السید الامینی
22-02-2009, 02:44 PM
رغبةً من أهل الجاهليّة والنفاق والطالبين بثارات بدر وحُنين والأحزاب، وبأمرٍ من معاوية وترغيب وتطميع.. دُفعت جعدة بنت الأشعث إلى أن تدسّ سمّاً قاتلاً إلى الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه. تناوله عليه السّلام، حيث سقته به، فاشتكى منه شكاة قاءَ معها أحشاءه لأربعين يوماً وهو يتلوّى على فراشه، حيث تغلغل السمّ في بدنه العابد لله تعالى.. ولم يَزَل كذلك حتّى وافته الشهادة العليا، إذ ذهب إلى ربّهِ مظلوماً سميماً يشكو ظالميه والغادرين به.
كان ذلك في المدينة، في السابع من صفر على الأشهر (وقيل في الثامن والعشرين منه، وهو مشهور أيضاً)، سنة خمسين من الهجرة النبويّة الشريفة. فتولّى الإمام الحسين عليه السّلام ـ وقد اُصيب بفجيعته ـ غُسله وتجهيزه وتكفينه وتشييعه. وكادت المرأة أن تُحدث فتنة كبرى، إذ منعت النعش الشريف أن يُدخَل إلى البيت النبويّ أو يُجدَّد به العهد عند قبر جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، فصُوّبت السهام إلى ذلك النعش حتّى أصابه سبعون سهماً.
فمال به الإمام الحسين عليه السّلام ـ منعاً للفتنة ـ إلى مقبرة البقيع؛ ليدفن أخاه المظلوم هناك عند قبر جدّته فاطمة بنت أسد، وكان ذلك بوصيّة منه سلام الله عليه. وقد كانت للإمام الحسين عليه السّلام على قبر أخيه وقفة فيها لواعج رثاء، ولوعات حنين، وزفرات حارّة وأنين.
وبقي قبر الإمام الحسن عليه السّلام في مقبرة البقيع يحكي للناس أكثر من حقيقة وأكثر من قصّة.. منها: أنّه سليل النبوّة والإمامة، وربيب بيت الوحي والرسالة، فيُتبرّك بقبره ويُزار، وتُنال عنده الكرامات والبركات. ومنها: أنّه المظلوم الذي جُهل قَدره، وتنكّر الكثير من الأبعدين والأقربين لمقامه ومنزلته.
وقبره الطاهر كان يحكي تلك الظُّلامة.. التي دوّى صوتها في آفاق التاريخ، ثمّ تصاعد دَويُّها حين أقبلت الأيدي الحاقدة على بيت النبوّة، في الثامن من شوّال سنة 1344 هجريّة لتهدم ذلك القبر الزكيّ للإمام الزكيّ، مع جملة من قبور أئمّة الهدى: الإمام السجّاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السّلام.. وقبور الصحابة، ومنهم العباس بن عبدالمطلب.. وقبور الصالحين، ومنهم: فاطمة بنت أسد
كان ذلك في المدينة، في السابع من صفر على الأشهر (وقيل في الثامن والعشرين منه، وهو مشهور أيضاً)، سنة خمسين من الهجرة النبويّة الشريفة. فتولّى الإمام الحسين عليه السّلام ـ وقد اُصيب بفجيعته ـ غُسله وتجهيزه وتكفينه وتشييعه. وكادت المرأة أن تُحدث فتنة كبرى، إذ منعت النعش الشريف أن يُدخَل إلى البيت النبويّ أو يُجدَّد به العهد عند قبر جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله، فصُوّبت السهام إلى ذلك النعش حتّى أصابه سبعون سهماً.
فمال به الإمام الحسين عليه السّلام ـ منعاً للفتنة ـ إلى مقبرة البقيع؛ ليدفن أخاه المظلوم هناك عند قبر جدّته فاطمة بنت أسد، وكان ذلك بوصيّة منه سلام الله عليه. وقد كانت للإمام الحسين عليه السّلام على قبر أخيه وقفة فيها لواعج رثاء، ولوعات حنين، وزفرات حارّة وأنين.
وبقي قبر الإمام الحسن عليه السّلام في مقبرة البقيع يحكي للناس أكثر من حقيقة وأكثر من قصّة.. منها: أنّه سليل النبوّة والإمامة، وربيب بيت الوحي والرسالة، فيُتبرّك بقبره ويُزار، وتُنال عنده الكرامات والبركات. ومنها: أنّه المظلوم الذي جُهل قَدره، وتنكّر الكثير من الأبعدين والأقربين لمقامه ومنزلته.
وقبره الطاهر كان يحكي تلك الظُّلامة.. التي دوّى صوتها في آفاق التاريخ، ثمّ تصاعد دَويُّها حين أقبلت الأيدي الحاقدة على بيت النبوّة، في الثامن من شوّال سنة 1344 هجريّة لتهدم ذلك القبر الزكيّ للإمام الزكيّ، مع جملة من قبور أئمّة الهدى: الإمام السجّاد، والإمام الباقر، والإمام الصادق عليهم السّلام.. وقبور الصحابة، ومنهم العباس بن عبدالمطلب.. وقبور الصالحين، ومنهم: فاطمة بنت أسد