مؤمن ال فرعون
20-02-2009, 10:42 AM
الحرب (لم تنته)..والمتغيرات الرئيسة (لم تحدث بعد)!!
خبير مكافحة التمرّد: الظروف الكلاسيكية في العراق (ناضجة)
لـ (انقلاب عسكري)!
شؤون سياسية - 18/02/2009 - 9:01 pm
الجنرال أوديرنو يعترف: أحب أن أرى 30,000 جندي أميركي يبقون في العراق حتى سنة 2014 أو 2015
الخبراء يتوقعون "صراع الشركاء في السلطة" و"حرباً أهلية" دامية خلال سنوات!
هل تبحث واشنطن عن "وسيلة" للتحالف مع الصدر "عدوها اللدود" و"عدو إيران الرئيس بين الشيعة"؟
خبير أمن الشرق الأوسط في الاستخبارات العسكرية الأميركية: "نفوذ إيران في العراق سيصبح أقوى"!
خبير بريطاني: الحكومة العراقية مليئة بالوكلاء الإيرانيين والحال جاهزة لدكتاتورية قاسية و"ذيل" لطهران
واشنطن-النور: "منذر عبد الكريم"
لعل ما يقوله بروفيسور أميركي، متخصص بشؤون الأمن –مستنداً الى تحليلات خبراء آخرين وقادة عسكريين وسياسيين ومتخصصين في شؤون الاستخبارات- أقسى الاستنتاجات والتحليلات التي ظهرت حتى الآن. لأنّ "حرباً أهلية جديدة يمكن أن تكون مدمرة للغاية" ولأنّ "انقلاباً عسكرياً، سيكون الخيار المحبط" ولأنّ "استمرار الاحتلال حتى سنة 2015 بأي شكل من الأشكال، سيكون مرّاً"، وأيضاً لأن "تصاعد النفوذ الإيراني في العراق، سيكون خنجراً مسموماً في ظهور العراقيين".
إنه يرى أن التوقع الأكثر انتشاراً في الجيش الأميركي، هو أن عشرات ألوف الجنود سيبقون في العراق لسنين طويلة. ويعتقد أننا حتى الآن في منتصف طريق الحرب، وأنّ ما مرّ لم يكن إلا "الشوط الأول" من "مباراة أكبر حروب الشرق الأوسط" كما هو المتصوّر.
وينقل البروفيسور رأي الجنرال (رايموند أوديرنو) القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق بأنه يحب أن يرى ما لا يقل عن 30,000 جندي أميركي، باقين في العراق، لكن الخبراء المتخصصين يعتقدون أن الظروف الكلاسيكية لحدوث "انقلاب عسكري" متوفرة، وأن "صراع الشركاء في السلطة" سيحدث لا محالة، وهو أمر ينذر بأن يكون بداية الحرب الأهلية الدامية، التي –يعتقد الخبير الأميركي الأمني- أن الولايات المتحدة قد أرست دعائمها في كل مكان من أرض العراق.
إنّ واشنطن برأيه لم تعرف كيف تستفيد من (مقتدى الصدر) وأنها ربما تكون الآن تبحث عن وسيلة للتحالف مع التيار الصدري عدوها اللدود، والذي كان "عدواً رئيساً لإيران" في الوسط الشيعي. لكنّه يستنتج مما يقوله خبراء أمن متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أن "نفوذ إيران سيقوى" مؤكداً أن الحكومة العراقية مليئة بالوكلاء الإيرانيين وأن الحال ربما تكون جاهزة لإعلان دكتاتورية قاسية و"ذيل" لطهران.
وبرغم قسوة هذه التحليلات "الأكثر تشاؤماً" حتى الآن، إلا أنّ الإطلاع عليها، واستجلاء مدى دقة "الحقائق" فيها، ربما تكون نافعة لمن هم في السلطة، ولمن هم في ميادين العملية السياسية، بقدر ما هي مهمة للناس، وكل الأوساط التي ربما "تنام" الآن على وسادة الطمأنينة لـ "مستقبل" رغيد آت، نتمنّاه، لكننا لا نريد أن نفاجأ بما لا نتوقعه أو نحسب حسابه!.
ويؤكد البروفيسور (توماس ريكس) المراسل العسكري الخاص للواشنطن بوست في مقال نشرته الصحيفة بتكييف عن كتابه ((المقامرة: الجنرال ديفيد بيتريوس والمغامرة الأميركية في العراق 2006-2008)): أنّ الحرب في العراق "لم تنته بعد". وأنّ "الأحداث الرئيسة" ربما لا تكون قد حدثت بعد. وبمعنى أن العراق ينتظر "تطورات دراماتيكية" خطيرة، سعى المؤلف الى كشفها في كتابه الجديد.
