مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة معارف الغيبة .
m-mahdi.com
23-11-2006, 01:21 PM
سلسلة معارف الغيبة :ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين.
تُعد الموسوعات المعرفية من أهم المشاريع التي يرتبط بها القارئ ارتباطاً وثيقاً من أجل تمتين علاقته بالوحدة المعرفية موضوعياً، وهي أداة الخطوة الأولى التي يخطوها الباحث من أجل الوصول إلى حقيقة ما، بمعنى آخر أن البحث وهو يعيش لحظات ولادته الأولى يتكئ في بدايته على المعرفة الأولية التي توفرها الموسوعات العلمية وتتكفل في توفير قسط تعريفي مهم تنجحُ من خلالها خطوات البحث الأولى، إذن فالموسوعة أبجدية العلم المبحوث أو هي أعمدة قضيته البحثية، وكلما كان الموضوع مهماً على مستوى المعرفة البدائية، أو على صعيد البحث العلمي، أو على طراز التقنية المتكفلة في تقديم معرفة ما تنشأ أهمية الموسوعة المعدةُ من أجله هذا العلم، أو تلك القضية، أي ستكون الحاجة للموسوعة دالةً على أهمية الموضوع المبحوث أو القضية المطروحة.
ولما كانت القضية المهدوية من الأهمية بمكان فإن الحاجة إلى عمل موسوعة تتكفل فيها دائرة معرفية واسعة البحث مهمة جداً تفرض نفسها على الواقع العلمي، أي الأهمية إلى مشروع موسوعي منتزعةٌ من الحاجة إلى تمتين المعرفة المهدوية ونشرها بين الأوساط الشعبية المختلفة سواء كانت ثقافية أو غيرها، وعلى جميع التدرجات الثقافية المختلفة تنبثقُ ضرورة العمل الموسوعي المهدوي.
والذي بين يديك _ أيها القارئ الكريم _ هو مقدمة لمشروع موسوعي كبير وضخم يضمُ في طياته خمسة آلاف عنواناً بعد أن ضمن هذا الموجز خمسمائة عنوان كبداية أولية مهمة في الشأن الموسوعي المعرفي وقد تقدم مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عليه السلام) في هذا الشأن خطوات مهمة أنجز منها القسط الأكبر والذي ينتظر النور بمشيئة الله تعالى بعد وقت قريب، وبذلك ستكون هذه الدائرة الموجزة إشارة أولى إلى دائرة موسوعية أكبر نأملُ من خلالها إلى تعزيز الثقافة المهدوية بماينسجمُ وتطلعات الحاضر الثقافي والراهن المعرفي
. حرف الالف:ـ
1 /1 _ الأبدال:
قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر، وعن القاموس الأبدال: قوم يقيم الله بهم الأرض وهم سبعون، أربعون بالشام وثلاثون بغيرها لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من سائر الناس. (مجمع البحرين: ج 2).
والظاهر أن أكثر الأبدال من أهل الشام كون أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت (عليه السلام) في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولاءهم هذا في ظروف قاهرة جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام (عليه السلام)، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصف الإمام (عليه السلام) بقوله: «هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة [أي يرى كابن أربعين سنة] فتخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم».
2/2 _ إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري:
هو إبراهيم بن محمّد فارس النيسابوري ممن شاهد الإمام الحجة (عليه السلام) حيث قال: لما همَّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي وهو رجل شديد النصب، وكان مولعاً بقتل الشيعة، فأخبرت بذلك، وغلب عليّ خوف عظيم، فودعت أهلي وأحبائي، وتوجهت إلى دار أبي محمّد (عليه السلام) لأودعه وكنت أردت الهرب فلما دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه، وكان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر، فتحيرت من نوره وضيائه وكاد أن ينسيني ما كنت فيه من الخوف والهرب فقال: «يا إبراهيم لا تهرب، فإن الله تبارك وتعالى سيكفيك شره» فازداد تحيري، فقلت لأبي محمّد(عليه السلام): يا سيدي جعلني الله فداك من هو؟ فقد أخبرني عما كان في ضميري، فقال: «هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً فيملؤها عدلاً وقسطاً»، فسألته عن اسمه قال: «هو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا يحل لأحد أن يسميه باسمه ويكنيه بكنيته، إلى أن يظهر الله دولته وسلطنته، فاكتم يا إبراهيم ما رأيت وسمعت منا اليوم إلاّ عن أهله»، فصليت عليهما وآبائهما وخرجت مستظهراً بفضل الله تعالى، واثقاً بما سمعته من الصاحب (عليه السلام) فبشرني عليّ بن فارس بأن المعتمد قد أرسل أبا أحمد أخاه وأمره بقتل عمرو بن عوف، فأخذه أبو أحمد في ذلك اليوم وقطعه عضواً عضواً والحمد لله رب العالمين.
3/3 _ إبراهيم بن محمّد الهمداني:
من وكلاء الناحية المقدسة، حج أربعين حجة، كان معاصراً للجواد(عليه السلام). وقد كتب (عليه السلام) بخطه: «عجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته، وأبشرك بنصر الله عاجلاً وبالأجر آجلاً، وأكثر من حمد الله».
روى عنه أنه قال: وكتب إليّ: «وقد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة...» وقد كتبت إلى النضر: «أمرته أن ينتهي عنك وعن التعرض لك ولخلافك، وأعلمته موضعك عندي، وكتبت إلى أيوب أمرته بذلك أيضاً، وكتبت إلى مواليّ بهمدان أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك، وأن لا وكيل لي سواك».
ورد في توثيقه عن الإمام المهدي (عليه السلام) مبتدءاً بذلك من دون سبق سؤال، والمراد بذلك توكيله وارجاع الناس إليه إذ لا محالة وهو إذ ذاك من شيوخ الطائفة ومبرزيها الذين لهم قدم في مدح الأئمّة السابقين لهم.
4/4 _ إبراهيم بن مهزيار:
راجع: محمّد بن إبراهيم بن مهزيار.
5/5 _ الأبقع:
راجع: الأصهب.
6/6 _ الأبلّة:
موضع في البصرة يشهد أحداث نزول بنو قنطورا في البصرة، وبنو قنطورا حسب تفسير عبد الله بن عمرو هم الأتراك، كذا ورد في بيان معنى بني قنطورا دون الإشارة إلى منشأ تسميتهم.
راجع: بنو قنطورا.
7/7 _ ابن أبي العزاقر:
راجع: الشلمغاني.
8/8 _ ابن بابا القمي:
الحسن بن محمّد بن بابا القمي أحد مدعي الوكالة عن الإمام المهدي(عليه السلام).
راجع: النميري.
9/9 _ ابن باذشاله الاصفهاني:
من أهل اصفهان، وممن رأى الإمام الحجة (عليه السلام)، ذكره الصدوق في كتابه.
10/10 _ ابن صياد:
راجع: الدجال.
11/11 _ أبو إبراهيم:
إحدى كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
ذكره المحدث النوري في النجم الثاقب.
12/12 _ أبو بكر البغدادي:
محمّد بن أحمد البغدادي وهو ابن أخ الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري.
ممن ادعى السفارة الكاذبة، حيث انتابت الأوساط الشعبية موجة من الادعاءات الباطلة والانحرافات الضالة وكان أخطرها دعوى السفارة الكاذبة، وكونها خطيرة لأنها تغوي الكثير عن الحق وتعرقل مسيرة الإمام (عليه السلام) التي تتجه نحو بناء مجتمع واع متكاملٍ فضلاً عن تلكؤ مهمة السفارة الحقة التي سوف تنشغل بأمور جانبية أخرى وهو محاولة تكذيب دعاوى هؤلاء.
إلاّ أن الملاحظ أن مهمة السفارة الثالثة التي يتزعمها الشيخ حسين بن روح كانت في صدد الحد من هذه الدعاوى وايقاف الناس على الدعاوى الباطلة وكان الشيخ حسين بن روح رضوان الله عليه موفقاً في مهمته ومحاولة انحسار هذه الدعاوى بشكل لا يكاد يذكر.
13/13_ أبو جعفر:
إحدى كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
ذكر ذلك المحدث النوري(رحمه الله) كذلك في كتابه.
14/14 _ أبو جعفر الرفاء:
من أهل الري، شاهد الإمام الحجة (عليه السلام) وتشرّف بحضوره، ذكره الصدوق تحت عنوان من رآه(عليه السلام).
15/15 _ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن نوبخت:
راجع: محمّد بن جعفر الأسدي.
16/16 _ أبو الحسن:
من كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
ذكره المحدث النوري(رحمه الله).
17/17 _ أبو الحسين محمّد بن جعفر:
راجع: محمّد بن جعفر الأسدي.
18/18 _ أبو دجانة الأنصاري:
من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يرجعه الله تعالى إلى الدنيا ليلتحق بأصحاب الإمام المهدي (عليه السلام) كما في بعض الروايات.
راجع: قوم موسى.
19/19 _ أبو دلف الكاتب:
محمّد بن المظفر الكاتب الأزدي.
ادعى السفارة كذباً وزوراً وكان معروفاً بين أوساط الناس بالالحاد ثمّ أظهر الغلو ثمّ جُن وسُلسل ثمّ صار مفوضاً.
ادعى السفارة بعد وفاة عليّ بن محمّد السمري السفير الرابع وكانت تلك إحدى علامات كذبه وافتضاحه، إذ كانت رسالة الإمام (عليه السلام)صريحة في عدم العهد لأحد بعد السمري وأن من ادعى المشاهدة بعد ذلك فهو كذاب، إلاّ أن أبي دلف الكاتب لم يلتفت إلى كل ذلك فحاول ادعاء السفارة وبث اكذوبته التي لم تنطل على أحد حتّى استضعفه الناس فأخذوا يهزأون به في مجالسهم ومنتدياتهم.
راجع: أبو بكر البغدادي، في أسباب دعوى السفارة.
20/20 _ أبو صالح:
من كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
قال المحدث النوري:
ذكر في ذخيرة الألباب أنه يكنى بأبي القاسم وأبي الصالح.
وان هذه الكنية معروفة له عند الأعراب والبدو فإنهم ينادونه به عند التوسلات والاستغاثات به، ويذكرها الشعراء والأدباء في قصائدهم ومدائحهم.
21/21 _ أبو الطيب:
راجع: البلالي.
22/22 _ أبو عبد الله:
إحدى كُنى الإمام المهدي(عليه السلام).
روى الكنجي الشافعي في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (عليه السلام) عن حذيفة قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي وخُلقه خلقي يكنى أبا عبد الله».
23/23 _ أبو عليّ القمي:
راجع: أحمد بن إسحاق الأشعري.
24/24 _ أبو القاسم:
من كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
روي في الأخبار المستيفضة بأسانيد معتبرة من طرق الخاصة والعامة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
«المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي».
وروي في كمال الدين عن أبي سهل النوبختي، عن عقيد الخادم أنه قال: ويكنى أبا القاسم.
25/25 _ أبو محمّد:
أحد كنى الإمام المهدي(عليه السلام).
ذكر ذلك المحدث النوري في النجم الثاقب.
يتبع
شيعية موالية
28-11-2006, 10:53 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف
السلام عليك يا صاحب الزمان
شكرا لك اخي الكريم
abdessamad
03-12-2006, 05:20 PM
السلام عليكم
ابحت عن مراجع للاحاديث النبوية برواية اهل البيت وكيف يمكن اقتناؤها وشكرا
ثوار المهدي
03-12-2006, 11:56 PM
مشكورع الموضوع الشيق
ثوار المهدي
08-12-2006, 07:48 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي العزيز على الطرح القيم
وربي لا يحرمني منكم ان شالله
نسألكم الدعاء
لانني احبكم في الله فهذه وصيه من وصايا لقمان لابنه
قال يابني عود لسانك "اللهم اغفر لي " فان لله ساعات
في الليل وفي النهار لايرد فيها سائل
http://up20.net/uploads/4c18ee9e10.gif (http://up20.net)
m-mahdi.com
12-05-2007, 12:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة السابعة من سلسلة موجز دائرة معارف الغيبة.
عودٌ على بدء:
100/8 _ توقف الشمس:
راجع: ركود الشمس.
101/9 _ التوقيعات:
إحدى مفردات الثقافة المهدوية، وتعني الرسائل الخارجة عن الإمام الحجة (عليه السلام) جواباً على ما يرد من سفرائه إبّان الغيبة الصغرى.
تكفلت التوقيعات مهمة انسيابية المعلومات عن الإمام (عليه السلام) لقواعده الشعبية حيث تضمنت ما يحتاجه شيعة الإمام (عليه السلام) من إدارة لأمورهم العامة، فمن الأجوبة الفقهية إلى الاستشارات العقائدية حتّى كلما يتعلق بشؤون شيعته ومواليه.
التوقيعات تكون على شكل رسائل بخطه الشريف وبعضها لم يجف مدادها _ كما في تعبير بعض الروايات _ تأكيداً على سرعة تبادل المعلومات والرسائل بين الإمام (عليه السلام) وبين قواعده. ولعل الذي يُطمئن المتلقي لهذه الرسائل أنها تكون برسم خط واحد طيلة مدى امتداد الغيبة الصغرى ومن خلال أربعة سفراء، إذ من المستبعد أن يخالج القواعد الشك وهي ترى وحدة الأسلوب والخط لم يتغير على مدى سبعين عاماً. فالتوقيعات إذن تراث مهدوي يُثبت إمكانية إدارة الإمام (عليه السلام) لقواعده على مدى فترة الغيبة.
حرف الثاء:
102/1 _ الثائر:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
قال المحدث النوري: عده في المناقب القديمة من ألقابه.
103/2 _ ثلاثة عشر امرأة:
يكون للعنصر النسوي في حركة الإمام المهدي (عليه السلام) حضوره، وستتولى هذه النسوة مهام خاصة بتوجيه الإمام (عليه السلام) ، فعن الصادق (عليه السلام) : «يكون مع القائم ثلاثة عشر امرأة» قلت: وما يصنع بهنّ؟ قال: «يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كنّ مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) » قلت: فسمهنّ لي؛ قال: «القنواء بنت رشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمّار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية.
104/3 _ الثنية:
هي موضع هلاك جيش السفياني وهي منطقة ضمن البيداء التي يخسف الله بهم الأرض، كما في الحديث عن الإمام محمّد بن عليّ الباقر (عليهما السلام)، أنه قال: «سيعوذ عائذ بمكّة يُبعث إليه سبعون ألفاً عليهم رجل من قريش حتّى إذا بلغوا الثنية دخل آخرهم ولم يخرج أوّلهم».
وقد حدد الحموي في معجم بلدانه الثنية بقوله: المراد من ثنية في الحديث عقبة قرب مكّة تهبط إلى فخ وأنت مقبل من المدينة تريد مكّة أسفل مكّة من ذي طوى.
105/4 _ ثورة صاحب الزنج:
راجع: صاحب الزنج.
106/5 _ الثوية:
موضعٌ في ظهر الكوفة يحدده بعضهم بمسجد كميل ومرقده المعروف الآن. وهو موضع نزول النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام عليّ بعد رجعتهما إلى دار الدنيا كما في بعض الروايات.
راجع: منبر القائم كذلك.
حرف الجيم:
107/1 _ جابر:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
والجابر المصلح للكسر، وهذا اللقب من خصائصه (عليه السلام) المكنونة بوجوده المسعود فهو الفرج الأعظم وحلال كل المشاكل، وجابر كل القلوب المنكسرة، ومطمئن كل القلوب المغمومة، ومريح كل النفوس المكروبة المحزونة وشفاء جميع الأمراض المزمنة.
108/2 _ الجابية:
من قرى الشام يحدث فيها خسف قبل ظهور الإمام (عليه السلام) ، وفي الحديث عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) في بيان ذكر العلامات: «وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية...». (الإرشاد/ المفيد).
وفي الحديث: «خسفاً بقرية من قرى الشام يقال لها حرستا...».
راجع: حرستا.
109/3 _ الجدَّة:
وهي أم أبي محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) .
كان يشار إليها بالرجوع بُعيد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) حيث كان لها شأنٌ من الشأن في الوثاقة والأمانة والتدين فضلاً عن حرصها على أمر الحجة (عليه السلام) .
روى أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمّد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) في سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتمُ بهم ثمّ قالت: والحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها: جعلني الله فداك معاينةً أو خبراً؟ فقالت: خبراً عن أبي محمّد كتب به إلى أمّه فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستور، فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت: إلى الجدَّة أم أبي محمّد (عليه السلام) فقلت لها: اقتدي بمن وصيته إلى امرأة؟ فقالت: اقتداء بالحسين بن عليّ (عليهما السلام) فإن الحسين بن عليّ أوصى إلى أخته زينب بنت عليّ في الظاهر فكان ما يخرج عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) من علم ينسب إلى زينب ستراً على عليّ بن الحسين (عليه السلام) ثمّ قالت: انكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن عليّ (عليه السلام) يقسم ميراثه وهو في الحياة.
