أحمد إبراهيم الربيعي
21-02-2009, 10:52 AM
ماذا بعد موسم عاشوراء ؟
عندما نقول موسم عاشوراء لا نقصد بالتحديد شهر محرمٍ الحرام، بل نعني به شهري محرم الحرام وصفر الخير اللذان يخيم فيهما الحزن على أتباع أهل البيت (ع) حزناً وعزاءً لأهل بيت النبوة وما حدث لهم من مصائب لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، حيث يصادف في هذين الشهرين الكريمين ذكرى فاجعة عاشوراء واستشهاد أبي عبد الله الحسين (ع) وثلة من أهل بيته وأصحابه بالإضافة إلى سبي النساء الطواهر وما جرى بعدها من السير بهم من كربلاء إلى الشام وكذلك يصادف في هذا الشهر أيضاً ذكرى استشهاد الإمام السجاد (ع). وأما أهم المصائب في شهر صفر فهو ذكرى استشهاد النبي الأعظم (ص) وذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) ومرد الرؤوس لتدفن مع الأجساد في عرصة كربلاء، هذا بالإضافة إلى مصيبة عظيمة جديدة العهد سيبقى يحي ذكراها أتباع أهل البيت (ع) المخلصين ألا وهي فاجعة سامراء. فيتجسد الحزن بإقامة الشعائر الحسينية التي يواسي من خلالها أتباع أهل البيت (أيدهم الله ووفقهم لمراضيه) أئمتهم (ع) وبشتى الفعاليات التي تجسد مظالم أهل البيت وتوضح الحقائق التي كانت ولا تزال خافية عن الكثير من المسلمين، نتيجةً للتعتيم الإعلامي الذي فرضته وتوارثته الدول الظالمة كابراً عن كابر. وعلى الرغم من الجد والاجتهاد الذي يمارسه المؤمنون لأحياء هذه الشعائر المقدسة إلا أنه توجد بعض الأمور السلبية التي تخلف انتهاء هذه الأشهر الكريمة، أسوةً بما يخلف شهر رمضان الكريم. حيث توجد بعض الظواهر السلبية تلي شهر رمضان الكريم شهر الطاعة والمغفرة، ومن أهم هذه السلبيات هي ترك جزء من العبادات المستحبة التي يقتصر بعض المؤمنون مزاولتها على شهر رمضان المبارك فحسب. كصلاة الليل وقراءة وختم القرآن الكريم وغيرها من المستحبات الأخرى، بل وتجد البعض الآخر يستأنف إتيان بعض المحرمات والعياذ بالله فضلاً عن المكروهات، هذا بغض النظر عن عُبّاد رمضان الذين لا يأتون الصلاة إلا في ذلك الشهر الكريم. بحيث يهيأ إليك الأمر وكأن وقت العبادة انتهى وآن وقت الجزاء!! أما بعد انتهاء شهري محرم وصفر وزوال ذلك الجو الإيماني المفعم بذكر الله جل جلاله وذكر أصفيائه محمد وآل محمد فنجد البعض ينصرف أيضاً عما كان عليه من الجد والاجتهاد في العبادات وإتيان المستحبات فخلال شهرين من إتيان الجوامع والحسينيات وحضور صلاة الجماعة والجمعة والاستماع إلى أغلب المحاضرات والمجالس الحسينية هذا بالإضافة إلى اشتراك الكثير من الناس ببذل الأموال وإطعام الطعام في سبيل الله، ولكن سرعان ما تختفي هذه المظاهر الإيمانية الخلابة بعد انتهاء شهر صفر الخير، بحيث يطلق البعض العنان لكل ما كان ممسك عنه في تلك الفترة وذلك من خلال مزاولة بعض المحرمات أو المكروهات خلال شهرين ومنها الأعراض عن بيوت الله ومجالس أولياءه الصالحين فضلاً عن الاستماع إلى الأغاني، أو الاشتراك في حفلات الأعراس التي يهيئ لمن يراها وكأن الناس كانت مكبوتةً ومقيدةً عن أي مظهر من مظاهر الفرح حتى يحين موعد (فرحة الزهراء) التي لسنا هنا في صدد التطرق إليها بالرغم من ارتباطها بموضوعنا هذا إلا أن الكثير من الباحثين والمحققين أشبعوها بحثاً وتحقيقاً فيمكن الرجوع إلى المصادر الخاصة بها.
