عشق الكلمة
10-02-2009, 05:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة الدائمة على نبى الرحمة محمد وآله الاطهار
بمناسبة قرب وفاة الرسول الاعظم أحببت تقديم موضوع لإحدى زوجاته وهى حفصة فجهدت قدر الامكان ايجاز الموضوع مع ان سيدة مثلها بحاجة الى مجلدات ضخمة لا الى قدر قليل من السطور فإكتفيت بتسليط الضوء على بعض الجوانب الهامة فى حياة السيدة حفصة المقصرين تجاهها حقا فقد
تناولنا كثيرا سيرة عائشة التى كان زواج الرسول صلى الله عليه وآله منها دفعا لشر أبيها الا انها من ضرب الله بها مثلا بامرأتي لوط ونوح وهي الطاعنة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عرضه و الآتية بالإفك باتهامها أم المؤمنين مارية القبطية بالفاحشة وهي الخارجة على إمام زمانها والمتبرجة تبرج الجاهلية الأولى والسافكة لدماء المسلمين والمانعة من تنفيذ وصية السبط الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) والتصدي لجنازته ورميها بالسهام، وصاحبة فتوى إرضاع الكبير وكفى من كثير جرائمها في حق رسول الله وآله وبحق الإسلام والمسلمين عموما ، محاربتها لعلى صلوات الله عليه في معركة الجمل الشهيرة التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من المسلمين فكل المواقف تشهد لها وتمنحها لقب ام المجرمين بحيث صارت أما وقدوة لكل الاشرار ، ولا زال التقصير فى حقها وأكثر بحق أختها وعزيزة قلبها المشاركة لها بالنصب والعداوة لرسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام صاحبتها حفصة .
أبدأ بمقدمة توضيحية :
أن كون إحدى النساء (أما للمؤمنين) لا يعني بيان فضل او اي تشريف لها - وإنما مجرد لقب لبيان حكم شرعي هو(حرمة النكاح) اي يحرم على المسلم أن يتزوج واحدة منهن بعد رسول الله صلى الله عليه واله وأنهن بمنزلة الأمّ في هذا التحريم، فيكون إطلاق هذا اللقب عليهن من قبيل قول القائل لزوجته في الظهار: ”أنت علي كظهر أمي“ أو نحو ذلك، فيثبت به التحريم، لا أقل ولا أكثر. كما نص القران في الآية الشريفة فى قوله تعالى: ”النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ
بل على العكس إن كون المرأة زوجة للنبي صلى الله عليه واله وسلم) يجعل عليها مسؤوليات مضاعفة، والقرآن الكريم يصرّح بأن نساء النبى لسن كباقي النساء ولكن بشرط (التقوى)، قال تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ". (الأحزاب: 33). اي كلمة (أم المؤمنين) هو تشريف بشرط التقوى وفقد الشرط يجعلها محرومة من هذا اللقب
بل ويهدد الله فى كتابه ويضرب لهن المثل بزوجات باقي الأنبياء اللذين خُلِّدن في النار بسبب فسقهن. قال تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا". (الأحزاب: 31).
وقال تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ". (التحريم: 11).
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
من هنا نعرف بأن زوجات الأنبياء كغيرهن من النساء، ولكن إذا اتقين أصبحن مشرّفات ويجب علينا تعظيمهن واحترامهن،
اما كون زوجة النبى أما لكل مؤمن ومؤمنة فكلام غير صحيح ، لأن عائشة نفت ذلك بنفسها. فقد رُوي أن امرأة قالت لها: "يا أمّه. فقالت عائشة: أنا أمّ رجالكم، لستُ بأمّك". (سنن البيهقي ج7 ص70 وتفسير القرطبي ج14 ص123 وطبقات ابن سعد ج8 ص64).
(أنا سعيدة ) لنفى كونها أما للمؤمنات واقتصار ذلك على الرجال، اذن معنى (أم المؤمنين) هو فقط أنها محرّمة على الرجال من المؤمنين أن ينكحوها فهي كأمهم من حيث الحرمة، وإلا لو كان هذا اللقب تشريفيا لما صحّ أن تخرج عائشة المؤمنات وتقول أنا أم الرجال فقط."