والشيخ روى الرواية إلاّ أنه رواها عن خديجة بنت محمّد بن عليّ الرضا (عليهما السلام) والظاهر أن حكيمة أصح كما قد تسالم من أن الإمام محمّد بن عليّ (عليهما السلام) ابنته حكيمة وليس خديجة وهي صاحبة رواية الولادة الميمونة للإمام الحجة (عليه السلام) على أن الأكثر لا يذكرون وجود خديجة في بنات الإمام الجواد (عليه السلام) عدا ما ذكره في الشجرة الطيبة للمدرس الرضوي المشهدي كما في هامش عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب على أن الرواية تشير إلى حراجة الموقف الذي تمر بها ظروف الغيبة. فالنظام يبحث الآن عن المولود الجديد ويعلم أن الإمام العسكري (عليه السلام) لم يرحل حتّى أوصى إلى ولده، فأين هو ولده إذن؟ وكيف العثور عليه في ظل هذا التكتم الحذر والترقب الشديد من قبل عائلة الإمام والأوساط الشيعية كذلك، ومن جهتها فإن عائلة الإمام (عليه السلام) تعيش أوقاتاً عصيبةً من المطاردة والتشريد، وجعفر الكذاب لم يكتف بدعوى الإمامة زوراً فقط وإنما عدا على تركة الإمام العسكري (عليه السلام) مدعياً أن ليس لأخيه من وريث والنظام يدفع بجعفر إلى هذا التصرف مستفزاً عائلة الإمام، حتّى أن السفير الأوّل عثمان بن سعيد لم يكد يمارس عمله بصورة واسعة لتحسّب النظام له وكونه كان وكيلاً عن الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وهو تحت نظر النظام بكل تحركاته وسكناته، والأمر لا يمكن أن يترك كذلك ما لم يجد الإمام (عليه السلام) قناةً أمينةً لوقت ما _ على الأقل _ توصله بين قواعده المنبثة، لذا فكانت جدّتهُ الاختيار الأمثل في هذه الظروف الاستثنائية توصل رسائله المباركة إلى قواعده، لحيثما تنفرجُ الأزمة ويكون بمقدور السفير الأوّل ممارسة أنشطته بشكلٍ حذر وسري دون أن يتعرض للمراقبة والمطاردة، وهكذا كانت الجدة أم أبي محمّد الحسن (عليه السلام) تديرُ طرفاً من المهمة إبّان الأزمة وفي بدايات الغيبة الصغرى.
يتبع إن شاء الله.
m-mahdi.com
12-05-2007, 12:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الثالثة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء:
الجابية:
قرية من قرى الشام يحدث فيها خسفٌ قبل ظهور الإمام #، ففي حديث جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه عد علامات إلى أن قال: وخسف قرية من قرى الشام يقال لها الجابية.
الجدَّة:
وهي أم أبي محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) .
كان يشار إليها بالرجوع بُعيد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) حيث كان لها شأنٌ من الشأن في الوثاقة والأمانة والتدين فضلاً عن حرصها على أمر الحجة (عليه السلام) .
روى أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكري (عليه السلام) في سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتمُ يهم ثم قالت: والحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها: جعلني الله فداك معاينةً أو خبراً؟ فقال: خبراً عن أبي محمد كتب به إلى أمه فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستور، فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت إلى الجدَّة أم أبي محمد (عليه السلام) فقلت لها: اقتدي بمن وصيته إلى امرأة؟ فقالت: اقتداء بالحسين بن علي (عليهما السلام) والحسين بن علي أوصى إلى أخته زينب بنت علي في الظاهر وكان ما يخرج عن علي بن الحسين (عليهما السلام) من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين (عليه السلام) ثم قالت: انكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي (عليه السلام) يقسم ميراثه وهو في الحياة.
ورواية تشير إلى حراجة الموقف الذي تمر بها ظروف الغيبة. فالنظام يبحث الأمن عن المولود الجديد ويعلم أن الإمام العسكري (عليه السلام) لم يرحل حتى أوصى إلى ولده، فأين هو ولده إذن؟ وكيف العثور عليه في ظل هذا التكتم الحذر والترقب الشديد من قبل عائلة الإمام والأوساط الشيعية كذلك، ومن جهتها فان عائلة الإمام (عليه السلام) تعيش أوقاتاً عصيبةً من المطاردة والتشريد، وجعفر الكذاب لم يكتفِ بدعوى الإمامة زوراً فقط وإنما عدى على تركة الإمام العسكري (عليه السلام) مدعياً أن ليس لأخيه من وريث والنظام يدفع بجعفر إلى هذا التصرف مستفزاً عائلة الإمام، حتى أن السفير الأوّل عثمان بن سعيد لم يكد يمارس عمله بصورةٍ واسعة لتحسّب النظام له وكونه كان وكيلاً عن الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وهو تحت نظر النظام بكل تحركاته وسكناته، والأمر لا يمكن أن يترك كذلك ما لم يجد الإمام (عليه السلام) قناةً أمينةً وقتية توصله بين قواعده المنيثة، لذا فكانت جدّتهُ الاختيار الأمثل في هذه الظروف الاستثنائية توصل رسائله المباركة إلى قواعده، لحيثما تنفرجُ الأزمة ويكون بمقدور السفير الأوّل ممارسة أنشطته بشكلٍ حذر وسري دون أن يتعرض للمراقبة والمطاردة، وهكذا كانت الجدة أم أبي محمد الحسن (عليه السلام) تديرُ طرفاً من المهمة إبّان الأزمة وفي بدايات الغيبة الصغرى.
جعفر الكذاب:
هو جعفر بن علي عم الإمام الحجة (عليه السلام) . ادعى الإمامة بعد وفاة أخيه بعد أن قسّمَ ما خلّفه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مدعياً أنه الوريث الشرعي للإمام العسكري (عليه السلام) وأن الإمام لم يُخلف ولداً.
كانت تصرفات جعفر هذا _ ان لم تكن بايعازٍ من النظام فإنها لاقت تشجيعاً منه، ليجد النظام سبباً في نفي وجود الإمام المهدي (عليه السلام) ، إلا أن النظام كان مزدوجاً في تعاملاته هذه، فهو من جهته كان يدعم تحركات جعفر الظالمة ضد الإمام (عليه السلام) علناً مستغلاً اياها لتغفيل العامة والبسطاء من أن دعوى وجود الإمام المهدي لم تصح حيث أن جعفر أخ الإمام الحسن العسكري يؤكد على عدم ولادته وبذلك سيحصل النظام على هدفه في نفي وجود الإمام، ومن جهةٍ أخرى كان النظام يسعى جاهداً بشكلٍ سري بمطاردة الإمام (عليه السلام) ومداهمته بين فترةٍ وأخرى.
لم تلق دعوة جعفر هذه قبولاً لدى أوساط الشيعة، فهو لم يتحل بأبسط مقومات الإمامة سوى الدعوى لإمامته، والدعوى المجردة لا تثبت مدعيات المدعي ما لم تكن مقرونةً بالمعجزات التي معها ينصاع الناي إلى تصديقه والقبول بإمامته، وبالفعل حاول بعض الشيعة اختباره ببعض ما أوصاهم الإمام العسكري (عليه السلام) قبيل شهادته وأعلمهم أن الذي يُخبركم بعدد المسائل الموجهة إليه والمبالغ القادمة إليه هو الإمام حقاً، إلا أن ذلك لم يرق لجعفر هذا ووبخهم بأن ذلك غيب وهو لا يعلم الغيب، وكان أولى الخطوات التي تعرّض إليها جعفر وقد فشل فيها، ولما لم يجد بداً من اقناع الشيعة بالقول بإمامته لجأ إلى النظام كوسيلةٍ وحيدة في انقاذ موقفه المتهري؟
لم يجد النظام آلية ضغطٍ على الشيعة لقبول جعفر إماماً لمحاولة النظام احتواء إمامة المهدي (عليه السلام) ومصادرتها من خلال قنوات الدعاوى الباطلة والممارسات الزائفة وهو يعترف أنه قاصرٌ أن يصل إلى مبتغاه في نقل الإمامة إلى جعفر ونفيها عن الإمام المهدي (عليه السلام) . وفي رواية الصدوق رفعها إلى أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أحد رجالات السلطة _ عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم حسب تعيير الصدوق _ وفيها...
والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي _ وهو عبيد الله بن خاقان أحد وزراء المعتمد العباسي _ وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار مسلّمة فزبره أبي وأسمعه وقال له: يا أحمق ان السلطان جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمّة ليودّهم عن ذلك فلم يقدر عليه، ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان ليرتبك مراتبهم ولا غير السلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقله أبي عند ذلك، واستضعفه وأمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي.
كان جعفراً هذا يمارس منافيات الشريعة وما يقتضيه الإيمان والعدالة لذا فلم تجد دعوته هذه مناخاً مساعداً على قبولها لدى أوساط الشيعة وقواعدهم.
يتبع إن شاء الله.
m-mahdi.com
21-05-2007, 11:36 AM
الحلقة السادسة من سلسلة موجز دائرة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة السادسة من سلسلة موجز دائرة معارف الغيبة.
عودٌ على بدء:
90/21 _ البيداء:
اسم أرض ملساء بين مكّة والمدينة وهي إلى مكّة أقرب تعد من الشرق أمام ذي الحليفة، كما في معجم البلدان، وحسب الروايات أن البيداء هذه سيكون خسفُ جيش السفياني فيها وفي مستدرك الحاكم يرفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتّى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجتمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعه ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتّى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلاّ المخبر عنهم».
91/22 _ بيضاء اصطخر:
مرتفعات قرب الأهواز تشهد حشود جيش الخراساني والظاهر أن محاذاة هذه المنطقة للحدود العراقية تناسب كونها مركزاً لاجتماع قوات الخراساني العسكرية لترابط هناك مترقبةً أي تحرك لجيوش السفياني باتجاه الكوفة.
92/23 _ البيعة لله:
الشعار المكتوب على راية الإمام المهدي (عليه السلام) ، وهو إشعارٌ بأن حركته حركة إلهية وأن بيعته بيعة لله تعالى، أي هي فوق الاعتبارات والاتجاهات إلهية خالصة لا يشوبها شيء.
راجع: راية المهدي
حرف التاء:
93/1 _ تابوت السكينة:
وهو التابوت الذي كان آيةً لبني إسرائيل وكان عند نبي الله موسى (عليه السلام) وكان يحمله معه عند حروبه فإذا فتحه أنزل الله السكينة في قلوبهم وأيدهم بالنصر، وسيستخرجه الإمام المهدي (عليه السلام) ويعرضه على اليهود فيؤمنون بعد ذلك.
94/2 _ التالي:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
عدّه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص من ألقابه (عليه السلام) .
95/3 _ الترك:
ضمن معادلات يوم الظهور، ويبدو أن الروايات تُشير إلى أن القوات التركية تحاول تأمين خطر تحركات القوى الأخرى عند حدودها، ولغرض ابعاد أية مداهمة محتملة يحاول الأتراك التحرك لدفع أي خطر عن عمقهم، لذا فإن تحركهم ربما يكون ضمن استراتيجية عسكرية تتوغل في عمق الجزيرة للسيطرة على أي موقف من شأنه تحديد أمنهم، وربما سيكون للأتراك دخلٌ في تأييد أية رؤية مقابلة للإمام (عليه السلام) خشية تحركه باتجاههم كما يظنون، إلاّ أن ظاهر الروايات أن جيش الإمام (عليه السلام) لم يكن في ضمن استراتيجياته مداهمة الأتراك، أو التعرض لهم. إلاّ أن ما سيظهر من الأتراك من تحرشات تدفع بالإمام لصدها حتّى ورد أن الإمام (عليه السلام) سيقد راية لصدهم، والظاهر أن للتحرك التركي شأنٌ في فرض أية معادلة تعرقلُ مسيرة الإمام (عليه السلام) أي سيكون للتأثير التركي حضورٌ هامشي غير ذي بال.
ففي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يستعرض فيها أحداث الظهور إلى أن يقول: «ونزول الترك الجزيرة».
راجع: بنو قنطوراء.
96/4 _ تفقأ عين الدنيا:
راجع: حمرة في السماء.
97/5 _ تفل:
ورد في حديث عميرة بنت نفيل قالت: سمعت الحسن بن عليّ (عليهما السلام) يقول: «لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرونه حتّى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضاً، ويتفل بعضكم في وجه بعض، وحتّى يشهد بعضكم بالكفر على بعض».
قلت: ما في ذلك خير.
قال: «الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا فيدفع ذلك كله». (الغيبة/ الطوسي).
وهو إشارة لأمر الاضطراب الذي يعم الناس واتهام بعضهم بعضاً بالكفر ليبرأ بعضهم عن بعض ويلعن بعضهم بعضاً حتّى يصل الأمر إلى أن يتفل بعضهم في وجه بعض، وهي ظاهرة التشنجات الاجتماعية نتيجة افرازات سياسية غير رشيدة ودواعي عقائدية غير حميدة تودي بالاجتماع وتعمل على الفرقة والفتنة. وهذه الظاهرة وان كانت غير حسنة إلا أن نتائجها تؤول إلى خير حيث يعقبها ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) على خلفيات شيوع الظلم والفوضى والاضطهاد.
98/6 _ تكريت:
بلدة تقع إلى شمال بغداد من أرض الجزيرة، تكون مأوى عوف السلمي إحدى شخصيات عصر الظهور والذي سيتحرك منطلقاً من تكريت بعد أن تكون مقراً له ويقتل في دمشق بعد خسارته في المعركة التي يشنها ضد السفياني. فقد روى حذلم بن بشير قال: قلت لعليّ بن الحسين (عليه السلام) : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال: «يكون قبل خروجه رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق...» إلى آخر الرواية. (بحار الأنوار: ج 52).
راجع: عوف السلمي.
99/7 _ التميمي:
راجع: شعيب بن صالح.
يتبع إن شاء الله.
ثوار المهدي
21-05-2007, 02:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
شكراً لك اخي الكريم
m-mahdi.com
03-06-2007, 10:20 AM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الرابعة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء:
جمكران:
أحد المساجد المشهورة في بلدة قم، وهو من المساجد المقدسة التي يؤمهما المئات من الزائرين الذين ستذكرون فيه كرامات الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) ، فالمسجد تأسس بكرامته وبأمرٍ منه حينما أمر أحد المؤمنين المعروف بالحسن بن مثله الجمكراني أن يبني في هذا المكان من المسجد المعروف مسجداً يئمه الزائرون وبإشراف السيد أبو الحسن الرضا أحد علماء قم المعروفين وقتذاك، وكان الحسن بن مثله الجمكراني قد طلب من الإمام (عليه السلام) علامةً على صحة رسالته للسيد أبي الحسن فأمره الإمام بالذهاب إليه وتولي أمر ذلك، وبالفعل كان السيد أبو الحسن قد رأى في تلك الليلة الإمام (عليه السلام) يأمره بتصديق ما يلقيه الحسن بن مثلة إليه فلما اجتمع الحسن بالسيد ذهبا إلى المكان الذي التقى فيه الإمام (عليه السلام) ووجدا هناك سلاسل مطروحة لتعليم حدود بناء المسجد فأمر السيد أبي الحسن ببناء المسجد من فوره وأخذ تلك السلاسل وكانت سبباً لشفاء من مسها من المرضى، وأمر الإمام (عليه السلام) شيعته تعاهدهم بهذا المسجد والصلاة فيه أربع ركعات فُصّلت في مظانها، وأشار (عليه السلام) أن الصلاة فيه كالصلاة في البيت العتيق، وبالفعل فان مسجد جمكران المقدس يرتاده اليوم مئات الزائرين من مختلف الاقطار فضلاً عن ارتياد الايرانيين إليه في كل وقت خصوصاً ليلة الأربعاء وقد شوهد فيه من قضاء الحوائج والكرامات ما وقفتا عليه تجربةً.
يُعدُ هذا المسجد المبارك أحد أسباب ارتباط الناس بالإمام (عليه السلام) حين يستذكرون هذه الرواية فضلاً عما يقفون عليه من كراماتٍ باهرات.
حرستا:
قرية في دمشق يحدث فيها خسف قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وقد ورد: لا يخرج المهدي حتّى يخسف بقرية بالغوطة تسمى حرستا.
وحرستا قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ.
وعرّف الحموي في معجم البلدان أ، حرستا كذلك: قرية من أعمال رعبان من نواحي حلب، وفيها حصن ومياه غزيرة.
