عبد محمد
08-02-2009, 10:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السجود على التربة
عند الشيعه الإمامية الاثني عشرية الجعفرية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتجبين إلى يوم الدين
كثير من الناس يتساءلون لماذا يسجد هذا الرجل أو هذه المرأه على تربة
هل يعبدون غير الله؟!
ما معنى فعلهم هذا؟!
و الكثير من الناس مع الأسف تفكيرهم محدود جدا بحيث أنهم يعتقدون أن من يسجد على التربة كافر؟!
أولا: الأحاديث الشريفة:
الأحاديث كثيرة فيما يتعلق بمسألة ما يجوز السجود عليه فقد قال رسول الله: جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا (صحيح البخاري ج1 ص91/ صحيح مسلم ج1 ص371)
يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المعتبرة التي لا إشكال بصحتها و وثوقها و هذا واضح من المصادر
و معناه: أن الله تعالى جعل الأرض مسجدا للنبي و أصحابه و أتباعه إلى يوم القيامة و المسجد في اللغه هو المكان الذي يسجد عليه الانسان فهو اسم مكان
فالحديث يدل على أن السجود في الشريعه الإسلامية و لاحظ أنها ليست عند الشيعه فقط بل في الشريعة الإسلامية يجب أن يكون على الأرض و عدم جواز السجود على شيء غير الأرض كالمنسوجات لأنها لا تسمى أرضا و
كل ما لا يسمى أرض لا يجوز السجود عليه
و نحن إذا رجعنا للغة نرى أن معنى الأرض في الحديث هو التراب و الحجر و الرمل و غيرها من أنواع الأرض
حديث آخر نذكره عن موضوعنا فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: أبصرت عيناي رسول الله و على أنفه أثر الماء و الطين!!
نعم... هذا من أثر سجود رسول الله و هو يقول صلوا كما رأيتموني أصلي و هذا الثرآن يدعونا قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (سورة الأحزاب الآية 21)
و يقول: ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا (سورة الحشر آية 7)
و روي عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله متقيا وجهه بشيء
تعني في السجود (من مسند أحمد بن حنبل ج6ص58)
و هذا دليل على عدم وجود حائل أثناء سجود الرسول و لا مرة واحده
و روي عن وائل قال: رأيت النبي إذا سجد وضع جبهته و أنفه على الأرض (مسند أحمد ج4 ص315)
نأتي الآن لموضوع السجود على الخمره و باللغه الحصيرة المصنوعه من خوص النخل و سعفها
فيوجد لدينا بعض الأحاديث التي تذكر أن النبي كان يسجد في بعض الأحيان على الخمره بضم الخاء
و هذا ترخيص من الرسول للمسلمين بأن يسجدوا على نبات الأرض غير المأكول و غير الملبوس و هذا الأمر لا ينافي وجوب السجود على الأرض
أما ما يؤكل و ما يلبس فلا يجوز السجود عليه كالقطن و الصوف و الفرش المنسوجه و كذلك المأكولات كالفواكه و الحبوب و الخضروات
أما السجود على أوراق الأشجار و النباتات فإن لم تكن مأكولة فلا مانع منه و إن كانت مأكوله فلا يجوز البته
و لكن الأفضل و الأحسن هو السجود على التراب كما مر في الأحاديث الشريفة
والآن نأتي لنقظة مهمه و هي سيرة الصحابة فنجدهم كانوا يلتزمون بالسجود على الأرض مهما كلف الأمر فقد ورد عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: كنت أصلي مع رسول الله الظهر فآخذ قبضة من حصى في كفي ليتبرد حتى أسجد عليه من شدة الحر (مسند أحمد بن حنبل ج3 ص327(
وروي عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع رسول الله في شدة الحر فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإن بردت وضعها و سجد عليها (النسائي ج2ص204)
ومن هنا نستنبط لزوم السجود على الأرض
وهنالك حديث واضح ,,إن رأى البعض أن ما ذكر سابقا غير واضح فيقول الخباب بن الأرت و هو من الصحابة قال: شكونا إلى رسول الله شدة الرمضاء في جباهنا و أكفنا فلم يُشكنا ( السنن للبيهقي ج2 ص105)
وكلمة لم يشكنا أي لم يقبل شكايتهم و لم يسمح لهم بالسجود على غير الأرض كالثوب و العمامه و غيرها
