سامي حسون
31-01-2009, 11:21 PM
حينما كنت امسك القلم بيدي لأكتب، كنت أسعى أن أكون قريبا جدا من الواقع.. لم أكن آخذ القلم وكشكولي معي إلى الشارع والسوق والمسجد، ولكنني كنت أحاول أن استعيد ذاكرتي من واقع السوق والمسجد والشارع عند الكتابة.. وغالبا ما كانت الفكرة معقولة ومقبولة إلى حدا ما.. فقد كنت أطرحها على قارعة الطريق!.. لكني في هذه المرة استعيد ذاكرتي من واقع الانترنت الذي يخلط الحابل بالنابل!
قبل أيام قرأت عن قصة الأهبل الذي يصدق التزييف المغرض وخداع الصورة والصوت حتى لو رأى الحقيقة بأم عينيه.. وخاصة في عصرنا الحالي من خلال نسخ مقاطع فيديو بغرض تشوهها او تغير الأصوات وحذف الجوهر في القول من حديث نبوي عبر الانترنت التي تشغلهم في ضياع وقتهم في تركيب الصورة والصوت على علماء وفقهاء صالحين، عظماء منزهين من الدنس لهم مكانة رفيعة في امتنا العربية والإسلامية والغرض هو تشويه طائفة ومعتقداتها.. وهذا الصنف الذي يجب أن نترفع عن تناوله والحديث عنه هم القطيع التائه في مذاهبهم،هم هكرز الثوب القصير..؟!!
ولكني رأيت أن من الإجحاف أن أتطرق إلى مشكلة جديدة من مشاكل التخلف، ولكن من دائرة تقنية معلوماتية. فالتخلف ليس نظرية تقرأ بل واقع يٌعاش.
وقبل الحديث عن خزعبلات ذلك القطيع.. دعوني أسلط الضوء على تصريح خطير جدا اطرحها على هذه الأرضية الخصبة.. بداية يقول الدكتور فهمي هويدي" فثمة شبه إجماع على أول منعطف حاد في التاريخ الإسلامي.. عندما استولى الأمويون على الحكم والسلطة بالسيف، ومقابل ذلك المنعطف أيضاء حدث أول شرخ عميق في علاقة العلماء والفقهاء مع الواقع.. وقد يدركون الأمويون أنهم جاءوا إلى السلطة بالسيف، ولم يكونوا مشغولين كثيرا بأمور الدين، مما أثار استياء وإنكار الصحابة والتابعين".
روى أن معاوية بن أبي سفيان باع مرة سقاية من ذهب بأكثر من ثمنها، فقال له الصحابي الجليل أبو الدرداء، سمعت رسول الله ينهى عن مثل، فقال معاوية: ما أرى بهذا بأساً. فرد أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية، اخبره عن رسول الله ، ويخبرني عن رأيه. والله لا أساكنك أرضاء. فهذا منعطف خطير يتكرر دائما وشبيه بمنطق معاوية في عصرنا الحالي، فان غاية ما استطاع أن يفعله أبو الدرداء أنه انسحب؟!
وكثير من هذه الإساءات التي وجهها العلماء والفقهاء من الأمويون على شاكلة قصص وإخبار، ومن هولاء الفقهاء عبدالله بن عباس، وعمار بن ياسر، وقبلهم أبو ذر الغفاري وهو ما كان يعرفه الخلفاء الأمويون جيداً، فعمدوا إلى الإساءة إلى الفقهاء.. كذلك ما تمثل في معاملة الوليد بن عقبة للنعمان بن منذر، حتى أن يزيد بن عبدالملك، كان يسمي الحسن البصري -الفقيه الكبير - بالشيخ الجاهل.
ولعلي هنا اركن إلى تصريح خطير كان بداية ريح الانقلاب العاتيه والتي هبت على المسار الإسلامي مع قدوم الأمويين فيما يذكره لابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة..
"يقول المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم!.
قلت: وما ذاك؟
قال: قلت له «لمعاوية» وقد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين (؟!) فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فإنك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال: هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه؟! مَلَكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر، وإن إبن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلا دفنا دفنا "..
فقد يتبن ان معاوية كان مغتاظا جدا بان يبقى ذكرا رسول الله على المآذن خالدا.. كما انه يسميه ابن ابي كبشة ولم يعتاد لسانه على لفظ رسول الله " وقد كانت الجاهلية تسمي النبي بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى قد فداه بذبح عظيم".
- فهل من مدكر؟
اقصد هل فهم ذلك القطيع الذين يدبلجون صورة الفقيه او العالم الذي يتبع منهج الرسول الأعظم والأئمة الأطهار والصحابة والتابعين في ذكر أقولهم وأحاديثهم عبر الشبكة العنكبوتية "الانترنت" في تشوهات أقولهم ودبلجتها بأقوال مغلوطة عن الحقيقة والواقع وجعله يبعث صورة متكرر متداخلة مع أصوات قذرة بأنه ليس على يقين،وانه ضال وكافر.. فالتاريح يعيد نفسه.. فعميت عين لا تراك.. وحسبي الله ونعم الوكيل في ظهور الجاهلية الجديدة..
