أحمد إبراهيم الربيعي
21-02-2009, 11:56 AM
((رزية يوم الخميس )) أم الرزايا
نقل البخاري ومسلم والترمذي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أصحاب الصحاح عن أبن عباس (ض) أنه قال : (يوم الخميس ! وما يوم الخميس ؟! ثم جعل دموعه تسيل حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال : قال رسول الله (ص) : أأتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتاباً لن تظلوا بعده أبداً ، فقال أحد الصحابة : أن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله) وهكذا ودون أي احترام وتقدير لمقام النبوة، ووضع النبي الذي هو عليه، ودون أدنى مبالاة لما يسببه ذلك التصرف اللامسؤول والمتعمد من كسر هيبة النبي الأعظم وجرح شعوره ولأجل ماذا؟ لأجل مصالح شخصية هي ليست بالخافية متهماً إياه بالهجر ـ أي الهذيان ـ مانعًا إياه من كتابة تلك الوصية المهمة بل المصيرية ، ووصية النبي (ص) ليست مجهولة كما يضن البعض بل هي واضحة كل الوضوح، وهذا الشخص الذي حال بين أن يكتب الكتاب أو تكتب الوصية يعلم علم اليقين بمحتوى تلك الوصية . وقد أجمع بعض العلماء أنما الوصية هي حديث الثقلين ولكن على الورق وبنص ثابت حتى لا تكون لهم حجة بعد ذلك والدليل على ذلك هو قوله (ص) : (أكتب لكم كتاباً لن تظلوا من بعده أبداً ) وقد قال سابقاً بأبي وأمي في حديث الثقلين : (أوصيكم بالثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما فلن تظلوا بعدي أبداً) والدليل الآخر على ذلك هو قول ذلك المعترض : (حسبنا كتاب الله) أي أنه مستغن هو ومن لف لفه عن أهل بيت النبوة ، وبفعله هذا ظن أنه يستطيع الفصل بين كتاب الله والعترة الطاهرة ، أو يستطيع الحكم وتسيير الأمور بكتاب الله دون مشورتهم ، والأهم من ذلك والأدهى هو محاولة صرف أهل البيت عن الخلافة. وهكذا كانت رزية يوم الخميس إيذاء للنبي وهو في آخر ساعاته أو آخر أيامه وقد أحس (ص) بالحزن والكدر وبما سيجري من مصائب ونوائب من بعده وهو القائل : (ما أوذي نبي كما أوذيت) و(إذا أصبتم بمصيبة فاذكروا مصيبتي فأنها أعظم المصائب). وقد يطرح تساؤلاً حول مكمن أذية النبي (ص) مع المقارنة بمآسي بعض الأنبياء كزكريا (ع) الذي نشر بالمنشار وأبنه يحيى(ع) الذي قطع رأسه وأهدي إلى أحدى البغايا وإسماعيل بن حزقيل (ع) الذي صلب وسلخ وجهه والكثير غيرهم من الأنبياء وبالخصوص من أرسل إلى بني إسرائيل قال تعالى : (( فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلـون )) [1] والجواب على ذلك يكون على وجهين :ـ
الوجه الأول : أذية النبي (ص) حال حياته ، حيث أوذي ومنذ مبعثه وإلى آخر يوم في حياته الشريفة ، وذلك لما قاساه ولحقه من مكائد على أيدي مشركي قريش عندما كانوا يرجمونه بالحجارة عندما يمر بشوارعهم ، ويرمون عليه الفرث والدم أثناء صلاته بالكعبة ، وكذلك ما عاناه من قبل المنافقين الذين أسلموا حقناً لدمائهم لا أكثر. وكان يتجسد في محاولات عديدة منها يوم هموا باغتياله في يوم العقبة ، ومنها معصيتهم له في حدود الله ومحاولة فرض آرائهم فوق ما شرع الله (جل جلاله) ، ومنها طعنهم في شرفه كما جاء في حديث الإفك – في ما يخص أم المؤمنين السيدة مارية القبطية (رض) - ومنها تخلفهم عن آخر جيش عبئه بيده الشريفة وهو جيش أسامة بن زيد وختموا أذاهم له في يوم الخميس حيث الرزية الكبرى أو كل الرزية كما يعبر عنها أبن عباس (رض).
