض أهل العراق عن الحسين.
وعندما وصل للحسينعليه السلام رسالة مسلم بن عقيل الأولى خرج متجهاً للعراق على الرغم من قيام الكثير من الصحابة بمنعه من الخروج إلا أنه رفض وأصر على الخروج، وقد جاءه خبر مقتل مسلم بعد ذلك فانطلق الحسين مكملاً سيره، ومعه أهله واصحابه، وفي كربلاء التقى الحسين بجيش بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن تميم ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين فقتل معظم من كانوا مع الحسين من أقارب وأصدقاء، ووقف الحسين كالأسد الجسور يقاتل حتى جاء مقتله على يد شمر بن ذي الجوشن والذي اجتز رأس الحسين عليه السلام، فقتل في العاشر من محرم عام 61هـ.
استفز مقتل الحسين العديد من الشعراء اللذين ألمهم ما حدث للحسين عليه السلام فانطلقت ألسنتهم تنظم قصائد الرثاء، ونذكر هنا قصائد للشريف الرضي التي نظمها لرثاؤه سيد شباب أهل الجنة وقال فيها:
كَربَلا لا زِلتِ كَرباً وَبَلا
ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
كَم عَلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا
مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى
كَم حَصانِ الذَيلِ يَروي iiدَمعُها
خَدَّها عِندَ قَتيلٍ iiبِالظَما
تَمسَحُ التُربَ عَلى iiإِعجالِها
عَن طُلى نَحرٍ رَميلٍ iiبِالدِما
وَضُيوفٍ لِفَلاةٍ iiقَفرَةٍ
نَزَلوا فيها عَلى غَيرِ iiقِرى
لَم يَذوقوا الماءَ حَتّى iiاِجتَمَعوا
بِحِدى السَيفِ عَلى وِردِ الرَدى
تَكسِفُ الشَمسُ شُموساً iiمِنهُمُ
لا تُدانيها ضِياءً iiوَعُلى
وَتَنوشُ الوَحشُ مِن iiأَجسادِهِم
أَرجُلَ السَبقِ وَأَيمانَ النَدى
وَوُجوها كَالمَصابيحِ فَمِن
قَمَرٍ غابَ وَنَجمٍ قَد iiهَوى
غَيَّرَتهُنَّ اللَيالي iiوَغَدا
جايِرَ الحُكمِ عَلَيهِنَّ iiالبِلى
يا رَسولَ اللَهِ لَو iiعايَنتَهُم
وَهُمُ ما بَينَ قَتلى وَسِبا
مِن رَميضٍ يُمنَعُ الذِلَّ iiوَمِن
عاطِشٍ يُسقى أَنابيبَ iiالقَنا
وَمَسوقٍ عاثِرٍ يُسعى iiبِهِ
خَلفَ مَحمولٍ عَلى غَيرِ iiوَطا
مُتعَبٍ يَشكو أَذى السَيرِ عَلى
نَقِبِ المَنسِمِ مَجزولِ iiالمَطا
لَرَأَت عَيناكَ مِنهُم iiمَنظَراً
لِلحَشى شَجواً وَلِلعَينِ iiقَذى
وقال الشريف الرضي أيضاً
شَغَلَ الدُموعَ عَنِ الدِيارِ iiبُكاؤُنا
لِبُكاءِ فاطِمَةٍ عَلى iiأَولادِها
لَم يَخلُفوها في الشَهيدِ وَقَد رَأى
دُفَعَ الفُراتِ يذادُ عَن iiأَورادِها
أَتُرى دَرَت أَنَّ الحُسَينَ طَريدَةٌ
لَقَنا بَني الطَرداءِ عِندَ وِلادِها
كانَت مَآتِمُ بِالعِراقِ iiتَعُدُّها
أُمَويَّةٌ بِالشامِ مِن iiأَعيادِها
ما راقَبَت غَضَبَ النَبِيِّ وَقَد غَدا
زَرعُ النَبِيِّ مَظَنَّةً iiلِحَصادِها
باعَت بَصائِرَ دينِها iiبِضَلالِها
وَشَرَت مَعاطِبَ غَيِّها iiبِرَشادِها
جَعَلَت رَسولَ اللَهِ مِن خُصَمائِها
فَلَبِئسَ ما ذَخَرَت لِيَومِ iiمَعادِها
نَسلُ النَبِيِّ عَلى صِعابِ iiمَطِيِّها
وَدَمُ النَبِيِّ عَلى رُؤوسِ iiصِعادِها
وا لَهفَتاهُ لِعُصبَةٍ عَلَوِيَّةٍ
تَبِعَت أُمَيَّةَ بَعدَ عِزِّ iiقِيادِها
سيد شباب أهل الجنة "الحسين" عليه السلام، الذي تعد قصة مقتله واحدة من أكثر قصص التاريخ إيلاماً وحزناً، لما فيها من بشاعة، والحسين بن علي رضي الله عنه هو حفيد رسول الله"صلى الله عليه وآله وسلم" من ابنته فاطمة ووالده هو الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام وأخوه الحسن عليهم السلام.وقصة استشهاده إذا سردناها باختصار فهي كالتالي:
كان معاوية قد قام بتولية العهد لابنه يزيد للخلافة، ولم يترك الأمر شورى بين المسلمين، وأن أهل العراق أرسلوا للحسين ليبايعوه، وكانوا لا يرغبوا بمبايعة يزيد بن معاوية، وعندما علم الحسين بذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويعرف حقيقة البيعة، وبالفعل عندما ذهب مسلم بن عقيل بايعه أهل العراق على مبايعة الحسين، فلما أطمئن قلبه أرسل رسول ليبلغ الحسين، أثناء ذلك علم يزيد بن معاوية بهذا الأمر فأرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة لينظر في الأمر ويمنع أهل الكوفة من الخروج مع الحسين، وبعد أن سأل بن زياد علم أن مسلم بن عقيل موجود بدار هانئ بن عروة.