وندخل فى موضوع حفصة
اولا قصة التحريم الشهيرة
هذه الحادثة المؤسفة التي آذت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزل لأجلها الوحي من الله تعالى وفيه تهديد ووعيد لم يكن له مثيل في القرآن الكريم، حتى مع إبليس وفرعون وأبي لهب!
قال عز وجل : (( إن تَتوبَا إلَى اللَّه فقَد صَغَت قلوبكمَا وَإن تَظَاهَرَا عَلَيه فإنَّ اللَّهَ هوَ مَولاه وَجبريل وَصَالح المؤمنينَ وَالمَلائكَة بَعدَ ذَلكَ ظَهيرٌ )) (التحريم:4).
وقد اتفقت كلمة المسلمين جميعا على أن المقصود بالآيتيْن هما عائشة وحفصة، حيث تظاهرتا أي تآمرتا على رسول الله صلى الله عليه واله ، ولذا شهّر بهما الله تبارك وتعالى وفضحهما في القرآن وكشف إيذاءهما لنبيه صلى الله عليه واله ودعاهما إلى التوبة لأن قلوبهما قد صغت أي انحرفت عن جادة الإسلام، كما قد حذّرهما الله تعالى بتطليقهما واستبدالهما بزوجات خيرا منهما، يكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات، ومعنى ذلك أن عائشة وحفصة ما كانتا مسلمتيْن ولا مؤمنتيْن ولا قانتتين ولا تائبتيْن ولا عابدتين ولا سائحتين أي صائمتيْن، وإلا لم يكن الله تبارك وتعالى يقول: ”خيرا منكن“.
لا اريد الاطالة لذا اكتفى ببعض من كثير الروايات في ذلك:
(صحيح البخاري - البخاري - ج 6 - ص 69): عن عبيد بن حنين انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال مكثت سنة أريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع ان أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت له يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقال تلك حفصة وعائشة ).
(صحيح البخاري - البخاري - ج 7 - ص 232) باب إذا حرم طعامه وقوله تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لك تحلة ايمانكم وقوله لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم حدثنا الحسن بن محمد حدثنا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال زعم عطاء انه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت انا وحفصة ان أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل اني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ان تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا .
ثانيا طلاق حفصة
عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم
عدة روايات من كتبهم المعتبرة صحيحة السند ولا غبار عليها وخرجها ثقات أهل السنة والجماعة اذكر واحدة منها
الحديث بطريق النسائي
3504
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حوَأَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍقَالَ نُبِّئْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَقَالَ عَمْرٌو إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا
فلماذا طلقها وما هي جنايتها التي استوجبت طلاقها؟؟
فهذه طلقها في حياته ..,... وتلك طلقها الإمام على سلام الله عليه بعد مماته بوكالة خاصة عن النبى صلى الله عليه وآله طلاقا يبرأ الله ورسوله منها، كما ورد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم الصلاة
ثالثا --جريمة قتل الرسول قال ( صلى الله عليه وآله ) : ما منا إلا مسموم أو مقتول وقد قال تعالى :"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
دورها لعنها الله باغتيال رسول الله روحي فداه مع صاحبتها عائشة بدس السم القاتل إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مما أدى إلى استشهاده مظلوما مسموما، ثم التواطؤ على عزل خليفته الشرعي الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه
والمعنى للاية اعلاه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيُقتل وسيعقب ذلك انقلاب الأصحاب على أعقابهم أي ارتدادهم عن الدّين، فقوله تعالى: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ معناه: أَفَإِنْ مَاتَ بَلْ قُتِلَ لأن (أو) هنا للإضراب حيث إن الله سبحانه لا يشكّ. ونظيره قوله تعالى: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، (الصافات: 148) بمعنى أنه أرسله إلى مئة ألف بل يزيدون ،
وحديث اللدود الذي روته عائشة عليها اللعنة شاهد خطير على ذلك
جاء في صحيح البخاري بشأن حادثة اغتيال رسول الله صلوات الله عليه وآله بالسم عن عائشة أنها قالت : لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وجعل يشير إلينا لا فقلنا كراهية المريض بالدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قال قلنا كراهية للدواء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبقى منكم أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم
قد وقع من عائشة في هذا الحديث أمور منها مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
وقال أيضا : وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِين
وثبت من هذا الحديث أنها لم تكن أهلا لرحمة وعفو الرسول الكريم الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم وكانت لعنة الله عليها مستحقة لعقاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها تعمدت إيذائه وغير مستحقة لرحمته ورأفته وقد قال تعالى في سورة الأحزاب :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58
وان الله قد طلب من نبيه العفو قال عز وجل :( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) وقال :(... فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين ) والمؤمنون رحماء بينهم وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها " فالذي يظهر بشكل جلي أنها انتهكت حرمة الله وحرمة الاسلام بعملها هذا وخصوصا كثيرا ما كان يعفو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الذين اساءوا إليه وأخطأوا بحقه صلوات الله عليه وآله .