وأخيرا لمن يقول لماذا تسجدون على التربة
أقول:
يحدثنا التاريخ أن مسروق بن الأجدع و هو من التابعين و التابعي هو الذي أدرك أصحاب رسول الله و لم يدرك النبي نفسه كان رجلا فقيها و عارفا و من تلامذة الصحابي عبد الله بن مسعود و كان يصنع
لنفسه تربة من أرض المدينة المنورة و يسجد عليها و كان يأخذها في أسفاره و خاصة إذا ركب في السفينه
(الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص53)
أما الآن نأتي لمن يقول أن الرسول كان يصلي في المسجد و المتعارف لدينا أن المساجد مفروشة
ولكن لأنتي لمسجد رسول الله الذي ذكر المؤرخون عنه أنه لم يكن له سقف ولا فرش بل كان عبارة عن أرض مسورة بسور قصير و لهذا كانت أرض المسجد تبتل بالماء و تتحول إلى طين عند نزول المطر و مع ذلك كان المسلمون يسجدون على ذلك الطين و لم يكونوا ليسجدوا على ثوب أو نحوه وإلى هذا أشار أبو سعيد الخدري في قوله أبصرت عيناي رسول الله وعلى أنفه أثر الماء و الطين
والآن السؤال المهم هو و ركزوا معي
لماذا نسجد على الأرض
لماذا أمرنا رسول الله بالسجود على الأرض بدلا من السجود على المنسوج و المريح
الجواب هو: للخضوع و التذلل
فالسجود بذاته هو كتله من الخضوع و التذلل و التصاغر له سبحانه و هذا التذلل يتحقق بالسجود على التراب بتعفير الجبين و تتريبه و أما السجود على الفرش الغالية و الحرير و الثمين فليس فيه خضوع و لا خشوع بل يبعث على الكبرياء و الاستعلاء
فقد ورد عن رسول الله: تربوا وجوهكم و عفروا أنوفكم بالتراب (الترغيب و الترهيب ج1 ص581)
وقال حفيد الرسول الإمام الصادق عليهما السلام: السجود على الأرض أفضل لأنه أبلغ في التواضع و الخضوع لله عز وجل ( وسائل الشيعه ج3 ص608)
ولما سئل الصادق عن فلسفة السجود على الأرض قال: لأن السجود خضوع لله عز و جل فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل و يلبس لأن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون و يلبسون و الساجد في سجوده في عباده الله عز و جل فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها (وسائل الشيعه ج3 ص591)
فنتيجة البحث هو:
1- أن السجود يجب أن يكون على الأرض
2- أن السجود يجوز أن يكون على نبات الأرض بشرط أن لا يؤكل و لا يلبس و لو في مادته الأصلية و أن لا يكون من المعادن
3- أن السجود على هذه الفرش المفروشة في المساجد غير صحيح
السجود على التربة
عند الشيعه الإمامية الاثني عشرية الجعفرية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتجبين إلى يوم الدين
كثير من الناس يتساءلون لماذا يسجد هذا الرجل أو هذه المرأه على تربة
هل يعبدون غير الله؟!
ما معنى فعلهم هذا؟!
و الكثير من الناس مع الأسف تفكيرهم محدود جدا بحيث أنهم يعتقدون أن من يسجد على التربة كافر؟!
أولا: الأحاديث الشريفة:
الأحاديث كثيرة فيما يتعلق بمسألة ما يجوز السجود عليه فقد قال رسول الله: جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا (صحيح البخاري ج1 ص91/ صحيح مسلم ج1 ص371)
يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المعتبرة التي لا إشكال بصحتها و وثوقها و هذا واضح من المصادر
و معناه: أن الله تعالى جعل الأرض مسجدا للنبي و أصحابه و أتباعه إلى يوم القيامة و المسجد في اللغه هو المكان الذي يسجد عليه الانسان فهو اسم مكان
فالحديث يدل على أن السجود في الشريعه الإسلامية و لاحظ أنها ليست عند الشيعه فقط بل في الشريعة الإسلامية يجب أن يكون على الأرض و عدم جواز السجود على شيء غير الأرض كالمنسوجات لأنها لا تسمى أرضا و
كل ما لا يسمى أرض لا يجوز السجود عليه
و نحن إذا رجعنا للغة نرى أن معنى الأرض في الحديث هو التراب و الحجر و الرمل و غيرها من أنواع الأرض
حديث آخر نذكره عن موضوعنا فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: أبصرت عيناي رسول الله و على أنفه أثر الماء و الطين!!