الحسني:
تشير الروايات إلى أنه الخراساني وبعضها أشارات إلى أن الخراساني حسيني، وكأ، الحسني يكاد ينصرف إلى الخراساني، والظاهر متعدد، فالحسني غير الخراساني ولعله يشكّل قيادة مستقلة تخرج من خراسان لتلتحق بالإمام المهدي (عليه السلام) ، ففي حديث عليّ (عليه السلام) يتحدث عن أصحاب المهدي (عليه السلام) إلى أن يقول: ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً _ أي يلحق المهدي (عليه السلام) _ فيقول أنا أحق بهذا الأمر منك، فيقول له هات علامة هات دلالة، فيومي (عليه السلام) إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر فيعشوشب، فيسلم إليه الحسني الجيش ويكون على مقدمته، فالحسني إذن من القيادات الصالحة التي تلتحق بالإمام (عليه السلام) بعد أن يؤكد لأصحابه أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الأحق بهذا الأمر، وبالتأكيد أن الحسني لم يشك بأحقية الإمام (عليه السلام) إلا أنه أراد إثبات ذلك لأصحابه الذين اقتنعوا بأن الحسني هو صاحب هذا الأمر، إلا أن الحسني يحاول تصحيح اعتقاد أصحابه بما ينسجمُ وتطلعاته في نصرة الإمام (عليه السلام) وتوجهاته في هذا الشأن.
الحسين بن روح:
السفير الثالث للإمام الحجة (عليه السلام) إبّان الغيبة الصغرى، وقد تولاها بعد وفاة السفير الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد أبو جعفر العمري.
كان حرياً بالسفارة في وقتٍ يتطلب فيه الظرف العام إلى سفارةٍ تمثّل فيها أدق حالات الحذر والحيطة، وقد كان أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي يتعاطى مع ظروف صعبة وحرجة.
فمن جهته كان النظام يدفع باتجاه كشف حقيقة الحسين بن روح وما هي علاقته بالإمام (عليه السلام) فيثير شبهة زعامته للطائفة وقيادته الروحية ويتحرى عن حقيقة الأمر، لذا فهو يدفع بأصحاب المذاهب الإسلامية إلى معرفة حقيقة أمره وذلك بالدخول عليه وسؤاله عن اعتقاده وكان رضوان الله عليه يتعاطى معهم بكل لياقة حتى أن الأخيار تورد أن العشرة اللذين يدخلون عليه، تسعة يلعنونه وواحد يشكك، فيخرجون منه وتسعة يتقربون إلى الله بمحبته وواحد متوقف لما كان عليه من اللباقة والكياسة في حُش الحوار ومداراة الناس، حتى عاش مدة سفارته البالغة احدى وعشرين عاماً ولم يتعرض إليه أحد بسوء.
ومن جهة أخرى فقد كانت فترة الحسين بن روح حرجة جداً، إذ في وقته فُتحت أبواب أدعياء السفارة كالشلمغاني والعبترائي والسريعي وغيرهم، وكان في صدد رد هذه الدعاوى الباطلة وغلق الباب على مدعيها، وبالتأكيد فان ذلك يتطلب جهداً استثنائياً يستطيع من خلاله السيطرة على حالات الانحراف والخديعة التي كانت تطال المجتمع وقتذاك.
كان الحسين بن روح رضوان الله عليه يعملُ بين يدي السفير الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري، فقد وكيلاً له في استلام الأموال _ خصوصاً في السنتين الأخيرتين من حياته _ وكان أبو جعفر يمهد له ويستقطب ثقة الناس من خلال تعاملاته الخاصة معه حتى عُرب بين الأوساط الشيعية بالثقة الجليل، لذا فعند وصيته إليه قبيل موته تلقت الناس أمر وصيته بالرضا والقبول.
كانت رسالة الإمام المهدي (عليه السلام) في مدحه وثيقة مهمة تقطع الطريق على أية محاولةٍ من شأنها أن تُعرقل انتقال مهمة السفارة إليه، فقد كان الكتاب إيكال مدحٍ وثناء وتأييد يصدر من الإمام (عليه السلام) على يد أبي جعفر السفير الثاني، وقد جاء فيه:
عرُه الله الخير كله ورضوانه، وأسعده بالتوفيق وقفنا على كتابه، وثقتنا بما هو عليه، وإنه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه، زاد الله في إحسانه إليه، إنه ولي قدير، والحمد لله لا شريك له، وصلى الله على رسوله محمّد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
التحق بالرفيق الأعلى عام 326هـ في بغداد ودُفن بالنوبختية في الدار الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي، وهو اليوم يعرف بسوق الشورجة يؤمه الزائرون ويتوافدون عليه تعظيماً لمقامه رضوان الله عليه.
يتبع إن شاء الله.
m-mahdi.com
03-06-2007, 10:24 AM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الخامسة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء:
الحسين بن منصور الحلاج:
ممن ادعى السفارة عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) .
والظاهر أنه لم يدعيها اعتقاداً وإنما أراد تغرير الناس بها وكسب الاتباع إليه.
فقد ظن أنه يستطيع أن يُغري بأبي سهل النوبختي إسماعيل بن عليّ من علماء الإمامية وقتذاك وأراد أن يستعطفه فادعى أنه من سفراء الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) ليستهويه ويكسب وده، إلاّ أن أبا سهل النوبختي رده بكشف زيفه وفضح صبائله وكذبه فأمسك عنه الحلاج.
كان الحلاج صوفياً معروفاً على مذهب أهل السنة كما اعترف هو حينما خاطب الفقهاء الذين أحلوا دمه بقوله: ما يحل لكم دمي واعتقادي الإسلام، ومذهبي السنة...
انتهت حياة الحلاج بقتله أيام الخليفة العباس المقتدر لما أظهره من الكفر والإلحاد.
خراسان:
اقليمٌ في ايران سيكون له أثره في وقت الظهور، فمنه يخرج الخراساني ومناصريه متوجهاً إلى الكوفة لصد هجمات السفياني ثم يلتحق بعد ذلك بالإمام (عليه السلام) . وبعض الروايات أن خراسان متشهد خروج الدجال وخراسان تقيم مئات المدن والقرى ومن ضمنها الاقاليم السوفيتية سابقاً، أي الدول التي نالت استقلالها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، فلعل خروجه من احدى هذه الدول أو من احدى مناطق خراسان الحالية.
وإذا أخذنا برواية نعيم بن حماد في الملاحم فهي مرو، ومرو ضمن اقليم تركمانستان _ الدولة التي نالت استقلالها أخيراً _ فعن النبي (صلى الله عليه وآله) : ويخرج المسيح الدجال من مرو من يهودنيها.
الخراساني:
يُعدُ الخراساني احدى شخصيات الظهور المهمة، وأهميتها نابعة من كون الخراساني سيشكل معادلة مهمةً في توجيه أحداث الظهور، ولعل اتفاق الخراساني واليماني في العمل لصد حركة السفياني سيشكل عاملاً مهماً في توجيه الأحداث لصالح حركة الظهور، فمقاتلة السفياني من قبل الخراساني اكمال برامجه التوسعية _ وان كنا لا ننفي توجهه بعد ذلك إلى المدينة لمقاتلة الإمام (عليه السلام) _ إلا أن حركتي الخراساني واليماني تظهران معارضةً لا يُستهان بهما تعملان على شل حركة السفياني والحد من سطوته.
ينتسبُ الخراساني إلى خراسان وهو هاشمي ولعله حسني أو حسيني يعملُ للتمهيد على الدولة المهدوية وتأسيس قاعدةٍ لها في بلاده، ويبدو أن هناك تنسيقاً ما يتم بينه وبين اليماني بعمل على التصدي لأنه حركةٍ من شأنها احياط حركة الإمام (عليه السلام) كما يظهر من تصديهما للسفياني بعد ذلك، لذا فالرواية تشير إلى هذا الاتفاق المبرمج أو غير المبرمج من أجل توحيد الجهود للعمل على انجاح مهمة الإمام (عليه السلام) فعن النبي (صلى الله عليه وآله) : السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها من راية أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق.
وبهذا سيكون للخراساني هدف تفعيل حركة الظهور بما ينسجمُ ومعطيات الواقع.
خسف الجابية:
راجع الجابية.
الرايات:
وردت لفظة الرايات في كثير من روايات علامات الظهور. وهي تعني عناوين الحركات السياسية التي تشارك في التمهيد ليوم الظهور، بغض النظر عن اتجاهاتها الفكرية والعقائدية.
ومعنى الراية هي ما تتقدم أية حركة عسكرية تسعى لتحقيق هدفٍ معين، وهو اصطلاح درج عليه القدماء ومتذاك فهي منذرة بالحرب أكثر من كونها علامةٌ للسلام.
فالرايات الواردة في هذه الروايات تُنبئ عن تعددها واختلاف اتجاهاتها فمنها من تسعى إلى المشاركة في التمهيد ليوم الظهور، ومنها من تعمل على ايقاف مد حركة الإمام (عليه السلام) وذلك بالتهدي لشيعته وأتباعه ومحاولة اضعاف قواعده وتركيباتها الانتمائية، وأخرى تسعى بطموحاتها السياسيته إلى تبوء مقعدٍ سياسي معين.
إذن فهذه الرايات هي عناوين لحركاتٍ عسكرية تتحرك ضمن الخريطةٍ السياسية للتمهيد لعلامات الظهور.
حاولت بعض الحركات السياسية تاريخيا إلى ربط مصيرها بتسمية الرايات، وكونها رايات هدى وهي التي أشارت إليها الروايات، وبالفعل سعت الحركة العباسية بأن تعنون تحركها هذا بأصحاب الرايات السود، فتقدم أبوب مسلم الخراساني برايات سود يُظهرها للناس ليُحيل أذهانهم إلى روايات «إذا رأيتم الرايات السود تخرج من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج...» وهي دعوة صريحة لنصرة هذه الرايات ولكي يصادر أبو مسلم الخراساني مقاصد هذه الروايات ومعانيها لغرض استقلال العامة وتكوين قواعد شعبيته يستخدمهم في أغراضه السياسية، الا أنه سرعان ما ينكشف زيف هذه الحبكة التي لم تنطلي فصول خداعها على العامة، تماماً كما سعى النظام العباسي إلى خلط أوراق المهدوية وادعاء أبو جعفر المنصور بأن ولده هو المهدي، إلى غير ذلك من المحاولات البائسة.
تعددت لفظة الرايات في الروايات كالرايات السود، وراية الخراساني، وراية الحسني ويبدو أنها واحدة، اضافة إلى أنها توهت عن تعدد الرايات كراية المغربي وراية المصري وراية السفياني وراية اليماني وغيرها من رايات الحق أو رايات الضلال.
الرايات السود:
راجع الرايات.
الرجعة:
وهي العودة إلى الحياة بعد الموت، أي رجعة الأموات إلى عالم الحياة.
تعُدُ الرجعة من الحوادث الغيبية التي لا يمكن أن يقف منها العقل موقف الرافض أو المشكك، نعم يمكن أن يتعاطى معها الإنسان على أساس الاعتقاد التعبدي الذي يُتيح له أن يقبلها على أساس ما ورد من الآيات والروايات.
ان الرجعة من الحوادث الملازمة لظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ، كما أن خروج السفياني واليماني من ملازمات علامات الظهور، فهذه تتحقق عند ظهوره (عليه السلام) ، وتلك تحدث قبيل ظهوره _ أي السفياني واليماني وغيرهما من العلامات _.
ان الرجعة أمرٌ يتلائم وما وعد الله تعالى المؤمنين من ادالة الحق ونصرته على أيديهم، وإذلال الكافرين والمنافقين بشكل يتلائم ودواعي الوعد الإلهي في الاستخلاف والتمكين وذلك عند دولة الإمام المهدي (عليه السلام) .
وللرجعة أدلتها القرآنية وأحاديثها النبوية بما لا يدع مجالاً للشك أو الترديد.
يتبع إن شاء الله.
m-mahdi.com
03-06-2007, 10:29 AM
موجز دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الثامنة من سلسلة موجز دائرة معارف الغيبة.
عودٌ على بدء:
110/4 _ جراد:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم...».
وانتشار الجراد إحدى الكوارث الطبيعية التي سيواجهها الناس قبل ظهوره (عليه السلام) .
111/5 _ جعفر:
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن حمزة بن الفتح أنه قال: ولد البارحة في الدار مولود لأبي محمّد (عليه السلام) وأمر بكتمانه. قلت: _ فسأله الحسن بن المنذر _: وما اسمه؟
قال: سمي بمحمّد وكنيّ بجعفر.
قال المحدث النوري تعليقاً على ذلك: والظاهر أنه ليس المراد الكنية المعروفة بل المقصود هو عدم التصريح باسمه بل يعبر عنه بالكناية بجعفر خوفاً من عمه جعفر.
وفي غيبة النعماني خبران عن الإمام الباقر (عليه السلام) عُدّ فيهما أنه كني بعمه أو يكنى بعمه... واحتمل العلامة المجلسي: لعل كنية بعض أعمامه أبو القاسم أو هو (عليه السلام) مكنى بأبي جعفر أو أبي الحسين أو أبي محمّد أيضاً.
112/6 _ جعفر الكذاب:
هو جعفر بن عليّ عم الإمام الحجة (عليه السلام) . ادعى الإمامة بعد وفاة أخيه بعد أن قسّمَ ما خلّفه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مدعياً أنه الوريث الشرعي للإمام العسكري (عليه السلام) وأن الإمام لم يُخلف ولداً.
كانت تصرفات جعفر هذا، ان لم تكن بايعاز من النظام فإنها لاقت تشجيعاً منه، ليجد النظام سبباً في نفي وجود الإمام المهدي (عليه السلام) ، إلاّ أن النظام كان مزدوجاً في تعاملاته هذه، فهو من جهته كان يدعم تحركات جعفر الظالمة ضد الإمام (عليه السلام) علناً مستغلاً إياها لتغفيل العامة والبسطاء من أن دعوى وجود الإمام المهدي لم تصح حيث أن جعفر أخا الإمام الحسن العسكري يؤكد على عدم ولادته وبذلك سيحصل النظام على هدفه في نفي وجود الإمام، ومن جهة أخرى كان النظام يسعى جاهداً بشكل سري لمطاردة الإمام (عليه السلام) ومداهمته بين فترة وأخرى.
لم تلق دعوة جعفر هذه قبولاً لدى أوساط الشيعة، فهو لم يتحل بأبسط مقومات الإمامة سوى الدعوى لإمامته، والدعوى المجردة لا تثبت لوازمها ما لم تكن مقرونةً بالمعجزات التي معها ينصاع الناس إلى تصديقه والقبول بإمامته، وبالفعل حاول بعض الشيعة اختباره ببعض ما أوصاهم الإمام العسكري (عليه السلام) قبيل شهادته وأعلمهم أن الذي يُخبركم بعدد المسائل الموجهة إليه والمبالغ القادمة إليه هو الإمام حقاً، إلاّ أن ذلك لم يرق لجعفر هذا ووبخهم بأن ذلك غيب وهو لا يعلم الغيب، وكانت أولى خطوات الاختبار التي تعرّض إليها جعفر وقد فشل فيها، ولما لم يجد بداً من اقناع الشيعة بالقول بإمامته لجأ إلى النظام كوسيلة وحيدة في انقاذ موقفه المتهري.
لم يجد النظام آلية ضغطٍ على الشيعة لقبول جعفر إماماً لمحاولة النظام احتواء إمامة المهدي (عليه السلام) ومصادرتها من خلال قنوات الدعاوى الباطلة والممارسات الزائفة وهو يعترف أنه قاصرٌ أن يصل إلى مبتغاه في نقل الإمامة إلى جعفر ونفيها عن الإمام المهدي (عليه السلام) . وفي رواية الصدوق رفعها إلى أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أحد رجالات السلطة _ عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم حسب تعبير الصدوق _ وفيها...
والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي _ وهو عبيد الله بن خاقان أحد وزراء المعتمد العباسي _ وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار مسلّمة فزبره أبي وأسمعه وقال له: يا أحمق ان السلطان جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمّة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه، ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، فإن كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان ليرتبك مراتبهم ولا غير السلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقله أبي عند ذلك، واستضعفه وأمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له بالدخول عليه حتّى مات أبي.
كان جعفر هذا يمارس منافيات الشريعة وما يقتضيه الإيمان والعدالة لذا فلم تجد دعوته هذه مناخاً مساعداً على قبولها لدى أوساط الشيعة وقواعدهم.
113/7 _ جمرة العقبة:
راجع: عقبة الجمرة.