ويقول (ريكس) وهو زميل أقدم في مركز الأمن الأميركي الجديد: في تشرين الأول 2008، بينما كنتُ أنهي كتابي الأخير عن الحرب العراقية، زرتُ "المنتدى الروماني" خلال توقفي في إيطاليا. جلست على سور صخري للجانب الجنوبي من لـCapitoline Hill المكان الذي تنتشر فيه بقايا آثار العصور الوسطى، ودرست قوسي النصر في حافّتي المنتدى، وكلاهما يحيي ذكرى الحروب الرومانية في الشرق الأوسط. وإلى الجنوب كان "قوس تيتوس" الذي اكتمل سنة 81 بعد الميلاد، ويمجّد الانتصارات في مصر والقدس. وإلى الشمال، هناك "قوس سيبتيميوس سيفيروس". إن هذه البقايا انعكست عندي –يؤكد ريكس- إدراكاً محزناً بالنسبة للولايات المتحدة، إذ ببساطة، ليس حقيقياً الاعتقاد بأن الجيش الأميركي سيكون قادراً على الانسحاب من الشرق الأوسط.
ويضيف قوله: إنه كان أسبوع انشغال القوات الأميركية بالقتال في سوريا، والعراق، وأفغانستان، والباكستان -سلسلة البلدان التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط حتى المحيط الهندي- مقتفية أثر (الإسكندر المقدوني)، والرومان، والبريطانيين. فلآلاف السنين كان مصير القوى العظمى في الغرب، أن تصبح متورطة في سياسات هذه المنطقة. منذ أزمة السويس سنة 1956، عندما بدأ النفوذ الفرنسي والبريطاني يعاني من تضاؤل كبير، كان "الدور" للولايات المتحدة، كي تأخذ الصدارة، وأن تجلس على ذلك الجدار الذي جلستُ عليه، أنّنا كلما انشغلنا أكثر بالحديث عن الخروج من الشرق الأوسط، أصبحنا أكثر "تورّطاً" وبعمق في الانشغال به!.
وأوضح البروفيسور الأميركي قوله: لقد قام الرئيس (باراك أوباما) بحملة للانسحاب من العراق، لكنه أيضا يتحدث عن "قوة مكوث" لما بعد إنهاء الاحتلال. إن التوقع واسع الانتشار في أوساط الجيش الأميركي، هو أننا سيكون لدينا "عشرات الألوف من القوات في العراق، وتبقى لسنوات". وفي مقابلة لي معه –في تشرين الثاني الماضي- أخبرني الجنرال (رايموند أوديرنو) القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق، أنه يود أن يرى 30,000 جندي، يبقون في العراق حتىسنة 2014 أو 2015.
ويبدو أن الأميركان –كما يقول ريكس في كتابه- دائمو التفكير في أن الحرب، أو في الأقل الجزء المتعلق بهم فيها، سينتهي قريباً. وعندما أسمع ذلك، أشعر بالقلق. ويضيف: أنا أفكر بالعبارة التي كان نائب وزير الدفاع الأميركي (بول ولفويز) يستخدمها دائما في شتاء سنة 2003، قبل غزو العراق: ((صعب التصوّر)). لذا من الصعب تصوّر، أن الجنرال (أوديرنو) سيخبر الكونغرس، ووسائل الإعلام والصحافة، أن الحرب ستستمر طالما استمرت مخاوفهم، أو أنها يمكن أن تكلف بقدر ما كلفت في السابق، أو أنها ستتطلب المزيد من القوات. أنا قلق الآن أننا سنفشل ثانية في تصوّر ما كسبناه من هذه الحرب، و"إلى متى سنبقى ندفع الثمن من الدم، والأموال، والسمعة، والمصداقية في العالم؟!". أنا لا أعتقد أن الحرب في العراق انتهت، وأشعر بالقلق لأن "هناك الكثير مما سيأتي، والذي يفوق كل شكوكنا"!.
ويؤكد قوله: إن حضوراً أميركياً صغيراً في عدد قواته، لكنْ لمدة طويلة في العراق، ربما هو الشيء الأحسن الذي نأمله. إن فكرة امتلاك أعداد صغيرة من القوات الأميركية، تموت خلال سنوات في صحراء العراق وبساتينه، لهي فكرة غير جذابة أو مقبولة، لكنها تبدو أفضل من أن تُطرد تلك القوات أو تُسحب، لتدع "القشرة الفاصلة" تسقط في مجتمع يمكن أن تُمارس فيه "عمليات القتل الجماعي"!.
وتقريباً كل مسؤول أميركي التقيت به في العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية –يقول ريكس- يوافقني على هذا الرأي. وبهذا الصدد، يؤكد الجنرال (بيتر منصور) الذي كان ذات يوم الضابط التنفيذي في مكتب الجنرال (ديفيد بيتريوس) عندما كان قائداً للقوات الأميركية في العراق: ((إنها ليست حملة يمكن أن نربحها في سنة أو في سنوات)). وأضاف قوله: ((إن الولايات المتحدة يجب أن تكون راغبة في تأمين هذا الجهد للكثير، الكثير من السنوات. أنا لا أستطيع أن أتحدث عن أكثر من هذا)).
