المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أولاد مسلم بن عقيل عليهم السلام


البحرانية
22-02-2009, 12:03 PM
قصة أولاد مسلم بن عقيل

لم تذكر المصادر أسماء ولدي مسلم بن عقيل , سوى في احداها روي أن اسمهما محمد وإبراهيم.أما ماحدث لهما (صلوات الله وسلامه عليهما) , فهو لما قتل الإمام الحسين(صلى الله عليه وآله وسلم) , أسر من معسكره غلامان صغيران , فأتى بهما عبيد الله بن زياد (لعنة الله عليه) , فدعى سجانا له فقال : خذ هذين الغلامين إليك ومن طيب الطعام لاتطعمهما , ومن البارد فلا تسقهما , وضيق عليهما سجنهما. وكان الغلامان يصومان النهار , فإذا جنهما الليل أحضر لهما السجان قرصين من شعير , وكوز من ماء القراح.
فلما طال بالغلامين المكث قال أحدهما لصاحبه : يا أخي قد طال بنا مكثنا , ويوشك أن تفني أعمارنا , وتبلى أبداننا , فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا , وتقرب إليه بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لعله يوسع علينا في طعامنا , ويزيدنا في شرابنا.
فلما جنهما اليل أقبل السجان اليهما بقرصين من شعير , وكوز من ماء القراح , فقال له الغلام الصغير : يا شيخ أتعرف محمدًَا؟ قال:فكيف لا ؟ أعرف محمدا ًوهو نبي!! قال: أفلا تعرف جعفر ابن ابي طالب ؟ قال: وكيف لا أعرف جعفر وقد انبت الله له جناحاً يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء!! قال:أفتعرف علي ابن ابي طالب؟ قال: وكيف لا أعرف علياُ وهو ابن عمي نبي وأخو نبي!! قال له : يا شيخ فنحن من عترة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن من ولد مسلم ابن عقيل بن ابي طالب , بيدك أسارى نأكل من طيب الطعام فلا تطعمنا , ومن بارد الشراب فلا تسقينا , وقد ضيقت علينا سجننا .
فانكب السجان على اقدامهما يقبلهما ويقول : نفسي لنفسيكما الفداء , ووجهي لوجهكما الوقاء, يا عترة نبي الله المصطفى , هذا باب السجن بين يديكما مفتوح , فخذا أي طريق شئتما .
فلما جنهما اليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من ماء القراح وأوقفهما على الطريق , وقال لهما : سيرا يا حبيبي اليل , واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من امركما فرجاً ومخرجا, ففعل الغلامان ذلك .
فلما جنهما الليل وصلا إلى عجوز واقفة على باب دارها فقالا لها : يا سيدتي إنا غلامان صغيران غريبان حديثان , غير خبيرين بالطريق , وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه , فإذا أصبحنا لزمنا الطريق , فقالت لهما : فمن أنتما ياحبيبي فقد شممت الروائح كلها فما شممت رائحة هي أطيب من رائحتكما ؟! فقالا لها : ياسيدتي نحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) , هربنا من سجن عبيد الله بن زياد (لعنة الله عليه) من القتل فقالت العجوز: ياحبيبي إن لي صهرا فاسقا قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد أتخوف أن يشاهدكما ها هنا فيقتلكما فقال الغلامان: سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق , فقالت: سآتيكما بطعام , ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا.
فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه فتعال حتى أعانقعك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتني قبل أن يفرق الموت بيننا , ففعل الغلامان ذلك واعتنقا .
فلما كان في بعض اليل أقبل صهر العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : انا فلان , قالت : من الذي اتى بك في هذه الساعه وليس هذا وقت رجوعك ؟ قال : ويحك!! افتحي الباب قبل أن يطير عقلي , وتنشق مرارتي في جوفي, جهد البلاء قد نزل بي , قالت : ويحك ما الذي نزل بك؟ قال: هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد (لعنة الله عليه) فنادى الأمير في معسكره من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ومن جاء برأسهما فله ألفا درهم. وقد تعبت وأنا أبحث عنهما ولم أجدهما حتى الآن.
