شيعية موالية
03-08-2006, 11:33 PM
دفن بني اسد للجثث الطاهرة
( قد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة ، لا تعرفهم فراعنة الارض هم معروفون من أهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة وهذه الجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء ، لا يدرس أثره ولا يعفوا رسمه على كرور الليالي والايام ) . علي بن الحسين (ع) (1)
مع ما كان يتخلل وطئة ضغط المراقبة على الحسين (ع) في آماد قصيرة منذ أن اتصل به الحر في ( ذى حسم ) بعض فتور .
كان بطبيعة الحال الاتصال غيرمسموح به خاصة عندما أصبحت كربلاء منطقة حربالى أن ارتحل ابن سعد منها مع الجند قافلاً إلى الكوفة وأخلى ساحة الموقف ، قصدن نساء من بني أسد أهل الغاضرية للوقوف على جلية الأمر لقرب جوارهم فاشرفوا ( على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، أجساد مجردة وثياب مرملة ، وخدود معفرة تصرهم الشمس ، وتسفي عليهم الرياح ، زوارهم العقبان والرخم ) (2) .
فلم يتمالكن النسوة أنفسهن لروعته بل ولين الادبار متقهقرات وقد أخذ التأثر منهن كل مأخذ ، فأخذن في تقريع الرجال من غير وعي ولا رشد بأشد لهجة وأقسى عتاب ، لتوانيهم وقعودهم عن موارات تلك الجثث والاشاء الطاهرة . ففعل حديثهن فعل السحر في نفوس الرجال ، واثار الحفائظ والهب الشيم . فنهضوا نهضة الرجال الواحد اجابة لدعوة الصاخبة على سبيل التضحية والانتحار مستبسلين غير هيابين ولا وجلين من سلطان بني امية وشديد بطشها . فتسربلوا بسواد الليل لئلا يفتضح امرهم باذلين قصارى جهدهم في انجاز مهمتهم باختصار وسرعة متناهية من غير غسل ولا كفن ، ويحق لنا أن نتساءل هنا ، أفهل كان البعث عن عدم واملاق ام لغاية الاسراع وجلا أم نزولا عند حكم الشريعة مع كل من قتل في سبيل الدين مع غلواء الدعاية القائمة على بذل الاموال ( كما اعرب عن ذلك مجمع بن عبد الله للحسين باعتبارهم خوارج امتنعوا عن بيعة الامام وخليفة المسلمين ( أمير المؤمنين ) يزيد . وهذا عمر بن الحجاج الزبيدي يخاطب الجند برفع صوته ( الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ) . وقد استمرت هذه الدعاية حتى بعد سقوط الامويين بعدة قرون . يقول ابن خلدون في المقدمة (3) عن القاضي أبوبكر ابن العربي المالكي ما معناه ان الحسين قتل بشرع جده .
واقتصروا بني أسد في حومة الحائر على ثلاث حفر ، للحسين (ع) وعلى الاكبر وللشهداء من بني هاشم وحفرة لبقية الشهداء من الانصار . واستحال عليهم نقل جثمان الحسين (ع) دفعة واحدة من محل مقتله الى حفرته اذ كان مقطع اربا اربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه . وكدسوا بقية الاشلاء من غير ما فارق بين ضجيع ، وبعضهم فوق بعض وهالوا عليهم التربة . وقيل أسموا حفرة الشهداء لسعة فتجته بجذوع النخل وعلموا الحفائر بما كان المعهود في مثله وجرت به السنن وأصبح للاسلام به عرف وعادة على غرار ما هو المعمول به اليوم عند البدو .
والعلم بالتحريك لغة علم الثوب من أطراز وهو العلامة وجمعة أعلام مثل سبب وأسباب وعلمت له علامة بالتشديد امارة يعرف بها ، كانت أعلام حفرهم قائمة حتى أمر المتوكل بحرث قبر الحسين .
تحرى محمد بن الحسين الاشناني لقبر الحسين (ع) ووضع حوله علامات ، وبعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين والشيعة فاخرجوا وأعادوا علم حفرته الطاهرة دون بقية الحفر فطمست أعلامهم ، وذكر المفيد محمد بن محمد بن نعمان في الارشاد عند انصرام القرن الرابع ومستهل الخامس ، أصحاب الحسين الذين قتلوا معه فانهم دفنوا حوله ولسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق (4) والتفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم . وصرح في محلين آخرين : ( وانهم كلهم مدفونون قرب الحسين في مشهده ، حفروا لهم حفرة وأكثر وألقوا فيها جميعا وسوي عليهم ) . ولغاية الاختبار الذي قمت به عند تجديد تبليط الروضة الزاكية أحطت بموضع حفرتهم يتصل بالقسم الشرقي من الشبكة المباركة بغير ما انفصال ولسماء حفرتهم أزج (5)رومي قي ستة أمتار بعرض مترين . ولا بد من أن تكون حفرة الهاشميين داخل الشبكة المنسوبة لعلي بن الحسين (ع) ، فيما بين أجداث الشهداء والجدث الاقدس الحسيني .