الوجه الثاني :أذية النبي (ص) بعد رحيله إلى جوار ربه، ويتمثل بمالحق بأهل بيته من مصائب وبأمته من نوائب وهي رزايا لا حصر لها ولا عد : منها وأولها وأعظمها حجب الخلافة عن وصيه وصاحبها الشرعي المنصب من قبل الله تبارك وتعالى وهو علي أمير المؤمنين (ع) وبمشهد ومباركة منهم في يوم غدير خم ، ومنها ما جرى على بضعته وحبيبته الزهراء (ع) من قبيل محاولة إحراق دارها وكسر لعها وغصب فدك النحلة التي وهبها إياها ، ومنها تولي الخلافة من هو ليس أهلاً لها ، ومنها مقتل أمير المؤمنين (ع) بيد أشقى الأولين والآخرين ومنها قتل الحسن والحسين (ع) ريحانتيه من الدنيا حيث يقتل الإمام الحسن بالسم على يد معاوية (لع) عدو الله وأبن عدوه ومن بعده يقتل الإمام الحسين (ع) هو وثلة من أهل بيته وأصحابه في مصاب لم يشهد قبله ولا بعده شبيه له وعلى يد من ؟ على يد يزيد الخمور والفجور (لع) ، ومنها ما جرى على باقي الأئمة (ع) وباقي ذرية النبي (ص) من تقتيل وتشريد وتطريد في البلاد ، ومنها حال الأمة الإسلامية وما جرى عليها من كوارث ونوائب واختلاف وتفرق وتمذهب وضعف ….. هكذا والرزايا من يوم رحيل رسول الله (ص) وإلى يومنا هذا مرجعها وسببها الرئيس هو الرزية الكبرى. رزية يوم الخميس فيحق لنا أن نسميها ( أم الرزايا ) لو صحة التسمية ، حتى أن السيد حيدر الحلي (رحمه الله ) أنشد فيها على لسان رسول الله (ص) قائلا :
شيعتـي ماهمـني ذاك الأذى أمتي ما تلك كانت علتـي
علتي يـوم الخـميس ابتدأت وبه قد كان يوم رزيتــي
وكـذا الاثنين لما اجتمعوا تركوا من غير غسل جثتي
أوثــقوا نفسي أخي حيدرة ثـم اقتادوه أهل الصفِة
وبمحراب الصــلاة انتهكوا حرمةً للمرتضى بل حرمتي
والـذي آلمـني يا أمتــي أنهم قد كسروا ضلع أبنتي
أسقطوا منها سبطي محسـناً منعوها أرثها من ضيـعتي
ثم بالسم لسبطي حســـناً أخذوا ثأرهم من مهجتي
والذي أحرق قلبــي حسرةً يوم عاشوراء زادت لوعتي
قتلوا سبطي حســيناً ولدي ونسائـي سبيـت يا ويلتي
آلمتني أمـتي هـل ترتـضي عند يوم الحشـر حقاً رأفتي
إنما أشـفع في الحـشر لمن تبع الديـن و أحيا سنـتي
اللهم أحينا محيا محمد وآل محمد (ص) وأمتنا ممات محمد وآل محمد، ووفقنا لأتباع دينك وإحياء سنن نبيك الأعظم (ص).
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، فارحمنا بتعجيل فرج خاتم الأوصياء وحجتك على الثقلين من عبادك يا أرحم الراحمين.
نقل البخاري ومسلم والترمذي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أصحاب الصحاح عن أبن عباس (ض) أنه قال : (يوم الخميس ! وما يوم الخميس ؟! ثم جعل دموعه تسيل حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال : قال رسول الله (ص) : أأتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتاباً لن تظلوا بعده أبداً ، فقال أحد الصحابة : أن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله) وهكذا ودون أي احترام وتقدير لمقام النبوة، ووضع النبي الذي هو عليه، ودون أدنى مبالاة لما يسببه ذلك التصرف اللامسؤول والمتعمد من كسر هيبة النبي الأعظم وجرح شعوره ولأجل ماذا؟ لأجل مصالح شخصية هي ليست بالخافية متهماً إياه بالهجر ـ أي الهذيان ـ مانعًا إياه من كتابة تلك الوصية المهمة بل المصيرية ، ووصية النبي (ص) ليست مجهولة كما يضن البعض بل هي واضحة كل الوضوح، وهذا الشخص الذي حال بين أن يكتب الكتاب أو تكتب الوصية يعلم علم اليقين بمحتوى تلك الوصية . وقد أجمع بعض العلماء أنما الوصية هي حديث الثقلين ولكن على الورق وبنص ثابت حتى لا تكون لهم حجة بعد ذلك والدليل على ذلك هو قوله (ص) : (أكتب لكم كتاباً لن تظلوا من بعده أبداً ) وقد قال سابقاً بأبي وأمي في حديث الثقلين : (أوصيكم بالثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما فلن تظلوا بعدي أبداً) والدليل الآخر على ذلك هو قول ذلك المعترض : (حسبنا كتاب الله) أي أنه مستغن هو ومن لف لفه عن أهل بيت النبوة ، وبفعله هذا ظن أنه يستطيع الفصل بين كتاب الله والعترة الطاهرة ، أو يستطيع الحكم وتسيير الأمور بكتاب