احمد امين
18-11-2006, 10:35 PM
منقول:ـ اسباب النجاة من الفتن ________________________________________اعلم إن الفتنة لا بد منها ولا بد معها من تحديد قانون من تمسك به نجا منها, ولا بد إن يكون هذا التحديد دقيقاً, لتمييز أصحاب كل طريق قال رسول الله صلى الله عليه واله: «ايها الناس إنما هو الله والشيطان والحق والباطل, والهدى والظلال, والرشد والغيّ, والعاجلة والآجلة, والحسنات والسيئات, فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان» الفصول المهمة. وهذا البحث معقود لهذا الغرض.الفتنة: هي الأختبار والأبتلاء, وفتنه أي إختبره وإبتلاه.أولا ً _ الفتنة في القرآن: قال تعالى: ]وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا[. وقال تعالى: ]لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ[. وقال تعالى: ]وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً[. وقال تعالى: ]وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ[. وقال تعالى: ]إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً[. وقال تعالى: ]وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[. وقال تعالى: ]أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ *وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ[. وقال تعالى: ]أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا [.ثانياً _ الفتنة في السنة النبوية وأحاديث أهل البيت :: قال رسول الله صلى الله عليه واله : «لتركبن سنن مَنْ قبلكم حذو النعل بالنعل, والقذة بالقذة, ولا تخطئون طريقتهم شبراً بشبر, وذراع بذراع, وباع بباع, حتى لو كان من قبلكم دخل حجر خب لدخلتموه» حديث مشهور. والفتن التي وقعت في الأمم السابقة واضحة لمن تأمل القرآن راجع الأيات التي تلوناها عليك.عن الصادق عليه السلام قال: «لابد للناس من أن يمحّصوا ويميزّوا ويغربلوا وسيخرج من الغربال خلق كثير» الكافي. وعن النبي صلى الله عليه واله: «بين يديّ الساعة فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً, ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً, يبيع أحدكم دينهُ بعرض من الدنيا قليل» رواه مسلم. وعنه صلى الله عليه واله : «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل على القبر فيقول, لوددت اني مكان صاحبهِ, لما يلقي الناس من الفتن» اخرجه مسلم.في حديثٍ جرى عند الإمام الرضا عليه السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أمره من المحتوم فقلت لابي جعفر عليه السلام «هل يبدوا لله في المحتوم؟ قال: نعم. قلنا له: فنخاف إن يبدوا لله في القائم. فقال: إن القائم من الميعاد, والله لايخلف الميعاد» الغيبة للنعماني. وعن زرارة يقول سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: «يناد مناد من السماء «إن فلاناً هو الأمير» ويناد منادٍ «إن علياً وشيعته هم الفائزون»... قلت فمن يعرف الصادق من الكاذب؟. قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويعلمون انه يكون قبل إن يكون, ويعلمون انهم هم المحقون الصادقون» الغيبة للنعماني. أي تقول الرواية أن الذي يعرف الصادق (النداء الصادق) من الكاذب هو:1 _ الراوي للحديث (أي المجتهد كما سوف يتضح مفصلاً إن شاء الله تعالى).2 _ الذين يقولون يكون قبل إن يكون (أي يعتقدون بالإمام المهدي قبل قيامه).3 _ ويعلمون انهم صادقون (أي جاء هذا الأعتقاد عن علم ويقين فلا يتحمل الخطأ والجهل والضن).وصدر عن صاحب الأمرعليه السلام : «وأما الحوادث الواقعة, فإرجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله» الأحتجاج. وعن الهاديعليه السلام : «لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام , من العلماء الداعين إليه, والدالين عليه, والذابين عن دينه بحجج الله, والمنقذين الضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته, ومن فخاخ النواصب, لما بقي أحد إلا أرتد عن دين الله, ولكنهم الذين يمسكون ازمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل» الأحتجاج. وعن أمير المؤمنين عليه السلام : «طوبى لكل عبدٍ نومةٍ لا يؤبه له يعرف الناس ولا يعرفهُ الناس, أولئك مصابيح الهدى, ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة وينفتح لهم باب كل رحمة» الكافي ج2. فيا عزيزي القاريء الكريم لاحظ الأحاديث بدقةٍ وتأمل فيها حتى لا تكون ممن ينطبق عليه قوله تعالى: ]كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها[.