فلعنها الله على عصيانها لرسول الله وإيذائه في الدنيا والآخرة ولأنها زوجة النبي في حياته فعذابها مضاعف .
رابعا تحريف القران
بين أيدينا كتاب الله الذي لايأتيه الباطل قال تعالى
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر
وجاء مسند إسحاق بن راهويه(4-5) ج: 1 ص: 199
20
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أن حفصة جاءت بكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرأ والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف فاتبعتموه وتركتموني لضللت,
هذا فى حياة رسولنا صلى الله عليه وآله و بعد إنتقال رسول الله صلى الله عليه وآله للرفيق ألأعلى بدء مصحفها في الظهور ولم يكن لها مصحف في حياته لتبديه وتدعى ان القرآن مغير فلا تختلف حفصة كثيرا عن عائشة فى ذلك إذ أن عائشة لها مصحف أيضا وأعلنت تحريف القران وعدم صحته
وقالت بنقص القرآن كما ذكره مسلم في صحيحه
صحيح مسلم ج: 2 ص: 1075
1452 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت ثم كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن
أوليس هذا نقص في القرآن بزعمها ؟؟؟
و فيما يلي نزر يسير من ما وصل لنا من آيات بمصحف حفصة:
تفسير القرطبي ج: 3 ص: 213
يدل على ذلك حديث عمرو ابن رافع قال أمرتني حفصة أن أكتب لها مصحفا فأملت على حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر وقوموا لله قانتين وقالت هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فقولها وهي العصر دليل على أنها من كلام الله تعالى
تفسير الطبري ج: 2 ص: 563
حدثنا أبو كريب قال ثنا عبدة بن سليمان قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنى أبو سلمة عن عمرو بن رافع مولى عمر قال كان مكتوبا في مصحف حفصة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر
فهو في قبال ما هو موجود في القرآن
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة
ففي مصحف حفصة بزيادة العصر وهذه المفردة غير موجودة فيما بين أيدينا من القرآن
تفسير القرطبي ج: 12 ص: 200 تفسير القرطبي ج: 12 ص: 200إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (11) سورة النــور
وقال ألا إنهم كانوا عصبة كما قال تعالى وفي مصحف حفصة عصبة أربعة
فهذا الذي في مصحفها مختلف عما في أيدي الناس
قول القرطبيوفي مصحف حفصة وتصريف الأرواح
إنما هو في قبال الموجود في القرآن
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
وأختم الموضوع... بان الله جل وعلا
لم يحكِ في قرآنه المجيد أنهما قد آمنتا وتابتا، فيكون أصل كفرهما وخيانتهما وانحرافهما باقيا بنص القرآن، سيما وأن السيرة تعاضده
وحيث إن الله تبارك وتعالى قال في فرقانه: ”إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا“ (الأحزاب: 57)، وحيث إنه قد ثبت بنص القرآن أن عائشة وحفصة كانتا متآمرتين فاسدتين ، وحيث إنه قد ثبت بنصوص مستفيضة متواترة من السنة القطعية أنهما قد آذتا رسول الله في كثير من الموارد والمواقف حتى وصفهما النبي بصويحبات يوسف ووصم عائشة بأنها ”رأس الكفر“ كما رواه مسلم في صحيحه ج4 ص2229 ح2905.
فإن نتيجة كل ذلك الحكم بوجوب البراءة من عائشة وحفصة ووجوب لعنهما كمصداق لتلك البراءة، وهي وظيفة شرعية عقيدية لكل مسلم ومسلمة.