114/8 _ جمكران:
أحد المساجد المشهورة في بلدة قم، وهو من المساجد المقدسة التي يؤمها المئات من الزائرين الذين يستذكرون فيه كرامات الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) ، فالمسجد تأسس بكرامته وبأمر منه حينما أمر أحد المؤمنين المعروف بالحسن بن مثله الجمكراني أن يبني في هذا المكان من المسجد المعروف مسجداً يؤمه الزائرون وبإشراف السيد أبي الحسن الرضا أحد علماء قم المعروفين وقتذاك، وكان الحسن بن مثله الجمكراني قد طلب من الإمام (عليه السلام) علامةً على صحة رسالته للسيد أبي الحسن فأمره الإمام بالذهاب إليه وتولي أمر ذلك، وبالفعل كان السيد أبو الحسن قد رأى في تلك الليلة الإمام (عليه السلام) يأمره بتصديق ما يلقيه الحسن بن مثلة إليه فلما اجتمع الحسن بالسيد ذهبا إلى المكان الذي التقى فيه الإمام (عليه السلام) ووجدا هناك سلاسل مطروحة لتعليم حدود بناء المسجد فأمر السيد أبا الحسن ببناء المسجد من فوره وأخذ تلك السلاسل وكانت سبباً لشفاء من مسها من المرضى، وأمر الإمام (عليه السلام) شيعته تعاهدهم كهذا المسجد والصلاة فيه أربع ركعات فُصّلت في مظانها، وأشار (عليه السلام) أن الصلاة فيه كالصلاة في البيت العتيق، وبالفعل فإن مسجد جمكران المقدس يرتاده اليوم مئات الزائرين من مختلف الأقطار فضلاً عن ارتياد الايرانيين إليه في كل وقت خصوصاً ليلة الأربعاء وقد شوهد فيه من قضاء الحوائج والكرامات ما وقفنا عليه تجربةً.
يُعدُ هذا المسجد المبارك أحد أسباب ارتباط الناس بالإمام (عليه السلام) حين يستذكرون هذه الرواية فضلاً عما يقفون عليه من كراماتٍ باهرات.
115/9 _ الجمكراني:
راجع: جمكران.
116/10 _ الجَنْب:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
جاء في الأخبار المتواترة في تفسير الآية الشريفة: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ان الإمام (جنب الله).
117/11 _ الجوار الكنس:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
والجوار الكنس يعني النجوم التي تتوارى تحت شعاع الشمس كما تتوارى الظباء في كناسها.
وروي في كمال الدين وغيبة الشيخ الطوسي وغيبة النعماني عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية الشريفة: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ أنه قال: «إمام يخنس سنة ستين ومائتين ثمّ يظهر كالشهاب في الليلة الظلماء».
ثمّ قال الراوي:
وإذا أدركت زمانه قرت عينك.
118/12 _ جيش الخسف:
وهو جيش السفياني الذي يخسف الله به بين مكّة والمدينة، صار الخسف سِمة غالبة على هذا الجيش حتّى عُرف به.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يقبل قوم يؤمون البيت حتّى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم»، فقيل: يا رسول الله إن فيهم المكره قال: «يبعثون على نياتهم».
حرف الحاء:
119/1 _ حائط مسجد الكوفة:
انهدام حائط مسجد الكوفة، إحدى علامات الظهور كما في رواية الحسين بن المختار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا هدم حائط مسجد الكوفة مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم، وعند زواله خروج القائم (عليه السلام) ».
يتبع إن شاء الله.
m-mahdi.com
03-06-2007, 10:32 AM
موجز دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة التاسعة من سلسلة موجز دائرة معارف الغيبة.
عودٌ على بدء:
120/2 _ حاجز بن يزيد:
الملقب بالوشا، أحد وكلاء الإمام (عليه السلام) الممدوحين، روى الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن الحميد قال: شككتُ في أمر حاجز، فجمعتُ شيئاً ثمّ صرت إلى العسكر _ يعني سامراء _ فخرج إليّ: «ليس فينا شك، ولا فيمن يقوم بأمرنا، تردّ ما معك إلى حاجز بن يزيد».
121/3 _ الحارث بن حراث:
من الموطئين، رجل يخرج من خراسان ويسمى (المشرفيّ) أيضاً على جيشه رجل اسمه (منصور).
في البرهان للمتقي ص 147: عن عليّ (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) : «يخرج رجل من وراء النهر يقال له: الحارث وعلى مقدمته رجل يقال له: منصور يوطئ أو يمكن لآل محمّد (صلى الله عليه وآله) كما مكنت قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وجب على كل مؤمن نصره أو قال: إجابته».
122/4 _ الحامد:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
كما في النجم الثاقب.
123/5 _ الحجاب:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
ورد في زيارته: «السلام عليك يا حجاب الله الأزلي القديم». (البحار: ج 99).
124/6 _ الحجة:
من ألقاب الإمام المهدي (عليه السلام) .
عن أبي هاشم الجعفري أنه قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يقول: «الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟».
فقلت: ولم جعلني الله فداك؟
فقال: «لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه».
قلت: فكيف نذكره؟
قال: «قولوا: الحجة من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) ».
125/7 _ حجر موسى:
هو الحجر الذي كان يحمله موسى (عليه السلام) عند مصاحبته لبني إسرائيل وكان معهم في التيه وله خاصية تفجّر العيون منه ليعلم كل فريق مشربهم، وهي إثنتا عشرة عيناً على عدد أسباط بني إسرائيل، وهذا الحجر سيكون مصاحباً للإمام المهدي (عليه السلام) وهو ميرة جيشه وقوت أصحابه، فلا يحمل أحدهم الطعام عند صحبته الإمام (عليه السلام) فما ورد عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) في حديث إلى أن يقول: «... إذا قام بمكّة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحملن أحد طعاماً ولا شراباً ويحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلاً إلاّ انفجرت منه عيون، فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظامئاً روي، ورويت دوابهم، فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة».
126/8 _ حديث:
راجع: الجدة.
127/9 _ حديثة:
راجع: الجدة.
128/10 _ حرز الإمام المهدي (عليه السلام) :
حرز الإمام المهدي (عليه السلام) رواه السيد ابن طاووس طاب ثراه قال: حرز لمولانا القائم (عليه السلام) :
«بسم الله الرحمن الرحيم: يا مالك الرقاب، ويا هازم الأحزاب، يا مفتح الأبواب، يا مسبب الأسباب سبب لنا سبباً لا نستطيع له طلباً، بحق لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله أجمعين».
129/11 _ حرستا:
قرية في دمشق يحدث فيها خسف قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وقد ورد: «لا يخرج المهدي حتّى يخسف بقرية بالغوطة تسمى حرستا».
وحرستا قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ.
وعرّف الحموي في معجم البلدان أن حرستا كذلك: قرية من أعمال رعبان من نواحي حلب، وفيها حصن ومياه غزيرة.
يتبع إن شاء الله.
احمد امين
12-06-2007, 11:31 AM
في الحقيقة ان حلقاتكم هذه وسلسلاتكم ومحاظراتكم تستحق الاحترام
وسوف اتابع الادلة القرآنية على الرجعة انشاء الله
احمد امين
12-06-2007, 11:40 AM
موفقين ويحفظكم الله
يسرني كثيراً ان ارى مشاركاتكم في هذا المنتدى الرائع
وادعوا دائماً لكم بالتوفيق والسداد
احمد امين
12-06-2007, 11:54 AM
هل من مزيد؟؟؟؟
احمد امين
12-06-2007, 02:17 PM
قبر السفير الثالث الحسين بن روح (رحمه الله) في بغداد في سوق الشورجة حالياً..
سؤالي هو اين تقع قبور بقية سفراء الامام المهدي (رحمهم الله جميعاً)
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:05 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة السادسة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
زيتون الشام:
راجع الأصهب.
دابة الأرض:
هي الدابة التي تحدث عنها القرآن الكريم بقوله تعالى: ]وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ[.[1]
والظاهر أنها من علامات الساعة. اختلف في ماهية هذه الدابة فقد ذهب بعضهم إلى أنها دابة لها مواصفاتها الخاصة تكلّم الناس وردوا هؤلاء أن هذه الدابة تحمل معها عصا موسى وخاتم سليمان وتوسم الكافر والمنافق إلى غير ذلك مما اتفق عليه الفريقان، والحقيقة ابهام هذا التفسير غير مبرر، فان ما يروونه من مواصفات هذه الدابة ثم الاصرار على انها دابة كيفية الداوب لا تتناسب واقع الأمر وذلك:
أولاً: ان الكلام لا يصدر الا من الآدميين وليس من صفات الدواب الحيوانية.
ثانياً: ان مهمة هذه الدابة _ كما في كثير من الروايات _ انها لمحاججة الناس، أي أن مهمتها حوارية فمن غير المقبول أن نقنع أنفسنا بأن هذه الدابة حيوان يتصدى لمحاججة المنحرفين ويحاول القاء الحجة عليهم.
ثالثاً: ان لهذه الدابة شأنٌ انساني وكما مقام رفيع بقرينة حملها لعصا موسى وخاتم سليمان وهي من مواريث الأنبياء ولا يتناسب لمثل هذه المواريث أن تكون لدى دابة حيوانية.
رابعاً: أن الدابة أعم من الحيوان والإنسان، فكل ما يدبى على وجه الأرض فهو دابة كما في قول الشاعر:
زعمتني شيحناً وليس بشيخ انما الشيخ من يدبُ دبيبا
أي يسير بطيء على الأرض بسبب ضعفه
إذن فلا مناص من القول بأن الدابة هي انسان يخرج لمحاججة الناس والقاء الحجة عليهم وقد اتفق اكثر المفسرين ورواة الحديث أن هذا الإنسان الذي سيقوم بهذه المهمة هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) .
قد روى الإمامية عن جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) أنه قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان، آية في كتاب الله (عليه السلام) أفسدت قلبي وشككتني.
قال عمار: وأية آية هي؟
قال قوله (عز وجل) : ]وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ...[ فأي دابة هذه؟
قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل تمراً وزبداً فقال: يا أبا اليقظان اجلس فجلس عمار وجعل يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أن لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّى ترينيها.
قال عمار قد أريتكها ان كنت تعقل.[2]
أما علماء السنة فقد رووا كما في ميزان الاعتدال للذهبي أن دابة الأرض عليّ بن أبي طالب.
فقد روى الذهبي عن جابر الجعفي أنه كان يقول: دابة الأرض عليّ بن أبي طالب.[3]
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل بعض علماء أهل السنة اعترفوا بأن دابة الأرض هي عليّ (عليه السلام) كما ورد في كلام الشيخ محمود شلتوت شيخ جامع الأزهر ما نصه:
والواقع أن هذه الدابة قد قيل في شأنها أكثر من ذلك، وعملت فيها الروايات والآثار عملها المعروف في كل أمرٍ غيبي أخبر به القرآن، ولم يتصل به بيان قاطع عن الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل ذلك في حقيقتها وقيل في صفتها، ومن أغرب ما قيل في حقيقتها أنها انسان، وأنه عليّ(عليه السلام).[4]
والظاهر أن غرابته ليس من باب إيمانه بالخبر بل من باب تلقي المخاطب وتقبّله بأن الدابة هي انسان وهي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، إذ ما ارتكز من مفهوم لدى الناس أن اطلاق الدابة على الحيوان وليس على الإنسان وهو فهمٌ قاصر.
الدجال:
من علامات الظهور، وحسب بعض الروايات أن ظهوره يتزامن مع نزول عيسى بن مريم (عليه السلام) أو قُبيلهُ بقليل، وقد عبّر البعض عنه بالمسيح الدجال ولعله تبعاً لبعض الروايات أو لكونه يُقابل المسيح في دعوته.
تُشير بعض الروايات إلى أنه ولد في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وهو ابن صياد، أو صائد بن صياد، ووردت روايات بأن النبي (صلى الله عليه وآله) أشار إليه بأنه هو الدجال وسيبقى إلى اليوم الموعود، حتّى أن الشيخ الصدوق استفاد من وجود الدجال على إثبات حياة الإمام المهدي (عليه السلام) بأن الله تعالى أبقى عدوه إلى اليوم الموعود حسبما وردت روايات أهل السنة بذلك فكيف لا يُطيل الله عمر وليه ليظهره على الدين كله؟ وهذا التساؤل حقيق بالتمعن فالاذعان بحياة الدجال يلازمه قبول وجود الإمام الحجّة (عليه السلام) وإذا كانت ارادة الله نافذة في عدوه فما بالنا تتوقف في حياة وليه إلى اليوم الموعود، وهو أمرٌ لا يمكن تغافلهُ فعلاً. يبدو أن الدجال سيمثل احدى مظاهر القهر والقتل ما أنه يُمثّل حالةً من حالات الكذب والتزوير والدجل ليُغري بالكثيرين من السذج وضعيفي الإيمان، وسيتبعهُ الكثير ممن يحملون في مطاوي نفوسهم حالات التشكيك لتنفذ بسهولة محاولات التضليل والدجل والتزوير. يُمثل الدجال غاية الانحراف والدجل وذلك من خلال ما يستخدمه من أساليب السحر والشعوذة التي توهم المغفلين التباعه، والظاهر أنه يستغل أزمةً اقتصاديةً خانقةً تودي بالكثير ممن يتهاوون بعقيدته ومبادئه أن يخضع أمام مغريات الدجال ووعوده الزائية لهم بتوفير حياة مادية لا تشوبها أية أزمة ولا تعتورها أية مشكلة فيتبع الدجال من قبل طلاّب الدنيا ومحبي الجاه، إلا أن الظاهر من الروايات أن شيئاً من هذه الوعود لم تتحقق، فان الدجال يبدأ مهمته بمحاولة جذبٍ وتعزير لعناصر خاصة تستهويهم مغرياته وذلك بفعل أعمال السحر التي يستخدمها كوسيلة اقناع ومن ثم فهو يوقع التدمير والقتل بمن خالفه أو بمن لم ينتمِ إليه أو يصدّقهُ.
إذن فمحاولات الدجال مظهرٌ من مظاهر الظلم وقلب الحقائق ومصادرتها، وإذا كان الأمر كذلك فان لحركة الإمام (عليه السلام) أثرها في تفعيل وعي الناس وبيان اكذوبة الدجال وفضح أضاليله وانحرافاته، وهو بالتأكيد عملٌ يستدعي تقديم جهدٍ عسكري ودعم محاولات التهدي للدجال واحباط محاولاته، وبهذا سينكشف زيفه وخداعه ويتهاوى أمام ارادة المؤمنين بقيادة الإمام (عليه السلام) الذي يسعى لقتله وتفريق جماعاته، ويبدون أن هذه المهمة توكل إلى السيد المسيح الذي يتولى أمر القضاء عليه واخماد تحركاته الباطلة.
ان إيكال مهمة القضاء على الدجال للسيد المسيح تبدو أن لها علاقة بجغرافية تحركاته العسكرية، والظاهر أن أكثر المؤيديون له هم من المسيحيين الذين تستهويهم دعاوى الدجال وشعاراته الاصلاحية الزائقة، ويمكن أن تكون ثقافة الغرب المسيحية بمنأى عن الثقافة المهدوية وعلامات الظهور التي تؤكد ظهور السيد المسيح، وهو الأمر الذي سيجعل الكثيرين منهم ينبهروا بدعوة الدجال فضلاً عن أن بعض الاتجاهات هناك تدعم أية محاولة من شأنها إرباك مهمة الإمام (عليه السلام) أو التصدي لها.
وجديرٌ ذكره أن الدجال يلقّب بالأعور لذا أشيع بالأعور الدجال كما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ان الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا وان المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية.[5]
يتبع إن شاء الله.
[1] النمل: 27.
[2] خاتمة الدروع: 200.
[3] المسيخ الدجال وأسرار الساعة/ للعلامة السفاريني: 120.
[4] معرفة هرمجدون ونزول عيسى والمهدي المنتظر بين النفس والاثبات/ الدكتور أحمد حجازي القا: 145.
[5] الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر (عليه السلام) : 93.
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:09 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة السابعة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
الدجالون:
يؤدي الانحطاط الفكري والانحراف العقائدي إلى امكانية مزاولة الدعاوى الكاذبة من لدن بعض طلاّب الدنيا ومحبي الجاه والمناصب، ويبدو أن الحس الديني بفطرته يثوقُ إلى التمسك بأية دعوة من شأنها مخاطبة الشعور الفطري الذي يمتلك الكثيرين ممن يصبون إلى النهوض بمستوى العقيدة الحقة، إلاّ أن ذلك يُعد خطيراً في كثير من الأحيان وذلك حين نضوب الفكر العام من أية أطروحةٍ تعين على إمكانية الفرز والتمييز، فإذا خلت الامة من هذه القدرات صارت عرضةً لأية محاولة من شأنها التقرير بالكثير والقائهم في خضم الابتزاز الفكري ومحاولات التوجيل وتزوير الحقائق. ولعل أهم ما سيكون من هذه الاتجاهات الخاطئة وممارسات الزييف ما يمكن لبعض الدجاليين من ادعاء النبوة الكاذبة وتحدي عقيدة المسلمين جميعاً من خاتمية نبينا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، وستكون من علامات الظهور ادعاء ثلاثين كذاباً يدعون النبوة. وقد أطلقت عليهم الروايات بالدجالين كما ورد: ان بين يدي الساعة ثلاثين جدالاً كذاباً. وفي حديث آخر: لا تقوم الساعة حتّى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله.[1]
نعم إمكانية هذا التحدي الخطير يظهر مع انجاز الوعي العام وتدني الثقافة وفي ظروف الانحطاط الديني والانحلال الخلقي من قبل البعض.