ويؤكد مؤلف كتاب ((المقامرة)) أن الكثيرين قلقون من الفكرة التالية: بينما تنسحب القوات الأميركية، ويضعف نفوذها في العراق، فإن ميل العراقيين نحو الحلول العنيفة سيزداد. وفي أيلول 2008، كان (جون مكريري) وهو محلل مخضرم لوكالة الاستخبارات العسكرية، قد استنتج أن الترتيبات التي فُرضت من قبل الولايات المتحدة على الفئات العراقية يجب أن تقلقنا لأسباب عديدة. أولاً: إنها تقدم ما يشبه السلام، لكنه ليس "سلاماً". وثانياً: إحدى الفئات في حالات كهذه، ستحاول دائما كسر هذه الترتيبات أو الإجراءات. وقال ((إن التشارك في السلطة غالباً ما يقود الى العنف)) وعلى الأغلب سيكون ذلك بعد أن تنسحب القوات التي فرضت هذه الترتيبات.
ويرى البروفيسور (ريكس) أن الكثيرين ممن هم قريبون من الحال العراقية، يتوقعون "حرباً أهلية" مدمرة تندلع خلال السنوات المقبلة. ويقول إن عقيداً في الجيش الأميركي أخبره قوله: ((أنا لا أعتقد أن الحرب الأهلية، قد كوفحت حتى الآن))!. وكان الآخرون –يؤكد ريكس- قلقين من أنّ العراق قد ينجرف نحو السيطرة العسكرية.
ويقول خبير مكافحة التمرد (ديفيد كيلكولين) إنه قلق من أن "الظروف الكلاسيكية المعروفة لانقلاب عسكري تنضج"، ويمكن تلخيصها بالآتي: نخبة سياسية مرتشية، تنمو خارج أسوار المنطقة الخضراء، وهي قادرة وقريبة الى الناس، وتعمل معهم وتحاول أن تتحدّث بهمومهم.
علاوةعلى ذلك، يؤكد البروفيسور (ريكس) قوله: إن احتضان الأميركان للمتمردين السابقين قد خلق الكثير من مراكز القوى في العراق، لكنّ العديد من وجوه أولئك الذين يديرون هذه القوى مازالت "غامضة". وعن هذا الجانب كان العقيد (مايكل غالوسيس) قائد الشرطة العسكرية في بغداد، قد قال سنة 2007، عندما كان يستعد للرحيل الى الولايات المتحدة: ((لقد أجرينا الكثير من الصفقات مع رجال غامضين)). وأضاف: ((إن الصفقات تعمل، لكن "مفتاحها"......ترى هل سيستمر؟)) بحسب تعبير العقيد!.
إن واحدا من الأشخاص الذين يُفهم عنهم القليل من هؤلاء الأشخاص "المظللين" أو "الغامضين" هو أيضا واحد من أبرز رجال الدين الشيعة (مقتدى الصدر). لقد قللت الحكومة الأميركية من "تقدير خطورته" على الدوام؛ أولاً عندما غزت العراق، وواجه القوة العظمى الأميركية بعنف. وهو لم ينج من تلك المواجهة، بل ظهر أكثر قوة، وسُمح لأنصاره بالمشاركة في الحكومة التي صنعتها الولايات المتحدة. إذا تمكن هذا الرجل من البقاء حياً، فإن المزيد من القوة ستتدفق إليه.
ولأسباب وطنية، إذا أمكن سحب (الصدر) الى الميدان السياسي، فإنه قد يصبح وبشكل فعال، حليف "الملاءمة" للأميركان. لقد لاحظ البروفيسور (ريدر فيسير) خريج أكسفورد، الخبير في الشؤون الشيعية بأنه ((يجب أن لا يُنسى أن الصدريين هم الأعداء الرئيسين التاريخيين لطهران في الوسط الشيعي)). لكن آخرين يؤكدون أن (الصدر) سادرٌ أو "نائم" الآن الى أن تنسحب القوات الأميركية من العراق، وعندها سيشرع بدوره القتالي في العراق.
إن دور إيران يبقى صعباً و"مشكلاتي الطابع" كما يقول (ريكس). وفي هذه النقطة بالتحديد، يبدو العراق الرابح الرئيس من الحرب، وربما على صعيد المنطقة. ويقول (جيفري وايت) خبير وكالة الاستخبارات العسكرية في الشؤون الأمنية للشرق الأوسط: ((إن النفوذ الإيراني سيبقى، وربما يصبح أكثر قوة)). وأضاف قوله: ((إن الإيرانيين لهم الكثير من الاتصالات والوكلاء النافذين في العراق. وعلاوةعلى ذلك فإن الحدود الممتدة بين العراق وإيران عامل استراتيجي لديمومة هذه الاتصالات، وكذلك فإن الدور الاقتصادي للإيرانيين يتنامى في العراق)).
وما هو أكثر، لاحظ (توبي دودج) خبير الدفاع البريطاني، الذي كان مستشاراً عرضياً للجنرال (بيتريوس) أن "الحكومة العراقية الحالية مليئة بالوكلاء الإيرانيين. ولذا فإن الأمور يمكن أن تؤدي الى دكتاتورية جاهزة وقاسية...وستكون ذيلاً لإيران".