أن هذا الجفاء الواضح لو صح التعبير الذي يدب فجأة بعد شهر الطاعة والمغفرة وشهري الشعائر المعطرة لا يتحمل تبعاته عامة الناس فحسب، بل يتحمل جزء كبير منه رجال الدين وخطباء المنابر الحسينية الذين يركزون على هذه الأشهر وسواها من المناسبات دون غيرها من الأيام الأخرى، ولعل من صميم التفاتات العلماء العاملين لهذه الظواهر التي تخلف هذه الشهور المباركة هي مقولة ينسبها البعض لآية الله العظى لسيد الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وهي : (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) لكي يلتفت الناس إلى أن التضحيات التي قدمها أبا الأحرار وآله الأطهار وصحبه الأخيار في عرصة كربلاء هي ليست مجرد تقاليد سنوية أو تراث فولكلوري نحيي ذكراه في حينه ثم ننساها حتى يحل عام جديد، كلا بل يجب أن يكون تفاعلنا مع واقعة كربلاء بمستوى التضحيات التي خّلدت الدين والتي ضرب أبطالها أروع الأمثلة في التفاني والإيثار والصبر والعفة وسائر الصفات الأخرى التي تستوحى من هذه الفاجعة، وبما أن المناسبات التي تلي هذين الشهرين الكريمين أكثرها مناسبات مفرحة يتوجب علينا أيضاً أحيائها والتبرك بها وإظهار الفرح والسرور لها. ومنها ولادة النبي الأعظم (ص) وولادة الإمام الصادق (ع) وتتويج الإمام صاحب العصر والزمان (عج) وذلك لأنه ورد عنهم (ع): (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) إلا أن الفرح وإحياء هذه الشعائر المباركة يجب أن تكون ضمن حدود الشارع المقدس وأن نكون أهلاً لأتباع أئمة أهل البيت (ع) من خلال التخلق بأخلاقهم والسير بهداهم والنهل من سيرتهم العطرة لنكون زيناً لهم لاشيناً عليهم، فإن أعداء الدين من النواصب والمشركين يتربصون بنا الدوائر ويتوكفون بنا الأخبار ويتربصون أخطاء الصغار قبل الكبار لأجل إيجاد المثالب التي هم بها أولى وأكفى. فأحيائنا لهذه الشعائر المقدسة في كل حين، ووفق أدق الموازين، يجعلنا أهلاً لشرف الانتساب لأئمتنا الميامين (ع) و كذلك نكون قد واسيناهم (ع) في الأتراح والأفراح وفي الرخاء والشدة، وفي كل حين، لتغمرنا الرحمة الإلهية التي تصيب كل من أحيا أمر هذا البيت الطاهر. يقول الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) : (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا أهل البيت) .
اللهم أحينا محيا محمد وآل محمد (ص) وأمتنا ممات محمد وآل محمد، ووفقنا لأتباع دينك وإحياء سنن نبيك الأعظم (ص).
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، فارحمنا بتعجيل فرج خاتم الأوصياء وحجتك على الثقلين من عبادك يا أرحم الراحمين.
عندما نقول موسم عاشوراء لا نقصد بالتحديد شهر محرمٍ الحرام، بل نعني به شهري محرم الحرام وصفر الخير اللذان يخيم فيهما الحزن على أتباع أهل البيت (ع) حزناً وعزاءً لأهل بيت النبوة وما حدث لهم من مصائب لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، حيث يصادف في هذين الشهرين الكريمين ذكرى فاجعة عاشوراء واستشهاد أبي عبد الله الحسين (ع) وثلة من أهل بيته وأصحابه بالإضافة إلى سبي النساء الطواهر وما جرى بعدها من السير بهم من كربلاء إلى الشام وكذلك يصادف في هذا الشهر أيضاً ذكرى استشهاد الإمام السجاد (ع). وأما أهم المصائب في شهر صفر فهو ذكرى استشهاد النبي الأعظم (ص) وذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) ومرد الرؤوس لتدفن مع الأجساد في عرصة كربلاء، هذا بالإضافة إلى مصيبة عظيمة جديدة العهد سيبقى يحي ذكراها أتباع أهل البيت (ع) المخلصين ألا وهي فاجعة سامراء. فيتجسد الحزن بإقامة الشعائر الحسينية التي يواسي من خلالها أتباع أهل البيت (أيدهم الله ووفقهم لمراضيه) أئمتهم (ع) وبشتى الفعاليات التي تجسد مظالم أهل البيت وتوضح الحقائق التي كانت ولا تزال خافية عن الكثير من المسلمين، نتيجةً للتعتيم الإعلامي الذي فرضته وتوارثته الدول الظالمة كابراً عن كابر. وعلى الرغم من الجد والاجتهاد الذي يمارسه المؤمنون لأحياء هذه الشعائر المقدسة إلا أنه توجد بعض الأمور السلبية التي تخلف انتهاء هذه الأشهر الكريمة، أسوةً بما يخلف شهر رمضان الكريم. حيث توجد بعض الظواهر السلبية تلي شهر رمضان الكريم شهر الطاعة والمغفرة، ومن أهم هذه