فقالت العجوز: ياصهري احذر أن يكون محمد خصمك يوم القيامة , قال لها: ويحك إن الدنيا محرص عليها , فقالت: وماتصنع بالدنيا وليس معها آخرة قال: إني لأراك تحامين عنهما كأن عندك من طلب الأمير شيء , افتحي لي الباب حتى أستريح , فإذا أصبحت بكرت في البحث عنهما . ففتحت له الباب وأتته بطعام وشراب , فأكل وشرب.
فلما كان في بعض الليل سمع غطيط الغلامين في جوف البيت فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج , ويخور كما يخور الثور وسلم بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير , فقال له الغلام من هذا؟ قال: أما أنا فصاحب هذا المنزل فمن أنتما؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير , ويقول : قم يا حبيبي فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره.
فقال لهما: من أنتما؟ قالا له : يا شيخ إن نحن صدقناك فلنا الأمان؟ قال: نعم , قالا: أمان الله وأمان رسوله وذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله , قال: نعم , قالا: ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين , قال: نعم , قالا: والله على مانقول وكيل وشهيد , قال: نعم , قالا له: ياشيخ فنحن من عترة نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل , فقال لهما: من الموت هربتما , وإلى الموت وقعتما الحمد لله الذي أظفرني بكما , فقام الغلامين فشد أكتافهما , فبات الغلامان ليلتهما مكتفين.
فلما انفجر عمود الصبح دعا غلاما له أسود يقال له فليح , فقال له: خذ هذين الغلامين فانطلق بهما إلى شاطء الفرات واضرب عنقيهما , وائتني برأسيهما , لأنطلق بهما إلى عبيد الله بين زياد , وآخذ جائزة ألفي درهم , فحمل الغلام السيف ومشى أمام الغلامين.
فما مضى إلا قليلا حتى قال أحد الغلامين: يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) , قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما فمن أنتما؟ قالا له: يا أسود نحن من عترة نبيك محمد صلى الله عليه وآله , هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل , أضافتنا عجوزكم هذه , ويريد مولاك قتلنا , فانكب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول : نفسي لنفسكما الفداء , ونفسي لوجهكما الوقاء , ياعترة نبي الله المصطفى , والله لايكون محمد خصمي في القيامة. ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية , وطرح نفسه في الفرات , وعبر إلى الجانب الآخر , فصاح به مولاه ياغلام عصيتني!! فقال: يامولاي انما أطعتك مادمت لاتعصي الله , فإذا عصيت الله فأنا منك بريء في الدنيا والآخرة.
فدعا ابنه فقال: يا بني إنما الدنيا حلالها وحرامها لك , والدنيا محرص عليها , فخذ هذين الغلامين إليك فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات , فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد (لعنة الله عليه) وآخذ جائزة ألفي درهم , فأخذ الشاب السيف ومشى الغلامين , فما مضيا إلى غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم!! فقال: ياحبيبي فمن أنتما؟ قالا: من عترة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم , يريد والدك قتلنا! فانكب الغلام على أقدامهما يقبلهما ويقول لهما: نفسي لنفسكما الفداء , ووجهي لوجهكما الوقاء , يا عترة نبي الله المصطفى , والله لايكون محمد خصمي في القيامة. ورمى بالسيف ناحية, وطرح نفسه في الفرات وعبر , فصاح به أبوه يابني عصيتني!! فقال الشاب: لأن أطيع الله وأعصيك أحب إلي من أن أعصي الله وأطيعك.