بمناسبة قرب وفاة الرسول الاعظم أحببت تقديم موضوع لإحدى زوجاته وهى حفصة فجهدت قدر الامكان ايجاز الموضوع مع ان سيدة مثلها بحاجة الى مجلدات ضخمة لا الى قدر قليل من السطور فإكتفيت بتسليط الضوء على بعض الجوانب الهامة فى حياة السيدة حفصة المقصرين تجاهها حقا فقد
تناولنا كثيرا سيرة عائشة التى كان زواج الرسول صلى الله عليه وآله منها دفعا لشر أبيها الا انها من ضرب الله بها مثلا بامرأتي لوط ونوح وهي الطاعنة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عرضه و الآتية بالإفك باتهامها أم المؤمنين مارية القبطية بالفاحشة وهي الخارجة على إمام زمانها والمتبرجة تبرج الجاهلية الأولى والسافكة لدماء المسلمين والمانعة من تنفيذ وصية السبط الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) والتصدي لجنازته ورميها بالسهام، وصاحبة فتوى إرضاع الكبير وكفى من كثير جرائمها في حق رسول الله وآله وبحق الإسلام والمسلمين عموما ، محاربتها لعلى صلوات الله عليه في معركة الجمل الشهيرة التي راح ضحيتها الآلاف المؤلفة من المسلمين فكل المواقف تشهد لها وتمنحها لقب ام المجرمين بحيث صارت أما وقدوة لكل الاشرار ، ولا زال التقصير فى حقها وأكثر بحق أختها وعزيزة قلبها المشاركة لها بالنصب والعداوة لرسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام صاحبتها حفصة .
أبدأ بمقدمة توضيحية :
أن كون إحدى النساء (أما للمؤمنين) لا يعني بيان فضل او اي تشريف لها - وإنما مجرد لقب لبيان حكم شرعي هو(حرمة النكاح) اي يحرم على المسلم أن يتزوج واحدة منهن بعد رسول الله صلى الله عليه واله وأنهن بمنزلة الأمّ في هذا التحريم، فيكون إطلاق هذا اللقب عليهن من قبيل قول القائل لزوجته في الظهار: ”أنت علي كظهر أمي“ أو نحو ذلك، فيثبت به التحريم، لا أقل ولا أكثر. كما نص القران في الآية الشريفة فى قوله تعالى: ”النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ
بل على العكس إن كون المرأة زوجة للنبي صلى الله عليه واله وسلم) يجعل عليها مسؤوليات مضاعفة، والقرآن الكريم يصرّح بأن نساء النبى لسن كباقي النساء ولكن بشرط (التقوى)، قال تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ". (الأحزاب: 33). اي كلمة (أم المؤمنين) هو تشريف بشرط التقوى وفقد الشرط يجعلها محرومة من هذا اللقب
بل ويهدد الله فى كتابه ويضرب لهن المثل بزوجات باقي الأنبياء اللذين خُلِّدن في النار بسبب فسقهن. قال تعالى: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا". (الأحزاب: 31).
وقال تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ". (التحريم: 11).
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
من هنا نعرف بأن زوجات الأنبياء كغيرهن من النساء، ولكن إذا اتقين أصبحن مشرّفات ويجب علينا تعظيمهن واحترامهن،
اما كون زوجة النبى أما لكل مؤمن ومؤمنة فكلام غير صحيح ، لأن عائشة نفت ذلك بنفسها. فقد رُوي أن امرأة قالت لها: "يا أمّه. فقالت عائشة: أنا أمّ رجالكم، لستُ بأمّك". (سنن البيهقي ج7 ص70 وتفسير القرطبي ج14 ص123 وطبقات ابن سعد ج8 ص64).
(أنا سعيدة ) لنفى كونها أما للمؤمنات واقتصار ذلك على الرجال، اذن معنى (أم المؤمنين) هو فقط أنها محرّمة على الرجال من المؤمنين أن ينكحوها فهي كأمهم من حيث الحرمة، وإلا لو كان هذا اللقب تشريفيا لما صحّ أن تخرج عائشة المؤمنات وتقول أنا أم الرجال فقط."
وندخل فى موضوع حفصة
اولا قصة التحريم الشهيرة
هذه الحادثة المؤسفة التي آذت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزل لأجلها الوحي من الله تعالى وفيه تهديد ووعيد لم يكن له مثيل في القرآن الكريم، حتى مع إبليس وفرعون وأبي لهب!