كان نبث علم الذي علموا به جدث المصطفى ( صلعم ) برواية ابن سعد في الطبقات عن الامام جعفر بن محمد عن أبيه كان وجه الأرض شبرا ،ووصف القاسم بن محمد انه حصباء حمراء (6) كان لجدث أميرالمؤمنين سلام الله عليه علما جرفه السيل برواية محمد بن خالد عن الامام جعفر ابن محمد بين الذكوات البيض على ما رواه ابن طاوس في الفرحه .
ولم تجر العادة آنذاك باتخاذ أبنية ( أضرحة ) على الأجداث الا المصطفى صلى الله عليه لدفنه في حجرته الطاهرة الذي أقامه بنفسه صلى الله عليه وآله حال حياته لا يوائه (7) .
بطبيعة الحال كان مظللا فاعتزله السيدة عائشة الى ما يجاوره وفضلا عما كان يحيط بني أسد . ولورود لفظ الجميع من الممكن أن شاركوهم أهل قرية نينوى ، وكلاهما تقريبا يتساويان في البعد عن الحائر الاقدس . ولهذا العلم الذي رفعوه على الاجداث الطاهرة ، وعندئذ أشار السجاد في خبر زائدة .
مع ما كان من المقتضي لدفع الشبهات عن أنفسهم أن يساووا وجه الاجداث لعد الدفن من غير ما أي علامة بارزة ابقاء على حياتهم . الا أن استبسالهم على سبل تضحية بعثهم على أن يعلموا علما ولتماسك تسوية العلم كان المصطفى صلى الله عليه أمر لجدث ولده ابراهيم من مارية القبطية بقربة ماء ، أتاه به أحد الانصار (8) رش العلم وكذلك رش على علم جدثه الأقدس صلى الله عليه بعد دفنه (9)فلا بد من أن بني أسد آخر عمل قاموا به بعد دفن الاشلاء أن رشوا أعلام الحفر بما عند انصرافهم لتتماسك التربة ، وكان ذلك خاتمة عملهم في كل ما قاموا به .
( قد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة ، لا تعرفهم فراعنة الارض هم معروفون من أهل السموات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة وهذه الجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون لهذا الطف علما لقبر سيد الشهداء ، لا يدرس أثره ولا يعفوا رسمه على كرور الليالي والايام ) . علي بن الحسين (ع) (1)
مع ما كان يتخلل وطئة ضغط المراقبة على الحسين (ع) في آماد قصيرة منذ أن اتصل به الحر في ( ذى حسم ) بعض فتور .
كان بطبيعة الحال الاتصال غيرمسموح به خاصة عندما أصبحت كربلاء منطقة حربالى أن ارتحل ابن سعد منها مع الجند قافلاً إلى الكوفة وأخلى ساحة الموقف ، قصدن نساء من بني أسد أهل الغاضرية للوقوف على جلية الأمر لقرب جوارهم فاشرفوا ( على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، أجساد مجردة وثياب مرملة ، وخدود معفرة تصرهم الشمس ، وتسفي عليهم الرياح ، زوارهم العقبان والرخم ) (2) .
فلم يتمالكن النسوة أنفسهن لروعته بل ولين الادبار متقهقرات وقد أخذ التأثر منهن كل مأخذ ، فأخذن في تقريع الرجال من غير وعي ولا رشد بأشد لهجة وأقسى عتاب ، لتوانيهم وقعودهم عن موارات تلك الجثث والاشاء الطاهرة . ففعل حديثهن فعل السحر في نفوس الرجال ، واثار الحفائظ والهب الشيم . فنهضوا نهضة الرجال الواحد اجابة لدعوة الصاخبة على سبيل التضحية والانتحار مستبسلين غير هيابين ولا وجلين من سلطان بني امية وشديد بطشها . فتسربلوا بسواد الليل لئلا يفتضح امرهم باذلين قصارى جهدهم في انجاز مهمتهم باختصار وسرعة متناهية من غير غسل ولا كفن ، ويحق لنا أن نتساءل هنا ، أفهل كان البعث عن عدم واملاق ام لغاية الاسراع وجلا أم نزولا عند حكم الشريعة مع كل من قتل في سبيل الدين مع غلواء الدعاية القائمة على بذل الاموال ( كما اعرب عن ذلك مجمع بن عبد الله للحسين باعتبارهم خوارج امتنعوا عن بيعة الامام وخليفة المسلمين ( أمير المؤمنين ) يزيد . وهذا عمر بن الحجاج الزبيدي يخاطب الجند برفع صوته ( الزموا طاعتكم ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الامام ) . وقد استمرت هذه الدعاية حتى بعد سقوط الامويين بعدة قرون . يقول ابن خلدون في المقدمة (3) عن القاضي أبوبكر ابن العربي المالكي ما معناه ان الحسين قتل بشرع جده .