دعوى السفارة:
وهي ادعاء بعض الاشخاص بسفارتهم عن الإمام الحجة (عليه السلام) كذباً، ومحاولة التمويه على العامة بأنهم نصّبوا من قبل الإمام (عليه السلام) وبذلك يخدعون السذج والبسطاء ويتعاملون مع المغفلين على أساس هذه الدعوى الكاذبة، فيبتزون الأموال ويدفعونهم إلى ارتكاب المحرمات بحجة التشريع ولمجاراة أذواق بعض العامة ورغباتهم.
ولغرض معرفة دواعي هذه الادعاءات الباطلة والاجراءات التي اتخذها الإمام (عليه السلام) وسفرائه لقطع الطريق على هذه الدعاوى راجع أبو بكر البغدادي والشلمغاني.
سرداب الغيبة:
هو السرداب الموجود في بيت الإمامين العسكريين (عليهما السلام) .
وقصة السرداب هذا تحكي احدى حالات المطاردة التي اتبعها النظام للالقاء على الإمام المهدي (عليه السلام) .
كان دخول الإمام المهدي (عليه السلام) إلى السرداب حالة طارئة دفعته للاختفاء فيه عند مداهمة السلطة بيت أبيه بحثاً عنه، وكانت خطوة احترازية ذكية، أربك فيها السلطة وقت ذاك بعد أن كانت القوة المسلحة المرسلة من قبل الخليفة لم تتوقع دخوله سرداب بيته فان اخفاء نفسه في بيته المداهم لم يكن متوقعاً، فمن المستبعد _ في الحسابات الأمنية لدى السلطة _ أن يكون المهدي الملاحق من قبلها يختفي في مكان قريب منها أو مكان تحوم حوله شكوك السلطة المتوجهة من وجوده، إلاّ أنه عند عملية احدى المداهمات كان الإمام (عليه السلام) قد خرج من السرداب وهو يخرج من بين رجالات القوة المسلحة دون أن يتوقعوا هذا الفتى الخارج من السرداب هو بغيتهم التي يبحثون عنها.
أجل فان القوة المسلحة لم تستحضر مواصفات الإمام فان والده الإمام العسكري (عليه السلام) أخفاه عن أعين العامة فمتى يُتاح للآخرين التعرف عليه؟!
هذا ما كان من خبر السرداب الذي ترويه الشيعة وهو الموافق تماماً للخطوات الاحترازية الأمنية المتخذة من قبل أي شخص مطارد وقد دوهم بيته غيلة فضلاً عن المهدي الذي اتخذ اختفائه خطوات طبيعية، ثم هي مناورة سريعة غير مرتقبة لا من قبل النظام، ولا من قبل القوة المداهمة حيث أربكها تماماً واسقط ما في أيديها ورجعت خائبة لم تحقق مهمتها بعد ذلك.
إذن لم تُعد كلمة (السرداب) انتقاصاً لمسألة الغيبة حتى يعدها الآخرون عملية مستهجنة تدلل على سخف فكرة الغيبة، فأصل الغيبة ومستلزماتها لا علاقة لها أصلاً بقضية السرداب، إنما هو مقدمة تكتيكية كان الإمام قد عملها بعد مداهمة قوات الأمن لبيته ثم يعاجلهم بعد ذلك بالخروج فوراً دون أدنى تأخير، فلم تكن مسألة السرداب هي المعبرة عن الغيبة إذن.
ومن جهته فان مداهمة السلطة لبيت الإمام العسكري (عليه السلام) بحثاً عن الإمام المهدي (عليه السلام) دليل على إذعان السلطة واعترافها بولادته ووجوده.
فقضية السرداب إذن تُعدُ معلماً ايجابياً في اثبات وجود الإمام (عليه السلام) من خلال مجريات الأحداث التي رافقت غيبته (عليه السلام) .
أما اهتمام بعض الشيعة بالسرداب فهو يعكس الرغبة في التعبير عن استذكار واقعةٍ تاريخية تؤكد مظلومية الإمام (عليه السلام) وملاحقته من قبل الظالمين، وهي بذلك تترسخ لديها صحة غيبة الإمام (عليه السلام) من خلال مسلسل الأحداث التي رافقت وجوده الشريف.
السفارة:
الاسلوب الذي لا بدّ من اتباعه في هذه الفترة الخطيرة من الغيبة هو أسلوب السفارة التي مارسها الإمام المهدي (عليه السلام) أبّان غيبته وهؤلاء السفراء شكلوا قنوات الاتصال الدقيقة مع الإمام (عليه السلام) وشيعته، وهو الأسلوب الذي أثبت نجاحه على مدى سبعين عاماً من عمر الغيبة الصغرى، وكانت تشكيلة السفراء وبمواصفات خاصة تنم عن دقة العمل المتخذ في هذه الفترة والأسلوب الأمثل الذي اتبع في انسيابية المعلومات بين الإمام (عليه السلام) وبين قواعده.
بل لعل القواعد الشيعية لم تستشعر الفراغ أبان عهد الغيبة الصغرى بوجود السفراء، فكان أسلوباً مثيراً حقاً أثبت جدارة مهمة الإمام (عليه السلام) في غيبته.
يتبع إن شاء الله.
[1] معجم الملاحم والفتن 2: 238.
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:13 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الثامنة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
السفياني:
احدى شخصيات الظهور، والتي لها شأن في توقف الظهور عليها. والسفياني رجلٌ أموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية كما عن روايات الفريقين، يظهر في بلاد الشام ويستولي على أقاليمها فيجعلها دولة واحدة، ويدفعه طموحه في التوسع فضلاً عن تأمين أمن دولته وخشيته من الكيانات المعارضة له والتي تتخذ الكوفة مركزاً لها أن يتحرك بجيشه إلى الكوفة ويوقع فيها مجزرةً عظيمة يروحُ ضحيتها المئات من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بل يقتلهم على مجرد تسمياتهم دون التحقق من هوياتهم فيتوجه اليماني إلى الكوفة لمناصرتها والدفاع عنها وسيكون وصوله مزامناً لدخول السفياني إليها فتقع بينهما معارك عظيمة. عندها يتوجه إلى المدينة ليوقع فيها القتل والتنكيل ويعبث في الحرمات فساداً، ثم يتوجه إلى مكة فيخسف الله بجيشه في البيداء فلا يبق منه إلا نذير وبشير، بعد أن يدير الله وجوههما إلى أقفيتهما آيةً منه تعالى على صحة ما عليه الإمام (عليه السلام) ومشروعية حركته الإلهية، فيتجه النذير إلى السفياني فيخبره ما حل بجيشه من خسف، ويتوجه البشير إلى الإمام المهدي (عليه السلام) ليخبره بالفتح والنصر المبين وما ألحق الله بجيش السفياني من دمارٍ وخسف فيثبت الله قلوب المؤمنين بما يشاهدونه من معجزة الخسف ويطلب عند ذاك البشير العفو من الإمام (عليه السلام) ويتوب على يديه ويرجعه الإمام (عليه السلام) إلى طبيعته بعد أن علم الناس بما حل بجيش السفياني، عن ذاك يجد السفياني نفسه محاصراً من قوى الإمام (عليه السلام) ومطارداً من قبل رجاله فيُلقى القبض عليه ويُأتي به إلى الإمام (عليه السلام) ، فتحبط عندئذ محاولات السفياني في صده لحركة الإمام ومحاوله إيقافها عبثاً ويستفاد من الروايات أن السفياني متعدد أي شخصيتان: السفياني الأوّل، والسفياني الثاني.
السفياني الأوّل:
وهو مرواني يخرج ليمهد لحركة السفياني _ كما يستفاد ذلك من الروايات _ ولعله هو أحد قادته أو ممن ينتسب إلى حركته أو ممن يؤمن بما يؤمن به السفياني من محاولة القضاء على حركة الإمام (عليه السلام) أي يتفق معه في الأهداف والاستراتيجيات. إلاّ أنه لم يوفق في حركته فيتضاءل تحت تأثير حكاتٍ مؤيدةٍ للإمام (عليه السلام) .
السفياني الثاني:
وهو المشار إليه في الروايات وينصرف مصطلح السفياني إليه وهو أموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية وقد أشرنا إلى بعض شؤنه.
السفياني الأوّل:
راجع السفياني.
السفياني الثاني:
راجع السفياني.
السفير:
الواسطة بين الإمام المهدي (عليه السلام) وبين قواعده، فلم يتسنَ للإمام (عليه السلام) أن يعيش في أوساط شيعته كما كان آباؤه (عليهم السلام) ، بل اضطر إلى الغيبة عن أعين النظام الذي كان يتوعد بقتله وإنهاء التطلعات لإقامة دولة الحق والعدل.
إلاّ أن ذلك لا يُبرر انقطاع الإمام (عليه السلام) عن قواعده وحرمانها من قيادته وتوجيهاته، لذا فاسلوب السفارة هو الحل الأمثل في هذا المعمار.
يُعين السفير بعهدٍ من الإمام (عليه السلام) ضمن مواصفاتٍ خاصةٍ لا يعلما سوى الإمام، إلاّ أن القدر المتيقن من الشروط المتوفرة لدى شخص السفير أن يكون ثقةً صدوقاً مؤتمناً ديناً، ولا يكون بالضرورة هو الأعلم فرب من عاصر السفارة ويكون له من الأهلية العلمية بمكان إلاّ أن الاختيار يقع على غيره، ولعل ما صرّح به أبو السهل النوبختي الذي كان يتوقع الكثير من الناس أن ترسو مهمة السفارة عليه في حيث عهد بها إلى الحسين بن روح، فلما سُئل عن ذلك أوضح أن الأمر لا يعدو عن كون صاحب هذه المهمة صامداً في المهام الصعبة التي قد يتزلزل هو أو غيره إذا واجهته ظروف عنيفة قاهرة تودي به بالبوح بمكان الإمام (عليه السلام) لذا فكان من جملة حديثه هم أعلم وما اختاروه، ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحجة لعليّ كنت أدلّ على مكانه، وأبو القاسم لو كانت الحجة تحت ذيله _ أي تحت ردائه _ وقرّض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه.[1]
إذن فأهم ما يميز السفير هي إمكانية الثبات والصمود اتجاه الضغوطات العنيفة التي يواجهها دون أن يبيح بأدنى شيء، بل عليه أن يتخذ الاجراءات الاحترازية والاحتمالات الوقائية بكل لياقة ولباقة وهي خصوصيته لا يتمتع بها الكثيرون بغض النظر عن الاعلمية، فان تمتع السفير بثقافةٍ إسلامية معتبرة تؤهله لتبوء هذا المقام الرفيع، إذن فهي خصوصيات الأمن والوقاية والاحتراز تتوفر لدى السفير ليحظى بهذه المهمة.
السيد:
أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) فقد كان يرمز له عند الحديث عنه خوفاً من معرفته كما في رواية أبو جعفر العمري قال: لما ولد السيد (عليه السلام) ، قال أبو محمّد (عليه السلام) :
«ابعثوا إلى أبي عمرو فبعث إليه فقال له: اشتر عشرة آلاف رطل من خبز وعشرة آلاف رطل لحم وفرقه، وأحسبه قال: على بني هاشم، وعق عنه بكذا وكذا شاة».[2]
الشريد:
هو أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) ، كما ورد في الرواية عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: صاحب هذا الأمر هو الطريد الشريد الموتور بأبيه المكنى بعمه المفرد من أهله، اسمه اسم نبي.[3]
الشريعي (السريعي):
أبو محمّد الحسن، كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد ثم الحسن ابن عليّ بعده (عليهما السلام) .
أوّل من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه. خرج التوقيع عن الإمام (عليه السلام) بذمه والبراءة منه.
راجع الشلمغاني.
الشعبثان:
راجع الأصهب.
يتبع إن شاء الله.
[1] البحار 51: 359.
[2] كمال الدين وتمام النعمة للصدوق: 1/ 430.
[3] غيبة النعماني: 179.
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:16 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة التاسعة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
شعيب بن صالح:
قائدٌ عسكري يكون على مقدمة جيش الإمام (عليه السلام) أو على مقدمته جيش الخراساني، بحسب اختلاف الروايات، كما في الرواية التالية: عن عمار بن ياسر قال: المهدي على لوائه شعيب بن صالح.[1] ومعنى ذلك أن شعيب بن صالح أحد القادة العسكريين في جيش الإمام (عليه السلام) ، في حين تذكر بعض الروايات أنه من قيادات الخراساني كما في الرواية التالية: يخرج شابٌ من بني هاشم بكفه اليمنى خالٌ من خراسان براياتٍ سود، بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم.[2] ولا تعارض بين الروايتين إذ يمكن الجمع بينهما بأن شعيباً هذا سيكون على رأس جيش الخراساني ابّان مقاتلته للسفياني ثم يترقى بإخلاصه وإيمانه بحركة الإمام (عليه السلام) إلى قيادة جيش الإمام (عليه السلام) بعد ظهوره.
على أن شعيب بن صالح رجلٌ هاشمي وهو من الطبقات المحرومة الا أنه يتميز بصلابته وتطلعاته لحركة الإمام (عليه السلام) ومحاولة نصرته بكل إخلاص وتفانٍ وهو وان كان خروجه من الري لا أنه عربي الأصل تميم النسب فعن الحسن: يخرج بالري رجلٌ ربعة أسمر من بني تميم محروم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربع آلاف ثيابهم بيض وراياتهم سود يكون على مقدمة المهدي لا يلقاه أحد إلا قتله.[3]
وتعبير محروم أنه من الطبقات المسحوقة والأوساط المستضعفة، وكوسج الظاهر صفة للحيته مجتمعة في ذقنه فقط دون عارضيه.
وثيابهم بيض لعله إشارة إلى نقاء سرائرهم وصفاء نفوسهم، ولعله اشارةً إلى انتمائهم وصحتها دون أن تشوبها شوائب سياسة خاصة، بل هي خالصةً في توجهاتها لنصرة الإمام (عليه السلام) .
ولعل تسمية شعيب بن صالح غير حقيقية بل هي رمزية لاحتمال أن اسمه واسم أبيه يشابه اسم شعيب واسم صالح.
وعلى كل حال فان شعيباً هذا من قيادات حركة الظهور ينتصر للإمام (عليه السلام) ويسعى لتحقيق هدفه الإلهي.
الشلمغاني:
محمّد بن عليّ المعروف بابن أبي العزاقر.
من أدعياء السفارة كذباً، كان في أول أمره مستقيماً صحيح العقيدة، وكانت تخرج توقيعات الإمام (عليه السلام) على يده عن طريق الحسين بن روح وكان له كتاب التكليف وكتاب التأديب وكتاب الغيبة وكتاب الأوصياء وكتب أخرى ذكرها النجاشي.
ادعى السفارة حسداً للحسين بن روح وأظهر مقالات منكرة وقال بالحلو والتناسخ.
كان معروفاً عند بني بسطام وكانوا يعتقدون به فلما ارتد بقوا على اعتقادهم به حتّى أخذ يدلّس عليهم ويغرر بهم. تصدى له الحسين بن روح وكتب إلى بني بسطان بلعنه والبراءة منه، إلاّ أن الشلمغاني أوهم بني بسطام بدجله فادعى أن لقول الحسين بن روح باطناً وظاهراً، وهو أن اللعنة بمعنى الابعاد وهو لا يعني إلاّ الدعاء له بالابعاد عن النار، هكذا حاول الشلمغاني تغرير بني بسطام ومخادعتهم مستغلاً طيبهم وبسطاتهم واعتقادهم البريء، إلاّ أن ذلك لم يمنع بني بسطام وغيرهم من الشيعة من الوقوف على حقيقته واكتشاف خداعه وجدله وذلك بعد أن صدر من الإمام (عليه السلام) توقيعاً يأمر بلعنه والبراءة منه وجاء في نص التوقيع الشريف:
«ان محمّد بن عليّ المعروف بالشلمغاني وهو ممن عجّل الله له النقمة ولا أمهله، قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله، وادعى ما كفر معه بالخالق جل وعلا، وافتوى كذباً وزوراً، وقال بهتاناً واثماً عظيماً، كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً.
واننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم منه لعناه عليه لعائن الله تترى من الظاهر والباطن في السر والعلن، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى من شايعه وتابعه أو بلغه هذا القول منا، وأقام على توليه بعده.
وأعلمهم أننا من التوقي والمحاذرة منه على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظراته من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم، وعادة الله عندنا جميلة، وبه نثق واياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل».[4]
ينتهي بالشلمغاني الأمر يحتمله حتّى الخليفة العباسي الراضي حينما رفع أمره إليه، وكانت دوافع الراضي العباسي في القاء القبض على الشلمغاني سياسية فضلاً عن كونها عقائدية بعد ادعاءه الحلول والتناسخ فضلاً عما ذُكر عنه أنه أدعى الإلوهية كما وجد ذلك موثقاً في مراسلات أصحابه إليه.
صائد بن صياد:
راجع الدجال.
صاحب الدار:
دأب الشيعة الإمامية أن يطلقوا على الإمام المهدي (عليه السلام) بصاحب الدار، وهي احدى الألقاب التي تعاطاها الشيعة ضمن أدبيات الغيبة حفاظاً على شخص الإمام والامعان في سرية مهمته المقدسة. كان هذا الاصطلاح وأمثاله فعالاً أبان الغيبة الصغرى وحاجة الشيعة إلى الرمزية في تعاملها مع ألقاب الإمام أو في تشخيصه كذلك، في حين تقل الحاجة إلى استخدام هذا المصطلح كلما تقادم الزمن ومرت الغيبة بمرحلةٍ جديدة أهمها اتساع القواعد الشعبية المناصرة للإمام (عليه السلام) وقلة اللجوء إلى ظرف التقية التي تلجأ إليها الشيعة وقتذاك وصاحب الدار إشارة إلى دار الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وصاحبها هو الإمام الحجة (عليه السلام) الذي خلف والده فيها.
ولعل تداول هذا الاصطلاح في ذلك الوقت تأكيداً على حق الإمام الحجة (عليه السلام) بخلافة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بعد دعوى عمه جعفر بأنه الوريث الوحيد لأخيه الحسن العسكري (عليه السلام) نافياً بذلك ولادة الإمام المهدي ووجوده، من أضطر الشيعة إلى تعاطي هذا الاصطلاح للاحتفاظ بحق الإمام الحجة (عليه السلام) بدار أبيه، أي التأكيد على ولادته ووجوده ووردت في كثير من الروايات والتوقيعات الشريعة هذه العبارة، (ورد عن صاحب الدار)، (رأيت صاحب الدار)، (أمرني صاحب الدار) إلى آخره من الروايات الدالة على هذا المصطلح.
الطريد:
أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) .
وهو إشارة إلى محنته (عليه السلام) حين طورد ولا يزال مخافةً من الظالمين.
راجع الشريد.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 176.
[2] الممهدون للمهدي (عليه السلام) : 109.
[3] المهدي الموعود المنتظر: 190.
[4] المهدي المنتظر (عليه السلام) / القسم الأول حسين الشاكري: 483.
نجف الخير
10-07-2007, 02:37 PM
السلام عليكم
بارك الله فيكم على هذه الدائرة المعارفية الرائعة
وفقكم الله لكل خير
دمتم بود
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:39 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الخامسة عشر من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
النميري:
محمّد بن نصير النميري القهري، أحد مدعي السفارة كذباً عن الإمام الحجة (عليه السلام) .
كان قبل ذلك ادعى أنه رسول عليّ بن محمّد الهادي (عليه السلام) وكان يقول فيه بالربوبية ويقول باباحة المحارم.
لعنه الإمام العسكري (عليه السلام) في كتاب بعث له إلى شيعته يتبرأ منه ومن ابن بابا القمي ففي مخاطبة الإمام العسكري (عليه السلام) لأحد أصحابه: «أبرأ إلى الله تعالى من القهري والحسن بن محمّد بن بابا القمي فأبرأ منهما فاني محذرك وجميع مواليّ، وإني ألعنهما، عليهما لعنة الله...».
ادعى أنه سفير الإمام المهدي (عليه السلام) بعد وفاة أبي جعفر محمّد بن عثمان السفير الأوّل إلاّ أن ذلك لم يخدع الناس فقد عرفوه بالجهل والالحاد، وظهر على يد أبي القاسم الحسين بن روح توقيعاً بلعنه والبراءة منه.
نهر الأرون:
تشهد ضغافه جولةً من جولات قتال الدجال ومطاردته من قبل المؤمنين _ أي جيش الإمام (عليه السلام) _ وسيكون الدجال من الشاطي الغربي المحاذي لفلسطين في حين يكون انتشار قوات الإمام (عليه السلام) على الشاطي الشرقي منه ولعله بمحاذاة العراق إذا ما عرفنا أن جموع أنصار الإمام (عليه السلام) من هناك.[1]
عن النبي (صلى الله عليه وآله) : «... يقاتل بقيتكم المسيح الدجال أنتم شرقية وهم غربية...».[2]
الهاشمي:
كل من ينتسب إلى هاشم جد النبي (صلى الله عليه وآله) يُلقب بالهاشمي فهو من بني هاشم إذن.
إلاّ أن الروايات المتعلقة بالإمام المهدي (عليه السلام) أشارات إلى الهاشمي قاصدةً منه الإمام المهدي (عليه السلام) كما في النص التالي: يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستتر الناس من بيته بين الركن والمقام فيبايعونه...[3]
ومرةً إلى رجل يخرج من خراسان عرّفته بالخراساني أو الهاشمي كما في النص التالي:
يأجوج ومأجوج:
ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم وذلك عند قوله تعالى: ]حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً * قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَْرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا...[[4] وقوله تعالى: ]حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ[.[5]
يستفادُ من الآيتين أمور:
أولاً: ان يأجوج ومأجوج حركة مفسدة متخلفة ]لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً[ ومعنى ذلك فهم منقطعون عن كل حضارة وذلك لاحتمالين:
الاحتمال الأوّل: أن يكونوا غير متصلين بأية حضارة، يعيشون حياة التخلف والبداوة.
الاحتمال الثاني: أن تكون لهم حضارة إلاّ أنها على حساب الحضارات الأخرى أي أنهم يعيشون حضارة متمردة تقوم على أساس نسفِ كل القيم والمبادئ والأخلاق لذا فهم لا يتعايشون مع أية حضارة يرونها جديرةً بالتعامل معهم والتعاطي اياهم.
والاحتمال الأوّل يعززه انقطاع أخبارهم عن عالمنا ولعل الله تعالى منعم من الوصول إلينا والتعرض لنا _ كما منع الجن من أن تصل إمكانياتها لنا وايذاءنا _ وهو مقتضى رحمته تعالى لكي تستمر الحياة دون عبثٍ من قبل هؤلاء.
والاحتمال الثاني تؤيده تيارات العنف والارهاب فهي توجهات شاذة لا ترقى إلى أية عملية اصلاحٍ مُدعاة فهم ]لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً[ فالغاء مبداً الحوار وحالات حذف الآخر بتكفيره ومن ثم قتله تؤكد مبدأ الهمجية التي تمييل إليها اتجاهاتهم وتقتضيها مواقفهم.
ومعنى ذلك ان الاحتمالين يجمعهما مبدأ العنف والتخلف الحضاري ويعنونهما الافساد. وكلا الاتجاهين يشتركان في مبدأ الهدر والتخريب الحضاري.
ثانياً: ان طلب المؤمنين من ذي القرنين بأن يمنع هؤلاء ايذائهم اياهم واستجابة ذي القرنين لهم دليل على وجوب التصدي لحالات الافساد والتدمير الحضاري الذي تبنته حركة يأجوج ومأجوج ومن ماثلهما كذلك.
ثالثاً: شمولية حركة يأجوج ومأجوج بالافساد لكل بقاع العالم أو لأكثرها ]وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ[ أي أن حركتهم أو تأثيرها تعم العالم وهم يؤثرون على الكثير من يقاع العالم مباشرة أو غير مباشرة.
إذا عرفنا ذلك فإن حركة يأجوج ومأجوج احدى التفرعات المفسدة التي سوف تعم الأرض، وبما أن دواعي ظهور الإمام (عليه السلام) تقتضيه حالات الافساد وتشرها على الأرض ليستبدلها بالعدل والسلام، فان ظهور يأجوج ومأجوج سيكون من علامات الظهور أي قبيل قيامه (عليه السلام) ، لأن من غير الممكن أن تكون حركة يأجوج ومأجوج بعد قيام القائم (عليه السلام) وذلك لأن ظهور يأجوج ومأجوج احدى حالات الظلم والجور والدمار وفي عهده (عليه السلام) غير وارد لمقتضى مهمته أن يعيش العالم تحت ظله بسلام.
اليماني:
احدى شخصيات الظهور.
ينطلقُ من اليمن إثر أنباءٍ قادمةٍ من الكوفة بتوجه السفياني إليها. وهو صاحبُ حركةٍ اصلاحية تتخذ اليمن معقلاً لها تهدفُ لارجاع الناس إلى الحق، وسيكون لليماني شأنٌ مهم في أحداث الظهور، إذ سيكون أحد أهم التوجهات السياسية والثقافية في التمهيد ليوم الظهور لما سيبذله اليماني من جهدٍ في رعرعة الفكرة المهدوية لدى مجتمعٍ زيدي يفقدُ زيديته بفعل الأحداث التاريخية والتراكمات السياسية والفكرية. حيث سيرجع الزيدية الحقيقية موقعها الطبيعي في رسم مسارات الثقافة الرشيدة التابعة من فكر أهل البيت (عليهم السلام) والتي ترجع بأصولها إلى أهل البيت (عليهم السلام) يوم كان زيد رضوان الله عليه يدعو للرضا من آل محمّد (عليهم السلام) . يتوجه اليماني بعد حركته التأسيسية في رجوع الزيدية إلى أصولها الحقيقية، يتوجه إلى الكوفة ليصد السفياني ويوقف خروقاته في القتل والتتكيل.
يتزامن توجه اليماني إلى الكوفة _ كما في بعض الروايات _ مع حركة الخراساني الذي يتوجه هو الآخر إلى الكوفة لنصرة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وإيقاف مد السفياني الظالم.
راجع السفياني للوقوف على حوادث الاتجاهين.
[1] راجع عقيدة المسيح الدجال/ سعيد أيوب: 278.
[2] نفس المصدر: 280.
[3] المهدي الموعود المنتظر: 144.
[4] الكهف: 93 و94.
[5] الأنبياء: 96.
m-mahdi.com
10-07-2007, 02:45 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الرابعة عشر من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
المسيخ:
بالخاء وهو المسيح الدجال وحاول بعضهم أن يلقبه بهذا اللقب تمييزاً عن المسيح عيسى (عليه السلام) ، الا أن اضافة الدجال إلى لقبه (بالمسيح) كافية في تمييزه، ولعل سر تسميته بالسميح الدجال كون أتباعه يدعون أنه هو المسيح عيسى ابن مريم الذي ينتظره أتباه للتلبيس على أتباعه.
قال ابن العربي عن الدجال: هو المسيخ (بالخاء) ليفرقوا بينه وبين المسيح (عليه السلام) وقد فرّق الرسول (صلى الله عليه وآله) بينهما بقوله: «الدجال مسيح الضلالة».[1]
المفرد من أهله:
أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) .
وهو يلقب يشير إلى أن الإمام الحجة (عليه السلام) شُرد وطورد من قبل الأنظمة سياسية حتّى أنه لا يتسنى له اللقاء بأهل بيته، وحرم اللقاء بهم والاجتماع فيه فهو وحيد فريد، وهذه إشارة إلى معاناته ووحدته وغربته (عليه السلام) إبّان غيبته. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
راجع الشريد.
الملطاط:
هو الطريق الذي يسلكه الدجال عند هروبه من قبل جيش الإمام (عليه السلام) بمحاذاة شط الفرات أو ساحل الفرات، ولم يُحدد جغرافياً اليوم، ولعله الضفاف الغربي من شط الفرات عند توجه الدجال إلى البلاد الشامية لتأمين أنصاره، وهو احتمالٌ معقول إذا ما عرفنا أن أنصار السفياني من الأراضي الشامية وتلاع تلك الضفاف، محاولاً تشكيل جيشه من هناك، إلا أن ذلك لم يتم إذا ما عرفنا أن الدجال سرعان ما ينكشف أمرٌ زيفه وخداعه وتلبيسه على العامة وذلك بعد أن يتصدى له المسيح (عليه السلام) لهزيمته وقتله. روى وكيع عن المسعودي يرفعه إلى مشايخ الحديث: خرج ابن مسعود فنادى نداءً ولم يناجي نجاءً فقال: الملطاط شط الفرات طريق بقية المؤمنين وهروب الدجال فها ينتظرون بالعمل اخروج الجدال، فيئس المنتظر أم الساعة «والساعة أو هي وأمر».[2]
المنارة البيضاء:
موضع ظهور عيسى (عليه السلام) حين نزوله ولعلها في أحدى مساجد دمشق كما ورد في حديث الحضرمي: أنه يخرج عند المنارة البيضاء عند الباب الشرقي ثم يأتي مسجد دمشق حتّى يعقد على المنبر، فيدخل المسلمون المسجد.[3]
المنصور:
لقبٌ لأحد مساعدي المهدي (عليه السلام) والظاهر أنه يخرج مع المهدي (عليه السلام) وقت خروج السفياني الذي يحاول التشدد على متابعة الإمام (عليه السلام) لغرض قتله الا أن ذلك لم يتم فالإمام (عليه السلام) يباغت السفياني للخروج من المدينة والنص التالي يفيد ذلك: ثم يبعث السفياني إلى المدينة فيأخذ قوماً من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) حتّى يوديهم الكوفة، ثم يخرج المهدي والمنصور هاربين.[4]
وربما أطلق لقب المنصور على اليماني كما سيأتي في محله.
الموتور بأبيه:
أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) .
وهو لقبٌ يشير إلى أن الإمام الحجة (عليه السلام) وقف على مصائب أبيه وما عاناه من الظالمين حتّى تعرّض إلى تصفية النظام العباسي وقد ذاك للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وقد دُس إليه اسم على أيدي أبتاع النظام فضلاً عما لاقاه الإمام العسكري من السجن والتهديد والتشكيل، مما دعى الإمام الحجة (عليه السلام) أن يستحضر كل ذلك في ذاكرته الكريمة مستعرضاً ما تزل بأبيه وآبائه الطاهرين من قبل فحرّك لديه داعي الثأر لأبيه والطاهرين من أسلافه المعصومين (عليهم السلام) .
راجع الشريد.
النجباء:
وهم المصريون الملتحقون لنصرة الإمام (عليه السلام) ، وسيكون لهم شأنٌ عظيم في مهمة الظهور، حيث سينظمون للإمام (عليه السلام) ايان ظهوره، ولعل وجود هؤلاء في وسط تطغى عليه الثقافات المعادية لأهل البيت (عليهم السلام) يؤكد أهمية دورهم وثباتهم، والنص التالي يشير إلى نصرتهم للإمام (عليه السلام) :
فيخرج إليه [أي إلى الإمام] الأبدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل العراق.[5]
نزول الترك الجزيرة:
راجع الترك.
النذير:
راجع السفياني.
النفس الزكية:
عند ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ستواجه حركته بمعارضة شديدة كما هي تواجه التأييد العام من قبل محرومي الأرض فضلاً عن المؤمنين كذلك.
وإذا كان مبدأ الحوار هو الأساس في تعميق أية أطروحة فان ذلك ما ينشده الإمام ويسعاه. فحين يبدأ حركته يسعى الإمام (عليه السلام) إلى بث روح الحوار ومحاولة القاء الحجة على معارضيه، لذا فان الخطوة الأولى من تحركه سيكون مناشدة أهل مكة بالنصرة والوقوف معه في مهمته الإلهية، إلاّ أن المكيين من الساسة والجماعات المناوئة لأهل البيت (عليهم السلام) _ وللأسف _ تستفزهم حركة الإمام فيعمدون إلى رسوله ليقتلوه أمام الملأ بين الركن والمقام دليلاً على أن هؤلاء يعبرون عن تمردهم على كل المقدسات وخروجاً على عقيدتهم المتوارثة من حرمة البيت الحرام وعدم المساس بقداسة هذا المكان ومعنى هذا فهم لا يرون للإمام وندائه آية حرمة، هذا ما أراده المكيون التعبير عن رفضهم لدعوة الإمام وحركته.
فعن الإمام الباقر (عليه السلام) : يقول القائم لأصحابه: يا قوم ان أهل مكة لا يريدونني، لكني مرسلٌ إليهم لأحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم، فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: امضي إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة... أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة والخلافة، ونحن ذرية محمّد وسلالة النبيين. وإنا قد ظُلمنا واضطمدنا وقُهرنا، وابتُزَ منا حقُنا منذ قُبض نبينا إلى يومنا هذا، فنحن نستنصركم فانصرونا.