لكن الكثيرين من العسكريين الأميركان الموجودين في العراق، يعتقدون أن "التهديد الأكبر" للتطلعات الأميركية في العراق، لن يكون الإيرانيين، بل هم العراقيين أنفسهم. إن الجيش العراقي أصبح أحسن، لكنه مازال "مؤسسة متصدّعة"، حتى مع وجود عشرات الألوف من الجنود الأميركان تراقب حركته!.
ويؤكد (ريكس) أن الرائد (مات ويتني) الذي أمضى سنة 2006 يعمل مستشاراً للجنرالات العراقيين، يتوقع أن القادة العراقيين –بعد أن تكون القوات الأميركية خارج البلد- يرجعون الى "الطرق الوحشية" للأيام الأولى، وقال: ((لقد علمهم صدام حسين، كيف يضطهدون مجتمع المدينة، ونحن في الأربع سنوات الماضية، عزّزنا هذا الدرس)). وأضاف: ((إنهم جاهزون لقتل الناس، الكثير من الناس، لفرض الاستقرار في العراق)).
ويقول البروفيسور (ريكس) المراسل العسكري الخاص للواشنطن بوست: في آخر مقابلة لي مع الجنرال (أوديرنو) احتج على منطق هذا التفكير. إنه يعتقد أن القادة العراقيين قد تطوروا، ولن تكون هناك عودة آلية الى وحشية عصر صدام. بحسب تعبيره. وأضاف: ((أعتقد أن هذا الأمر كان قبل سنتين صحيحاً. ولكنه قبل سنة كان أقل صحة. أما اليوم فهو تقريباً غير صحيح)). لكنه أردف قائلاً: ((بوضوح إن المشكلات مازالت باقية، وهذا هو أحد الأسباب الذي يُبقي الحضور الأميركي مطلوباً لبعض الوقت))!.
لكنّ تقييم الجنرال (أوديرنو) المتفائل، يتضارب مع البيانات المتكررة للقياديين العراقيين أنفسهم. يقول الرائد (جاد كوايل) الذي يعمل مستشاراً لكتيبة عراقية في جنوب بغداد خلال عمل قوات السورج الإضافية سنة 2007 وحتى منصف 2008: ((عندما تتعرف عليهم سيكونون صادقين معك، كل فرد فيهم يعتقد الفكرة الديمقراطية والحكومة الممثلة للشعب في العراق، سخيفة للغاية)).
ولهذا –يقول البروفيسور ريكس- من أجل معالجة "السؤال المفهومي" الذي افترضه (بيتريوس) خلال الغزو: "كيف ستنتهي هذه الحرب؟". وفي رأيه أن الإجابة الأحسن عن هذا السؤال، جاءت من (تشارلي ميللر) أحد الذين يستشيرهم الجنرال (بيتريوس) بقوله: ((لا أعتقد أن ستنتهي)). وأضاف: ((سيكون هناك بعض الحضور الأميركي، وبعض العلاقات مع العراقيين لعقود......نحن نفكر بحال إعادة البناء بعد الحرب الأهلية)).
ويوثق الكاتب فكرته قائلاً: إن الإجماع الهادئ على هذا الرأي، يظهر في وسط الكثيرين ممن خدموا في العراق، ويؤكد هؤلاء أن الجنود الأميركان ربما يبقون منشغلين بالقتال في هذا البلد حتى سنة 2015، وهذا يعني أننا في منتصف زمن النزاع الآن.
وأخيراً يكشف البروفيسور (توماس ريكس) أنّ السفير الأميركي في العراق (رايان كروكر) أخبره السنة الماضية، قائلاً: ((ما الذي سيفكر فيه العالم في النهاية بشأننا، وما الذي سنفكر فيه بشأن أنفسنا، سيُحدّد في ضوء ما سيحدث من الآن فصاعداً، أكثر مما حدث في السابق)). وبكلمات أخرى –يقول ريكس- فإنّ الأحداث الجسيمة التي تتعلق بحرب العراق، ربما لم تحدث حتى الآن!!.
إن كتاب "المقامرة" يضع العراق تماماً في "لحظة مقامرة" تاريخية، فهو لا يراهن على انبثاق جهة سياسية عراقية "مخلصة"، فتأكيده ينصب على أن الولايات المتحدة بنت "للخصومة الدائمة" أرضية قوية، يتصوّرها المؤلف تمهيداً لحرب أهلية ثانية "قد تسلخ جلد العراق وتشوي لحمه على نار سعيرية طويلة الأمد" لا سمح الله.
لكنّ "التمنّي" شيء وتفصيلات الواقع شيء آخر، وما يخيف أنّ أميركا قد تحتاج الى حرب كهذه كبديل لحرب مباشرة مع إيران. وفي إطار كل هذه السوداوية في التحليل، ربما تكون "دراسة البروفيسور" في كتابه الأمني، جزء من البروبغندا الأميركية التي أعقبت توقيع الاتفاقية الأمنية "صوفا" والتي تهدف الى "المكوث الأميركي" في العراق بأي ثمن، حتى لو كان "إرعاب العراقيين" أو إدخالهم من جديد في أتون حرب أهلية دامية!.
