المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التــــــــوبـــــة


مسفر
13-02-2009, 12:26 PM
ما هي حقيقة التوبة ؟ و ما هي شروطها ؟ و هل يمكن للانسان ان يتوب أكثر من مرة ؟

الاجابة للشيخ صالح الكرباسي

معنى التوبة :

التوبة هي الرجوع إلى صراط الله بعد الانحراف عنه ، و لا تتحقق التوبة إلا بالندم على فعل السيئات ، و العزم على ترك الذنوب و عدم الرجوع إليها ، مع الجد في ترميم الصدع الذي طرأ على حياة الإنسان المعنوية بسب تلك الذنوب ، و المبادرة إلى أداء حقوق الناس و حقوق الله التي ضيعها الإنسان في تلك الفترة .
و بعد كل هذا إذا استغفر الإنسان ربه بصدق قَبِلَ الله توبته .

ما هي الذنوب التي تغفر ؟

ليس من ذنب إلا و يغفره الله الغفور الرحيم ، قال الله جل جلاله : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [1] .
و قال الله عزَّ و جل : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [2] .
و قال عزَّ مِن قائل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [3] .

شروط التوبة :

صحيح أن الله سبحانه و تعالى يقبل توبة عباده المذنبين لكنه تعالى جعل للتوبة شروطاً نشير إليها فيما يلي :

الشرط الأول : أن تكون التوبة قبل معاينة المذنب حالة النزع و الموت ، قال عزَّ ذكره : ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [4] .
و في الحديث : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ السَّنَةَ لَكَثِيرَةٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الشَّهْرَ لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمْعَةٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ الْجُمْعَةَ لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ يَوْماً لَكَثِيرٌ ، مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُعَايِنَ قَبِلَ اللَّهُ تَوْبَتَهُ " [5] .

الشرط الثاني : الندم ، فقد رُوي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : " كَفَى بِالنَّدَمِ تَوْبَةً " [6] .
و بدون الندم لا فائدة في الاستغفار و لا تتحقق التوبة ، و قد رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قالَ لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضْرَتِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، أَ تَدْرِي مَا الِاسْتِغْفَارُ ، الِاسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ ، وَ هُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ :

أَوَّلُهَا : النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى .
وَ الثَّانِي : الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً .
وَ الثَّالِثُ : أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللَّهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ .
وَ الرَّابِعُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا .
وَ الْخَامِسُ : أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ وَ يَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ .
وَ السَّادِسُ : أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلَاوَةَ الْمَعْصِيَةِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ [7] .
هذا و ليس لعدد مرات التوبة تحديد ، و باب التوبة مفتوح دائماً ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : " بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ لِمَنْ أَرَادَهَا ، فَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [8]" [9] .

القنوط من رحمة الله

القنوط من رحمة الله هي الأياس من رحمة الله ، و القنوط إثم عظيم ، قال الله عز و جل : ﴿ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ﴾ [10]
و قال جل جلاله : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [11]
لكن من يتمادي في الذنوب و لا يفكر في التوبة فقد يُحرم نفسه من غفران الله حيث لا يوفق للتوبة ، فقد رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنهُ قال : " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ [12] بَيْضَاءُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً خَرَجَ فِي النُّكْتَةِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ ، وَ إِنْ تَمَادَى فِي الذُّنُوبِ زَادَ ذَلِكَ السَّوَادُ حَتَّى يُغَطِّيَ الْبَيَاضَ ، فَإِذَا غَطَّى الْبَيَاضَ لَمْ يَرْجِعْ صَاحِبُهُ إِلَى خَيْرٍ أَبَداً ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [13] " [14]

ربيبة الزهـراء
13-02-2009, 09:37 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

تسلم اخى الكريم .. على موضوعك

بالتوفيق

مسفر
14-02-2009, 05:24 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





تسلم اخى الكريم .. على موضوعك


بالتوفيق

شكرا على المرور

أول شخص تائب هو نبي الله آدم عليه السلام

لقوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه

بفضل وبركة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( أهل الكساء)

رأيت الذنوب تميت القلوب ،،،،،،،،،،،،،،،،،، ويورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب ،،،،،،،،،،،،،،،،،، وخير لنفسك عصيانها

زائرة الدنيا
03-03-2009, 09:48 PM
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم لجميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه

أستغفر الله رب العظيم من كل ذنبٍ عظيم

بارك الله فيك أخي وفي ميزان حسناتك إن شاءالله

بحرين
04-03-2009, 09:28 AM
بارك الله فيك أخي وفي ميزان حسناتك إن شاءالله

مسفر
04-03-2009, 05:21 PM
شكرا على المرور زائرة وبحرين

نورتوا الصفحة اللهم نور دربنا.

حنين الورد
17-03-2009, 06:02 PM
تسلام على المروه
تحياتي حنين الورد

آمالٌ بددتها السنونْ
18-03-2009, 09:05 PM
مي هااااو اخوي مسفر... شفت انا مانسيت درس الصيني ههههه
شي شي ع الموضوع وبارك الله فيك.. تحياتي لك

مسفر
19-03-2009, 09:52 AM
الشكر لكم المرور أخواتي حنين الورد ولـــول