ومضات:
• لا يسأل الجهلاء لِمَ لم يتعلموا حتى يسأل العلماء لِمَ لم يعلًموا؟! الإمام علي بن أبي طالب " عليه السلام " .
قبل أيام قرأت عن قصة الأهبل الذي يصدق التزييف المغرض وخداع الصورة والصوت حتى لو رأى الحقيقة بأم عينيه.. وخاصة في عصرنا الحالي من خلال نسخ مقاطع فيديو بغرض تشوهها او تغير الأصوات وحذف الجوهر في القول من حديث نبوي عبر الانترنت التي تشغلهم في ضياع وقتهم في تركيب الصورة والصوت على علماء وفقهاء صالحين، عظماء منزهين من الدنس لهم مكانة رفيعة في امتنا العربية والإسلامية والغرض هو تشويه طائفة ومعتقداتها.. وهذا الصنف الذي يجب أن نترفع عن تناوله والحديث عنه هم القطيع التائه في مذاهبهم،هم هكرز الثوب القصير..؟!!
ولكني رأيت أن من الإجحاف أن أتطرق إلى مشكلة جديدة من مشاكل التخلف، ولكن من دائرة تقنية معلوماتية. فالتخلف ليس نظرية تقرأ بل واقع يٌعاش.
وقبل الحديث عن خزعبلات ذلك القطيع.. دعوني أسلط الضوء على تصريح خطير جدا اطرحها على هذه الأرضية الخصبة.. بداية يقول الدكتور فهمي هويدي" فثمة شبه إجماع على أول منعطف حاد في التاريخ الإسلامي.. عندما استولى الأمويون على الحكم والسلطة بالسيف، ومقابل ذلك المنعطف أيضاء حدث أول شرخ عميق في علاقة العلماء والفقهاء مع الواقع.. وقد يدركون الأمويون أنهم جاءوا إلى السلطة بالسيف، ولم يكونوا مشغولين كثيرا بأمور الدين، مما أثار استياء وإنكار الصحابة والتابعين".
روى أن معاوية بن أبي سفيان باع مرة سقاية من ذهب بأكثر من ثمنها، فقال له الصحابي الجليل أبو الدرداء، سمعت رسول الله ينهى عن مثل، فقال معاوية: ما أرى بهذا بأساً. فرد أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية، اخبره عن رسول الله ، ويخبرني عن رأيه. والله لا أساكنك أرضاء. فهذا منعطف خطير يتكرر دائما وشبيه بمنطق معاوية في عصرنا الحالي، فان غاية ما استطاع أن يفعله أبو الدرداء أنه انسحب؟!
وكثير من هذه الإساءات التي وجهها العلماء والفقهاء من الأمويون على شاكلة قصص وإخبار، ومن هولاء الفقهاء عبدالله بن عباس، وعمار بن ياسر، وقبلهم أبو ذر الغفاري وهو ما كان يعرفه الخلفاء الأمويون جيداً، فعمدوا إلى الإساءة إلى الفقهاء.. كذلك ما تمثل في معاملة الوليد بن عقبة للنعمان بن منذر، حتى أن يزيد بن عبدالملك، كان يسمي الحسن البصري -الفقيه الكبير - بالشيخ الجاهل.
ولعلي هنا اركن إلى تصريح خطير كان بداية ريح الانقلاب العاتيه والتي هبت على المسار الإسلامي مع قدوم الأمويين فيما يذكره لابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة..
"يقول المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية و كان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتما فانتظرته ساعة وظننت أنه لأمر حدث فينا فقلت ما لي أراك مغتما منذ الليلة فقال يا بني جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم!.
قلت: وما ذاك؟
قال: قلت له «لمعاوية» وقد خلوت به إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين (؟!) فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فإنك قد كبرت ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال: هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه؟! مَلَكَ أخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل أبو بكر، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر، وإن إبن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات أشهد أن محمدا رسول الله فأي عمل يبقى وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلا دفنا دفنا "..
فقد يتبن ان معاوية كان مغتاظا جدا بان يبقى ذكرا رسول الله على المآذن خالدا.. كما انه يسميه ابن ابي كبشة ولم يعتاد لسانه على لفظ رسول الله " وقد كانت الجاهلية تسمي النبي بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى قد فداه بذبح عظيم".
- فهل من مدكر؟
اقصد هل فهم ذلك القطيع الذين يدبلجون صورة الفقيه او العالم الذي يتبع منهج الرسول الأعظم والأئمة الأطهار والصحابة والتابعين في ذكر أقولهم وأحاديثهم عبر الشبكة العنكبوتية "الانترنت" في تشوهات أقولهم ودبلجتها بأقوال مغلوطة عن الحقيقة والواقع وجعله يبعث صورة متكرر متداخلة مع أصوات قذرة بأنه ليس على يقين،وانه ضال وكافر.. فالتاريح يعيد نفسه.. فعميت عين لا تراك.. وحسبي الله ونعم الوكيل في ظهور الجاهلية الجديدة..
ومضات:
• لا يسأل الجهلاء لِمَ لم يتعلموا حتى يسأل العلماء لِمَ لم يعلًموا؟! الإمام علي بن أبي طالب " عليه السلام " .