ولما رأى الظالم ذلك قال للغلامين: لا يقتلكما أحد غيري , وأخذ السيف ومشى أمامهما , فلما وصلا إلى شاطئ الفرات سل السيف عن جفنه , وعندما نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما بالدموع وقالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق واستمتع بأثماننا , حتى لا يكون محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خصمك في القيامة فقال: لا , ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة الألفين درهم , فقالا له: يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول الله!! فقال: ما لكما من رسول الله قرابة , قالا له: يا شيخ فائت بنا إلى عبيد الله بن زياد , حتى يحكم فينا بأمره , قال: ما إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما قالا له: يا شيخ أما ترحم صغر سننا!! قال: ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا , قالا: يا شيخ , إن كان ولابد , فدعنا نصلي ركعات , قال: فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة , فصلى الغلامان أربع ركعات , ثم رفعا طرفيهما للسماء فناديا: يا حي يا حليم يا أحكم الحاكمين , احكم بيننا وبينه بالحق. فقام الملعون إلى الأكبر فضرب عنقه وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة , وأقبل الغلام الصغير يتمرغ في دم أخيه , وهو يقول: حتى ألقى رسول الله وأنا مختضب بدم أخي فقال: لا عليك سوف ألحقك بأخيك , ثم قام إلى الغلام الصغير , فضرب عنقه وأخذ الرأس ووضعه في المخلاة , ورمى ببدنيها في الماء , وهما يقطران دما.
وحمل الظالم الرأسين حتى أتى بهما عبيد الله بن زياد ( لعنة الله عليه) , وهو جالس على كرسي له , وبيده قضيب خيزران , فوضع الرأسين بين يديه.
فلما نظر إليهما قام ثم قعد , ثم قام ثم قعد ثلاثا , ثم قال: الويل لك أين ظفرت بهما؟ قال: أضافتهما عجوز لنا , قال: فما عرفت لهما حق الضيافة!! قال:لا , قال: فأي شيء قالا لك؟ قال: قالا يا شيخ اذهب بنا إلى السوق فبعنا فانتفع بأثماننا حتى لا يكون محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصمك يوم القامة , قال: فأي شيء قلت لهما؟ قال: قلت: لا , ولاكن أقتلكما واذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد , وأخذ جائزة الألفي درهم , قال: فأي شيء قالا لك؟ قال: قالا: ائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره , قال: فأي شيء قلت لهما؟ قال: قلت: ليس إلى ذلك سبيلا إلى التقرب إليه بدمكما , قال: أفلا جئت بهما حيين فكنت أضاعف لك الجائزة , وأجعلهما أربعة آلاف درهم!! قال: ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما , قال: فأي شيء قالا لك أيضا؟ قال: قالا لي: يا شيخ احفظ قرابتنا من رسول الله , قال: فأي شيء قلت لهما؟ قال: قلت لهما: مالكما من رسول الله قرابة , قال: ويلك فأي شيء قالا لك أيضا؟ قال: قالا : يا شيخ ارحم صغر سننا , قال: فما رحمتهما؟! قال: قلت: ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئا , قال: ويلك فأي شيء قالا لك أيضا؟ قال: قالا : دعنا نصلي ركعات , فقلت: فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة , فصلى الغلامان أربع ركعات , قال: فأي شيء قالا في آخر صلاتهما؟ قال: رفعا طرفيهما إلى السماء وقالا: يا حي يا حليم , يا أحكم الحاكمين أحكم بيننا وبينه بالحق.
قال عبيد الله بن زياد (لعنة الله عليه) : فإن أكرم الحاكمين قد حكم بينكم , ونادى: من للفاسق؟ قال: فانتدب له رجل من أهل الشام , فقال: أنا له , قال: فأنطلق به إلىالموضع الذي قتل في الغلامين , فاضرب عنقه , ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما وعجل برأسه , ففعل الرجل ذلك , وجاء برأسه فنصبه على قناة , فجعل الصبيان يرمونه بالنبل والحجارة , وهم يقولون: هذا قاتل ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

عشق الكلمة
01-03-2009, 12:57 AM
قصه تدمي القلب ,,سلام الله عليهما ولعن الله الظالمين لهما
أشكرك وجعله الله في ميزان اعمالك