واقتصروا بني أسد في حومة الحائر على ثلاث حفر ، للحسين (ع) وعلى الاكبر وللشهداء من بني هاشم وحفرة لبقية الشهداء من الانصار . واستحال عليهم نقل جثمان الحسين (ع) دفعة واحدة من محل مقتله الى حفرته اذ كان مقطع اربا اربا ، ووضعوه فوق حصير بورياء ورفعوا أطرافه . وكدسوا بقية الاشلاء من غير ما فارق بين ضجيع ، وبعضهم فوق بعض وهالوا عليهم التربة . وقيل أسموا حفرة الشهداء لسعة فتجته بجذوع النخل وعلموا الحفائر بما كان المعهود في مثله وجرت به السنن وأصبح للاسلام به عرف وعادة على غرار ما هو المعمول به اليوم عند البدو .
والعلم بالتحريك لغة علم الثوب من أطراز وهو العلامة وجمعة أعلام مثل سبب وأسباب وعلمت له علامة بالتشديد امارة يعرف بها ، كانت أعلام حفرهم قائمة حتى أمر المتوكل بحرث قبر الحسين .
تحرى محمد بن الحسين الاشناني لقبر الحسين (ع) ووضع حوله علامات ، وبعد قتل المتوكل حضر مع بعض الطالبيين والشيعة فاخرجوا وأعادوا علم حفرته الطاهرة دون بقية الحفر فطمست أعلامهم ، وذكر المفيد محمد بن محمد بن نعمان في الارشاد عند انصرام القرن الرابع ومستهل الخامس ، أصحاب الحسين الذين قتلوا معه فانهم دفنوا حوله ولسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق (4) والتفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم . وصرح في محلين آخرين : ( وانهم كلهم مدفونون قرب الحسين في مشهده ، حفروا لهم حفرة وأكثر وألقوا فيها جميعا وسوي عليهم ) . ولغاية الاختبار الذي قمت به عند تجديد تبليط الروضة الزاكية أحطت بموضع حفرتهم يتصل بالقسم الشرقي من الشبكة المباركة بغير ما انفصال ولسماء حفرتهم أزج (5)رومي قي ستة أمتار بعرض مترين . ولا بد من أن تكون حفرة الهاشميين داخل الشبكة المنسوبة لعلي بن الحسين (ع) ، فيما بين أجداث الشهداء والجدث الاقدس الحسيني .
كان نبث علم الذي علموا به جدث المصطفى ( صلعم ) برواية ابن سعد في الطبقات عن الامام جعفر بن محمد عن أبيه كان وجه الأرض شبرا ،ووصف القاسم بن محمد انه حصباء حمراء (6) كان لجدث أميرالمؤمنين سلام الله عليه علما جرفه السيل برواية محمد بن خالد عن الامام جعفر ابن محمد بين الذكوات البيض على ما رواه ابن طاوس في الفرحه .
ولم تجر العادة آنذاك باتخاذ أبنية ( أضرحة ) على الأجداث الا المصطفى صلى الله عليه لدفنه في حجرته الطاهرة الذي أقامه بنفسه صلى الله عليه وآله حال حياته لا يوائه (7) .
بطبيعة الحال كان مظللا فاعتزله السيدة عائشة الى ما يجاوره وفضلا عما كان يحيط بني أسد . ولورود لفظ الجميع من الممكن أن شاركوهم أهل قرية نينوى ، وكلاهما تقريبا يتساويان في البعد عن الحائر الاقدس . ولهذا العلم الذي رفعوه على الاجداث الطاهرة ، وعندئذ أشار السجاد في خبر زائدة .
مع ما كان من المقتضي لدفع الشبهات عن أنفسهم أن يساووا وجه الاجداث لعد الدفن من غير ما أي علامة بارزة ابقاء على حياتهم . الا أن استبسالهم على سبل تضحية بعثهم على أن يعلموا علما ولتماسك تسوية العلم كان المصطفى صلى الله عليه أمر لجدث ولده ابراهيم من مارية القبطية بقربة ماء ، أتاه به أحد الانصار (8) رش العلم وكذلك رش على علم جدثه الأقدس صلى الله عليه بعد دفنه (9)فلا بد من أن بني أسد آخر عمل قاموا به بعد دفن الاشلاء أن رشوا أعلام الحفر بما عند انصرافهم لتتماسك التربة ، وكان ذلك خاتمة عملهم في كل ما قاموا به .