الله دون مشورتهم ، والأهم من ذلك والأدهى هو محاولة صرف أهل البيت عن الخلافة. وهكذا كانت رزية يوم الخميس إيذاء للنبي وهو في آخر ساعاته أو آخر أيامه وقد أحس (ص) بالحزن والكدر وبما سيجري من مصائب ونوائب من بعده وهو القائل : (ما أوذي نبي كما أوذيت) و(إذا أصبتم بمصيبة فاذكروا مصيبتي فأنها أعظم المصائب). وقد يطرح تساؤلاً حول مكمن أذية النبي (ص) مع المقارنة بمآسي بعض الأنبياء كزكريا (ع) الذي نشر بالمنشار وأبنه يحيى(ع) الذي قطع رأسه وأهدي إلى أحدى البغايا وإسماعيل بن حزقيل (ع) الذي صلب وسلخ وجهه والكثير غيرهم من الأنبياء وبالخصوص من أرسل إلى بني إسرائيل قال تعالى : (( فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلـون )) [1] والجواب على ذلك يكون على وجهين :ـ
الوجه الأول : أذية النبي (ص) حال حياته ، حيث أوذي ومنذ مبعثه وإلى آخر يوم في حياته الشريفة ، وذلك لما قاساه ولحقه من مكائد على أيدي مشركي قريش عندما كانوا يرجمونه بالحجارة عندما يمر بشوارعهم ، ويرمون عليه الفرث والدم أثناء صلاته بالكعبة ، وكذلك ما عاناه من قبل المنافقين الذين أسلموا حقناً لدمائهم لا أكثر. وكان يتجسد في محاولات عديدة منها يوم هموا باغتياله في يوم العقبة ، ومنها معصيتهم له في حدود الله ومحاولة فرض آرائهم فوق ما شرع الله (جل جلاله) ، ومنها طعنهم في شرفه كما جاء في حديث الإفك – في ما يخص أم المؤمنين السيدة مارية القبطية (رض) - ومنها تخلفهم عن آخر جيش عبئه بيده الشريفة وهو جيش أسامة بن زيد وختموا أذاهم له في يوم الخميس حيث الرزية الكبرى أو كل الرزية كما يعبر عنها أبن عباس (رض).
الوجه الثاني :أذية النبي (ص) بعد رحيله إلى جوار ربه، ويتمثل بمالحق بأهل بيته من مصائب وبأمته من نوائب وهي رزايا لا حصر لها ولا عد : منها وأولها وأعظمها حجب الخلافة عن وصيه وصاحبها الشرعي المنصب من قبل الله تبارك وتعالى وهو علي أمير المؤمنين (ع) وبمشهد ومباركة منهم في يوم غدير خم ، ومنها ما جرى على بضعته وحبيبته الزهراء (ع) من قبيل محاولة إحراق دارها وكسر لعها وغصب فدك النحلة التي وهبها إياها ، ومنها تولي الخلافة من هو ليس أهلاً لها ، ومنها مقتل أمير المؤمنين (ع) بيد أشقى الأولين والآخرين ومنها قتل الحسن والحسين (ع) ريحانتيه من الدنيا حيث يقتل الإمام الحسن بالسم على يد معاوية (لع) عدو الله وأبن عدوه ومن بعده يقتل الإمام الحسين (ع) هو وثلة من أهل بيته وأصحابه في مصاب لم يشهد قبله ولا بعده شبيه له وعلى يد من ؟ على يد يزيد الخمور والفجور (لع) ، ومنها ما جرى على باقي الأئمة (ع) وباقي ذرية النبي (ص) من تقتيل وتشريد وتطريد في البلاد ، ومنها حال الأمة الإسلامية وما جرى عليها من كوارث ونوائب واختلاف وتفرق وتمذهب وضعف ….. هكذا والرزايا من يوم رحيل رسول الله (ص) وإلى يومنا هذا مرجعها وسببها الرئيس هو الرزية الكبرى. رزية يوم الخميس فيحق لنا أن نسميها ( أم الرزايا ) لو صحة التسمية ، حتى أن السيد حيدر الحلي (رحمه الله ) أنشد فيها على لسان رسول الله (ص) قائلا :
شيعتـي ماهمـني ذاك الأذى أمتي ما تلك كانت علتـي
علتي يـوم الخـميس ابتدأت وبه قد كان يوم رزيتــي
وكـذا الاثنين لما اجتمعوا تركوا من غير غسل جثتي
أوثــقوا نفسي أخي حيدرة ثـم اقتادوه أهل الصفِة
وبمحراب الصــلاة انتهكوا حرمةً للمرتضى بل حرمتي
والـذي آلمـني يا أمتــي أنهم قد كسروا ضلع أبنتي
أسقطوا منها سبطي محسـناً منعوها أرثها من ضيـعتي
ثم بالسم لسبطي حســـناً أخذوا ثأرهم من مهجتي
والذي أحرق قلبــي حسرةً يوم عاشوراء زادت لوعتي
قتلوا سبطي حســيناً ولدي ونسائـي سبيـت يا ويلتي
آلمتني أمـتي هـل ترتـضي عند يوم الحشـر حقاً رأفتي
إنما أشـفع في الحـشر لمن تبع الديـن و أحيا سنـتي
اللهم أحينا محيا محمد وآل محمد (ص) وأمتنا ممات محمد وآل محمد، ووفقنا لأتباع دينك وإحياء سنن نبيك الأعظم (ص).
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة إمامنا ، فارحمنا بتعجيل فرج خاتم الأوصياء وحجتك على الثقلين من عبادك يا أرحم الراحمين.