رابط الملف برس http://almalafpress.net/index.php?d=143&id=81268
خبير مكافحة التمرّد: الظروف الكلاسيكية في العراق (ناضجة)
لـ (انقلاب عسكري)!
شؤون سياسية - 18/02/2009 - 9:01 pm
الجنرال أوديرنو يعترف: أحب أن أرى 30,000 جندي أميركي يبقون في العراق حتى سنة 2014 أو 2015
الخبراء يتوقعون "صراع الشركاء في السلطة" و"حرباً أهلية" دامية خلال سنوات!
هل تبحث واشنطن عن "وسيلة" للتحالف مع الصدر "عدوها اللدود" و"عدو إيران الرئيس بين الشيعة"؟
خبير أمن الشرق الأوسط في الاستخبارات العسكرية الأميركية: "نفوذ إيران في العراق سيصبح أقوى"!
خبير بريطاني: الحكومة العراقية مليئة بالوكلاء الإيرانيين والحال جاهزة لدكتاتورية قاسية و"ذيل" لطهران
واشنطن-النور: "منذر عبد الكريم"
لعل ما يقوله بروفيسور أميركي، متخصص بشؤون الأمن –مستنداً الى تحليلات خبراء آخرين وقادة عسكريين وسياسيين ومتخصصين في شؤون الاستخبارات- أقسى الاستنتاجات والتحليلات التي ظهرت حتى الآن. لأنّ "حرباً أهلية جديدة يمكن أن تكون مدمرة للغاية" ولأنّ "انقلاباً عسكرياً، سيكون الخيار المحبط" ولأنّ "استمرار الاحتلال حتى سنة 2015 بأي شكل من الأشكال، سيكون مرّاً"، وأيضاً لأن "تصاعد النفوذ الإيراني في العراق، سيكون خنجراً مسموماً في ظهور العراقيين".
إنه يرى أن التوقع الأكثر انتشاراً في الجيش الأميركي، هو أن عشرات ألوف الجنود سيبقون في العراق لسنين طويلة. ويعتقد أننا حتى الآن في منتصف طريق الحرب، وأنّ ما مرّ لم يكن إلا "الشوط الأول" من "مباراة أكبر حروب الشرق الأوسط" كما هو المتصوّر.
وينقل البروفيسور رأي الجنرال (رايموند أوديرنو) القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق بأنه يحب أن يرى ما لا يقل عن 30,000 جندي أميركي، باقين في العراق، لكن الخبراء المتخصصين يعتقدون أن الظروف الكلاسيكية لحدوث "انقلاب عسكري" متوفرة، وأن "صراع الشركاء في السلطة" سيحدث لا محالة، وهو أمر ينذر بأن يكون بداية الحرب الأهلية الدامية، التي –يعتقد الخبير الأميركي الأمني- أن الولايات المتحدة قد أرست دعائمها في كل مكان من أرض العراق.
إنّ واشنطن برأيه لم تعرف كيف تستفيد من (مقتدى الصدر) وأنها ربما تكون الآن تبحث عن وسيلة للتحالف مع التيار الصدري عدوها اللدود، والذي كان "عدواً رئيساً لإيران" في الوسط الشيعي. لكنّه يستنتج مما يقوله خبراء أمن متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أن "نفوذ إيران سيقوى" مؤكداً أن الحكومة العراقية مليئة بالوكلاء الإيرانيين وأن الحال ربما تكون جاهزة لإعلان دكتاتورية قاسية و"ذيل" لطهران.
وبرغم قسوة هذه التحليلات "الأكثر تشاؤماً" حتى الآن، إلا أنّ الإطلاع عليها، واستجلاء مدى دقة "الحقائق" فيها، ربما تكون نافعة لمن هم في السلطة، ولمن هم في ميادين العملية السياسية، بقدر ما هي مهمة للناس، وكل الأوساط التي ربما "تنام" الآن على وسادة الطمأنينة لـ "مستقبل" رغيد آت، نتمنّاه، لكننا لا نريد أن نفاجأ بما لا نتوقعه أو نحسب حسابه!.
ويؤكد البروفيسور (توماس ريكس) المراسل العسكري الخاص للواشنطن بوست في مقال نشرته الصحيفة بتكييف عن كتابه ((المقامرة: الجنرال ديفيد بيتريوس والمغامرة الأميركية في العراق 2006-2008)): أنّ الحرب في العراق "لم تنته بعد". وأنّ "الأحداث الرئيسة" ربما لا تكون قد حدثت بعد. وبمعنى أن العراق ينتظر "تطورات دراماتيكية" خطيرة، سعى المؤلف الى كشفها في كتابه الجديد.
