ارض النجف
18-02-2009, 09:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشيمع .. رسالة من سجين ..إلى الجسد السجين ..!!
http://www6.0zz0.com/2009/02/17/21/680595408.jpg (http://www6.0zz0.com/2009/02/17/21/680595408.jpg)
** الصورة التي نشرت مؤخراً للاستاذ أثناء سجنه فبراير 2009 **
----------------------------
للمشيمع .. رسالة من سجين ..إلى الجسد السجين ..!!
البروفسور / 18 فبراير 2009
سماحة الاستاذ الجليل : حسن مشيمع ... حفظه الله
وحفظ الله الأمل والكرامة بوجودك ..
....(آه .. وبـــعـد..)..!!
أكتب لك ياسيدي خطابي هذا الذي هو خطاب مني أنا ..
أنا "السجين" سجين العجز والحيرة ..
إليك ياسجين " الجســد" .. ولا شيء سوى الجسد ..
خطاب من قلبي السجين بقفصي الصدري ..
إلى قلبك الطليق الذي ينبض في صدر الضمائـر ..
من عقلي المحاصر بظلام هذا العصر ..
لعقلك الحر المهاجر لضياء المستقبل .,.
...
أستاذي الجليل .. إنبئك إننا لم نكن كما أنت ..
فنحن خذلنا أنفسنا وأستطعنا السبات والحياة دونك ..!!
وأشهـدُ أنك لم تكن كذلك وإنك أبـداً لم تغمض الجفن إلّا وهموم المحرومين ُمستقر عينيك ..
وأشهـد إنك لم تتوسد أبداً إلّا وآهات المستضعفين تسافر في عروقك ..
.. إنبئك خجِلاً مما أقول ..إنبئك إننا نتحدث ونتحاور (همــسـاً ) وخفية
ونطالب ( ســراً ) بإطلاق سراحك ..!!
وأشهد إنك لم تنطق إلّا (جـهراً ) بحقوقنا ومكتسابتنا وكنت تلهج دائماً بآلامنا ...
أقسم إننا نشتاق إليك ونريدك بيننا حالاًولانرضى لك المعتقل موطنا ..ولكن هذه نوايانا وأكتفينا بترجمة هذه النوايا بالدعاء لك ..!!
وأشهـد أنك يافخر زماننا لم ترض ولم تُرد لنا الذلة والهوان والضعف والحرمان وترجمت إرادتك بأن أُعتقلت سنيناً من أجلنا حتى أضحت القضبان مرآتك ..!!
وأشهـد أنك رغم كل ذلك إلّا إن السنين أنهكت السجون بدلاً من أن تتمكن منك ولم يتسلل الضعف والتراجع إلى عزيمتك وشدة بأسك ..
بل مضيت َ متصفحاً المنظمات والبلدان حاملاً همّنا بكفٍ وروحك بالكفة الأخرى ..
وأشهد أنك قد بلّغت وإنك دفعت عمرك وصحتك ثمناً لحريتنا وإنك قد عُذبت وشُردّت وتشتت أهلك وإنك قد حوربت وأُستُهدفت ولكنك بقيت ..
طوداً شامخا .. شريفاً رغماً عن أزمة الشرف التي نعيشها
وأعلم يقيناً إنك لن تتراجع لأنك قلت مراراً
وأعلم أنك تعني ما تقول ( إما سجن أو موت أو يتحقق شيئاً من الإنتصار والعدالة )
وإن يحاكموك سيدي فإنهم يحاكمون الحق والحقيقة والحقوق ..
أشهد أنك أوفيت
وأشهـد إننا مقصرون ...
مقصـــــرون ..
لذلك أراني مدين لك أبداً ما حييتُ وما بقي الليل والنهار ..
ولذلك أيضاً أجدني أنا السجين لا أنت .. وما أنت إلّا سجين جسد لا أكثر من ذلك ولا غير ...
أستاذي .. أيها الكثـير .. الكبـير ..وكأنني بلسان حالك يقول :
(لو أصبحتُ أكثر الوحيدين وحدة , فإن الله موجود .
فهو سبحانه كمال من لا كمال له .. لا ثمرة ولا خير بكل أنواع الذم والثناء, ولو أن جميع الخلق أصبحوا ذئاباً متوحشة,
والسماء تمطر على رأسي وابلاً من الحقد والضغينة , فأنت ياإلهي الرحمن الأبدي الذي لايضرّه شيء , فإن يقتلوني .. فسوف لن أداهنهم,
ولن أضحّي بالحقيقة من أجل المصلحة , قد يستطيع هؤلاء الجلادون ان يُعّلقوا جسدي على المشنقة , أو يذوبوني بالشموع ,
ولكن سوف ألقي في قلوبهم حسرة ... وإلى الأبد ,
وهي أنهم لن يسمعوا كلمة آهٍ مني .
إلهي .. ويا ملجأي الدائم علمني كيف أحيا ..؟ أما كيف أموت .؟ فإني سأعرفه . 1*)
أقل مخاطبيك شأناً وأكثرهم تقصيراً ..