قال عز وجل : (( إن تَتوبَا إلَى اللَّه فقَد صَغَت قلوبكمَا وَإن تَظَاهَرَا عَلَيه فإنَّ اللَّهَ هوَ مَولاه وَجبريل وَصَالح المؤمنينَ وَالمَلائكَة بَعدَ ذَلكَ ظَهيرٌ )) (التحريم:4).
وقد اتفقت كلمة المسلمين جميعا على أن المقصود بالآيتيْن هما عائشة وحفصة، حيث تظاهرتا أي تآمرتا على رسول الله صلى الله عليه واله ، ولذا شهّر بهما الله تبارك وتعالى وفضحهما في القرآن وكشف إيذاءهما لنبيه صلى الله عليه واله ودعاهما إلى التوبة لأن قلوبهما قد صغت أي انحرفت عن جادة الإسلام، كما قد حذّرهما الله تعالى بتطليقهما واستبدالهما بزوجات خيرا منهما، يكنّ مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات، ومعنى ذلك أن عائشة وحفصة ما كانتا مسلمتيْن ولا مؤمنتيْن ولا قانتتين ولا تائبتيْن ولا عابدتين ولا سائحتين أي صائمتيْن، وإلا لم يكن الله تبارك وتعالى يقول: ”خيرا منكن“.
لا اريد الاطالة لذا اكتفى ببعض من كثير الروايات في ذلك:
(صحيح البخاري - البخاري - ج 6 - ص 69): عن عبيد بن حنين انه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يحدث أنه قال مكثت سنة أريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع ان أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجعت وكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له قال فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت له يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقال تلك حفصة وعائشة ).
(صحيح البخاري - البخاري - ج 7 - ص 232) باب إذا حرم طعامه وقوله تعالى يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لك تحلة ايمانكم وقوله لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم حدثنا الحسن بن محمد حدثنا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال زعم عطاء انه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت انا وحفصة ان أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل اني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ان تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا .
ثانيا طلاق حفصة
عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} (5) سورة التحريم
عدة روايات من كتبهم المعتبرة صحيحة السند ولا غبار عليها وخرجها ثقات أهل السنة والجماعة اذكر واحدة منها
الحديث بطريق النسائي
3504
أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حوَأَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍقَالَ نُبِّئْتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَقَالَ عَمْرٌو إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا
فلماذا طلقها وما هي جنايتها التي استوجبت طلاقها؟؟
فهذه طلقها في حياته ..,... وتلك طلقها الإمام على سلام الله عليه بعد مماته بوكالة خاصة عن النبى صلى الله عليه وآله طلاقا يبرأ الله ورسوله منها، كما ورد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم الصلاة
ثالثا --جريمة قتل الرسول قال ( صلى الله عليه وآله ) : ما منا إلا مسموم أو مقتول وقد قال تعالى :"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين .
دورها لعنها الله باغتيال رسول الله روحي فداه مع صاحبتها عائشة بدس السم القاتل إلى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مما أدى إلى استشهاده مظلوما مسموما، ثم التواطؤ على عزل خليفته الشرعي الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه
والمعنى للاية اعلاه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيُقتل وسيعقب ذلك انقلاب الأصحاب على أعقابهم أي ارتدادهم عن الدّين، فقوله تعالى: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ معناه: أَفَإِنْ مَاتَ بَلْ قُتِلَ لأن (أو) هنا للإضراب حيث إن الله سبحانه لا يشكّ. ونظيره قوله تعالى: وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، (الصافات: 148) بمعنى أنه أرسله إلى مئة ألف بل يزيدون ،
وحديث اللدود الذي روته عائشة عليها اللعنة شاهد خطير على ذلك
جاء في صحيح البخاري بشأن حادثة اغتيال رسول الله صلوات الله عليه وآله بالسم عن عائشة أنها قالت : لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وجعل يشير إلينا لا فقلنا كراهية المريض بالدواء فلما أفاق قال ألم أنهكم أن تلدوني قال قلنا كراهية للدواء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبقى منكم أحد إلا لد وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم
قد وقع من عائشة في هذا الحديث أمور منها مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
وقال أيضا : وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِين
وثبت من هذا الحديث أنها لم تكن أهلا لرحمة وعفو الرسول الكريم الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم وكانت لعنة الله عليها مستحقة لعقاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنها تعمدت إيذائه وغير مستحقة لرحمته ورأفته وقد قال تعالى في سورة الأحزاب :( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58
وان الله قد طلب من نبيه العفو قال عز وجل :( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) وقال :(... فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين ) والمؤمنون رحماء بينهم وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها " فالذي يظهر بشكل جلي أنها انتهكت حرمة الله وحرمة الاسلام بعملها هذا وخصوصا كثيرا ما كان يعفو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الذين اساءوا إليه وأخطأوا بحقه صلوات الله عليه وآله .