ويقول (ريكس) وهو زميل أقدم في مركز الأمن الأميركي الجديد: في تشرين الأول 2008، بينما كنتُ أنهي كتابي الأخير عن الحرب العراقية، زرتُ "المنتدى الروماني" خلال توقفي في إيطاليا. جلست على سور صخري للجانب الجنوبي من لـCapitoline Hill المكان الذي تنتشر فيه بقايا آثار العصور الوسطى، ودرست قوسي النصر في حافّتي المنتدى، وكلاهما يحيي ذكرى الحروب الرومانية في الشرق الأوسط. وإلى الجنوب كان "قوس تيتوس" الذي اكتمل سنة 81 بعد الميلاد، ويمجّد الانتصارات في مصر والقدس. وإلى الشمال، هناك "قوس سيبتيميوس سيفيروس". إن هذه البقايا انعكست عندي –يؤكد ريكس- إدراكاً محزناً بالنسبة للولايات المتحدة، إذ ببساطة، ليس حقيقياً الاعتقاد بأن الجيش الأميركي سيكون قادراً على الانسحاب من الشرق الأوسط.
ويضيف قوله: إنه كان أسبوع انشغال القوات الأميركية بالقتال في سوريا، والعراق، وأفغانستان، والباكستان -سلسلة البلدان التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط حتى المحيط الهندي- مقتفية أثر (الإسكندر المقدوني)، والرومان، والبريطانيين. فلآلاف السنين كان مصير القوى العظمى في الغرب، أن تصبح متورطة في سياسات هذه المنطقة. منذ أزمة السويس سنة 1956، عندما بدأ النفوذ الفرنسي والبريطاني يعاني من تضاؤل كبير، كان "الدور" للولايات المتحدة، كي تأخذ الصدارة، وأن تجلس على ذلك الجدار الذي جلستُ عليه، أنّنا كلما انشغلنا أكثر بالحديث عن الخروج من الشرق الأوسط، أصبحنا أكثر "تورّطاً" وبعمق في الانشغال به!.
وأوضح البروفيسور الأميركي قوله: لقد قام الرئيس (باراك أوباما) بحملة للانسحاب من العراق، لكنه أيضا يتحدث عن "قوة مكوث" لما بعد إنهاء الاحتلال. إن التوقع واسع الانتشار في أوساط الجيش الأميركي، هو أننا سيكون لدينا "عشرات الألوف من القوات في العراق، وتبقى لسنوات". وفي مقابلة لي معه –في تشرين الثاني الماضي- أخبرني الجنرال (رايموند أوديرنو) القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق، أنه يود أن يرى 30,000 جندي، يبقون في العراق حتىسنة 2014 أو 2015.
ويبدو أن الأميركان –كما يقول ريكس في كتابه- دائمو التفكير في أن الحرب، أو في الأقل الجزء المتعلق بهم فيها، سينتهي قريباً. وعندما أسمع ذلك، أشعر بالقلق. ويضيف: أنا أفكر بالعبارة التي كان نائب وزير الدفاع الأميركي (بول ولفويز) يستخدمها دائما في شتاء سنة 2003، قبل غزو العراق: ((صعب التصوّر)). لذا من الصعب تصوّر، أن الجنرال (أوديرنو) سيخبر الكونغرس، ووسائل الإعلام والصحافة، أن الحرب ستستمر طالما استمرت مخاوفهم، أو أنها يمكن أن تكلف بقدر ما كلفت في السابق، أو أنها ستتطلب المزيد من القوات. أنا قلق الآن أننا سنفشل ثانية في تصوّر ما كسبناه من هذه الحرب، و"إلى متى سنبقى ندفع الثمن من الدم، والأموال، والسمعة، والمصداقية في العالم؟!". أنا لا أعتقد أن الحرب في العراق انتهت، وأشعر بالقلق لأن "هناك الكثير مما سيأتي، والذي يفوق كل شكوكنا"!.
ويؤكد قوله: إن حضوراً أميركياً صغيراً في عدد قواته، لكنْ لمدة طويلة في العراق، ربما هو الشيء الأحسن الذي نأمله. إن فكرة امتلاك أعداد صغيرة من القوات الأميركية، تموت خلال سنوات في صحراء العراق وبساتينه، لهي فكرة غير جذابة أو مقبولة، لكنها تبدو أفضل من أن تُطرد تلك القوات أو تُسحب، لتدع "القشرة الفاصلة" تسقط في مجتمع يمكن أن تُمارس فيه "عمليات القتل الجماعي"!.
وتقريباً كل مسؤول أميركي التقيت به في العراق على مدى السنوات الثلاث الماضية –يقول ريكس- يوافقني على هذا الرأي. وبهذا الصدد، يؤكد الجنرال (بيتر منصور) الذي كان ذات يوم الضابط التنفيذي في مكتب الجنرال (ديفيد بيتريوس) عندما كان قائداً للقوات الأميركية في العراق: ((إنها ليست حملة يمكن أن نربحها في سنة أو في سنوات)). وأضاف قوله: ((إن الولايات المتحدة يجب أن تكون راغبة في تأمين هذا الجهد للكثير، الكثير من السنوات. أنا لا أستطيع أن أتحدث عن أكثر من هذا)).
