ولائي لعلي
14-02-2009, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
عن علي بن الحسين : ((اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام،
وأنها إذا بدّل الله الأرض رفعها الله - هي برمتها-
نورانية صافية، فجعُلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلاّ النبيون
والمرسلون (أو قال ) أولو العزم من الرسل ,
وإنها لتزهر في رياض الجنة، كما يزهر الكوكب
الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها
أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا الأرض المقدسة والطينة المباركة التي تضمنّت سيد الشهداء وشباب أهل الجنة)).
تحقيق دقيق :
إن قيل: على هذا كان الأمر يقتضي أن تكون كربلاء
هي القبلة لا مكة ومع ذلك فان التشريع الإلهي
قد أمر العباد بالتوجه إلى مكة!؟
يقال: حقيقة الأمر في ذلك: أن أرض كربلاء
هي بمنزلة القلب، وأرض مكة هي بمنزلة الوجه،
وظهور القلب إنما يكون بالوجه لأنه دليل القلب وآيته،
ولذا لا يعرف الشخص والقلب إلا بالوجه،
فالوجه ظاهر القلب، والتوجه إليه هو التوجه إلى القلب.
وكذلك مكة ظاهر كربلاء ووجهها ودليلها،
فالتوجه إلى مكة هو التوجه إلى كربلاء،
إذ لا يؤتى إلى القلب إلا من جهة الوجه،
فلا يؤتى كربلا ء لإقامة أداء المناسك وقيام مراسم العبودية
إلا من جهة أرض مكة، فالإتيان إلى مكة هو الإتيان إلى كربلاء.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
((إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد جُعل بيت الله على ظهري،
يأتيني الناس من كل فجٍّ عميق،
وجُعِلْتُ حرم الله وأمنه!
فأوحى الله إليها: كفّي وقري! فوعزتي ما فضلُ
ما فُضِّلتِ فيما أعطيتُ أرض كربلاء إلا بمنزلة
إبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر،
ولولا تربة كربلاء ما فُضلتِ، ولولا من تضمنت
أرض كربلاء ما خلقتُكِ ولا خلقتُ البيت الذي به
أفتخرتِ فقرّي وأستقري وكوني ذَنَباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولامستكبر على أرض كربلاء وإلا أسخْتُكِ فهويتِ في نارِ جهنم)).
الرواية المتقدمة تؤكد على جلالة أرض كربلاء
وقدسيتها بحيث فاقت في الفضل سائر البقاع
بما فيها أرض الكعبة (مكة المشرفة) بل لامجال
أصلاً للمقايسة بين البقعتين كما لامجال للمقايسة
بين قطرة ماء من بحر وبين لجّة البحر بكامله،
والسر في ذلك: أنه لما أقتضت كينونة الحسين عليه السلام بتوفر شرائط القابلية ومتمماتها الفوز بدرجة الشهادة العظمى في طاعة الله عزوجل، وقابل الله عزوجل بغاية الخضوع
والإنكسار ونهاية الخشوع والتذلل، بحيث خضع كل خاضع بخضوعه، وخشع كل خاشع بخشوعه، فظهرت آثار الربوبية في الجلال والعظمة فيه (صلى الله عليه)
وكانت تربته شفاء من كل داء؛ لحملها نور التجلي الذي اندكّت به، فاندكاك جبل طور سيناء في الظاهر إنما هو من فاضل
اندكاك أرض كربلاء لأن اندكاك الطور إنما كان بنور
مثل الإبرة أشرق من أحد الكروبيين،
وهو رجل من الروحانيين من شيعة آل محمد.
بينما اندكاك أرض كربلاء هو بأصل النور -
أي نور شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله- فأين هذا من ذاك؟!
ولذلك سرى النور في كل ذرة من ذرات تلك التربة الزكية فطهرها عن الكدورات ونقّاها عن كل الكثافات
فصيّرها إكسيراً أحمراً مُذهباً لكل الأوساخ والنكبات.
ومن هذه الجهة تُطهَّر كل أرض يوم القيامة إلا أرض كربلاء، فإنها قد تطهرت وتنظفت عند الزلزلة العظمى والداهية الكبرى حينما وقع عليها جسد الحسين عليه السلام.
أسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
عن علي بن الحسين : ((اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام،
وأنها إذا بدّل الله الأرض رفعها الله - هي برمتها-
نورانية صافية، فجعُلت في أفضل روضة من رياض الجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلاّ النبيون
والمرسلون (أو قال ) أولو العزم من الرسل ,
وإنها لتزهر في رياض الجنة، كما يزهر الكوكب
الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها
أبصار أهل الجنة جميعاً، وهي تنادي: أنا الأرض المقدسة والطينة المباركة التي تضمنّت سيد الشهداء وشباب أهل الجنة)).
تحقيق دقيق :
إن قيل: على هذا كان الأمر يقتضي أن تكون كربلاء
هي القبلة لا مكة ومع ذلك فان التشريع الإلهي
قد أمر العباد بالتوجه إلى مكة!؟
يقال: حقيقة الأمر في ذلك: أن أرض كربلاء
هي بمنزلة القلب، وأرض مكة هي بمنزلة الوجه،
وظهور القلب إنما يكون بالوجه لأنه دليل القلب وآيته،
ولذا لا يعرف الشخص والقلب إلا بالوجه،
فالوجه ظاهر القلب، والتوجه إليه هو التوجه إلى القلب.
وكذلك مكة ظاهر كربلاء ووجهها ودليلها،
فالتوجه إلى مكة هو التوجه إلى كربلاء،
إذ لا يؤتى إلى القلب إلا من جهة الوجه،
فلا يؤتى كربلا ء لإقامة أداء المناسك وقيام مراسم العبودية
إلا من جهة أرض مكة، فالإتيان إلى مكة هو الإتيان إلى كربلاء.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
((إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد جُعل بيت الله على ظهري،
يأتيني الناس من كل فجٍّ عميق،
وجُعِلْتُ حرم الله وأمنه!
فأوحى الله إليها: كفّي وقري! فوعزتي ما فضلُ
ما فُضِّلتِ فيما أعطيتُ أرض كربلاء إلا بمنزلة
إبرة غُمست في البحر فحملت من ماء البحر،
ولولا تربة كربلاء ما فُضلتِ، ولولا من تضمنت
أرض كربلاء ما خلقتُكِ ولا خلقتُ البيت الذي به
أفتخرتِ فقرّي وأستقري وكوني ذَنَباً متواضعاً ذليلاً مهيناً غير مستنكف ولامستكبر على أرض كربلاء وإلا أسخْتُكِ فهويتِ في نارِ جهنم)).
الرواية المتقدمة تؤكد على جلالة أرض كربلاء
وقدسيتها بحيث فاقت في الفضل سائر البقاع
بما فيها أرض الكعبة (مكة المشرفة) بل لامجال
أصلاً للمقايسة بين البقعتين كما لامجال للمقايسة
بين قطرة ماء من بحر وبين لجّة البحر بكامله،
والسر في ذلك: أنه لما أقتضت كينونة الحسين عليه السلام بتوفر شرائط القابلية ومتمماتها الفوز بدرجة الشهادة العظمى في طاعة الله عزوجل، وقابل الله عزوجل بغاية الخضوع
والإنكسار ونهاية الخشوع والتذلل، بحيث خضع كل خاضع بخضوعه، وخشع كل خاشع بخشوعه، فظهرت آثار الربوبية في الجلال والعظمة فيه (صلى الله عليه)
وكانت تربته شفاء من كل داء؛ لحملها نور التجلي الذي اندكّت به، فاندكاك جبل طور سيناء في الظاهر إنما هو من فاضل
اندكاك أرض كربلاء لأن اندكاك الطور إنما كان بنور
مثل الإبرة أشرق من أحد الكروبيين،
وهو رجل من الروحانيين من شيعة آل محمد.
بينما اندكاك أرض كربلاء هو بأصل النور -
أي نور شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله- فأين هذا من ذاك؟!
ولذلك سرى النور في كل ذرة من ذرات تلك التربة الزكية فطهرها عن الكدورات ونقّاها عن كل الكثافات
فصيّرها إكسيراً أحمراً مُذهباً لكل الأوساخ والنكبات.
ومن هذه الجهة تُطهَّر كل أرض يوم القيامة إلا أرض كربلاء، فإنها قد تطهرت وتنظفت عند الزلزلة العظمى والداهية الكبرى حينما وقع عليها جسد الحسين عليه السلام.
أسألكم الدعاء