فلعنها الله على عصيانها لرسول الله وإيذائه في الدنيا والآخرة ولأنها زوجة النبي في حياته فعذابها مضاعف .
رابعا تحريف القران
بين أيدينا كتاب الله الذي لايأتيه الباطل قال تعالى
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر
وجاء مسند إسحاق بن راهويه(4-5) ج: 1 ص: 199
20
أخبرنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري أن حفصة جاءت بكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قصص يوسف في كتف فجعلت تقرأ والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو أتاكم يوسف فاتبعتموه وتركتموني لضللت,
هذا فى حياة رسولنا صلى الله عليه وآله و بعد إنتقال رسول الله صلى الله عليه وآله للرفيق ألأعلى بدء مصحفها في الظهور ولم يكن لها مصحف في حياته لتبديه وتدعى ان القرآن مغير فلا تختلف حفصة كثيرا عن عائشة فى ذلك إذ أن عائشة لها مصحف أيضا وأعلنت تحريف القران وعدم صحته
وقالت بنقص القرآن كما ذكره مسلم في صحيحه
صحيح مسلم ج: 2 ص: 1075
1452 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنها قالت ثم كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن
أوليس هذا نقص في القرآن بزعمها ؟؟؟
و فيما يلي نزر يسير من ما وصل لنا من آيات بمصحف حفصة:
تفسير القرطبي ج: 3 ص: 213
يدل على ذلك حديث عمرو ابن رافع قال أمرتني حفصة أن أكتب لها مصحفا فأملت على حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي العصر وقوموا لله قانتين وقالت هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فقولها وهي العصر دليل على أنها من كلام الله تعالى
تفسير الطبري ج: 2 ص: 563
حدثنا أبو كريب قال ثنا عبدة بن سليمان قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنى أبو سلمة عن عمرو بن رافع مولى عمر قال كان مكتوبا في مصحف حفصة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر
فهو في قبال ما هو موجود في القرآن
حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} (238) سورة البقرة
ففي مصحف حفصة بزيادة العصر وهذه المفردة غير موجودة فيما بين أيدينا من القرآن
تفسير القرطبي ج: 12 ص: 200 تفسير القرطبي ج: 12 ص: 200إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (11) سورة النــور
وقال ألا إنهم كانوا عصبة كما قال تعالى وفي مصحف حفصة عصبة أربعة
فهذا الذي في مصحفها مختلف عما في أيدي الناس
قول القرطبيوفي مصحف حفصة وتصريف الأرواح
إنما هو في قبال الموجود في القرآن
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
وأختم الموضوع... بان الله جل وعلا
لم يحكِ في قرآنه المجيد أنهما قد آمنتا وتابتا، فيكون أصل كفرهما وخيانتهما وانحرافهما باقيا بنص القرآن، سيما وأن السيرة تعاضده
وحيث إن الله تبارك وتعالى قال في فرقانه: ”إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا“ (الأحزاب: 57)، وحيث إنه قد ثبت بنص القرآن أن عائشة وحفصة كانتا متآمرتين فاسدتين ، وحيث إنه قد ثبت بنصوص مستفيضة متواترة من السنة القطعية أنهما قد آذتا رسول الله في كثير من الموارد والمواقف حتى وصفهما النبي بصويحبات يوسف ووصم عائشة بأنها ”رأس الكفر“ كما رواه مسلم في صحيحه ج4 ص2229 ح2905.
فإن نتيجة كل ذلك الحكم بوجوب البراءة من عائشة وحفصة ووجوب لعنهما كمصداق لتلك البراءة، وهي وظيفة شرعية عقيدية لكل مسلم ومسلمة.