ويؤكد مؤلف كتاب ((المقامرة)) أن الكثيرين قلقون من الفكرة التالية: بينما تنسحب القوات الأميركية، ويضعف نفوذها في العراق، فإن ميل العراقيين نحو الحلول العنيفة سيزداد. وفي أيلول 2008، كان (جون مكريري) وهو محلل مخضرم لوكالة الاستخبارات العسكرية، قد استنتج أن الترتيبات التي فُرضت من قبل الولايات المتحدة على الفئات العراقية يجب أن تقلقنا لأسباب عديدة. أولاً: إنها تقدم ما يشبه السلام، لكنه ليس "سلاماً". وثانياً: إحدى الفئات في حالات كهذه، ستحاول دائما كسر هذه الترتيبات أو الإجراءات. وقال ((إن التشارك في السلطة غالباً ما يقود الى العنف)) وعلى الأغلب سيكون ذلك بعد أن تنسحب القوات التي فرضت هذه الترتيبات.
ويرى البروفيسور (ريكس) أن الكثيرين ممن هم قريبون من الحال العراقية، يتوقعون "حرباً أهلية" مدمرة تندلع خلال السنوات المقبلة. ويقول إن عقيداً في الجيش الأميركي أخبره قوله: ((أنا لا أعتقد أن الحرب الأهلية، قد كوفحت حتى الآن))!. وكان الآخرون –يؤكد ريكس- قلقين من أنّ العراق قد ينجرف نحو السيطرة العسكرية.
ويقول خبير مكافحة التمرد (ديفيد كيلكولين) إنه قلق من أن "الظروف الكلاسيكية المعروفة لانقلاب عسكري تنضج"، ويمكن تلخيصها بالآتي: نخبة سياسية مرتشية، تنمو خارج أسوار المنطقة الخضراء، وهي قادرة وقريبة الى الناس، وتعمل معهم وتحاول أن تتحدّث بهمومهم.
علاوةعلى ذلك، يؤكد البروفيسور (ريكس) قوله: إن احتضان الأميركان للمتمردين السابقين قد خلق الكثير من مراكز القوى في العراق، لكنّ العديد من وجوه أولئك الذين يديرون هذه القوى مازالت "غامضة". وعن هذا الجانب كان العقيد (مايكل غالوسيس) قائد الشرطة العسكرية في بغداد، قد قال سنة 2007، عندما كان يستعد للرحيل الى الولايات المتحدة: ((لقد أجرينا الكثير من الصفقات مع رجال غامضين)). وأضاف: ((إن الصفقات تعمل، لكن "مفتاحها"......ترى هل سيستمر؟)) بحسب تعبير العقيد!.
إن واحدا من الأشخاص الذين يُفهم عنهم القليل من هؤلاء الأشخاص "المظللين" أو "الغامضين" هو أيضا واحد من أبرز رجال الدين الشيعة (مقتدى الصدر). لقد قللت الحكومة الأميركية من "تقدير خطورته" على الدوام؛ أولاً عندما غزت العراق، وواجه القوة العظمى الأميركية بعنف. وهو لم ينج من تلك المواجهة، بل ظهر أكثر قوة، وسُمح لأنصاره بالمشاركة في الحكومة التي صنعتها الولايات المتحدة. إذا تمكن هذا الرجل من البقاء حياً، فإن المزيد من القوة ستتدفق إليه.
ولأسباب وطنية، إذا أمكن سحب (الصدر) الى الميدان السياسي، فإنه قد يصبح وبشكل فعال، حليف "الملاءمة" للأميركان. لقد لاحظ البروفيسور (ريدر فيسير) خريج أكسفورد، الخبير في الشؤون الشيعية بأنه ((يجب أن لا يُنسى أن الصدريين هم الأعداء الرئيسين التاريخيين لطهران في الوسط الشيعي)). لكن آخرين يؤكدون أن (الصدر) سادرٌ أو "نائم" الآن الى أن تنسحب القوات الأميركية من العراق، وعندها سيشرع بدوره القتالي في العراق.
إن دور إيران يبقى صعباً و"مشكلاتي الطابع" كما يقول (ريكس). وفي هذه النقطة بالتحديد، يبدو العراق الرابح الرئيس من الحرب، وربما على صعيد المنطقة. ويقول (جيفري وايت) خبير وكالة الاستخبارات العسكرية في الشؤون الأمنية للشرق الأوسط: ((إن النفوذ الإيراني سيبقى، وربما يصبح أكثر قوة)). وأضاف قوله: ((إن الإيرانيين لهم الكثير من الاتصالات والوكلاء النافذين في العراق. وعلاوةعلى ذلك فإن الحدود الممتدة بين العراق وإيران عامل استراتيجي لديمومة هذه الاتصالات، وكذلك فإن الدور الاقتصادي للإيرانيين يتنامى في العراق)).
وما هو أكثر، لاحظ (توبي دودج) خبير الدفاع البريطاني، الذي كان مستشاراً عرضياً للجنرال (بيتريوس) أن "الحكومة العراقية الحالية مليئة بالوكلاء الإيرانيين. ولذا فإن الأمور يمكن أن تؤدي الى دكتاتورية جاهزة وقاسية...وستكون ذيلاً لإيران".