نعم... هذا من أثر سجود رسول الله و هو يقول صلوا كما رأيتموني أصلي و هذا الثرآن يدعونا قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (سورة الأحزاب الآية 21)
و يقول: ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا (سورة الحشر آية 7)
و روي عن عائشة أنها قالت: ما رأيت رسول الله متقيا وجهه بشيء
تعني في السجود (من مسند أحمد بن حنبل ج6ص58)
و هذا دليل على عدم وجود حائل أثناء سجود الرسول و لا مرة واحده
و روي عن وائل قال: رأيت النبي إذا سجد وضع جبهته و أنفه على الأرض (مسند أحمد ج4 ص315)
نأتي الآن لموضوع السجود على الخمره و باللغه الحصيرة المصنوعه من خوص النخل و سعفها
فيوجد لدينا بعض الأحاديث التي تذكر أن النبي كان يسجد في بعض الأحيان على الخمره بضم الخاء
و هذا ترخيص من الرسول للمسلمين بأن يسجدوا على نبات الأرض غير المأكول و غير الملبوس و هذا الأمر لا ينافي وجوب السجود على الأرض
أما ما يؤكل و ما يلبس فلا يجوز السجود عليه كالقطن و الصوف و الفرش المنسوجه و كذلك المأكولات كالفواكه و الحبوب و الخضروات
أما السجود على أوراق الأشجار و النباتات فإن لم تكن مأكولة فلا مانع منه و إن كانت مأكوله فلا يجوز البته
و لكن الأفضل و الأحسن هو السجود على التراب كما مر في الأحاديث الشريفة
والآن نأتي لنقظة مهمه و هي سيرة الصحابة فنجدهم كانوا يلتزمون بالسجود على الأرض مهما كلف الأمر فقد ورد عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: كنت أصلي مع رسول الله الظهر فآخذ قبضة من حصى في كفي ليتبرد حتى أسجد عليه من شدة الحر (مسند أحمد بن حنبل ج3 ص327(
وروي عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع رسول الله في شدة الحر فيأخذ أحدنا الحصباء في يده فإن بردت وضعها و سجد عليها (النسائي ج2ص204)
ومن هنا نستنبط لزوم السجود على الأرض
وهنالك حديث واضح ,,إن رأى البعض أن ما ذكر سابقا غير واضح فيقول الخباب بن الأرت و هو من الصحابة قال: شكونا إلى رسول الله شدة الرمضاء في جباهنا و أكفنا فلم يُشكنا ( السنن للبيهقي ج2 ص105)
وكلمة لم يشكنا أي لم يقبل شكايتهم و لم يسمح لهم بالسجود على غير الأرض كالثوب و العمامه و غيرها
وأخيرا لمن يقول لماذا تسجدون على التربة
أقول:
يحدثنا التاريخ أن مسروق بن الأجدع و هو من التابعين و التابعي هو الذي أدرك أصحاب رسول الله و لم يدرك النبي نفسه كان رجلا فقيها و عارفا و من تلامذة الصحابي عبد الله بن مسعود و كان يصنع
لنفسه تربة من أرض المدينة المنورة و يسجد عليها و كان يأخذها في أسفاره و خاصة إذا ركب في السفينه
(الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص53)
أما الآن نأتي لمن يقول أن الرسول كان يصلي في المسجد و المتعارف لدينا أن المساجد مفروشة
ولكن لأنتي لمسجد رسول الله الذي ذكر المؤرخون عنه أنه لم يكن له سقف ولا فرش بل كان عبارة عن أرض مسورة بسور قصير و لهذا كانت أرض المسجد تبتل بالماء و تتحول إلى طين عند نزول المطر و مع ذلك كان المسلمون يسجدون على ذلك الطين و لم يكونوا ليسجدوا على ثوب أو نحوه وإلى هذا أشار أبو سعيد الخدري في قوله أبصرت عيناي رسول الله وعلى أنفه أثر الماء و الطين
والآن السؤال المهم هو و ركزوا معي
لماذا نسجد على الأرض
لماذا أمرنا رسول الله بالسجود على الأرض بدلا من السجود على المنسوج و المريح
الجواب هو: للخضوع و التذلل
فالسجود بذاته هو كتله من الخضوع و التذلل و التصاغر له سبحانه و هذا التذلل يتحقق بالسجود على التراب بتعفير الجبين و تتريبه و أما السجود على الفرش الغالية و الحرير و الثمين فليس فيه خضوع و لا خشوع بل يبعث على الكبرياء و الاستعلاء
فقد ورد عن رسول الله: تربوا وجوهكم و عفروا أنوفكم بالتراب (الترغيب و الترهيب ج1 ص581)
وقال حفيد الرسول الإمام الصادق عليهما السلام: السجود على الأرض أفضل لأنه أبلغ في التواضع و الخضوع لله عز وجل ( وسائل الشيعه ج3 ص608)
ولما سئل الصادق عن فلسفة السجود على الأرض قال: لأن السجود خضوع لله عز و جل فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل و يلبس لأن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون و يلبسون و الساجد في سجوده في عباده الله عز و جل فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها (وسائل الشيعه ج3 ص591)
فنتيجة البحث هو:
1- أن السجود يجب أن يكون على الأرض
2- أن السجود يجوز أن يكون على نبات الأرض بشرط أن لا يؤكل و لا يلبس و لو في مادته الأصلية و أن لا يكون من المعادن
3- أن السجود على هذه الفرش المفروشة في المساجد غير صحيح