خرج مسلم بن عقيل لملاقاة عبيد الله بن زياد وبعد أن دارت بينهم معركة، قبض على مسلم وأمر عبيد الله بقتله، ولكن تمكن مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين يحذره فيها قبل أن يقتل قال فيها " أرجع بأهلك ولا يغرنك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي"، وانطلق عبيد الله بن زياد للناس ليمنعهم من مبايعة الحسين مستخدماً سياسة الترهيب والترغيب، حتى انفض أهل العراق عن الحسين.
وعندما وصل للحسينعليه السلام رسالة مسلم بن عقيل الأولى خرج متجهاً للعراق على الرغم من قيام الكثير من الصحابة بمنعه من الخروج إلا أنه رفض وأصر على الخروج، وقد جاءه خبر مقتل مسلم بعد ذلك فانطلق الحسين مكملاً سيره، ومعه أهله واصحابه، وفي كربلاء التقى الحسين بجيش بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن، وحصين بن تميم ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين فقتل معظم من كانوا مع الحسين من أقارب وأصدقاء، ووقف الحسين كالأسد الجسور يقاتل حتى جاء مقتله على يد شمر بن ذي الجوشن والذي اجتز رأس الحسين عليه السلام، فقتل في العاشر من محرم عام 61هـ.
استفز مقتل الحسين العديد من الشعراء اللذين ألمهم ما حدث للحسين عليه السلام فانطلقت ألسنتهم تنظم قصائد الرثاء، ونذكر هنا قصائد للشريف الرضي التي نظمها لرثاؤه سيد شباب أهل الجنة وقال فيها:
كَربَلا لا زِلتِ كَرباً وَبَلا
ما لَقي عِندَكِ آلُ المُصطَفى
كَم عَلى تُربِكِ لَمّا صُرِّعوا
مِن دَمٍ سالَ وَمِن دَمعٍ جَرى
كَم حَصانِ الذَيلِ يَروي iiدَمعُها
خَدَّها عِندَ قَتيلٍ iiبِالظَما
تَمسَحُ التُربَ عَلى iiإِعجالِها
عَن طُلى نَحرٍ رَميلٍ iiبِالدِما
وَضُيوفٍ لِفَلاةٍ iiقَفرَةٍ
نَزَلوا فيها عَلى غَيرِ iiقِرى
لَم يَذوقوا الماءَ حَتّى iiاِجتَمَعوا
بِحِدى السَيفِ عَلى وِردِ الرَدى
تَكسِفُ الشَمسُ شُموساً iiمِنهُمُ
لا تُدانيها ضِياءً iiوَعُلى
وَتَنوشُ الوَحشُ مِن iiأَجسادِهِم
أَرجُلَ السَبقِ وَأَيمانَ النَدى
وَوُجوها كَالمَصابيحِ فَمِن
قَمَرٍ غابَ وَنَجمٍ قَد iiهَوى
غَيَّرَتهُنَّ اللَيالي iiوَغَدا
جايِرَ الحُكمِ عَلَيهِنَّ iiالبِلى
يا رَسولَ اللَهِ لَو iiعايَنتَهُم
وَهُمُ ما بَينَ قَتلى وَسِبا
مِن رَميضٍ يُمنَعُ الذِلَّ iiوَمِن
عاطِشٍ يُسقى أَنابيبَ iiالقَنا
وَمَسوقٍ عاثِرٍ يُسعى iiبِهِ
خَلفَ مَحمولٍ عَلى غَيرِ iiوَطا
مُتعَبٍ يَشكو أَذى السَيرِ عَلى
نَقِبِ المَنسِمِ مَجزولِ iiالمَطا
لَرَأَت عَيناكَ مِنهُم iiمَنظَراً
لِلحَشى شَجواً وَلِلعَينِ iiقَذى
وقال الشريف الرضي أيضاً
شَغَلَ الدُموعَ عَنِ الدِيارِ iiبُكاؤُنا
لِبُكاءِ فاطِمَةٍ عَلى iiأَولادِها
لَم يَخلُفوها في الشَهيدِ وَقَد رَأى
دُفَعَ الفُراتِ يذادُ عَن iiأَورادِها
أَتُرى دَرَت أَنَّ الحُسَينَ طَريدَةٌ
لَقَنا بَني الطَرداءِ عِندَ وِلادِها
كانَت مَآتِمُ بِالعِراقِ iiتَعُدُّها
أُمَويَّةٌ بِالشامِ مِن iiأَعيادِها
ما راقَبَت غَضَبَ النَبِيِّ وَقَد غَدا
زَرعُ النَبِيِّ مَظَنَّةً iiلِحَصادِها
باعَت بَصائِرَ دينِها iiبِضَلالِها
وَشَرَت مَعاطِبَ غَيِّها iiبِرَشادِها
جَعَلَت رَسولَ اللَهِ مِن خُصَمائِها
فَلَبِئسَ ما ذَخَرَت لِيَومِ iiمَعادِها
نَسلُ النَبِيِّ عَلى صِعابِ iiمَطِيِّها
وَدَمُ النَبِيِّ عَلى رُؤوسِ iiصِعادِها
وا لَهفَتاهُ لِعُصبَةٍ عَلَوِيَّةٍ
تَبِعَت أُمَيَّةَ بَعدَ عِزِّ iiقِيادِها