لكن الكثيرين من العسكريين الأميركان الموجودين في العراق، يعتقدون أن "التهديد الأكبر" للتطلعات الأميركية في العراق، لن يكون الإيرانيين، بل هم العراقيين أنفسهم. إن الجيش العراقي أصبح أحسن، لكنه مازال "مؤسسة متصدّعة"، حتى مع وجود عشرات الألوف من الجنود الأميركان تراقب حركته!.
ويؤكد (ريكس) أن الرائد (مات ويتني) الذي أمضى سنة 2006 يعمل مستشاراً للجنرالات العراقيين، يتوقع أن القادة العراقيين –بعد أن تكون القوات الأميركية خارج البلد- يرجعون الى "الطرق الوحشية" للأيام الأولى، وقال: ((لقد علمهم صدام حسين، كيف يضطهدون مجتمع المدينة، ونحن في الأربع سنوات الماضية، عزّزنا هذا الدرس)). وأضاف: ((إنهم جاهزون لقتل الناس، الكثير من الناس، لفرض الاستقرار في العراق)).
ويقول البروفيسور (ريكس) المراسل العسكري الخاص للواشنطن بوست: في آخر مقابلة لي مع الجنرال (أوديرنو) احتج على منطق هذا التفكير. إنه يعتقد أن القادة العراقيين قد تطوروا، ولن تكون هناك عودة آلية الى وحشية عصر صدام. بحسب تعبيره. وأضاف: ((أعتقد أن هذا الأمر كان قبل سنتين صحيحاً. ولكنه قبل سنة كان أقل صحة. أما اليوم فهو تقريباً غير صحيح)). لكنه أردف قائلاً: ((بوضوح إن المشكلات مازالت باقية، وهذا هو أحد الأسباب الذي يُبقي الحضور الأميركي مطلوباً لبعض الوقت))!.
لكنّ تقييم الجنرال (أوديرنو) المتفائل، يتضارب مع البيانات المتكررة للقياديين العراقيين أنفسهم. يقول الرائد (جاد كوايل) الذي يعمل مستشاراً لكتيبة عراقية في جنوب بغداد خلال عمل قوات السورج الإضافية سنة 2007 وحتى منصف 2008: ((عندما تتعرف عليهم سيكونون صادقين معك، كل فرد فيهم يعتقد الفكرة الديمقراطية والحكومة الممثلة للشعب في العراق، سخيفة للغاية)).
ولهذا –يقول البروفيسور ريكس- من أجل معالجة "السؤال المفهومي" الذي افترضه (بيتريوس) خلال الغزو: "كيف ستنتهي هذه الحرب؟". وفي رأيه أن الإجابة الأحسن عن هذا السؤال، جاءت من (تشارلي ميللر) أحد الذين يستشيرهم الجنرال (بيتريوس) بقوله: ((لا أعتقد أن ستنتهي)). وأضاف: ((سيكون هناك بعض الحضور الأميركي، وبعض العلاقات مع العراقيين لعقود......نحن نفكر بحال إعادة البناء بعد الحرب الأهلية)).
ويوثق الكاتب فكرته قائلاً: إن الإجماع الهادئ على هذا الرأي، يظهر في وسط الكثيرين ممن خدموا في العراق، ويؤكد هؤلاء أن الجنود الأميركان ربما يبقون منشغلين بالقتال في هذا البلد حتى سنة 2015، وهذا يعني أننا في منتصف زمن النزاع الآن.
وأخيراً يكشف البروفيسور (توماس ريكس) أنّ السفير الأميركي في العراق (رايان كروكر) أخبره السنة الماضية، قائلاً: ((ما الذي سيفكر فيه العالم في النهاية بشأننا، وما الذي سنفكر فيه بشأن أنفسنا، سيُحدّد في ضوء ما سيحدث من الآن فصاعداً، أكثر مما حدث في السابق)). وبكلمات أخرى –يقول ريكس- فإنّ الأحداث الجسيمة التي تتعلق بحرب العراق، ربما لم تحدث حتى الآن!!.
إن كتاب "المقامرة" يضع العراق تماماً في "لحظة مقامرة" تاريخية، فهو لا يراهن على انبثاق جهة سياسية عراقية "مخلصة"، فتأكيده ينصب على أن الولايات المتحدة بنت "للخصومة الدائمة" أرضية قوية، يتصوّرها المؤلف تمهيداً لحرب أهلية ثانية "قد تسلخ جلد العراق وتشوي لحمه على نار سعيرية طويلة الأمد" لا سمح الله.
لكنّ "التمنّي" شيء وتفصيلات الواقع شيء آخر، وما يخيف أنّ أميركا قد تحتاج الى حرب كهذه كبديل لحرب مباشرة مع إيران. وفي إطار كل هذه السوداوية في التحليل، ربما تكون "دراسة البروفيسور" في كتابه الأمني، جزء من البروبغندا الأميركية التي أعقبت توقيع الاتفاقية الأمنية "صوفا" والتي تهدف الى "المكوث الأميركي" في العراق بأي ثمن، حتى لو كان "إرعاب العراقيين" أو إدخالهم من جديد في أتون حرب أهلية دامية!.
رابط الملف برس http://almalafpress.net/index.php?d=143&id=81268