فإذا تكلّم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية.[6]
يُعدُ هذا التحدي للإمام (عليه السلام) من قبل المكيين تحولاً خطيراً لاعلانهم الحرب والعداء لحركة الإمام (عليه السلام) ومعنى هذا أن هناك تربصاً من قبل التيارات المعارضة تسعى للانقضاض على حركة الإمام (عليه السلام) واجهاضها، الا أن ذلك لم يتم فان الأمر الإلهي سيعاجلهم لاحباط هذه المحاولات وبذلك سيتم ظهور الإمام (عليه السلام) بعد خمس عشر ليلة من قتل النفس الزكية.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : وليس بين قيام قائم آل محمّد وبين قتل النفس الزكية إلاّ خمس عشرة ليلة.[7]
ولعل تسميته بالنفس الزكية لبرائته وكونه يُقتل مظلوماً وقد ورد هذا التعبير في القرآن الكريم: ]أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً[[8] أي بريئةً من الذنوب كما عليه المفسرون.
يتبع إن شاء الله.
[1] عقيدة المسيح الدجال/ سعيد أيوب: 288.
[2] الفتن/ لأبي عبد الله نعيم بن حماد: 322.
[3] القول المختصر في علامات المهدي المنتظر/ لابن حجر: 120.
[4] المهدي الموعود المنتظر: 155.
[5] المهدي الموعود المنتظر: 143.
[6] المنتظر والمنتظرون: 280.
[7] نفس المصدر.
[8] الكهف: 74.
احمد امين
12-07-2007, 09:40 AM
احسنتم m-mah جعله الله في ميزان حسانتكم
وجعلنا الله واياكم من اخلص المنتظرين ووفقنا لنصرة صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف)
احمد امين
12-07-2007, 09:56 AM
بارك الله بكم
لا جعلها الله آخر الحلقات
نرجوا منكم المواصلة والمثابرة على كتابة الحلقات والسلسلات العلمية البحثية
الهادفة والتي تخص عقيدتنا في الامام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)
احمد امين
12-07-2007, 10:32 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يعطيكم العافية m-mahdi
احمد امين
12-07-2007, 10:46 AM
مشكورين وبارك الله فيكم
يعطيكم الف عافية
احمد امين
12-07-2007, 10:50 AM
الله يخليكم لنا ويحفظكم
احمد امين
12-07-2007, 11:10 AM
**متابع**
*
m-mahdi.com
12-07-2007, 03:38 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الثالثة عشر من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
قسطنطنية:
احدى الاقاليم التي يفتحها المسلمون ولعلها احدى العواصم الاوربية التي سيكون لها أثر في علامات الظهور وقد وصفت في بعض الروايات بأنها مدينة قيصر أو هرقل عن أبي هريرة: «لا تقوم الساعة حتّى تفتح مدينة قيصر أو هرقل ويؤذن فيها المؤذنون، ويقتسمون الأموال فيها بالأترسة فيقبلون بأكثر مال على الأرض فيتلقاهم الصريح: ان الدجال قد خلفكم في أهليكم فيلقون ما معهم ويجيئون فيقاتلونه».[1]
وفي رواية كعب، قال: يفتتحون القسطنطنية فيأتيهم خير الرجال فيخرجون إلى الشام فيجدونه لم يخرج ثم قلما يلبث حتّى يخرج.[2]
وبانضمام الروايتين إلى بعضهما فان القسطنطنية هي احدى العواصم الأوربية، وتحديداً هي روما أو لعل القسطنطنية رمزٌ إلى دول الغرب كذلك.
كلب:
اسم قبيلة تخرج مع السفياني وتناصره في مهمته، وهم أخواله حينئذ فيتحازون إليه ويتبعونه في مسيره ولعلهم يشكلون الأغلبية العظمى من جيشه وإلى ذلك أشارات الروايات: الخائب من خاب من غنيمة كلب. والظاهر أن إضافة الغنائم لكلب إشارة إلى أن أغلبية جيش السفياني من كلب فأضيفت غنائم السفياني لكلب. والظاهر أن هؤلاء سيشكلون قوة السفياني الضاربة والجدير بالذكر أن قبائلية هؤلاء تدفعهم للانتصار إلى السفياني لكونهم أخواله فان حرصهم القبائلي في التعصب لحركة السفياني والرواية التالية تؤكد هذه العلاقة بين الكلبيين وبين السفياني: وانه _ أي السفياني _ يخرج بجيوش عظيمة هائلة إلى أن ينتهي إلى الشام فتجتمع عليه قبيلة تسمى بنو كلب وهم أخواله وهم أكثر الناس عدداً.[3]
إذن فالكلبيون هم جيش السفياني وقوته الساندة إليه والضاربة له.
الكوفة:
احدى مناطق الظهور، فالروايات تشير إلى ان نشاطات السفياني الموجهة ضد العراق ستكون في الكوفة وسيصيب من الكوفة دماءً كثيرة وستقابل هجمات السفياني للكوفة حركتا اليماني والخراساني اللتان ستكونان في صدد ايقاف نشاط السفياني والحد من حركته التي تستهدف حركة الظهور.
ومن ناحية أخرى ستكون الكوفة لها شأن في اليوم الموعود، فالكوفة _ كما في الروايات الكثيرة _ ستكون عاصمة الدولة المهدوية والتي سيئمها الآلاف من مؤيدي الإمام (عليه السلام) وشيعته فعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) _ في حديث _ قال: ثم يسير المهدي (عليه السلام) إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف، وعنده اصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفاً من الملائكة وستة آلاف من الجن والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً.
قال: قلت: يا سيدي فأين تكون دار المهدي (عليه السلام) ومجتمع المؤمنين؟ قال: ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة وموضع خلواته الذكوات البعض من الغربيين.[4]
راجع العراق.
محمّد بن عثمان بن سعيد العمري:
السفير الثاني للإمام الحجة (عليه السلام) ، تولى أمر السفارة بأمر الإمام الحجة (عليه السلام) ونص الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من قبل وذلك بعد أن عهد إليه والده أبو عمرو عثمان بن سعيد بأمرٍ من الإماميين (عليهما السلام) .
كان مرضياً رضوان الله عليه موثوقاً مؤتمناً عند أبي محمد الحسن (عليه السلام) كما هو حالُ أبيه، فقد ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام) : العمري وابنه ثقتان فما أدَّيا فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فانهما الثقتان المأمونان.[5]
وقد خرج التوقيع من الإمام الحجة (عليه السلام) بعد وفاة عثمان بن سعيد العمري لأحدهم وهو محمد بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي ; ما نصه: والابن وقاه الله لم يزل ثقتنا في حياة الأب 2 وأرضاه ونضّر وجهه، يجري عندنا مجراه، ويسدُ مسدَّه وعن أمرنا يأمر الابن، وبه يعمل، تولاه الله فانته إلى قوله، وعرّف معاملتنا ذلك.[6]
أكمل أبو جعفر محمد بن عثمان العمري مهمة والده في سفارته بين الإمام (عليه السلام) وشيعته، فقد كان وجل المرحلة التي استطاع فيها أن يُعيد إلى الأذهان فترة إمامة الهادي والعسكري (عليهما السلام) ، مها دعى على حالة الاستقرار التي تصبو إليها القواعد الشيعية وقت ذاك مراعاةً لما تتطلبه ظروف المرحلة من الابقاء على شخصية عثمانبن سعيد العمري المعاصر للإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) والممتدة _ هذه الشخصية _ في ولده محمّد بن عثمان العمري، إذ النفسية الشيعية التي تعيش مخاضات الغيبة ومواجهات المرحلة الحاسمة تأنس اليوم بشخصية محمّد بن عثمان التي كانت تعايش فيه شخصية والده عثمان بن سعيد تلك الشخصية الفذة التي تعاملت مع مرحلة بدايات الغيبة وقد أتقن فيها أروع الأدوار بكل وقائقها وتفاصيلها الحساسة، كما أن مرحلتي الشيخ عثمان بن سعيد وولده محمّد بن عثمان تكاد تكون المرحلة التأسيسية للغيبة التي تتعاطى معها القواعد الشيعية في مخاضات الأراجيف والتضليلات التي يرتكبها ذوو المطامع الزائفة.
توفي الشيخ محمد بن عثمان بن سعيد العمري في جمادى الأولى سنة 304هـ أو 305 هـ على اختلاف الأقوال ودفن ببغداد في موضعٍ مشهور يسمى بالخلاني يرتاده المؤمنون من مختلف الأقطار للتبرك بزيارته رضوان الله عليه.
المدائن:
احدى المناطق العراقية شمال العاصمة بغداد والتي تشهد ملاحم القتال بين جيش السفياني شعيب بن صالح، ولعلها ستكون ضمن سلسلة الهجمات التي يشنها الطرفان على الآخر لحسم موقف الصراع الدائر بينهما. راجع عاقر قوفا.
المدينة:
احدى مناطق الظهور، إذ سيكون لها شأن إبّان ظهور الإمام (عليه السلام) ، فبعد أن يعلن الإمام (عليه السلام) عن ظهوره ببيانه المكي _ الذي يتلوه في مكة عند الكعبة المشرفة _ يتجه إلى المدينة بعد أن يعيّن والبأ في مكة، إلاّ أن اضطراباً ما يحدث حتّى يشمل قتل والي الإمام (عليه السلام) من قبل معارضة بعض التيارات المسلحة والرافضة لحركة الإمام (عليه السلام) ، إلاّ أن ذلك التحرّك لا يمنع الإمام (عليه السلام) من اعادة النظر في الترتيبات الأمنية المتخذة بشأن استتباب الوضع المكي فيقطع رحلته قافلاً إلى مكة ليقض على ذلك التمرّد الذي أحدثته تلك الأحداث ويعيّن بعد ذلك والياً آخر، ثم يتجه إلى المدينة محاولاً في ذلك اتخاذ اجراءات مهمة من أجل ترسيخ اعتقادٍ فكريٍ معين حيث يعمد إلى ابطال اسطورة القداسة للبعض عاكفاً على نبش بعض القبور ليستدعي انتباه الناس إلى تصحيح موقفهم من بعض القاضيا العقائدية.
من خلال هذه المحاولة المهمة التي يحاول الإمام (عليه السلام) ممارستها يتعاطى مع أهم معلمٍ من معالم الاعتقاد الذي يهيمن على الكثير ممن تشتبه عليه الأمور فيتصدى الإمام (عليه السلام) إلى بيان الحقائق واعانة الكثير من ذوي الاعتقادات الخاطئة إلى تصحيحها.
المسيح الدجال:
راجع الدجال.
يتبع إن شاء الله.
[1] الفتن/ لأبي عبد الله نعيم بن حماد: 322.
[2] نفس المصدر.
[3] المهدي الموعود المنتظر: 144.
[4] بحار الأنوار 53: 18.
[5] البحار 51: 348.
[6] المصدر نفسه.
m-mahdi.com
12-07-2007, 03:43 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الثانية عشر من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
العلامات المعلقة:
راجع علامات الظهور.
عليّ بن محمّد السمري:
السفير الرابع للإمام الحجة (عليه السلام) في الغيبة الصغرى.
تولى السفارة عند وفاة الحسين بن روح رضوان الله عليه عام 326 هـ حتّى وفاته عام 329هـ .
تعد سفارة السمري من أحرج الفترات وأشدها وطأةً على الشيعة، وأصعبها ظرفاً أمنياً يعيشه المجتمع الشيعي في ظل ظروفٍ سياسيةٍ قاهرةٍ وكانت هذه الظروف السيئة باعثاً إلى تجميد فعاليات السفير الرابع وحصر نشاطاته في الأوساط الشيعية الملاحقة من قبل النظام. وبالرغم من تقليص أنشطة السفارة في هذا العهد فإننا نعد سفارة ألسمري من أبدع السفارات دقة وأعظمها تنظيماً في المحافظة على هيكلة القواعد الشيعية فضلاً عن القيام بمهمته السرية دون أن ينكشف أمره لتعيين النظام على اكتشاف العلاقات السرية بين الإمام (عليه السلام) وبين قواعده في طريق السفير الرابع.
لم تدم سفارة السمري طويلاً حتّى وصله كتاب نعيٍ من الإمام (عليه السلام) ينعاه فيه وأن لا يوصي لأحدٍ بعده وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
«يا عليّ بن محمّد السمري، أعظم الله أجر اخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توصى إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بإذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترٍ. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم».[1]
وبالفعل ينتقل عليّ بن محمّد السمري إلى الرفيق الأعلى بعد ستة أيام أي في 329هـ دون أن يعهد إلى أحد، وبذلك تنتهي الغيبة الصغرى التي استمرت أربع وسبعين عاماً أو خمس وسبعين حسب سنة ولادة الإمام (عليه السلام) ، وبدأت الغيبة الكبرى آملين منه تعالى أن يقر عيوننا بطلعته البهية وأن يكحل أنظارنا برؤيته ويجعلنا من أنصاره والذابيين عنه.
الغلام:
أحد ألقاب الإمام الحجة (عليه السلام) الذي كان يُلقب بها قبل ولادته، خوفاً من انكشاف أمره (عليه السلام) ، لذا كان الإمام الباقر (عليه السلام) يشير إليه أحياناً بهذا اللقب كما ورد.
فعن زرارة عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: ان للغلام غيبة قبل أن يقوم وهو المطلوب تارثه، قلت ولم ذلك؟ قال: يخاف _ وأومأ بيده إلى بطنه _ يعني القتل».[2]
الغيبة:
وهي حالة تواتري واختفاء أطر إليها الإمام المهدي (عليه السلام) حين داهمته محاولات السلطة العباسية لغرض قتله أو إلقاء القبض عليه.
فقد طورد الإمام (عليه السلام) من قبل النظام بأساليب عدة حتى طالت هذه الأساليب إلى احتجاز خاصته وأهل بيته من قبل السلطة آنذاك، وألقي القبض على والدته رضوان الله عليها ظناً من النظام أن الإمام لم يولد بعد وهو احتمالٌ أخذ به النظام ضمن احتمال وجود الإمام أو عدم وجوده فضلاً عن احتمالية ولادته ووجوده إلاّ أنه توارى عن النظام واختفى في مكانٍ ما.
لم يجد الإمام (عليه السلام) بداً من الاختفاء والتواري عن الأنظار حفاظاً على حياته الشريفة من أن ينالها مكروه، وهو أمرٌ عقلائي يمارسه العقلاء حين يداهمهم خطر الملاحقة والقتل، وهو ما نجده اليوم من اختفاء المعارض السياسي عن ملاحقات الأجهزة الأمنية من قبل دولته ومحاولة التواري بعيداً أملاً في اتاحة الظروف المناسب لاعلان خطته وبرنامجه السياسي فضلاً عن محاولاته لتنظيم هيكلة حركته ومساراتها بالاتجاه الذي يضمن نجاح مهمته السياسية كجمع الأنصار والمؤيدين وتعريف برنامجه السياسي واعلانه بشكلٍ يثير معه مشاعر التأييد والانخراط في صفوقه بشكلٍ يؤمن تحركاته عند ذاك.
هكذا هو الإمام ففي حسابات المعارضة السياسية لا بدّ من اختفائه لملاحقته من قبل الأنظمة السياسية التي تعتبره معارضاً تقليدياً حرصاً على نظامها وكيانها، فالانظمة السياسية منذ ولادته حتى اليوم تتوجس من أطروحة الإمام وبرنامجه لانشاء دولته الإلهية العالمية، فهي إذن تشترك مع غيرها في خشيتها من الإمام وهدفه في السعي إلى اقامة دولةٍ عالمية مما يعني أن الإمام مطارد عالمياً من قبل الأجهزة السياسية التي تثيرها أية فلسفةٍ حكم يصبو إليها الإمام (عليه السلام) ، فضلاً عن كون الإمام إبّان غيبته في طور الأعداد على جميع المستويات:
اجتماعياً: لاعداد مجتمعٍ يستجيب لفكرة التغير واقامة دولة الحق.
سياسياً: للتربص بالظروف السياسية التي تُتيح معها إقامة دولته المباركة على انقاض أنظمةٍ سياسيةٍ ضعيفة لا تقوى على معارضة الإمام.
اقتصادياً: لتوفير الظروف الاقتصادية المناسبة لخلق مجتمع يصبو لاقامة الحق وعدالة التوزيع للموارد الاقتصادية المهدورة، رافضاً الاطروحات الاقتصادية الوضعية التي جرته إلى ويلات الفقر والحرمان.
وللإمام (عليه السلام) غيبتان:
الأولى: عُرفت بالصغرى.