ماهر عباس - أبوفرات
18 فبراير 2009
-----------------------------------
هامش : *1 ( من رسالة أرسلها الشهيد الدكتور شريعتي من سجنه لطلابه )
ملاحظة للتوضيح : حين أذكر إننا في هذا الخطاب فإني أعني نفسي ومن يشبهوني ولا أعني أو أمثل الجميع
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشيمع .. رسالة من سجين ..إلى الجسد السجين ..!!
http://www6.0zz0.com/2009/02/17/21/680595408.jpg (http://www6.0zz0.com/2009/02/17/21/680595408.jpg)
** الصورة التي نشرت مؤخراً للاستاذ أثناء سجنه فبراير 2009 **
----------------------------
للمشيمع .. رسالة من سجين ..إلى الجسد السجين ..!!
البروفسور / 18 فبراير 2009
سماحة الاستاذ الجليل : حسن مشيمع ... حفظه الله
وحفظ الله الأمل والكرامة بوجودك ..
....(آه .. وبـــعـد..)..!!
أكتب لك ياسيدي خطابي هذا الذي هو خطاب مني أنا ..
أنا "السجين" سجين العجز والحيرة ..
إليك ياسجين " الجســد" .. ولا شيء سوى الجسد ..
خطاب من قلبي السجين بقفصي الصدري ..
إلى قلبك الطليق الذي ينبض في صدر الضمائـر ..
من عقلي المحاصر بظلام هذا العصر ..
لعقلك الحر المهاجر لضياء المستقبل .,.
...
أستاذي الجليل .. إنبئك إننا لم نكن كما أنت ..
فنحن خذلنا أنفسنا وأستطعنا السبات والحياة دونك ..!!
وأشهـدُ أنك لم تكن كذلك وإنك أبـداً لم تغمض الجفن إلّا وهموم المحرومين ُمستقر عينيك ..
وأشهـد إنك لم تتوسد أبداً إلّا وآهات المستضعفين تسافر في عروقك ..
.. إنبئك خجِلاً مما أقول ..إنبئك إننا نتحدث ونتحاور (همــسـاً ) وخفية
ونطالب ( ســراً ) بإطلاق سراحك ..!!
وأشهد إنك لم تنطق إلّا (جـهراً ) بحقوقنا ومكتسابتنا وكنت تلهج دائماً بآلامنا ...
أقسم إننا نشتاق إليك ونريدك بيننا حالاًولانرضى لك المعتقل موطنا ..ولكن هذه نوايانا وأكتفينا بترجمة هذه النوايا بالدعاء لك ..!!
وأشهـد أنك يافخر زماننا لم ترض ولم تُرد لنا الذلة والهوان والضعف والحرمان وترجمت إرادتك بأن أُعتقلت سنيناً من أجلنا حتى أضحت القضبان مرآتك ..!!
وأشهـد أنك رغم كل ذلك إلّا إن السنين أنهكت السجون بدلاً من أن تتمكن منك ولم يتسلل الضعف والتراجع إلى عزيمتك وشدة بأسك ..
بل مضيت َ متصفحاً المنظمات والبلدان حاملاً همّنا بكفٍ وروحك بالكفة الأخرى ..
وأشهد أنك قد بلّغت وإنك دفعت عمرك وصحتك ثمناً لحريتنا وإنك قد عُذبت وشُردّت وتشتت أهلك وإنك قد حوربت وأُستُهدفت ولكنك بقيت ..
طوداً شامخا .. شريفاً رغماً عن أزمة الشرف التي نعيشها
وأعلم يقيناً إنك لن تتراجع لأنك قلت مراراً
وأعلم أنك تعني ما تقول ( إما سجن أو موت أو يتحقق شيئاً من الإنتصار والعدالة )
وإن يحاكموك سيدي فإنهم يحاكمون الحق والحقيقة والحقوق ..
أشهد أنك أوفيت
وأشهـد إننا مقصرون ...
مقصـــــرون ..
لذلك أراني مدين لك أبداً ما حييتُ وما بقي الليل والنهار ..
ولذلك أيضاً أجدني أنا السجين لا أنت .. وما أنت إلّا سجين جسد لا أكثر من ذلك ولا غير ...
أستاذي .. أيها الكثـير .. الكبـير ..وكأنني بلسان حالك يقول :
(لو أصبحتُ أكثر الوحيدين وحدة , فإن الله موجود .
فهو سبحانه كمال من لا كمال له .. لا ثمرة ولا خير بكل أنواع الذم والثناء, ولو أن جميع الخلق أصبحوا ذئاباً متوحشة,
والسماء تمطر على رأسي وابلاً من الحقد والضغينة , فأنت ياإلهي الرحمن الأبدي الذي لايضرّه شيء , فإن يقتلوني .. فسوف لن أداهنهم,
ولن أضحّي بالحقيقة من أجل المصلحة , قد يستطيع هؤلاء الجلادون ان يُعّلقوا جسدي على المشنقة , أو يذوبوني بالشموع ,
ولكن سوف ألقي في قلوبهم حسرة ... وإلى الأبد ,
وهي أنهم لن يسمعوا كلمة آهٍ مني .
إلهي .. ويا ملجأي الدائم علمني كيف أحيا ..؟ أما كيف أموت .؟ فإني سأعرفه . 1*)
أقل مخاطبيك شأناً وأكثرهم تقصيراً ..
ماهر عباس - أبوفرات
18 فبراير 2009
-----------------------------------
هامش : *1 ( من رسالة أرسلها الشهيد الدكتور شريعتي من سجنه لطلابه )
ملاحظة للتوضيح : حين أذكر إننا في هذا الخطاب فإني أعني نفسي ومن يشبهوني ولا أعني أو أمثل الجميع