أسباب السقوط في الفتنة:1 _ الجهل بأحاديث أهل البيت : خصوصاً ما يتعلق بالظهور الشريف, وما يكون في عصر الظهور وما قبله, فعلم الأنسان بالحدث (أو على أقل تقدير سؤال اهل الخبرة والتخصص عن ذلك) قبل وقوعه يعطيه نوع من الحصانة في مواجهته.2 _ التشبث من خلال التقليد المنهي عنه (الأعمى) بإمور وأفكار لا نصيب له من الواقع والثبوت, بل لا ميزان لها في تحققها أو عدمه, مثل الرؤى والأحلام, وإنما ينكشف ذلك للخبير المتخصص, فتأمل ولا يأخذك التدليس على حين غرةٍ.3 _ التهاون بما مرَّ في الأمم السابقة وعدم الأتعاض, خصوصاً مع ضمّ التحدي الصريح من القرآن والسنة الشريفة بأن الفتنة لا تصيب الذي ضلم خاصة, وأننا سوف نتبع سنن الأمم السالفة (كما تقدم فلاحظ).4 _ عدم قرن الطاعة لأهل البيت : بالعمل, بل وعدم تحقيق معنى البراءة الحقيقية, التي هي جزء لا يتجزء من مركب الحب لهم : (الولاء والبراءة).5 _ عدم الرجوع إلى المتخصص في امور الدين لمعرفة ما هو الواجب من العمل, فإننا نرى من أنفسنا ومن غيرنا الرجوع إلى متخصصي الاختصاصات الأخرى كالبنّاء والنجار والمهندس والبقّال والمدرس والطبيب عند الحاجة, ولكن في مجال الدين نجعل من أنفسنا جميعاً متخصصين, وهذا أمر منهي عنه بل إن من يرتكب ذلك جزاءه جهنم وساءة مصيراً قال تعالى: ]هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ[ وقال تعالى: ]إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً[ قال أبي جعفرعليه السلام : «من أفتى الناس بغير علم, ولا هدى فعليه لعنة ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه» وقال عليه السلام : «اياك أن تدين الناس بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم» الوسائل. إذن فطريق النجاة من الفتن هو بالرجوع إلى المتخصص في أمور الدين لان الفتن من أمور الدين وهذا ما نسلط الضوء عليه من خلال البحث القادم. أسباب النجاة من الفتن:إن إتباع الفقهاء الهادون من أهمّ سبل النجاة في زمن الفتن, هذا ما أكدته الروايات. أما عن تقسيم الفقهاء إلى الهادون وفقهاء الضلال فهذا ما قام به الرسول صلى الله عليه واله بنفسه حيث قال: «... وقلّ الفقهاء الهادون, وكثر فقهاء الضلال». تأمل عزيزي القاريء الكريم بقوله قل, فلم يقل إنعدم, بل قال قلّ. وتأمل بقوله فقهاء الضلال! حيث وصفهم بأنهم فقهاء!!!. إن التميز بين الفقهاء حقاً لهوّ فتنة الفتن, التي لو نجونا منها وإتبعنا الفقيه الهادي لنجونا من الفتن, ونحن نقوم هنا من خلال روايات أهل البيت :, بالتمييز أي بعرض هذا النزاع (كيف نميز بين الفقيه الهادي والضال) على الروايات كما أمرنا القرآن الكريم, لنعرف الحق (لنعرف الميزان الذي به نميز الفقيه الهادي من غيره). قال تعالى: ]فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ[.إذن الفقهاء قسمان:1 _ الفقهاء الهادون (وهذا يشمل فقهاء مذهب الحق فقط).2 _ فقهاء الضلال, الذين هم كثر وهذا العنوان يشمل جميع المذاهب الأسلامية بل و الديانات لاخصوص مذهب أهل البيت : كما هو واضح.أما صفات القسم الثاني (التي من خلالها نميّز فقهاء الضلال) في الروايات فهي:1 _ عن الصادق عليه السلام : «وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله» الكافي. فلا يتأول الكتاب إلا من له به معرفة. وهذا التأويل ليس وفق الموازين والا لما صح ذمه من الإمام كما سوف يتضح في القسم الأخر.2 _ جاء عنهم :: «وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون, فتعساً لهم ولاتباعهم» وفي رواية اخرى «اعدائه مقلدة العلماء» وانت عزيزي القاريء تلاحظ إن وصف الذم وقع عليهم لانهم تصدوا إلى ما ليس لهم ومن تصدى قبل اوانه لاقا هوانه. لذلك قال (لما لا يعلمون). أما وصف الأعداء لمقلدة العلماء فهذا التقليد هو المذموم والمنهي عنه الذي لايكون عن دليل وحجة شرعية. ثم ياعزيزي القاريء يجب عليك أن تلتفت وأنت تلاحظ هذه الروايات إلى أمرٍ في غاية الأهمية والدقة, بل إن نجاتك مرهون به!!.وهو إن النجاة من الفتن هي بالفقهاء الهادون, قال تعالى: ]أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[.صفاة الفقهاء الهادون حسب الروايات:1 _ قد تقدم مجموعة من الروايات فيما سبق فراجع.2 _ عن العسكري عليه السلام : «فأما من كان من الفقهاء, صائناً لنفسه, حافظاً لدينه, مخالفاً لهواه, مطيعاً لأمر مولاه, فللعوام أن يقلدوه, وذلك لايكون إلا في بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم» تفسير العسكري. أرجوا من القاريء أن يتأمل ويدقق فإن الأمر خطير!!.3 _ عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله : «الفقهاء إمناء الرسل مالم يدخلوا في الدنيا» نهج الفقاهة.4 _ عن أبي الحسن عليه السلام: «لا تأخذ معالم دينك من غير شيعتنا» الوسائل. بعد وضوح إن ليس كل الشيعة يعطي معالم الدين, بل المتخصص فقط وشاهده الرواية الاتية: عن احمد بن إسحاق عن ابي الحسن عليه السلام: «سألته وقلت من اعامل, وعمّن آخذ معالم ديني, وقول من اقبل؟ فقال عليه السلام : العمري ثقتين فما أدى فعني يؤدي» والعمري هو الشيخ الفقيه السفير الأول للأمام عليه السلام .5 _ قول الإمام الصادق عليه السلام : «... أرأيت إن كان الفقيهان... الخ الحديث» فقول الإمام الصادقعليه السلام الفقيهان دليل الارجاع من الإمام إلى الفقيه فتأمل.6 _ عن الإمام الصاد ق عليه السلام : «... الحكم ما حكم به أعدلهما, وأفقههما, وأصدقهما في الحديث, وأورعهما, ولا يلتفت إلى ما يحكم به الأخر» الوسائل. بل إن الائمة زادوا في البيان فقالوا: عن الصادق عليه السلام قال: «الحكم ما حكم به أفقهمها» ثم قال عليه السلام: «ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه» فتأمل ا لحديث جيداً كيف تجد الإمام يعلل ويبين لنا طريق النجاة.هذا ما قاله الائمة. وغيرهم يقول, فماذا أنت صانع؟--- التوقيع ---مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريفhttp://WWW.M-MAHDI.COM