والثانية تُعرف بالكبرى.
راجع الغيبة الصغرى، وراجع الغيبة الكبرى كذلك.
الغيبة الصغرى:
وهي الفترة التي غاب فيها الإمام المهدي (عليه السلام) عن الناس، وكان اتصاله بقواعده ومواليه عن طريق سفرائه الأربعة وهم عثمان بن سعيد العمري وولده محمّد بن عثمان والحسين بن روح وعلي بن محمّد السمري.
اختلف في تاريخ ابتدائها فمنهم من قال انها بدأت منذ ولادته ومنهم من ذهب إلى انها بدأت منذ شهادة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حيث رؤي يصلي عليه وبعدما انقتل من صلاته لم يُرَ بعد ذلك. ويذهب الآخر إلى أن غيبته بدأت بعد ولادته (عليه السلام) بفترة أيام أبيه العسكري (عليه السلام) حيث أعلن الإمام العسكري (عليه السلام) عن غيبته كما ورد في كلامه (عليه السلام) بعدما أراهم ولده الإمام المهدي (عليه السلام) فقال: ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر.[3] ولعل هذا الرأي _ وهو غيبته في حياة والده العسكري (عليه السلام) _ أقرب إلى الواقع العملي الذي يتناسب وخطورة مهمة الإمام العسكري (عليه السلام) في تهيئة العقلية العامة لقبول الغيبة وملازماتها وكون الإمام العسكري (عليه السلام) يتحمّل مهمة تبليغ رسالة غيبة الإمام وكونه الشاهد عليها، أي أن الإمام العسكري (عليه السلام) يعمل الآن على ترويض النفسية الشيعية على قبول أمر الغيبة وكونه في حياته أمر شيعته بالتسليم لمسألة الغيبة وقبولها دون أن تجد أدنى اعتراض من قِبل القواعد الشيعية، ولتقطع الطريق على تخرصات المشككين وكائد الأفاكين الذين سوف يحولون دون القبول بمسألة الغيبة واطروحتها.
وعلى كل التقادير فان الغيبة الصغرى مدتها سبعون عاماً وبأية نظريةٍ تأخذ فان غيبته (عليه السلام) بدأت سنة مائتين وخمس وخمسين للهجرة، إذ الفوارق بين النظريات الثلاث لا تعدو عن بضعة أشهر من حين ولادته المباركة حتى وفاة آخر سفرائه علي بن محمّد السمري رضوان الله عليه.
فتنة الدجال:
راجع الدجال.
يتبع إن شاء الله.
[1] تاريخ الغيبة الصغرى: 415.
[2] غيبة النعماني: 179.
[3] البحار 51: 347.
m-mahdi.com
12-07-2007, 03:45 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة الحادية عشر من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
عصائب أهل العراق:
هم المنتصرون للإمام (عليه السلام) من أهل العراق فينضمون تحت لوائه إبّان ظهوره مع مجاميع من أصحابه كما لابدال من أهل الشام والنجباء من أهل مصر، كما في النص التالي:
فيخرج إليه [أي الإمام (عليه السلام) ] الأبدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل العراق.[1]
والظاهر من النص أن الكثرة صفة الملتحقون من أهل العراق لنصرة الإمام (عليه السلام) فالعصائب تعني الجماعات في حين أن الشام ومصر يمثلها نماذج من المؤمنين يلتحقون بالإمام (عليه السلام) وهو ما يناسب الواقع العملي المعاش، إذ أن شيعة العراق يؤهلهم ولائهم يكثرهم لانخرطهم لنصرة الإمام (عليه السلام) فين حين أن الشام ومصر تعيشان حالات التيارات المعاكسة الناشطة ضد أهل البيت (عليهم السلام) وسيكون ممن يلتحق بركب الإمام في هذه البلدان أوساط لنماذج تنظمت لمعرفة أهل البيت (عليهم السلام) والمتناق مبادئهم وهؤلاء لم يكونوا من الكثرة ما يمكن أن يوصفوا بالعصائب أو المجاميع أو ما يوحي إلى كثرتهم سوى أنهم أفراد انضموا إلى حب أهل البيت (عليه السلام) وولائهم.
العصب:
قوم من سواد الكوفة ليس معهم سلاح الا قليل وفيهم بعض أهل البصرة أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي (عليه السلام) ، كما في الروايات.[2]
العلامات الحتمية:
راجع علامات الظهور.
علامات الساعة:
وهي غير علامات الظهور، والمقصود منها ما يظهر قبيل يوم القيامة من علامات تشير إلى اقتراب وقت القيامة أو حلوله، ولهذه العلامات مأخذٌ من قلوب الناس حيث تشخص فيها الأبصار وتتزعزع القلوب وتضطرب الأفئدة ويؤيده قوله تعالى: ]وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا[.[3]
وقد تكفلت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ببيان بعضها منها انكساف الشمس والقمر وذهاب نورهما وظهور صائح في السماء وآخرها النفخ في الصور، إلى غير ذلك من العلامات، وهذه تختلف عن علامات الظهور.
راجع علامات الظهور.
علامات الظهور:
هي العلامات التي تشير إلى ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ، وهي بمثابة ارهاصات، مبشرات أو منذرات لقرب ظهوره أو حلول يومه الموعود.
تعدُ علامات الظهور من أهم الآليات التي يستخدمها المكلف في تشخيص يوم الظهور، وبالمقابل فان علامات الظهور هي الآلية التي برمجتها فلسفة الغيبة ضمن استقطاب أكبر عددٍ من المؤيدين والأنصار للإمام (عليه السلام) .
فمن جهته لا يستطيع البعض أن يتعايش مع قضية الإمام (عليه السلام) إلاّ من خلال تماسه بحالاتٍ يلمسها من خلال ما أخبرت عنه بعض الروايات بوقوعها، حيث تحقق ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) وبعض الأصحاب قبل عقود دليلٌ على مصداقية وقوع ظهوره الشريف كلما تحققت احدى هذه العلامات، ومن جهة أخرى فان هذه العلامات فضلاً عن تحقق مصداقية دعوى المهدوية فهي كذلك تؤكد على الاعجاز النبوي ومعجزات الأئمّة (عليهم السلام) في اخبارهم بقضايا تحققت بعد عقود.
لم تكن علامات الظهور مجرد ثقافةٍ أو طرحٍ أدبي يتعاطى في أدبيات الغيبة بقدر ما هي بشائر وانذارات لتصحيح مسارات الانتماء الفكري والعقائدي.
تقسم علامات الظهور من حيث قربها وبُعدها الزمني ليوم الظهور إلى:
أوّلاً: علامات بعيدة عن وقت الظهور.
ثانياً: علامات قريبة الظهور.
وقسمت علامات الظهور من حيث تحققها وعدمه إلى:
أوّلاً: علامات محتومة:
وتقسم إلى علامات محتومة لا يعتريها البداء، وعلامات محتومة يكون فيها البداء.
أ _ علامات محتومة لا يغيّرها البداء:
وهي العلامات الحتمية الوقوع لا تتخلف ولا تتأخر، ويلزم من تخلفها تكذيب المخبر بها منها:
خروج السفياني والصيحة وقتل النفس الزكية وظهور اليماني وغيرها.
ب _ علامات محتومة معلقة:
أي علامات معلّقة حتميتها على عدم طروء البداء وتغيره لها.
والبداء بمعنى تعليق أمرٍ على آخر أي تغير أمرٍ بتغير شرائطه ومقتضياته التي يعلمها الإنسان ويظن أن ذلك تمام الشرائط والمقتضيات لذلك الأمر في حين لم تتغير تلك الشرائط والمقتضيات في علم الله تعالى إذن فالبداء يطرأ على الشرائط والمقتضيات الوجية للشيء حسب ما يظهر للناس لا في علمه تعالى، فان علمه ثابتٌ لا يتغير ولا يتبدل.
هذه التغيرات تطرأ على تلك العلامات التي تكون محتومة حسب الشرائط والمقتضيات في حال توافرها، وإلاّ فهي لا يمكن لها التحقق والوجود.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 143.
[2] راجع المهدي الموعود المنتظر: 118.
[3] الأنعام: 159.
m-mahdi.com
12-07-2007, 03:47 PM
دائرة معارف الغيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
الحلقة العاشرة من دائرة معارف الغيبة
عودٌ على بدء
عاقرقوفا:
منطقة تحدث فيها ملاحم من القتال بين الجيش الشامي الذي يتزعمه أموي _ كما في تعبير الروايات _ والظاهر أنه السفياني، وبين شعيب بن صالح التميمي قائد جيش المهدي (عليه السلام) ، ولعلها منطقة شمالي العراق تسمى اليوم عقرقوف من أعمال اقليم كردستان العراقي أخرج نعيم بن حماد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يبعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد فيبلغه قزعة من وراء النهر من أرض خراسان عليهم رجل من بني أمية فيكون لهم وقعة بتونس ووقعة بدولاب ووقعة بتخوم زريح فعند ذلك تقيل الرايات السود من خراسان على جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال سهل الله أمره وطريقه يكون وقعه لهم في تخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيبرح رجل من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلى اصطخر، إلى الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء اصطخر فيكون بينهما ملحمة عظيمة عليهم رجل من بني عدي فيظهر الله أنصاره وجنوده ثم تكون واقعة بالمدائن بعد وقعة الري في عاقرقوفا وقعة حلمية يخبر عنها كل ناج ثم يكون بعدها ذبح عظيم ببابل ووقعة في أرض من أراضي نصيبين ثم يخرج على الأحوص قومٌ من سوادهم وهم العصب عامتهم من الكوفة والبصرة حتّى يستنقذوا ما في يده من سبي كوفان.[1]
العبرتائي:
أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي.
ادعى السفارة عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) .
عاصر الإمام الرضا (عليه السلام) حتّى زمان الغيبة الصغرى، وادعى السفارة عن الإمام (عليه السلام) بعد وفاة السفير الأوّل مدعياً أنه لم يقف على نصٍ يُثبت سفارة السفير الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، له كتب وروى عنه جماعة، حج أربعاً وخمسي حجة، عشرون منها على قدميه، إلاّ أن ذلك لم يغنِ عن انحرافه ودجله ودعواه الكاذبة.
لم يكد يصدّق الشيعة ما ورد في حق ابن هلال لشدة ما كان متعارفاً لديهم من صلاحه، ولم يلتفتوا إلى أن عواقب الأمور هي الفيصل في تقرير موقف المكلف، لذا حملوا القاسم بن العلاء على أن يراجع في أمره فخرج التوقيع عن الإمام (عليه السلام) ما نصه:
«قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنّع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت، ولم يزل لا غفر الله ذنبه ولا أقال عثرته يداخلنا في أمرنا بلا إذن منا ولا رضا، يستبد برأيه فيتحامى ديوننا، لا يمضي من أمرنا اياه إلاّ بما يهواه ويريده، أراده الله في ذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتّى تبر الله بدعوتنا عمره. وكنا قد عرّفنا خبر قوماً من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقا ذلك إلى الخاص من موالينا، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال _ لا رحمه الله _.
وأعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته بما أعلمنا لا من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك، فإنه لا عذر لأحدٍ من موالينا في التشكيك فيما روى عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا تفاوضهم بسرنا ونحمله اياه إليهم، وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى».[2]
وإلى هذا الحد تردد بعض الشيعة تصديق ما ورد في ابن هلال حتّى اضطر بعضهم في مراجعة القاسم بن العلاء لاستيضاح الأمر فخرج إليهم من الإمام (عليه السلام) ما نصه:
«لا شكر الله قدره، لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه، وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرّاً ولا يجعله مستودعاً، وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان لعنه الله وخدمته وطول صحبته، فأبد له الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولم يمهله، والحد لله لا شريك له وصلى الله على محمّد وآله وسلم».[3]
وهكذا يختتم هذا الشقي حياته بدعواه الخاسرة ولم يغنِ من صلاحه وما قدمه أثناء استقامته.
عثمان بن سعيد العمري:
أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي السمان، والعمري نسبةً إلى جده والعسكري نسبة إلى عسكر سر من رأى والسمان لأنه كان يتجر في السمن تغطيةً على الأمر، فكان يحمل الأموال والمراسلات أيام الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) الذي كان سفيره كذلك في جراب السمن خوفاً من أن يُكشف أمره فهو إذن: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الأسدي السمان.
أوّل سفراء الإمام المهدي (عليه السلام) في الغيبة الصغرى، وكان سفيراً للإمام الهادي (عليه السلام) ووكيلاً عنه، وقد روى أحمد بن سعيد القمي قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمّد صلوات الله عليه في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد، ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه فلما مضى أبو الحسن (عليه السلام) وصلت إلى أبي فمحمّد ابنه الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) ذات يوم، فقلت له: مثل قولي لأبيه فقال لي: هذا أبو عمر الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في الحياة والممات فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدّى إليكم فعني يؤديه.[4]
أي أن عثمان بن سعيد العمري عاصر ثلاث أئمّة هم الإمام علي الهادي (عليه السلام) والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والإمام الحجة (عليه السلام) حتى وفاته رضوان الله عليه. أوصى بعد وفاته إلى ولده محمّد بن عثمان بن سعيد بأمرٍ من الإمام المهدي (عليه السلام) . إذ السفارة لا يكون عهدها إلا من قبل الإمام (عليه السلام) وليس لأحد شأنٌ في تعيين السفير أو اختياره.
لم تحدد المصادر التاريخية سنة وفاته ولعل ذلك احدى صور الحذر والتكتم التي كان تعيشها شيعة الإمام (عليه السلام) .
فالسفير الأوّل قريبُ عهدٍ بشهادة الإمام العسكري (عليه السلام) والسلطة لا زالت تعيشُ هواجس المولود الجديد، فهي تمارس أقصى أنواع البطش والتنكيل للوصول إلى حقيقة الأمر، والسفير الأوّل هو القناة الوحيدة التي يمكن وصول السلطة من خلالها إلى وجود الإمام (عليه السلام) ، لذا فان اهمال وفاة السفير الأوّل يأتي ضمن الأمور الاحترازية التي تعيشها الطائفة لتخفي أمر وفاته وتعيين ولده محمد بن عثمان مكانه.
دفن رضوان الله عليه في بغداد في منطقة القشلة المعروفة اليوم ومزاره شاهداً للعيان يلتحق به مسجدٌ عامر تقام به صلاة الجماعة.
العراق:
من مناطق الظهور، فقد وردت الروايات فيه أن له شأناً في الظهور، فهو احدى القواعد المهمة لحركة الإمام المهدي (عليه السلام) وسيكون العراق مسرحاً مهماً لأحداث الظهور فمن ذلك: أولاً: محاولات السفياني بالتوجه إلى العراق وإحداث مجازر عظيمة وسفكه لدماء المؤمنين ومن جهة أخرى سيئال العراق حالات اضطراب وخوف تُحدثها جهات أجنبية تحاول ايقاف حركة الظهور التي سيكون العراق احدى قواعدها المهمة كما ورد في كثير من الروايات منها:
1 _ وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.[5]
2 _ يوشك أهل العراق أن لا يجيئ إليهم درهم ولا قفيز، يمنعهم عن ذلك العجم.[6]
ثانياً: ان الإمام (عليه السلام) سيتوجه إلى العراق بعد القضاء على الحركات المعارضة التي ستكون ضده كحركة السفياني وأمثالها واجها من هذه الحركات في مهدها ومن ثم التوجه إلى العراق وستجري فيه من ملاحم الظهور واليوم الموعود ما أسهبت فيه الروايات الشريفة على أن هناك ملازمة بين ذكر الكوفة وذكر العراق فالروايات التي اختصت بذكر العراق فقط تعني أن توجهه سيكون إلى العراق واقامة دولته المباركة، والروايات التي تحدثت عن الكوفة روايات مخصصة فهي أكثر تفصيلاً في بيان حكم الإمام (عليه السلام) وكيفية تأسيس دولته المباركة.
يتبع إن شاء الله.
[1] المهدي الموعود المنتظر: 119.
[2] المهدي المنتظر: 475 و476.
[3] نفس المصدر.
[4] البحار 51: 344.
[5] الإرشاد 2: 378.
[6] الملاحم والفتن: 94.
احمد امين
16-07-2007, 02:10 PM
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين..
دمتم بخير وبارك الله فيكم
احمد امين
16-07-2007, 02:37 PM
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين..
دمتم بخير وبارك الله فيكم
احمد امين
16-07-2007, 02:40 PM
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه ارضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا ارحم الراحمين..
دمتم بخير وبارك الله فيكم
احمد امين
16-07-2007, 02:48 PM
بارك الله بمركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عج) ووفقكم لمرضاته
وجعلنا واياكم من انصار الحجة بن الحسن سلام الله عليه واعوانه والمستشهدين بين يديه
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024