السلبيات هي ترك جزء من العبادات المستحبة التي يقتصر بعض المؤمنون مزاولتها على شهر رمضان المبارك فحسب. كصلاة الليل وقراءة وختم القرآن الكريم وغيرها من المستحبات الأخرى، بل وتجد البعض الآخر يستأنف إتيان بعض المحرمات والعياذ بالله فضلاً عن المكروهات، هذا بغض النظر عن عُبّاد رمضان الذين لا يأتون الصلاة إلا في ذلك الشهر الكريم. بحيث يهيأ إليك الأمر وكأن وقت العبادة انتهى وآن وقت الجزاء!! أما بعد انتهاء شهري محرم وصفر وزوال ذلك الجو الإيماني المفعم بذكر الله جل جلاله وذكر أصفيائه محمد وآل محمد فنجد البعض ينصرف أيضاً عما كان عليه من الجد والاجتهاد في العبادات وإتيان المستحبات فخلال شهرين من إتيان الجوامع والحسينيات وحضور صلاة الجماعة والجمعة والاستماع إلى أغلب المحاضرات والمجالس الحسينية هذا بالإضافة إلى اشتراك الكثير من الناس ببذل الأموال وإطعام الطعام في سبيل الله، ولكن سرعان ما تختفي هذه المظاهر الإيمانية الخلابة بعد انتهاء شهر صفر الخير، بحيث يطلق البعض العنان لكل ما كان ممسك عنه في تلك الفترة وذلك من خلال مزاولة بعض المحرمات أو المكروهات خلال شهرين ومنها الأعراض عن بيوت الله ومجالس أولياءه الصالحين فضلاً عن الاستماع إلى الأغاني، أو الاشتراك في حفلات الأعراس التي يهيئ لمن يراها وكأن الناس كانت مكبوتةً ومقيدةً عن أي مظهر من مظاهر الفرح حتى يحين موعد (فرحة الزهراء) التي لسنا هنا في صدد التطرق إليها بالرغم من ارتباطها بموضوعنا هذا إلا أن الكثير من الباحثين والمحققين أشبعوها بحثاً وتحقيقاً فيمكن الرجوع إلى المصادر الخاصة بها.
أن هذا الجفاء الواضح لو صح التعبير الذي يدب فجأة بعد شهر الطاعة والمغفرة وشهري الشعائر المعطرة لا يتحمل تبعاته عامة الناس فحسب، بل يتحمل جزء كبير منه رجال الدين وخطباء المنابر الحسينية الذين يركزون على هذه الأشهر وسواها من المناسبات دون غيرها من الأيام الأخرى، ولعل من صميم التفاتات العلماء العاملين لهذه الظواهر التي تخلف هذه الشهور المباركة هي مقولة ينسبها البعض لآية الله العظى لسيد الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وهي : (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) لكي يلتفت الناس إلى أن التضحيات التي قدمها أبا الأحرار وآله الأطهار وصحبه الأخيار في عرصة كربلاء هي ليست مجرد تقاليد سنوية أو تراث فولكلوري نحيي ذكراه في حينه ثم ننساها حتى يحل عام جديد، كلا بل يجب أن يكون تفاعلنا مع واقعة كربلاء بمستوى التضحيات التي خّلدت الدين والتي ضرب أبطالها أروع الأمثلة في التفاني والإيثار والصبر والعفة وسائر الصفات الأخرى التي تستوحى من هذه الفاجعة، وبما أن المناسبات التي تلي هذين الشهرين الكريمين أكثرها مناسبات مفرحة يتوجب علينا أيضاً أحيائها والتبرك بها وإظهار الفرح والسرور لها. ومنها ولادة النبي الأعظم (ص) وولادة الإمام الصادق (ع) وتتويج الإمام صاحب العصر والزمان (عج) وذلك لأنه ورد عنهم (ع): (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) إلا أن الفرح وإحياء هذه الشعائر المباركة يجب أن تكون ضمن حدود الشارع المقدس وأن نكون أهلاً لأتباع أئمة أهل البيت (ع) من خلال التخلق بأخلاقهم والسير بهداهم والنهل من سيرتهم العطرة لنكون زيناً لهم لاشيناً عليهم، فإن أعداء الدين من النواصب والمشركين يتربصون بنا الدوائر ويتوكفون بنا الأخبار ويتربصون أخطاء الصغار قبل الكبار لأجل إيجاد المثالب التي هم بها أولى وأكفى. فأحيائنا لهذه الشعائر المقدسة في كل حين، ووفق أدق الموازين، يجعلنا أهلاً لشرف الانتساب لأئمتنا الميامين (ع) و كذلك نكون قد واسيناهم (ع) في الأتراح والأفراح وفي الرخاء والشدة، وفي كل حين، لتغمرنا الرحمة الإلهية التي تصيب كل من أحيا أمر هذا البيت الطاهر. يقول الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) : (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا أهل البيت) .
اللهم أحينا محيا محمد وآل محمد (ص) وأمتنا ممات محمد وآل محمد، ووفقنا لأتباع دينك وإحياء سنن نبيك الأعظم (ص).
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، فارحمنا بتعجيل فرج خاتم الأوصياء وحجتك على الثقلين من عبادك يا أرحم الراحمين.